الجمعة، 4 ديسمبر 2015

الْحِزْبِيَّةُ هِيَ الْفِتنَةُ(تعريف الحزبية في الإسلام)


  ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾
   لنا كلمات كثيرة وعديدة حول الجواب عن هذا السؤال، ولذلك نوجز الكلام فيه ونقول:
 الحزبية شتت بين المسلمين والله المستعان وخير دليل ما يجري الان ...
نسال الله السلامة والعافية

لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة، وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، أن التحزب
والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً، والمناهج والأساليب ثانياً، ليس من الإسلام في شيء، بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في أكثر من آية في القرآن الكريم، منها قوله عز وجل: وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:31-32] وربنا عز وجل يقول: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119] . فاستثنى الله تبارك وتعالى من هذا الاقتباس -الذي لا بد منه كونياً وليس شرعياً- الطائفة المرحومة حين قال: إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:119].

ولا شك ولا ريب أن أي جماعة تريد بحرص وإخلاص لله عز وجل أن تكون من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني، فلا سبيل للوصول إلى ذلك وتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم.




الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسماءه وصفاته وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثير أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ). ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله يرضى لكم ثلاثًا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم”، فهذا حديث عظيم من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فقد أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب. هذا الحديث فيه وصف الله جل وعلا بأنه يرضى كما أنه يرضى فهو يغضب ويكره وهو يرضى ويحب ويبغض ويكره كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى فهو يرضى لنا ثلاثًا ويكره لنا ثلاثًا يرضى لنا أن نعبده ويكره لنا أن نشرك به يرضى لنا أن نعبده وحده ويكره لنا أن نشرك به سبحانه كما قال جل وعلا: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)، يرضى لنا أن نعتصم بحبل الله وهو كتابه الكريم وسنة نبيه أن نعتصم بالكتاب والسنة ولا نلتفت إلى ما عداهما من الآراء والأهواء والأقوال والأنظمة البشرية والقوانين الوضعية المخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله. يرضى لنا أن نناصح من ولاه الله أمرنا وفي هذا إشارة أنه لا بد للمسلمين من ولاية لا بد من ولي أمر وأن الله جل وعلا شرع لنا أن ننصب ولي الأمر وأن نطيعه ولا نختلف عليه وأن نناصحه وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة” قلنا لمن يا رسول الله قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”. فهذا الحديث جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين كل أمور السعادة ونهاهم فيه عن كل أمور الشقاء أمرهم بوحدة العقيدة بعبادة الله وحده لا شريك له لأن الشرك يفرق الناس ويشتتهم ويوقع بينهم العداوات ولا يجتمعون أبد كما كان عليه الأمر قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان العرب متفرقين في عباداتهم منهم من يعبد البشر ومنهم من يعبد الشجر ومنهم من يعبد الحجر ومنهم من يعبد الجن والإنس فكانوا متفرقين فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى التوحيد اجتمعت شملهم وقامت دولتهم وقواهم الله على عدوهم فسادوا العالم بالعلم والسياسة وفتحوا القلوب بالعلم وفتحوا البلاد بالجهاد في سبيل الله حتى توحدت الأمة حتى توحدت على عبادة الله وحده لا شريك له واجتمعت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بدل أن كانت تتحكمها الأهواء والرغبات والنزعات. اجتمعت على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعت أيضا على إمام واحد بدل أن كانت كل قبيلة تحكم نفسها بنفسها ويعود الحكم إلى الشعوب وإلى الأهواء كما ينادى به الآن الحكم للشعب نحن نقول لا الحكم لله سبحانه وتعالى وبكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الذي يصلح الناس ويجمع الناس كما جمعهم الله في أول هذه الأمة على كتابه وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكذلك وحدة القيادة فلا تكن القيادة متفرقة في البلد الواحد بل قال صلى الله عليه وسلم: “من أتاكم وأمركم جميع على واحد منكم يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه”، فلا يجوز الخروج ولاة أمور المسلمين بحكم الحرية وبحكم أن كل إنسان يعبر عن نفسه ويقول ما يريد من الخلط والهمط ومن الكلام الباطل ويفرغ ما في ذهنه. كلنا نرجع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). هكذا أمرنا ربنا سبحانه وتعالى وهكذا كانت هذه الأمة ولا تزال ولله الحمد بهذا أمرنا الله ورسوله ونهانا عن شق العصا وعن تفرق الكلمة وعن الحريات الباطلة الحرية في طاعة الله وليست الحرية باتباع الهوى والشهوات. هذه عبودية وليست حرية الحرية في طاعة الله هي التي أنقذت الشعوب من ظلم الطغاة وأنقذت الشعوب من النزاعات والقتال والتناحر هي طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه هي الحرية. فالحرية في عبادة الله وحدة وترك عبادة ما سواه هي الحرية الصحيحة وليست الحرية اتباع الشهوات واتباع الآراء والرغبات وليست الحرية بأن يطلق الإنسان لسانه فيقول ما يريد من الهذيان ويحرض الناس بعضهم على بعض ليست هذه هي الحرية. هذه هي البهيمية وهذه هي العبودية للشيطان فعلينا أن نتدبر ذلك علينا أن نتنبه لذلك وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ليس من النصيحة لولي الأمر الخروج عليه بالمظاهرات والفوضى والاعتصامات. هذه البهيمية هذه فكرة شيطانية هذه تفرق تسبب النزاع تسبب السلب والنهب تسبب ضياع الأعراض تخرب البلاد. ما هي هذه الحرية فعلينا أن نأخذ بهذا الحديث وأمثاله من كتاب الله وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم. وكذلك من نصيحة ولي الأمر أن يقول كل إنسان بما ولاه الله عليه وأسند إليه ولي الأمر من الوظائف والأعمال التي هي في مصالح الناس فيؤديها بأمانة ويقوم كل بما أنيط به من عمل هذا من نصيحة ولي الأمر وكذلك من نصيحته الاتصال به وإبداء ما يحصل من الخلل ومن المنكرات ومما يخل بالدين أو يخل بالاجتماع يبلغ هذا ولا يكتم عنه ولا يحجب عنه. لكن ليس معنى ذلك أننا نتكلم بالمجالس أو نتكلم على المنابر بسب ولي الأمر وإشاعة الأخطاء أو في الأشرطة أو في الإنترنت ليس هذا من نصيحة ولي الأمر ونصيحة ولي الأمر تبلغ إليه تبلغ إليه شفهيًا أو كتابيًا ولا تذاع ولا تظهر أمام الناس. هذه نصيحة ولي الأمر كذلك من نصيحة ولي الأمر الدعاء له بالصلاح والاستقامة والتوفيق بالقيام بما ولاه الله وليس النصيحة أن ندعو عليه ندعو على ولي الأمر هذا ليس من النصيحة بل هذا ضرر على المسلمين ضرر على الإسلام والمسلمين تفريق للكلمة. فعلينا أن نتق الله سبحانه وتعالى الله أنعم علينا في هذه البلاد بهذه النعم الثلاث نعمة التوحيد ولله الحمد وترك الشرك ظاهرًا قد يشرك بعض الأفراد أو بعض الناس خفية أم ظاهرًا. الحمد لله البلاد نزيهة من مظاهر الشرك والوثنيات كذلك نحن نحكم بكتاب الله وبشريعة الله بالمحاكم الشرعية (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، فهاهو ولله الحمد الحكم بيننا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. وهذه خصلة ضيعها أكثر العالم الإسلامي اليوم إلا في هذه البلاد ولله الحمد فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له جهاز قائم بأمر ولي الأمر جعل لها هيئة تقوم عليها وعين لها أعضاء من الأكفياء يقومون بهذه المهمة. لا نقول إنهم لا يقصرون لا نقول إنهم لا يخطئون ولكن الكلام على وجود هذا الأمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن حصل بعض الأخطاء وبعض الخلل أو التقصير فذلك قل أن يسلم منه أحد. فليس النصيحة لولي الأمر ذكر معائبه وشرح ما يحصل منه من الأخطاء ليس هذا من الخيانة لولي الأمر وليس ضرر هذا قاصرًا على ولي الأمر بل إنه يتعدى على المجتمع تعدى على المسلمين وهذا ما يفلح الأعداء نسأل الله العفو والعافية. فاتقوا الله عباد الله واشكروا نعمة الله عليكم ولا تكفروها لا تكفروها بالتنكر لها وجحدها لا تكفروها بالتنكر لها وجحدها والمطالبة بأن تكون مثل المجتمعات الضائعة التي تنادي بمطالبها من غير روية ومن غير نظام لا ليس هذا هو ليست هذه هي الحرية وليس هو الذي يرضاه الله لنا ويرضاه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الفتنة الكبرى في تخريب الاسلام  


حسن البنا اسمه بالكامل حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي (14 أكتوبر 1906 - 12 فبراير 1949م) هو مؤسس حركة الإخوان المسلمين و هذا الاسم مزور كما سيتضح ، لأنه يهودى من أب يهودى وأم يهودية، وهو ليس مصرياً وانما مغربى قدم إلى مصر هرباً من الحرب العالمية الأولى، وتلقفته الجماعات اليهودية الماسونية بمصر ووفرت له المأوى والعمل، حيث التحق والده بهيئة السكة الحديد فى مهنة إصلاح الساعات ، وهى المهنة التى كان يحتكرها اليهود فى مصر و اسموه البنا لأنها بالياهودية تعني ال mason لأن الماسونية تعني بالعربية البناؤن الأحرار ، فزعيم الإخوان دخل باسم حسن أحمد عبدالرحمن وقد أضاف له والده كلمة البنا بأمر من الماسونيين المصريين اليهود حتى يكون تنظيم الماسون له فرع عربيا، حيث إن كلمة بنا بالعامية تقابلها كلمة mason بالإنجليزية كما ذكرت ، حسن البنا ولد فى البحيرة وهى أكبر منطقة يهودية فى مصر، وفيها ضريح أبو حصيرة الذى يحج إليه اليهود اليوم، وأغلب يهود البحيرة جاءوا من المغرب ومعظمهم تأسلم ومنهم جد اليهودى حسن البنا الذى كان صوفياً كعادة أغلب يهود العالم العربى فى إفريقيا. و بدأ حسن البنا يتربى و يترعرع في أحضان التنظيم اليهودي الماسوني و تحت حراسة و حماية بريطانية ليكون للتنظيم السري الماسوني يد عربية تلمع صورته أمام جموع المسلمين و تفسد عليهم دينهم و عقيدتهم ، و في عام 1927 تخرج من دار العلوم ثم عين مدرساً في مدينة الإسماعيلية في نفس العام و نقل إلي مدينة قنا بقرار إداري ماسوني و حماية و رعاية بريطانية عام 1941 ثم ترك مهنة التدريس بأمر منهم في عام 1946 ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب لتكون نواة لزرع الأفكار اليهودية الماسونية في عقول الأمة المسلمة . أسس في عام 1928 جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة سياسية إسلامية تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة اليومية وإعادة الحكم الإسلامي هذا طبعا ما تم ترويجه أمام عوام المسلمين البسطاء مستنداً إلى آرائهم وأطروحاتهم حيث قال:«إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية ومصحف وسيف.» في ظل تشتت الأمة الإسلامية ووقوعها تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي والغزو الفكري الأوروبي للوطن العربي أخذ يدعو الناس إلى جميع الأفكار الهدامة و تدمير الأمة ونشر مبادىء التكفير و القتل و التدمير في جميع المدن المصرية والريف . بداية نشر فكر تكفير المجتمعات الإسلامية :  ذكر ثروت الخرباوي أن البنا أول من وضع ملامح المجتمعين، مجتمع الإيمان الصحيح - الإخوان - ومجتمع الباطل وهو باقي المسلمين، حيث تضمنت رسائل البنا – خاصة رسائل التعاليم – العديد من اللمحات للأمة بأنها كافرة وغاب عنها الإسلام منذ قرون، وأن الله سخره وجماعته ليعيد الإسلام لها، وقال طارق أبو السعد القيادي الإخوانى السابق: إن حسن البنا مارس شكلاً من أشكال الخداع الفكري، فقد صنع جماعة ظاهرها الدعوة وباطنها استخدام القوة مستشهدًا بقول حسن البنا «سنستخدم القوة عندما لا يجدى غيرها، وسننذر أهلها قبلها، وسنكون شرفاء ونتحمل النتائج» التي قالها في رسالة المؤتمر الخامس. كما قال أحمد ربيع الغزالي محامي جماعة الإخوان المسلمين السابق، إن فكر حسن البنا الأصولي العام لم يكن بعيدًا عن التكفير، حيث أنه اختلف مع أهل السنة والمذاهب الأربعة ، و كان يكفر المسلمين لمجرد خروجهم عن جماعته أو فكرها الضال ، و كذلك فكره السياسي كان مضطربًا، وأشار الغزالي إلى أن البنا أنشأ الجماعة بغرض الوصول إلى الحكم وهو أكد ذلك بنفسه، و يرى أن يكون الوصول إليه عن طريق الاقتراع أو الانتخاب أو الأحزاب لا مانع و لو حتى تحالف مع اليهود و الشيعة ، أو عن طريق القوة المسلحة أو بأي طريقة أخرى حيث كان البنا يريد أن يصل إلى الحكم عن طريق تجهيز 12 الف من المجاهدين، وخلفية الفقه السياسي خلفية تكفيرية واضحة في فكره و منهجه . وقال سامح عيد الباعث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي المنشق، أن حسن البنا كان عندما يتحدث عن جماعته يستدعي آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن المؤمنين والصالحين، أما حينما يحدث عن المخالفين له فكان يستدعي آيات المنافقين والمشركين، وأنه كان يقول دائماً «اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون» لمن دون جماعته، وأوضح أن البنا قام بتسمية نفسه بالمرشد وهو ابن 22 عاماً وهو كما يظن سامح عيد أنه استعلاء إيماني، وهذا يجعل من غيره ضالين وهو مرشدهم، وأضاف أن حسن البنا كان يرى أنه هناك 3 قوى، وهي القوة الايمانية، قوة الترابط، والقوة التنفيذية، مستشهداً بقول حسن البنا «سأكون 12 ألف وأخوض بهم لجج البحار واقتحم عنان السماء وأقاتل كل عنيد جبار» و هو بالطبع كل من يخالف فكره المنحرف .  الدعوة للعنف و القتال و التدمير من أول لحظة :  كان مما فعله البنا منذ اللحظة الأولى التى أنشأ فيها جماعة الإخوان أن جعل من السيف شعاراً لها، ليس سيفا واحداً بل سيفين، وكانت دلالة اختياره للسيفين أن أحدهما يجب أن يوجه للداخل لمحاربة من يقفون ضد الدين و هم كل من كان خارج جماعته و فكرها ، والثاني يجب أن يوجه للخارج حيث سيكون السيف هنا وسيلة لفرض الدين للحكم في العالم تحت مسمى إنشاء دولة الخلافة و هذا ما حدث حيث صار السيف الثاني هو القوة الخارجية التي تتقوى بها الجماعة من ماسون و كفار و شيعة و غيرهم ، كما اختار البنا كلمة مأخوذة من آية قرآنية لتكون هى المحور الذى يرتكز عليه السيفان، وهى كلمة وأعدوا من آية «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم». وذات يوم سأل ثروت الخرباوي الأستاذ عمر التلمساني المرشد الثالث للجماعة عن هذا الشعار، فقال إن البنا اختاره ليواجه به الاستعمار الإنجليزي، فقال الخرباوي له: ولماذا لا نغيره الآن وليس هناك من يحتلنا؟ فقال: ولكن اليهود يحتلون فلسطين، فيعتقد خصوم الإخوان أن الدين عندهم هو القتل والقتال، هو الإجبار والإكراه، هو الولاء والبراء، فحيثما كان الرجل معك في تنظيمك وفهمك للدين فيجب أن تواليه وتحبه، أما إذا كان خارج التنظيم وعلى غير فهمك فيجب وفقاً لفهمهم للنصوص أن تعاديه وتتبرأ منه بل و تقتله. أما عن العنف والقتل والقتال فهناك مقولة للبنا في رسالة من رسائله قال فيها: «الإخوان المسلمون يعلمون أن أول مراتب القوة هى قوة العقيدة والإيمان، ثم تليها قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح» وفى رسالة أخرى للبنا يوجهها إلى شباب الجماعة يتحدث فيها عن أمله في أن يكون لديه من الإخوان كتائب مقاتلة من الشباب يغزو بهم العالم فيقول: «لا في الوقت الذي يكون فيه لكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها .. في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحر، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل إن شاء الله» كما قال مرةً «من يقعد من الإخوان عن التضحية مع هذه الكتائب فهو آثم.» من أجل ذلك أنشأ حسن البنا الجهاز الخاص الذي ارتكب الكثير من الاغتيالات وفقا لما ورد في مذكرات قادة الجهاز الخاص - أحمد عادل كمال ومحمود الصباغ - حيث ورد في مذكراتهم:« إن قتل أعداء الله هو من شرائع الإسلام، ومن خدع الحرب فيها أن يسب المجاهد المسلمين وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه ويقتله  الإرهاب و الرعب واستشهد خصوم الإخوان أيضاً بمحاضرة ألقاها مصطفى مشهور المرشد الخامس للجماعة، قال فيها «إن لفظ الإرهاب هو من ألفاظ القرآن الكريم، وهو عقيدة إسلامية خالصة، ليس هو فقط، ولكن أيضاً لفظ الرعب، فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب ألا ننهزم نفسياً من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون» وكان من الذي استدل به في هذا الموضع قول الله «ترهبون به عدو الله وعدوكم» وقوله أيضاً «سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب» واستطرد مشهور في محاضرته قائلًا: «ولكن يجب أن تعلموا أن هذا العلم هو علم الخواص، ونحن من الخواص، ولا يجب أن نصدح به أمام العامة حتى لا يجفلوا من جماعتنا، فنحن في فترة تشبه فترة وجود الرسول في مكة، حيث كان آنذاك سلمياً لا يقاتل، ولكن بعد أن أقام دولته قاتلهم.» كما قال البنا نتعاون مع الشيعة و لا فرق بيننا و بينهم المهم أن نصل إلى هدفنا و غايتنا .  و من هنا نعرف من أين يأتي الإرهاب و التدمير و التفجير  





