تأسست العلاقات بين إسرائيل وتركيا في آذار/مارس 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران عام 1948)، تعترف بدولة إسرائيل.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح لتركيا.
وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الاستراتيجية، كما يتفق البلدان حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تخص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ومع ذلك، يعاني الحوار الدبلوماسي بين البلدين الكثير من التوترات، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان الهجوم على غزة 2009. وصرح السفير الإسرائيلي گابي ليڤي بأن العلاقات بين البلدين سوف تعود إلى مسارها الطبيعي في أقصر وقت.
في 1958، وقع داڤيد بن گوريون وعدنان مندريس اتفاقية تعاون ضد التطرف ونفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط. ترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية. وفي 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب. وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء. وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري. وقد وقع رئيس الأركان التركي چڤيق بير Çevik Bir على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، منها تدريب عروس البحر المعتمد عليها، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية أورتشارد للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية. وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية.
ومنذ 1 كانون الثاني/يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية.
3 يوليو 1950: سيف الله إسين، أول سفير لتركيا في إسرائيل، يتحدث مع الرئيس حاييم وايزمان، وزير الخارجية موشيه شاريت، عقب حفل تقديم أوراق اعتماده في رحوڤوت. ومنذ ذلك الحين أصبح إسين مدافعاً قوياً عن إسرائيل في تركيا.
طالع أيضًا: تاريخ اليهود في تركيا
التعاون الاستراتيجي
التعاون البحري الإسرائيلي-التركي، 2009: جون مور من البحرية الأمريكية، أميرال المؤخرة التركي إسماعيل طايلان، وأميرال المؤخرة الإسرائيلي روم روتبرگ.
التحالف العسكري
تحديث F - 4 فانتوم تركيا وطائرات F - 5 بتكلفة 900 مليون دولار.
ترقية 170 من دبابات M60A1 لتركيا 500 مليون دولار.
بوب - I وصواريخ بوباي - II.
400 كم (250 ميلا) مجموعة دليلة صواريخ كروز.
بوب - II سطح جو من طراز صواريخ مقابل 150 مليون دولار.
السهم المضاد للصواريخ الباليستية للصواريخ. (متفق عليه من قبل إسرائيل. إقرار. الولايات المتحدة ينتظر)
400 كم (250 ميلا) مجموعة دليلة صواريخ كروز. (التفاوض)
وينص الاتفاق على تبادل الطيارين ثماني مرات في السنة ؛ يسمح الطيارين الإسرائيليين لممارسة "طويلة المدى وحلقت فوق الأراضي الجبلية" في نطاق تركيا إطلاق قونية، ورخص الطيارين التركية للتدريب في نطاق إسرائيل إطلاق المحوسبة في مطار نيفاتيم (Nechmani، 1998. : 24 ؛ بايبس، 1997 34) أجرت مناورات البحريتين خلال عملية ميرميد متكل (الولايات المتحدة وشاركت أيضا) في كانون الثاني/يناير 1998
نقد السياسة الإسرائيلية
بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة ومقتل بعض الركاب الأتراك، قامت تركيا باستدعاء السفير التركي من إسرائيل، ومنعت طائرات عسكرية إسرائيلية من استخدام المجال الجوي التركي، وقال رئيس الوزراء التركي إن إسرائيل «اعتادت الكذب». ومن جانبها، حذرت إسرائيل مواطنيها من السفر إلى تركيا. ولكن، في معظم الجوانب الأخرى، لا تزال العلاقات التجارية كما هي بين الدولتين الحليفتين منذ وقت طويل. ويوجد حاليا داخل إسرائيل وفد حكومي وعسكري تركي، كما يتدرب ضباط وجنود أتراك داخل النقب على استخدام طائرات تعمل من دون طيار تستخدمها إسرائيل لتعقب مسلحين فلسطينيين في غزة. ويقول مسؤول إسرائيلي، غير مخول للحديث علنا عن ذلك، إنهم (الأتراك) هنا بعد استدعاء المدربين الإسرائيليين الذين كانوا يدربونهم في تركيا إلى إسرائيل عقب الهجوم على الأسطول».
