الأربعاء، 3 فبراير 2016

المعلم الجديد - صعوبات وتحديات

 مقال حول المعلم الجديد... صعوبات.. ودور الوكلاء
المقدمة
أجمع الباحثون على أن البداية في سلك التعليم ليست بالسهلة، حيث يبدأ المعلم فيها بالبحث عن طرق
للتأقلم مع بيئة جديدة والتي تتضمن طلاب ومعلمون وقوانين عليه اتباعها، فيحاول المتدرب بملائمة نفسه ومبادئه مع هذا الاطار الجديد، وايجاد استراتيجيات تمكنه من التأقلم مع المدرسة بقوانينها وطاقمها واحتياجاتها، فمنهم من لا يجد الطريقة، وعليها تتراكم نتائج كثيرة منها الاحباط، الشعور بالفشل، تزعزع الشخصية، ومنهم من يعتبر ناجح على لسان بعض الباحثين والذين قاموا بتعريفه على أنه هو الذي يجد المعادلة والتي من خلالها يدمج بين قوانين المدرسة واحتياجات الطلاب مع مبادئه وما اكتسبه من خلال التعليم ليثبت فيها وجوده ويطور ثقته بنفسه.
ولكن اذا ألقينا بنظرة على الواقع، للمسنا التذمر على وجوه بعض المعلمين الجدد، ولرأينا الفرحة ترسم ألوانها على وجوه البعض الآخر. اذا كان جميع المعلمون الجدد يعايشون نفس الواقع فلما نرى ناجحاً لدى البعض وتذمر لدى الأخر.
لهذا سأقوم من خلال هذا المقال البسيط بالتطرق الى قانون وزارة التربية بمرافقة المعلمين الجدد، والأسباب الكامنة خلف اقتراح هذا القانون، ودور الوكلاء (الادارة، الطاقم، المعلم المرافق، والكلية) في مساعدة المعلم المرافق، بحسب قانون الوزارة.
ومن ثم سأسلط الضوء على أبحاث عالمية ومنها محلية والتي أجريت على المعلمين الجدد مع عرض النتائج والصعوبات التي واجهتهم في الأبحاث المختلفة. كما وسأتطرق بصورة موسعة الى الصعوبات التي تواجه المعلم الجديد وطرق لتفادي هذه الصعوبات من خلال الوكلاء مع عرض نموذج لطالبة متدربة في السنة الحالية وطرق للتأقلم.

قانون مرافقة المعلمين الجدد:
أجمعت الأبحاث المختلفة على أن قانون مرافقة المعلمين الجدد من أنجح القوانين التي سنت في وزارة التربية والتعليم في الآونة الأخير، وذلك نظراً لاهمية هذه الفترة الحرجة في صقل وبناء شخصية المعلم الجديد، فقد أعتبر البعض أن الفترة التي يمر بها المعلم الجديد ما هي الا فترة استيعاب للمهنة (Induction)، يحاول من خلالها التعرف على المهنة وعلى الواقع، ويحاول ايجاد استراتيجات ليلائم نفسه مع البيئة المدرسية المحيطة. (שמעוני, גונן ואחרים، 2003: 3).
دخل قانون مرافقة المعلمين الجدد (ستاج) حيز التنفيذ في سنة 2001، حيث يجبر القانون كل الطلاب في كليات اعداد المعلمين بالمشاركة في السنة الرابعة من تعليمه بالانضمام الى برنامج الستاج، وعليه يحصل المعلم الجديد على المساعدة في التأقلم الأكاديمي والاجتماعي والنفسي، ومواجهة الصعوبات في الحقل، بيد أن المساعدة لا تقتصر فقط على الكلية أنما ينص القانون على ايجاد معلم مرافق في المدرسة، والتي تتضمن وظيفته استيعاب المعلم الجديد في المدرسة، والذي سأقوم بتعريف وظيفته لاحقاً". (חוזר מנכ"ל، 2001).
من الأخطاء الشائعة  والسائدة في شتى المدارس أن عملية استيعاب المعلمين الجدد ما هي الا وظيفة المعلم المرافق والكلية، ولكن اذا أمعنا النظر جيداً في القانون فنلمس أن المسؤولية تنقسم على أكثر من جهة وسمي بحسب القانون كوكلاء وهم:
ادارة المدرسة، المعلمون،  المفتشين، المستشار التربوي وحتى الأهل.
تختلف أدوار الوكلاء المذكورين أعلاه، فلكل منه نكهة خاصة قد يضيفها على المعلم الجديد، فكلما تعرض المعلم الجديد الى آراء مختلفة ومهارات مختلفة التي تكمن في داخل كل وكيل، قد يعود عليه بالفائدة من حيث اكتساب الخبرات، وتزداد قدرته في التعامل مع الطلاب والطاقم وتصبح الصعوبات كمحفز للمعلم الجديد لعبورها.