 الفصل الثاني
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثير أما بعد أيها الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها” قالوا يا رسول الله أمن قلت نحن يا رسول الله قال: “لا أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من عدوكم ويلقى في قلوبكم الوهن”، قالوا وما الوهن يا رسول الله قال: “حب الدنيا وكراهية الموت”. إن الأعداء اليوم كما ترون تكالبوا على المسلمين في كل مكان يجتمعون ويعقدون المؤتمرات والاجتماعات للكيد للمسلمين وتشجيع من يشذ من المسلمين على الشذوذ تشجيعه وشد أزره ومدحه يقومون بذلك في مؤتمراتهم وفي تجمعاتهم ويمدون أهل الشقاق يمدونهم بالكلام ويمدونهم بالفعل يريدونهم أن يشقوا عصا الطاعة للمسلمين وأن يفرقوا جماعتهم وأن يزيلوا نعمتهم لأنهم عدو (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ)، (قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)، (وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ). الله وصف لنا أعداءنا وحذرنا منهم ومن الاغترار بهم (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، أما نقرأ القرآن لنعرف كيد عدونا لنا إن الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض في الداخل والخارج تآمروا على المسلمين اليوم. ولكن علينا أن نعتصم بكتاب الله وسنة رسوله وأن نستعين بالله وأن نثبت على ديننا وأن نشكر الله على نعمته ونسأله بأن يزيدنا من فضله ونتمسك بما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: “وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار”، وبقوله: “إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة”، علينا أن نتمسك بذلك ولو ضايقنا العالم كله لأننا على طريق صحيح وعلى طريق صواب وحق لا تهمنا الكلاب النابحة هنا وهناك. لا نغتر بأعدائنا ونقول هذه حرية وهذه مطالب وهذه وهذه علينا أن نتبع الطريق الصحيح والإسلام ما قصر في شيء رسم لنا كل شيء رسم لنا الطريق الصحيح لنسير عليه ولا نلتفت إلى ما سواه من الشرق والغرب. فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله عباد الله وصلوا وسلموا على نبيكم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما أمرنا الله بذلك (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وارزقنا الاقتداء بهم ومحبتهم والسير على منهجهم يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم وفقهم لما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام والمسلمين اللهم أعنهم على القيام بمهامهم كما أمرتهم يا رب العالمين. اللهم أبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين وقرب إليهم أهل الخير والناصحين يا رب العالمين. اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا في ديارنا. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



  واتَّخَذتُ طريقةَ طرحِ السُّؤالاتِ التى تدورُ فى عُقولِ كثيرٍ منَ المسلمينَ وتركتُ الإجابةَ للشرعِ الأغرِّ 

واللهَ أسألُ أن يجعلَ تلكَ الكلماتِ نافعةً للمسلمينَ وأن ينفعنىَ اللهُ بها ويثقِّلُ اللهُ لى بِهَا  الموازينَ يومَ القيامةِ  وصَلَى اللهُ وسلمَ على نبيِنَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعَلَى آلهِ وصحبِهِ وسَلَم
الْسُّؤَالُ الْأَوَّلُ: مَا هِىَ مَرْجِعِيَّةُ الْمُسْلِمِيْنَ إِذَا مَا اخْتَلَفُوَا فِىْ شَيْءٍ ؟ قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِيْ شَيْءٍ فَرُدُّّوْهُ إِلَىَ الْلَّهِ وَالْرَّّسُوْلِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُوْنَ بِالْلَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ }الْنِّسَاءِ- (59)  وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوْا بِهِ وَلَوْ رَدُّّوْهُ إِلَىَ الْرَّسُوْلِ وَإِلَىَ أُوْلِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِيْنَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.الْنِّسَاءِ- (83) 
 ٓقَالَ الْنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ” إِنِِّّى  قَدْ تَرَكْتُ فِيْكُمْ مَا إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوْا أَبَداً كِتَابَ الْلَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّّهِ ” (صَحِيْحُ الْتَّرْغِيْبِ وَالْتَّرْهِيْبِ لِلأَلْبَانّى )
فَالأَمْرُ الْرَّبَّانِيُّ هُوَ: أَنْ نَرُدَّ كُلَّ َخصومةٍ وَنِزَاعٍ إِلَىَ الْلَّهِ وَرَسُوْلِهِ (أَى إِلَىَ كِتَابِ الْلَّهِ وَسُنَّةِ  رَسُوْلِه ِ صلى الله عليه وسلم). وَ حِيْنَئِذٍ تَزُوْلُ الْخُصُوْمَةُ .
السؤالُ الثانى إلى أىِّ فهمٍ نرجعُ فى فهمِ القرآنِ والسُنَّةِ ؟ قال تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }(115/النساء)ولا شكَّ أنَّ المؤمنينَ عندَ نزولِ الآيةِ هم الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم ، وقد تَعَلَّمُوا من الرَّسُولِ  الدِّينَ قرآناً وسُنَّةً ، وقالَ تعالى{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}فالشقاقُ هو البعدُ عن منهجِ الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم فِى فهمِ الدِّينِ فهَُم تلامذةُ رسولِ اللهِ  وتلَقَوا العِلمَ منهُ بِلا واسطةٍ وكانَ الوحىُ يتَنَزلَ بَينهُم وكانوا فى غايةِ الحرصِ على العلمِ .
السؤالُ الثالثُ :هل نَستَدِلُ أولاً ثُمَّ نعتقدُ؟ أم نعتقدُ أولاً ثُمَّ نَستَدِلُ عَلَى ما اعتَقَدناهُ؟ قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }(19/محمد) فَبَوَّبَ الإمامُ البُخارىُ رحمهُ اللهُ عليهَا بابٌ “العلمُ قبلَ القولِ والعملِ ” فأمرَ ربُّنَا عزَّ وجلَّ العبدَ أن يتعلمَ ويستدلَ أولاً (أى يطلبُ الدَّلِيلَ من الكتابِ والسنَّةِ بفهمِ الصحابةِ  لا أَن يعتقدَ شَيئاً أولاً ثمَّ يذهبُ ليبحثَ عن دليلٍ عَلَى صِحَةِ ما اعتقدهُ وهذهِ طريقةُ أصحابِ البدعِ إذ يَلوونَ أَعنَاقَ النُّصوصِ حتى يَجعلُوَها توافقُ هواهُم أمَّا أهلُ السُنَّةِ فَيَدِينونَ للهِ ويَخضعُونَ للوحىِ المنزَّلِ من عندِ اللهِ فينظرونَ أولاً فى الدَّلِيلِ (القرآن والسنة) ثُمَّ يَعتقدونَ ما دَلَّهُم عليهِ الدَّلِيلُ.
الْسُّؤَالُ الْرابعُ : هَلْ وَضَّحَ الْشَّرْعُ الْأَغَرُّ طَرِيْقَةَ الْدَّعْوَةِ إِلَىَ الْلَّهِ ؟ قَالَ الْلَّّهُ تَعَالَىْ:{ ادْعُ إِلَىَ سَبِيِلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }.الْنَّحْلِ- (125)  قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: [هُوَ مَا أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ ].  فَالدَّعْوَةُ إِلَىَ الْلَّّهِ لَا تَكُوْنُ إِلَّا بِالْعِلْمِ الْنَّافِعِ وَالْعَمَلِ الْصَّالِحِ .  وَقَالَ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ) رَوَاهُ أَبُوْ دَاوُدَ و قَالَ الْشَّيْخُ الْأَلْبَانِيُّ : صَحِيْحٌ .  فَكَانَتْ الدَّعْوَةُ تَقُوْمُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَمَنْ يَقُوْمُ بِهَا بَعْدُ هُمُ الْعُلَمَاءُ بِسَبِيْلٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوْفِ وَالْنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ بِالْعِلْمِ الْنَّافِعِ وَالْعَمَلِ الْصَّالِحِ . (هَذَا هُوَ الْمَنْهَجُ الْصَّحِيْحُ وَالْصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيْمُ فِىْ الْإِصْلَاحِ )
 

