تحقيق: أشجان محمود
تعد آفات النخيل من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هلاك المحصول، ويولي المسؤولون اهتماماً كبيراً لمكافحتها والقضاء عليها، وتختلف أنواعها فمنها ما يعيش على الثمرة أو الساق أو السعف أو الجريد،
وهناك طرق عدة لمكافحتها، التقينا بعض المسؤولين في إدارة الزراعة لمعرفة أنواع هذه الآفات وكيفية التخلص منها، والمبادرات التي تنتهجها وزارة البيئة للقضاء عليها .
يقول أحمد سيف المهيري مدير إدارة الزراعة والحدائق العامة بدائرة البلدية والتخطيط بعجمان: "نحرص مع بدء كل موسم زراعي على توجيه وتثقيف المزارعين وأصحاب المزارع ونشر الوعي بينهم عن كيفية العناية بأشجار النخيل وطرق رعايتها لما لها من أهمية اقتصادية كبيرة ولمكانتها التي ترتبط بثقافة المجتمع وتقاليده، ونرشدهم للاعتناء بالعمليات الزراعية الخاصة بالتسميد والتكريب والتنظيف، مع المتابعة المستمرة للحفاظ عليه خال من الآفات والأمراض" .
يضيف: تعد شجرة النخيل هدفاً للعديد من الآفات والأمراض وأهمها سوسة النخيل الحمراء والحفارات والدوباس والحميرة إضافة إلى الحشرات التي تصيب الثمار، وهناك أمراض مهمة بعضها تسببه فطريات والبعض الآخر بكتيري وتوجد بعض الأمراض لم تشخص مسبباتها بشكل نهائي حتى اليوم، وهناك بعض الأعراض تشبه المرضية ولكن مرجعيتها خلل فسيولوجي مرتبط بالنشاط الحيوي لشجرة النخيل نفسها من حيث مقدرتها على تمثيل العناصر الغذائية والاستفادة منها، وتظهر في شكل تغيرات في طبيعة النمو أو لون السعف، وأهم الخطوات الواجب اتباعها للوقاية من الآفات والأمراض هي الفحص المستمر للنخيل لملاحظة أي تغيرات تطرأ عليه، واكتشاف أي آفات بمراحلها المبكرة حتى يسهل التعامل معها .
ويوضح أن الوقاية من خلال المحافظة على نظافة النخيل وريه بشكل سليم وتسميده بحسب القواعد العلمية إضافة إلى استخدام المبيدات لمكافحة الآفات في المراحل المبكرة قبل استفحال الإصابة وتسببها في تلف دائم وتوجد آفات تجب مكافحتها بشكل مستمر طوال العام والبعض الآخر يتطلب مكافحة موسمية حسب وقت ظهور الآفة وبالنسبة للأمراض الفطرية والبكتيرية فمعظمها يرتبط بوجود ظروف بيئية مناسبة مثل الرطوبة ودرجة الحرارة وهاتان تساعدان على انتشار الإصابة، ويجب التعامل معها بالمبيدات الفطرية والبكتيرية المناسبة بمجرد ظهور الأعراض ومن أهم الأمراض على سبيل المثال تفحم أوراق النخيل، ومرض تعفن الطلع، وتعفن القمة النامية، والوجام، والتعفن الأسود في ثمار التمر .
يقول محمد جلال الريسي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية: "الآفات الزراعية مشكلة لها تأثيراتها السلبية الكبيرة في الاقتصاد الزراعي ويعمل الجهاز على تحديد الأوليات المرتبطة بها، من خلال وضع الآليات اللازمة للخروج بنتائج ذات أبعاد بحثية وتطبيقية في هذا المجال، إضافة إلى التعرف إلى أفضل الوسائل لمعاجلة المشكلات المرتبطة بالآفات الزراعية ومحاولة الحد من آثارها، والارتقاء بالجوانب البحثية التي تساعد على إيجاد الحلول لكل تلك المشكلات" .
