السبت 13 يونيو 2015 - 02:11 م
لوفيجارو – التقرير
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
بينما ينمّي داعش سيطرته
الإقليمية على سوريا والعراق، يواجه التنظيم الجهادي صعوبة أكبر في إخفاء
أسرار عمله؛ إذ تشير العديد
من الانتكاسات الأخيرة إلى تنامي قدرة التحالف
الدولي على التسلسل إلى “صندوقه الأسود” بفضل معلومات قيمة حول التنظيم
الجهادي الّذي يكشف مع تناميه.
ففي يوم 16 مايو، تمّت تصفية
“أبو سيّاف”، الداعم المالي التونسي المكلّف بتهريب النفط والمشارك في
تجارة الرهائن -المصدرين الرئيسين لإيرادات الدولة الإسلامية- قرب دير
الزور في سوريا.
بفضل أجهزة الكمبيوتر، والهواتف
المحمولة، ووثائق استولت عليها القوّات الخاصّة الأمريكية من منزل “أبو
سيّاف”؛ وضعت المخابرات يدها بين 4 و7 تيرابايتات من البيانات، أيّ ما
يعادل بين 1200 و2100 ساعة من الفيديو؛ وهذه كتلة كبيرة من المعلومات الّتي
تبيّن -على سبيل المثال- أن الخليفة “أبو بكر البغدادي” يجتمع بانتظام مع
القادة الإقليميين “الأمراء” في مقرّه بالرقّة، شرق سوريا. ويذهب سائقون
لاصطحابهم ويطلبون منهم تسليم هواتفهم المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية
أخرى؛ لتجنّب تتبّعهم من قبل الآذان الكبرى الأمريكية.
وتلعب زوجات القيادات الجهادية
-مثل زوجة “أبو سيّاف” الّتي اعتقلت من قبل كوماندوز دلتا- أيضًا دورًا
مهمًّا في نقل المعلومات داخل داعش. ومؤخرًا، حصلت المخابرات الأمريكية على
عدّة معلومات حول الرجل الثاني في الترتيب العسكري لتنظيم الدولة
الإسلامية “فاضل الهلالي”، المقدّم السابق في مخابرات صدام حسين الّذي قتل
في غارة أمريكية على الموصل في نوفمبر.
وبفضل ثورة المعلومات الّتي
جمعت من مخبأ “أبو سيّاف”، صفّ الأمريكيون بعد أسبوعين “أبو حميد”، الأمير
المكلّف بالشؤون القبلية والشرعية في الحسكة (شمال شرق سوريا)؛ ولكن لم
يتمّ تأكيد مقتله من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
في أوائل شهر يونيو، أعلنت
وزارة الدفاع الأمريكية عن تدمير مركز قيادة داعش في سوريا من خلال صورة
نشرت على تويتر من قبل جهادي يقف أمام المبنى.
وأشارت تغريدات إلى الموقع نفسه: “ثم أتت الغارات الأمريكية في أقلّ من 24 ساعة بعد نشر التغريدات“،
وفقًا للمركز الأمريكي “صوفان جروب”. ومنذ ذلك الحين؛ حدّ داعش من استخدام
وسائل الإعلام الاجتماعية، وحظر التقاط صور للهجمات حول الأماكن الحساسة. “وقد وزّعوا دليلًا لإظهار كيفية مسح البيانات الوصفية الجغرافية المحمولة على الصور“، حسب صوفان جروب.
ومؤخرًا، حطّمت غارة أمريكية
يوم 3 يونيو أكبر مصنع للسيارات المفخّخة لداعش في الحويجة، واحدة من
معاقله الرئيسة في شمال تكريت؛ وتؤرق هذه السيارات القوّات العراقية الّتي
تستهدف دائمًا من هذه الأجهزة القاتلة المعبّأة بالمتفجرات.
ومرّة أخرى، لا يمكن أن يتحّقق
مثل هذا النجاح دون الحصول على معلومات بشريّة قويّة مستمدّة من المخبرين
الّذين بدأت تُؤتى ثمارهم، أو صور بالأقمار الصناعية، أو تنصت عبر الهواتف
من خلال وحدة مكافحة الإرهاب العراقية في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار.
وتشير الصحافة في بغداد إلى أنّ
الأمريكان استفادوا من تسلّل مترجم عراقي. وفي الأشهر الأخيرة، نجحت
القوّات العراقية في تحديد أماكن تواجد قيادات عليا تابعة لداعش؛ وتمّ
استهداف بعضهم بعد ذلك في مواكبهم أو خلال التجمّعات، مثل “أبو علاء
العفاري” الّذي لا يزال مصيره مجهولًا. ومن ثمّ؛ هناك ما لا يظهر للصحافة؛
إذ يشير عسكري فرنسي متواجد في العراق إلى أنّ “القوّات الخاصّة الفرنسية تحقّق إنجازات في غاراتها على داعش“.
أمام السكان المتعبين من القمع
الّذي يتعرّضون إليه تحت نير داعش؛ باتوا يوفّرون معلومات عن التنظيم أكثر
من ذي قبل، في حين أنّ أجهزة المخابرات الأردنية كثّفت من جانبها عملها في
التسلسل إلى القبائل السنية العراقية، أي إنّ المطاردة كثّفت من جميع
الجوانب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..