الجمعة، 31 يوليو 2015

النظريات المفسرة للإنحراف والجريمة

لقد عمد عدد من الباحثين و العلماء إلى محاولات تفسير هذه الظاهرة منطلقين من رؤى مختلفة حينا ومتضاربة أخرى و متداخلة أحيانا أخرى . ولعل أولى الخطوات في تفسير الجريمة كانت تلك المتعلقة بالمدرسة الفلسفية التي ربطت مشكلة الجريمة بالأخلاق ، ومن روادها كانط حيث يقول "أن إرادة الخير هي الشيء الوحيد الذي يعد خيرا على الإطلاق دون قائد أو شرطي وترتبط إرادة الخير بمفهوم الواجب ". ثم تلتها خطوات أخرى حاولت أن تسلط الضوء على الجريمة و أن تمنحها التفسير العلمي الجزئي أو المتكامل للظاهرة . ومن هذه النظريات :
1) النظرية البيولوجية المفسرة للجريمة:
هذه النظرية حاولت إعطاء الجريمة تفسيرا انطلاقا من وجود تكوينات عضوية محركة للفعل الإجرامي، و أهم روادها العالم شيراز لمبروزو (1835- 1909) الذي اشتغل طبيبا بالجيش الإيطالي و عمل بالمستشفيات العقلية وهذا ما أكسبه خبرة في الميدان و أتيحت له فرصة التعامل مع المجرمين و غير المجرمين من حيث التكوين الجسماني .و قد مكنته أبحاثه من وضع نظريته التي عرضها في كتابه " الرجل المجرم " الصادر سنة 1876. وقد غلب لمبروزو دور العوامل الوراثية التي تؤدي بصاحبها إلى ارتكاب الأفعال الإجرامية وقد انتهى إلى أمرين اثنين :
1) أن الصفات الارتدادية الخالقة معه تتوافر لدى معظم المجرمين لا لدى جميعهم
2) أن الوراثة وحدها لا تؤدي إلى الجريمة و إنما تؤدي إلى توافر ميل نحو الجريمة ما لم يكن مقترنا بعوامل معينة قد تكتسب بعد الميلاد .
وقد صنف لمبروزو المجرمين إلى خمسة أنماط هي : المجرم بالميلاد ، المجرم المجنون ، المجرم بالعادة ، المجرم بالصدفة ، المجرم بالعاطفة . وقد أرسى بذلك قواعد و دعائم الاتجاه الأنثروبولوجي في علم الاجتماع حيث وضع نمط بيولوجي أساسي و نفسي تبعي واعتبره أساس لتمييز المجرم عن غيره .
- اتجاه الكروموزوم والعامل الوراثي : ثم تلت أعمال لمبروزو محاولات أخرى حاولت ربط الجريمة بنشاط الغدد و المورفولوجيا و الكروموزومات ، ومما ساعد على ذلك هو التقدم الكبير الذي أحرزته العلوم و الدراسات العلمية الخاصة بوظائف الغدد و الوراثة و علم الأجنة ( شيلدون ، جلوك ).فالاتجاه البيولوجي هو الذي يعطي الدور الجوهري للعوامل الوراثية و الجسمية للفرد في إحداث السلوك الإجرامي ، وقد ذهب في ذلك وليام شيلدون . H. Sheldon إلى تأييد هذا الاتجاه حيث ابتدع طريقة للتمييز بين المجرمين و غير المجرمين من حيث نوع الخلايا الجسمية لدى 200 حالة من الأحداث الجانحين ، حيث خلص إلى أن الجانحين يختلفون عن غير الجانحين من حيث الخلايا الجسمية و الأنماط المزاجية و النفسية المرتبطة بها و التي تتجه لدى الجانحين نحو انحطاط موروث .
هذا الاتجاه يذهب أيضا إلى اعتبارات أخرى هي أن الاستعدادات التكوينية التي توجد لدى الفرد من تشوهات و ضعف في القدرات العقلية و نقص في القدرات الجسمية ؛ هي عائق من توافق صاحبها مع البيئة المحيطة به و التي يعيش فيها، مما يجعلها كمحركات للخروج عن تواضعات المجتمع و التمرد عليه بإتيان السلوك الإجرامي . كما تحدث أنصار هذه النظرية عن اضطرابات الغدد و إفرازاتها وبخاصة الغدة الكظرية و التي تكون سببا في دفع الفرد إلى الفعل الإجرامي .
