الأحد، 28 مايو 2017

مقالات حول الموقف القطري المخزي

   هنا بعض المقالات  حول الأزمة  التي طرأت على الموقف الخليجي   تجاه  دويلة قطر  ،،  وتصريحاتها وإدعاء الإختراق

---------------------

سعيد السريحي
سعيد السريحي
من حق قطر علينا، كدولة شقيقة، أن نصدق ما يصرح به مسؤولوها من أن موقع وكالة الأنباء فيها تم اختراقه، فنسب إليها ما لم تقله، غير أن من واجب قطر علينا، كدولة صديقة، ألا نكذب إعلامها الرسمي حين يعلن عبره أميرها ما لا يكاد يخرج عن مضمون وأهداف التغريدات التي حاولت قطر نفسها أن تتبرأ منها.

وبين تغريدات تزعم قطر أنها بريئة منها وتصريحات تمثل موقفها الرسمي تركت قطر من يحملون لها الود. ونحن في السعودية منهم، ومن يتشككون في مواقفها، ونحن في السعودية منهم كذلك، في حيرة لا نكاد نستقر معها على موقف غير موقف واحد هو اعتبار ما حدث من قطر خروجا عما ينبغي للسياسة الخليجية أن تكون عليه من توافق تجاه القضايا المصيرية التي تشكل تهديدا مشتركا للمنطقة، كما يعد خروجا عما تم الإجماع عليه في مؤتمر الرياض من موقف تجاه إيران باعتبارها دولة مارقة تمثل سياستها تدخلا سافرا في شؤون جيرانها كما يمثل طعمها للجماعات والأحزاب الطائفية والإرهابية تهديدا لأمن دول المنطقة.

وإذا كان أمير قطر يرى أن ليس من الحكمة التصعيد مع إيران؛ لأن لها ثقلا إسلاميا وإقليميا، فإن الحكمة كانت تفرض عليه معرفة أن إيران هي التي اتبعت سياسة التصعيد مع جيرانها إلا إذا كان أمير قطر لم يسمع بتدخلات إيران في العراق وسوريا ولبنان، ودعمها للحوثيين في اليمن، ولم تبلغ علمه تجارب الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران على الضفة المقابلة لحدوده في الخليج العربي.

وإذا كان أمير قطر يرى أن حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني فإن الفلسطينيين أعرف منه بمن يمثلهم وجامعة الدول العربية، ولا تزال قطر عضوا فيها تعرف ما ليس يعرفه الأمير، وتعترف بمن لم يرد الاعتراف بهم ممثلين للشعب الفلسطيني.

مواقف قطر، وقناة الجزيرة تكاد تكون الناطق الرسمي باسمها، مواقف لا يكاد أحد يشك في مرجعيتها التي تتمثل في «الفكر الإخواني» الذي يتسم بالنفعية وضبابية السياسة والجمع بين الأضداد والنقائض، الفكر الإخواني الذي وجد دعاته وقياداته مرتعا خصبا لهم في قطر، لذلك كله جاز لأمير قطر أن يؤكد على حسن علاقاته بأمريكا وإيران في وقت واحد، وأن يتحدث عن علاقات جيدة مع إسرائيل وحماس في وقت واحد كذلك، وأن يشكر الملك سلمان على استقباله له في قمة الرياض وأن يرى، في خطاب الشكر نفسه، أن الإجماع الدولي على محاربة الإرهاب يشكل خطرا على قطر وعلى أمن المنطقة.

-------------------------------------------
أمير قطر
«عكاظ» (الدوحة) 
في تصريحات أثارت استهجان المراقبين، وُصفت بالمجازفة لما انضوت عليه من شقٍّ للصف العربي، عد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني «حزب الله» بأنه حزب مقاوم، وأن إيران دولة إسلامية تمثل ثقلا إقليميا لا يمكن تجاهله ــ على حد قوله، محذرا مما أسماه التصعيد معها.

وفيما امتدح أمير قطر علاقة بلاده بإسرائيل، شكك في توجهات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه قطر، واصفا إياها بغير الإيجابية، مؤكدا أن الوضع القائم لن يستمر «بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي»، وأشار إلى أن قاعدة العديد تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة. داعياً مصر، الإمارات والبحرين إلى مراجعة مواقفهم المناهضة لقطر ــ على حد تعبيره.

وأكد أمير قطر أن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها.

جاء ذلك في حديث أمير قطر بعد حفلة تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال القطري أمس (الثلاثاء)، مؤكدا أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا وإيران في وقت واحد؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

وقال: «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش». وأضاف «إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل».

وواصل حديثه قائلاً: «ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله»، داعيا الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكدا أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وشدد أمير قطر على أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي. وأشار إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره.

وعن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شاركت فيها قطر بالرياض، جدد الشيخ تميم بن حمد شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.

ودعا أمير قطر إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك، مختتما حديثه بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها.

--------------------------------

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كنا نتمنى لو انتظر أمير قطر قليلا من الوقت حتى يجف حبر توصيات مؤتمر القمة الذي حضره في الرياض قبل أن يفجر قنبلته الجديدة التي تطايرت شظاياها على دول عربية شقيقة لقطر وكان للمملكة النصيب الأكبر منها، تلميحا وتصريحا. لقد اعتدنا على المفاجآت القطرية السلبية لكننا لم نكن نتوقع مثل هذه المفاجأة الجديدة لأنها خالية من كل مبادئ السياسة وفقيرة للدبلوماسية ومنزوع منها أبسط وأدنى قواعد وأدبيات العلاقات بين الدول، ناهيكم عن الدول الشقيقة التي تشترك في مصير واحد.

