السبت، 26 ديسمبر 2015

التشيع في تونس وعلاقته بإيران



First Published: 2012-06-12
في الوقت الذي يرى فيه البعض أن المذهب الشيعي حاضر منذ عهد الفاطميين في تونس، يعتقد شق آخر أن هذا المذهب دخيل على المجتمع التونسي السني المالكي
وخطر يهدد هويته الدينية يستوجب وقفة حاسمة.
بقلم: لمياء المقدم
المتشيعون الجدد في تونس من هم؟
تقدم مجموعة من التونسيين بطلب إلى وزارة الشؤون الدينية للترخيص لهم بتأسيس جمعية ثقافية شيعية هدفها إحياء التراث الشيعي التونسي. الجمعية تطلق على نفسها اسم "المودة الثقافية الشيعية" وتتخذ من تونس العاصمة مقرا لها.
لم تحصل الجمعية على ترخيص إلا أنها بحسب البعض تمارس أنشطتها بشكل عادي وتوزع الكتب وتستقطب المهتمين.ويرى المعارضون لظهور هذا المذهب أن المتشيعون الجدد في تونس يعملون على نشر العقيدة الشيعية عبر وسائل متنوعة منها تكوين جمعيات ظاهرها ثقافية وباطنها عقائدية ويوزعون الكتب لهذا الغرض مسخرين مكتبتين بالعاصمة."إضافة إلى أنهم يندسون بين الجمعيات والأحزاب ويبذلون الأموال".
بدأت قصة التونسيين مع التشيع بعد الثورة الإيرانية أي في الثمانينات.والجميع يعرف التيجاني السماوي صاحب الكتب الغزيرة في هذا المجال وعماد الدين الحمروني.وهما أبرز متشيعين تونسيين زارا إيران والتقيا بقادتها.ويرى المتابعون في تونس ان هذين الرمزين يعتبران مرجعين روحيين يعملان على تأطير باقي المتشيعين ونشر المذهب بين الناس.و يوجد معظم المتشيعين الجدد في بالجنوب التونسي في مدن قابس وقبلي.
يقول عبد الحفيظ البناني أحد المتشيعين أن اعتناقه المذهب الشيعي قديم وجاء بعد دراسة وتعمق شديدين بحثا عن أجوبة لأسئلة طالما ظلت تؤرقه" اكتشفت بعدا أخر وحقائق أخرى وقمت بمقارنة للمذاهب وتعرية التاريخ من القداسة الوهمية التي أصبغت بها الكثير من المذاهب".
ويضيف "وجدت فيه ( المذهب الشيعي) الإسلام الحقيقي الصافي النقي، باقي المذاهب لا تمثل الإسلام الا بمنسبة مئوية معينة.المالكي مثلا لا تتجاوز هذه النسبة لديه 20%".
الرابطة التونسية لمناهضة المد الشيعي
أمام هذا الجدل والادعاء بوجود الآلاف من التونسيين ممن يعتنقون المذهب الشيعي وهو ما يؤكده عبد الحفيظ البناني، احد المتشيعين التونسيين وباحث في مسائل الأديان والمذاهب، أقدم محام تونسي في الآونة الأخيرة على تأسيس رابطة تونسية لمناهضة المد الشيعي في تونس "بعد أن أصبح الخطر الشيعي مستشريا في البلاد ويستوجب وقفة حاسمة" كما يقول.أحمد بن حسانة الذي سبق أن دخل في سجالات ومشادات فكرية أخرها القضية العدلية التي رفعها ضد المخرجة التونسية نادية الفاني متهما إياها بالكفر و التشهير بالدين الإسلامي يعود مجددا مدافعا هذه المرة عن المذهب المالكي السني الذي تدين به البلاد التونسية منذ مئات السنين متهما الشيعة الجدد في تونس بالعمالة لإيران ونشر الفتنة.
"رابطتنا وطنية ثقافية تناضل من أجل الدفاع عن هوية تونس وتسهم للتصدي لكل تدخل أجنبي في عقائد شعبنا بشكل حضاري ينبذ العنف والتطرف ويقوم على احترام سيادة القانون".