ولكن، لم تلغَ حتى الآن اتفاقية قيمتها 190 مليون دولار لشراء طائرات من دون طيار. كما لم تلغ التعاملات التجارية المدنية بين البلدين، امتدادا من قطاع المنسوجات ووصولا إلى نظم الري، التي كانت تمثل قرابة 3 مليارات دولار خلال العام الماضي، حسب ما قاله محللون تجاريون. ويقول المسؤول الاستخباراتي: «يسير كل شيء وفق الجدول الزمني، ولا يوجد أي تغيير، فالعلاقات التجارية كما هي».
ويقول سولي أوزل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيليجي بإسطنبول: «توجد عقود تجارية جيدة، ويرغب مجتمع رجال الأعمال في الاستمرار في ذلك». وتشير العلاقات التجارية والاستثمارات إلى العلاقات العميقة المتشابكة التي تكونت بين تركيا وإسرائيل بمرور الأعوام. وعلى ضوء الإعداد للاستثمارات على مدى أعوام، وكذا الحال مع معظم صفقات الأسلحة، فإنه ليس من السهل الإضرار بهذه العلاقات، ولا سيما مع اعتماد تركيا على الدعم الفني الإسرائيلي.
ومن الصعب استيعاب الأرقام الكبيرة عندما يتعلق الأمر بعقود الدفاع، ولكن تقول لالي ساريبرايموغلو، المراسلة في تركيا لـ«جينز ديفنس ويكلي»، إن مصادر عسكرية تركية قالت إن التجارة العسكرية بين البلدين بلغت في مجملها قرابة 1.8 مليار دولار عام 2007. وتقول إن إسرائيل تلي الولايات المتحدة كمصدر للتقنية العسكرية لتركيا. وتؤكد تركيا أنه من الممكن الوصول إلى مصالحة كاملة مع إسرائيل إذا اعتذرت إسرائيل عن الهجوم على السفينة التركية، مع تقديم التعويضات للجرحى ولعائلات القتلى والموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل.
وتعارض إسرائيل حتى الوقت الحالي فكرة إجراء تحقيق مستقل، ولكن الحكومة الإسرائيلية سعت للتقليل من حدة الأزمة ومن أجل تحسين العلاقات. وعلى سبيل المثال، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوزير بنيامين بن اليعازر، الذي يتمتع بعلاقة قوية مع الأتراك، للاجتماع سرا مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة التلفزيونية الأولى، وهي قناة حكومية، يوم الجمعة: «ليس من مصلحة إسرائيل، أو حتى تركيا، أن تستمر هذه العلاقات في التدهور. ولا يمكن أن تعتذر إسرائيل لأنه كان يتعين على جنودها الدفاع عن أنفسهم. ونحن نأسف على سقوط قتلى». وتوجد بين إسرائيل وتركيا اتفاقية تجارة حرة ولم يتحدث أحد عن وقف العمل بها، وقبل الهجوم على الأسطول ساعدت تركيا على ضمان إدراج إسرائيل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ولكن، تظهر بعض المشكلات، ويشعر مسؤولون أتراك بالقلق من أن يقوم الإسرائيليون بإلغاء صفقة قيمتها 141 مليون دولار تهدف إلى تعزيز قدرات الطائرات الحربية التركية على تجميع معلومات استخباراتية وذلك بسبب خشية الجانب الإسرائيلي من استخدام النظم الجديدة ضد إسرائيل، حسب ما تقوله ساريبرايموغلو.
ويقول إفريان إنبار، وهو خبير في العلاقات الإسرائيلية - التركية ومدير معهد بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان: «أنا متأكد من أننا نشعر بحساسية إزاء تبادل هذه المواد الهامة معهم خشية أن تصل إلى الإيرانيين».
