الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده أما بعد :
محمد متولي الشعراوي : انبهر كثير من الناس بدروسه و خاصة في تفسير كتاب الله ، لا سيما و هم صاحب لسان طلق ، و صاحب بلاغيات ، و الغالبية العظمى لا يعرفون عن الرجل شيئا، سواءا عن معتقده، أو سلوكه، أو منهجه .
فأحببت أن أنقل لكم بعض من المزالق الخطرة التي وقع فيها الرجل و مما بينه علماء أهل السنة رحمهم الله.
و الموضوع في حاجة لوقت كبير و بحث واسع و لضيق الوقت سأكتفي بالإشارة لمعظم المزالق ثم التفصيل في أهمها.
و ألخص ذلك في ما يلي:
1-أنه يُطوِّع تفسير القرآن لشطحات الصوفية.
2-من أبرز آرائه في العقيدة، أنه يقرِّر أن الله في كل مكان، وأن قرب الله قرب من القلب.
3-يجيز الشعراوي الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، وكذلك يجيز تقبيل المقاصير المقامة حول تلك الأضرحة.
4-يجيز التوسل بالصالحين.
5-يفسِّر القرآن برأيه.
6-لا يفرِّق بين حديث صحيح ولا غيره، بل نجده يستدل بالأحاديث الموضوعة وما لا أصل لها.
زعمه: أن الله في كل مكان
قال الشعراوي في كتاب ((من فيض الرحمن في معجزة القرآن)) (ص294):
"أما حديث الله سبحانه وتعالى فقد تم في مكان المعجزة، أو مكان الآيات التي أراد الله أن يكشف عنها لرسله، فكشف الله لموسى آياته الكبرى في الأرض؛ وكلمه وهو على الأرض، وكشف الله لمحمد عليه السلام آياته الكبرى في الملكوت الأعلى؛ وكلمه عند سدرة المنتهى، والله موجود في كلا المكانين، وفي كل مكان وزمان، ومن هنا فإن الحديث لم يكن مرتبطاً بتحديد مكان الله سبحانه وتعالى، فهو موجود في الأرض وموجود في السماء.......
كلام موسى على الأرض، وكلام محمد في الملكوت الأعلى إنما أعطانا البرهان والدليل على أنه موجود في كل مكان..."
وقال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص299):
"أن الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان يكلم نبياً وهو على الأرض، ويكلم نبيه وهو عند سدرة المنتهى، ولو كان الله سبحانه وتعالى موجوداً في السموات وحدها ما كلم نبياً له على الأرض، ولو كان موجوداً في الأرض وحدها ما كلم نبياً عند سدرة المنتهى".
و الشعراوي يفسر قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى أي استولى !!!!!
أقول : عقيدة أهل السنة و الجماعة السلف الصالح خلاف ذلك و إنما هذه عقيدة الجهمية و المعتزلة و أهل الحلول من غلاة الصوفية !!
أما نحن معشر أهل السنة فنعتقد أن الله في السماء مستو على عرشه كما يليق بجلاله و الأدلة من الكتاب و السنة كثيرة جدا
قال تعالى: اقرأ باسم ربك الأعلى
قال تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب
قال تعالى: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
قال تعالى : الرحمن على العرش استوى
قال أهل الحديث : أي علا
و في الحديث الصحيح : ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
و في حديث الجارية : قالت: إن الله في السماء
و قد جمع الإمام الذهبي كتابا كبيرا جمع فيه أقوال مئات الأئمة من أهل السنة أن الله في السماء على العرش استوى.و سماه : العلو للعلي العظيم
كلامه في السحر
قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص17) -في كلامه على سجود سحرة فرعون-: "فلما رأوا معجزة موسى كانوا أقدر الناس على فهمها والسجود لها".
أقول: السجود للمعجزة كفر، والسحرة إنما سجدوا لله.
وقال بعد ذلك: "وخروا ساجدين لله". وهذا صواب.
ثم قال: "فإذا بهم أول من يسجد لهذا الدين". وهذا خطأ؛ فليس السجود للدين، وإنما هو لله.
وقال: "فجاء موسى عليه السلام بمعجزة السحر، وتحدى قومه".
أقول: الذي جاء به موسى -عليه السلام- ليس سحراً، وإنما هو آيات من آيات الله -عز وجل-، وقد سماها الله آيات بينات ولم يسمها سحراً؛ قال تعالى: {فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى..الآية}، وقال تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا..الآية}.
ولذلك فقول الشعراوي في (ص28): "وأعطى السحر لموسى فغلب السحرة"!!، وهذا كفر؛ وإذا كان الله ذم السحر والسحرة، فكيف يعطيه نبيه ويجعله ساحراً ؟!!
قال ابن كثير –رحمه الله-: "قال كثير من العلماء بعث الله كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة، فبعث الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحّار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام، وصاروا من عباد الله الأبرار..الخ".
تفسيره القرآن برأيه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن برأيه، أو بـما لا يعلم فليتبوأ مقعـده من النار))(1)، ولو نظرنا وبأدنى تأمل إلى مؤلفات الشعراوي لوجدنا أنه لا يعتمد في تفسيره على نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو التابعين، ولا يذكر عالماً من علماء المسلمين، ولا أثراً من آثارهم، وإنما يقول في القرآن برأيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن ذلك كتاب ((من فيض الرحمن في معجزة القرآن)) الذي بلغت صفحاته (450) صفحة، والأمثلة على ذلك كثيرة، مضى بعضها، ويأتي بعض آخر في ثنايا هذا البحث -إن شاء الله-. ومنها مثلاً ما قاله الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص174): "وتمضي الآيات الكريمة فتقول: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وهنا يريد الله سبحانه وتعالى أن يؤكد لنا أنه لا يعطي الشفاعة إلا من أذن له، أي أنه سبحانه وتعالى يريد أن يقول: لا تخف من أي إنسان في الدنيا مهما كان ظالماً، ولا تخش أحداً مهما كان جباراً، فهؤلاء جميعاً ليس لهم شفاعة عندى حتى أمكنهم منك، ولكن الذي له الشفاعة عندي هو من آذن له، ومن يأذن له الله يجب أن يكون قريباً من الله وكل ظالم أو جبار في الأرض هو بعيد عن الله سبحانه وتعالى".
أقول: هكذا يفسِّر الشعراوي الشفاعة برأيه، ويجعلها من الأمور الدنيوية، وأصغر طلبة العلم يعرف المراد بالشفاعة، وأنها في الآخرة، ولا تكون إلا لأهل التوحيد، وأن الآية جاءت إنكاراً على المشركين أن ينتفعوا بشفاعة الشافعين يوم القيامة.
قال شيخ الإسلام: "ومقصود القرآن بنفي الشفاعة نفي الشرك؛ وهو أن أحداً لا يعبد إلا الله، ولا يدعو غيره، ولا يسأل غيره، ولا يتوكل على أحد في أن يرزقه، وإن كان يأتيه برزقه بأسباب، كذلك ليس له أن يتوكل على غير الله في أن يغفر له ويرحمه في الآخرة وإن كان الله يغفر له ويرحمه بأسباب من شفاعة وغيرها.
فالشفاعة التي نفاها القرآن مطلقاً ما كان فيها شرك، وتلك منتفية مطلقاً، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وتلك قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص، فهي في التوحيد، ومستحقيها أهل التوحيد".
ومنها ما قال في ((من فيض الرحمن)) (ص182) عند ذكره قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال..الآية}، "الأمانة هنا معناها حرية الاختيار دون أي ضغط خارجي".
أقول: هكذا يفسِّر القرآن برأيه، والذي ذكره المفسرون غير ذلك، فيروى عن ابن عباس: أنها الفرائض، وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك والحسن البصري. كما نقله ابن كثير في ((التفسير)).
الشعراوي والحديث
ومن الأمثلة كتاب ((الدعاء المستجاب)) للشيخ الشعراوي؛ الذي لم يخرج ولم يحقق أحاديثه؛ ولذلك جاءت في الكتاب أحاديث ضعيفة وموضوعة وباطلة، وأحاديث لا أصل لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: في (88) قال: "فقد تتحول إلى عبد رباني تقول للشيء كن فيكون، جاء في الحديث القدسي الشريف: ((عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً؛ تقول للشيء كن فيكون))".
هذا حديث لا أصل له، وكذب وافتراء على الله لأن الكلمة الكونية في قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}[يس/82]؛ هي من حق الله، ولا يملكها غيره، وعلامات الوضع ظاهرة عليه كما في ((المنار المنيف)) فصل (14) ح(143)، وكذا في ((تدريب الراوي)) (1/277)
قال في كتاب ((من فيض الرحمن)) (ص97): "فالرسول الذي لا ينطق عن الهوى قال هذا الحديث وهو يعرف أن ما فيه سوف يتأكد في التطبيق الكوني، قال هذا الحديث: ((من أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر(8))) وأنا أكررها حتى نحفظها جيداً، وحتى نجعلها دستوراً لنا في حياتنا".
قلت: هذا الحديث الذي توهَّم الشيخ أنه حديث وأخذ يكرره حتى يحفظه الناس؛ ليكون دستوراً لهم، حديث (غير صحيح)، وإذا بنيت عليه خواطر فتكون غير صحيحة.
و الأمثلة كثيرة جدا لا تحصر !!
جهالات متنوعة
أولاً: قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص42): "كما أن القرآن كلام الله الذي بدأه مع آدم، والذي أساس العلم البشري كله".
أقول: من قال للشعراوي أن القرآن بدأه الله مع آدم، وأجهل الناس يعلم أن القرآن بدأه الله مع محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزله عليه.
ثانياً: قال الشعراوي في (ص54) -عن القرآن-: "مادته ليست من جنس أعلى من مادة البشر".
أقول: القرآن كلام الله، ولا يجوز أن يُطلق عليه اسم المادة؛ لأن المادة تُطلق على الأشياء المخلوقة، ولذلك إطلاق هذه اللفظة على القرآن (المادة قرآن، ومادة القرآن) فهو خطأ فاحش.ثالثا: قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص436): "ولكنك إذا واجهته يعني الشيطان وأنت ملتحم بالله فلا يستطيع أن يقدر عليك".
أقول: هذا التعبير يناسب زعمه أن الله في كل مكان، بل ترجمة له وإلا فكيف يقول: وأنت ملتحم بالله، ومما يزيد ذلك وضوحاً، وأنه يريد بالالتحام الملاصقة، قوله عن الملك الذي يأتي بالوحي في (ص372): "بل إن الوحي نفسه من طلاقة القدرة وأن يلتحم الملك بإنسان ليتم تبليغ القرآن الكريم".
