يُعد الشاعر سليمان ابن عبد الكريم العويس (المولود في قرية
شلوان - إحدى قرى الزلفي - عام 1353ه تقريباً) من الشعراء البارزين في الشعر الشعبي وخاصة في شعر المحاورة الذي يُعد أحد فرسانه على مستوى المملكة والخليج عموماً، يتميز شعره بعمق التجربة وصدق المشاعر والبُعد عن الابتذال منذ بداية نظمه للشعر ومن أبياته المشهورة:
مقتطفات شعرية لابن عويس
لا تهمّك ثيابي!
الشاعر سليمان العبدالكريم العويس..شاعر متمكن من محافظة الزلفي , وهو من شعراء القلطة وله مساجلات مع شعراء عدة.
كان سريع البديهة.. فقد قال له شخص التقى به, لماذا هدومك كلها زيت؟!.. فرد عليه بسرعة:
عرضي نظيف ولا تهمّك ثيابي
لو تمتلي ديزل ولو تمتلي زيت
ولا نظيفٍ من وراه المرابي
الألف بألف ويتبعه قول ما اوفيت
ما يدري ان الوقت بار وكبابي
أجمع وتأكله المصاريف تشتيت
بالبيت من يمشي.. وبالبيت حابي
واضف على هذا بعد كروة البيت
وسأله أحدهم ذات يوم: منذ مدة ما سمعنا من شعرك شيئا؟!.. وكان السائل مرتاحا بينما شاعرنا كان تعرض قبل قليل للمطالبة بأجرة البيت..فرد عليه:
يا سائلٍ عنّي تبي منّي أخبار
انشد ومن عندي تجيك الافاده
اعطيك علمٍ صاغ وزنٍ بمعيار
واصححه عن لا يجيبه زياده
قاسيت ما قاسيت من شوح الاكدار
عندي على نطح المتاعب جلاده
بلشٍ عن الأشعار في كروة الدار
لله في خلقه تصّرف وإراده
ولما سلّم عليه أحد الأشخاص,قال له : يدك خشنة! وكان سليمان يعمل بيده, فأجابه:
حرشا يدي ولا يقال أقطعوها
خشونتي ولا النعومة والإفلاس
شغلة شرف كل الرجال ايدوها
الكد أخير من التوسل إلى الناس
وكان.. عندما أزعجه صاحب البيت, يطالبه بالإيجار, قد ضاق ذرعا بحاله..فقال:
ياليت لي فلةٍ يم الكواكب هناك
لو وجهوا سام ماجاها ولا طالها
اسكن بها ما يجيني ريب ولا ارتباك
مامر بعض البشر من عند مدخالها
وإيدي بالأرض .. واشبك ما يناسب شباك
لا ناسبتني حمام السدرة اشتالها
ما احد يقول انت لي وشبك ولا وش وراك
يختم على أفواهها .. وبيدينه أغلالها
وفي وقت آخر.. ربما تغيرت حياته إلى الأفضل قليلا بينما بقي يلازمه حظه الأول في علاقاته مع من حوله.
فقد كان عنده ثلاث سيارات لنقل الماء, فقام بوضع خيمة صغيرة في أرض خالية لتكون استراحة لسواويق السيارات قريبا من الماء.
فجاءه رجل قائلا: هذه الأرض ملك خاص وعليك أن تزيل خيمتك بأسرع وقت.
ولم تفد محاولاته لإبقاء الخيمة لمدة وجيزة, حيث اضطر إلى اقتلاعها ونصبها في أرض أخرى.
وما كاد يشيدها, إلا وجاءه رجل آخر يطلب منه ازالتها لأنها تقع على أرضه الخاصة.
وربما بعد محاولات مستميتة استطاع أن يقنع الرجل ببقاء الخيمة لمدة أيام قليلة.. فقال سليمان العويس في ذلك:
في طريق الخرج بأيمن خنشليله
بانيٍ لي خيمةٍ بين الكباري
قالوا التجار ما احدثته تزيله
خيمتك شلها قبل تطرد اجباري
قلت خلّوني ولو عشرين ليله
اتصل في كل ما سمّي عقاري
ليت ما كوك الفضاء عندي رحيله
يوم ضاقت بي وسيعات الصحاري
ومن طرائف الشاعر سليمان العويس أنه لم يكن التقى الشاعر المشهور زبن بن عمير, وليس بينهم معرفة.
وفي أحد الأيام بينما كان يقود سيارته في الشارع, شاهد رجلا يحمل حزمة برسيم.. فلما اقترب منه, توقف وقال:
( تفضل.. نقرّبك من محلّك يابن الحلال )!
فقال الرجل:
( وين أحط البرسيم )؟!
فقال له سليمان:
( حطه على ظهر الموتر ).
فوضعه الرجل وشد عليه الحبل, وركب إلى جانبه فقال له سليمان مداعبا وهو لا يعرفه:
يا راعي القت قتّك جوّده لا يطيح
تبات شاتك على الرجلين في جوعها
فقال الرجل:
أخذتني بالضمان إن كان هرجك صحيح
هرجتك ما ناب عارفها وموضوعها
قال سليمان:
يا عود ابنشدك بالله خل هرجك صريح
كان انت (زبن) اترك الهرجه وموضوعها
فأجابه بأنه زبن بن عمير بالفعل, فحدث التعارف بينهما وامتدت الصداقة بينهما بعد ذلك.
