الأحد، 3 يناير 2016

لماذا تشارك في “الهاشتاق القذر”؟

تويتر الهاشتاق القذر

صارت لي عادة جديدة، وهي الشعور بالتقزّز والغثيان كُلَّمَا نظرت على الوسوم المُتداوَلة – التريند -، وربما العديد منكم بدأ يشعر بذلك الشعور مؤخرًا.
وعلى مدار يومي، باتت هناك عدة وسوم – هاشتاقات – مُزرية،
ومقززة، وفي الوقت نفسه مُثيرة للجدل. لكن السؤال الحقيقي: لماذا أصبح مثل هذا الوسم مُتداوَلًا على تويتر؟
قررت لمدة يومين على التوالي – أمس واليوم – النظر في أمثال تلك الوسوم وفي آراء من استخدمها بين ثنايا تغريداته. وللأسف الشديد – جدًا! – كانت النتائج صادمة؛ لأن الأغلبية العظمى ممن تسببوا في وصول مثل هذا الوسم إلى التريند ما بين معترض عليه! أو ناقد له!! أو ساخر منه!!!
لست هنا لأسلِّطَت الضوء على أقذر 10 وسوم على تويتر أو فيسبوك مثلًا؛ فليست هذه الغاية من كتابة هذا المقال. دعوني فقط أطرح عليكم هذه التساؤلات ولنحظى بإجابة صادقة مع أنفسنا:
  • ما سبب مُشاركتك باستخدام أمثال هذه الوسوم، التافهة، القذرة؟
  • وما الذي يدعوك إلى أن تلوّث حسابك وأصابعك وأعيُن مُتابِعيك بوجود وسم به كلمة ربما كانت جارحة، أو غير محترمة، أو مثيرة للفتنة، أو للغرائز، بدافع أنَّك بهذه الطريقة تنصح، أو تنتقد، أو تسخر، من هذا الهاشتاق؟
  • وما الفائدة المرجُوَّة التي عادت عليك إثر ذلك سوى مُجرَّد بضع إعجابات أو إعادة للتغريدة؛ فيزيد نتيجة ذلك هذا الوسم “القذر” شهرة؟
  • إن كانـ/ـت والدتك/والدك/أخوك/أختك/ابنتك/زوجك/زوجتك مِمّن لديه حسابًا على تويتر، هل تقبل من أي منهم رؤية مثل هذا الوسم “القذر” أو المُشاركة فيه ولو من جانب السخرية أو النصح أو الاعتراض؟
نفس الشخص الذي يُشارك في مثل هذه الوسوم، هو أيضًا من تراه ساخطًا معترضًا على أي شيء، إلا نفسه ورأيه! وهذه من إحدى المُفارقات والتناقضات النفسيَّة الغريبة التي باتت وليدة مع انتشار الشبكات الاجتماعية.
لن ينتهي ظهور هذه الوسوم “القذرة” في المُتداوَلة بأن يرفع ويخفض القارئ رأسه تأييدًا لمحتوى المقال؛ لأني أحسن الظن بالجميع – والله حسيبكم – وعدم رضاكم عن أي هاشتاق قذر، وإنَّما بحذفكم لأي تغريدة مِن حساباتكم تحتوي على مثل هذه الوسوم، ودعوة الآخرين للقيام بذلك، والارتقاء بمحتوى تغريداتكم، وذلك إلى أن توفِّر تويتر #ميزة_الابلاغ_عن_الوسوم_المسيئة وحبَّذا مُشاركة هذا الوسم مع الآخرين حتى يتضح للجميع عدد الراغبين في حذف هذه الوسوم، لا سيّما حذف كل ما يرتبط بها.
تكمُن قوة الوسم على الشبكات الاجتماعية في انتشار المحتوى خاصة إن كان يهم الرأي العام أو فئة من المتخصصين بأي مجال، وعلينا إدراك هذه الحقيقة مع حُسْنِ استغلالها لعموم الفائدة بين مُستخدمي الشبكات الاجتماعية عامّة، وعلى تويتر خاصة.
أخيرًا،لا تَنْسَ بأن الهاشتاق القذر، هو أي وسم مسيء للفطرة السليمة، أو يثير فتنة بين الشعوب، أو يدعو لطائفية أو عرقيَّة لا ترضي الله تعالى. تأمَّلُوها جيدًا.


تامر عمرانعلى


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

هل سنفقد نكهة الوسم "الهاشتاق" ..!؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..