الخميس، 7 يناير 2016

خلايا الإرهاب تتمدد في مواقع التواصل..!

جهات عالمية تتخاذل في محاربة الجماعات الإرهابية ولا تتجاوب لإغلاق وحجب مواقعهم وصفحاتهم
استغلت التنظيمات الإرهابية مواقع التواصل للتجنيد
الخبر - عبير البراهيم
    حمل عبدالمنعم المشوح –رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية– بعض الجهات الدولية تراخيها في التعامل مع "داعش" وملف الجماعات الإرهابية،
موضحاً أنهم ناقشوا مع شركات عالمية المتتبعة لمواقع التواصل الاجتماعي حول سياستها الانتقائية، مؤكّداً أنّ كثيراً من الحسابات الإرهابية لم تغلق بل تركت لتتبرعم وتتكاثر، لافتاً إلى أنّه وفقا للمعطيات لا توجد مواجهة تستطيع تفكيك الدعاية المتطرفّة حتى الآن، وتوجد مشاركات ومُحاولات وجهود مشكورة لكن في المقابل لا توجد جديّة لدى بعض الجهات العالمية في التعامل مع هذا الملف، حيث أنّ "داعش" وبقية التنظيمات الإرهابية العنيفة تستخدم شبكات التواصل وغيرها حتى الأساليب التقليدية ما زالت مؤثرة وفاعلة، فالتنوّع في المواجهة والمعالجة مطلب مهم، ولن نصل إلى التنوع والتأثير في العمق الفكري إلا بالتكامل والتنسيق بعد -توفيق الله- وإعانته أو تبني مشروع وطني يقود المواجهة والمعالجة.
وقال: "تويتر وإن كان مؤثرا لكنه جزء من قنوات التأثير، قنوات التأثير متعددة ومتغيرة، والتعامل مع الواقع يحتاج إلى قراءات صحيحة ودراسات سريعة لمؤشرات الخطورة نستطيع من خلالها الاتجاه إلى الدوائر الموبوءة ثم التعامل معها، وفي الجملة نحن بحاجة إلى منظومة ذات محورين: محور فكري وآخر تقني، تحقق في حركتها التعامل مع الآلة الإعلامية الإرهابية، وقبل تحليل أساليب الإقناع التي يستخدمها الإرهابيون نحن بحاجة إلى تنقية بيئات الشباب من المؤثرات الفكرية والعاطفية التي تحرض على قبول الطرح المتطرف، أغلب شبابنا يرفضون الإرهاب ومفرداته، لكن العدد القليل الذي تبنى الفكر المنحرف يستحق العمل الجاد في مواجهته ومعالجته".

التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب خطوة في الاتجاه الصحيح للقضاء على داعش والتنظيمات الأخرى

