الخميس، 8 ديسمبر 2016

شاهي جمر !

أيهما أفضل..أن تعمل بائعاً للشاي..أم تستسلم للبطالة وتلقي بنفسك في أتون الحاجة والضياع؟!
ثم أيهما أفضل..أن ننقذ المهندس أحمد والدكتور عبدالله والأستاذ خالد من لفح الجمر ولهيب الشمس وذل الحاجة ومطاردة البلديات ونأخذهم من على الأرصفة ونوظفهم غصباً عن أنف الخبرة وعن أنف اللغة الإنجليزية وعن أنف صاحب الشركة المتستر والمستهتر بالشباب السعودي..وغصباً عن أنف الأجنبي..أم نترك تلك الوظائف لطوني ومصطفى وكومار لننقذ اقتصاديات البلدان الأخرى؟!
وما الأفضل من وجهة نظركم..أن يقوم خطيب على منبر الجمعة ليؤلب على أبناء بلده الشرفاء ويشكك في أعمالهم ويتهمهم باتهامات دون دليل سرعان ما نفتها عنهم الجهات المختصة..أم يقف ليدافع عنهم ويشيد بكفاحهم في طلب الرزق وسد حاجتهم وحاجة أسرهم ويشجع الشباب على العمل؟!
ثم..ألم يجد ذلك الخطيب المفوَّه الذي يحمل شهادة الدكتوراة..كما علمت..إلا هؤلاء الكادحين السعوديين (الضعوف)؟!
لمَ لم يتحدث مثلاً عن وجبات الكلاب المندية..والفئران المشوية..والصراصير المقلية..والحمير (والبساس) وكل كائن حي يطير أو يسير أو يدب على الأرض في المطاعم الشرقية والغربية التي يشغلها العامل الأجنبي بالكامل..ويغيب عنها مراقب البلديات السعودي والكفيل السعودي بالكامل.
لمَ لم يتحدث عن اختلاط عَرَق وريق وبول ودم وصديد ومخاط وشعر العامل الأجنبي وخلايا جلده الميتة مع وجبات المطاعم والبوفيهات ذات النجوم الخمس وذات الكلاب الخمس التي تنتشر في الشوارع أكثر من حفر جدة؟! 

ألم يرَ فضيلته كم الأزبال والأوساخ التي تنتشر أمام المحلات التجارية والصناعية وما تحدثه من تلوث بيئي وبصري بفعل عامل أجنبي لا يهمه من السعودية إلا الفلوس(وبس)؟!
ألم يشاهد فضيلته العبث بتواريخ انتهاء صلاحية المنتجات الغذائية التي لم تستثن شيئاً ولم يسلم منها حتى حليب وحلويات الأطفال بفعل العامل الأجنبي الذي لا يرى من السعوديين إلا جيوبهم وكيفية نهبها؟!
ألم يشاهد فضيلته طوابير العمال الأجانب الطويلة على شبابيك البنوك والمؤسسات المالية وهم يحولون أموال هذا البلد إلى الخارج بعد أن احتكروا كل المجالات التجارية والصناعية وعبثوا بالأسعار وبالجودة وحاربوا السعودي بتواطؤ من الكفيل السعودي صاحب الكرش المكتنزة بخيانة أبناء وطنه والقفا المحمرّة من الصفعات التي يتلقاها من مكفوليه وهو لا يشعر..وتقاسيم وجهه الممتلئة بالجهل والغباء؟!
والآن..أيهم أحق بالتشنيع عبر المنابر والتنبيه إلى سوء فعالهم التي لا تمس أفراداً بل شعباً ودولة كاملة..بائع شاي الجمر الذي يبيع الكأس بريالين..أم الأجنبي الذي يعبث بسوقنا وتجارتنا ومالنا وصحتنا ومجتمعنا ليحول المليارات إلى بلاده؟!
إن اتجاه الشباب السعودي إلى مثل هذه الأعمال..وبرغم كونه ظاهرة صحية وليس عيباً..إلا أنه ينبئ عن خلل كبير وخطير..ويحمل في طياته العتب العظيم.
فأما الخلل..فإنه ليس من المقبول ولا المعقول أن يجد تسعة 9 ملايين أجنبي عملاً في السعودية..          ثم نقف عاجزين عن توظيف مليون سعودي من أبنائنا.. وبعضهم ابتعثته الدولة على حسابها وصرفت عليه مبالغ طائلة وأكثرهم تخرج من جامعاتها ليجد نفسه على رصيف البطالة ويضطر لبيع شاي الجمر.
وأما العتب..فإنه يتصاعد مع زفرات هؤلاء الشباب ليلفح وجه رجل الأعمال المتستر السعودي الذي يحارب وجودهم في شركاته بكل طريقة ويسعى لتشويه سمعتهم ويؤيد عصابات الأجانب في تحركها ضدهم.. ويمر بفضيلة الخطيب الذي جعل عملهم همه وليس بطالتهم والإعلامي الذي اشترت هذه الشركات صمته عن مشاكلهم مقابل الإعلان في وسيلته..وصولاً إلى الوزارات والإدارات التي عقمت عن إيجاد الحلول..وبعضها أقعت لسلطة المال وهزت أذيالها..وانتهاءً بمناشدة أصحاب القرار في هذا الوطن الكريم أن يزعوا بقراراتهم الصارمة كل الضلالات والتبريرات والتأجيلات والتحليلات والخطط والإستراتيجيات غير البريئة التي وضعها سعوديون..للأسف..لتصبح عقبة أمام كل من هو سعودي.

كتبها..صالح جريبيع الزهراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..