يضيف: ومن الآفات التي تصيب النخيل حشرة الحميرة، ويبدأ نشاط الحشرة الكاملة خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار عندما تضع بيضها على الشماريخ الزهرية، وتبدأ اليرقات الحديثة بالفقس بمهاجمة الأزهار والأحجام المختلفة للثمار، وتدخل عند منطقة القمع وتتغذى على معظم محتويات الثمرة، فتظهر محمرة أو تسقط على الأرض لثقل وزنها حيث تثقب الحشرة الثمرة وتتغذى على محتوياتها ووقتها لا تتحول للون الأحمر، وتتعرض الأصناف المبكرة مثل النغال لإصابة شديدة وتقل في الأصناف المتأخرة مثل الهلالي، وتكافح من خلال التخلص من بقايا المحصول السابق وإزالة الجريد الجاف والليف، والثمار المتساقطة لمنع انتشار الإصابة، ورش النخيل المثمر بعد اتمام عملية التلقيح في المزارع المصابة بالمبيدات الخاصة .
يضيف: هناك أيضاً دودة الطلع وتهاجم الأزهار الحديثة والأحجام المختلفة للثمار وقواعد الشماريخ والعراجين وتحدث فيها أنفاقاً تؤدي إلى ذبولها، وتعالج أيضاً بنفس طريقة الحميرة، بينما حشرة حفار عذوق النخيل تهاجم السعف والعذوق محدثة أنفاقاً تحوي أليافاً جافة بسبب ضعف قدرة العذوق على حمل الثمار، فتذبل وتتجعد وتسقط بكميات كبيرة وتكافح من خلال تنظيف المزرعة من المخلفات وبقايا السعف من المواد المتحللة، والاهتمام بالتسميد واستخدام الأسمدة العضوية المعقمة، وتنظيم الري لتقليل الرطوبة واستعمال المصائد الضوئية لجذب الحشرات الكاملة، ومعالجة اليرقات سقياً بمبيد أنكول حيث تضاف نسبة محددة من المحلول لكل نخلة مصابة بعد الري حتى تتشبع .
ويوضح هناك أيضاً حشرة دوباس النخيل وتختص بامتصاص العصارة من الخوص والجريد والعذوق والثمار وتفرز أثناء تغذيتها مادة دبسية عسلية يتراكم عليها الغبار والفطريات مما يسبب انخفاضاً واضحاً في إنتاج النخلة المصابة، وهذه الحشرة لها جيلان أحدهما ربيعي حيث يبدأ فقس البيض في منتصف مارس وتختفي كل أفراد الجيل مع نهاية أبريل/نيسان ومايو/أيار، والجيل الآخر خريفي ويبدأ في فقس البيض في منتصف سبتمبر/أيلول وتختفي بنهاية أكتوبر/تشرين الاول ونوفمبر/تشرين الثاني، والحوريات من هذه الحشرات لها خمسة أطوار تقضيها على نفس النخلة، أما الحشرة الكاملة فتنتقل بين النخيل، وتفضل هذه الحشرة الظل والرطوبة العالية وتغزو أشجار النخيل المزروعة على مسافات قريبة أكثر من غيرها، وتكافح من خلال الرش، ويفضل استخدام مادة ناشرة مع المبيد لزيادة كفاءة الرش، أما حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة فهو من آفات النخيل المهمل والضعيف، وذلك بخلاف سوسة النخيل الحمراء التي تفضل الأشجار المملوءة بالعصارة، وتصيب هذه الحشرة رأس النخلة، وتضعف الأنفاق التي تصنعها يرقات هذه الحشرة في ساق النخلة مما يجعلها عرضة للسقوط بفعل القوى الخارجية مثل الرياح، ويكافح هذا النوع من خلال إزالة الأشجار الضعيفة والميتة وبقايا الجذوع وحرقها، وتقويتها من خلال التسميد الجيد، واستخدام المصائد الضوئية في القضاء عليها .
ومن جانبه يضيف المهندس نبيل بن حيدر رئيس قسم الخدمات الزراعية في بلدية دبي أن حشرة سوسة النخيل الحمراء من أهم الآفات التي تصيب النخيل، وتعالج من خلال الكشف المبكر واستخدام المصائد الفرمونية وعدم ترك الجروح واتباع إجراءات الحجر الزراعي الداخلي والخارجي واستخدام حبوب الفوستوكسين، بينما حشرة البق الدقيقي تظهر في فصل الصيف من مايو إلى سبتمبر وتغطي نفسها بالشمع الأبيض وتفرز ندوة عسلية تتكاثر عليها فطريات العفن الأسود والأتربة وتعالج بالمبيدات الزيتية، بينما يظهر النمل الأبيض على النخيل المهمل وتصعب مكافحته بالرش، ويؤدي إلى ظهور حفر في الساق ويخلف تراباً أسود، والوقاية منه من خلال عدم جلب أشجار مصابة، والحشرة القشرية يمكن رشها بمبيدات اكتاليك، وفانتوم ودرسبان، وتؤدي إلى ظهور قشور بيضاء على الجريد، وآفة عنكبوت الغبار توجد في الثمار وتمتص العصارة النباتية منها ولذلك يتغير لون الثمرة إلى البني المحمر، وتضمر الثمار المصابة ويقل معدل نموها وتظهر عليها تشققات ويصبح لونها خشناً ويتراكم عليها نسيج عنكبوتي تجتمع عليه الأتربة وتكافح من خلال الرش بأحد مبيدات العناكب، وتظهر آفة العنكبوت الأحمر على النبتات العطشى وخاصة في فصل الصيف، وتستخدم أيضاً مبيدات العناكب في مكافحتها .
"نخيلنا" حملة لمكافحة آفات النخيل
حول الجهود المستمرة للحفاظ على النخيل ومكافحة آفاقته، يقول المهندس سيف الشرع الوكيل المساعد لقطاع الشؤون الزراعية والحيوانية بوزارة البيئة والمياه إن مبادرة "نخيلنا" هي المرحلة الثانية للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، والتي أطلقت بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتركز على مكافحة آفات شجرة النخيل الرئيسية من خلال تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات والتدابير، وتوظيف أحدث النظم والتقنيات في اكتشاف الآفات ومكافحتها ومعالجة الأشجار المتضررة، إضافة إلى الإرشاد الفني وبناء القدرات والتواصل مع مزارعي النخيل وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي لزيادة مستوى الوعي بأهمية المكافحة المتكاملة لآفات النخيل وصولاً إلى المستويات العالمية في التحكم بآفات النخيل المختلفة .
يضيف: تهدف المبادرة إلى تطوير جهود مكافحة الآفات وفق مبادئ الإدارة المتكاملة، وتعزيز المساهمة الاقتصادية لزراعة النخيل وإنتاج التمور والصناعات المرتبطة به في الناتج المحلي، والعمل على تحسين نوعية المنتج، وإيجاد قواعد بيانات صحيحة حديثة وموثقة حول واقع زراعة النخيل في الدولة والمحافظة على المكانة المرموقة التي تحتلها الإمارات في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، وأنشئ رابط إلكتروني خاص بمبادرة "نخيلنا" في موقع الوزارة، ويتضمن الكثير من المعلومات التي يحتاج إليها المزارعون في مجال أمراض وآفات النخيل .
ويوضح أنه تم توسيع نطاق عمل مبادرة نخيلنا العام الماضي لتشمل المناطق الزراعية الثلاث (الشمالية، الشرقية والوسطى)، من خلال كادر فني يضم 21 فرقة بمعدل 63 عاملاً فنياً، وتسعى الوزارة إلى توسعة محاور المبادرة حيث تتم صيانة 20 ألف مصيدة فرمونية بمعدل زيارتين كل شهر، مع استبدال المادة الغذائية للمصيدة والفرمون التجميعي، وجمع الحشرات وتصنيفها، ومن ثم التخلص منها بطريقة آمنة، إضافة إلى ترقيم المصائد بالمزارع، وتركيب مصيدة واحدة لكل 100 نخلة، وصيانة 3000 مصيدة ضوئية بمعدل زيارتين كل شهر، وتزويد جميع المصائد الضوئية بخلايا لتحويلها من نظام التشغيل اليدوي إلى نظام التشغيل الأوتوماتيكي مما يقلل خطأ العنصر البشري ويرفع كفاءة التشغيل للمصيدة، مما يؤدي إلى ترشيد استهلاك الطاقة وخفض البصمة الكربونية، وتزويد العاملين بأجهزة حديثة للكشف عن الإصابة المبكرة، وتمتاز الأجهزة بتقنية تعتمد على تسجيل البصمة الوراثية للسوسة .
يضيف: "يتم حالياً استخدام جهاز نظام تحديد المواقع GBS بهدف تحديد إحداثيات المزارع وإحداثيات أشجار النخيل المصابة أو التي تمت معالجتها لسهولة الوصول إليها ومتابعتها، إضافة إلى تزويد جميع السيارات العاملة في خدمة صيانة المصائد بأجهزة تتبع لزيادة قدرة المشرفين والمراقبين على متابعة سير العمل بصورة دقيقة، ويستمر العمل في تنفيذ هذه المبادرة خلال هذا العام" .
المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
تعد آفات النخيل من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هلاك المحصول، ويولي المسؤولون اهتماماً كبيراً لمكافحتها والقضاء عليها، وتختلف أنواعها فمنها ما يعيش على الثمرة أو الساق أو السعف أو الجريد،
وهناك طرق عدة لمكافحتها، التقينا بعض المسؤولين في إدارة الزراعة لمعرفة أنواع هذه الآفات وكيفية التخلص منها، والمبادرات التي تنتهجها وزارة البيئة للقضاء عليها .
يقول أحمد سيف المهيري مدير إدارة الزراعة والحدائق العامة بدائرة البلدية والتخطيط بعجمان: "نحرص مع بدء كل موسم زراعي على توجيه وتثقيف المزارعين وأصحاب المزارع ونشر الوعي بينهم عن كيفية العناية بأشجار النخيل وطرق رعايتها لما لها من أهمية اقتصادية كبيرة ولمكانتها التي ترتبط بثقافة المجتمع وتقاليده، ونرشدهم للاعتناء بالعمليات الزراعية الخاصة بالتسميد والتكريب والتنظيف، مع المتابعة المستمرة للحفاظ عليه خال من الآفات والأمراض" .
يضيف: تعد شجرة النخيل هدفاً للعديد من الآفات والأمراض وأهمها سوسة النخيل الحمراء والحفارات والدوباس والحميرة إضافة إلى الحشرات التي تصيب الثمار، وهناك أمراض مهمة بعضها تسببه فطريات والبعض الآخر بكتيري وتوجد بعض الأمراض لم تشخص مسبباتها بشكل نهائي حتى اليوم، وهناك بعض الأعراض تشبه المرضية ولكن مرجعيتها خلل فسيولوجي مرتبط بالنشاط الحيوي لشجرة النخيل نفسها من حيث مقدرتها على تمثيل العناصر الغذائية والاستفادة منها، وتظهر في شكل تغيرات في طبيعة النمو أو لون السعف، وأهم الخطوات الواجب اتباعها للوقاية من الآفات والأمراض هي الفحص المستمر للنخيل لملاحظة أي تغيرات تطرأ عليه، واكتشاف أي آفات بمراحلها المبكرة حتى يسهل التعامل معها .
ويوضح أن الوقاية من خلال المحافظة على نظافة النخيل وريه بشكل سليم وتسميده بحسب القواعد العلمية إضافة إلى استخدام المبيدات لمكافحة الآفات في المراحل المبكرة قبل استفحال الإصابة وتسببها في تلف دائم وتوجد آفات تجب مكافحتها بشكل مستمر طوال العام والبعض الآخر يتطلب مكافحة موسمية حسب وقت ظهور الآفة وبالنسبة للأمراض الفطرية والبكتيرية فمعظمها يرتبط بوجود ظروف بيئية مناسبة مثل الرطوبة ودرجة الحرارة وهاتان تساعدان على انتشار الإصابة، ويجب التعامل معها بالمبيدات الفطرية والبكتيرية المناسبة بمجرد ظهور الأعراض ومن أهم الأمراض على سبيل المثال تفحم أوراق النخيل، ومرض تعفن الطلع، وتعفن القمة النامية، والوجام، والتعفن الأسود في ثمار التمر .
يقول محمد جلال الريسي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية: "الآفات الزراعية مشكلة لها تأثيراتها السلبية الكبيرة في الاقتصاد الزراعي ويعمل الجهاز على تحديد الأوليات المرتبطة بها، من خلال وضع الآليات اللازمة للخروج بنتائج ذات أبعاد بحثية وتطبيقية في هذا المجال، إضافة إلى التعرف إلى أفضل الوسائل لمعاجلة المشكلات المرتبطة بالآفات الزراعية ومحاولة الحد من آثارها، والارتقاء بالجوانب البحثية التي تساعد على إيجاد الحلول لكل تلك المشكلات" .