إن ما ذهبت إليه المدرسة البيولوجية من رؤى قائمة على أفكار و دراسات علمية و على الرغم من أنها فتحت الأبواب للبحث العلمي المتخصص في هذا المجال ؛ إلا أنها لم تسلم من النقد الذي وجهه عديد من العلماء ، مثل ما تقدم به فولد جورج B. VOLD. GEORGE (1958) الذي رأى أن التفسيرات البيولوجية هي تفسيرات هشة . كما انتقد أيضا ريتشارد كورنR.KORN كل المحاولات التي من شأنها أن تمنح الأهمية القصوى للعوامل العضوية في تفسير ت الجريمة وأكد أنها محاولات تفتقر إلى العلمية و الدقة في البحث . و أن الفروق التي تحدث عنها لمبروزو ترجع إلى الصدفة و لا تعكس فروقا حقيقية بين المجرمين و غير المجرمين , كما كان النقد الذي وجه للمدرسة قائم أيضا على أن أنصارها كانوا يستخدمون أسلوب القمع بحكم السلطة التي يمتلكونها على الجنود ، ومما يضعف أيضا مصداقيتها أن الطفل إذا ما فحص و وجد لديه دلائل مجرم يؤخذ مباشرة إلى السجن حسب تصنيف لمبروزو و أنصار النظرية البيولوجية .
2) النظرية النفسية المفسرة للجريمة :
إن الاتجاه السيكولوجي في فهم الظاهرة الإجرامية كان من خلال التقدم الذي أحرزه علم النفس و خصوصا الخطوات التي خطتها مدرسة التحليل النفسي و تقنيات أبحاثها ، فكانت هناك دراسات رائدة مركزة على الشعور و اللاشعور و الكبت الناتج عن وجود صراع نفسي ، وقد اعتبرت الجريمة تعبير عن طاقة غريزية كامنة في اللاشعور تبحث عن مخرج وهي غير مقبولة اجتماعيا ، ومن هنا يمكننا القول أن النظرية النفسية لم تعطي للفعل الإجرامي أهمية كبرى بل كانت تعطيه قيمة رمزية و قيمة عرضية وحسبها أن هذا السلوك هو التعبير المباشر عن الحاجات الغريزية و التعبير الرمزي عن الرغبات المكبوتة ، أو هو نتاج عن أنا غير متكيف بين متطلبات الأنا الأعلى و الهو . فالبحث في موضوع الجريمة من ضوء التفسير السيكولوجي أصبح من اختصاص علم جديد يعرف بعلم النفس الجنائي La Psychologie Criminelle الذي يبحث في العوامل النفسية للجريمة من خلال مختلف الاتجاهات المختلفة المنتمية للمدرسة النفسية .في هذا الصدد نجد أبحاثا ودراسات و اتجاهات مختلفة منحاها النظرية النفسية وتفسر الجريمة وفق رؤى نفسية مختلفة ومن من هذه الاتجاهات نجد:
- الاتجاه الفرويدي : يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي و أنصاره أن المجرم شخص لم يتمكن من التحكم كفاية في نزواته أو لم يتمكن من التسامي بها في سلوكات مقبولة اجتماعيا فالسلوك الإجرامي حسب فرويد هو التعبير المباشر عن الحاجات الغريزية و التعبير الرمزي عن الرغبات المكبوتة ، أو هو نتاج لأنا غير متكيف بسبب تمزق هذا الأخير بين متطلبات الهو المتناقضة و الأنا الأعلى . كما يؤكد أيضا أن سيكولوجية المجرم تتوفر على سمتين أساسيتين هما : اندفاعية محطمة كبيرة و أنانية غير موجودة إلى جانب عقدة أوديب التي تفسر الإجرام في شكلين من أخطر أشكاله:
زنا المحارم : وهو تعدي جنسي غير قانوني يرتكبه ولي أو بديله على طفله ، ومن وجهة النظر الأنثروبولوجية كل المجتمعات تحرم حالات زواج الأقارب و يعد كلود ليفي ستروس من أهم العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة و توصل إلى أن كل المجتمعات المعروفة تتوفر على قاعدة سارية تحرم على الرجل اتخاذ بعض النساء كأزواج .
قتل الولي:حيث يفسر بعض أنواع الأخرى من الإجرام أين يقتل الطفل أباه و قد يكون القتل رمزيا
فالشعور بالذنب و عقدة أوديب حسب فرويد من أهم الدوافع نحو ارتكاب الجريمة و الإحساس يسبقها و ليس كما يعتقد أنه يتبعها ، فحسبه الشاعر بالذنب يبحث عن العقاب عن طريق الإجرام و هذا ما يعرف بالعقاب الذاتي .
- اتجاه الإحساس بالنقص لآدلر : وضعها آدلر (1870-1937) حيث يقوم نسقه النظري على الشعور بالنقص و الصراع من أجل التفوق ، و في مجال الجريمة فإن عقدة النقص قد تؤدي إلى ارتكاب الجريمة ، لأن هذه العقدة هي أحسن الوسائل لجلب الانتباه و ليصبح مركز اهتمام فيعوض الإحساس باقتراف الجريمة وفي هذا الصدد يوجد اتجاه آخر هو اتجاه الإحساس بالظلم لدو قراف و دي تيلو : حيث لفت دوقراف (1950) الانتباه إلى دور الإحساس بالظلم في نشوء الإجرام حيث لاحظ دوقراف حساسية مفرطة للظلم عند بعض المنحرفين المنتكسين وهذه الحساسية تدل على حرمان عاطفي شبه كلي .