الشعراوي والقبور و التوسل بالصالحين
:وجَّه رئيس تحرير ((مجلة المجاهد)) عدد شهر ذي الحجة 1401هـ. أسئلة إلى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي:
"السؤال الأول يدور حول الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، وقد أجاز فضيلته الصلاة في تلك المساجد.
والسؤال الثاني أجاز فيه تقبيل المقاصير المقامة حول تلك الأضرحة".
والسؤال الثالث أجاز فيه التوسل بالأولياء والصالحين.
و هذا لا يخفى على موحد مخالفته للتوحيد الخالص .
محمد متولي الشعراوي : انبهر كثير من الناس بدروسه و خاصة في تفسير كتاب الله ، لا سيما و هم صاحب لسان طلق ، و صاحب بلاغيات ، و الغالبية العظمى لا يعرفون عن الرجل شيئا، سواءا عن معتقده، أو سلوكه، أو منهجه .
فأحببت أن أنقل لكم بعض من المزالق الخطرة التي وقع فيها الرجل و مما بينه علماء أهل السنة رحمهم الله.
و الموضوع في حاجة لوقت كبير و بحث واسع و لضيق الوقت سأكتفي بالإشارة لمعظم المزالق ثم التفصيل في أهمها.
و ألخص ذلك في ما يلي:
1-أنه يُطوِّع تفسير القرآن لشطحات الصوفية.
2-من أبرز آرائه في العقيدة، أنه يقرِّر أن الله في كل مكان، وأن قرب الله قرب من القلب.
3-يجيز الشعراوي الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، وكذلك يجيز تقبيل المقاصير المقامة حول تلك الأضرحة.
4-يجيز التوسل بالصالحين.
5-يفسِّر القرآن برأيه.
6-لا يفرِّق بين حديث صحيح ولا غيره، بل نجده يستدل بالأحاديث الموضوعة وما لا أصل لها.
زعمه: أن الله في كل مكان
قال الشعراوي في كتاب ((من فيض الرحمن في معجزة القرآن)) (ص294):
"أما حديث الله سبحانه وتعالى فقد تم في مكان المعجزة، أو مكان الآيات التي أراد الله أن يكشف عنها لرسله، فكشف الله لموسى آياته الكبرى في الأرض؛ وكلمه وهو على الأرض، وكشف الله لمحمد عليه السلام آياته الكبرى في الملكوت الأعلى؛ وكلمه عند سدرة المنتهى، والله موجود في كلا المكانين، وفي كل مكان وزمان، ومن هنا فإن الحديث لم يكن مرتبطاً بتحديد مكان الله سبحانه وتعالى، فهو موجود في الأرض وموجود في السماء.......
كلام موسى على الأرض، وكلام محمد في الملكوت الأعلى إنما أعطانا البرهان والدليل على أنه موجود في كل مكان..."
وقال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص299):
"أن الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان يكلم نبياً وهو على الأرض، ويكلم نبيه وهو عند سدرة المنتهى، ولو كان الله سبحانه وتعالى موجوداً في السموات وحدها ما كلم نبياً له على الأرض، ولو كان موجوداً في الأرض وحدها ما كلم نبياً عند سدرة المنتهى".
و الشعراوي يفسر قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى أي استولى !!!!!
أقول : عقيدة أهل السنة و الجماعة السلف الصالح خلاف ذلك و إنما هذه عقيدة الجهمية و المعتزلة و أهل الحلول من غلاة الصوفية !!
أما نحن معشر أهل السنة فنعتقد أن الله في السماء مستو على عرشه كما يليق بجلاله و الأدلة من الكتاب و السنة كثيرة جدا
قال تعالى: اقرأ باسم ربك الأعلى
قال تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب
قال تعالى: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
قال تعالى : الرحمن على العرش استوى
قال أهل الحديث : أي علا
و في الحديث الصحيح : ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
و في حديث الجارية : قالت: إن الله في السماء
و قد جمع الإمام الذهبي كتابا كبيرا جمع فيه أقوال مئات الأئمة من أهل السنة أن الله في السماء على العرش استوى.و سماه : العلو للعلي العظيم
كلامه في السحر
قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص17) -في كلامه على سجود سحرة فرعون-: "فلما رأوا معجزة موسى كانوا أقدر الناس على فهمها والسجود لها".
أقول: السجود للمعجزة كفر، والسحرة إنما سجدوا لله.
وقال بعد ذلك: "وخروا ساجدين لله". وهذا صواب.
ثم قال: "فإذا بهم أول من يسجد لهذا الدين". وهذا خطأ؛ فليس السجود للدين، وإنما هو لله.
وقال: "فجاء موسى عليه السلام بمعجزة السحر، وتحدى قومه".
أقول: الذي جاء به موسى -عليه السلام- ليس سحراً، وإنما هو آيات من آيات الله -عز وجل-، وقد سماها الله آيات بينات ولم يسمها سحراً؛ قال تعالى: {فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى..الآية}، وقال تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا..الآية}.
ولذلك فقول الشعراوي في (ص28): "وأعطى السحر لموسى فغلب السحرة"!!، وهذا كفر؛ وإذا كان الله ذم السحر والسحرة، فكيف يعطيه نبيه ويجعله ساحراً ؟!!
قال ابن كثير –رحمه الله-: "قال كثير من العلماء بعث الله كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة، فبعث الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحّار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام، وصاروا من عباد الله الأبرار..الخ".
تفسيره القرآن برأيه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن برأيه، أو بـما لا يعلم فليتبوأ مقعـده من النار))(1)، ولو نظرنا وبأدنى تأمل إلى مؤلفات الشعراوي لوجدنا أنه لا يعتمد في تفسيره على نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو التابعين، ولا يذكر عالماً من علماء المسلمين، ولا أثراً من آثارهم، وإنما يقول في القرآن برأيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن ذلك كتاب ((من فيض الرحمن في معجزة القرآن)) الذي بلغت صفحاته (450) صفحة، والأمثلة على ذلك كثيرة، مضى بعضها، ويأتي بعض آخر في ثنايا هذا البحث -إن شاء الله-. ومنها مثلاً ما قاله الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص174): "وتمضي الآيات الكريمة فتقول: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وهنا يريد الله سبحانه وتعالى أن يؤكد لنا أنه لا يعطي الشفاعة إلا من أذن له، أي أنه سبحانه وتعالى يريد أن يقول: لا تخف من أي إنسان في الدنيا مهما كان ظالماً، ولا تخش أحداً مهما كان جباراً، فهؤلاء جميعاً ليس لهم شفاعة عندى حتى أمكنهم منك، ولكن الذي له الشفاعة عندي هو من آذن له، ومن يأذن له الله يجب أن يكون قريباً من الله وكل ظالم أو جبار في الأرض هو بعيد عن الله سبحانه وتعالى".
أقول: هكذا يفسِّر الشعراوي الشفاعة برأيه، ويجعلها من الأمور الدنيوية، وأصغر طلبة العلم يعرف المراد بالشفاعة، وأنها في الآخرة، ولا تكون إلا لأهل التوحيد، وأن الآية جاءت إنكاراً على المشركين أن ينتفعوا بشفاعة الشافعين يوم القيامة.
قال شيخ الإسلام: "ومقصود القرآن بنفي الشفاعة نفي الشرك؛ وهو أن أحداً لا يعبد إلا الله، ولا يدعو غيره، ولا يسأل غيره، ولا يتوكل على أحد في أن يرزقه، وإن كان يأتيه برزقه بأسباب، كذلك ليس له أن يتوكل على غير الله في أن يغفر له ويرحمه في الآخرة وإن كان الله يغفر له ويرحمه بأسباب من شفاعة وغيرها.
فالشفاعة التي نفاها القرآن مطلقاً ما كان فيها شرك، وتلك منتفية مطلقاً، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وتلك قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص، فهي في التوحيد، ومستحقيها أهل التوحيد".
ومنها ما قال في ((من فيض الرحمن)) (ص182) عند ذكره قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال..الآية}، "الأمانة هنا معناها حرية الاختيار دون أي ضغط خارجي".
أقول: هكذا يفسِّر القرآن برأيه، والذي ذكره المفسرون غير ذلك، فيروى عن ابن عباس: أنها الفرائض، وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك والحسن البصري. كما نقله ابن كثير في ((التفسير)).
الشعراوي والحديث
ومن الأمثلة كتاب ((الدعاء المستجاب)) للشيخ الشعراوي؛ الذي لم يخرج ولم يحقق أحاديثه؛ ولذلك جاءت في الكتاب أحاديث ضعيفة وموضوعة وباطلة، وأحاديث لا أصل لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: في (88) قال: "فقد تتحول إلى عبد رباني تقول للشيء كن فيكون، جاء في الحديث القدسي الشريف: ((عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً؛ تقول للشيء كن فيكون))".
هذا حديث لا أصل له، وكذب وافتراء على الله لأن الكلمة الكونية في قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}[يس/82]؛ هي من حق الله، ولا يملكها غيره، وعلامات الوضع ظاهرة عليه كما في ((المنار المنيف)) فصل (14) ح(143)، وكذا في ((تدريب الراوي)) (1/277)
قال في كتاب ((من فيض الرحمن)) (ص97): "فالرسول الذي لا ينطق عن الهوى قال هذا الحديث وهو يعرف أن ما فيه سوف يتأكد في التطبيق الكوني، قال هذا الحديث: ((من أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر(8))) وأنا أكررها حتى نحفظها جيداً، وحتى نجعلها دستوراً لنا في حياتنا".
قلت: هذا الحديث الذي توهَّم الشيخ أنه حديث وأخذ يكرره حتى يحفظه الناس؛ ليكون دستوراً لهم، حديث (غير صحيح)، وإذا بنيت عليه خواطر فتكون غير صحيحة.
و الأمثلة كثيرة جدا لا تحصر !!
جهالات متنوعة
أولاً: قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص42): "كما أن القرآن كلام الله الذي بدأه مع آدم، والذي أساس العلم البشري كله".
أقول: من قال للشعراوي أن القرآن بدأه الله مع آدم، وأجهل الناس يعلم أن القرآن بدأه الله مع محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزله عليه.
ثانياً: قال الشعراوي في (ص54) -عن القرآن-: "مادته ليست من جنس أعلى من مادة البشر".