يضيف: ومن الآفات التي تصيب النخيل حشرة الحميرة، ويبدأ نشاط الحشرة الكاملة خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار عندما تضع بيضها على الشماريخ الزهرية، وتبدأ اليرقات الحديثة بالفقس بمهاجمة الأزهار والأحجام المختلفة للثمار، وتدخل عند منطقة القمع وتتغذى على معظم محتويات الثمرة، فتظهر محمرة أو تسقط على الأرض لثقل وزنها حيث تثقب الحشرة الثمرة وتتغذى على محتوياتها ووقتها لا تتحول للون الأحمر، وتتعرض الأصناف المبكرة مثل النغال لإصابة شديدة وتقل في الأصناف المتأخرة مثل الهلالي، وتكافح من خلال التخلص من بقايا المحصول السابق وإزالة الجريد الجاف والليف، والثمار المتساقطة لمنع انتشار الإصابة، ورش النخيل المثمر بعد اتمام عملية التلقيح في المزارع المصابة بالمبيدات الخاصة .
يضيف: هناك أيضاً دودة الطلع وتهاجم الأزهار الحديثة والأحجام المختلفة للثمار وقواعد الشماريخ والعراجين وتحدث فيها أنفاقاً تؤدي إلى ذبولها، وتعالج أيضاً بنفس طريقة الحميرة، بينما حشرة حفار عذوق النخيل تهاجم السعف والعذوق محدثة أنفاقاً تحوي أليافاً جافة بسبب ضعف قدرة العذوق على حمل الثمار، فتذبل وتتجعد وتسقط بكميات كبيرة وتكافح من خلال تنظيف المزرعة من المخلفات وبقايا السعف من المواد المتحللة، والاهتمام بالتسميد واستخدام الأسمدة العضوية المعقمة، وتنظيم الري لتقليل الرطوبة واستعمال المصائد الضوئية لجذب الحشرات الكاملة، ومعالجة اليرقات سقياً بمبيد أنكول حيث تضاف نسبة محددة من المحلول لكل نخلة مصابة بعد الري حتى تتشبع .
ويوضح هناك أيضاً حشرة دوباس النخيل وتختص بامتصاص العصارة من الخوص والجريد والعذوق والثمار وتفرز أثناء تغذيتها مادة دبسية عسلية يتراكم عليها الغبار والفطريات مما يسبب انخفاضاً واضحاً في إنتاج النخلة المصابة، وهذه الحشرة لها جيلان أحدهما ربيعي حيث يبدأ فقس البيض في منتصف مارس وتختفي كل أفراد الجيل مع نهاية أبريل/نيسان ومايو/أيار، والجيل الآخر خريفي ويبدأ في فقس البيض في منتصف سبتمبر/أيلول وتختفي بنهاية أكتوبر/تشرين الاول ونوفمبر/تشرين الثاني، والحوريات من هذه الحشرات لها خمسة أطوار تقضيها على نفس النخلة، أما الحشرة الكاملة فتنتقل بين النخيل، وتفضل هذه الحشرة الظل والرطوبة العالية وتغزو أشجار النخيل المزروعة على مسافات قريبة أكثر من غيرها، وتكافح من خلال الرش، ويفضل استخدام مادة ناشرة مع المبيد لزيادة كفاءة الرش، أما حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة فهو من آفات النخيل المهمل والضعيف، وذلك بخلاف سوسة النخيل الحمراء التي تفضل الأشجار المملوءة بالعصارة، وتصيب هذه الحشرة رأس النخلة، وتضعف الأنفاق التي تصنعها يرقات هذه الحشرة في ساق النخلة مما يجعلها عرضة للسقوط بفعل القوى الخارجية مثل الرياح، ويكافح هذا النوع من خلال إزالة الأشجار الضعيفة والميتة وبقايا الجذوع وحرقها، وتقويتها من خلال التسميد الجيد، واستخدام المصائد الضوئية في القضاء عليها .
ومن جانبه يضيف المهندس نبيل بن حيدر رئيس قسم الخدمات الزراعية في بلدية دبي أن حشرة سوسة النخيل الحمراء من أهم الآفات التي تصيب النخيل، وتعالج من خلال الكشف المبكر واستخدام المصائد الفرمونية وعدم ترك الجروح واتباع إجراءات الحجر الزراعي الداخلي والخارجي واستخدام حبوب الفوستوكسين، بينما حشرة البق الدقيقي تظهر في فصل الصيف من مايو إلى سبتمبر وتغطي نفسها بالشمع الأبيض وتفرز ندوة عسلية تتكاثر عليها فطريات العفن الأسود والأتربة وتعالج بالمبيدات الزيتية، بينما يظهر النمل الأبيض على النخيل المهمل وتصعب مكافحته بالرش، ويؤدي إلى ظهور حفر في الساق ويخلف تراباً أسود، والوقاية منه من خلال عدم جلب أشجار مصابة، والحشرة القشرية يمكن رشها بمبيدات اكتاليك، وفانتوم ودرسبان، وتؤدي إلى ظهور قشور بيضاء على الجريد، وآفة عنكبوت الغبار توجد في الثمار وتمتص العصارة النباتية منها ولذلك يتغير لون الثمرة إلى البني المحمر، وتضمر الثمار المصابة ويقل معدل نموها وتظهر عليها تشققات ويصبح لونها خشناً ويتراكم عليها نسيج عنكبوتي تجتمع عليه الأتربة وتكافح من خلال الرش بأحد مبيدات العناكب، وتظهر آفة العنكبوت الأحمر على النبتات العطشى وخاصة في فصل الصيف، وتستخدم أيضاً مبيدات العناكب في مكافحتها .
