تهيئة الطفل والتدرج في إبلاغه بفقدان أحد والديه أفضل من إخفاء الحقيقة والتهرب من أسئلته
أخبروني بسفرها العاجل، حتى إنها لم تودعني، وهي التي تعاتبني لأني نسيت أن أهديها قبلة الصباح قبل
ذهابي للمدرسة، أخبرتهم أني أريد أن أهاتفها إلاّ أن أعينهم تغرق بالدموع في كل مرة، سؤالي الملح عنها يخنق والدي ويجعله يغص بحروفه التي دائماً تضيع حينما أسأل ليجيب: "ذهبت إلى الجنة".
في المدرسة أخبرنا المعلم أن نرسم لوحة خاصة لأمهاتنا بمناسبة يوم الأم،
إلاّ أنه صدم عندما أخبرته أني لا أتذكر وجهها، غرق الأطفال في الضحك:
"كيف لك أن لا تعرف ملامح والدتك"، لأجيبهم: "لأنها ذهبت إلى الجنة مبكراً،
حينما كنت صغيراً".
كيف نخبر أطفالنا عن الموت وما بعد الحياة، وكيف يعيشون من بعدنا بالرغم من صغر أعمارهم؟!.
إعداد وتهيئة
تجيب هدى السيلان -أخصائية نفسية وباحثة في شؤون الطفل-: لنا في حياة ووفاة سيد الأنام خير نموذج يحتذى به، رغم أن وفاته لم تكن كأي وفاة مثل سائر البشر وليس كباقي الأنبياء، فهو خاتم الرسل وبوفاته انقطع الوحي، وقد علم عليه الصلاة والسلام بوفاته واقتراب أجله كسائر البشر في العديد من الآيات القرآنية إعداداً وتهيئة لصحابته وللأمة الإسلامية، قال تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"، مضيفةً: لعلم ومعرفة الله جل وعلا بأغوار النفس البشرية ورفضها الشديد لخبرة الموت وصعوبته كحدث في حياة البشر جعل أمامنا عبرة وتهيئة الصحابة ومحبي رسوله الكريم مع وجوب التأكيد على علمه بحدود وإمكانات البشر وطاقاتهم النفسية، ولكن حري بنا أن نعلم التعامل وتهيئة أحبابنا فلذات أكبادنا وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة تجاه الحياة والموت، والحفاظ على سلامتهم النفسية في الرخاء والشدة والخوف من الموت، فطرة وشعور طبيعي للكبار قبل الصغار، مبينةً أهمية مرحلة الطفولة في حياة البشر وفتحها لطريق المعرفة والاكتشاف للمراحل اللاحقة وإعداد الأطفال لها والحوار السليم ومشاهدة المواقف في أحداث الحياة، كحضور عزاء الأقارب أو الجيران، وإطلاعهم المتدرج الواعي على الأمور الحياتية الصعبة كطلاق الأبوين.
وأوضحت هدى السيلان أن التهيئة تتم حسب المراحل العمرية للأبناء وتفكيرهم ومشاعرهم واستقرار العلاقات الأسرية تلعب دوراً بارزاً في تماسك الأبناء عند الشدائد وذلك ما أكدته دراسة "بلسكي"، مضيفةً أنه لا ينبغي من الوالدين تجاهل أو منع استفسارات الأبناء تجاه الموت، فهي فرصة لإعطائهم فكرة واضحة مستمدة من ثقافة الأسرة وتعاليم دينهم، مؤكدةً على أن عدم الحديث معهم في الموت يدل ذلك على المخاوف التي تحف الموضوع وتجعله غامضا أمامهم، وعدم الرغبة في الحديث فيه يجعل الأبناء يبحثون عن الإجابات عن طريق الأصدقاء أو وسائل التواصل التي تبرز الجانب السلبي وتمزجه بأفكار وأساليب حياة خاطئة مما قد ينتج عنه مخاوف وتوتر، ذاكرةً أنه للخوض في الطريقة السليمة لإجابة الأطفال على أسئلتهم المتعلقة بالموت لابد من التأكيد على أن المفهوم مختلف من طفل لآخر، وذلك بناءً على عمر الطفل والنمو العقلي له والتجارب السابقة له.