أقول: القرآن كلام الله، ولا يجوز أن يُطلق عليه اسم المادة؛ لأن المادة تُطلق على الأشياء المخلوقة، ولذلك إطلاق هذه اللفظة على القرآن (المادة قرآن، ومادة القرآن) فهو خطأ فاحش.ثالثا: قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص436): "ولكنك إذا واجهته يعني الشيطان وأنت ملتحم بالله فلا يستطيع أن يقدر عليك".
أقول: هذا التعبير يناسب زعمه أن الله في كل مكان، بل ترجمة له وإلا فكيف يقول: وأنت ملتحم بالله، ومما يزيد ذلك وضوحاً، وأنه يريد بالالتحام الملاصقة، قوله عن الملك الذي يأتي بالوحي في (ص372): "بل إن الوحي نفسه من طلاقة القدرة وأن يلتحم الملك بإنسان ليتم تبليغ القرآن الكريم".
الشعراوي والقبور و التوسل بالصالحين
:وجَّه رئيس تحرير ((مجلة المجاهد)) عدد شهر ذي الحجة 1401هـ. أسئلة إلى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي:
"السؤال الأول يدور حول الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، وقد أجاز فضيلته الصلاة في تلك المساجد.
والسؤال الثاني أجاز فيه تقبيل المقاصير المقامة حول تلك الأضرحة".
والسؤال الثالث أجاز فيه التوسل بالأولياء والصالحين.
و هذا لا يخفى على موحد مخالفته للتوحيد الخالص .
سبّ الشعراوي لعلماء السنة ووصفهم بأنهم أغبياء
في استدلاهم بحديث( لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
وقوله : أن المساجد التي فيها قبور لا شئ فيها.
من هنا
أو
https://sites.google.com/site/sharkawy14282/SHA3RAWY.mp3?attredirects=0في استدلاهم بحديث( لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
وقوله : أن المساجد التي فيها قبور لا شئ فيها.
من هنا
أو
---
صوفية الشعراوي و النور المحمدي - وثائق
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ومن والاه واقتدى بهداه
اما بعد,
كل يوم اكتشف أشياء جديدة و تتغير نظرتي في أشياء وأعلم مدى جهل البعض و تقصير البعض و ضعف البعض الاخر و أيضا قلة حيلة البعض. وأكثر ما يثير استيائي جهل من يمسك الآلة الاعلامية كائنا من كان خاصة ممن ينتسب لأهل السنة فيكون كل همه النشر ولا يهم لمن .
ويزداد غيظي كلما أتخيل شبح دعاء الاموات يقترب مني فترى شقيقا أو حبيبا أو صديقا يمد نظره الى السماء لا ليدعو الله تعالى بل ليدعو البدوي أو الجيلاني أو الدسوقي أو السيدة زينب أو كائنا من كان من الاموات طالبا منه أو منها حاجة من الحوائج.
و السبب هو التصوف اللعين و الذي هو اليوم عبادة قبور سخيفة فبسبب التصوف ومن يحمله قد يدخل الى بيتك بمجرد ضغطة زر من قناة أو بنقرة على الفأرة في موقع من المواقع. والسبب أن من تحبهم ربما تأثروا بشخصية لا تجد من ينبهك على انحرافاتها عن السنة وهذه الشخصية يستخدمها دعاة عبادة القبور اليوم كمصيدة لاصطياد المزيد من الجهلة والمغفلين.
ومن اعتقادات الصوفية عقيدة باطلة شرعا وعقلا مبنية على أحاديث موضوعة أستغرب كيف تنطلي على من ينتسب الى اهل العلم فضلا عمن له أدنى اثارة من علم. وبين يديكم الادلة على اعتقاد الشعراوي في النور المحمدي !!! تلك الشخصية الغارقة في التصوف والرابط في الاسفل يبين ذلك
غلاف كتاب الشعراوي : أنت تسأل و الاسلام يجيب
فتوى الشعراوي: القران نور و محمد (صلى الله عليه وسلم) نور
فتوى الشعراوي بخصوص انعدام ظل للرسول (صلى الله عليه وسلم)
فتوى الشعراوي بخصوص النور المحمدي وبدء الخليقة
==========
فتوى
=============
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم نوراً أم بشراً ؟
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم نوراً ، أم بشراً ، وهل صحيح أنه لم يكن له ظل حتى وإن كان في الضوء ؟.
الحمد لله
نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين ، وهو بشر من بني آدم ، وُلِد
من أبوين ، يأكل الطعام ويتزوج النساء ، يجوع ويمرض ، ويفرح ويحزن ، ومن
أظهر مظاهر بشريته أن الله سبحانه توفاه كما يتوفى الأنفس ، ولكن الذي يميز
النبي صلى الله عليه وسلم هو النبوة والرسالة والوحي .
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .
وحال النبي صلى الله عليه وسلم في بشريته هو حال جميع الأنبياء والمرسلين .
قال الله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) الأنبياء/8 .
وقد أنكر الله على الذين تعجبوا من بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان/7 .
فلا يجوز تجاوز ما يقرره القرآن الكريم من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبشريته ، ومن ذلك : أنه لا يجوز وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه نور أو لا ظل له ، أو أنه خلق من نور ، بل هذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لاْ تُطْرُونِيْ كَمَا أُطرِيَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوْا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6830) .
وقد ثبت أن الملائكة هي التي خلقت من نور ، وليس أحد من بني آدم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُور ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم ) رواه مسلم (2996) . قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (458) :
" وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) ! ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور ، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور ، دون آدم وبنيه ، فتـنبّه ولا تكن من الغافلين " انتهى . وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي : هنا في الباكستان علماء فرقة ( البريلوية ) يعتقدون أنه لا ظل للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا دلالة على عدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم . هل هذا الحديث صحيح . ليس الظل للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجابت : " هذا القول باطل ، مناف لنصوص القرآن والسنة الصريحة الدالة على أنه صلوات الله وسلامه عليه بشر لا يختلف في تكوينه البشري عن الناس ، وأن له ظلا كما لأي إنسان ، وما أكرمه الله به من الرسالة لا يخرجه عن وصفه البشري الذي خلقه الله عليه من أم وأب ، قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوْحَى إِلَيَّ ) الآية ، وقال تعالى : ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) الآية .
أما ما يروى من أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله ، فهو حديث موضوع " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/464) .
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .
وحال النبي صلى الله عليه وسلم في بشريته هو حال جميع الأنبياء والمرسلين .
قال الله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) الأنبياء/8 .
وقد أنكر الله على الذين تعجبوا من بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان/7 .
فلا يجوز تجاوز ما يقرره القرآن الكريم من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبشريته ، ومن ذلك : أنه لا يجوز وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه نور أو لا ظل له ، أو أنه خلق من نور ، بل هذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لاْ تُطْرُونِيْ كَمَا أُطرِيَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوْا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6830) .
وقد ثبت أن الملائكة هي التي خلقت من نور ، وليس أحد من بني آدم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُور ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم ) رواه مسلم (2996) . قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (458) :
" وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) ! ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور ، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور ، دون آدم وبنيه ، فتـنبّه ولا تكن من الغافلين " انتهى . وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي : هنا في الباكستان علماء فرقة ( البريلوية ) يعتقدون أنه لا ظل للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا دلالة على عدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم . هل هذا الحديث صحيح . ليس الظل للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجابت : " هذا القول باطل ، مناف لنصوص القرآن والسنة الصريحة الدالة على أنه صلوات الله وسلامه عليه بشر لا يختلف في تكوينه البشري عن الناس ، وأن له ظلا كما لأي إنسان ، وما أكرمه الله به من الرسالة لا يخرجه عن وصفه البشري الذي خلقه الله عليه من أم وأب ، قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوْحَى إِلَيَّ ) الآية ، وقال تعالى : ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) الآية .
أما ما يروى من أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله ، فهو حديث موضوع " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/464) .
-
تصوف الشيخ محمد متولي الشعراوي الطريقة الهبرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا من الناس من يرد حقيقة ان الشعراوي كان صوفيا. يحتجون بأنه لم يقل أبدا انا صوفي. انقل لكم ما وجدته في احد المنتديات. طبعا الحب أعمى! عندما تأتي له بالدليل يقول لك "وماذا في ذلك يا اخي!". المسألة ليس صوفي أو غير صوفي المسألة حب أعمى.
على أية حال ليس هذا موضع النقد. وانما هنا لاظهار الحقيقة فقط. أما أيش فيها لو كان صوفي أو لا فتلك قصة أخرى والكل يعرف ما هي الصوفية.
الشيخ الشعراوي له اعتقاد في القبور و يصف مخالفيه من اهل السنة بالغباء في معرض دفاعه عن القبور. وذلك موجود على اليوتوب.
المهم مع النقل كما هو:
كلنا نعلم يا أحباب أن الشيخ الشعراوي رحمة الله كان صوفياً عالماً عاملاً، فقد أخذ الطريقة الهبريه عن سيدي الإمام بلقايد عندما كان في الجزائر، وهذه قصيدة سيدي محمد متولي الشعراوي في شيخه سيدي بلقايد قدس الله سرهما يمدحه فيها ويبين فضلة، هذا الموضوع أحببت أن تستمتعوا معي به، وهناك بعض الصور لسيدي الشعراوي مع سيدي بلقايد، (لاحظوا النور يا أحباب):
كثيرا من الناس من يرد حقيقة ان الشعراوي كان صوفيا. يحتجون بأنه لم يقل أبدا انا صوفي. انقل لكم ما وجدته في احد المنتديات. طبعا الحب أعمى! عندما تأتي له بالدليل يقول لك "وماذا في ذلك يا اخي!". المسألة ليس صوفي أو غير صوفي المسألة حب أعمى.
على أية حال ليس هذا موضع النقد. وانما هنا لاظهار الحقيقة فقط. أما أيش فيها لو كان صوفي أو لا فتلك قصة أخرى والكل يعرف ما هي الصوفية.
الشيخ الشعراوي له اعتقاد في القبور و يصف مخالفيه من اهل السنة بالغباء في معرض دفاعه عن القبور. وذلك موجود على اليوتوب.
