الخميس، 30 يوليو 2015

أردوغان يحرم الأكراد من النصر على داعش

لم يعد للأكراد مكان في الحرب على الدولة الإسلامية، فقد حصر أردوغان القضية بين الإخوان المسلمين وداعش.
ميدل ايست أونلاين
الدواعش يفجرون الأكراد في تركيا كما حدث الإثنين 20 /7/ 2015 حيث ذهب ضحية
التفجير الإنتحاري بمدينة سروج 30 قتيلاً و100 جريحا. وهي عمليات إرهابية خبيثة تشبه تفجير الشيعة في السعودية والكويت، الهدف منها احراج الحكومات ووضعها في معضلة أمنية.
الدواعش يمارسون نوعاً من العبث الشيطاني فهم يضعون الأمن الوطني التونسي في حماية السياح الأجانب والمنتجعات، والأمن السعودي الوهابي في حماية الحسينيات الشيعية، والجيش التركي الأتاتوركي في حماية الأكراد.
داعش تجلس في منتصف الطاولة تماماً، بين جميع الأعداء في الشرق الأوسط. فالأكراد يريدون دولة قومية مقابل رأس البغدادي، وإيران تريد انتشار المشروع الصفوي مقابل رأس البغدادي، والسعودية تريد استقرار المنطقة وإنقاذ الشعب السوري، والولايات المتحدة تريد مصالحها، وتركيا قررت أخيراً ضرب الأكراد وداعش معاً والسماح للتحالف بقاعدة أنجرليك مقابل إنعاش مشروع الإخوان المسلمين والجيش الحر في سوريا.
السوري صالح المسلم "رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي" يقول علناً "داعش أداة تدمير تركية تستخدم لإحداث تغيير ديموغرافي في مناطق الأكراد" وهذا ما حدث في كوباني وحير العالم.
فلم يفهم أحد سبب توجه داعش نحو المناطق الكردية وترك مدينة سامراء مسقط رأس الخليفة بيد الميليشيات. بل إن خطيب الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني تفاخر مرة بأنهم سلموا كوباني كومة من الحجارة.
ومنذ سقوط الموصل وبداية النزاع بين الأكراد والدولة الإسلامية انتهت صناعة السياحة في كردستان العراق وهربت رؤوس الأموال. ويقول صديق بأنه زار أربيل عام 2012 ففوجئ حينها بأن سائق التاكسي كردي ألماني الجنسية، وأن معظم أساتذة الجامعات تركوا منافيهم وعادوا إلى الإقليم الكردي الواعد حينها.
إلا أن الوضع تبدل منذ هجوم الدولة الإسلامية على كركوك، وهبوط أسعار النفط، وتلكؤ حكومة بغداد بدفع حصة الإقليم من الميزانية كل ذلك أدى إل عجز عن دفع رواتب الموظفين في موعدها، إضافة إلى ارتفاع عدد النازحين من المناطق الساخنة إلى الإقليم الكردي.
وفي تقرير لوكالة رويترز تحدث عن انتعاش مهنة التهريب إلى أوربا وهجرة جديدة للأكراد "قال مهرب كردي يعمل بالتجارة منذ ما يقرب من 30 عاماً إن الشبكة التي يعمل بها أرسلت 255 شخصا إلى أوروبا في مايو/أيار ويونيو/حزيران فقط جميعهم تقريبا من الشبان الأكراد".
وبموقف الولايات المتحدة الأخير يكون نجم كردستان قد أفل فعلاً، فقد قال المسؤول في البيت الأبيض بن رودس "نعتبر أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية وتركيا لديها الحق في التحرك ضد أهداف ارهابية".
تمتد الحدود التركية السورية على مسافة 800 كلم، و"داعش" تسيطر على الكثير من النقاط الحدودية، ويقدر المراقبون عدد الدواعش الأتراك بالمئات، هذا غير التجار الكبار والقطط السمان الي تعتاش من التهريب طيلة سنوات الحرب الأهلية في سوريا.
هذا معناه بأنه لا مكان للأكراد في الحرب على الدولة الإسلامية. القضية يحصرها أردوغان بين الإخوان المسلمين وداعش. وقال أحمد داود أوغلو ما معناه أن على أكراد سوريا قطع علاقتهم بحزب العمال الكردستاني، وقطع علاقتهم بالنظام السوري، و العمل تحت قيادة الجيش الحر، أو يتولى الجيش التركي دكهم بالصواريخ.
أمام انتهازية أردوغان وخبث المشروع الإيراني يبدو الدواعش في حالة انتعاش ذاتي بسبب انقسام المنطقة وصراعاتها الطائفية والقومية. وحين سألت أحد المتطرفين من الموصل على التواصل الاجتماعي هل تعتقد بأن داعش تعمل لصالح أردوغان حقاً كما يقول الأكراد فقال:

                                 وَمَنْ يَجْعَلِ الضّرغامَ بازاً لصيدهِ *** تصيّدهُ الضّرغامُ فيما تَصَيّدا
                                                                            المتنبي
First Published: 2015-07-30

بقلم: أسعد البصري



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..