- اتجاه الإحساس بالإحباط لدولاردو (1939) وغيره : ينطلق أنصار هذا الاتجاه من فكرة مفادها أن الإحباط يؤدي إلى العدوان و هذا الأخير يؤدي إلى الإحباط وهكذا تكون الدورة مغلقة ، و يعتقد أنصارها ان النسبة العالية من الإجرام في الجماعات الفقيرة و ازدياد ارتفاع الإجرام في اللحظات الحرجة يفسران برد الفعل عن الإحباط . وجدير بالذكر أن هذه الاتجاه يرجع كثيرا إلى الطبيعة الإنسانية عند تفسيره للظواهر الإنسانية المختلفة ومـن هنا أخذ اسم النظرية الإنسانية . فالإجرام حسب هذه النظرية ناتج عن ردود أفعال تجاه الإحباطات بسبب التعلم الاجتماعي ، هذه الإحباطات مفروضة علينا من طرف أشخاص آخرين لا يريدوننا أن نطور كل قدراتنا . وقد تحدث فـي مليجرام (1974)Milligrammesمن نوعين مـن الضغوطات الاجتماعية التي تجـبر الناس على ممارسة الإجرام :
- ضغط اجتماعي من موقع السلطة (تنفيذ أوامر سلطوية ).
- ضغط من خارج السلطة يصدر عن الأقران و المعارف وحتى عن مجموع الناس العاديين .
وفي بحثها عن الأسباب التي تجعل الفرد مجرما أو عدوانيا تجاه الآخرين ، ترى هذه النظرية أنه لما يكون الناس أحرارا في اختيار مسار حياتهم والتعبير عن انفعالاتهم فإنهم لا يختارون الإجرام .
- اتجاه الكائن ابشري معدوم الأنا الأعلى لـ إشهورن AICHHORN: كان رائد إعادة تربية المنحرفين ، وقد حاول تفسير الإجرام بالرجوع إلى سن الطفولة وتمكن رفقة علماء آخرين بتمييز أربع أنواع من المجرمين : النمط العصابي ، الذين يجرمون تحت ضغط سيرورات عضوية محطمة وسامة كالمدمنين ، و المجرمين الأسوياء غير العصابيين كالمتسولين ، و المجرمون الحقيقيين معدومي الأنا الأعلى . وذهب بولبييBoulby إلى حد اعتبار أن نقص العاطفة الأبوية تجاه الأطفال أو مواقف صارمة ضدهم بسبب أنا أعلى قاس لدى الأولياء من شأنه أن يؤدي إلى صراعات وأحاسيس يحاول الشخص إشباعها عن طريق وضعيات تجعل منه موضوع العقاب .
- اتجاه انعدام الشعور للجماعة لمايو Mailloux : يرى مايو أن كل جريمة تشكل جرح مقصود للآخرين لأجل مصلحة شخصية ، فالمجرمين هم أفراد تكون عندهم المصلحة الجماعية و المشاعر للجماعة معتمدان أو غير متطوران ، وهو راجع إلى أخطاء في التنشئة الاجتماعية ، لذلك يقترح أصحاب هذا الاتجاه للوقاية من الإجرام تطوير القدرة الفطرية عند الطفل للإحساس بالجماعة .
فحسب مايو (1962) الصراع في أن يكون الفرد خاضعا أو متمردا على المجتمع يلعب دورا في النمو النفسي اجتماعيا يماثل ما يلعبه الصراع الأوديبي في النمو النفسي الجنسي ، و يحل هذا الصراع إيجابيا أو سلبيا بالمكانة التي يأخذها الفرد داخل المجتمع ، فالفرد إما أن يقبل أن يقدم خدماته لمجتمعه أو أن يحس بالاستلاب فيقاومه .
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي أحرزته البحوث النفسية في هذا المجال إلا أن تفسيراتها للجريمة ظل تفسيرا جزئيا غير متكامل ، أضف إلى ذلك كون علماء النفس كثيرا ما يعمدون عند تفسيرهم الظواهر إلى الاتكال على مرضاهم وتعميم نتائج هؤلاء المرضى على الأسوياء ، ففي ربطهم الأعراض المرضية بالسلوك الإجرامي وجهت لهم انتقادات حادة مؤداها عدم وجود صلة حتمية بين الخلل النفسي و الجريمة ، فكثيرا ما يكون الشخص مريضا نفسيا ؛ لكنه لا يرتكب أي فعل إجرامي ، إضافة إلى كون ما أتت به مدرسة التحليل النفسي غير مبني على العلمية .