المهم مع النقل كما هو:
كلنا نعلم يا أحباب أن الشيخ الشعراوي رحمة الله كان صوفياً عالماً عاملاً، فقد أخذ الطريقة الهبريه عن سيدي الإمام بلقايد عندما كان في الجزائر، وهذه قصيدة سيدي محمد متولي الشعراوي في شيخه سيدي بلقايد قدس الله سرهما يمدحه فيها ويبين فضلة، هذا الموضوع أحببت أن تستمتعوا معي به، وهناك بعض الصور لسيدي الشعراوي مع سيدي بلقايد، (لاحظوا النور يا أحباب):
يقول سيدي محمد متولي الشعراوي:
نور الوجود وريُّ روح الوارد * هبرية تدنـي الوصـول لعابـد
تزهـو بسلسلـة لهـا ذهبيـة * من شاهدٍ للمصطفى عن شاهـد
طَوَّفتُ في شرق البلاد وغربها * وبحثتُ جهدي عن إمام رائـد
أشفي به ظمـأ لغيـب حقيقـة * وأهيمُ منه في جـلال مشاهـد
فهدانيَ الوهـابُ جـلّ جلالـه * حتى وجدت بتلمسان مقاصـدي
واليوم آخذُ نورها عن شيخنـا * محيِ الطريـقِ محمـد بلقايـد
ذقنا مواجيـد الحقيقـة عنـدهُ * وبه عرجنا في صفاء مصاعـد
عن شيخه الهبري درِّ كنـوزه * فاغنم لآلئـهُ وجـدّ وجاهـد
دنـدنْ بمـا لُقِّنتَـه مـن ورده * بصفاء نفـس متيّـم متواجـد
إيّاكَ من لفـتِ الفـؤادِ لغيـره * واجعل سبيلكَ واحـداً للواحـد
شاهد رسـول الله فيـه فإنّـه * إرثٌ توُورثَ ما جدا عن ماجـد
فإذا وصلتَ به لنور المصطفـى * فالمصطفـى لله أهـدى قـائـد
وهناك تكشِفُ كلّ سرّ غامـض * وتشاهد الملكوت مشهد راشـد
وإذا البصائرُ أينعـتْ ثمراتهـا * نالتْ بها الأبصارُ كـل شـوارد
لا تُلـقِ بـالاً للعـذولِ فـإنّـه * لا رأي قطُّ لفاقـد فـي واجـدِ
لو ذاقَ كانَ أحدّ منـك صبابـةً * لكنّـه الحرمـان لـجَّ بجاحـد
سر في طريقك يا مريد ولا تًعِرْ * أذناً لصيحـة منكـرٍ ومعانـد
لا يستوي عند العقولِ مجاهـدٌ * في الله قـوّامُ الدّجـى بالرّاقـد
اللهَ قلِ بحوى الهيـامِ وذرهـمُ * يتخبّطـونَ بكـل زورٍ فـاسـد
ثابر أخَيَّ علـى تجـارة رابـحٍ * واترك لحزبهمُ تجـارة كاسـد
اللهُ قصدكَ و الرّسولُ وسيلـةٌ * وخطاك خلـف محمـد بلقايـد
الشيخ الشعراوي يؤمن على الدعاء في بلقايد بالجزائر
الشعراوي مع بلقايد عن قرب ..
صورة قديمة الشعرواي مع بلقايد
تزهـو بسلسلـة لهـا ذهبيـة * من شاهدٍ للمصطفى عن شاهـد
طَوَّفتُ في شرق البلاد وغربها * وبحثتُ جهدي عن إمام رائـد
أشفي به ظمـأ لغيـب حقيقـة * وأهيمُ منه في جـلال مشاهـد
فهدانيَ الوهـابُ جـلّ جلالـه * حتى وجدت بتلمسان مقاصـدي
واليوم آخذُ نورها عن شيخنـا * محيِ الطريـقِ محمـد بلقايـد
ذقنا مواجيـد الحقيقـة عنـدهُ * وبه عرجنا في صفاء مصاعـد
عن شيخه الهبري درِّ كنـوزه * فاغنم لآلئـهُ وجـدّ وجاهـد
دنـدنْ بمـا لُقِّنتَـه مـن ورده * بصفاء نفـس متيّـم متواجـد
إيّاكَ من لفـتِ الفـؤادِ لغيـره * واجعل سبيلكَ واحـداً للواحـد
شاهد رسـول الله فيـه فإنّـه * إرثٌ توُورثَ ما جدا عن ماجـد
فإذا وصلتَ به لنور المصطفـى * فالمصطفـى لله أهـدى قـائـد
وهناك تكشِفُ كلّ سرّ غامـض * وتشاهد الملكوت مشهد راشـد
وإذا البصائرُ أينعـتْ ثمراتهـا * نالتْ بها الأبصارُ كـل شـوارد
لا تُلـقِ بـالاً للعـذولِ فـإنّـه * لا رأي قطُّ لفاقـد فـي واجـدِ
لو ذاقَ كانَ أحدّ منـك صبابـةً * لكنّـه الحرمـان لـجَّ بجاحـد
سر في طريقك يا مريد ولا تًعِرْ * أذناً لصيحـة منكـرٍ ومعانـد
لا يستوي عند العقولِ مجاهـدٌ * في الله قـوّامُ الدّجـى بالرّاقـد
اللهَ قلِ بحوى الهيـامِ وذرهـمُ * يتخبّطـونَ بكـل زورٍ فـاسـد
ثابر أخَيَّ علـى تجـارة رابـحٍ * واترك لحزبهمُ تجـارة كاسـد
اللهُ قصدكَ و الرّسولُ وسيلـةٌ * وخطاك خلـف محمـد بلقايـد
الشيخ الشعراوي يؤمن على الدعاء في بلقايد بالجزائر
الشعراوي مع بلقايد عن قرب ..
صورة قديمة الشعرواي مع بلقايد
تصوف الشيخ الشعراوي : رسالة أخوية الى محبيه .
تصوف الشيخ الشعراوي رسالة أخوية الى محبيه جزء 2 من 2
--------------
الوجه الآخر للشعراوي.....بشهادات أبنائه وأقربائه ومحبيه
إقامة ضريح ومولد للشعراوي !الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد :
فهذا الموضوع قد نشرته قبل عدة سنوات في عدة مواقع عبر الشبكة.
ورأيت من المفيد إعادة نشره مرة أخرى مع تعديل بعض التعليقات عليه بعد أن سأل بعض الإخوة عن عقيدة الشعراوي في موقع الصوفية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
إقامة ضريح ومولد للشعراوي !
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فهذه الحلقة الأولى من المقال الذي نشرته مجلة " الأسرة " والتي تحدثت فيه عن إقامة ضريح ومولد للشيخ الشعراوي نقلته من المجلة كما هو وعلقت عليه بعض التعليقات اليسيرة ووضعتها في الهامش وأسأل الله أن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم، كما أسأله ينتفع الأخوة بهذا الموضوع.
جاء في مجلة " الأسرة " ( 1 ) العدد 81 شهر ذو الحجة 1420 هـ تحت عنوان " مافيا الموالد: عقيدة الأمة في المزاد " ما يلي :
( " مولد وصحبه غائب " )
هذه العبارة تفسر ما يحدث في " الموالد " التي انتشرت وفشت في معظم ديار المسلمين، وباتت من أخطر الظواهر التي تهدد الإسلام دين التوحيد.
فهذه الموالد في الأصل بدعة لا أصل لها في الإسلام بغض النظر عما يتخللها من ممارسات، وإذا أضفنا إلى ذلك تلك البدعة ممارسات شركية تحدث خلالها اتضح البون الشاسع الذي يفصل تلك الظاهرة من الإسلام دين التوحيد. ومما زاد الطين بلة أن تأتي تلك المخالفات التي تطعن في صميم التوحيد من قبل مسلمين.
ولأن صاحب المولد الذي يحتفلون به غائب.. فلتمارس كل الوسائل والبدع لتخرج الكثير منهم من الملة، وتقترف باسمه ومولده الكثير من المخالفات.. بدءاً من الطواف حول القبر، ومروراً بتقديم النذور لأصحاب القبور وطلب توسطهم عند الله من أجل قضاء حاجتهم وتطلعاتهم.. وانتهاء بالتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم. فإذا كنا نعيب على النصارى أنهم يعبدون المسيح فان أصحاب الموالد يصرفون العبادات لمن هم دون المسيح وبذلك يسقطون ما تميز به الإسلام عن غيره من الأديان.
واللافت للنظر، بل الجديد في ظاهرة الموالد أنها لم تعد ممارسات شركية فحسب، بل أضحت ظاهرة اقتصادية لها ميزانيتها ومستفيدون منها. فهذا أستاذ بجامعة إسلامية يترك منصبه بالجامعة من أجل الحصول على قسط وافر ودخل كبير من صندوق النذور الذي ولى نفسه خليفة على صاحبه.
الموالد لها حكايات وقصص تبكي كثيراً على ما يقترف فيها من آثام.. وتضحك قليلاً من ممارسات تخرج عن جادة الصواب، وخلافات حول نصيب الوزارات والأفراد المهيمنين على صناديق النذور.
الشعراوي أحدث الموالد :
أحدث هذه الموالد وأجددها هو مولد محمد متولي الشعراوي الداعية المعروف ( 2 ) الذي رحل عنا العام الماضي ليتعارك أولاده وورثته ومحبوه على إقامة أحدث مولد في دنيا المسلمين .. فما هي حكاية هذه الموالد بالضبط !!
نتجه بأنظارنا إلى موقع الحدث حيث ضريح الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي يقع في قلب مجمع إسلامي ببلدة دقادوس التابعة لمحافظة الدقهلية بمصر، ذلك الضريح الذي كان يلجا إليه الآلاف من محبيه طيلة أيام السنة الماضية من كل محافظات مصر، وكذلك يأتيه زوار من السعودية والكويت وقطر واندونيسيا ( 3 )، وكان من بينهم الأمراء والوزراء السابقون والعلماء.. وبفعل هذا التدافق على ضريح الشيخ تحول تدريجياً إلى قبلة لكل من يزوره .. كما يفعل العامة مع زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين مثل الحسين والسيدة زينب والسيد البدوي ( 4 ) .
وهكذا احتل ضريح الشيخ الشعراوي مكانته بين الأولياء وفي أذهان الناس وزواره.
وفي مناسبة ذكرى وفاته الأولى ( 5 ) اختلف أبناء الشيخ الشعراوي حول إقامة مولد له فقرر ابنه الأوسط عبدالرحيم – الذي لم يكمل تعليمه واتجه للأعمال الحرة بالدقهلية – إقامة أول مولد له يوم 17 يونيه الماضي الموافق يوم وفاته ( 6 ).. وحضر إليه آلاف من الصوفية والدروايش وتحول هذا العمل إلى مشهد دراماتيكي ساخن بين مؤيدين لهذا العمل ومعارضين له.