وأضاف إنّ "حملة السكينة" جهة فكرية توعوية تتعامل مع المحتوى الفكري، لذلك ليس من اختصاصهم الاستهلاك في التتبع ومعرفة مواقع الشخصيات إلا بما يفيدهم في مجال الدراسات والتقارير، والمؤشرات لدينا تؤكد حجم الرفض الكبير ل"داعش" والإرهاب في السعودية بل نستطيع القول أن مواجهة الإرهاب في شبكات التواصل سعودية بنسبة عالية سواء على مستوى الأفراد أو المجموعات والحملات المُنظّمة.
تاريخ الإرهاب
وأوضح الدكتور مصطفى محمد الحسن –أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن– أنّ هناك جماعات عنيفة مثل "داعش" تعلن هويتها الدينية، وكذلك نحن نشهد حالة من الفرز الطائفي في المنطقة، كل هذا صحيح ويجعل الشكل الظاهري للمشهد يربط بين العنف والدين، لكن من المهم أن نلاحظ أيضا أن العنف تاريخياً لم يكن مرتبطاً دائما بالاتجاهات الدينية، فاللغة والعرق وسائر الأيديولوجيات والوعود البشرية نالت حظها من العنف والوحشية، وإذا عدنا إلى تاريخ تأسيس كثير من دول العالم المعاصر المتقدم سنجد أن العنف والدماء كانت حاضرة، إضافة إلى الاستعمار الذي ذاق العالم ويلاته ولا تزال تبعاته حتى اليوم، لذلك فإننا أثناء ملاحظة ربط الإرهاب بالإسلام علينا أن نلاحظ أيضا أن منطقة الصراع هي العالم الإسلامي، وأن نقرأ أيضا جميع التعقيدات السياسية والاجتماعية التي مرت بها المنطقة في الماضي.
وأضاف إن من طبيعة النص الديني أنه يحتمل أوجها عديدة للتأويل، لكن ما الذي يجعل جماعة ما تلجأ إلى تأويل الدين بشكل عنيف، في اعتقاده أن هناك ظروفا سياسية واجتماعية تؤثر على هذا التأويل، وفي حالة "داعش" تحديدا هناك ملاحظة مهمة وهي أنّ "داعش" لا تبذل أي جهد في توضيح رأيها الديني، إنها مشغولة بمشروعها السياسي وحسب، إننا لا نجد خطابا دينيا موسعا لهم يشرح فهمهم للنصوص، وهم لا يطرحون رأيهم الشرعي قبل كل عملية جديدة، بل إننا نجد سردا للنصوص الدينية ووثوقية عالية في النتيجة والتنفيذ المباشر، بل إننا لا نعلم على وجه التحديد ماهية مؤسستهم الدينية ولا هوية المنظرين الشرعيين عندهم، لذلك يمكننا القول إن "داعش" جماعة لها أهدافها السياسية قبل أي شيء آخر، وهي توظف الدين في سبيل ذلك، واختارت أن تكون أكثر بشاعة وأن توثق بشاعتها وأن تظهرها للعالم.

المشوح: المواجهة الفكرية لداعش والخطابات الإرهابية مازال تأثيرها دون المستوى المأمول

البياض والسواد
وذكر الحسن إنّه في التاريخ الإسلامي نقاط بيضاء وسوداء، وأمثلة عديدة للسلام والتعايش وأمثلة أخرى لسفك الدماء، وهو في هذا لا يختلف عن أي تاريخ بشري آخر، فالناس تعيد قراءة نصوصها الدينية وفق الظروف التاريخية التي تمر بها، سنجد في تراثنا مقولات تدعو إلى إقصاء الآخر ونفيه من الحياة، ونصوص أخرى تدعو إلى التعايش وتقبل الآخر واحترامه، وبحسب الظرف التاريخي الذي تمر به المجتمعات يتم استحضار هذا أو ذاك.
وأضاف إنه إن كان هناك من يتعاطف مع "داعش" فيعتقد أنه بسبب خيبات الأمل في الواقع السياسي للمنطقة، هناك شعور بتهديد للهوية الإسلامية منذ عقود، وشعور يتزايد في الفترة الأخيرة بتهديد الهوية السنية على وجه التحديد، بسبب المشروع الإيراني في المنطقة، كما أن خيبة الأمل والإحباط من التغيير للأفضل بعد الربيع العربي ربما هو ما يجعل البعض يتعاطف مع جماعات عنيفة لا تمتلك مشروعا ورؤية لدولة معاصرة، معتبراً أنّ قطع الطريق على "داعش" يكمن في طرح الحلول السياسية الحقيقية وتنفيذها، الناس لا تريد سوى الشعور بالكرامة والأمان الحقيقي، أما الشعارات الدينية فهي ستجد من يقبل تأويلها بهذا الشكل أو ذاك حين تتوفر الظروف المناسبة.
* ماهي الخطوات التي يتم فيها ولادة الانتحاري؟
- واعتبر سليمان العقيلي –الكاتب الصحافي والمحلل السياسي- أنّ المراحل الأولية لولادة الانتحاري –كما تقول دراسات المتخصصين- تبدأ من خلال شعور الشاب بالضياع، والإحباط وضعف القيمة في بيئته الاجتماعية والعائلية، بفعل انعدام القدوة الأسرية أو الاجتماعية، فيلجأ الشاب إلى استلهام العبر من الماضي دون إدراك السياقات التاريخية والسياسية والثقافية، فيفسر النصوص وقصص السيرة والتراث وفق رؤية شاذة أو لا تتلاءم مع الواقع المعاصر أو منهج استدلال فقهي خاطئ، فينخرط الشاب في العدمية والغيبية وفق ما قدمت لها كتفسيرات دينية أو ثقافية ثم يطرح نفسه مشروعا لفكرة عبثية انتحارية، مبيّناً أنّ الانتحاري قد يكون شخصا سويا لكنه في حالة ضعف ثقافي وسياسي ولا يدرك عواقب عمله، وغالبية الانتحاريين نفخت فيهم الأناشيد الحماسية، وإثارة الهمة لنجدة شقيق أو نصرة قضية عادلة، فيسخر روحه وطاقاته لهذه الوظيفة التي يراها مقدسة، وتنغرس في نفسه فكرة البطل والبطولة التي يقدم روحه عربونا لها تحقيقا للذات الشخصية وخدمة للمشروع الذي يراه إسلاميا وتطلعا للخلود.