3- النظرية السلوكية : ( نظرية التكيف الاجتماعي )
يرى العلماء المتبنون لنظرية التعلم أن معظم السلوكات الإجرامية هي ثمرة تعلم تلك السلوكات أكثر ممـا هي ناتجة عـن المخزون الوراثـي فالإجرام حسب نظرية التعلم الاجتماعي"سلوك مكتسب بالتعلم ويتوطد بالتعزيز الإيجابي" ومعنى هذا أن الأشخاص لا ينشئون مجرمـين طبيعيا(فطريا)بل يتعلمون الإجرام عن طريق ملاحظة النماذج أو بالتجربة المباشرة .
في هذا الصدد يشير باندورا Bandura (وهو من أهم المنظرين لنظرية التكيف الاجتماعي ) إلى أنه بالإضافة إلى التعزيز توجد عملية أخرى هي عملية التقمص Identification حيث يتعلم الناس أنواع السلوك المختلفة من خلال مراقبة أفعال الآخرين .
ولقد طور بـاندورا (1965) بحوثه وتوصل إلى المصادر التي تعلم السلوكات الإجرامية وقدم تصنيفا للنماذج التي يتبناها الأطفال (Marie-Hélène et All(1999) وصنفها إلى ثلاث نماذج :
1- يمكن أن يتعلم الطفل الإجرام من عائلته .
2- يمكن أن يتعلم الطفل الإجرام من محيطه المباشر(الرفاق،الحضانة،المدرسة.. )
3-يمكن أن يتعلم الطفل الإجرام من وسائل الإعلام التي ما فتئت تشغل حيزا أكبر من الوقت
و تـأخذ السلوكات الإجرامية التي يتعرض لها الطفل أهمية كبرى ، ويمكن أن تعزز عن طريق : المكافأة ، قبول استحسان اجتماعي لسلوك انحرافي … وهذا ما يساهم في تكوين طبع الفرد في المستقبل ؛ و من هنا يميل الذين تعلموا الإجرام إلى ممارسته فـي مـواقف خاصة ، عندما يكون الإجرام والسلوكات العنيفة ملائمة ظرفيا .
4- النظريات الاجتماعية المفسرة للإجرام
لقد حاول العديد من العلماء تفسير ظاهرة الإجرام ، كما عملوا على تحديد المؤشرات التي تعمل على إبراز الظاهرة في المجتمع ، ومن بين هؤلاء العلماء نجد علماء الاجتماع فلقد كان لهم دور كبير في محاولات تفسير الجريمة و حاولوا حصر الأسباب الاجتماعية أو المؤشرات الاجتماعية التي تساعد بشكل مباشر أو غير مباشر على نمو الجريمة أو انطفائها .
و جدير بالذكر في هذا المقام أن نؤكد أن هناك اتجاهان في المقاربة الاجتماعية للإجرام والانحراف : اتجاه أمريكي و اتجاه روسي يمكن تلخيصها في هذا الجدول
الاتجـــــــاه
طبيعة ظاهرة الإجرام
أهم الاتجاهات
أهم العلماء
روسيا
اقتصادية –اجتماعية
النموذج الاقتصادي
ماركس –انجلز
أمريكا
اجتماعية – ثقافية
النموذج الثقافي للتعلم صراع الثقافة ثقافات فرعية منحرفة
Sutherland, Sellin Cohen et Wolfong
جدول رقم- 2- يين أهم الاتجاهات الاجتماعية المفسرة للإجرام

إن الدراسات الأولى في علم الاجتماع الإجرامي تعود إلى المدرسة الجغرافية " الخرائطية " بزعامة Geverry et Quetelet و المدرسة الماركسية بزعامة ماركس وانجلز توي منذ 1850 حيث تؤكد هذه المدارس أن الإجرام مرتبط بالظروف الاقتصادية . وبعد سنوات سادت نظرية لومبروزو و المدرسة الوضعية الإيطالية لمدة عقدين ، وهي نظرية بيولوجية حيث لقت العديد من الانتقادات من بعد ، أين أوحت لفيري بإجراءات تركيب أو جمع بين العوامل الفردية و الاجتماعية (1898) ويقول فيري في هذا الصدد "كـل الجرائم ناتجة عن ظروف فردية و اجتماعية و يكون تأثيرها مختلف حسب الظروف المحلية الخاصة " و من العوامل التي يأخذها فيري بعين الاعتبار :
- كثافة السكان - العادات - الــديــن
- الرأي العام - التقاليد - الـــعـــائلة
- مستوى التعليم - درجة التصنع - الــكـحـولــية
وقد أضاف العلماء من بعد فيري عوامل أخرى تتمثل في : ظروف الحياة الاقتصادية و الاجتماعية - آراء المؤسسات العمومية (قانونية ، سياسية ، شرطة ، سجون……)
و يرى دوركايم أن لا معنى للإجرام إن لم يعطى الاهتمام للمجتمع و الثقافة فهذه الثقافة لا تحمل فقط عناصر مادية بل عادات خاصة و مرتبة تكون لها دلالة حسب نسق القيم الخاص بها . وقد ساهم أيضا دوركايم أيضا بمفهوم الأنوميا لتفسير السلوك المنحرف .وفيما يلي إدراج لأهم الاتجاهات السوسيولوجية المفسرة للإجرام .