في البداية اعترض الابن الأكبر للشيخ الشعراوي وهو الشيخ سامي الشعراوي.. أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.. فامتنع عن الحضور للمولد ( 7 ) رغم تجمع كل أفراد الأسرة الشعراوية هناك، إلا أنه أراد أن يسجل موقفاً يحسب له وإن كان يؤخذ عليه عدم القدرة على إقناع أخيه الأصغر بالامتناع عن فعلته تلك التي تعد بداية للترويج الخرافات والمعاصي في مسقط رأس الشيخ الشعراوي.
غير أن الشيخ عبدالرحيم الابن الأوسط حاول إضفاء الشرعية على تصرفه فوجه الدعوة لكبار العلماء في مقدمتهم شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف، ومفتي مصر، ورئيس جامعة الأزهر، وغيرهم الكثير، ولم يحضر واحد منهم المولد ( 8 ) الذي كان صورة طبق الأصل من الموالد الأخرى حيث المراجيح.. والحلاوة ولعب الأطفال والحمص.. والخيم التي أقام فيها المتصوفة قبل المولد بأسبوع حتى الليلة الكبيرة.. الدراويش أكدوا أنهم مصرون على الحضور للمولد سنوياً لأنهم يعشقون الشعراوي ويؤيدون ابنه عبدالرحيم بكل قوة لإحياء ذكرى الشعراوي .. وآخرون أكدوا أنها بدعة ما أنزل الله بها من سلطان وإنما هي نوع من الأعمال التي يزينها الشيطان في أعين فاعليها.
دفاع مستميت :
دافع عبدالرحيم الشعراوي عن وجهة نظره باستماتة قائلاً : " أنا عشت مع الإمام قرابة 57 عاماً ولم أره يوماً يذم إقامة الأضرحة لأولياء الله الصالحين.. بل إنه كان يصطحبني أنا وإخوتي لزيارتها ونحن صغار ( 9 ) .. وأمرنا بزيارتها ونحن كبار.. بل إنني عندما أنشأت مصنعاً في طنطا كان يوصيني بالإكثار من زيارة السيد البدوي، وكان يوصيني أيضاً بأنني عندما أذهب إلى أي بلدة أن أصلي ركعتين عند أقرب شيخ لهم في مسجدهم ( 10 ) ثم ركعتين شكراً لله أن مكنني من زيارة هذا الشيخ ( 11 ) . فأنا تربيت على مائدة حب أولياء الله الصالحين ( 12 ) ومن حقي أبني مقاماً لمن كان يحبهم وليس من حق أي أحد أن يعترض.. هل تريدون أن لا تقام للإمام قائمة بعد وفاته " ؟!
الذي قد لا يعرفه عبدالرحيم أن عبادة الأصنام بدأت بتبجيل الصالحين وإقامة التماثيل لهم بعد وفاتهم (13) .
ولعبدالرحيم منطق غريب في تصميمه على بناء المقصورة لوالده، إذ يؤكد أن الشيخ الشعراوي يأتي لزيارته محبون من جميع دول العالم فهل يعقل أن يراه هؤلاء المحبون يرقد في قبر صغير لا يتناسب مع حجمه العلمي والأخلاقي ؟!
والسبب الآخر أن الأرض في دقادوس رخوة ومشبعة بالمياه الجوفية فلو تم الدفن فيها لتحلل الجسد فور دفنه، لذا نقوم ببناء المقابر في أماكن مرتفعة حماية للجثث (14) !! وأن المقصورة تعد حماية للزوار الذين يفرون من حرارة الشمس ( 15 ) .
ليس مشروعاً استثمارياً :
ويتردد أن عبدالرحيم الشعراوي بنى هذا الضريح كمشروع استثماري لجمع أموال النذور من محبي الشيخ، وأن ابن سلطان البهرة وبعض المسؤولين من دول إسلامية مختلفة أسهموا في بناء هذا الضريح، لكن عبدالرحيم نفى ذلك تماماً وقال : الشيخ الشعراوي تركنا في أحسن حال ( 16 )، وما تركه لنا يكفينا ويكفي أبناءنا لفترة طويلة.. ونحن والحمد لله لسنا في حاجة إلى نذور كما يروج البعض ( 17) وأنبه من يروج لذلك أن يعلم أن النذور من حق الأوقاف ( 18 ) .. أما ما يقال عن البهرة وغيرهم فهذا كلام لا أساس له من الصحة، وأتحدى من يقول إنه أعطانا مليماً وأحداً في بناء الضريح والمقصورة .. فنحن لم نقم الضريح للارتزاق، بل لإحياء ذكرى الشيخ الذي مجده علمه ونحن يجمعنا حبه مع من يحبه.. فما العيب في ذلك ؟ ( 19 ) .
( .. يقبل الأعتاب :
وفي مقدمة المؤيدين للشيخ عبدالرحيم في توجهه رجل الأعمال محمد صابر صهر الشعراوي الذي قال : لازمت الإمام 35 عاماً وكنت من أقرب المقربين إليه. وكان يأخذنا إلى مساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين ويقبل الأعتاب (20)، ويساعد المحتاجين، ويطعم الجائع ويسقي الظمآن بنفسه..
ثم إن هناك موالد لكل أولياء الله الصالحين، ولكل منهم مقصورة فهذا حب لهم بحب الله لهم (21) وإلا فلماذا لم يمنعوا احتفال الناس بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ (22) فنحن نرفض أن ترتكب في هذا المولد أي تجاوزات أو معاص (23) .
محب للموالد :
ومن مؤيدي الموالد أيضاً المخرج التلفزيوني عبدالمنعم شمروخ الذي أخرج كل حلقات الشعراوي في تفسير القرآن الكريم.
يقول عن الشيخ الشعراوي : كان رحمه الله محباً للموالد، حتى إنني في إحدى الحلقات فوجئت به يطلب سرعة الانتهاء لأن ذلك اليوم مولد السيدة زينب ولا بد أن يذهب إليه (24) أشفقت عليه من الزحام الشديد وكبر سنه والتفاف محبيه حوله مما قد يتسبب في الإضرار به .. إلا أنه أصر (25) مما جعلني أقترح عليه أن يرتدي زياً مغربياً ويغطي وجهه حتى لا يعرفه أحد .. ففعل ذلك ونجحت الخطة وتجول في المولد وزار السيدة زينب.
إحياء للذكرى :
ومن المؤيدين لإقامة المقصورة الشيخ محمد الشعراوي مدير عام المناطق بالمعاهد الأزهرية الذي قال : لا مانع من إقامة المقصورة أو الضريح للشيخ الشعراوي ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة (26) .. فإذا كانت المقصورة خطأ فهل وجودها في الروضة الشريفة خطأ ؟ (27) .. وأنا أرفض من يقول إن المقصورة تؤدي إلى عبادة من فيها .. فهذا الكلام مرفوض عقلاً ونقلاً (28)، فنحن نعيش في مرحلة نضج العقل البشري (29) .. وإذا كنا الآن نتجول بين آثار فرعون ونرمم " أبو الهول " ونزور الأهرامات فهل نفعل ذلك تقديساً وحباً لهم ومعصية لله ؟ (30) .. الشيخ الشعراوي نفسه كأنه نظم الاحتفال بمولده قبل أن يموت فبنى داراً لليتيم، ومعهداً دينياً لطالب العلم (31)، ومستشفى للمريض، وأماكن لمساعدة الفقراء في كل مكان.. فالاحتفال بمولد الشعراوي يكون بطاعة رب الشعراوي (32) .. وما احتفالنا به إلا مجرد إحياء لذكراه..
مقامي عند ربي :
ويتزعم الشيخ سيد سعود وكيل الأزهر الشريف السابق وقريب الشيخ الشعراوي المعارضين لإحياء المولد، وعبر عن اعتراضه قائلاً : الإمام الراحل كان يرفض أن يقام له ضريح أو مقام يزوره الناس.. ففي أحد الأيام فتحنا الكلام في هذا الموضوع أمامه وعرضنا عليه ذلك فرفض بإصرار وأوصى بأن يكون قبره قبراً عادياً مثل بقية أهل قرابته.. وقال " مقامي عند ربي أحسن، وهل أنا بدون مقام حتى تقيموا لي مقاماً " ؟ (33) .
بل إن الشيخ المقداد الحضري إمام مسجد الشعراوي بميت غمر التي تتبعها قرية دقادوس أعلن عن معارضته الشديدة لفكرة الضريح والمولد؛ لأنها بدعة غير شرعية وتسيء للرجل الذي قضى حياته الطويلة في محاربة البدع والخرافات ( 34) .. وحتى إن كان يحضر بعض الموالد فإنما لنهي المسؤولين عنها عن ارتكاب المعاصي وتحويلها إلى موالد طاعة لله لا معصية (35)، وأطالب كل المحبين الحقيقيين للشيخ بالتصدي لمثل هذه الخرافات التي أرى أن الشيخ برىء منها.
بدعة مخالفة للشرع :
الدكتور فؤاد مخيمر الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة التي تدير أكثر من سبعة آلاف مسجد تخلو كلها من أي ضريح سألناه عن رأي الشرع في بناء الأضرحة، وما المواصفات الشرعية للقبر، فقال : القبر الشرعي عبارة عن لحد يدفن فيه الميت ويكون فيه وحده.. ونظراً للأراضي الزراعية في مصر وقرب المياه الجوفية من سطح الأرض أجاز العلماء بناء المقابر الجماعية من باب الضرورة التي تبيح المحظور واشترطوا ألا ترتفع المقبرة عن سطح الأرض أكثر من نصف متر.. فبناء أضرحة فوق المقابر ليس له سند من الكتاب أو السنة أو فعل الصحابة وخير مثال على ذلك مقابر البقيع فإقامة الأضرحة فيها دعوة لارتكاب المنكرات التي ليست من دين الله في شيء، وخصوصاً ما نراه من العامة من طواف وتقبيل وتبرك، وتقرب بالنذور، الأمر الذي عده العلماء نوعاً من أنواع الشرك واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، وقوله : " لا تجعلوا قبري عيداً " (36)، وأنا أؤكد أن الشيخ الشعراوي رحمه الله لو كان حياً وعرف ذلك لنهى عنه (37) ومن باب أولى نحن نؤكد نهيه عن ذلك حباً فيه (38) ومن قبله حباً في ربه الذي كرمه بالتفقه في دينه.
للحق والإنصاف :
المعارضون من أسرة الشعراوي لبناء ضريح له (39) عندما فشلوا في مسعاهم أصروا على تعليق لوحة بجوار الضريح كتب عليها : " إلى أحباب الشيخ : نبرأ إلى الله تعالى من كل ما يخالف شرعه ويؤذي الشيخ، فادخل (40) يا أخي في خشوع والتزم أدب الزيارة حتى يتقبل الله منك. ولا تنس أن هذا النزيل – على فضله – عبدالله لا يملك لنفسه شيئاً إلا أن يتغمده الله برحمته وفضله " (41) .