العقيلي: الخطورة تكمن في عزلة الشباب وانخراطه بمشروعات بعيدة عن الأنظار والعائلة

وقال "في هذه الصيرورة تكون العوامل النفسية الذاتية مع العوامل الثقافية هي العناصر الرئيسة لخدمة فكرة سياسية بالتأكيد إنّها ملتبسة، لذا فان التنشئة العائلية السوية مع الصقل والتأصيل الديني والثقافي لهما الدور الأساس، لكن استمرار الأزمات السياسية وتضخم المظالم الواقعة على شعوب المنطقة العربية والإسلامية، ستظل مصدر تحريض للعاملين الأولين، وهما العامل النفسي والتنشئة الثقافية".
وأضاف إنّ الحل في رأيي يتمثل في ملأ الفراغ الثقافي بنشاط اجتماعي وفكري خلاق يبعد الشباب عن عوامل العزلة الاجتماعية والتجفيف الفكري، ومن ثم الاهتمام بتعميم الفكر الوسطي بالتعاون مع المؤسسات الدينية لخلق فضاءات جديدة تتسم بخطاب متسامح وافق رحب ومنفتح، أما علاج الأزمات السياسية فسيظل خارج إرادتنا الوطنية وحتى إرادة الأمة، لذا يؤمل من التحالفات الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب أن تعتني بإيجاد تسويات عادلة للقضايا السياسية، التي تضغط على ضمير الأمة متمثلة في شبابها اليائس، ومع الأسف فإن العامل السياسي لم يول الاهتمام الكافي، لأن الأسرة الدولية لا تريد تحمل مسؤولياتها الحقيقية في انتشار الإرهاب.

الحسن: لا نعلم هوية المؤسسات الدينية لداعش ولا هوية المنظرين لها

علماء العصر
وبيّن الدكتور محمد بن عبدالله الشنقيطي –عميد كلية العدالة الجنائية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية– إنه لكي نعرف تلك الأسباب التي تدفع "داعش" إلى ربط توجهاتها وما تفعله من إطلاق بعض المسميات التي كانت موجودة في العهد النبوي "كالخلافة" وغيرها واتباع بعض السلوكيات التي كانت تفعل في عهد الفتوحات كسبي النساء وغيرها ومحاولة ربط توجههم كمنظمة إرهابية بالدين الإسلامي، ومدى كون كل ذلك له ارتباط برؤية شرعية دينية أم لا، وللرد على جميع ذلك لابد أن نعود إلى أصل تلك المجموعات التي تذكر مثل هذه المصطلحات وتفعلها فهم ينطلقون من رؤية خيالية.
وقال: "حينما نقوم بمناقشة هذه الفكرة الخيالية التي انطلقوا منها نجد بأن ما يفعلوه وينادوا به وينسبوه إلى الدين الإسلامي ليس له منطق عقلي، وهو نوع من الحماقة في التفكر والحماقة في الطرح لأن الإسلام إسلام واحد، فالأمة ليس لها إلا رسول واحد ولا يوجد تشريع آخر، والرسول -صلى الله عليه وسلم- منهجه واضح في مثل هذه الأمور وأحكامها، فالخليفة له شروطه وله مكانه والدولة لها شروطها وهذه الشروط إذا ما عدمت فلا يقام عليها فلا أساس له، وهنا ينتفي انتمائه للشرع لأن الشرع له ضوابطه، فالأمة الإسلامية لا تقوم ولا ترتبط بأناس أو جماعات يتصرفون تصرف المجانين لأن ما يفعلونه ليس له عقل ولا منطق".
وأضاف بضرورة أن نتعامل مع من هو كائن لا على ما يجب أن يكون، وما ينبغي أن يكون يتمثل في أن تكون الأمة أمة واحدة وأن لا يحصل لها ما يحصل الآن ولكن أن يحصل معها ما حصل فينبغي أن نتعامل معه، وكيف نعالج مثل هذه الظواهر التي لا يصدقها العقل؟ يجب أن نؤمن بأن رسولنا واحد واجتهاد علماء الدين كلهم متفقون بأن ما يفعله "داعش" لا صلة له بالشرع، وينبغي هنا على العلماء المعاصرين أن يتنبهوا لهذه المشكلة، ولكن هؤلاء العلماء –أيضا– عليهم واجبات تتمثل في الكثير من المبادرات التي توضع لها آليات توصل الصوت ولا توصلهم إلى ذلك النمط التفريقي الذي لا يفهمه العصر، فيجب أن يوصل الصوت بشكل يصل إلى الجميع لتوعية هؤلاء الشباب، فهناك تقصير مع ما يجب أن يكون مع الشباب فلم يأخذونهم معهم، ولم يشبعوا رغباتهم، ولم تكن هناك محاولات حثيثة للإطفاء مثل هذه الشحن الموجودة بداخلهم، فما بني على باطل فهو باطل.