إدراك الفقد
وأشارت هدى السيلان إلى أن الأطفال حتى عمر العامين لا توجد لديهم القدرة على إدراك مفهوم كلمة الموت، وفي عمر الثلاث سنوات لا يستطيع الطفل إدراك الفقد وإن حدث يشعر به، خاصةً إذا كان الفقيد والدته أو من تقدم الرعاية له وهي التي تلبي الاحتياجات وتوفر له الارتباط العاطفي الإيجابي فهو يشكل إحساسا بأنه شخص جدير بالاهتمام والحب واحتياجاته مشبعة، ويشعر بالأمان، وحينما يحدث الانفصال يستطع الإحساس به، وعدم عودة الأم أو من تقوم بالرعاية وتبدو عليه مشاعر الحزن، وذلك حسب نظرية التعلق لبولبي الذي يعد حجر أساس في شخصية الإنسان، وهنا لابد من الاهتمام بربط وتكوين علاقة من قبل بديل للطفل الذي فقد والدته ولابد من الإشارة لأهمية احتضان الطفل اليتيم أو من في حكمه وسد حاجاته النفسية، مبينةً أن طفل الرابعة والخامسة فهم يدركون أن غالب الجمادات هي كائنات حية تشعر مثل الإنسان، ويصدق بالمحسوس، لذلك ينصح بالاستفادة من موت الحيوانات أن تصبح أمثلة حية للموت لتقريب المفهوم لديه، وتوضيح أن القطة ماتت ولم يبق لها صوت مواء ولم تعد تتنفس، وتبسيط الإجابات للطفل واختصارها مع التأكيد على أهمية صدق الإجابات.
مرحلة المخاوف
وذكرت هدى أن طفل المدرسة يستطيع فهم ظاهرة الموت وبشكل أكبر من المرحلة السابقة، كما تظهر في هذه المرحلة المخاوف من الموت وفقدان السند وتظهر كمية من الأسئلة غير المتوقعة من الأطفال في هذا العمر، وقد تكون في الوقت نفسه محيرة وإن دل ذلك على النضج المعرفي لدى ابن هذه المرحلة وفي تعامل الأسرة مع وابل الأسئلة، والإجابة باختصار وصدق، واستخدام تقليل المخاوف والقلق المرتبط، وكذلك محاولة مناقشة حقيقة الموت مع الطفل بصورة عقلانية، وتوضيح ما يحدث بدقة، أي أن يحاولا أن يفهما الطفل بصورة مبسطة يستوعبها عقله حول حقيقة الموت، وكيف أن الله قد خلقه ليبتلي عباده، وأن من يموت يذهب إلى الجنة ليتنعم فيها، مع عدم ذكر النار وما فيها من أهوال، فهذا وقت للترغيب لا للترهيب، مع إقران كل ذلك باستخدام الطفل لخياله الخصب في تخيله العيش في الجنة وما فيها من نعيم، مشيرةً إلى خطأ أساليب بعض معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في المدارس بالتركيز على النار وعذاب القبر وإهمال الجنة والنعيم المقيم للمؤمن الصابر على القضاء والقدر، فكم من طفل فاقد أحد والديه أو كليهما في هذه المرحلة تعجبه هذه الكلمات ويطلق خياله في وصف الجنة وجمالها.
