هل سألتم أنفسكم يوما لماذا نجح نظام دموي مثل نظام صدام حسين في
توفير الرعاية الصحية والسكنية والتموين الغذائي والضبط الأمني والقوة
العسكرية المهابة للعراقيين حتى في سنوات الحصار الاقتصادي الأممي بينما
فشلت الأحزاب الشيعية التي حكمت العراق في ظل نظام يفترض أنه ديمقراطي في
توفير أدنى أسباب العيش للعراقيين حتى في السنوات التي بلغت فيها أسعار
النفط أعلى مستوياتها في التاريخ؟ الجواب من وجهة نظري يعود إلى كون
الخلفية الفكرية للأحزاب الشيعية تقوم وتقعد على فكرة (المظلومية) لذلك
سرعان ما تواجه ورطة وجودية عظيمة حين تجد نفسها فجأة في موقع الحكم فهي مصممة فكريا شعبيا على أن تكون (مظلومة)!.. والمظلوم لا يعرف كيف
يدير شؤون الناس فهو يبحث دائما عن ظالم ما كي يقاومه ويتصارع معه ويأخذ
ثارات التاريخ منه.
النظرية نفسها يمكن تطبيقها في لبنان، فحين
انفرد حزب الله بحكم لبنان تورط لدرجة العجز عن حل مشكلة القمامة التي ملأت
شوارع بيروت فاضطر فيما بعد لاستدعاء خصمه السني القديم كي يدير شؤون
البلاد!.. لقد عانى حزب الله مشكلة حقيقية حين توقفت الحرب مع إسرائيل ولم
يجد من يسقط عليه مظلوميته التاريخية لذلك سرعان ما استجاب للأوامر
الإيرانية وأرسل مقاتليه إلى سوريا بحثا عن ثارات الحسين بن علي – رضي الله
عنه – بين وجوه الأطفال والعجائز في حلب وحمص.
حتى إيران النفطية النووية تبدو في ظل الحكم الإسلامي الشيعي عاجزة عن إطعام شعبها حيث لا يجهل أحد أن خيرة شبابها كانوا إلى وقت قريب يغامرون بحياتهم بحثا عن فرصة للتسلل إلى شواطئ دول الخليج العربية كي يتحولوا إلى عمال بناء ويرون أن وضعهم القلق كمخالفين لأنظمة الإقامة أفضل من بقائهم في وطنهم، ولو أتيح المجال للحوثيين لحكم اليمن لتكررت القصة ذاتها حيث لن يكون سؤال حكام صنعاء حينها: (ماذا يريد اليمنيون؟) بل: (ماذا تريد إيران؟) ولن يبحثوا عن أفضل الطرق للنهوض باليمن بل سوف يبحثون عن (ظالم) افتراضي يتصارعون معه من أجل إشباع رغبة المظلومية.
أما الحكومات السنية: ديمقراطية كانت أم ديكتاتورية.. رشيدة كانت أم فاسدة.. فإنها مثل كل الحكومات في العالم (على اختلاف مللها وتوجهاتها) تبحث عن مصلحتها أولا وتسعى دائما للحفاظ على كرسي الحكم، بل إنها في بعض الأحيان تتحالف مع الطوائف الأخرى ضد الطائفة التي تنتمي إليها للحفاظ على حالة الاستقرار التي تبقيها في سدة الحكم وهذا منطق سياسي تعجز عن الوصول إليه كل الأحزاب الشيعية اليوم بسبب إبحارها الذهني الدائم في غياهب التاريخ.
حتى إيران النفطية النووية تبدو في ظل الحكم الإسلامي الشيعي عاجزة عن إطعام شعبها حيث لا يجهل أحد أن خيرة شبابها كانوا إلى وقت قريب يغامرون بحياتهم بحثا عن فرصة للتسلل إلى شواطئ دول الخليج العربية كي يتحولوا إلى عمال بناء ويرون أن وضعهم القلق كمخالفين لأنظمة الإقامة أفضل من بقائهم في وطنهم، ولو أتيح المجال للحوثيين لحكم اليمن لتكررت القصة ذاتها حيث لن يكون سؤال حكام صنعاء حينها: (ماذا يريد اليمنيون؟) بل: (ماذا تريد إيران؟) ولن يبحثوا عن أفضل الطرق للنهوض باليمن بل سوف يبحثون عن (ظالم) افتراضي يتصارعون معه من أجل إشباع رغبة المظلومية.
أما الحكومات السنية: ديمقراطية كانت أم ديكتاتورية.. رشيدة كانت أم فاسدة.. فإنها مثل كل الحكومات في العالم (على اختلاف مللها وتوجهاتها) تبحث عن مصلحتها أولا وتسعى دائما للحفاظ على كرسي الحكم، بل إنها في بعض الأحيان تتحالف مع الطوائف الأخرى ضد الطائفة التي تنتمي إليها للحفاظ على حالة الاستقرار التي تبقيها في سدة الحكم وهذا منطق سياسي تعجز عن الوصول إليه كل الأحزاب الشيعية اليوم بسبب إبحارها الذهني الدائم في غياهب التاريخ.
على شارعين
الأربعاء / 23 / 2 / 1438 هـ 23 نوفمبر 2016 م 01:29
خلف الحربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..