أعجبتني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
شلوان - إحدى قرى الزلفي - عام 1353ه تقريباً) من الشعراء البارزين في الشعر الشعبي وخاصة في شعر المحاورة الذي يُعد أحد فرسانه على مستوى المملكة والخليج عموماً، يتميز شعره بعمق التجربة وصدق المشاعر والبُعد عن الابتذال منذ بداية نظمه للشعر ومن أبياته المشهورة:
يا ونتي لو هي على ضلع سنجار
منها انفجر وانهار واصبح رمادي
لو سمعها ما عاد يبقا به أحجار
يصبح كما السحون قان السوادي
كحل تكحل به مواصيط وأبكار
في يوم عيد وكثرنه وزادي
عليك ياللي عنك ما ابغى ولا اختار
لو حضروا عندي جميع البوادي
وصلت لو دونه وقف كل جبار
اللي شريعته الحيل والعنادي
ارمي بكلمه واضرب الدرب عبار
وحده وأخل الثانية في فوادي
مقتطفات شعرية لابن عويس
لا تهمّك ثيابي!
الشاعر سليمان العبدالكريم العويس..شاعر متمكن من محافظة الزلفي , وهو من شعراء القلطة وله مساجلات مع شعراء عدة.
كان سريع البديهة.. فقد قال له شخص التقى به, لماذا هدومك كلها زيت؟!.. فرد عليه بسرعة:
عرضي نظيف ولا تهمّك ثيابي
لو تمتلي ديزل ولو تمتلي زيت
ولا نظيفٍ من وراه المرابي
الألف بألف ويتبعه قول ما اوفيت
ما يدري ان الوقت بار وكبابي
أجمع وتأكله المصاريف تشتيت
بالبيت من يمشي.. وبالبيت حابي
واضف على هذا بعد كروة البيت
وسأله أحدهم ذات يوم: منذ مدة ما سمعنا من شعرك شيئا؟!.. وكان السائل مرتاحا بينما شاعرنا كان تعرض قبل قليل للمطالبة بأجرة البيت..فرد عليه:
يا سائلٍ عنّي تبي منّي أخبار
انشد ومن عندي تجيك الافاده
اعطيك علمٍ صاغ وزنٍ بمعيار
واصححه عن لا يجيبه زياده
قاسيت ما قاسيت من شوح الاكدار
عندي على نطح المتاعب جلاده
بلشٍ عن الأشعار في كروة الدار
لله في خلقه تصّرف وإراده
ولما سلّم عليه أحد الأشخاص,قال له : يدك خشنة! وكان سليمان يعمل بيده, فأجابه:
حرشا يدي ولا يقال أقطعوها
خشونتي ولا النعومة والإفلاس
شغلة شرف كل الرجال ايدوها
الكد أخير من التوسل إلى الناس
وكان.. عندما أزعجه صاحب البيت, يطالبه بالإيجار, قد ضاق ذرعا بحاله..فقال:
ياليت لي فلةٍ يم الكواكب هناك
لو وجهوا سام ماجاها ولا طالها
اسكن بها ما يجيني ريب ولا ارتباك
مامر بعض البشر من عند مدخالها
وإيدي بالأرض .. واشبك ما يناسب شباك
لا ناسبتني حمام السدرة اشتالها
ما احد يقول انت لي وشبك ولا وش وراك
يختم على أفواهها .. وبيدينه أغلالها
وفي وقت آخر.. ربما تغيرت حياته إلى الأفضل قليلا بينما بقي يلازمه حظه الأول في علاقاته مع من حوله.
فقد كان عنده ثلاث سيارات لنقل الماء, فقام بوضع خيمة صغيرة في أرض خالية لتكون استراحة لسواويق السيارات قريبا من الماء.
فجاءه رجل قائلا: هذه الأرض ملك خاص وعليك أن تزيل خيمتك بأسرع وقت.
ولم تفد محاولاته لإبقاء الخيمة لمدة وجيزة, حيث اضطر إلى اقتلاعها ونصبها في أرض أخرى.
وما كاد يشيدها, إلا وجاءه رجل آخر يطلب منه ازالتها لأنها تقع على أرضه الخاصة.
وربما بعد محاولات مستميتة استطاع أن يقنع الرجل ببقاء الخيمة لمدة أيام قليلة.. فقال سليمان العويس في ذلك:
في طريق الخرج بأيمن خنشليله
بانيٍ لي خيمةٍ بين الكباري
قالوا التجار ما احدثته تزيله
خيمتك شلها قبل تطرد اجباري
قلت خلّوني ولو عشرين ليله
اتصل في كل ما سمّي عقاري
ليت ما كوك الفضاء عندي رحيله
يوم ضاقت بي وسيعات الصحاري
ومن طرائف الشاعر سليمان العويس أنه لم يكن التقى الشاعر المشهور زبن بن عمير, وليس بينهم معرفة.
وفي أحد الأيام بينما كان يقود سيارته في الشارع, شاهد رجلا يحمل حزمة برسيم.. فلما اقترب منه, توقف وقال:
( تفضل.. نقرّبك من محلّك يابن الحلال )!
فقال الرجل:
( وين أحط البرسيم )؟!
فقال له سليمان:
( حطه على ظهر الموتر ).
فوضعه الرجل وشد عليه الحبل, وركب إلى جانبه فقال له سليمان مداعبا وهو لا يعرفه:
يا راعي القت قتّك جوّده لا يطيح
تبات شاتك على الرجلين في جوعها
فقال الرجل:
أخذتني بالضمان إن كان هرجك صحيح
هرجتك ما ناب عارفها وموضوعها
قال سليمان:
يا عود ابنشدك بالله خل هرجك صريح
كان انت (زبن) اترك الهرجه وموضوعها
فأجابه بأنه زبن بن عمير بالفعل, فحدث التعارف بينهما وامتدت الصداقة بينهما بعد ذلك.
أعجبتني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..