شجاعة وهدوء
وأضافت: على أنه لا ينبغى للأسرة التضليل في المعلومات أو إخفاء الحقائق أو ربط الموت بالمرض أو السفر مثلاً، كقول البعض فلان مات من المرض، فذلك قد يسبب له ربط خاطئ بأن المرض هو سبب وفاة أي شخص، أو وفاته هو حينما يمرض ويصبح المرض مصدرا للقلق، مبينةً أنه في مرحلة لاحقة لطفل المدرسة نجد فيها نضج تفكيره أكثر ليستطيع فهم الحياة وحقيقة الموت كالكبار وأن الميت لا عودة له، وحري بنا في ذكر حقيقة هامة ليس من اليسر والسهولة إعداد أنفسنا وإعداد أبنائنا لرحلة الموت، فالإعداد بحاجة لمستوى عال من الشجاعة والهدوء والاستقرار والمعرفة الواعية بما يتناسب مع معارف وعمر الطفل واحتياجاته النفسية، مضيفةً: أرغب في مشاركتكم الرأي في أحد الحالات التي وردت لي من خلال استشارة هاتفية من إحدى قريبات أم ماجد البالغ من العمر الثامنة ويدرس في الصف الثاني ابتدائي، ولد ماجد بعد زواج دام (15) عاماً، توفي الأب منذ عامين، والأم تخفي حقيقة وفاته، وتعمل جاهدة على إبعاد ماجد عن الوسط الأسري في الأعياد والمناسبات التي بالإمكان أي فرد من العائلة إبلاغ الطفل، ومن خلال السؤال عن سلوك ماجد ذكرت المتصلة بأنه طفل انطوائي وتظهر عليه مشاعر الوحدة والبحث الدائم عن والده، وكما ذكرت المتصلة كأنه في رحلة بحث عن شيء مفقود لا يعلم أين يجده؟، وظهرت على ماجد تأتأة وأصبح يتبول لا إرادياً، ولا تعلم إن كانت هناك مخاوف وفزع ليلي، وذلك من بعد وفاة والده بثلاثة أشهر تقريباً، قدمت سريعاً للمتصلة رغبتي في التواصل مع أم ماجد للعمل نفسياً معها ورفضها لوفاة الزوج، وكذلك أهمية المساندة النفسية لماجد ومساعدته على التأقلم مع وفاة والده، وتنظيم ما يجول بتفكيره، ويستبصر بالخبرة التي مرت به، والتخلص التدريجي من الحزن ومشاعر الوحدة، ومن خلال أساليب علمية يتم استخدامها من قبل المعالجين النفسين، ذاكرةً أن العديد من الأمهات يرغبون في حماية فلذات أكبادهن ولكن المواجهة وفهم أساليب التعامل مع الضغوط هو الطريق الأنفع لهن ولأبنائهن.
المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
تحقيق - هتاف المحيميد
أخبروني بسفرها العاجل، حتى إنها لم تودعني، وهي التي تعاتبني لأني نسيت أن أهديها قبلة الصباح قبل
ذهابي للمدرسة، أخبرتهم أني أريد أن أهاتفها إلاّ أن أعينهم تغرق بالدموع في كل مرة، سؤالي الملح عنها يخنق والدي ويجعله يغص بحروفه التي دائماً تضيع حينما أسأل ليجيب: "ذهبت إلى الجنة".
بعض الأطفال لديهم نضج عقلي لفهم مايدور حولهم
|
كيف نخبر أطفالنا عن الموت وما بعد الحياة، وكيف يعيشون من بعدنا بالرغم من صغر أعمارهم؟!.
إعداد وتهيئة
تجيب هدى السيلان -أخصائية نفسية وباحثة في شؤون الطفل-: لنا في حياة ووفاة سيد الأنام خير نموذج يحتذى به، رغم أن وفاته لم تكن كأي وفاة مثل سائر البشر وليس كباقي الأنبياء، فهو خاتم الرسل وبوفاته انقطع الوحي، وقد علم عليه الصلاة والسلام بوفاته واقتراب أجله كسائر البشر في العديد من الآيات القرآنية إعداداً وتهيئة لصحابته وللأمة الإسلامية، قال تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"، مضيفةً: لعلم ومعرفة الله جل وعلا بأغوار النفس البشرية ورفضها الشديد لخبرة الموت وصعوبته كحدث في حياة البشر جعل أمامنا عبرة وتهيئة الصحابة ومحبي رسوله الكريم مع وجوب التأكيد على علمه بحدود وإمكانات البشر وطاقاتهم النفسية، ولكن حري بنا أن نعلم التعامل وتهيئة أحبابنا فلذات أكبادنا وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة تجاه الحياة والموت، والحفاظ على سلامتهم النفسية في الرخاء والشدة والخوف من الموت، فطرة وشعور طبيعي للكبار قبل الصغار، مبينةً أهمية مرحلة الطفولة في حياة البشر وفتحها لطريق المعرفة والاكتشاف للمراحل اللاحقة وإعداد الأطفال لها والحوار السليم ومشاهدة المواقف في أحداث الحياة، كحضور عزاء الأقارب أو الجيران، وإطلاعهم المتدرج الواعي على الأمور الحياتية الصعبة كطلاق الأبوين.
