تأجير الخادمات

    لن نناقش الحاجة للخادمة لأن أمر وجود الخادمة في البيت السعودي بات امراً مسلّماً به ن لم يكن للحاجة فللتقليد عند بعض النساء وتلك حقيقة يعرفها الجميع.. الحاجة يفرضها واقع المشهد
الاجتماعي السعودي حيث خروج المرأة للعمل وتحملها مسؤوليات التنشئة الاجتماعية والتربوية في الغالب، ضعف مشاركة الرجل في تحمل بعض المسؤوليات في المنزل... عدم وجود مؤسسات تربوية مناسبة لحضانة الاطفال.. ناهيك عن اتساع مساحات المنازل والارتباطات العائلية مع كثرة عدد الابناء حفظهم الله..

النتيجة ان اغلب الاسر باتت تحتاج للخادمة بشكل ملح والاخطر ان بعضنا يحتاج لاكثر من خادمة..؟ الاشكال ليس في استخدام تلك العاملة او عدمه بل ما يترتب عليه من مشاكل بعضها يصعب تحمله مثل بعض الجرائم وخاصة ضرب او قتل او التحرش بالاطفال..؟ وبعضها وان اصاب الانسان بمرارة الا ان تجاوزه ممكن مثل السرقة والهروب..
الاشكال ان مشاكل الخادمات بدأت تتسع واصبح استقدامها بحد ذاته مشكلة خاصة للاسر ذوات الدخل المتوسط.. وهي النسبة الكبيرة في مجتمعنا السعودي...؟
أعتقد ان الوقت قد حان لاتخاذ اجراءات مؤسسية لحل جزء من المشكلة ولعل البدء بانشاء مؤسسات تأجير للخادمات تحت مظلة وزارة العمل أمر يحد من الحاجة لخادمة دائمة.. ايضاً التوسع في انشاء مؤسسات الحضانة الخاصة بالاطفال وبرسوم معقولة مع الاهتمام بمستوى تلك المؤسسات لتستطيع الامهات الاستفادة منها لان بعض القائم حالياً يدفع للاستعانة بخادمة خاصة بالاطفال..
ايضاً لابد ان يكون للغرفة التجارية خصوصاً ومكاتب الاستقدام على وجه العموم دور اكبر في حماية المواطن والخادمة على حد سواء نعم لا نريد ان يهدر حق أي طرف.. ولا نريد ان نركز على جانب دون آخر حرصاً على رأي مؤسسات حقوق الانسان العالمية بل لإحقاق الحق فنحن امة الاسلام.. دين العدل..
لا نريد ان تستقدم المكاتب خادمات غير متدربات او غير مؤهلات نفسياً بل ان بعضهن متخلفات عقلياً ويتم استقدامهن..؟ ايضاً التكاليف تفوق دول الخليج عموماً مما يثير اكثر من سؤال اين الخلل هنا ام هناك ولماذا لا تحفظ حقوق المواطن السعودي من مكاتب الاستقدام بكل قوة؟
عموماً البدء بتأجير خادمات بنظام الساعة لن يكون الحل ولكنه جزء من الحل الى ان نكتشف ان الكثير من واقع المشهد الاجتماعي يحتاج لأكثر من حل اولها مساحات المنازل وعدد الابناء وتكاسل الرجل عن خدمة نفسه.. ودلال الابناء المبالغ فيه.. وحاجة النساء لرياضة العمل المنزلي..

الاثنين 8 رمضان 1429هـ - 8 سبتمبر 2008م - العدد14686

أفق الشمس

د. هيا عبد العزيز المنيع

   
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :