الأبناء
والبنات هم فلذة الأكباد وريحانة الفؤاد ، إذا كنت في قوتك آنسوك وإن كنت
في وقت ضعفك عضدوك ، وفي هذه الأيام استقبل الأبناء والبنات إجازتهم
الصيفية ، والتي غالباً ما يشاركهم فرحتها وأنسها وسعادتها آبائهم وأمهاتهم
، ولكي تكون إجازتنا سعيدة بإذن الله مكللة بالتوفيق والتيسير، والمتعة
والفائدة ، والانتفاع والترفيه المباح فإليكم مجموعة من الوقفات والاضاءات
في هذا المقام :
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
1. أول الاضاءات إخلاص العمل لله ، فأنت يا أخي الحبيب متى ما جعلت نيتك لله ومقصودك له وفقك الله سبحانه.
• اجعل من نيتك ياأُخي ، قصد إدخال السرور على الزوجة والأبناء فهم داخلين في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ) حديث صحيح .
•
اجعل من نيتك ومقصدك تعليم الأولاد وتربيتهم التربية الصالحة ،ليكن من
برنامجك مع أبناءك أن يحفظوا شيئاً من القرآن الكريم ، وشيئاً من أحاديث
المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ذكرهم في هذه الإجازة بعظمة الله والتفكر في
مخلوقاته .
•
اجعل من نيتك ومقصدك بر والديك وصلة أرحامك وزيارة أقربائك ، وفي هذا
الأمر فوائد جمة ومنافع متعددة ، فكم من الأجور ستنال بإذن الله من هذه
الصلة ، وأنت أيضاً بهذا العمل الجليل تعطي القدوة الحسنة لأبنائك .
• اجعل من نيتك ومقصدك طاعة الله والتقرب إليه ، مثلاً : بزيارة بيت الله الحرام ومسجد رسول الأنام صلى الله عليه وسلم .
2. الإجازة مجال لإعادة التوازن في اهتماماتنا ، ولتحقيق التكامل في اهتماماتنا
إنها
فرصة لتحقيق الأماني والرغبات التي حالت بيننا وبين تحقيقها انشغالات
الوظيفة والعمل ، ففي الإجازة الوقت متسع أكثر من غيره متى ما أنت أحسنت
التخطيط ووضعت الأهداف وقبل ذلك استعنت بالله سبحانه وتعالى :
•
في الإجازة يمكنك قراءة وردك اليومي من القرآن الكريم ، في الإجازة مجال
لأن تطالع أكثر من كتاب ، في الإجازة مجال لأن تكتب بحثاً... لأن تبحث
مسألة...لأن تستمع إلى أكثر من شريط نافع .
• في الإجازة مجال إلى أن تشارك في برنامج مفيد ، ودورة تدريبية متميزة ، في الإجازة يمكنك أن تحضر دورة علمية أو محاضرة شرعية .
• في الإجازة مجال إلى أن تخطط لنفسك ولأسرتك فيما يسعدهم دنيا وأخرى .
• في الإجازة مجال لأن تلتفت إلى بيتك وتنظر إلى احتياجاته ( إضافات كانت أو تعديلات ) .
هذا
التوازن وذلك التكامل هو ما كان يوصي به ذلك الصحابي الناصح خليله
وصديقه فقد قال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما : ( إن لنفسك عليك
حقاً، وإن لربك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً،
فأعط كل ذي حق حقه ) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ( صدق سلمان ) رواه البخاري .
3.من
أولى أهداف الإجازة الطويلة الراحة بعد عناء العمل وجهده للموظف وبعد جهد
المذاكرة والاختبارات للطالب، وذلك لكي يعود الموظف إلى عمله والطالب إلى
مقاعد الدراسة وقد ازداد نشاطاً وإقبالاً على العمل، لكن البعض بعد أن
تنتهي الإجازة تجد أن إجازته تحتاج إلى إجازة ، فهو من أول لحظة إلى آخرها
وهو في تعب وعناء وخذ أمثلة معايشة على ذلك :
•
السهر المستمر طيلة أيام الإجازة، ومعلوم أن نوم الليل غير نوم النهار ،
مع ما يضيعه هذا المفرط من كثير من الواجبات الشرعية والدنيوية.
• كثرة الأسفار والتنقلات مما يرهق نفسه وأبنائه ، بل يرهق ماله ومدخره .
•
البقاء في آخر مدينة سافر إليها حتى آخر ساعة من الاجازة ، وهناك تجد
المطارات مكتظة بالمسافرين ، والطرقات السريعة مليئة بهم ، بل بعضهم يتعدى
ليأخذ اليوم الأول من الإجازة ، فتجد مثل هذا يعود خاملاً متعباً مجهداً ،
وخاصة إذا أضفت إلى ذلك طول السفر وعناء الطريق ، واختلاف المناخ .
إن
التوازن في الاستفادة من الإجازة مطلب مهم، وإعطاء النفس وقتها من الراحة
، بالإضافة إلى الفائدة والمتعة يحقق بإذن الله إجازة سعيدة .
1436/8/23
د.محمد بن عدنان السمان
المدير التنفيذي لشبكة السنة النبوية وعلومها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..