وقد بدأت العلاقات بين تركيا وإسرائيل في التراجع قبل الهجوم على الأسطول بوقت طويل، حيث بدأ ذلك مع انتخاب رجب طيب أردوغان عام 2003 الذي دفع تركيا ناحية علاقات جديدة مع اثنين من ألد أعداء إسرائيل (إيران وسورية). ودخلت العلاقات مع إسرائيل إلى منعطف جديد مطلع 2008 عندما انتقد أردوغان إسرائيل بسبب قتلها المدنيين في عدوانها على قطاع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون، شريطة عدم ذكر أسمائهم، إن مخاوف إسرائيل المتنامية من تركيا بدأت قبل عدة أعوام، ويدلل على ذلك قرارها بعدم بيع قمر التجسس «أوفيك» للأتراك. وعلى الجانب المدني، يظهر أثر العلاقات الدبلوماسية المتدهورة في شواطئ تركيا، التي كانت مقصدا مفضلا للإسرائيليين يقضون فيها إجازاتهم.
العلاقات بعد الحرب على غزة وهجمات أسطول الحرية
بعد تسريب تقرير بعثة تقصي الحقائق الأممية في أحداث أسطول الحرية، قامت تركيا بطرد سفير إسرائيل لديها، وأعلنت تجميد الاتفاقيات العسكرية مع إسرائيل، وقال وزير التركي أن تركيا ستلجأ إلى محكمة العدل الدولية لكي تقرر مشروعية الحصار التي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
ثم أعلن رجب طيب أردوغان تعليق العلاقات التجارية والعسكرية في مجال الصناعات الدفاعية، وقال أن وجود السفن الحربية التركية سيزداد في منطقة شرق البحر المتوسط. وهدد بعقوبات أخرى إذا لم تعتذر إسرائيل عن مقتل المواطنين الأتراك. وقال أحد مستشاريه أن المقصود في التعليق هو التجارة الثنائية في مجال صناعة الأسلحة، وليس التجارة عمومًا.
وفي 8 أيلول/سبتمبر، 2011 أعلن أردوغان أن سفن الحربية التركية سترافق أي قافلة مساعدات تركية متجهة إلى قطاع غزة، وطالب إسرائيل بإعادة 6 طائرات من دون طيار، كان قد تم الاتفاق على تصليحها، ولم تعد في الوقت المحدد.
في 22 مارس 2013 قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث «بعض الأخطاء العملية» وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح لتركيا.
وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الاستراتيجية، كما يتفق البلدان حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تخص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ومع ذلك، يعاني الحوار الدبلوماسي بين البلدين الكثير من التوترات، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان الهجوم على غزة 2009. وصرح السفير الإسرائيلي گابي ليڤي بأن العلاقات بين البلدين سوف تعود إلى مسارها الطبيعي في أقصر وقت.
في 1958، وقع داڤيد بن گوريون وعدنان مندريس اتفاقية تعاون ضد التطرف ونفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط. ترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية. وفي 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب. وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء. وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري. وقد وقع رئيس الأركان التركي چڤيق بير Çevik Bir على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، منها تدريب عروس البحر المعتمد عليها، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية أورتشارد للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية. وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية.
ومنذ 1 كانون الثاني/يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية.
3 يوليو 1950: سيف الله إسين، أول سفير لتركيا في إسرائيل، يتحدث مع الرئيس حاييم وايزمان، وزير الخارجية موشيه شاريت، عقب حفل تقديم أوراق اعتماده في رحوڤوت. ومنذ ذلك الحين أصبح إسين مدافعاً قوياً عن إسرائيل في تركيا.
طالع أيضًا: تاريخ اليهود في تركيا
التعاون الاستراتيجي
التعاون البحري الإسرائيلي-التركي، 2009: جون مور من البحرية الأمريكية، أميرال المؤخرة التركي إسماعيل طايلان، وأميرال المؤخرة الإسرائيلي روم روتبرگ.
التحالف العسكري
تحديث F - 4 فانتوم تركيا وطائرات F - 5 بتكلفة 900 مليون دولار.
ترقية 170 من دبابات M60A1 لتركيا 500 مليون دولار.
بوب - I وصواريخ بوباي - II.
400 كم (250 ميلا) مجموعة دليلة صواريخ كروز.
بوب - II سطح جو من طراز صواريخ مقابل 150 مليون دولار.
السهم المضاد للصواريخ الباليستية للصواريخ. (متفق عليه من قبل إسرائيل. إقرار. الولايات المتحدة ينتظر)
400 كم (250 ميلا) مجموعة دليلة صواريخ كروز. (التفاوض)
وينص الاتفاق على تبادل الطيارين ثماني مرات في السنة ؛ يسمح الطيارين الإسرائيليين لممارسة "طويلة المدى وحلقت فوق الأراضي الجبلية" في نطاق تركيا إطلاق قونية، ورخص الطيارين التركية للتدريب في نطاق إسرائيل إطلاق المحوسبة في مطار نيفاتيم (Nechmani، 1998. : 24 ؛ بايبس، 1997 34) أجرت مناورات البحريتين خلال عملية ميرميد متكل (الولايات المتحدة وشاركت أيضا) في كانون الثاني/يناير 1998
نقد السياسة الإسرائيلية
بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة ومقتل بعض الركاب الأتراك، قامت تركيا باستدعاء السفير التركي من إسرائيل، ومنعت طائرات عسكرية إسرائيلية من استخدام المجال الجوي التركي، وقال رئيس الوزراء التركي إن إسرائيل «اعتادت الكذب». ومن جانبها، حذرت إسرائيل مواطنيها من السفر إلى تركيا. ولكن، في معظم الجوانب الأخرى، لا تزال العلاقات التجارية كما هي بين الدولتين الحليفتين منذ وقت طويل. ويوجد حاليا داخل إسرائيل وفد حكومي وعسكري تركي، كما يتدرب ضباط وجنود أتراك داخل النقب على استخدام طائرات تعمل من دون طيار تستخدمها إسرائيل لتعقب مسلحين فلسطينيين في غزة. ويقول مسؤول إسرائيلي، غير مخول للحديث علنا عن ذلك، إنهم (الأتراك) هنا بعد استدعاء المدربين الإسرائيليين الذين كانوا يدربونهم في تركيا إلى إسرائيل عقب الهجوم على الأسطول».
ولكن، لم تلغَ حتى الآن اتفاقية قيمتها 190 مليون دولار لشراء طائرات من دون طيار. كما لم تلغ التعاملات التجارية المدنية بين البلدين، امتدادا من قطاع المنسوجات ووصولا إلى نظم الري، التي كانت تمثل قرابة 3 مليارات دولار خلال العام الماضي، حسب ما قاله محللون تجاريون. ويقول المسؤول الاستخباراتي: «يسير كل شيء وفق الجدول الزمني، ولا يوجد أي تغيير، فالعلاقات التجارية كما هي».
ويقول سولي أوزل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيليجي بإسطنبول: «توجد عقود تجارية جيدة، ويرغب مجتمع رجال الأعمال في الاستمرار في ذلك». وتشير العلاقات التجارية والاستثمارات إلى العلاقات العميقة المتشابكة التي تكونت بين تركيا وإسرائيل بمرور الأعوام. وعلى ضوء الإعداد للاستثمارات على مدى أعوام، وكذا الحال مع معظم صفقات الأسلحة، فإنه ليس من السهل الإضرار بهذه العلاقات، ولا سيما مع اعتماد تركيا على الدعم الفني الإسرائيلي.
ومن الصعب استيعاب الأرقام الكبيرة عندما يتعلق الأمر بعقود الدفاع، ولكن تقول لالي ساريبرايموغلو، المراسلة في تركيا لـ«جينز ديفنس ويكلي»، إن مصادر عسكرية تركية قالت إن التجارة العسكرية بين البلدين بلغت في مجملها قرابة 1.8 مليار دولار عام 2007. وتقول إن إسرائيل تلي الولايات المتحدة كمصدر للتقنية العسكرية لتركيا. وتؤكد تركيا أنه من الممكن الوصول إلى مصالحة كاملة مع إسرائيل إذا اعتذرت إسرائيل عن الهجوم على السفينة التركية، مع تقديم التعويضات للجرحى ولعائلات القتلى والموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل.