وأوضحت هدى السيلان أن التهيئة تتم حسب المراحل العمرية للأبناء وتفكيرهم ومشاعرهم واستقرار العلاقات الأسرية تلعب دوراً بارزاً في تماسك الأبناء عند الشدائد وذلك ما أكدته دراسة "بلسكي"، مضيفةً أنه لا ينبغي من الوالدين تجاهل أو منع استفسارات الأبناء تجاه الموت، فهي فرصة لإعطائهم فكرة واضحة مستمدة من ثقافة الأسرة وتعاليم دينهم، مؤكدةً على أن عدم الحديث معهم في الموت يدل ذلك على المخاوف التي تحف الموضوع وتجعله غامضا أمامهم، وعدم الرغبة في الحديث فيه يجعل الأبناء يبحثون عن الإجابات عن طريق الأصدقاء أو وسائل التواصل التي تبرز الجانب السلبي وتمزجه بأفكار وأساليب حياة خاطئة مما قد ينتج عنه مخاوف وتوتر، ذاكرةً أنه للخوض في الطريقة السليمة لإجابة الأطفال على أسئلتهم المتعلقة بالموت لابد من التأكيد على أن المفهوم مختلف من طفل لآخر، وذلك بناءً على عمر الطفل والنمو العقلي له والتجارب السابقة له.
إدراك الفقد
وأشارت هدى السيلان إلى أن الأطفال حتى عمر العامين لا توجد لديهم القدرة على إدراك مفهوم كلمة الموت، وفي عمر الثلاث سنوات لا يستطيع الطفل إدراك الفقد وإن حدث يشعر به، خاصةً إذا كان الفقيد والدته أو من تقدم الرعاية له وهي التي تلبي الاحتياجات وتوفر له الارتباط العاطفي الإيجابي فهو يشكل إحساسا بأنه شخص جدير بالاهتمام والحب واحتياجاته مشبعة، ويشعر بالأمان، وحينما يحدث الانفصال يستطع الإحساس به، وعدم عودة الأم أو من تقوم بالرعاية وتبدو عليه مشاعر الحزن، وذلك حسب نظرية التعلق لبولبي الذي يعد حجر أساس في شخصية الإنسان، وهنا لابد من الاهتمام بربط وتكوين علاقة من قبل بديل للطفل الذي فقد والدته ولابد من الإشارة لأهمية احتضان الطفل اليتيم أو من في حكمه وسد حاجاته النفسية، مبينةً أن طفل الرابعة والخامسة فهم يدركون أن غالب الجمادات هي كائنات حية تشعر مثل الإنسان، ويصدق بالمحسوس، لذلك ينصح بالاستفادة من موت الحيوانات أن تصبح أمثلة حية للموت لتقريب المفهوم لديه، وتوضيح أن القطة ماتت ولم يبق لها صوت مواء ولم تعد تتنفس، وتبسيط الإجابات للطفل واختصارها مع التأكيد على أهمية صدق الإجابات.