مخطط إيراني
يقول بن حسانة "قمنا يوم 23 أبريل الماضي بالإعلان عن تأسيس الرابطة التونسية لمناهضة المد الشيعي تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى تونس وافتتاح أسبوع السينما الإيرانية.أردنا من خلال هذا التزامن أن نحدث رمزية باعتبار ان رابطتنا توجه أصابع الاتهام لإيران بنشر التشيع الجعفري في البلدان العربية السنية، وتونس منها، عبر مخطط يقوم على رصد الأموال وتجنيد الأشخاص".
ويقول "هناك أجندة سياسية تقف وراءها إيران ولنا فيما يحدث في اليمن ولبنان والعراق أدلة على ذلك...إيران لن تتوانى عن تسليح هذه الخلايا النائمة متى ما دعا الأمر إلى ذلك لخلق الفتنة في إطار ما يسمى بتصدير الثورة الإيرانية".
في المقابل يرى عبد الحفيظ البناني أن هذه التهم باطلة القصد منها الإساءة للمذهب ومتبعيه ويقول "هذه تهم قديمة حديثة لا يتوانى البعض عن إطلاقها مجانا.علاقتنا بإيران مثل علاقتنا بباقي الدول التي تدين بالمذهب الشيعي وتقتصر على الرابط الروحي بيننا وبين إخواننا في إيران".
حرية المعتقد
ينص البند الأول من الدستور التونسي على أن تونس دولة مستقلة ذات سيادة لغتها العربية ودينها الإسلام، دون تحديد لأي مذهب أو إشارة إلى المالكية السنية باعتبارها المذهب الوحيد الذي يعتنقه غالبية التونسيون، كما ان القانون التونسي يؤكد على حرية المعتقد وعدم التفريق بين المذاهب والأديان.
رغم كل ذلك يرى بن حسانة انه لا يعوز الركيزة القانونية التي يستند إليها لمعارضة ومناهضة تسرب المذهب الشيعي إلى تونس ويقول "بقدر إيماننا وتمسكنا بحرية المعتقد واحترامنا لكل الأديان وإيماننا بقيم التسامح وحق الاختلاف فإننا نعتبر من الخطر بمكان أن تعمل أطراف تونسية وبإيعاز من جهات خارجية على نشر المذهب الشيعي بيننا نظرا لما يمثله ذلك من تهديد لأمن بلادنا واستقرارها ومن شأنه أن يزرع فتنة طائفية بين ساكنيها كان شعبنا طيلة تاريخه بمنأى عنها وسيؤول الأمر في النهاية إلى إغراق البلاد في دوامة من العنف والاحتقان".
و يرى بن حسانة أن الدستور التونسي وان لم يشر إلى مذهب بعينه فمن باب تأكيد ما هو أمر واقع ويقول "معنى أن ينص الدستور التونسي على أن تونس دولة مسلمة المقصود منه هو إسلام تونس وليس إسلام الشيعة".
أصيل أم دخيل؟
يرى عبد الحفيظ البناني ان المذهب الشيعي أصيل في تونس وليس دخيلاً عليها وموجود منذ القرن الأول الهجري ويقول "وجد الباحثون والمدققون أن المذهب الاثني عشري كان اسبق من الشيعي الإسماعيلي في الوصول إلى بلادنا وأبو الضياف يرى ان حب أهل البيت هو ديدن سائر سكان تونس".
في المقابل يرى المحامي أحمد بن حسانة أن هذا الكلام "حق يراد به باطل" وأن "الدولة الفاطمية كانت دولة إسماعيلية سبعية، ولا علاقة لها بالمذهب الذي نتصدى له اليوم وهو المذهب الاثنا عشري الجعفري. وحتى أبان حكم الدولة الفاطمية كانت السلطة شيعية إسماعيلية أما الشعب فقد كان سنيا. لم يسبق للشعب التونسي أن تشيع أبداً".
لمياء المقدم



إضافة


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..