الشنقيطي: العلماء مطالبون بدور حقيقي وجاد في توعية الشباب وإطفاء الشحن الموجود بداخلهم

وأشار إلى أنّ أفضل رد للذود عن الدين الإسلامي ونفي أنه دين إرهاب والتصاق تلك التهمة من بعض الجهات الدولية به، يكمن في العمل فالعمل لا يقاس بالأقوال، فيجب أن لا نظلم الإسلام ويحدث ذلك من خلال تصرفات بعض الأناس الذين ينتمون له، فحاولوا تبرير ما يفعلونه من أخطاء بالإسلام ووصفوا به مالا ينتمي إليه، نحن إسلامنا له نبي واحد برسالة واحد ونظامه يحترم حقوق الإنسان، فنحن لا ندرس حقوق الإنسان في جامعتنا ولكن إسلامنا كله يدعوا لذلك وخير دليل على ذلك حينما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وعمل وثيقة المدينة وهي أول وثيقة دستورية في ذلك الوقت وبين حقوق المسلم واحترام الإنسان، فديننا يجب أن نقدمه بشكل صحيح ولكن للأسف إذا ما ضعف فليس هناك مناعة من وجود من يخترقه من هنا وهناك، فيجب أن نعترف بأنه ضعف وأن نعالجه ونحقنه من هنا وهناك ونقويه فإذا قوي صعب أن يتهم بشيء، فالقضية في رمي الإسلام بالإرهاب وهو لا أساس له من الصحة ولكن يجب أن نعترف بأن هناك بعض التصرفات التي صدرت من بعض المسلمين بررت هذا التوجه وهذه التهم، فالعلاج يكمن في تقوية انفسنا وأن نكون جسدا واحدا، وأن ننمي هذا الإسلام ونعمل به حقا حتى يكون أقوى بدل أن يكون متهماً.





محمد الشنقيطي



سليمان العقيلي


د. مصطفى الحسن



عبدالمنعم المشوح




الأربعاء 26 ربيع الأول 1437 هـ - 6 يناير 2016م - العدد 17362 , صفحة رقم ( 12 )



---------------------
التعليق :
سيبيدها الوعي
.
.
ماشاء الله عليكم
جايبين لي  مصطفى الحسن وهو من المشاركين في ملتقى النهضة
الذي كانت  تحاك فيه المؤامرات ضد بلدنا !!!!

هذا هو مصطفى الحسن  ،،
كيف سيحارب الإرهاب من يشارك هؤلاء ؟!
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ملتقى النهضة .. هل هو كذلك ؟! وفي أي اتجاه هو ؟؟!

الشيخ العمر: ملتقى النهضة بالكويت "فساد وإفساد"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..