.الْسُّؤَالُ الخامسُ: هَلْ الْدَّعْوَةُ إِلَىَ الْلَّّهِ تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْأَحْوَالِ ؟ قَالَ الْنَّبِىُّ ِ صلى الله عليه وسلم(مَنْ أَحْدَثَ فِىْ أَمْرِنَا هَذَا مَا  لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ  قَالَ مَالِكٌ بْنُ أَنَسٍ : [ لَنْ يُصْلِحَ أُخَرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَا مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا ]  قَالَ الْشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ مُعَلِّقَا :” مَنْ أَرَادَ صَلَاحَ الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِىِّ أَوْ صَلَاحَ الْمُجْتَمَعَاتِ الْأُخْرَى فِىْ هَذِهِ الْدُّنْيَا بِغَيْرِ الْطَّرُْقِ وَالْوَسَائِلِ وَالْعَوَامِلِ الَّتِىْ صَلُحَ بِهَا الْأَوَّلُونَ فَقَدْ غَلَطَ ،وَقَالَ غَيْرَ الْحَقِِّ .فَالدَّعْوَةُ لَا تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْأَحْوَالِ .
.الْسُّؤَالُ الْسَّادسُ: هَلْ كَلََّفَنَاالْلَّّهُ بِتَحْقِيْقِ النَّتَائِجِ فِىْ الدَّعْوَةِ إِلَىَ الْلَّهِ ؟ قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ، فَرَأَيْتُ الْنَّبِيَّ وَمَعَهُ الْرُّهَيْطُ ، وَالْنَّبِِىَّ وَمَعَهُ الْرَّجُلُ وَالْرَّجُلَانِ، وَالْنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ )) قَالَ الْشَّيْخُ شُعَيْبُ الْأَرْنَاؤُوْطِ : إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ عَلَىَ شَرْطِ الْبُخَارِيِّ . 
 فَلَمْ يُكَلِّفْنَا الْلَّهُ بِتَحْقِيْقِ النَّتَائِجِ وَلَكِن بِالْتِزَامِ الْشَّرْعِ , فَالشَّرْعُ يَضْبَطُ الْوَسِيْلَةَ كَمَا يَضْبِطُ الْغَايَةَ


