الثلاثاء، 4 أبريل 2017

اثر البيئة والوراثة فى بناء الشخصية

تسائل البحث
مشكلة الدراسة وأسئلتهاتعددت النظريات في تفسير أثر الوراثة والبيئة في بناء الشخصية، واختلفت باختلاف منهجية أصحابها فثمة من يرى أن الورثة تؤثر تأثيراً مباشراً في بناء الشخصية الإنسانية، وثمة رأي آخر يرى أن البيئة هي التي تؤثر في الشخصية


أهمية الدراسة
أن هناك غبشاً في نظرة البعض إلى العوامل المؤثرة في الشخصية هل هي الوراثة أم البيئة
متغيرات الدراسة:

أن هذه الدراسة تشتمل على نوعين من المتغيرات:
1 -      المتغيرات المستقلة وهي الوراثة والبيئة.
المتغيرات التابعة: وهي البناء الجسدي، والبناء العقلي، والبناء النفسي، والبناء السلوكي

ما اثر البيئة والوراثة فى بناء الشخصية
v   تعريفات البحث
v   تعريف البيئة
v   تعريف الشخصية
v   اهم العوامل المؤثرة فى الشخصية
v   الوراثة والبيئة
v   الطراز المظهري و الطراز الوراثي  
v   تاثيرات الوراثة
v   تاثيرات البيئة

مقدمة
الحمد لله الذى علمنا ان نقرا وحثنا على العلم والدراسة  . فالعلم وسيلة لرقى الامم والشعوب وعلم النثروبولوجيا هو اهم العلوم التى تصل الى تطور الامم والشعوب وفى هذا البحث اتطرق الى التساند الوظيفى بين البيئة والوراثة فى بناء الشخصية لان الحتمية الجغرافية كما اثرها الغرب ماهى الا اثبات لنزعة التفوق البشرى ودعوة لشعوب جنوب الصحراء او الشرق الاوسط الى التدنى او انتم كتب عليكم ان تكونو ا بدء الفلاسفة منذ وقت كبير  يتسائلون فى مدى تاثير البيئة على الانسان  فقال الاغريق ان المناخ هو الذى يحددمزاج ومن هنا جاء الاختلاف بين الاجناس البشرية نتيجة اختلاف المناخ والطبيعة الجرغرافية  وكان ارسطو وافلاطون يرون ان بلادهم هى الانسب للحكم الديمقراطى لذاك وصل بهم الامر انهم الاقدر بحكم الامم والشعوب التى تتميز بالحرارة التى تؤدى الى التطرف فى التعبير عن المشاعر والاحاسيس والاسترخاء والاستسلام  مما يجعل الحكم الاستبدادى امرا حتميا فى هذة البلاد اما المناطق الباردة فيتميز اهلها بالبلادة والانانية  . ثم انتقل الحكم من اثينا الى روما وبدىء الرومان يرددون نفس هذة الاقوال مثل سيسيرو الذى يعزز التفوق الرومانى الى الموقع الاستراتيجى  وبلينى نسبو هذا النصر الى المناخ المعتدل  ثم بعد ان قامت الدولة الاسلامية على انقاض روما قال العلماء العرب ان جغرافية الشرق هى الاكثر ملائمة للتقدم العمرانى والتفوق الحضارى
ومن هذا  المنطلق فان النسق الايكولوجى او البيئى ليس الاعب الول فى تحديد شكل الانسان وبناء شخصيتة ولكن الوراثة والبيئة بينهما تساند وظيفى فى الشكل الجسمى والسلوكى والعقلى