دور المعلم المرافق:
على المعلم المرافق أن يكون بجانب المعلم الجديد في كل مرحلة ،مبتدئاً باطلاعه على المدرسة (قوانينها، طرق التعليم ، الاستراتيجيات المتبعة، طرق التعزيز والعقاب، تقديم المعلم أمام الطلاب) هذا على الصعيد العام أم على الصعيد الشخصي المهني:
فمتوقع من المعلم المرافق ان يبني مع المعلم الجديد استراتيجيات لبناء الخطط، التقييم، تجهيز أوراق عمل، وسائل ايضاح والخ.. وتعبئة النماذج المعطاه اليه بشفافية.
وعلى الصعيد الشخصي الاجتماعي والنفسي:
هذا الجانب بحسب القانون لا يقل أهمية عما قد سلف، فعلى المعلم المرافق تقديم المعلم الجديد على طاقم المدرسة، اطلاعه على القوانين الاجتماعية في المدرسة (لجان اجتماعية، ندوات، دورات الخ...) وحرية الاختيار تقع في النهاية على المعلم وتبعاً لشخصيته.
كما وأنه على المعلم المرافق أن يصغي لمشاكل المعلم الجديد فإحدى وظائفه المصوغة في الأهداف العامة بحسب منشور المدير العام هو التعزيز النفسي، محاولاً اعطاءه حلول لمشاكل نفسية قد يمر بها المعلم الجديد. ومشاركة الطاقم والادراة والمستشار بقدر المستطاع في كل مشكلة، وأن يكون داعماً له ومسانداً في حال تواجد الاهل، وتوجييه في حال الخطأ. (חוזר מנכ"ל, 2004)
شروط تعيين المعلم المرافق:
لكي يتسنى لنا اختيار معلم مرافق مناسب لناعلينا أخذ الأمور التالية بعين الاعتبار والتي ينص القانون عليها:
  1. على المعلم المرافق أن يكون معلم في الوزارة لمدة لا تقل عن 4 سنوات وسنتين خبرة في نفس تخصص المعلم الجديد (المدير والمفتش لا يحق لهم مرافقة المعلم).
  2.  ان يكون بحوزته شهادة ورخصة تعليم.
  3. مشارك فعال في دورات الاستكمال.
  4. الأفضلية في الاختيار تعود للمعلم الحاصل على دورة تدريبية أو تأهيلية في مرافقة المعلمين الجدد.

ومن أهم متطلبات والتي على المعلم المرافق أن يقوم بها وفقاً للقانون هي كالتالي:
  1. مقابلة اسبوعية وبصورة متواصلة مع المعلم الجديد.
  2. اعطاء دعم للمعلم الجديد فور دخوله للمدرسة.
  3. مشاهدة دروس للمعلم الجديد.
  4. اعطاء تقييم بناء للمعلم الجديد فور انتهاءه من مشاهدة الحصة.
  5. تعبئة نماذج التقييم بصورة مهنية وشفافة، وعلاوةً على ذلك المشاركة في لجنة التقييم النهائية للمعلم الجديد.
  6. المشاركة في أي دورة أو لقاء يتم عقده في الكلية المؤهلة للمعلم الجديد.
اذا أمعنا النظر جيداً في دور المعلم المرافق فهو حيوي جداً، وعليه تقع مسؤولية كبيرة، وحسب رأيي أن من المحبذ أن تكون لديه معرفة واطلاع على طرق التعليم الحديث بهدف الارشاد السليم، وعليه أن لا يتردد في طلب المساعدة في حال أنه لم يستطع الاجابة عن أي سؤال قد يطرح عليه.
دور كليات تأهيل المعلمين:
يعتبر دور الكليات لتأهيل المعلمين، دور مهم وحيوي نسبة للمعلم الجديد، حيث يتلقى فيه الدعم المعنوي اضافة الى مساندته في اختيار طرق واستراتيجيات تعليميه، علاوةً على ذلك المساندة التي يتلقاها المعلم الجديد من زملاءه المشاركين في الدورة، من خلال عرض مشاكلهم وطرق لحلها، قد يساعد المعلم على توظيفها في المدرسة التي يعلم بها.
كما وخصص منشور المدير العام قسم يشرح فيه عن دور الكلية ولا يقل عن دور المرافق، فحسب المنشور على الكلية المتخرج منها المعلم الجديد افتتاح ورشة تعليمية والتي من خلالها تعطي دعم ومساندة نفسية اجتماعية وأكاديمية للمعلم الجديد، وهذا بالاضافة الى فتح قناة اتصال مع المعلم المرافق والمدرسة.
كما وحمل القانون الكلية المسؤولية الكاملة على المعلم الجديد من حيث تعزيزه من ناحية تعليمية مهنية وتنظيمية، وذلك بالتنسيق المشترك مع المدرسة التي يعلم فيها المعلم الجديد.
علاوةً على ذلك على مركز الورشة أو المساق أن يكون على اتصال مع ممثلي قسم التخصصات في التعليم بوزارة التربية، كما وعليه المشاركة في منتدى مركزي التخصصات بالتعليم والذي يعقد بفترات متفاوته في مركز موفت (منشور المدير العام، 2004 البند التاسع)
تمخض هذا القانون بعد محاولات عدة بسنه قبل الموعد المذكور أعلاه، حيث تعالت أصوات جهات مختلفة، على أن التعليم في أسرائيل يمر في فترة حرجة لم يمر بها من قبل، ويتمثل الأمر في تدني مستويات التحصيل الأكاديمي للطلاب، انعدام القدرات لدى المعلمين الجدد في احداث تغييرات، أو بالأحرى أن المعلمين الجدد غير مهيئين ومؤهلين بكفاية لحمل مسؤولية التعليم... وكأن المتحدثين لم يكونوا معلمين جدد يوماً من الأيام.