لم يكن هناك أبدا أي مبرر لما قاله حاكم قطر الشيخ تميم آل ثاني في حديثه الذي تطاير صباح أمس في كل مكان، لأنه لم يرد اسم قطر بالتحديد في أي فقرة تضمنتها خطابات المتحدثين في قمة الرياض أو في بيانها الختامي، إلا إذا كان سموه قد وقع لا شعوريا ضحية لعقله الباطن فانطبقت عليه مقولة: يكاد المريب... إلخ. والأسوأ من ذلك أنه بالإضافة إلى إدانته التلقائية لسلوك قطر السياسي، فإنه دخل في حالة من التضخم ليمارس التنظير لحكام معجونة أعمارهم بكل فنون وأدبيات السياسة ويحكمون دولا أكبر وأهم عاصرت أحداثا جساما وليست زوابع في فناجين كما يحدث في قطر.

لقد دفع الخيال بالشيخ تميم إلى توهم أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة -وهو يقصد المملكة- تزامنت مع حملة تستهدف قطر، وكأن كل ما كانت المملكة تريد إنجازه من هذه الزيارة التاريخية والمؤتمر التأريخي الذي عقد خلالها هو ترتيب حملة ظالمة على قطر تستهدف ربطها بالإرهاب وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، كما يقول. بل إنه يتمادى إلى حد ادعاء معرفة أسباب هذه الحملة المزعومة والتأكيد أنها لن تنجح بسبب «التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي». بخ بخ لهذا العمق والدهاء السياسي.

بالنسبة للمملكة، فإن أمير قطر أثابه الله قد خصها بنصيحتين ثمينتين تعليقا على القمة التي عقدت فيها هي: العمل الجاد المتوازن بعيدا عن العواطف وسوء تقدير الأمور مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجددا، والثانية: ضرورة الاهتمام بالتنمية بدلا من المبالغة في صفقات الأسلحة التي تزيد التوتر في المنطقة. حسنا، أما التنمية فلا ندري ماذا رأى الأمير في زيارته للرياض، المدينة التي يفوق تعداد سكانها أضعاف أضعاف سكان قطر ومساحتها أضعاف أضعاف الدوحة، ماذا رأى في طريقه من المطار إلى قصر الضيافة فقط، نسأله رغم أنه يعرف ذلك الطريق جيدا ويعرف الرياض جيدا. وأما نصيحته بالعمل الجاد بعيدا عن العواطف وسوء تقدير الأمور فليته أول من يتمثل هذه النصيحة، فما أوقع قطر في مشاكلها مع الكثيرين سوى سوء تقدير الأمور الذي يتحدث عنه.

دعونا من كل ما سبق لنصل إلى الطامة الكبرى في حديثه التي ستجعل السياسة القطرية أضحوكة الأمم وسخرية كل ساسة العالم حتى المبتدئين منهم. يفيدنا الشيخ تميم وينصحنا ويحذرنا أيضا أن إيران قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها وليس من الحكمة التصعيد معها. إنها مفاجأة المفاجآت التي لم نكن نعرفها لولا الشيخ تميم جزاه الله خيرا. نعم فإيران هي ضامنة الاستقرار الذي ينعم به العراق ولبنان وسوريا وكذلك اليمن لأنها تنشر قوات حفظ السلام في هذه البلدان وليس الميليشيات والجواسيس والعملاء، وتغدق عليها بمنتجات العلم المفيد للبشر وليس الصواريخ والقذائف والألغام. والآن فقط بعد حديث الشيخ تميم عرفنا أن إيران لا تتدخل بوقاحة في شؤون دول الجوار ولا تحاول نشر الفوضى فيها. كل الزعماء والقادة الذين أكدوا خطر إيران في مؤتمر القمة كانوا مخطئين وظالمين لإيران عندما حذروا من ممارساتها الهوجاء ما عدا الشيخ تميم، عرّاب السياسة وفقيهها. أليس هذا فتحا سياسيا قطريا جديدا؟. وما دامت إيران ضامنة الاستقرار فمن نافلة القول أن يعتبر الشيخ تميم حزب الله رمز المقاومة وحماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وعلى هذا القياس فهو يفخر أيضا بعلاقة قطر مع إسرائيل ويمتدحها.

يا سمو الأمير:

إن المرء ليحزن أشد الحزن على هذا الانتحار السياسي المستمر لدولة شقيقة والذي كلفها خسارات متوالية وسينتهي بها إلى العزلة التي لن تنقذها منها إيران ولا التنظيمات الإرهابية التي تحتضنها وتدعمها والتي تصر على عدم تصنيفها كذلك رغم اتفاق الجميع على أنها كذلك. لم نشاهد أسامة بن لادن للمرة الأولى بعد كارثة 11 سبتمبر إلا في قناة الجزيرة التي استمرت بعد ذلك منبره الإعلامي ومنبر كل الإرهابيين والمنشقين والمخربين والعملاء من بعده، ويستحيل أن يتم ذلك دون ضوء أخضر ورعاية حكومية. لقد تآمرت قطر مؤامرات فاضحة وكريهة لكنها ضحلة وبدائية ومكشوفة في أماكن كثيرة وعلى أقرب الأقربين لها، وحاول الكبار ستر عورتها ونصحها بعدم العودة لكنها تصر على الاستمرار مثل الأخ الصغير العاق الذي لا يسمع النصيحة، لكن هذه المرة تجاوز الأخ الصغير كل الحدود وإذا لم يتم إنقاذه من نفسه فإن نهايته سيئة جدا.

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

الاختراق في قطر… محاولة للفهم

فيروس «الإخوان» يـخـترق قطـر

قطر والإخوان و«الجزيرة».. القصة من البداية

ماذا جاء في وثائق أسامة بن لادن عن قطر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..