.الْسُّؤَالُ الْسَّابعُ: هَلْ الْدَّعْوَةُ إلَى الْلَّّهِ تُقْتَضَى إِنْشَاءَ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ؟ قَالَ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِيْنَ فَرَّقُوْا دِيْنَهُمْ وَكَانُوْا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِيْ شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَىَ الْلَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوْا يَفْعَلُوْنَ}سُوْرَةُ الْنِّسَاءِ-(159).
 قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِىْ تَفْسِيْرِهِ:(أَى فِرَقَا وَأَحْزَابَا). 
وَقَالَ تَعَالَىْ { مُنِيْبِيْنَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيْمُوْا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُوْنُوْا مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ (31) مِنَ الَّذِيْنَ فَرَّقُوْا دِيْنَهُمْ وَكَانُوْا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُوْنَ } سُوْرَةُ الْرُّوْمِ –(32)  وَقَالَ : (لَا حِلْفَ فِيْ الْإِسْلَامِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. 
وََقد ذَكَرَ الإِمَاُم أَحمَدَ فى العِلل ومعرفةِ الرِّجَاِل عن الحسن قال :شَهِدتُهُم يَومَ تَرَامَوا بِالحَصَا فِى أَمرِ عُثمَانَ حَتَّى جَعَلتُ أَنظُرَ فَمَاَ أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ مِنَ الرَّهَجْ (أى من الغبار) فَسَمِعتُ كَلَامَ امرَأةٍ مِن بَعضِ الحُجَر قِيلَ هَذِهِ أمُّ المُؤمِنِيينَ فَسَمِعتُها تَقَوُلُ ” إِنَّ نَبِيَّكُم صلى الله عليه وسلم قَد بَرِىَء مِمَن فَرَّقَ دِينَهُ واحْتَزَبْ ” قالَ عبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ :هِىَ أُمُّ سَلَمَةَ . فَالتَّحَزُبُ وَالتَّفَرُّّقُ حَرَّمَهُ الْلَّهُ فِىْ كِتَابِهِ وَفِى سُنََّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكُنْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْصُرَ دِينَهُ ِبَما حَرَّمَهُ .  وقد قال الشيخ العثيمين رحمه الله فى كتاب( الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات)…وقولُ بعضهم :أنَّهُ لا يمكنُ للدعوةِ أن تَقوى وتنتشرَ إلَّا إذَا كانت تحتَ حزبٍ !! نقولُ :إنَّ هَذَا الكلامَ غيرُ صحيحٍ ،بل إنَّ الدعوةَ تقوى وتنتشرُ كُلَّما كانَ الإنسانُ أشدَّ تَمَسُكاً بكتابِ اللهِ وسنةِ رسولِ اللهِ  وأكثرَ اتباعاً لآثارِ النَّبىِ وخلفائِه الراشدينَ “. السؤالُ الثامنُ: هَل يجوزُ التحزبُ على اسمٍ أو لقبٍ سِوَى الإسلامِ؟ قالَ تعَالَى (هُوَ سَمَّاكُمُ المسْلِمِين )سورة الحج /78) وقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: (وَلَكِنْ تَسَمَّوْا بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ )(صحيح الجامع /1724( وجَاءَ رجلٌ إلى الإمام مالكٍ، فقالَ:  يا أَبَا عبدِ اللهِ ، أسألُكَ عن مسألةٍ أجعلُكَ حجّةً فيمَا بينِي وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ مالكُ:مَا شاءَ اللهُ لاقوّةَ إلاّ باللهِ ، سَل ، قالَ: مَنْ أهلُ السنَّةِ؟ قالَ: أهلُ السنَّةِ الذينَ ليسَ لهم لقبٌ يُعرفونَ بهِ ، لا جهميٌ ، ولا قدري ٌ, ولا رافضى ٌ (الانتقاء لابن عبد البر) وقالَ ميمونُ بنُ مهرانٍ”  إيَّّّاكُم وكلَّ اسمٍ يُسمَّى بغيرِ الإسلامِ ” الإبانة الصغرى لابن بطة) وقالَ مالكٌ بنُ مغولٍ:  إذا تَسمَّى الرجلُ بغيرِ الإسلامِ والسنَّةِ , فأَلحقهُ بأيِّ دينٍ شئتَ  الإبانة الصغرى لابن بطة وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ رحمهُ اللهُ” والواجبُ عَلَى المسلمِ إذَا سُئِلَ عَن ذلكَ أَن يقولَ: لا أنا شَكِيليٌ, ولا قَرفنديٌ ؛ بَل أَنَا مسلمٌ مُتَّبِعٌ لكتابِ اللهِ وسنةِ رسولهِ فلانعدلُ عن الاسماءِالتى سمَّانَا اللهُ بِهَا إلى أسماءٍ أحدثَهَا قومٌ ـ وسَمُّوهَا هُم وآباؤهُم ـ ما أنزلَ اللهُ بها من سلطانٍ” (مجموع الفتاوى) فَلا ينبغى أبداً أن ينحَازَ المسلمُ لاسمٍ غيرَ الإسلامِ ولا يجتزىءُ جُزءاً من الإسلامِ فيُصَيِّرُهُ هو الإسلامَ كلَّه ، وكذلكَ لا يتخذُ فرقةً ولا جماعةً ولا حزباً فيجعلُهاهى المسلمينَ فينتقلُ من َوسَعِ الإسلامِ إلى ضيقِ التحزبِ .
السؤال التاسعُ: هَل كثرةُ الأَتباعِ دلَيِلٌ عَلَى صحةِ المنهجِ؟ قال تعالى{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ  }(سورة الأنعام )116وقال أيضاً {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}  (103 سورة يوسف) وقــال أيضاً{قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (سورة المائدة 100)  . وقالَ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: الجماعةُ, ما وافقَ الحقَّ, ولو كنتَ وحدكَ (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعه) وقالَ الفضيلُ ابنُ عياضٍ ـ رحمهُ اللهُ ـ:عليكَ بطريقِ الهُدَى وإن قلَّ السَّالكونَ, واجتنب طريقَ الرَّدَى وإن كَثُرَالهالكونَ (ذكره الشاطبىُ (1/83)، والنووي في المجموع)