البيئة
يقصد بالبيئة مجمل الظروف والعوامل الفزيائية والكميائية والبيلوجية التى تؤثر فى معيشة الانسانوالبيئة  تتكون من عنصرين اساسيين احداهما احيلئى ويشمل الكائنات الحية بجميع انواعها والاخر لااحيائى وهو المجال الفيزيوكميائى  ويكونان معا الوسط الحيوى وهو البيئة ومن المكونات اليغير حية
§          عناصر المناخ كالحرارة والرطوبة والرياح والشم
§          عناصر المياة والتربة وبما لهما من خصائص فزيوكميائية        
§          العناصر الكميائية كالاكسجيين  وثانى اكسيد الكربون
§          العناصر الفزيائية كالجاذبية والضوء والاشعاع
تلعب البيئة دورا لايستهان بة فى عملية شكل الجنس البشرى وبناء الشخصية فالطراز الجينى الذى يرثة الانسان من اسلافة لايحدد مظهرة بشكل قاطع فهو يمنحة الامكانيات الازمةالتى لوتوافرت الظروف البيئة لمنحتة الشكل المتوقع فالمظهلر ماهو الا تفاعل بين الرصيد الجينى البيئة الحية للانسان من خلال محاولات التكيف مع البيئة وتمارث البيئة عملية الانتخاب الجنسلى والشكلى واختلاف شخصيات ابيعى فتمنح الكائن الذى لة القدرة على التكيف  فرصة اكبر للبقاء
: الشخصية:
تعريف الشخصية
تعدد المعرفون للفظ ( الشخصية ) حتى وصلوا إلى 50 تعريفاً ، وأقربها التعريف الآتي :
(هي مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في كيان الشخص باستمرار ، والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف ، سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي ، ويضاف إلى ذلك القيم و الميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية).
فالشخصية إذاً لا تقتصر على المظهر الخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها وإنما هي نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي للشخص.

           §       تعريف فلمنج Fleming: الذي يرى أن الشخصية هي "العادات والأعمال التي تؤثر في الآخرين
           §       تعريف وودورث (Wood worth) وماركويس (Marquies) الذي يرى أن الشخصية هي: "الأسلوب العام لسلوك الفرد كما يظهر في عاداته التفكيرية، وتعبيراته، واتجاهاته، وميوله، وطريقته، وسلوكه، وفلسفته الشخصية في الحياة"
           §       تعريف البورت (Allport) الذي يرى أن الشخصية هي: "التنظيم الديناميكي في الفرد لجميع التكوينات الجسمية – النفسية، وهذا التنظيم هو الذي يحدد الأساليب الفردية التي يتوافق بها الشخص مع البيئة"
وقيل هي: "التنظيم الذي يتميز بدرجة من الثبات، والاستمرار لخلق الفرد، ومزاجه، وعقله، وجسمه، والذي يحدد توافقه المميز للبيئة التي يعيش فيها
إن المتأمل في التعريفات السابقة للشخصية يخلص إلى النتائج الآتية:
1.          الشخصية مجموعة من الصفات المتداخل بعضها مع بعض.
2.       الشخصية تجعل لكل فرد ذاتيته، واستقلاليته عن الآخر، وهي ثابتة إلى حدٍ ما.
3.       الشخصية تتفاعل مع البيئة، وتؤثر فيها.
: أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية
هذه بعض العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية و التي ينبغي الإلتفات إليها ومراعاتها لما لها من دور في معرفة شخصية الفرد وفهم صفاتها وتقويمها وكيفية التعامل معها
1.        الوراثة: فلها دور في إكساب الشخص بعض الصفات التي تؤثر في تكوين الشخصية ( العجلة ، البرود ،  الكرم ، الجدية ، الدعابة ، ..)
2.      الخلقة: فقد أوضحت الدراسات الطبية أن في الدماغ العديد من المراكز الحيوية التي تحكم وتدير العديد من العمليات العقلية والنفسية (التفكير،المشاعر،الإدراك،السلوك..) مما له أثر كبير في تكوين الشخصية.
3.      الأسرة وأساليب التنشئة: للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلبا حسب نوعيتها وكميتها , وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى .
والاستقرار الأسري له دور كبير في ذلك فكلما كانت الأسرة أكثر استقراراً صار الفرد فيها أكثر أمناً وطمأنينة وثقة في نفسه... والعكس بالعكس.
وموقع الفرد في الأسرة له أهميته المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر- الولد الأصغر- الابن الوحيد بين البنات) . وكذلك أسلوب تربية الوالدين لها أثر كبير على شخصية الابن (دلال زائد – شدة زائدة - ...)
4.      المؤثرات الثقافية و الاجتماعية: مثل:(المعلومات–العادات–الأعراف–التقاليد–القيم–المعتقدات ..).
  ويجدر التنبيه إلى أن المنهج التربوي الإسلامي يغير في صفات وسمات الأفراد تغييراً جذرياً وإن كانوا كباراً ، عبر الحركة والفعل فتحول بعضهم من الشدة إلى اللين ، ومن السطحية إلى العمق ، ومن الفردية إلى الجماعية ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن الغضب إلى الحلم ، ومن العجلة إلى التأني ، إضافة إلى أن المنهج الإسلامي في التربية يراعي الاستعدادات الأصلية ، والفروق الفردية.
الوراثة والبيئة       Heredity and Environment

أن دراسة الوراثة والبيئة وعلاقتها ببعض وأرجحيه احدهما على الأخرى والدور الذي يلعبه كل منهما في خصائص الكائن الحي ومميزاته كانت ومازالت من المواضيع المهمة التي لايتجنبها الدارس لعلم الوراثة  . ولكي نستطيع ان تنفهم هذه العلاقة يصبح لزاما علينا ان نتطرق الى بعض المفاهيم والاسس والوقائع التي تلقي الضوء على هذين العاملين المتلازمين

. إعادة التكوين الذاتي Self-Reproduction
أن إعادة تكوين الذات يحدث في جميع الكائنات الحية أما بطريقة جنسية أو لا جنسية , فان جميع الكائنات الحية تتكون في الاساس من خلية واحدة تنمو على حساب ما يتوفر لها من غذاء لكي تكون مماثلة للاصل الذي تكونت منه وعلى هذا الاساس فان كل كائن حي يقوم بتمثيل  Assimilates  الغذاء بطريقة معينة أن يكون نسخة صادقة من أبوية وإسلافه ولهذا  فان جوهر الوراثة هو  إعادة تكوين الذات على حساب البيئة
  


الطراز المظهري و الطراز الوراثي   Phenotype &Genotype
أن استمرارية حياة الكائن الحي تقترن بتدخل عاملين يمثل أولهما العامل الوراثي بينما يمثل الثاني العامل البيئي حيث يحدد هذا التداخل شكل الكائن الحي في لحظة زمنية كما يحدد ما سيكون هذا الكائن في المستقبل ولتسهيل هذا المفهوم اقترح العالم الدنماركي جوهانس سنة 1911 مصطلحي الطراز الوراثي Genotype والطراز الظاهري Phenotype
 الطراز الوراثي
يمكن تعريفة بمجموع  المكونات الوراثية التي يستلمها النسل عن أسلافه  أما الطراز الظاهري فيقصد بة مظهر الكائن الحي او مجموع خصائصه ومميزاته كاللون colour  والشكلform  والحجم size والسلوكbehaviour  والتركيب الكيمياوي والتشريحي وقد حل هذان المصطلحان محل مصطلحي وايزمان البلازم الجرثومي
والبلازم الجسمي  فالطرز المظهري لأي كائن حي هو ناتج التداخل بين الطرز الوراثي مع البيئة
فالطرز المظهري = طراز وراثي+ بيئة
فالكائن الحي يرث طرازاً وراثياً لكن هذا الطرز الوراثية خلال تكتشف حين يتعرض إلى مختلف العوامل البيئية التي تؤدي إلى أي شكل من إشكال التحوير
وعلية يمكن القول أن الأنماط الظاهرة محكومة بالأساس بانماطاً جينية(وراثية)  تستمر في انتقالها خلال الأجيال المتعاقبة وهي المسئولة على مدى التشابه والاختلاف بين أفراد النوع الواحد وهي ثابتة نسبياً خلال حياة الفرد وهناك تداخل بين العامل الوراثي البيئي باعتبار الأخير  عامل محور فعلي سبيل المثال
لو زرعه نباتات متماثلة من الناحية الوراثية في بيئات  مختلفة  فإنها تنتج أفراد مختلفة من النواحي المورفولوجي كموعد التزهير وكمية الإنتاج وبالمقابل لو زرعه نباتات مختلفة من الناحية الوراثية في بيئة متماثلة  فان طرازها المظهري سوف يختلف باختلاف طرازها الوراثي.
3- النسخ المظهرية Phenocopies   
لقد وجده أن تأثير البيئة على نوعية الطراز المظهري  قد يؤدي إلى نتائج مرغوبة كما قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة وقد تكون العوامل البيئية من السعة والعمق في التاثير بحيث انها تؤدي الى  إلى تغير في الطرز المظهري إلى شكل متسبب عن  طفرة جينية وعلية يسمى الطرز المظهري المتسبب عن عوامل بيئية  معينة والذي يكون مشابه  الى طراز مظهري مسبب عن طفرة جينية بالنسخة المظهرية وهناك أمثلة كثيرة لتوضيح هذه  الظاهرة فمن المعروف ان مرض انفصام الشخصية schizophrenia  يتميز بانعدام التوازن العاطفي وهو مرض محكوم بالوراثة الى حد كبير وقد وجد ان تناول احد العقاقير الطبية
( (lysergic acid diethylamide يسبب نفس إعراض المرض أي يستحث النسخة المظهرية لهذا المرض
4- تكيف الفرد والمواءمة  Individual adaptation and homeostasis   
أن كثير من مجالات التفاعل  بين الطراز الوراثي والعوامل البيئية لا تسلك سلوكاً عشوائياً بل هي عكس ذلك تؤلف سلوكاً تكيفياً ويكون التفاعل ألتكيفي على أشكال متعددة منها
1- تفاعلات المواءمة الفسيولوجية Physiological Hameostasis Reaction
ففي الإنسان مثلاً عندما ترتفع درجة حرارة الجو يستجيب الجسم بإخراج العرق وعنده تبخر العرق فان ذلك يساعد على تبريد الجسم وكذلك توسع ألاوعيه الدموية القريبة من الجلد مما يساعد على أشعاع الحرارة الزائدة  إما عنده انخفاض درجة الحرارة فتقل نسبة العرق الخارج على سطح الجسم وتتقلص الأوعية الدموية القريبة من الجلد لكي تقلل من تسرب الحرارة من الجسم
2- تفاعلات المواءمة التكشفيه Developmental Hameostasis Reactio
في كثير من الحشرات يتحدد حجم الحشرة بكمية الغذاء المتوفر لليرقة فإذا كان الغذاء نادراً فالحشرة تحافظ على بقائها لكنها تنكشف إلى حشرة قزم مقارنتاً بالحشرة التي يتوفر إلى يرقاتها غذاء كاملاً
5- الوراثة والتغاير heredity and variation   
ليس هناك شخصان أو فردان حتى ولوكانا من نفس الجنس يوجد بينهما تشابه تام ويعود السبب في عدم التشابه الى اختلاف بيئة الكائنات الحية في الامكنة والاوقات المختلفة . ولهذا فان اي فردين يحملان نفس الطراز الوراثي سوف يكونان مختلفين في طرازهما المظهري عند تعرضهما الى بيئة مختلفة وهذا ما يسمى بالتغايرات البيئوية


 تاثيرات الوراثة
1-     أثر الوراثة في البناء العقلي للشخصية:
ثبت لدى علماء الوراثة أن الوراثة هي العامل الرئيس المحدد للسمات الجسمية من قبل الجنس، والطول، والوزن، ولون البشرة، كما ثبت أن عدداً من أوجه الشذوذ الجسمي، أو الطبي متصلة اتصالاً مباشراً في الجينات، إلا أنه عند الحديث عن وراثة الصفات، أو الخصائص العقليةمثل الذكاء، فإن الخلاف يثور، وندلل على الخلاف بالدراسات الخاصة لمعرفة أثر الوراثة في تحديد الذكاء، ومن أهم هذه الدراسات، الدراسة التي أجراها هرندون (Herndon) سنة 1954م، وأثبت فيها أثر الوراثة في تحديد مستوى الذكاء، والذي يمتد من (50%-75%) وهذه النتيجة تؤكد إلى حد كبير نتائج البحث الذي قام به بيركز (Berkes)، حيث بينت أن أثر الوراثة في تحديد نسبة الذكاء يصل إلى (75%)(21) ، ودراسات العالم الأمريكي آثر جنسن (Jensen) الذي يعتقد أن حوالي (80%) من الاختلافات بين الناس في الذكاء يمكن تفسيرها بالفروق الوراثية المباشرة بين هؤلاء الناس
واستدل من يدعو إلى أثر البيئة في الذكاء، وأنها تلعب دوراً مهماً في إعاقة نمو الذكاء، والقدرات العقلية، بحالة عزل الطفل عن المجتمع الإنساني، كما في حالة الأطفال الذئاب، أو حالة الجماعات المنعزلة التي تعيش في القرى النائية، وأكدت أبحاث جيزل ولورد التي أجرياها على أطفال ما قبل المدرسة الابتدائية في البيئات الاجتماعية، والاقتصادية العليا أن هؤلاء يتكلمون أسرع من أطفال البيئات الاجتماعية، والاقتصادية الدنيا، وهكذا يثبت أثر البيئة في القدرات العقلية(24) ، وظهر في الآونة الأخيرة رأي لبعض العلماء والذي يعد الذكاء قدرة كامنة تتحدد أصلاً نتيجة التكوين الوراثي للفرد، وأن للظروف البيئية تأثيرها في الذكاء ونموه، فالبيئة تتيح لهذه القدرة فرصة النمو والعمل، ومن الممكن للبيئة أن تعمل على تحسين الذكاء، وتطويره ويدل على ذلك الدراسة التي قام بها "كيفر" على (16) شاباً في إحدى مؤسسات ضعاف العقول، والتي تتراوح أعمارهم بين (15-18 سنة) عند بدء التجربة، وكان متوسط ذكائهم (66.3%) حسب اختبار بنيه، ومن ثم أعطي هؤلاء دروساً خاصة تهدف إلى إثارة نشاطهم العقلي، وفي نهاية التجربة كان متوسط ذكاء هذه المجموعة (76.4%) بزيادة قدرها (10.1% درجة)
إن المتأمل في العرض السابق للدراسات، والأبحاث يلحظ أن فريقاً من الباحثين أثبت أثر الوراثة في البناء العقلي، وفريقاً ثانياً أثبت أثر البيئة، وثالثاً قرر أن الذكاء قدرة كامنة موروثة، وللبيئة تأثير بالغ فيها، وهذا هو الرأي الأصوب؛ لأن الباحثين لا يستطيعان إلغاء أثر البيئة، كما لا يستطيعان إلغاء أثر الوراثة، فالتفاعل الدائم بين ما هو موروث، وما في البيئة هو الذي يحدد البناء العقلي للشخصية، وهذا ما توصل إليه علماء النفس من أن "عوامل الوراثة وعوامل البيئة معاً تتسبب في التباين الذي يلاحظ عادة بين درجات الذكاء عند الناس... فعوامل الوراثة تزودنا بمجموعة من الخصائص والمهارات التي تؤثر في سرعة تعاملنا مع بعض المهمات العقلية ولكن البيئة التي نعيش فيها تلعب دوراً جوهرياً كذلك