"نخيلنا" حملة لمكافحة آفات النخيل
حول الجهود المستمرة للحفاظ على النخيل ومكافحة آفاقته، يقول المهندس سيف الشرع الوكيل المساعد لقطاع الشؤون الزراعية والحيوانية بوزارة البيئة والمياه إن مبادرة "نخيلنا" هي المرحلة الثانية للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، والتي أطلقت بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتركز على مكافحة آفات شجرة النخيل الرئيسية من خلال تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات والتدابير، وتوظيف أحدث النظم والتقنيات في اكتشاف الآفات ومكافحتها ومعالجة الأشجار المتضررة، إضافة إلى الإرشاد الفني وبناء القدرات والتواصل مع مزارعي النخيل وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي لزيادة مستوى الوعي بأهمية المكافحة المتكاملة لآفات النخيل وصولاً إلى المستويات العالمية في التحكم بآفات النخيل المختلفة .
يضيف: تهدف المبادرة إلى تطوير جهود مكافحة الآفات وفق مبادئ الإدارة المتكاملة، وتعزيز المساهمة الاقتصادية لزراعة النخيل وإنتاج التمور والصناعات المرتبطة به في الناتج المحلي، والعمل على تحسين نوعية المنتج، وإيجاد قواعد بيانات صحيحة حديثة وموثقة حول واقع زراعة النخيل في الدولة والمحافظة على المكانة المرموقة التي تحتلها الإمارات في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، وأنشئ رابط إلكتروني خاص بمبادرة "نخيلنا" في موقع الوزارة، ويتضمن الكثير من المعلومات التي يحتاج إليها المزارعون في مجال أمراض وآفات النخيل .
ويوضح أنه تم توسيع نطاق عمل مبادرة نخيلنا العام الماضي لتشمل المناطق الزراعية الثلاث (الشمالية، الشرقية والوسطى)، من خلال كادر فني يضم 21 فرقة بمعدل 63 عاملاً فنياً، وتسعى الوزارة إلى توسعة محاور المبادرة حيث تتم صيانة 20 ألف مصيدة فرمونية بمعدل زيارتين كل شهر، مع استبدال المادة الغذائية للمصيدة والفرمون التجميعي، وجمع الحشرات وتصنيفها، ومن ثم التخلص منها بطريقة آمنة، إضافة إلى ترقيم المصائد بالمزارع، وتركيب مصيدة واحدة لكل 100 نخلة، وصيانة 3000 مصيدة ضوئية بمعدل زيارتين كل شهر، وتزويد جميع المصائد الضوئية بخلايا لتحويلها من نظام التشغيل اليدوي إلى نظام التشغيل الأوتوماتيكي مما يقلل خطأ العنصر البشري ويرفع كفاءة التشغيل للمصيدة، مما يؤدي إلى ترشيد استهلاك الطاقة وخفض البصمة الكربونية، وتزويد العاملين بأجهزة حديثة للكشف عن الإصابة المبكرة، وتمتاز الأجهزة بتقنية تعتمد على تسجيل البصمة الوراثية للسوسة .
يضيف: "يتم حالياً استخدام جهاز نظام تحديد المواقع GBS بهدف تحديد إحداثيات المزارع وإحداثيات أشجار النخيل المصابة أو التي تمت معالجتها لسهولة الوصول إليها ومتابعتها، إضافة إلى تزويد جميع السيارات العاملة في خدمة صيانة المصائد بأجهزة تتبع لزيادة قدرة المشرفين والمراقبين على متابعة سير العمل بصورة دقيقة، ويستمر العمل في تنفيذ هذه المبادرة خلال هذا العام" .
المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..