4-1) نظرية التقليد : La Théorie de l’ Imitation
ظهرت هذه النظرية في نهاية القرن 19 وضعها جبريل طارد G. Tard سنة 1890 ، وقد كانت دراسات لعلماء فرنسيين سبقوا طارد عن دور أو سببية التقليد في ظهور الجريمة و الانحراف و هم : مورال Morel (1870) ، مورو Moreau (1875) ، أوبري Aubry (1875)
و يرى طارد أن التقليد هو العنصر النمطي المميز للحياة الاجتماعية لأنه يمثل الومضة الأولى للشعور و هو رمز الاندفاع البيوعقلي الأولي ( أول اندفاع بيوعقلي)
القوانين الأساسية للتقليد :
- يقلد الناس بعضهم البعض و يكون التقليد أكبر كلما كانت الروابط أقرب و أوثق
- في مجتمع معين يقلد الأدنى الأعلى ( الضعيف يقلد القوي .
- إذا التقى نموذجان متعارضان و متنابذان فأحدهما يستبدل الآخر .
4-2) نظرية الارتباط الفارقي لسوترلاند La Théorie de l’Association Differentielle
ظهرت هذه النظرية سنة 1934 على يد سوترلاند ، طورها فيما بعد تلميذه كريسي حيث تلخصت الصيرورة التي من خلالها الفرد يصبح جانحا فيما يلي :
- السلوك الإجرامي مكتسب و هو ليس وراثي و الذي لم يتلقى تكوينا إجراميا لا يخلق مجرما
- يتعلم الفرد السلوك الإجرامي و هو على اتصال بأشخاص آخرين و يتم ذلك التعلم عن طريق الاتصال ، و الاتصال هو بالأخص اتصال لفظي قد يكون اتصال بالقدوة أو المثل
- يتعلم السلوك الإجرامي داخل جماعة صغرى ضيقة من العلاقات الشخصية
- يحتوي التكوين الإجرامي على :تعليم تقنيات اقتراف المخالفة و تكون أحيانا معقدة و أحيانا بسيطة .وتوجيه الأنماط و الميولات الاندفاعية و الاستدلال و المواقف .
- يصبح الفرد مجرما عندما تتغلب التفسيرات غير الملائمة لاحترام القانون على التفسيرات الملائمة له و هذا ما شكل مبدأ الارتباط الفارقي .
- إن من يصبحون مجرمين هم كذلك لأنهم على اتصال بنماذج إجرامية و أنهم لم يجدوا نماذج إجرامية .
- كل فرد يستعب ثقافة الوسط الذي يعيش فيه إلا إذا تعرض ذلك الوسط لنماذج أخرى سيئة .
- قد تتغاير الارتباطات الفارقية في الوتيرة و في المدة و في الشدة و كذا الأقدمية أي أن الارتباطات مع سلوك إجرامي أو لا إجرامي مختلف حسب هذه المتغيرات الأربعة .
- التكوين الإجرامي عن طريق الارتباط بنماذج إجرامية أو لا إجرامية يستعمل ميكانيزمات هي ذاتها المستعملة في أي تكوين ، وهذا يعني أن التكوين الإجرامي لا يتم فقط عن طريق التقليد ، فالشخص المنجذب يتعلم السلوك الإجرامي عن طريق الارتباط ، بيد أن هذه الصيرورة لا يجب أن توصف على أنها صيرورة تقليد .
- أن السلوك الإجرامي هو تعبير عن نفس الحاجات و نفس القيم .
نقد النظرية : يلخصها جيفري (1959) في :
1- لا تفسر مصدر الإجرام : لماذا يجرم المجرم الأول ؟
2- لا تفسر الجرائم العاطفية أو الحديثة
3- لا تفسر الجرائم التي يكون أصحابها لا علاقة لهم بالمجرمين أو بنماذج إجرامية
4- لا تفسر حالة من يعيش في وسط إجرامي لكنهم لا يجرمونه
5- لا تميز بين السلوك المنحرف و السلوك غير المنحرف لأن كل منهما متعلم
6- لا تأخذ في الاعتبار العامل النفسي للدافعية أو نموذج "رد الفعل الفارقي "
7- لا تفسر النسبة الفارقية حسب العمر و الجنس و الانتماء إلى جماعة أقلية .
4-3) نظرية الاستلاب الاجتماعي لجيفري La Théorie de l’Aliénation Sociale
ظهرت هذه النظرية سنة 1959 أين حاول جيفري أن يجري تركيبا بين علم الاجتماع وعلم النفس معتمدا على مفهوم "الشخص" "المجتمع" و "تصور الاستلاب الاجتماعي " .