.الْسُّؤَالُ العاشرُ :مَا مَوْقِفُ الْعُلَمَاءِ الْرَّبَّانِيِّيْنَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ ؟  بِنَاءَاً عَلَىَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ إِدْلَةٍ قَاطِعَةٍ عَلَىَ حُرْمَةِ الْتََّحَزُبِ وَالتَّفَرُقِ فِىْ الْدِّينِ فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ الرَّبَانِيينَ فِىْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ يُحَذِّرُونَ مِنْ الْتََّحَزُبِ ويُحَارِبُوْنَ الْتَّحَزُبَ وَالتَّفَرُّقَ بِكُلِّ مَا أُوْتُوْا مِنْ قُوَّّةٍ لِأنَّّهُ سَبَبُ فَشِلِ و تَنَازُعِ الْأُمَمِ وَذَهَابِ رِيَحِهَا قَالَ الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَأَطِيْعُوْا الْلَّّهَ وَرَسُوْلَهُ وَلَا تَنَازَعُوَا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيْحُكُمْ وَاصْبِرُوَا إِنَّ الْلَّهَ مَعَ الصَّابِرِيْنَ} .الْأَنْفَال-(46) . وَإِلَيْكَ بَعْضَ هَذِهِ الْفَتَاوَى: فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز المفتى العام للملكة العربية السعودية آنذاك وقد سُئل عن حكم تعدد تعدد الجماعت والأحزاب فى الإسلام ، وما حكم الإنتماء إليها ؟ قال رحمه الله :”إن نبينا محمداً ِ صلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه ، وهو صراط الله المستقيم ،ومنهج دينه القويم ، قال الله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(الأنعام153)فالواجبُ عَلَى عُلماءِ المسلمينَ :توضيحُ الحقيقةِ ، ومناقشةُ كلِّ جماعةٍ ،ونُصحُ الجميعِ بأن يَسِيُروا فِى الخطِ الذى رَسَمَهُ اللهُ لعبادهِ ،ودَعَا إليهِ نبيُنَامحمدٌ صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوزَ هَذَا واستمرَّ فى عنادِهِ ،فإنَّ الواجبَ التشهيرُ به، والتحذيرُ منهُ ،ممن عرفَ الحقيقةَ حتَّى يتجنبَ النَّاسُ طريقَهم وحتَّى لا يدخلَ معهم من لا يعرفُ حقيقةَ أمرِهم فَيُضِلوهُ ويَصرِفُوهُ عن الطريقِ المستقيمِ الذى أمَرَنَا اللهُ باتباعِهِ…. ولا شكَّ أنَّ كثرةَ الفرقِ والجماعاتِ فى البلدِ المسلمِ مما يحرصُ عليهِ الشيطانُ أولاً ،وأعداءُ الإسلامِ ثانياً ” انتهى كلامُهُ رحمهُ اللهُ. قَالَ الْشَّيخُ بنُ عُثَيمِيْنَ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ :( لَيْسَ فِىْ الْكِتَابِ وَلَا فِىْ الْسُنَّةِ مَا يُبِيْحُ تَعَدُّدَ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ ، بَلْ إِنَّ فِىْ الْكِتَابِ وَالْسُنَّّةِ ذَمَّاً لِذَلِكَ ،قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيهِمْ فَرِحُوْنَ }الْمُؤْمِنُوْنَ-(53) وَلَا شَكَّ أَنَّ [تَعَدُّدَ] هَذِهِ الْأَحْزَابِ يُنَافِى مَا أَمَرَ الْلَّهُ بِهِ ، بَلْ مَا حَثَّ عَلَيْهِ فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَىْ { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوْنِ } الْأَنْبِيَاء :92 “ ( كِتَابُ الْصَّحْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ضَوَابِط وتَوْجِيْهَات) . وَلِلْشَّيْخِ الْمُحَدِّثِ مُحَمَّد نَاصِرِ الْدِّيْنِ الْأَلْبَانِيِّ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَتْوَىْ مُمَاثِلَة : قَالَ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَي ” لَا يَخْفَي عَلَيْ كُلِّ مُسْلِمٍ عَارِفٍ بِالْكِتَابِ وَالْسُّنَّّةِ , وَمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُنَا الْصَّالِحُ رَضِيَ الْلََّهُ عَنْهُمْ أَنَّ الْتَّحَزُبَ وَالَتَّكَتُّلَ فِيْ جَمَاعَاتٍ مُخْتَلِفَةِ الْمَنَاهِجِ وَالْأَسَالِيْبِ لَيْسَ مِنْ الْإِسْلَامِ فِيْ شَيْءٍ , بَلْ ذَلِكَ مِمَّا نَهَىَ عَنْهُ رَبُنَا عَزَّوَ جَلَّ فِيْ أَكْثَر مِنْ آَيَةٍ فِيْ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ (فَتَاوَىْ الْشَّيْخِ الألْبَانّىِّ لِعُكَّاشَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَنَّان ص 106). وَلِلْشَّيْخِ د.صَالِح الفَوْزَانِ (عُضْوُ هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ) فَتَوِى مُمَاثِلَة يَقُوْلُ: “الْتَّفَرُقُ لَيْسَ مِنْ الْدِّيْنِ, لِأَنَّ الدِّيْنَ أَمْرِنَا بِالِاجْتِمَاعِ , وَأَنْ نَكُوْنَ جَمَاعَةً وَاحِدَةً وَأُمَّةً  وَاحِدَةً عَلَيَّ عَقِيْدَةِ الْتَّوْحِيْدِ وَعَلَيَّ مُتَابَعَةِ الْرَّسُوْلِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ الْلَّهُ تَعَالَي :” وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ الْلَّهِ جَمِيْعا وَلَا تَفَرَّقُوا “( سُوْرَةُ آِل عِمْرَانَ 103).( كِتَابُ مُرَاجَعَات فِيْ فِقْهِ الْوَاقِعِ عَلَيَ ضَوْء الْكِتَابِ وَالْسُنَّةِ ص 44-45) أكداِلْشَّيْخِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ أَبِىْ زَيْدٍ –رَحِمَهُ الْلَّهُ – عُضْو هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ هذا الحكم فى كتابيه (خصائص الجزية العربية وحكم الإنتماء إلى الفرق والجماعت الإسلامية) على خطورةِ التَّحَزُبِ والتَّفَرُقِ  فقالَ : والجماعاتُ إن استشرَى تَعَدُدُهَا فى جزيرةِ العربِ ،فهوَ خَطَرٌ دَاهِمٌ يهددُ واقعَها ، ويهدمُ مستقبلَهَا …ويجعلُها مجمعَ صراعٍ فكرىٍ وعقدىٍ وسلوكىٍ “وقالَ: فواجبٌ واللهِ تنظيفُ هذه الجزيرةَ من تلكمِ المناهجِ الفكريةِ المبتدعةِ ،والأهواءِ الضَّالةِ ، وأن تبقَى عنوانَ نصرةٍ للكتابِ والسُنَّةِ والسيرِ على هَدْى سلفِ الأُمَّةِ ،حَرباً للبدعِ والأهواءِ المضلةِ” .

السؤالُ الحادى عشرُ ما هىَ مَسَاوىءُ التَّحَزُبِ ؟ 1 – آفةُ الآفاتِ عقدُ الولاءِ والبراءِ على الحزبيةِ حيثُ يُوَالِى كلُّ متبعٍ لحزبٍ أو جماعةٍ حِزبَهُ أو جماعتَهُ ويبرأُ ممَّا عَادَهَا ولا شَكَّ أنَّ ذلكَ ضِربٌ عظيمٌ من ضُرُوبِ العصبيةِ التى تَكَاثَرت النصوصُ على نبذِهَا ومحوِهَا من سِجلِ المسلمينَ . 2- انتشارُ البدعِ والأهواءِ والجهلِ نظراً لأنَّ كلَّ فرقةٍ وجماعةٍ وحزبٍ يتخذُ لنفسِهِ فِكراً ومنهجَاً لا يَحيدُ عنهُ قيدَ أُنملةٍ فينخرطُ فيهِ مُبتعداً عن العلماءِ الرَّبَانيينَ ولأنَّ قَادتَه يُحَذِرُوهُ من هؤلاءِ العلماءِ ويُشَنِعُونَ بِهِم  . 3- ضَعفُ الأمَّةِ وذلكَ لمَا يقعُ بينَ المسلمينَ من التَّنَازُعِ والتَّفرُقِ فتذهبُ ريحُ الأمَّةِ هَبَاءً مَنثُورَاً وقد قالَ تَعَالَى { وَلَا تَنَازَعُوَا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيْحُكُمْ وَاصْبِرُوَا إِنَّ الْلَّهَ مَعَ الصَّابِرِيْنَ}. 4- نُفُورُ النَّاسِ من الدِّينِ حيثُ يَرَى النَّاسُ أهلَ الدِّينِ فى وجهةِ نظرِهم يتَخَاصَمُونَ ويَتَنَاحَرُونَ فينفُرُ النَّاُس من الدِّينِ بالكليةِ وما ذلكَ إلَّا من شؤمِ معصيةِ الرَّسُولِ  صلى الله عليه وسلم. 5- شُيوعُ روحُ البغضِ والكراهيةِ بينَ المسلمينَ فيَبعُدُونَ بذلكَ عَن حقيقةِ الإيمانِ كَمَا قالَ النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا …)رواهُ مسلمٌ . 6- التَّحَزُبُ عَقَبةٌ فِى طريقِ الوصولِ إلى الحقِّ والهُدَى حيثُ يقعُ المتحزبُ فِى آفةِ (التأثرِ بالفكرةِ الجماعيةِ الخاظئةِ) فيصيرُ كأنمَّا أصبحَ تُرسَاً فى آلةٍ لا يستطيعُ الانفكاكُ عنها وقد قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}( سبأ/46) فالتَّفَكُرُ فى الحقِّ باتباعِ الدليلِ بعيداً عن (فلسفةِ القطيعِ) هوَ ما يَعِظُ بِهِ ربُّنا تباركَ وتعََالى الباحثَ عنِ الحقِّ . ومَسَاوىءُ الحزبيةِ كثيرةٌ جِدَاً وإن لم يكُن فِيها إلا هذا لكَفٍٍَى . 