.. مافيا صناديق النذور :
كما تفرز الموالد اقتراف الآثام والأفعال التي تخرج من الملة أو تزعزع عقيدة مقترفيها فإنها تفرز أيضاً أوضاعاً مخجلة وتصرفات مضحكة..
ففي معظم أضرحة أولياء الله الصالحين بمصر توضع صناديق للنذور.. يقبل عليها العامة لتسديد نذر قد نذروه على أنفسهم لو تحقق شيء من أمانيهم .. وأحياناً يقدم عليها الجهلة من أجل تحقيق أمنية عزيزة لديهم كالإنجاب للعقيم، أو شفاء مريض أو نجاح عملية طبية، أو غيرها من الأشياء كتفريج كربة ويدفعون أموالاً نظير تحقيق ذلك لصاحب الضريح.
ومن أشهر صناديق النذور صندوق السيد البدوي (42) بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية.. الذي تصل حصيلته سنوياً إلي ملايين الجنيهات.. وفي إحدى السنوات بلغت حصيلته مليونين ومائتي ألف جنيه.. كان نصيب الخلفاء كما يلي :
ـ الخليفة الأول 54 ألف جنيه بنسبة.
- الخليفة الثاني : 54 ألف جنيه بنسبة.
- حامل مفتاح المقصورة : 36 ألف جنيه بنسبة.
- شيخ المسجد : 18 ألف جنيه بنسبة.
- رئيس الخدم : 12 ألف جنيه بنسبة.
- الكاتب : 12 ألف جنية بنسبة.
ـ المؤذن، ومقيم الشعائر وقارىء السورة وخادم الدورة كل واحد من هؤلاء له 6 آلاف جنيه بنسبة 0.5٪.
- قراء المقرأة ( عددهم : 22 قارئاً ) 132 ألف جنيه بنسبة 2.7 ٪ مع الإعفاء من الضرائب.
وتحصل وزارة الأوقاف على نصيب 75 ٪ من صناديق النذور.. غير أنها كشرت عن أنيابها أخيراً وأرادت أن تستأثر بالنصيب كله فأصدر وزير الأوقاف قراراً بإلغاء منصب الخليفة وحامل المفتاح واعتبار الشيخ
محمد يحيى مصطفى آخر الخلفاء.. مقابل أن تحصل الوزارة على 90 ٪ من حصيلة أموال الصناديق.. هذا القرار أدخل حصيلة صناديق النذور التي تبلغ حوالي 4.5 مليون جنيه سنوياً إلى خزينة الوزارة دون أن
يشاركها فيها أي خليفة أو حامل مفتاح.
الخليفة أستاذ جامعي ! :
الطريف في الأمر أن آخر الخلفاء بمسجد السيد البدوي الشيخ محمد يحيى مصطفى ترك عمله أستاذاً بجامعة الأزهر قسم الترجمة الفورية ومنظمة اليونسكو ووكالة أنباء الشرق الأوسط ليتفرغ للخلافة، حيث يحصل على 140 ألف جنيه من المسجد سنوياً.
الشيخ مصطفى احتج على قرار الوزير بإلغاء منصب الخلافة معتبراً أنه منصب قائم منذ مئات السنين وليس بدعة والخلافة لها أساس ديني وروحي.
وقال الشيخ مصطفى – الدكتور سابقاً – إن الولاية والخلافة أمر لا تملكه الوزارة ولا يملكه الوزير، وهو أمر معقود للمجلس الأعلى للطرق الصوفية (43) .
من جانبها ترى وزارة الأوقاف أن وظيفة الخليفة وحامل مفتاح المقصورة وظائف شرفية تحصل على نسبة من حصيلة النذور دون حق (44)، معتبرة أن هذه الوظائف لا أصل لها ولا فصل.. وقد وجدت وتوارثها أصحابها دون أن يدري عنها أحد شيئاً، واستحلت الوزارة لنفسها ما حرمته على غيرها.
صناديق النذور.. فلاش باك :
يذكر أن هذا الموقف تكرر منذ 45 سنة عندما طلب زكريا محيي الدين ـ رئيس الوزراء آنذاك – من أحمد عبده الشرباصي وزير الأشغال الموكل إليه الأوقاف وقتها ــ 1954 م – أن يبحث خفض حصص مشايخ وعمال المساجد من النذور فلم يستجب لطلبه، وقال له : هل تريد أن يدعوا عليَّ .. خفض أنت ما تشاء فرد عليه قائلاً : وهل تريد أن يدعوا عليَّ بدلاً منك ؟!
هذه الجيوش تسترزق من الشرك، بماذا تختلف عن سدنة الأصنام في الجاهلية ؟!
في أحد صناديق النذور وجد خطاب أرفقت به ورقة مالية فئة عشرة جنيهات، وجاء في الخطاب : " أرجو المعذرة يا سيدي، فهذه الجنيهات العشرة هي كل ما حصلت عليه، وما قدرت على جمعه، لذلك أرجو رجاء خاصاً أن تنتظرني حتى شهر أكتوبر – وهو شهر المحصول – فأسدد باقي الحساب، فعليك الصبر وعلينا الوفاء " !!
وفي صندوق آخر وجد خطاب على شكل عقد بين صاحب القبر وامرأة نذرت فيه هذه المرأة أن تدفع جنيهاً كل شهر إلى الصندوق دون تأخير، إذا ما توسط صاحب القبر عند الله في أن يعيش ابن هذه المرأة !
هذه الجيوش الجرارة من العوام تتردد على الأضرحة وتطلب من أصحابها قضاء الحاجات جهلاً بما في هذه الخطوة من شرك أصبحت بقرة حلوباً لمافيا المستفيدين من هذه الأضرحة الذين يعلمون بالطبع ما في ذلك من مخالفات شركية، ولكنهم رضوا أن يكونوا سدنة لتلك الأصنام الجديدة فباعوا دينهم بفتات زائل.
إن الأصنام التي عبدها قوم نوح أصلها تماثيل لقوم صالحين عبدوهم بعد مماتهم، ولذلك كان من آخر أقوال النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فالأنبياء على جلالة قدرهم لا يجوز تقديس قبورهم أو بناء مساجد عليها (45).. ) (46) .
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعني وإخواني بما أكتب وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، موافقا لسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام.
كما أساله أن يهدي ضال المسلمين إلى الحق، وأن يجنبهم علماء السوء الذين يحسنون لهم الشرك والخرافة.
وسبحانك اللهم وبحمدك، اشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
أخوكم / معاذ السلفي ( السني الحضرمي )
____________________
الهوامش :
(1) مع التحفظ على بعض المقالات التي تكتب في هذه المجلة وعلى نشر الصور والرسوم فيها.
(2) وهو رجل له مخالفات عديدة في العقيدة فهو يقول مثلاً بأن الله في كل مكان وهو صوفي ويقول بأن الكون مخلوق من نور الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد نبه بعض أهل العلم وطلبته على بعض تلك المخالفات فراجع كذلك نهاية شريط رقم 39 وبداية شريط رقم 40 من " رحلة النور " للشيخ الألباني رحمه الله ــ و اشرطة " رحلة النور " ليست هي "سلسلة الهدى والنور " وإنما سلسلة أخرى وعدد أشرطتها 48 شريط سجلها الشيخ رحمه الله خلال زيارته العلمية للسعودية عام 1410 هـ، ــ وتجد كلامه رحمه الله في الرابط التالي والذي نقلته من موقع شبكة سحاب :
http://alsoufia.com/uploader/uploads/lks.rar
وراجع كذلك كتاب " وقفات حوار مع فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي " لنبيل حمدي، كما رد عليه الشيخ جميل زينو حفظه الله في موضوع النور المحمدي في كتابه " أركان الإسلام والإيمان ". وكتاب "الشعراوي في الميزان" لأحد طلبة العلم وقد نشره الأخ أبو عثمان السلفي في عدة مواقع عبر الشبكة، وتجده في الرابط التالي :
http://alsoufia.com/uploader/uploads/sm.rar
( 3 ) إن كان بعض هؤلاء سافروا من بلادهم من أجل الزيارة فهذه مخالفة أخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا" . راجع موضوع أقسام زيارة القبور وحكم شد الرحل إليها وتجده في الرابط التالي :
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/s3.doc
(4 ) البدوي معروف بأنه من كبار الصوفية وله مخالفات عديدة وخصوصاً في العقيدة، بل جاء في سيرته التي ذكرها بعض الصوفية أنه كان لا يصلي، فهل يعتبر من أولياء الله ؟!
(5) الاحتفال بمرور عام على وفاة الشخص من البدع راجع " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( 13/ 394 – 395 ) .
(6) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة في الإسلام سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم.
(7) الذي يظهر من المقال كما سيأتي إن شاء الله أن بعض المعترضين على إقامة المولد والضريح ليس لأن ذلك مخالف للعقيدة الإسلامية وإنما لما يقع في المولد من معاصي !! أو لأن الشعراوي رفض بنفسه هذه الفكرة من باب التواضع !!
(8) وليس معنى هذا أنهم لا يرون جواز الاحتفال بالموالد لأنهم يحضرون ما يسمى بالمولد النبوي وغيره من الموالد كما هو معروف عنهم.
(9) هذا الكلام يدل على أن الابن أخذ هذه العقيدة عن والده وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " متفق عليه.
إلا إن كان ولد الشيخ يكذب !! فهذا أمر آخر. ولا أظنه كاذب فالذي يطلع على بعض تسجيلات الشعراوي أو بعض كتبه تجده يؤيد فيها زيارة الأضرحة والتوسل بها وإقامة موالد لأصحابها. وراجع بعض الكتب التي والأشرطة التي أحلت إليها في الهامش رقم (1) تجد فيها بعض النقولات عن الشعراوي حول هذه الأمور والله المستعان.
(10) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس : " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك " رواه مسلم. راجع كتاب
" تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للعلامة الألباني رحمه الله وتجده في الرابط التالي :
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=554
(11) الوارد في السنة الصحيحة أن يسجد الشخص سجدتين للشكر، وهذا يصلي ركعتين للشكر وهي بدعة لحضوره في مسجد فيه بدع وشرك ليفعل بدعة !!! ظلمات بعضها فوق بعض !
(12) قال الشاعر : وينشأ ناشئ الفتيان فينا ** على ما كان عوده أبوه
(13) ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير آية : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ) أنها أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخَ العلم عبدت " رواه البخاري.
(14) وأين حماية جناب التوحيد ؟! وإن كان كلامه صحيح حول التربة فهناك طرق أخرى لحمية الجثث.