مرحلة المخاوف
وذكرت هدى أن طفل المدرسة يستطيع فهم ظاهرة الموت وبشكل أكبر من المرحلة السابقة، كما تظهر في هذه المرحلة المخاوف من الموت وفقدان السند وتظهر كمية من الأسئلة غير المتوقعة من الأطفال في هذا العمر، وقد تكون في الوقت نفسه محيرة وإن دل ذلك على النضج المعرفي لدى ابن هذه المرحلة وفي تعامل الأسرة مع وابل الأسئلة، والإجابة باختصار وصدق، واستخدام تقليل المخاوف والقلق المرتبط، وكذلك محاولة مناقشة حقيقة الموت مع الطفل بصورة عقلانية، وتوضيح ما يحدث بدقة، أي أن يحاولا أن يفهما الطفل بصورة مبسطة يستوعبها عقله حول حقيقة الموت، وكيف أن الله قد خلقه ليبتلي عباده، وأن من يموت يذهب إلى الجنة ليتنعم فيها، مع عدم ذكر النار وما فيها من أهوال، فهذا وقت للترغيب لا للترهيب، مع إقران كل ذلك باستخدام الطفل لخياله الخصب في تخيله العيش في الجنة وما فيها من نعيم، مشيرةً إلى خطأ أساليب بعض معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في المدارس بالتركيز على النار وعذاب القبر وإهمال الجنة والنعيم المقيم للمؤمن الصابر على القضاء والقدر، فكم من طفل فاقد أحد والديه أو كليهما في هذه المرحلة تعجبه هذه الكلمات ويطلق خياله في وصف الجنة وجمالها.
شجاعة وهدوء
وأضافت: على أنه لا ينبغى للأسرة التضليل في المعلومات أو إخفاء الحقائق أو ربط الموت بالمرض أو السفر مثلاً، كقول البعض فلان مات من المرض، فذلك قد يسبب له ربط خاطئ بأن المرض هو سبب وفاة أي شخص، أو وفاته هو حينما يمرض ويصبح المرض مصدرا للقلق، مبينةً أنه في مرحلة لاحقة لطفل المدرسة نجد فيها نضج تفكيره أكثر ليستطيع فهم الحياة وحقيقة الموت كالكبار وأن الميت لا عودة له، وحري بنا في ذكر حقيقة هامة ليس من اليسر والسهولة إعداد أنفسنا وإعداد أبنائنا لرحلة الموت، فالإعداد بحاجة لمستوى عال من الشجاعة والهدوء والاستقرار والمعرفة الواعية بما يتناسب مع معارف وعمر الطفل واحتياجاته النفسية، مضيفةً: أرغب في مشاركتكم الرأي في أحد الحالات التي وردت لي من خلال استشارة هاتفية من إحدى قريبات أم ماجد البالغ من العمر الثامنة ويدرس في الصف الثاني ابتدائي، ولد ماجد بعد زواج دام (15) عاماً، توفي الأب منذ عامين، والأم تخفي حقيقة وفاته، وتعمل جاهدة على إبعاد ماجد عن الوسط الأسري في الأعياد والمناسبات التي بالإمكان أي فرد من العائلة إبلاغ الطفل، ومن خلال السؤال عن سلوك ماجد ذكرت المتصلة بأنه طفل انطوائي وتظهر عليه مشاعر الوحدة والبحث الدائم عن والده، وكما ذكرت المتصلة كأنه في رحلة بحث عن شيء مفقود لا يعلم أين يجده؟، وظهرت على ماجد تأتأة وأصبح يتبول لا إرادياً، ولا تعلم إن كانت هناك مخاوف وفزع ليلي، وذلك من بعد وفاة والده بثلاثة أشهر تقريباً، قدمت سريعاً للمتصلة رغبتي في التواصل مع أم ماجد للعمل نفسياً معها ورفضها لوفاة الزوج، وكذلك أهمية المساندة النفسية لماجد ومساعدته على التأقلم مع وفاة والده، وتنظيم ما يجول بتفكيره، ويستبصر بالخبرة التي مرت به، والتخلص التدريجي من الحزن ومشاعر الوحدة، ومن خلال أساليب علمية يتم استخدامها من قبل المعالجين النفسين، ذاكرةً أن العديد من الأمهات يرغبون في حماية فلذات أكبادهن ولكن المواجهة وفهم أساليب التعامل مع الضغوط هو الطريق الأنفع لهن ولأبنائهن.
إخفاء الحقيقة أيًا كانت عن الطفل نتائجها سلبية
ينبغي إعداد الطفل نفسياً قبل إبلاغه بفقدان أحد والديه أو أقربائه
الخميس 15 شعبان 1438هـ - 11 مايو 2017مالمصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..