.الْسُّؤَالُ الثانى عشر : مَا مَوْقِفُ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الْعِلْمَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ؟ يَدْعُوَنََ إِلَىَ الْتَّحَزُبِ بِاسْمِ ” مَصْلَحَةِ الْدَّعْوَةِ ” وَالْلَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ لَمْ يَجْعَلِ فِيْمَا حَرَّمَ مَصْلَحَةً وَلَمْ يَجْعَلْ فِىْ مُخَالَفَةِ سُنَّةِ الْنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَصْرَاً لِلْمُسْلِمِيْنَ بَلْ إِنَّ مُخَالَفَةَ سُنَّةِ الْنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لَا تَأْتِى إِلَا بِالْوَبَالِ  وَالشُّؤْمِ فَمَصْلَحَةُ الْدَّعْوَةِ لَا تَكُوْنُ إِلَّا فِىْ لُزُوْمِ شُرِعِ  الْلَّهِ وَسُنَّةِ رَسُوْلِهِ صلى الله عليه وسلم. فَالشَّرْعُ كَمَا ضََبَطَ الْغَايَةَ ضَبَطَ الْوَسِيْلَةَ أَيْضا ً . .الْسُّؤَالُ الثالثُ عشرَ : مَا الْمَوْقِفُ الْصَّحِيْحُ لِلْمُسْلِمِ مِنْ فِتْنَةِ الْتَّّحَزُبِ ؟ عَلَيْكَ بِوَصِيَّةِ الْنَّّبِىِّ   صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ –رَضِىَ الْلَّّهُ عَنْهُ- قَالَ: “فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَىَ أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَىَ ذَلِكَ ” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .  فَالْتَزِم (مِنْهَاجَ الْنُّبُوَّةِ ) فِىْ الْكِتَابِ وَالْسُنَّّةِ عِلْما ً وَعَمَلَا ً ، وَاعْتَزَل الْفِرَقَ (الْأَحْزَابَ وَالْجَمَاعَاتِ كُلَّهَا ) وَتذكر أن النَّبِىَّ  صلى الله عليه وسلم( بَرِىءَ مِمَن فَرَّقَ دِينَهُ وَاحْتَزَبْ  ) كَمَا قَالَت أُمُّنَا أُمُّ سَلَمَةَ 
 فَيُنَجِيَكَ الْلَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ مِنْ فِتْنَةِ الْتَّحَزُّبِ .
وَنَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَظِيْمَ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ الْفَتْنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.  وَصَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَىَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .







توجيه نصيحة خاصة إلى الشباب الذين يتأثرون بالانتماءات الحزبية المسماة بالدينية؟
نوصي إخواننا جميعا بالدعوة إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن كما أمر الله سبحانه بذلك مع جميع الناس ومع المبتدعة إذا أظهروا بدعتهم، وأن ينكروا عليهم سواء كانوا من الشيعة أو غيرهم- فأي بدعة رآها المؤمن وجب عليه إنكارها حسب الطاقة بالطرق الشرعية.
والبدعة هي ما أحدثه الناس في الدين ونسبوه إليه وليس منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) ومن أمثلة ذلك بدعة الرفض، وبدعة الاعتزال، وبدعة الإرجاء، وبدعة الخوارج، وبدعه الاحتفال بالموالد، وبدعة البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها إلى غير ذلك من البدع، فيجب نصحهم وتوجيههم إلى الخير، وإنكار ما أحدثوا من البدع بالأدلة الشرعية وتعليمهم ما جهلوا من الحق بالرفق والأسلوب الحسن والأدلة الواضحة لعلهم يقبلون الحق.
أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة فالواجب تركها، وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص، وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة:
أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[1] بعدما ذكر صفاتهم العظيمة في قوله تعالى:لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[2] الآية.
ومن صفاتهم العظيمة ما ذكره الله عز وجل في سورة الذاريات في قول الله عز وجل:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ[3] فهذه صفات حزب الله لا يتحيزون إلى غير كتاب الله، والسنة والدعوة إليها والسير على منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان.
فهم ينصحون جميع الأحزاب وجميع الجمعيات ويدعونهم إلى التمسك بالكتاب والسنة، وعرض ما اختلفوا فيه عليهما فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وهو الحق، وما خالفهما وجب تركه.
ولا فرق في ذلك بين جماعة الإخوان المسلمين، أو أنصار السنة والجمعية الشرعية، أو جماعة التبليغ أو غيرهم من الجمعيات والأحزاب المنتسبة للإسلام. وبذلك تجتمع الكلمة ويتحد الهدف ويكون الجميع حزبا واحدا يترسم خطى أهل السنة والجماعة الذين هم حزب الله وأنصار دينه والدعاة إليه.
ولا يجوز التعصب لأي جمعية أو أي حزب فيما يخالف الشرع المطهر.






مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

أضرار الحزبية على الأمة الإسلامية

الحزبية : ما هي ؟ وما أضرارها ؟ وما قيودها على أتباعها ؟ وما حكمها ؟

الصوفية ماهي ما حكمها في الإسلام (شاهد خرافات الصوفية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..