(15) ( قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ) !! ثم هل تصيبهم حرارة الشمس وهم بجوار ضريح ( الإمام ) ؟!
(16) هذا من الجهة الاقتصادية وأما من الجهة الدينية فالله المستعان.
(17) ولكن هم في حاجة لتعلم العقيدة !! ثم هل يفهم من هذا أنه لم يضع صندوق نذور لأنه ليس في حاجة للمال فقط وليس من أجل أن ذلك مخالف للعقيدة الإسلامية ؟!!
(18) النذور لا تصرف إلا لله.
(19) العيب في ذلك أن إقامة الأضرحة مخالفة للعقيدة الإسلامية فقد قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم.
(20) الله المستعان، وقد قال بعض الصوفية : من قبل الأعتاب ما خاب !!
(21) قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) فهل إقامة الأضرحة تعتبر من إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم.
(22) قال أهل العلم : أثبت العرش ثم أنقش. ومن قال أنه يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقول هذا الكلام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، راجع " كتب ورسائل في حكم الاحتفال " لمجموعة علماء و " حوار مع المالكي " للشيخ عبدالله بن منيع. وتجد في الرابط التالي بعض الرسائل حول التحذير من الاحتفال بالمولد النبوي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1140
ورابط حوار مع المالكي.
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225
(23) إن إقامة المولد في حد ذاته تجاوز لشرع الله لأن الله لم يشرعه لنا وقد قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وقال الإمام مالك رحمه الله : " ما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا " وراجع الكتب المذكورة في الهامش السابق.
(24) ومعلوم ما يقع في هذه الموالد من بدع وشرك.
(25) قال ابن مسعود رضي الله عنه " اقتصاد في سنة، خير من إجتهاد في بدعة ".
(26) قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم فهل اتبعتم كلامه ؟!.
(27) نعم خطأ لأنها ليست من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من فعل صحابته الكرام وإنما ادخل القبر بعد وفاة جميع الصحابة راجع رسالة " حول القبة المبنية على قبر النبي صلى الله عليه وسلم " للشيخ مقبل الوادعي حفظه الله و " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للشيخ الألباني رحمه الله و" مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " ( 4 / 337 - 338 ) للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
(28) ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير آية : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ) أنها " أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخَ العلم عبدت " رواه البخاري.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (8/ 669) : (وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح هذه الأصنام ثم تبعهم من بعدهم على ذلك) .
(29) صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أقوى إيماناً وأنضج عقولاً ومع ذلك قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم، بل هذا إبراهيم عليه السلام يقول كما أخبر بذلك الله عز وجل ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) مع أنه إمام الحنفاء !!، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد " رواه أحمد وابن خزيمة وغيرهما.
ثم أين هو من الواقع ؟! ألا يرى كثير من الجهال كيف وقعوا في الشرك الأكبر بسبب غلوهم في الصالحين أو من يعتقدونهم صالحين؟!.
(30) ولماذا لم يذكر ما يفعله الكثير عند ضريح البدوي والضريح المزعوم للحسين رضي الله عنه في مصر وما يفعله الشيعة والبهرة وغيرهم من أهل الضلال عند قبور أئمتهم ؟ أخشى ألا يعتبر ذلك شرك !!
(31) هل سيدرس فيه العقيدة الإسلامية بشكل صحيح ؟!
(32) لقد قال رب العالمين : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقال : ( اليوم اكملت لكم دينكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فهل الموالد من شرع الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
(33) هذا الكلام يدل على : أن الشعراوي والمعترضين من قرابة الشيخ على إقامة المولد أو الضريح ليس من أجل أنه بدعة ووسيلة إلى الشرك !! ولكن لأن الشعراوي رفض ذلك لأن مقامه عند ربه أحسن على حد تعبيره، كما يدل على أن الابن الأوسط والذي أقام الضريح والمولد قد خالف وصية والده !.
(34) الواقع يشهد بعكس ذلك! ويكفيك أن الشعراوي كان يقيم بعض دروسه في مسجد الحسين وفيه ضريح وتقع عند الضريح كثير من الضلالات من شرك وبدع، وراجع الكتب والأشرطة المذكورة في الهامش رقم (1).
(35) هذا يؤكد ما سبق من أن الشعراوي لا يعترض على إقامة الموالد ولكن يعترض على ما يقع فيها من معاصي فقط !!
(36) راجع كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للشيخ الألباني رحمه الله فهو كتاب نفيس.
(37) على ماذا اعتمد في هذا التوكيد وخصوصاً أن ابن الشعراوي وبعض أقاربه قد صرحوا أنه كان يحضر في المساجد التي بنيت على الأضرحة كما مرا معنا سابقاً ؟! أم أنه يعتبر الشعراوي كان جاهلاً بهذه المسألة ولم يطلع فيها على أقوال أهل العلم الذين اقتنع هو بقولهم بالتحريم ؟! ولماذا لم ينصح الشعراوي في أثناء حياته حول هذه الامور؟!
(38) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب " .
(39) وهذا الاعتراض ليس من أجل أنه مخالف للشريعة كما مرا معنا سابقاً.
(40) كان الواجب عليهم أن يحذروا من الدخول إلى الضريح.
(41) ماذا يقصدون بهذه العبارة ؟ خصوصاً أن هناك من الصوفية من يصرح أن من طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أومن أحد الأولياء معتقداً انه ينفع ويضر استقلالاً يعتبر شرك ولكن إذا طلب ذلك منه معتقداً أن الله قد أكرمه وإذن له في التصرف فهذا لا شيء فيه !! بل ذلك من أفضل الأعمال !! كما صرح بذلك محمد بن علوي المالكي.
(42) راجع رسالة " كنت قبورياً " لعبدالمنعم الجداوي فقد ذكر قصته مع أحد أقاربه الذين نذروا لضريح البدوي وهي قصة مؤثرة وتجدها على الرابط التالي :
http://saaid.net/feraq/sufyah/g/10.htm
وكذلك شريط " هذه هي الصوفية " للشيخ جميل غازي رحمه الله فقد تكلم عن مناظرته مع عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق بجوار ضريح البدوي.
(43) لقد كتب الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله رسالة نافعة بعنوان " صوفيات : خطاب مفتوح إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية "، مع العلم أن الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله كان صوفياً ثم هداه الله، وقد تكلم عن حياته الصوفية في هذه الرسالة وفي كتابه " هذه هي الصوفية "وتجد رسالة "صوفيات" على الرابط التالي:
http://alsoufia.com/uploader/uploads/hk.rar
((44 وهل ما يأخذه البقية يأخذونه بحق ؟!
(45) راجع "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" وهذا الكتاب عبارة عن هي رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، مقدمة من الشيخ أحمد محمد لوح وتقع في مجلدين، وهي من أنفس الكتب فيما يتعلق بالصوفية، فأسأل الله العظيم أن يجزي المؤلف خيرا الجزاء.
(46) للمقال بقية متعلقة بمولد يقع في الباكستان، وزيارة محمد برهان الدين لليمن ولكنها مختصرة جداً فرأيت الاكتفاء بنقل ما يتعلق بالشعراوي.
ـــــــــــــــــــــ
صوفية الشيخ الشعراوي
دعاء الموتى خلل في العقل قبل أن يكون خلل في العقيدة.
الشعراوي ومسألة سماع الموتى في قبورهم ؟؟
أو http://www.archive.org/details/She3r...TheDeadHearing التوسل بالنبي والاولياء الصالحين
أو http://www.archive.org/details/She3r...sulWith3abbass من أوراد الشيخ الشعراوي صلاة ابن بشيش ووحدة الوجود
الشعراوي و ذبح العجول للبدوي و الحسين و السيدة نفيسة
أو
http://www.archive.org/details/She3r...NafeesaHussein
الشعراوي والقبورية وشبهة: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم
أو
http://www.archive.org/details/She3rawyAndDeadMadad
تلاميذ الشعراوي ورؤية النبي يقظة و الاستغاثة
أو
http://www.archive.org/details/She3rawyStudentAndSeeingProphetEtc
الشعراوي وبناء المساجد على القبور
أو
http://http://www.archive.org/details/She3rawee
الميت أحمد البدوي يحكم مصر والشعراوي والطواف حول القبر
أو
http://www.archive.org/details/BadaweeIsRulingEgyptSharawee
الشعراوي يروي قصة الاسراء و المعراج
http://www.archive.org/details/She3rawee-Israa-Mi3rajj
الشعراوي بين قبور الصوفية و قبور اليهود الملعونين
http://www.archive.org/details/She3r...osquesOnGraves
خاتمة السوء للشعراوي الصوفي يرويها ابنه عبدالرحيم الشعراوي
...
