لماذا يصاب المحامون بالاكتئاب؟!

(مترجم) لماذا يصاب المحامون بالاكتئاب؟!
تأثير Tetris في العمل

ممارسي المحاماة عرضة للاكتئاب ٣.٦ مرات أضعاف غيرهم!
لماذا يحدث ذلك؟  ماذا يجب أن نتعلم من هذه النسبة؟  وكيف يمكننا تطبيق ذلك لنحظى بحياة سعيدة سواءً كنت محامي أم لا؟
الآن، على عكس

الفكر السائد بأن المحامين عرضة أكثر للطلاق مقارنة بغيرهم، هناك نسب تشير إلى خوف الناس من المحامي لارتباطه بالطلاق، لكن حياة المحامين الزوجية ليست كذلك.
لكن بالنظر إلى الأرقام .. المحامين عرضة للاكتئاب ٣.٦ أضعاف غيرهم!
لماذا يحدث ذلك؟
ربما تعتقد أن ذلك مرتبط بساعات العمل الطويلة أو التوتر أو طبيعة العمل أو الطموح، أو أمور أخرى مشابهه.
لكن حتى عندما توازن بين هذه العوامل، الاكتئاب مازال موجوداً!
لذا، لماذا يحدث ذلك؟
قبل أن نتحدث لماذا يحدث ذلك؟
يجب عليك فهم ماذا يحدث في عقولنا
لزمن طويل اعتقد العلماء بأن عقل الإنسان ثابت لا يتغير
لكن الدراسات الحديثة أثبتت العكس، كلما مارست عمل معين بشكل منتظم ومستمر نمى جزء من عقلك
لذا، أريد أن أعرفكم على تجربة ( تأثير Tetris ) وارتباطها بسؤالنا: لماذا يصاب المحامين بالاكتئاب؟!

سميت بذلك لأن العلماء اكتشفوا أن من يلعب Tetris لساعات طويلة عندما يسير في الطرقات وينظر إلى الأبنية، يبدأ بتخيلها أشكال كما في اللعبة ويتخيل "لو تحرك المبنى إلى اليمين قليلاً أو إذا قلب" مثلاً كما لو أن العالم الواقعي تحول إلى لعبة.
وذلك نظراً لساعات لعبهم الطويلة فقد غيروا أدمغتهم وطريقة تفكيرهم
حسناً، ما علاقة ذلك بالمحامي؟
كمحامي، بماذا تعود عقلك؟
تبدأ تعود عقلك على تصيد الأخطاء، وتعود عقلك غالباً على المجادلة مع الناس أو اكتشاف كذبهم، أو مع الأسف حتى وأنت تعلم بصدق شخص ما تجادله على أي حال وتجعله يظهر بمظهر سيء أو تثبت انك على حق حتى وأنت تعلم بأنك على خطأ!
أخيراً، الساعات المدفوعة
اذا كنت تعمل في شركة محاماة كبيرة وكانت ساعات عملك محسوبة بالمال
ستتساءل دائماً ما إذا كنت ستتقاضى لقاء هذا العمل أو هل غداء العمل سيتم حسابه ضمن الساعات المدفوعة؟
الآن فكر في الأمور السابقة
تقضي في المكتب١٠-١٢ساعة في اليوم ثم تعود إلى المنزل
هل سيكون من السهل تجاهل ما اعتاد العقل عليه؟
لا، وبالتأكيد لا!
ما تم اكتشافه هو أن المحامين معرضين للكثير من المشاكل الأسرية والزوجية
لأنهم عودوا عقولهم على التركيز على تصيد الأخطاء، المجادلة ..
من المهم كمحامي أن تبدأ في التفكير بقيمة وقتك
أنك لا تضيع وقتك، كأن تفكر ( ساعتي تقدر بألف دولار )
فتنظم يومك بناءً على ذلك، وهذا أمر عظيم في بيئة العمل
لكن ما يحدث عندما تحاول فصل العمل عن حياتك الاجتماعية
يصبح من الصعب أن تقضي مزيد من الوقت مع الآخرين، مع اطفالك، مع اصدقاءك
في عقلك الباطن ستفكر أن الغداء معهم لن يكلفك عشرين دولار فقط، بل سيكلفك مئتين وسبعين دولار؛ وذلك لأنك لو كنت مع عميل الآن هذا هو المبلغ الذي ستكسبه.
مع الأسف من الصعب تجنب هذه الفكرة
لذا مجدداً أنت تعود عقلك على التفكير بطريقة معينة في سياق العمل
وهو أمر جداً صعب أن تتوقف عن هذه الطريقة من التفكير
لذا، ما هو الحل؟
أول خطوة وأسهلها هو الوعي بالمشكلة
ستبدأ بملاحظة هذا النمط من التفكير.
ربما عندما تخرج مع اصدقاءك ستراودك افكار مثل (لو كنت اعمل الآن ل ..) ستلاحظ فتوقف هذه الأفكار
ابدأ بتعويد عقلك على رؤية الأمور الإيجابية
من أسهل التمارين هي (قائمة الامتنان)
تعد قائمة بالأمور التي أسعدتك في هذا اليوم، كثير من الناس يقومون بها بشكل يومي، وهي جداً فعّالة في تحسين تفكيرك.
تقوم بإعداد قائمة بخمي أمور أسعدتك في هذا اليوم، وما تقوم به فعلاً هو تعويد عقلك على تصيّد الأمور السعيدة؛ لأنك ستعد قائمة بها في نهاية اليوم.
بالنسبة لسلوك (الوقت هو المال) والذي تأثيره جداً سيء على العلاقات
ما وجدته – شخصياً – هو أنه لا بد من تعديل الفكرة المرسخة في عقولنا بأننا نستطيع العمل دائماً وفي أي وقت
لأن ذلك سيجعلك غير صبور مع الآخرين، وسيسرق منك جمال اللحظة لأنك ستفكر دائماً (كان بإمكاني العمل الآن)
الحل هو: تغيير اعتقادك وذلك بإدراكك أن لديك طاقة عمل محدودة 6 – 8 ساعات في اليوم.
لذا إذا لم أسترح في نهاية الأسبوع فلن أعيد شحن طاقتي وعملي سيسوء الأسبوع التالي!

المصدر:
Why Are LAWYERS SO DEPRESSED?! Tetris Effect in Action
 

ترجمة بتصرف/
الشيماء بنت حاتم الظاهري