جيل صعب يحتاج لأساليب حديثة في التربية والاحتواء والعقاب!
تحقيق - فهد الدغماني
تتأثر حياتنا اليومية بما يمر عليها من أحداث تؤثر سلباً أو إيجاباً على تصرفاتنا، فثقافة الانفتاح الرقمي
بوابة كبيرة لزيادة المعرفة، بدليل أن الطالب صاحب العشرة أعوام لم يعد ذلك الطالب صاحب العمر نفسه قبل عدة سنوات، فرغم زيادة الوعي والإدراك والكم الكبير من الثقافة والمعرفة المنتشرة إلاّ أن طرق التعامل لازالت محاصرة ببعض العادات السلبية والأفكار القديمة على مستوى المربي وعلى مستوى الطفل، ويكون الحرص الأبوي أو التسلط على الطفل بقصد الرقي بسلوكه وتصرفاته، ويتخذ بعض أولياء الأمور من العنف الأسري وسيلة لتحقيق أهداف الوالدين، بل قد يزيد ذلك إلى استخدام الضرب وإلحاق الأذى بالطفل، وتختلف شرائح المجتمع في التعامل مع الأبناء لضبط تصرفاتهم وتوجيه تربيتهم بين الشدة المفرطة وبين عدم الاهتمام بالأبناء مروراً بأسلوب "الدلع"، الضار، متناسين أن الأسلوب الأنسب هو الثواب والعقاب.
التعامل مع المراهق يتطلب مهارات خاصة حتى لا يتمرد على والديه
|
عضو فعّال
وقالت د. نوير البلوي -متخصصة في قسم الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة الحدود الشمالية-: إن مفهوم ضبط السلوك مرتبط ارتباطا كليا بطريقة تعامل الوالدين وبالحالة الاجتماعية -المنزل، الشارع، المدرسة-، مضيفةً أنه يعتبر ضبط السلوك لدى الأطفال مرتبط بالعقاب والثواب في مختلف تفاصيل حياة الطفل، ليكون متحكماً في ذاته معتداً بنفسه واثقاً من خطواته متعايشاً مع الآخر ومدركاً لمفهوم حرية الآخرين وحقوقهم تماماً مثل إدراكه لحقوقه الشخصية وواجباته ليصبح عضوا فعّالا في المجتمع، مبينةً أن ضبط السلوك الناجح أو تعزيزه يركز على تعليم الطفل وإرشاده إلى الطريق الصحيح، بدلاً من اتباع أسلوب الإجبار الأعمى، مُؤكدةً على أنه لابد أن يعلم الطفل أن الوالدين لا يملكان أغلى منه وأنهم ليسا أعداء أو متسلطين ليتبادل الطرفان الثقة.
وأوضحت د. نوير البلوي أن أساس تهذيب السلوك الناجح هو الاحترام، بحيث يحترم الطفل سلطة الوالدين ويحترم حقوق الآخرين، كما أن هناك أشياء أخرى تساعد في عملية ضبط السلوك كالثبات على مسلمات التربية والابتعاد عن القسوة في التعامل والبعد عن التجريح والسخرية والضرب والشتم، وهذا كله يجعل الطفل أكثر ثقة بوالديه؛ لأن تعليم السلوك الإيجابي يحتاج إلى بيئة تعليم جادة ومنطقية وعادلة بينه وبين إخوانه وبينه وبين الآخرين، كما أن حماية الطفل من الخطر في مراحله الأولى تقيه شر الانحراف بشتى أنواعه، مبينةً أن البعد عن استخدام أساليب العقاب العقيمة خاصةً الضرب أمر مهم جداً؛ لأنه يؤذي الطفل، ويؤدي إلى نتيجة عكسية لما هو مأمول، والضرب ليس الوسيلة لتحقيق ذلك، وإنما إشعاره بالذنب دون المساس بشخصيته إحدى أفضل الطرق التربوية.
ترغيب وترهيب
ورأت د. نوير البلوي أن استخدام العقاب في التربية يعد أمراً طبيعياً، ولكن كثيراً من أولياء الأمور لا يطبقون التربية في الإسلام، والتي تعتمد على التنبيه للخطأ، والموعظة والترغيب والترهيب بالثواب والعقاب، مع ضرورة وجود القدوة الحسنة أمامهم، كما أن العقاب المناسب للفعل يجب أن يسهم في ضبط السلوك، أمّا إذا ما حصل العكس فذلك يعني أن العقاب غير مناسب، فعندما ننظر إلى كمية الأوامر التي صدرت من الدين لحث الطفل على الصلاة من سن السابعة إلى سن العاشرة كل يوم خمس مرات قبل عقاب الطفل لتعلمنا ركنا مهما من أركان التربية.
غياب الموجّه
وتحدث عيد العويش -مستشار أسري ومدير تنفيذي لجمعية إسهام- قائلاً: لقد شاع بين الأطفال اللجوء إلى الفوضى في التصرف وعدم احترام حقوقهم البشرية والإنسانية إلى التطاول على حريات الآخرين في تصرفات يعيشها مجتمعنا يومياً، في ظل غياب الموجّه، أو قضائهم أوقات طويلة خارج المنزل بحجة إراحة المنزل من مشاكلهم، فعندما يتصرف الطفل تصرفاً يزعج الجار أو أي شخص ويتم إبلاغ الوالد بذلك يكون تصرف الأب أكثر رعونة باستخدامه لوسائل يصنفها هو أنها من وسائل العقاب، فقسوة الوالد بهدف تعديل السلوك في ظل غياب طرق التربية السليمة يكون له نتائج سلبية غير متوقعة، مضيفاً أن تطور السلوكيات السلبية قد تكون أحيانا بسبب مشاهدة الطفل لأقرانه يقومون بتصرفات سلبية ولم تتم معاقبتهم، أو محاولة تهذيب سلوكهم، فبالتالي أن اختلاط الأطفال لابد أن لا يكون بعيد عن مرأى الوالدين ومتابعتهم بالمدرسة أو في النادي أو أي مكان يذهبون إليه، وإلاّ ستظهر علامات كثيرة لا يرغب الوالدان بها غالباً مثل الكذب وعدم المبالاة والعناد وعدم الاحترام، متمنياً أن لا تكون البدائل لتصحيح السلوك جسدية أو نفسية، وذلك ما حث الدين الحنيف على اتباعه وأقرته قوانين حماية الأطفال من الأذى.
عواقب تعنيف الطفل اليوم أشد من السابق
المصدر
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..