2-   أثر الوراثة في البناء النفسي، والسلوكي للشخصية:
يستدل بأثر الوراثة في بناء الشخصية من الجانب النفسي، والسلوكي في علم النفس بالدراسات التي أجريت على المنحرفين نفسياً، حيث قدمت أدلة على وجود معطيات وراثية عندهم، ومن هذه الأدلة وجود خلل بيولوجي فسيولوجي عند بعض المنحرفين نفسياً، حيث يتم توريث هذا الخلل من الآباء إلى الأبناء، بالإضافة إلى زيادة معدلات الاتفاق في الانحرافات النفسية عند التوائم المتماثلين أكثر من التوائم غير المتماثلين، وأخيراً فإن انتشار الانحرافات النفسية في اسر المنحرفين نفسياً أكثر من الأسر التي لا يوجد فيها انحراف، فإحدى الدراسات تشير إلى "أن (10%) من أبناء الأسر والذين يعانون من مرض الفصام كان أحد الوالدين يعاني من مرض الفصام، وترتفع هذه النسبة إلى (50%) من الأبناء إذا كان الوالدان فصاميين، ووجد أن معدلات الاتفاق بالإصابة بمرض الفصام عند التوائم المتشابهة تتراوح بين (6-86%)، بمتوسط قدره (50%)، وبين صفر و(19%) بمتوسط قدره (12%) عند التوائم غير المتشابهة
ولكن هذا ليس محل اتفاق بين علماء الوراثة، فالدراسات تشير إلى دور الوراثة في الانحرافات النفسية والسلوكية، وهذا لا يمنع تأثير البيئة، وهذا يتفق مع نظرة علماء الاجتماع، فالمعطيات الوراثية لا تفعل فعلها، ولا تؤدي إلى انحرافات نفسية، وسلوكية إلا إذا تفاعلت مع ظروف بيئية سيئة، فالمعطيات الوراثية سبب، ولكنه غير كافٍ، وكذلك الظروف البيئية سبب أيضاً، ولكنه غير كافٍ، فتتفاعل المعطيات الوراثية مع الظروف البيئية، فتحدث الانحرافات النفسية، والسلوكية، فالإنسان لا يرث انحرافاً نفسياً، وإنما يرث استعدادات تجعله مهيئاًً للاضطراب النفسي، أو العقلي، ثم تأتي الظروف البيئية لتساعد في ظهور الانحرافات، وهذا ما أشار إليه علماء النفس من أن "الفرد لا يرث الاضطراب السلوكي أو المرض النفسي كما تورث الملامح الجسمية ولكنه يرث الاستعداد التكويني من والديه وأجداده ويظهر الاضطراب في حال وجود أو توفر العوامل المعززة له وهذا يحدث في حالة الفصام حيث يرث الفرد الاستعداد عبر مورثات متنحية وفي حالة المرح والاكتئاب حيث يرث الفرد الاستعداد عبر مورثات سائدة ذات تأثير كبير
3-   أثر البيئة في البناء الجسمي للشخصية:

تتعدد العناصر البيئية التي تؤثر في البناء الجسمي للشخصية، ومن هذه العناصر التي يمكن أن تدخل في مفهوم البيئة "الغذاء" الذي يتلقاه الإنسان في حياته، فالشخص الذي يغذى تغذية سليمة، وصحيحة، ومتنوعة يتمتع بجسد قوي مقاوم للأمراض، أما سوء التغذية فله آثار مدمرة على الجانب الجسدي للإنسان، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن نقص الغذاء يؤدي إلى عدم نمو العظام في الجسم بطريقة سوية، ويضعف مقاومة الجسم للأمراض المختلفة، فمعدل الوزن، والطول لدى التلاميذ الذين يعانون من سوء التغذية كان دون المعدل الطبيعي. أما إذا كان سوء التغذية في مرحلة الحمل، فهذا يؤدي إلى نقص وزن المولود، ونقص الوزن يعد مؤثراً في عدم اكتمال نمو الجنين، مما يؤثر في صحته البدنية، والعقلية، وضعف مقاومته للأمراض، وقد يترتب على هذا النقص التخلف العقلي، والعجز عن اكتساب المعارف، ومن العناصر البيئية المؤثرة في الجانب الجسمي للشخص "الأمراض" التي قد يكون تأثيرها مضاعفاً أو ينتج عنها أحياناً عاهات دائمة، كالعمى، والصمم، أو اضطراب الشخصية، والتي تؤثر بمجموعها في شخصية الإنسان، أما إذا أصيبت الأم الحامل بمرض؛ فإن الأمراض تؤثر في عملية التمثيل الغذائي، والتركيب الكيميائي للأم الذي يؤثر في نمو الجنين، وقد وجد أن الفيروس الخاص بالحصبة الألمانية إذا أصاب الحامل فإنه يؤدي إلى العديد من التشوهات الخلقية في الجنين، كصغر الدماغ، والتخلف العقلي، وتخلف النمو عموماً، كصغر العينين، وعيوب خلقية في تكوين القلب، والصمم، وتضخم الطحال، والكبد، وعيوب خلقية في العظام
وتؤدي عناصر بيئية أخرى دوراً مهماً في البناء الجسمي للإنسان، فالحرارة، والبرودة، والرطوبة، وانعدام التهوية، والتضاريس، وتعاطي المخدرات كلها عوامل تؤثر في البناء الجسدي.
4-   أثر البيئة في البناء العقلي للشخصية:
يثبت علماء النفس أثر البيئة في الجانب العقلي، والجسدي بنظرة سريعة إلى الأطفال المتوحشين الذين عثر عليهم الصيادون في الغابات، فقد ظهر أنهم تأثروا بالبيئة البدائية التي عاشوا فيها، وظهرت لديهم قدرات تتلاءم مع تلك البيئة كالقوة البدنية، وحدة النظر، وسرعة الجري على أربع، وفي المقابل نجد الأطفال العاديين الذين نشؤوا في المجتمع الإنساني العادي يملكون صفات، وقدرات تختلف عن سابقتها، كالمشي، والقدرة اللغوية، والتفكير.
كما أن للغذاء دوراً في البناء الجسدي، فقد دلت الدراسات على أن نقص الغذاء يؤدي إلى عدم قدرة الطلبة على التركيز، والانتباه، وتدني مستوى الذكاء، والقدرة على التفكير والابتكار وكذلك تفعل الأمراض، فإذا أصيبت الأم الحامل بمرض، وانتقل هذا المرض إلى الطفل، فقد يولد متخلفاً عقلياً. ولمعرفة أثر البيئة في القدرات العقلية، فقد أجريت دراسة أثر التدريب في القدرة على التذكر على مجموعتين من الأطفال متساويتين في العمر الزمني، والسنة الدراسية، والنضج، والتحصيل، وأعطيت المجموعتان اختباراً لتذكر الأرقام، إلا أن المجموعة الأولى أخذت تدريبات خاصة قبل الامتحان، في حين أن المجموعة الثانية لم تتدرب، فظهر أن مجموعة التدريب أظهرت تقدماً على المجموعة الثانية بفضل هذا التدريب
5-   أثر البيئة في البناء النفسي، والسلوكي للشخصية:

قام العديد من العلماء بدراسات تبين أو تؤيد إسهام البيئة في الانحرافات النفسية والسلوكية وفي ضوء هذه الدراسات وجد أن
1 -    الخبرات المؤلمة في البيئة التي تعرض لها الأطفال، وهم صغار أثرت في سلوكهم، مما جعلهم منحرفين، وهذا بفعل العوامل البيئية، فقد وجد أن المراهقين المهيئين للقلق تعرضوا للحرمان أكثر من أقرانهم، ووجد أن عدم انسجام الوالدين في حياتهما يؤثر في الأطفال من الناحية النفسية، والسلوكية.
2 -  الأفراد الذين يعيشون في أسر منحرفة يميلون إلى الانحراف أكثر من غيرهم.
انتشار الانحرافات النفسية، والسلوكية تتأثر بعوامل اجتماعية، واقتصادية، فقد تبين أن الانحرافات ترتفع في فترات الركود الاقتصادي، وتقل في فترات الازدهار، وترتفع عند الملحدين، والعاطلين عن العمل، وغير المتزوجين، وتنخفض عند المتدينين، والمتزوجين، والناجحين في أعمالهم
ان حقائق الوراثةHeredity عرفت منذ القدم وتعني عودة ظهور خصائص وصفات الكائن الحي في نسله ، مثل الإنسان لابد ان يكون أنسانا مشابه لابائة واجداده في بعض الخواص وكذلك الحال بالنسبة لانواع الكائنات الحية .
والمعروف ان الحياة دائما تنشأ من حياة أي ان المادة الحية دائما تنشأ من مادة حية سابقة لها في الوجود  وبما ان لاي كائن حي دورة حياة محددة تنتهي بموته فمن الضروري ولكي تستمر الحياة ان تنتقل خصائص المادة الحية من افراد الى افراد اخرى جديدة تنشأ عنها فتكونت الاباء والابناء وتعاقبت الاجيال
خلال القرنين السابع والثامن عشر بعد اكتشاف البيضة والحيمن كانت هناك فكرة تقول باحتواء احد الخلايا الجنسية على كائن حي كامل بصورة مصغرة وان هذا المخلوق المصغر يحتاج الى بعض المغذيات لكي يتطور من قطعة صغيرة منقولة الى كائنا حيا كاملا تدعى هذه الفرضية  Preformation    ، استبدلت فيما بعد بفكرة احدث مفادها بان العوامل الجديدة مثل الانسجة والاعضاء تظهر خلال تطور الكائن الحي ولاتوجد في تكوينه الاصلي وقد سميت هذة الفرضية Epigenesis   ان المشكلة في  قبول هذة النظرية هي ايجاد مادة وراثية لكائن حي وعلية جاء الاعتقاد بوجود جسيمات غير مرئية تدعى بالبريعم Gemmules  تشكل نسخا صغيرة لكل عضو تنتقل الى الاعضاء الجنسية  لتنبثق  عن هذا الاعتقاد ما يسمى بالنظرية الشمولية Pangenesis   ،بالاستناد الى هذه النظرية فان زيادة او قلة استعمال عضواً من الاعضاء الجسمية سوف يغير البريعمات وبالنتيجة سوف يؤدي الى تغير التوراث في الاجيال الناشئة عنه لتظهر نظرية توارث الصفات المكتسبة Inheritance Of Acquired Characteristics   ،لهذه النظرية تاريخ طويل الاان من خلال جهود العالم وايزمن Weismann في نهاية القرن التاسع عشر فقد وجد انه حتى بعد 22 جيل من الفئران التي قطعت ذيولها في كل جيل لاتزال تمتلك ذيولا لذا حل محل نظرية شمول التكوين نظرية الاصول الوراثية Germplasm Theory  والتي تفترض ان الكائن المتعدد الخلايا يعطي شكلين من الانسجة وهي
1- الخلايا الجسمية  somatoplasm
2- الخلايا الجنسية germplasm   