نموذج تقييم المعلم الجديد:
تصدر موضوع التقييم في الفترة الأخير عرش الأبحاث، وخاصة في التعليم، حيث عرف التقييم على انه، الحكم على نموذج مأخوذ من سياق أكبر لمحتوى ومهارات عملية , يسمح لمن يقوم بتقييمه بأن يستخلص منه مدى فهم وإتقان المُقَيَّم للسياق الأكبر الذي يتم تقييمه . قد يكون هذا النموذج سلوكاً , منتجاً , معرفةً , أو أداءً .
يعتبر التقييم البناء (הערכה מעצבת) أحد أهم الوسائل التي تساعد المعلم على تجاوز الصعوبات، وتساهم في تطوير قدراته المهنية والأكاديمية، حيث عرف נבו (1992)، التقييم البناء على انها وسيلة لتقييم المتعلم بهدف تطوير وتحسين طرق التعليم، وتتم هذه العملية من خلال اعطاء وصف دقيق ومفصل لنقاط القوة والضعف، بهدف تنوير المتعلم وتوجيهه الى نقاط الضعف الواجب العمل عليها.
ويضيف على أنه عملية التقييم البناء مشروطة بتقديم توصيات وعرضها بصورة مفصلة وواضحة، وليس مجرد ابداء رأي معين، كما وأن المقيم عليه عرض طرق ووسائل لمساعدة المتعلم في تفادي نقاط الضعف، وذلك بهدف تطوير العملية التعليمية وليس على نطاق الفرد المتعلم فقط انما على نطاق عام، فالمعلم الجديد لن يبقى جديداً وسكيون له دور مهم في المستقبل من حيث تطوير وتحسين عملية التعلم والتعليم.
وفقاً لما ذكر فقد خصص منشور المدير العام تفصيلاً كاملاً وواضحا حول عملية التقييم، فتقييم المعلم الجديد يكون وفقاً الى نموذج يوزع على مرحلتين، ، تقييم بناء (הערכה מעצבת) ويقدم هذا التقييم حتى 15-1 ، وتقييم نهائي (הערכה מסכמת) ويقدم في نهاية السنة، وفي كل مرحلة على المعلم المرافق واللجنة ابداء رأيهم وفقاً الى نقاط محدده مسبقاً.
عملية التقييم البناء الأولى تتم كما أسلفت حتى 15 من كانون الثاني، وتقع مسؤولية التقييم في هذه المرحلة على المعلم المرافق باشراف المدير والمفتش، حيث تقوم عملية التقييم بناءاً على مشاهدات المعلم المرافق للمعلم الجديد، وهدف هذه العملية هي اعطاء نقد بناء وواضح للمعلم الجديد بهدف تطوير ذاته أكاديمياً ومهنياً حتى نهاية العام، ويتركز شرح مفصل لنقاط القوة والضعف، طريقة المعلم في التعليم، تواصله مع الطاقم، طريقته في التعلم والتعليم استخدامه لوسائل الايضاح والخ... ومن الجدير ذكره أن هذا النموذج لا يقدم للوزارة أنما يقدم لمركز الدورة في الكلية، ونسخة الى الملف الشخصي ونسخة الى المعلم الجديد، ويتم أخذ هذا النموذج كوسيلة لتقييم النهائي ونهاية السنة.
أما عملية التقييم الثانية والنهائية (הערכה מסכמת): فتكون حتى بداية شهر أيار، ومسؤولية التقييم تكون على 3 أشخاص وهم المدير، المفتش، والمعلم المرافق، وبناءاً على هذا التقييم يتم تحديد نجاح المعلم الجديد أم لا، ووفقاً للقانون لا يحق للمعلم الجديد الاطلاع على النموذج، انما على اللجنة المقيمة للمعلم ارساله الى قسم التخصصات في الوزارة.
الصعوبات التي تواجه المعلم الجديد:
أصبح موضوع المعلم الجديد واستيعابه في المدارس محط أنظار العديد من الباحثين، ، حيث أن استيعابه بصورة سليمة ووفق القانون المعروض سابقاً سيؤثر بصورؤة ايجابية على استمراره في المهنة.
كما ويعتبر عالم المعلم الجديد عالم غني بالصعوبات، والمؤثرة بصورة كبيرة على استيعابه في المدرسة، وهذه الصعوبات عادة ما تكون في تأقلمه مع المدرسة، ملاءمة طرق وأساليب تعليمية جديدة وتطبيقها على أرض الواقع، حيث يتوقع من المعلم الجديد الاندماج مع القوانين المدرسية، إحداث تغييرات في طرق التدريس نظراً لكونه طري والمعلومات ما زالت متربعة في ذهنه.. كل هذه الصعوبات تتارى خلف بضها البعض حول المعلم الجديد الأمر الذي قد يؤدي الى ازدياد الضغط على المعلم وشعوره بالصدمة.
قسم الباحثون الصعوبات التي يمر بها المعلم الجديد الى 3 أقسام:
1.      على الصعيد الشخصي:
وتقتصر الصعوبات في هذا الجانب على الشكوك التي تحول وتجول في ذهن المعلم حول ملائمته للمهنة، الصعوبة في الفصل بين الحياة المهنية والشخصية نظراً لكونها التجربة الأولى. الصعوبة في بناء علاقات اجتماعية بالمدرسة: وهذه الصعوبة تتمثل في قدرة المعلم الجديد في بناء علاقات اجتماعية داخل المدرسة (المعلمون، الطلاب، الادراة، الأهل) (שמעוני, גונן ואחרים, 2003).
هذا بالاضافة الى أنه في أول مرة يدخل المعلم يدخل إلى غرفة الصف ليواجه الطلاب - على الرغم من تدريبه على التدريس في أثناء التربية العملية- تنتابه مجموعة من مشاعر القلق قبل الدرس الموعود، و ينتقل فيه من عالم الطلاب إلى عالم المعلمين الحقيقيين, ومن الطبيعي أن يكون لهذا اليوم التاريخي, ولهذه اللحظات انفعالاتها ومضامينها النفسية المتعددة.
2.      صعوبات ادارية تنظيمية:
وهذه الصعوبة تقتصر على القدرة في ضبط الصف، تحضير الخطط الصفية (التوقيت الزمني لتمرير الحصة، اساليب تمرير المادة، استراتيجيات  وطرق تدريسية. وأكدوا Darling-hammond& Bransford، (2005)، هذه الصعوبة من خلال بحثهم الذي أجري على مجموعة معلمين مرافقين والذين بدورهم أجمعوا على طرق التعليم ومعرفة المعلم الجديد عامل أساسي ومهم في صقل هويته التربوية. ففشل المعلم في اكتساب الطلاب وايجاد اسلوب تعليم خاص به، قد يؤدي الى فقدان ثقته بنفسه أو حتى الى تسربه. ويضيف سندفور (1982)، -في بحثه على مدار 4 سنوات رافق فيها مجموعة من المعلمين الجدد- أن أغلب المعلمين المشتركين في البحث لم يغيروا طرق تدريسهم ولا اسلوبهم في التدريس بالرغم من معرفتهم من عدم نجاح هذا الاسلوب، وأشار في بحثه على أن تبني هذه الفئة من المعلمين نفس الاسلوب نابع من مشكلة جدية عانى منها المعلم في السنة الأولى وعليه فإن السنة الأولى تعتبر كساعة منبه لمستقبل هذا المعلم.
كما وأنه عدم معرفة المعلم الجديد ببعض المهام الروتينية اليومية في المدرسة,  لأن المعلم لم يتدرب على الأمور المتعلقة بروتينيات التدريس, كغياب الطلاب, والتوقيع على البيان الخاص بذلك, والإطلاع على التعميمات والتوقيع عليها بالعلم, والاستجابة لطلبات المدير أو الوكيل بإخراج طالب من الصف أو إعادته إليه, وكل هذه الأمور لم يألفها المعلم, لأنها لم تدرس له في المحاضرات, ولم يقرأها في كتب دراسية.
3.      توفير الموارد والأجهزة التعليمية:
يحتاج المعلم عند بدء عمله في المدرسة إلى مواد تعليمية متنوعة, كالكتب الدراسية وكتاب المعلم- إن وجد- و الوسائل التعليمية المختلفة, والأجهزة التعليمية التقنية التي تستخدم في التدريس ويواجه المعلم في بداية فترة عمله مشكلة الحصول على هذه الأشياء الضرورية, بل ومعرفة مصادر الحصول عليها (שמעוני, לוטן, 2005).

دور الوكلاء في مساعدة المعلمين الجدد بالتغلب على الصعوبات:

كما أسلفت أن للوكلاء دور مهم، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة جداً في مساعدة المعلم الجديد في طاقم، فقد عرضت في الفصل الأول وظيفة المعلم المرافق وبنظري اذا تم اتباع القانون حذوَ القذة بالقذة سيكون له دور أساسي في التغلب على الصعوبات.
واذا تمعنا جيداً في الصعوبات فهي طبيعية جداً وتمر على انسان في اليوم الأول، ولكن تصبح غير طبيعية اذا تجاهلوا الوكلاء دورهم تحاه المعلم الجديد.
ودور الوكلاء يجب أن يكون بالتنيسق ما بينهم، فلا يجب أن ينفصل دور المدير مثلاً عن دور المعلم المرافق أو الكلية... بالرغم من أن دور كل وكيل يختلف عن الآخر... فما بالك اذا اجتمعوا ونسقوا وحللوا ... فتخيلوا الفائدة التي قد تعود على المعلم الجديد.
كما وأن المادة النظرية والأبحاث وضعت نصب عينيها العديد من الطرق والتي بدورها تساعد المعلم والمدير والمرافق في استيعاب المعلم الجديد بصورة ناجحة.
أشارت الأبحاث المختلفة على أن استيعاب المعلم الجديد حفي بالمخاطر اذا لم تتم وفق بنود معينة، والمخاطر هذه تعود على المعلم الجديد ومنها التسرب، الانطفاء والخ...


توصيات ونموذج لمساعدة المعلم الجديد في التأقلم والتغلب على الصعوبات:
אוריון, כספי, שש (2004: 6); בן אור (2002: 1), أشاروا ان عملية استيعاب المعلمين الجدد بصورة سليمة تساهم في تطوير المعلم الجديد ومن أهم الطرق التي تساعد المعلم في الاندماج هي كالتالي:
  1. تهيئة الجو المناسب والداعم في المقابلة الأولى بين المعلم الجديد والمدير، المعلم المرافق والطلاب.
  2. ملائمة التوقعات : هذا البند بنظري مهم جداً عليه يتم تحديد مجال عمل المعلم الجديد وتحديد توقعاته بكي لا يحدث صراع ما بين يتوقعه لما يراه.
  3. اعطاء معلومات مسبقة عن المدرسة، قوانينها، طرق التعامل والبيئة المدرسية والطلابية.
  4. الاتفاق على طريقة ارشاد معينة تلائم الأطراف المشاركة في التقييم والارشاد.
  5. مساعدة وارشاد مستمر وصحيح للمعلمين الجدد بكل ما هو متعلق بالصف، الأهل والأمور الثانوية مثل أخذ حضور وغيابات الطلاب، عرض نماذج لمشاكل مدرسية قد يواجهها المعلم الجديد مع طرق لحلها.
  6. الاهتمام لاحتياجات المعلم الجديد، مع المرونة في بعض الأحيان.
  7. اعطاء المعلم مهام والتي من السهل عليه تنفيذها وابراز نجاح فيها.
  8. مهم أن يمر المعلم الجديد بتجربة ناجحة مع اعطاء تعزيز معنوي له، بهدف تطوير ثقته بنفسه.
  9. تقييم بناء وواضح، مع الحفاظ على الابتسامة لكي لا تحبط المعلم الجديد.
  10. الحفاظ على العلاقة بين الوكلاء المدير، المعلم المرافق والكلية.
שמעוני, גונן, יעקובי (2003), يؤكدن ما قيل من خلال بحث تم تنفيذه في عام 2003 وكان هدف البحث هو فحص مدى تقبل المعلمين للمهنة في سنتهم الأولى، واشترك في البحث 198 معلمين جدد من كلية ليفنسكي  وتمخض البحث على النتائج التالية:
  1. وجود علاقة ايجابية بين الارشاد الصحيح للمعلم الجديد في الأمور المهنية المتعلقة (بطرق التدريس، ارشاد مهني تربوي، مواجهة المشاكل، العلاقات الاجتماعية داخل المدرسة)، واستمرارية المعلم في المهنة.
  2. وجود علاقة ايجابية بين طريقة استيعاب المعلم والعلاقة بين الوكلاء (المدير، المعلم المرافق، الكلية)، وما بين ارتياح المعلم في المهنة.
  3. اضافة على ذلك يعتبر دور المدير في استيعاب المعلم الجديد الأهم من بين دور الوكلاء، فدعمه النفسي والاجتماعي، كان له الأثر الكبير على ارتياح المعلمين الجدد في السنة الأولى.
لمسنا من خلال الأبحاث أن عملية استيعاب المعلم الجديد متعلقة بقدرة الوكلاء على تقديم الارشاد الصحيح والسليم، فالصعوبات تم اعتبارها على أنها أمر طبيعي،الا ان عملية تجاوزها تتعلق فقط بدور الوكلاء.
وتأكيداً لما ذكر أعلاه قمت بمقابلة مع احدى المعلمات الجديد في احدى المدارس ، وقد أجرت المقابلة كالتالي:

2.3 المقابلة:
اذكر ذلك اليوم..... صدفة ويا لها من صدفة.. كنت متوجهاً من مكان عملي في احدى المدارس.. رأيت بريق أعين تحمل في طياتها بعض من الغضب. وقفت برهة معها سائلاً عن حالها. فاجابتني ضاحكةً " زفت"، ومن ثم قالت "بمزح معك"..فدار حوار لم يطول الا بضع دقائق حول تجربتها.. ودار في ذهني أن عقد لقاء معها قد يثري البحث، ولكن نظراً لضيق وقتها سألتها ان كان بالأمكان أن نجلس في مكان معين نتحدث فيه عن تجربتها كسنة أولى في الحقل التعليمي لغرض تعليمي.. صمتت بضع ثواني.. فاجابت بالرفض مدعية أن ما تريد قوله هو نفس ما أراه.. سألتها وكيف عرفتي ما أراه؟؟.. أجابت مرة أخرى "بمزح".. فأعدت الكرة عليها مرة أخرى هل بالأمكان الجلوس. ووعدتها بالسرية فأجابت "ما بتفرق معي بس لمين البحث؟ فاجبتها للدكتورة كيتي وتد.... صمتت وقالت "قطعياً لأ".. حاولت ان أصيغ الجمل بصورة أرق وأحن ووعدتها انني لم أبوح بأسمها.. فقالت "بتعرف شو أحكي بس بعد ما أخلص السنة" فأتفقنا ودار الحوار التالي أو بالأحرى لا أسميه حوار فمعظم الوقت تحدثت حول تجربتها وذلك بعد أن سألتها سؤال واحد..