و يرى جيفري أن المنحرف يتصف بفقدان الشخصية الاجتماعية : " لقد كان تكوين أناه وأناه الأعلى مختلا نتيجة تقمصه الناقص (غير الكامل) للصور الوالدية كما أن اندماجه في المجتمع ليس جيدا فهو لم يتمكن من أخذ الموضع الذي يريده و لم يستدمج قيم الثقافة العامة إلا جزئيا مما يضعه في حالة تهميش عقلي بالنسبة لوسطه .ويشير جيفري خاصة إلى لاشخصانية العلاقات الاجتماعية و تتظاهر في شكل عدم صدقها بسبب عدم الاستطاعة العضوية أو الحادثية و يجمع مصطلح استلاب كل نظريات الإجرام في الطب العقلي وعلم النفس و علم الاجتماع التي تبحث في أسباب الإجرام والاضطرابات ذات المصدر الاجتماعي التي تمس تكيف الشخصية مع ذاتها و مع المجتمع ، و ينتج عن هذه الاضطرابات مثلا الانتحار و الكحولية و شرب المخدرات والفصام و الاضطرابات العصابية أو السلوك الإجرامي . وقد حاول جيفي انطلاقا من مفهوم الاستلاب الاجتماعي أن يثبت أن كل نتائج الدراسات الإجرامية تتوافق مع نظريته . وحسبه دائما فإن الإجرام يكون مرتفعا في المناطق التي تعرف تهميشا اجتماعيا ولا شخصانية مجهولة فالإحصائيات تثبت أن الإجرام مرتفع جدا عند فئة من الشباب – الراشدين من جنس ذكر و أتوا ليقطنوا في أكواخ في المدن و ينتمون إلى أقليات وهذا ما يبدو، وهذا ما يبدو مؤكدا لنظرية جيفري الذي يميز بين عدة أنواع من الاستلاب الاجتماعي :
- الاستلاب الفردي : الفرد المستلب و معزول عن العلاقات بلا شخصية و يوصف غالبا بالمريض اجتماعيا ، وهو لا يقبل بقيم المجتمع .
- استلاب الجماعة : تكون الجماعة التي ينتمي إليها الفرد مستلبة و معزولة عن المجتمع و من يتقمص هذه الجماعة يوصف بأنه منحرف ثقافيا أو شخص لا اجتماعي.
- استلاب قانوني : هنا فارق بين مختلف الجماعات بشأن العدالة (القانون)(أبيض أسود غني ، فقير ………) فمعظم القوانين تعكس القيم الأخلاقية و السياسية للطبقة المالكة (السائدة)
4-4) نظرية الأنوميا لدوركايم –ميرتون La Théorie de l’Anomie
أول من وضع مصطلح الأنوميا هو دوركايم ثم طوره من بعد ر.ك .ميرتون R.k.Mertonسنة 1957 . ففكرة الأنوميا تسمح ببيان عدد من حالات عدم التكيف النفسو-اجتماعي والثقافي و التي يكون الانحراف أحد مظاهرها .
ويميز ميرتون بين الثقافة والمجتمع كما يشير إلى وجود من جهة نسق منظم من القيم التي تسير سلوك الأفراد المنتمين إلى نفس الجماعة ، ومن جهة أخرى نسق المعايير و الوسائل المؤسساتية (المقبولة من طرف المجتمع) و التي تنظم الوصول إلى الأهداف التي تحددها الثقافة.فعندما يحدث توتر بين الأهداف و الوسائل المقبولة ، فليس بمقدور الجميع الحصول على الوسائل و هم لا يملكون نفس القدرة أو المهارة لاستعمال الوسائل المسموح بها ؛ ويلاحظ حسب المجتمعات و مراحل تاريخها أن الوسائل أحيانا هي التي تتفوق على الأهداف (وهذه حالة المجتمعات المستقرة و المتلاحمة و التي تعرف تطورا اقتصاديا سريعا جدا ) . وتعرف الأنوميا كنتاج عن الانقطاع في البنية الاجتماعية الثقافية و هو انقطاع أو تمزق راجع للهوة الكبيرة جدا و التوتر القوي جدا بين الأهداف المقترحة و الوسائل المتوفرة أو المشروعة ، قد تؤدي القيم الثقافية (في الحالات القصوى) إلى سلوكات منافية لهذه القيم ذاتها كما يؤدي عدم التوافق بين الثقافة و المجتمع إلى تحلل أو تفكك المعايير و بروز الأنوميا ، وهذه الأنوميا هي حالة اجتماعية تتميز بغياب المعايير . و يكون السلوك المنحرف حسب المنزلة الاجتماعية التي تنظم وصول الأفراد إلى الأهداف التي تنص عليها الثقافة ، و تحت الضغط يختار البعض وسائل غير شرعية لتحقيق أهدافهم .
و السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يتأقلم الفرد الذي يعيش في مجتمع تسوده الأنوميا ؟ يجيب ميرتون بأن هناك خمس إمكانات :
1-الامتثالية(قبول الأهداف والوسائل)
2-الإبداع (قبول الأهداف و رفض الوسائل)
3-طقوسية(أهداف مرفوضة ووسائل مقبولة)
4- انطوائية(رفض الأهداف والوسائل )
5- التمرد (رفض الأهداف والوسائل و تغييرهما ) .
و الأنوميا حسب دوركايم و ميرتون تخص المجتمع و ليس الفرد فالأنوميا حسبهما وضعية اجتماعية و ما الأفراد إلا منفعلين معها .
4-5) نظرية صراع الثقافة لسيلان : La Théorie de conflit de culture( SELLIN)
أجرى سيلان دراسة سنة 1938 حول صراع الثقافة و الإجرام و أشار إلى أهمية الصراعات الثقافية في نشوء الإجرام و هو دور ظاهر بجلاء في المجتمع الأمريكي الذي عرف موجات متتالية من المهاجرين ، ويرى أن السلوك الإجرامي ناتج عن التصادم بين معايير السلوك المختلفة في نفس المجتمع . يختلف مصطلح الصراع الثقافي المستعمل عند سيلان عما تستعمله مدرسة شيكاقو الاجتماعية فهذه الأخيرة تستعمل مصطلح الصراع لتفسير ظاهرة فقدان التنظيم الاجتماعي الناتج عن صراع الجماعات . و يصرح أن مفهوم الصراع الثقافي لا يعطي تفسيرا كافيا لاختلاف نسبة الإجرام و إنما يؤخذ من ضمن عدة عوامل اجتماعية و اقتصادية أخرى .ساهم مفهوم الصراع الثقافي في ظهور نظرية الثقافات الفرعية ( التحتية)
4-6) نظرية مناطق الانحراف لشاو ماك كاي La Théorie Des zones de Delinquance
بدأت الدراسات الأمريكية عن مناطق الانحراف منذ عام 1912 حيث أجرى كليفورد شاو و هينري ماك كاي دراستان سنتي 1929 و 1942 ، ففي إحدى دراستهما الدقيقة عن الانحراف الشبابي في مدينة شيكاغو على عينة من الذكور بين 11 و 17 سنة و بين أنه يمكن تقسيم المدينة إلى عدد من المناطق أو نواحي الانحراف ، و توصل إلى 7 مناطق حيث يسير الانحراف من المركز إلى الأطراف بصورة تدريجية و تنازلية ( يعني أن المركز هو الأكثر انحرافا ) و لا تتغير الحدة في المركز رغم مجيء الأجانب و المهاجرين ، وفسر ذلك بأن الانحراف مرتبط بالظروف الاجتماعية و الاقتصادية و ليس بطبيعة الجماعة الموجودة في المنطقة .هناك دراسة أجراها مالر سنة 1933في نيويورك و لم يصل إلى نفس التقسيم(مركز-طرف) لكن وجد أنه بالإمكان عدة مناطق انحراف عوض منطقة واحدة مركزية في حين يوجد ارتباط وثيق بين الانحراف و عوامل عديدة ككثافة السكان و المستوى الاقتصادي .


4-7) نظرية الثقافات الفرعية (كوهن وولف –فيراكوطتي) La Théorie Des sous culture
لاحظ كوهين 1955 و هو يبحث عن مصادر السلوكات المنحرفة المستديمة في بعض الأوساط ، أن الوسط البروليتاري الأمريكي في المدن الكبرى ينتج ثقافات فرعية منحرفة .فالقيم و المعايير السائدة في هذه الثقافات التحتية تسمح للأفراد بالإحساس بالاندماج . وتوفر هذه الثقافات التحتية استقرار و مدة العلاقات الاجتماعية المتوافقة و سلم قيمها هي .
و يقول كوهين :"أن نسق قيم هذه الثقافات التحتية يشجع على المدى القصير نماذج السلوك ألا نفعي السلبي و الوحشي ؛ يسرق الفرد ليس من أجل بضاعة لكن لإصباغ أهمية لمكانة السرقة "
يتمرد أفراد الطبقات الدنيا ضد قيم و ثقافات الطبقات الوسطى و ذلك بتكوين ثقافة تحتية تعاكس في قيمها سابقتها ، وتتكون هذه الثقافات التحتية بفضل وجود سلسلة من الأشخاص في تفاعل دائم فيما بينهم و يعرفون نفس صعوبات التكيف .