فيشمل الاول على انسجة ضرورية لفعالية الاعضاء ولكنها تفتقد القدرة على التكاثر لذا فان التغير على الخلايا الجسمية لايمرر الى الابناء ومن ناحية اخرى خصصت الخلايا الجنسية لإغراض التكاثر وان اي تغير حدث فيها يؤدي الى حدوث تغير في الوراثة .بالاستناد الى هذا المفهوم  هناك استمرارية للأصل الوراثي بين جميع الأجيال .
ومع ذلك فان تفهم حقائق التوريث بدأت في بداية القرن العشرين رغم ان تلك الحقائق كان قد اكتشفها العالم مندل عام 1866  وبعد اكتشاف تجارب مندل والحصول على حقائق اخرى من التجارب التي أجريت على  مختلف الكائنات فقد اقترح استعمال كلمة الوراثة genetics   من قبل العلم البريطاني Bateson  وذلك في المؤتمر العالمي الثالث للتهجينات والمنعقد في باريس عام 1906 ويعرف  علم الوراثة بانه  احد فروع علوم الحياة ألحديثه الذي يبحث في أسباب التشابه والاختلاف في صفات الأجيال المتعاقبة في الإفراد التي ترتبط فيما بينها بصله عضويه معينه كما يبحث فيما تؤدي إليه تلك الأسباب من نتائج تفسير .ولم يدخل هذا العلم ألحقبه التجريبية  Experimental period  ويأخذ الصفة العلمية الثابتة إلى عند التعرف على أبحاث العالم  كريلور مندل 1822 -1884 مؤسس علم الوراثة
ومنذ ذلك الحين طفر ذلك العلم طفرات واسعة مما أدى إلى اتساع  رقعته أفقيا وعمودياً .
استطاع العالم موركان 1866 – 1945  ومساعدوه إن يحولوا مفهوم مندل إلى حقيقة واقعية أبدل كلمة عامل  factor   بكلمة gene  المورثة كشيء معين واقعاً على الكر وموسوم يمثل بشكل أو بشكل أخر صفة من صفات الكائن الحي
انبثق عن ذلك نظرية الجين gene theory   وهي مرتبطة بنظرية أخرى تدعى بنظرية الكروموسوم وفحواها  chromosomal theory  أن عوامل الصفات هي أجسام معينة تدعى بالجينات موجودة على الكر وموسومات بترjتيب طولي  Linear   وفردي ولكل جين موقع خاص على الكر موسوم وطبيعة خاصة وان أي تغير في موقع الحين أو في طبيعة ألجين يؤدي إلى تغير ما يمثله هذا ألجين من صفة وقد جلبت هذه النظرية انتباه الكيماويين والبيولوجيين  مما أدى إلى نشوءا الوراثة الخلوية  Cytogentic   والوراثة البايوكيمياوية      Biochemical genetics حيث  قطع علم الوراثة من خلال هذين العلمين شوطاً واسعاً من خلال التعرف الكيماوي والفيزياوي على  الكروموسومات والجينات وقد اقترح ترتيب وتركيب جريئة الحامض النووي منقوص الأوكسجين DNA من قبل العالمين Crick &Watson         عام1953    .كما كانت الدراسة الموسعة عن علاقة الحوامض النووية بتركيب وبناء البروتينات خطوة في بناء العلم وعمق مفاهيمه أما تقدم هذا العلم على  المستوي ألافقي   يتجلى بدخول علم الوراثة في تفسير واستغلال الكثير من القضايا البايولوجية على أساس وراثي مثل الوراثة الفسيولوجية والوراثة المتعلقة بالتطور الوراثة الإحصائية وعلاقة الوراثة بتحسين الحيوان والنبات وتحسين النوع البشري ووراثة الإنسان
وليس بخافيا على احد ما يتوفر من عناصر تشابه بين أفراد النوع الواحد وان تلك العناصر تنتقل من جيل إلى آخر، فان ذبابة الفاكهة تلد ذبابة فاكهة والجرادة تولد جراد ونبات الباقلاء يولد نبات باقلاء إلى آخره








.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

علم النفس ( ملخص )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..