وتعارض إسرائيل حتى الوقت الحالي فكرة إجراء تحقيق مستقل، ولكن الحكومة الإسرائيلية سعت للتقليل من حدة الأزمة ومن أجل تحسين العلاقات. وعلى سبيل المثال، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوزير بنيامين بن اليعازر، الذي يتمتع بعلاقة قوية مع الأتراك، للاجتماع سرا مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة التلفزيونية الأولى، وهي قناة حكومية، يوم الجمعة: «ليس من مصلحة إسرائيل، أو حتى تركيا، أن تستمر هذه العلاقات في التدهور. ولا يمكن أن تعتذر إسرائيل لأنه كان يتعين على جنودها الدفاع عن أنفسهم. ونحن نأسف على سقوط قتلى». وتوجد بين إسرائيل وتركيا اتفاقية تجارة حرة ولم يتحدث أحد عن وقف العمل بها، وقبل الهجوم على الأسطول ساعدت تركيا على ضمان إدراج إسرائيل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ولكن، تظهر بعض المشكلات، ويشعر مسؤولون أتراك بالقلق من أن يقوم الإسرائيليون بإلغاء صفقة قيمتها 141 مليون دولار تهدف إلى تعزيز قدرات الطائرات الحربية التركية على تجميع معلومات استخباراتية وذلك بسبب خشية الجانب الإسرائيلي من استخدام النظم الجديدة ضد إسرائيل، حسب ما تقوله ساريبرايموغلو.
ويقول إفريان إنبار، وهو خبير في العلاقات الإسرائيلية - التركية ومدير معهد بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان: «أنا متأكد من أننا نشعر بحساسية إزاء تبادل هذه المواد الهامة معهم خشية أن تصل إلى الإيرانيين».
وقد بدأت العلاقات بين تركيا وإسرائيل في التراجع قبل الهجوم على الأسطول بوقت طويل، حيث بدأ ذلك مع انتخاب رجب طيب أردوغان عام 2003 الذي دفع تركيا ناحية علاقات جديدة مع اثنين من ألد أعداء إسرائيل (إيران وسورية). ودخلت العلاقات مع إسرائيل إلى منعطف جديد مطلع 2008 عندما انتقد أردوغان إسرائيل بسبب قتلها المدنيين في عدوانها على قطاع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون، شريطة عدم ذكر أسمائهم، إن مخاوف إسرائيل المتنامية من تركيا بدأت قبل عدة أعوام، ويدلل على ذلك قرارها بعدم بيع قمر التجسس «أوفيك» للأتراك. وعلى الجانب المدني، يظهر أثر العلاقات الدبلوماسية المتدهورة في شواطئ تركيا، التي كانت مقصدا مفضلا للإسرائيليين يقضون فيها إجازاتهم.
العلاقات بعد الحرب على غزة وهجمات أسطول الحرية
بعد تسريب تقرير بعثة تقصي الحقائق الأممية في أحداث أسطول الحرية، قامت تركيا بطرد سفير إسرائيل لديها، وأعلنت تجميد الاتفاقيات العسكرية مع إسرائيل، وقال وزير التركي أن تركيا ستلجأ إلى محكمة العدل الدولية لكي تقرر مشروعية الحصار التي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
ثم أعلن رجب طيب أردوغان تعليق العلاقات التجارية والعسكرية في مجال الصناعات الدفاعية، وقال أن وجود السفن الحربية التركية سيزداد في منطقة شرق البحر المتوسط. وهدد بعقوبات أخرى إذا لم تعتذر إسرائيل عن مقتل المواطنين الأتراك. وقال أحد مستشاريه أن المقصود في التعليق هو التجارة الثنائية في مجال صناعة الأسلحة، وليس التجارة عمومًا.
وفي 8 أيلول/سبتمبر، 2011 أعلن أردوغان أن سفن الحربية التركية سترافق أي قافلة مساعدات تركية متجهة إلى قطاع غزة، وطالب إسرائيل بإعادة 6 طائرات من دون طيار، كان قد تم الاتفاق على تصليحها، ولم تعد في الوقت المحدد.
في 22 مارس 2013 قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث «بعض الأخطاء العملية» وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..