و يرى كوهين أن الأطفال المنتمين إلى الطبقة الشغيلة لهم صعوبة استدخال قيم الطبقات الوسطى و بالتالي ينحرفون . و الأنوميا لا تصيب كل الطبقات في كل المجتمعات و إنما تصيب أكثر الطبقات الشغيلة الدنيا . ولقد توصل وولف قنف و فيراكوطي سنة 1967 إلى تصور مكتمل عن الثقافة التحتية للعنف و أشار إلى ما يلي :
- لا توجد ثقافة تحتية مختلفة كليا أو في صراع كلي مع المجتمعات
- إن تطوير مواقف محبذة للعنف و استعماله في ثقافة تحتية تستدعي سلوك متعلم وصيرورة تعلم و الارتباط أو تقمص متميز .
- معيار معاكس هو للعنف .
4-8) الطبقة الشغيلة كثقافة تحتية منحرفة وميلر
La classe ouvrière en tant que sous culture Délinquante
وضعها ميلر سنة 1958 و يؤكد أن الثقافة التحتية المنحرفة عند المراهقين توجد لدى الطبقة الشغيلة ، هذه الثقافة تعطي قيمة للسلوكات العنيفة المنفردة و الفجائية و الحتمية تؤدي إلى الانحراف . ومراهقو الطبقة الشغيلة يكتسبون قيما تزيد خطر انحرافهم و ذلك بواسطة التعلم و التنشئة الاجتماعية .
4-9) الطبقات الاجتماعية و الاختيارات المنحرفة لكلوارد –و أهلان
La classe sociale et alternatives Délinquantes
وضعاها سنة 1960 وتخصص أيضا الثقافة التحتية المنحرفة . و يريا أن الأهمية المعطاة للإحباطات التي يعانيها المراهقون ذوي الطبقة الدنيا غير كافية في ظهور الثقافات التحتية المنحرفة بل لا بد من فحص مختلف الاختيارات الممنوحة للشباب من طرف البنية الاجتماعية و الاقتصادية .

4-10) الانحراف و عدم القدرة الاجتماعية –الثقافية لشورط-سترودباك
Délinquance et incapacité socio-culturelle
كانت أبحاثهما سنة 1965 حسبهما المراهق المنحرف المنتمي إلى عصابات منظمة له شخصية فقيرة جدا ، فيما يخص قدرته على ربط علاقات إيجابية أو سلبية مع الآخرين .
3-4-11) الانحراف و البنية الاجتماعية لماتزا Délinquance et structure sociale
ظهرت نظرية ماتزا سنة 1964 و هو يعترض على النظريات التي تعطي طابعا حتميا للثقافات التحتية المنحرفة و حسبه تلهم الثقافات التحتية المنحرفة المراهقين بالقيم المناقضة لقيم المجتمع ويؤكد أيضا ماتزا أن تكون البنية الاجتماعية –الثقافية نفاذة و متفتحة على تنوع التأثيرات والتيارات الفكرية المتلاقية و المتناقضة ، و يلح على طفو المراهقين بين مختلف أقطاب جذب .

*مناقشة : إن معظم النظريات الاجتماعية حاولت أن تفسر ظاهرة الانحراف والجريمة وفق تحليل ميكرو- سوسيولوجي والذي انطلق من التفاعل بين الأفراد وحتى الجماعات و الأنساق الاجتماعية و البنى التحتية المكونة لكل مجتع وهذا التحليل أعطى لهذه الأبعاد أهمية حتمية في تكوين السلوك الإجرامي و أهمل الدوافع الشعورية و اللاشعورية ، كما ولا يمكننا أن نفسر وفق هذه الرؤية لماذا يجرم المرضى العقليين .
5- النظرية التكاملية في تفسير الجريمة
يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السلوك الانحرافي هو سلوك مركب لا يمكن إخضاعه للتجزئة أو لوسمه لعامل دون آخر ، بل إن مزيج من عدة عوامل هو الذي يؤدي إلى ارتكاب الجريمة فالنظرية التكاملية تحاول أن تربط العوامل في صورة من التفاعل الدينامي أي تآلف العوامل المسببة للجريمة و الانحراف في ضوء التطور الفعلي للشخصية كما تبدو متفاعلة مع الوضع الاجتماعي الذي توجد فيه .
ومن أنصار المدرسة التكاملية الذي يجمع بين مختلف العوامل المسببة للجريمة عالم الإجرام والركلس صاحب نظرية الاحتواء التي ترجع السلوك الإجرامي إلى الضعف أو فشل الاحتواء الداخلي الذي يعبر على قدرة الفرد على الإمساك عن رغباته بطرق منافية للمعايير الاجتماعية والاحتواء الخارجي وهو قدرة الجماعة أو النظم الاجتماعية على أن تجعل لمعاييرها الاجتماعية أثر ا فعالا على الأفراد و تظهر قوة الاحتواء الخارجي في درجة مقاومته للضغوط الاجتماعية .
ولقد دلت الكثير من أعمال العلماء و الباحثين أمثال شيلدون و اليانور جلوك على اتجاه تعددي ينظر إلى الإنسان على أنه وحدة عضوية نفسية و اجتماعية .

إعداد الدكتورة مزوز بركو


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..