قال الدكتور سلمان العودة في خطبة الجمعة في جامع سلسبيل في
مدينة مالمو السويدية، إن البشر أسرة واحدة لأب واحد وأم واحدة،
ولهم سكن واحد هو الأرض، وهويتهم واحدة وهي الإنسانية، مشيرا إلى أن
القرآن الكريم هو مصدر الهداية، والنور وينبغي على الإنسان حين يقرأ
القرآن، أن يتدبر معانيه.
أسرة واحدة
وقال العودة إن قصة آدم عليه السلام تتكرر
في القرآن كثيرا، وأثارها الله بالقرآن في أكثر من 7 مواضع، وذلك لتكريس
المبادئ الفطرية الإنسانية الأساسية للناس جميعا.
وأشار إلى أن قصة آدم تدلل على أن البشر
أسرة واحدة، الأبيض والأسود، الطويل والقصير، الكبير والصغير، الغني
والفقير، إذ قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ"، وهذا يلغي كل أشكال العنصرية،
والاستعلاء والتميز، ويبقي أصل الانتماء والانتساب للأسرة البشرية
الواحدة،ا لتي تتوفر فيها كل شروط الأسرة الواحدة؛ آدم وحواء، ومنهما تفرع
البشر، وغالبا أسم آدم وأسم حواء، موجود في معظم لغات العالم، وعند معظم
شعوب العالم، بما يعبر عن هذه البشرية التي بدأت صغيرة ثم امتدت.
السكن
ولفت إلى أن الأرض هي السكن، وجعل السكن
الأول لآدم وحواء هو الجنة، بما يدلل على ضرورة السكن وأهميته، وأنه حق
للمراة وللرجل على السواء، ويعبر عن السكن الجميل، وهل أجمل من الجنة،
ويعبر عن السكن النظيف الطيب المبارك الهادئ، ويعبر عن الحرية بالسكن،
ولذلك قال الله: "وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا"، أي تذهبان
شمالا إن شئتما وشرقا وجنوبا، وغربا، لا أحد يحول بينكم، وبين ذلك أو
يمنعكم، من ذلك فهي حرية تقابلها مسؤولية.
وشدد على أن هذه الارض وضعها الله للبشرية
كلها وليست لنا وحدنا فقط فقد كانت لمن قبلنا وهي لمن بعدنا أيضا،
فالمحافظة على هذه الارض وبيئتها، وحمايتها من الاحتباس الحراراي مثلا
مسؤولية علينا جميعا، والإضرار بها أو الجور على مواردها وخيراتها نوع من
العدوان يرفضه القرآن الكريم، فقطع شجرة أو ما يعرف بالاحتطاب الجائر،
مذموم في السنة النبوية ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى صيد
عصفور أو حيوان دون حاجة أو ضرورة يعتبر مذموما وتوعد النبي من فعل ذلك
بغير حق.
وأشار إلى أن الأرض جعلها الله للمسلمين
وغير المسلمين، قال تعالى على لسان إبراهيم "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ
مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن
كَفَرَ"، إذا الرزق والعطاء والسكن والخير، تكفل الله به للبشر كلهم
وللحيوانات والدواب والشجر أيضا.
الهوية
وأكد العودة على أن الإنسانية، هي الهوية
التي تجمع الأسرة البشرية، وليس ثمة هوية أولى وأسبق منها، فالله تعالى
قال: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ
كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، فالإنسان حُمل على الارض وعلى
البحر، وهذه رسالة للبشر بأن يتواصلوا فيما بينهم، وأن لا يتقاطعوا، فلم
يخلقنا الله كشعوب من أجل أن نتقاتل أو من أجل أن نتحارب، بل قال : "يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فالهدف من
التنوع هو التعارف والتآلف لا التحارب و التقاتل، فلا يجوز أن يحكم أحد على
أحد قبل أن يتعرف عليه، جيدا، ومن المعاني أيضا أن يقدم بعضنا المعروف
للآخرين، وأن يعطيهم لا أن يسلب منهم خيراتهم.
وعن السويد، قال العودة: "هذا البلد أزوره
للمرة الاولى؛ لكن سفيره زارني أكثر من مرة في منزلي بالرياض وقرأت كثيرا
عنه، ووجدت أن بعض أبنائنا مممن ضاقت بهم بلاد الإسلام يجدون ملجأ في هذا
البلد ويستقبلون هنا في استقرار وخير تحافظ على انسانيتهم وكرامتهم، وهذا
معنى جميل يحث الإسلام عليه ويدعو إليه، ويشكر من يقوم به".
العلاقات بيننا
وقال العودة بأننا رغم اختلافنا إلا أن
الأخلاق تجمعنا، الاحتضان والتعاضد والابتسامة الجميلة، والاستماع لآلام
الآخرين، الصفح عنهم والصبر عليهم، والتجاوز عن أخطائهم، فالنبي صلى الله
عليه وسلم قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، أي صالحها العدل والاحسان
والمروءة والبر والصلة.
واشار لقوله تعالى "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ
عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"،وهذه الأية نزلت لترسيم العلاقة بين المسلم وغير
المسلم، وهنالك آية أخرى تفيد معنى مشابه لهذا قال الله فيها :
"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وهي دعوة عامة للتعاون على ما يفيد معنى البر
والتقوى بين المسلم وغيره.
واختتم العودة خطبته بالإشارة إلى ان التأمل
والتدبر في قصة آدم في القرآن الكريم، يوضح لنا هذا المشتركات الإنسانية
التي جاء الإسلام ليحافظ عليها ويعززها.
وبعد ختام الخطبة الحاشدة، تواصل العودة مع الجمهور المسلم، وفيما يلي بعض صور اللقاء
-----------------------
وقد عنونت صحيفة سيدسفنسكان التي تصدر جنوب البلاد خبر زيارة العودة بعبارة ” معلم أسامة بن لادن إلى مالمو ” .
وقال
الرفاعي، عضو مجلس إدارة الجمعية السورية Sydsvenskan في السابق : إنه
معجب بـ”العودة” ، الذي تخلى عن دعم سابق للجهاد العنيف ” وأضاف ” الجميع
يحبه ” .
يذكر أن الشيخ سلمان العودة
له الكثير من المتابعين في أنحاء العالم ولديه حوالي 8,6 مليون متابع على
تويتر فقط بالإضافة إلى برنامجه على اليوتيوب ” وسم ” .
وقد
تم منعه من السفر في السنوات الماضية من الحكومة السعودية ، وتم إيقاف
برنامجه على قناة ام بي سي الأولى وذلك بسبب أرائه وانتقاداته لطريقة
الحكومة السعودية .
----------------------------------
| الشيخ سلمان العودة أكد في المقابلة أنه لا ينكر المحرقة لانها موثقة من الناحية التاريخية وأنه يشجب فكر #القاعدة و #داعش #السعودية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..