ما هوانطباعك من تجربتك الأولى في السنة التعليمي؟؟
الصراحة مش عارفة منين أبدا...زي أيش حاب تعرف؟.. اللي حاب أعرفه شو شعورك بعد ما قضيتي تقريباً سنة في الحقل التعليمي .. شو رأيك بالمدرسة بالوزارة بالمعلم المرافق.. وتعالي نبدا بوصف لشعورك ..؟
شوف.. اذا بدك تعرف عن شعوري فأنا بقلك أنا بصورة جدية أترك التعليم أو بمشي حالي لحد ما اتعلم "توءر" (لقب) ثاني غير التعليم.. بعرفش  كيف أشرحلك اياها... انتي جاي بتوقعات وبتشوف على الوقع اشي ثاني.. يعني اللي شفتي بالتطبيقات مش نفس اللي شفتيه السنة هاي؟ لأ بالمرة لأ.. لما كنا بالتطبيقات مكناش نشوف الضرب ولا الأولاد.. زي كأنو بتحس انو المعلمين اللي بعلموا كانوا يوصوا الطلاب انو ما يزعجوا أو ما يغلبوا وأكيد هني نفسهن كانوا يفرجونا الصورة الملائكية ومش الواقع... بتفوت على المدرسة الكل بطلع عليك زي الغريب.. انا الصراحة فكرت حالي جايه من الفضاء.. فسري أكثر شو يعني غريب، قديش أخذ معك وقت تتعرفتي على الطاقم وبلشتي تحكي معهن؟  أنو طاقم ليش هو في طاقم هذا الطاقم حطو بس للحكي وبيأسوا.. شو بدك أكثر انو مرة أجيت ومعي وسيلة... نطت وحده بتقلي  يلا ما هي مرة بالعمر وأنا براهنك اذا عدتي تعملي... وشو كان ردك..؟ ردي ضحكتلها وزي كأني مسمعتش.. بس على فكرة اللي حكتو مزبوط.. بتحس حالك بتشتغل على الفاضي.. لا بتشوف معلمه حاملة وسيلة ايضاح، وبتلاقيهن عاملات صف ديوان بنص الحصة... بس سؤال  ووين كان المعلم المرافق دخلك؟ ههههههههه قال مرافقه.. ما هي أصلاً اللي أجت بتقلي أول السنة ديري بالك الطلاب صعبين.. يعني "עשתה לי את היום... לא את היום אלא השנה ,يعني اللي بفهمو منك  انو ما كان الك علاقات مع الطاقم؟ لأ............... امبلا كان في معلمتين أو ثلاثة كنا دايماً مع بعض. طيب تعالي نركز شوي على المرافق، شو كان يشتغل بالزبط؟ يعني ولا مره صات بيناتكوا محادثة عن الوضع سألك شو رأيك؟ امبلا حرام يعني يكثر خيرها.. كانت من البروزدور من بعيد تسألني شو الوضع وتيجي تزتلها نكتة ونضحك وتروح. شاهدت عندك؟ آه شاهدت حصة وطلعت تقلي انو حصتك بتجنن.. أصلاً ما كانش عندها اشي تحكيه.. ومش عارفه ليش حطوها معلمة انا بعرف أحسن منها. مين اللي أختارها؟ المديرة اللي اختارتها.. ما انتي بتعرف بتيجي على المدرسة بتعرفش اشي بيبعثوك من _______ على المدرسة ضايع لا حدا بيفهك شو فيه وشو لازم تساوي ومن الطلاب اللي لازم اشتغل معهن حيالله اجيت وقعدت مع المديرة حطوني بغرفة وهن أختاروا البنات وهن كل اشي....طيب فهميني حاولتي تدخلي حدا من بره انا عارف من ماتيا بالكلية..؟ يا زلمي انا مشكلتي مش المعلمات ولا مع المدرسة مشكلتي مع الوضع العام، الوضع بشجعكيش تعلم وتعطي.. بتحس المعلمات جايات بس يوخذوا معاش، والهم تبع المدرسة أنو ما يكنش ازعاج وأنو كل اشي ماشي تمام. وكله بدور على جيبتو.. أنا لما فتت على المدرسة وشفت البنات انصدمت اللي يتعرفش تقرأ وبتحاول تعلمها لا حياة لمن تنادي بتحكي للمربية تخبر أهلها تجيبهن ما حداش بيجي ولا حدا سائل... تعرف شو اصلاً اذا فش حدا سائل ليش تأسأل أنا. طيب من وينتا بلش عندك هذا الشعور.. يعني أول ما فتي المدرسة ولا بعد شهر ولا شهرين.. قديش صرلك بتعاني.. وفي مرة حكيتي بالكلية أو على الأقل مع المرافقة بالمدرسة؟ حتى لو حكيت فش حدا بيقدر يساعدك يا زلمي اربع سنين وعلمونا كل اشي بتيجي لهون ولا اشي من اللي تعلمته بيزبط ما خليتش الطريقة التصويرية والتحليلية وعبي رمل على الحرف ومعجونة وأوراق عمل فش حدا هون... يأست بالآخر. ناهيك عن المعلمات بيأسوك بصورة غير مباشرة.. كل ما تقعد مع معله تلاقيها بتسب على المدرسة وعلى الأولاد..... طيب انتي شو عملتي تتسبي وتشتمي وتلعني... عمين الحق حسب رأيك...؟ عمين بعرفش هو على الادارة هو على الأهل عنجد بتعرفش عمين يعني المعلمه لما تشوف طالبة عندها بتعرفش تقرأ وبتنادي أهلها أصلا أهلها بيعرفوش يقرو ويكتبو و בקושי وبمية ترجاي تييجو على المدرسة غص من عنها بدها تيأس. سؤال المديرة بتعرفك اشي...؟ قعدتي معها مرة سألت شو أخبارك كيف حالك؟  المديرة على فكرة بتجنن بس المشكلة مع المعلمات ، يعني قديش بتحاول تدخل مشاريع وتعمل وتقيم وتحط فش حدا هون.. بعدين تنساش البيئة عنا صعبة.. على كل حال يا _______ مبين انو انتي مبلبلة بس صدقيني مش كل اشي شفتي كان صح يعني انا متأكد وبتخلاش الا ما يكون في معلمات بشتغلن وبيعملو وفي طالبات مناح...... بس يمكن انو سوء الاختيار للمعلم المرافق والبنات اللي انتي بتشتغلي معهن شوي صعبات.. يعني قديش عدد البنات اللي اشتغلتي خمسة... عشرة.... تنسيش المدرسة كبيرة الا ما يكون فيها هيك وهيك.. انا متأكد لما تزيد خبرتك راح الصعوبة شوي تتلاشى... صدقيني أنا أصلاً أول ما بلشت تعقدت من الأشياء اللي شفتها بس اليوم الوضع بختلف وكلنا هيك.... ههه فاهمي علي.. انا فاهمي بس مش عارفة لأ انا كل قصدي انو من تحت راس سنة زي هيكتروحي تطلعي وتشوفي شغلة ثاني شوي صعبة هاي يعني بعدك مش شايفة صدقيني شوي شوي بتبلشي تتعرفي على معلمين مناح وصدقيني فيه. تعرفي شو جربي غيري مدرسة السنة الجاي بلكي تغيرت الصورة.. يعني حرام 4 سنين  مش هوينات... يا سيدي لعله خير....

تعقيبي:
اذا امعنا النظر في هذه المحادثة القصيرة والتي لربما لم تكن شاملة، للمسنا وحسب رأيي ان المشكلة لا تكمن في المعلمة الجديدة، انما هي لحظة سيئة عليها ترتبت عملية الاختيار لمرافقة ليست بقدر المسؤولية المهنية ولا التربوية. حاولت من خلال المحادثة أن أفهم سبب التذمر أو بالأحرى توقيته.. بيد أن الحديث أخذنا ونسيت التطرق الى السؤال مرة أخرى.
لمست من خلال المحادثة بعض التناقض أو بالأحرى التردد النابع عن عدم الخبرة الكافية،  ففي بعض الأحيان تراها تضع الأسباب نحو مجموعة معينة، وبعدها تنسب نفس الأسباب لمسبب آخر وتحمد الأولى.
أنا على يقين أنه لو جرت هذه المحادثة بعد سنة وبعد برود الغضب، لدارت المحادثة بصورة أخرى، ولرأبت بعض المسؤولية عن الحديث أو بالأحرى للمسنا القدرة على تحديد المشكلة والسبب.
عرضت هذه المحادثة مجموعة من الصعوبات، يفسرها البعض على انها صعوبات طبيعية وليس من المفروض ان تكون كذلك، وأتحدث هنا عن صعوبات كان ينقصها بعض المسؤولية الأخلاقية والمهنية من قبل المرافقة، ولكن قلة الخبرة لدى الطالبة المتدربة وعدم معرفتها لحقوقها استحوذتا على الجزء الأكبر من مسببات هذا الشعور.
انا لست بصدد تحليل شعورها والأسباب التي أدت إلى ذلك... فهكذا الإنسان بطبيعته يفسر الأمور بحسب تجاربه، ولا شك ان تجربة هذه المعلمة كانت سيئة ومنها نبع هذا الشعور السيئ، والقرار السريع الذي ينقصه الخبرة والتوجيه كان نتيجة مباشرة لها.
كما ولا ننسى أن هناك عدة عوامل ارتبطت سوية لترسم شعوراً يملأه الغضب من كل حدب وصوب.. فهناك البيروقراطية التي تتبعها الوزارة، وهي ارسال المعلمين الجدد الى المدارس بدون شرح مسبق، وبدون تعريف حتى لطبيعة وظيفته أو اعطاء أي خلفية عن المدرسة.
اضافة على ذلك لا ننسى المديرة ولا أريد أن أكون مكانها لأفسر وأبحث في السبب الذي جعلها تختار معلمة مرافقة لا ترقى حتى الى المستوى المطلوب....
ولا اريد أن أذكر طبيعة التربية الأخلاقية وتحبيب الناس في المهنة، فطبيعة المجتمع اليوم وأخص بالذكر مجتمع المعلمون تفتقر الى الأخلاقيات المهنية الا من رحم ربي... فإذا كنا مستاءين ومتشائمون وكلنا نعلم كما هو صعب هذا الشعور فلماذا نصر على أن نجعل غيرنا مثلنا....
لهذا أنا أتوجه إليها أو بالأحرى كنت قد توجهت الى المعلمة، عليكي ان لا تسبي الظلام.... بل حاولي أن تصلحي المصباح، فهكذا الإنسان مثل النهر يضيق خطاه في مرحلة معينة ويعاود الاتساع في الأخرى... ليس من العدل ان نحكم على تجربة واحدة سلبية..

2.4 ربط المقابلة مع المادة النظرية:
تؤكد هذه المقابلة على أن دور الوكلاء مهم جداً في استيعاب المعلم الجديد، فقد فقدت هذه المعلمة الجديدة الدعم النفسي والمعنوي والارشاد السليم الذي كان متوقعاً من الوكلاء المرافقين لها، واذا تمعنا جيداً نرى أن الصعوبات التي عانت منها المعلمة الجديد كانت كالتالي:
  1. الغربة: "بتفوت على المدرسة الكل بطلع عليك زي الغريب.. انا الصراحة فكرت حالي جايه من الفضاء..".
  2. المواجهة الأولى وعدم ملائمة التوقعات: انتي جاي بتوقعات وبتشوف على الوقع اشي ثاني.. يعني اللي شفتي بالتطبيقات مش نفس اللي شفتيه السنة هاي؟ لأ بالمرة لأ.. لما كنا بالتطبيقات مكناش نشوف الضرب ولا الأولاد..
  3. دور المعلم المرافق: ...آه شاهدت حصة وطلعت تقلي انو حصتك بتجنن.. أصلاً ما كانش عندها اشي تحكيه.. ومش عارفه ليش حطوها معلمة انا بعرف أحسن منها.
  4. دور الادارة في استيعاب المعلم الجديد:  المديرة اللي اختارتها.. ما انتي بتعرف بتيجي على المدرسة بتعرفش اشي بيبعثوك من _______ على المدرسة ضايع لا حدا بيفهك شو فيه وشو لازم تساوي ومن الطلاب اللي لازم اشتغل معهن حيالله اجيت وقعدت مع المديرة حطوني بغرفة وهن أختاروا البنات وهن كل اشي...
هذا نموذج بسيطة يؤكد أن دور الوكلاء له تأثير وليس مشروطاً بالايجابية بل أحيانا يكون سلبياً كما أكدت لنا هذه المعلمة.



الخاتمة والتوصيات
بدون أدنى شك، أن عملية التعلم والتعليم هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من يدخل مؤسسة التربية والتعليم،  والمسؤوليات تختلف من شخص الى آخر، فالمدير فمسؤولياته تختلف على المعلم وهكذا دواليك، ولكن اذا نظرنا الى المؤسسة ككل، فمسؤوليتها الكبرى تقتصر على نتاج يراه الجميع من حيث علامات الطلاب العامة وترتيبها العالمي..... واذا تطرقنا الى هذا الجانب للمسنا أن التعليم في الدولة يتراجع بصورة واضحة، فمنهم من وضع الأسباب على الوزارة، والآخرين على المعلمين الجدد وهكذا فالكل يخلي نفسه من المسؤولية .. اذاّ من المسؤول ؟؟
عليه قامت وزارة التربية والتعليم بسن قانون لمرافقة المعلمين الجدد وأصبحت المسؤولية هنا محددة فقد وكل القانون مجموعة من الوكلاء عليهم تقع مسؤولية تقييم المعلم الجديد وبناء جيل جديد من المعلمين لإحداث التغيير في اساليب التعلم والتعليم في المدارس.
وكان الدور الأساسي في القانون على المعلم المرافق والذي يتطلب منه مرافقة المعلم وتقديم الارشاد والدعم النفسي له، ولكي يصبح المعلم المرافق مهيء لتقديم الارشاد فتحت الدورات التأهيلية والتي بدورها تسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه المعلم المرافق في تقديم الارشاد، واعطاءه طرق واستراتيجات جديدة لتصبح مرافقته للمعلم الجديد ناجعة وفعالة.
ونظراً لأن المعلم المرافق هو الذي يتلقى الدورات وهو الذي يقوم بالمرافقة سادت هناك شائعة على أن مسؤولية تهيئة المعلم الجديد تقع فقط على المعلم المرافق، فهذا ما نفاه البحث الصغير الذي قمت حيث سلطت الضوء على قانون الوزارة ومن ثم تحدثت دور كل من الوكلاء (المدرسة، المعلم، المفتش، الكلية، المستشار) في تهئية المعلم الجديد، بيد أن القانون لم يتحدث بصورة مفصلة عن الوكلاء مثلما تحدث عن دور المرافق. كما وتطرقت الى نموذج التقييم، والذي يتطلب من الوكلاء الاطلاع عليه وتعبئته وفقاً لمعايير معينة والتي تتطلب مشاهدة ومتابعة للمعلم الجديد على مدارس السنة.
ومن ثم القيت نظرة على الصعوبات التي تواجه المعلم الجديد من وجهة نظر الأبحاث ومن خلال مقابلة بسيطة اجريتها مع احدى المعلمات الجديدات، ومن ثم نموذج يصف التوجه الصحيح للمعلم الجديد بهدف تفادي المشكلات النفسية التي يترتب عليها سوء الارشاد والتي تحدثت عنها الأبحاث.
ولكن اذا التفتنا حولنا في المدارس نرى الكثير من التذمر نظراً لعدم الوعي الكافي من قبل المعلمين الجدد تجاه القانون، فهم يحرصون على أن يكسبو ثقة المعلم المرافق بهدف مرور السنة على خير. وإني لأشرب هذا الأمر بكأساً من العار، فإذا كان الأمر كذلك فكيف لنا أن نحصل على التغيير، بناءاً عليه أوصي المسؤولين ومنهم الكلية بتشجيع المعلم الجديد واطلاعه على القانون وعلى حقه تجاه المؤسسة التي يعلم فيها وتجاه نفسه والأمانة التي يحملها كما ويسرني أن أقول لهؤلاء اليائسين.. لا تحزن ولا تيأس، وليس من العدل أن تحكم على مسنقبل جراء تجربة سلبية قد تمر أو مررت بها فأعطي نفسك فرصة وإذا سقطت فأنهض، فالفشل والخطأ فطرة بشرية لا تنفك عن الإنسان بحال ، ولا يعد عاراً يوصم به الشخص إلا في حال إذعانه له وركونه إلي تبريره في كل حين .. كي لا تكون فاشلاً عليك أولاً بالاعتراف به و إلا فإنك لن تسعى للتغيير ما لم تكن مقتنعاً بخطئك، وكما هو معلوم أن أولى الخطوات لحل أي مشكلة تعريفها وهنا نقول أعترف .. إنه الدافع الأول للنجاح وخطوتك الأولى نحو النهوض .. إن لكل جواد كبوة ما لم تكسر سيقانه .
يكون الأمر ميسوراً ما لم يعلم به أحد و إلا فعليك أن تكون شجاعاً لتتمتع بصفات إضافية عن غيرك وتعلن على الجميع أنك عازم على تصحيح الخطأ وتغيير الخطة .. إن تبرير الخطأ بخطأ خطأ وهو سخرية بعقول الآخرين ، وهذا قد يفقدك الثقة من حولك .
طبق هذا في حياتك .. علاقاتك .. إدارتك لعملك .. أفكارك ومبادئك الشخصية .. ..
لن تخسر .. سيثمن الجميع شجاعتك.

بقلم
ساهر حبيب الله

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..