----------------
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
تحميل
السائل:كذالك يقول هل تفسير الشيخ الشعراوي من تفسير أهل السنة و الجماعة؟
الشيخ:الشعراوي؟
السائل:نعم
الشيخ:الشعراوي الموجود المتأخر؟
السائل:نعم
الشيخ: لا ليس من أهل السنة و الجماعة هو من أهل التأويل
الشريط رقم 319 من شرح الشيخ على سنن الترمذي
تحميل
السائل:كذالك يقول هل تفسير الشيخ الشعراوي من تفسير أهل السنة و الجماعة؟
الشيخ:الشعراوي؟
السائل:نعم
الشيخ:الشعراوي الموجود المتأخر؟
السائل:نعم
الشيخ: لا ليس من أهل السنة و الجماعة هو من أهل التأويل
الشريط رقم 319 من شرح الشيخ على سنن الترمذي
الامام العلم محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله تعالى
هل لمحمد متولي الشعراوي أخطاء في العقيدة
تحميلأو
السائل: بالنسبة للشيخ متولي الشعراوي كثير معجب بكلامه و أسلوبه و أستطيع أن أقول أنا أيضا يعني أستمتع بالسماع اليه فبعض العلما ء أو بعض شباب العلم يقولون يعني له أخطاء فادحة في أمور العقيدة أو في أمور شرح معاني و الخواطر التي تخطر بباله فأنا طبعا لا أشعر أنه يُخطأ أو أنه يتكلم بكلام و العياذ بالله خطير أو يُِِؤثر في عقيدة فلو يعني كنت تعلم بعض خطبه أو دروسه فتعطينا مثل حتى مثلا في المستقبل نقيس عليه أو ننتبه أكثر ان كان يعني لديك بعض ما تعرفه في خطبه و دروسه
الشيخ:هذا مثلك أنت لأنك لست عالما فما تستطيع أن تميز أخطاء من يقال انه من العلماء لذالك الصواب أن تجمع بين شعورك الذي ابتدأت كلامك به و بين ما نقلته عن بعض العلماء أو طلاب العلم
شعورك أن أسلوبه جذاب ، هو كذالك، و يمكن انك بتشاركني أيضا ما اذا قلت لك أن أسلوب الشيخ كشك كمان أسلوب جذاب و الا مالك معي؟
السائل:نعم في عامة
الشيخ:لكن هذا و ذاك علمهما خلفي و ان كان هذا الذي سألت عنه الشعراوي أعلم من هذاك و الا أنا هذاك أنا بسميه قصاص لكن أصبحا قدوة للخطباء في كثير من البلد الاسلامية حابين يقلدوه في أسلوب خطابه
فالشعراوي هذا من علماء الأزهر و علماء الأزهر علماء يعني بيتقنوا اللغة العربية و بيتقنوا التفسير و الفقه التقليدي و و و الى آخره لكنهم بعيدين عن السنة كل البعد، الا أنه فيهم ناس مخلصين اذا أوتيح لهم من ينبههم ينتبهوا
الشعراوي يبدوا ليس من هؤلاء منذ سنين صدروه للكلام في الاذاعة و أخذ بالباب كثير من المستمعين اليه و كان منهم أحد اخواننا السلفيين و هو يحكي مع شدة اعجابه به : له صاحب له سيارة أركب الشيخ الشعراوي ليوصله الى مكان و كان صاحبنا معه، خطر في باله خاطرة جيدة أنه هذا الشيخ اللي نحن نسر بالقاءه و كلاموا على الآيات و اعجاز القرآن بالنسبة لعلم الحديث، خطر في باله أنه يسألوا يشوفوا سلفي العقيدة والا لا؟ قالوا شوا رأي فضيلة الشيخ في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى هل يوصف ربنا بأن له صفة العلو؟ فثار عليه ثورة بأن الله ليس له مكان و ليس له زمان و الله في كل مكان من هذه الضلالةالتي تعرفها ليس في عامة المسلمين فقط بل و في كثير من خاصتهم
فهو منحرف عن العقيدة و كثيرا ما بيتأول الآيات بتأويل لتناسب مفاهيم العصر الحاضر أما أسلوبه
فالمصريين بيمتزوا في ما ظاهرلي يعني على الشعوب الاسلامية بطلاقة اللسان و بحسن أسلوب الكلام و عندهم الاستطاعة انهم يسيطروا على الناس و الشعراوي من هذا القبيل لكن لا يؤخذ عنه العلم لان العلم شيء و الأسلوب شيء ،{...} فناس عندهم العلم صحيح ما عندهم أسلوب صحيح , وهذا بالعكس عنده أسلوب جيد جذاب بس ما عنده علم صحيح و لهذا فالذي يريد أن يستمع اليه مؤخوذا بروعة أسلوبه يجب أن يؤخذ حذره من أن يتلقن منه ما ليس بصحيح فالذين أشرت اليهم من العلماء أو من طلاب ا
العلم ما قصروا ، نصحوا.
مفرغ ببعض التصرف
شريط رقم 206 من سلسلة الهدى و النور-
الإمام مقبل الوادعي
الحمد لله وبعد ,فقد انخدع كثير من السذج فى المتولى الشعراوى المصري, وخفي حاله على الكثير....
وقد تكلم كثير من أهل العلم الثقات فيه، وبينوا عواره .
ولازال العلماء يتكلمون ويوضحون...ولست بصدد ذكر كلام كل من تكلم فيه، وخصوصًا الإمام الألبانى - رحمه الله؛ لأنه كلام مشهور متواتر، ولكنى أتيت هنا بكلام الإمام مقبل؛ لخفائه على الكثير حتى علي بعض طلبة العلم
فقد قال الإمام المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله عن : محمد متولى الشعراوي الصوفي الأشعري :
- لا يُعتمد عليه، وهو من علماء السوء ... هو عالم ضال..." انتهى المقصود من كلامه رحمه الله كتاب "قمع المعاند" ص(173) أسئلة السلفيين في بريطانيا
----
العلّامة عبيد الجابري
بيان حال الشعراوي تحميل أو
أو
هذا السؤال السادس والعشرون من فرنسا؛يقول:
ما حال الشعراوي؟ وهل يجوز لي أن أقتني تفسيره؟
الجواب:
الشعراوي متفلسف مخلِّط، أشعري ومخرِّف صوفي، فمثله لا يُفرح بتفسيره، عليكَ بتفسير ابن كثير،
وتفسير البَغَوي ثُمَّ إن كنت من ذوي العلم الشرعي المتضَلِّعين المتمَّكنين كذلك عليك بتفسير ابن جرير،
تفسير ابن السعدي تفسير جميل جدًّا، كتاب وعظ وتربية في الحقيقة، تفسير القرطبي نافعٌ في الفقه .
------الشيخ خالد عبدالرحمن بن زكي المصري بيان حال الشعراوي وتفسيره للتحميل
[من هنا]
أو
تحميل التفريغ
يسأل السائل : هل منهجية الشعراوي في التفسير توافق منهج أهل السُنّة ؟.
الشيخ خالد بن عبد الرحمن ــ حفظه الله ــ : نعم .
الشيخ خالد بن عبد الرحمن ــ حفظه الله ـــ :الشعراوي ألف كتابه في التفسير وأسماه خواطر حول القرآن ، وله أيضًا التفسير المسموع وقد أتم القرآن كله ، وله أيضًا التفسير المؤلف وهو خواطره في القرآن ، ومن تتبع تفسير الشعراوي عفا الله عنا وعنه يعلم علمًا ضروريًا لاشك فيه أنّه ينطلق من منطلق الفخر الرازي ،ومن منطلق الزمخشري ،ومن منطلق عقائد المعتزلة والجهمية، ويظهر هذا ظهورًا جليًا في مواضع منها :أنّه يفسر الآيات التي جاءت في أبواب الاعتقاد في مسألة الأسماء والصفات ،يفسرها على تفسير الجهمية والمعتزلة ، وقد تأملت في كلامه فوجدت أنّه متأثرٌ جدًا بكاتبين :الأول "الفخر الرازي "والثاني "الزمخشري"،وهذان رأسا أهل الاعتزال .
لذلك لما تكلم عن الآيات التي فيها علو الله ،أولها بمعنى :الهيمنة وبمعنى القدرة .
ولما جاء عند الآيات التي تتكلم عن الاستواء أولها بمعنى : الاستيلاء ،وهذا تأويل المعتزلة والجهمية .
ولما جاء عند الآيات التي تتكلم عن صفة البصر صفة العين لله أولها بتأويل المعتزلة .
ولما جاء عند الآيات التي تتكلم عن إثبات اليدين لله أولها بتأويل الجهمية .
ولما جاء عند الآيات التي تتكلم عن علو الله كمثل ((إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)) تكلم عن رفعة المنزلة والمكانة والقهر ..إلى غير ذلك.
كذلك تعامله في الأحاديث لما سُئل عن الحديث المتواتر ((ارجعْ إلى ربِّكَ فسلْهُ التَّخفيَف إلى أمَّتكَ)) وهل يستدل به على علو الله ؟، قال :المعنى من ارجع إلى ربك أي: من المراجعة وليس من الرجوع : أي راجع ربك، مع أنّ الحديث فيه الدلالة الصريحة أنّه علا ثم نزل فمر بموسى .
كذلك الشعراوي ينطلق في باب التفسير في جهة الآداب من تفسير الصوفية ، فإنّه قد عايش الطرق الصوفية من ابتداء عمره لما نزح إلى القاهرة ،في ابتداء أمره وتربى على أيديهم وكان من الملازمين لحضور مجالس الصوفية ، وهناك في طنطا في الاحتفال بالمولد المتعلق بالبدوي ، فهو في التفسير لمّا تكلم عن الوسيلة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)) ضمّن فيها التوسل بالأولياء الأموات وأنّه يُتوسَلُ بهم وأنّهم وسيلتُنا إلى الله وصرح بهذا في تفسيره ، وصرح بهذا في كتبه حتى أنّه كان يقول ــ طاعنًا في أئمة أهل السُنّة ــــ : الذين ينكرون التوسل بالأموات يقول : هولاء أغبياء لا يفهمون كلام الله !!!.
كذلك لمّا انطلق في أبواب مسائل القبور في تفسيره انطلق من منطلق الصوفية فاستدل على جواز دخول القبور في المساجد، وأنْ تبنى المساجد على القبور استدل بآية سورة الكهف (( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا))وأطال الكلام في هذه الآية وتكلم في تفسيره المسموع وتفسيره المقروء تكلم قال: إنّ الذين يحرمون بناء المساجد على القبور هولاء أغبياء لا يفهمون القرآن ، قال :إذ كيف يُذكر في هذه الآية أنّ الله أثنى على هولاء !!!.
وتكلم بكلام باطل ،وحمل كتاب الله مالا يحتمل .
ومن عجيب شأنه أنّه يرد عليه أنّ الله ـــ جلّ وعلا ــــ قال عن نبي الله سليمان ـــ عليه السلام ــــ ((يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ))،((استدل بها على مشروعية عمل التماثيل .. بنت عمر)) فهل يشرعُ في ديننا عمل التماثيل ؟ ثم أين أثنى الله على هولاء الذين هم من أهل الكهف الذين تكلموا في أهل الكهف، واتخذوا عليهم مسجدا ،وقد جاء بيان السُنّة ((لعنَ اللَّهُ اليَهودَ والنَّصارى اتَّخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ)) وليس المراد البحت في هذا لكنْ بيان منهجية الرجل .فالحاصل أنّ الرجل ينطلقُ في باب الاعتقاد من باب الجهمية والمعتزلة ، وينطلق في باب الآداب من باب الصوفية .
أسألُ اللهَ أنْ ينفعَ بما أكتبُ
---
الشيخ محمد سعيد رسلان
يبيّنُ حال الشعراوي
http://www.mediafire.com/download.php?ze3ymmzygzg
التفريغ السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا الكريم بارك الله فيكم: ما قولكم في الشيخ محمد متولي الشعراوي؟ فهناك بعض الناس الذين ينشرون عنكم أنكم تُزَكُّونه، بارك الله فيكم.
http://www.mediafire.com/download.php?ze3ymmzygzg
التفريغ السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا الكريم بارك الله فيكم: ما قولكم في الشيخ محمد متولي الشعراوي؟ فهناك بعض الناس الذين ينشرون عنكم أنكم تُزَكُّونه، بارك الله فيكم.
أجاب الشيخ محمد سعيد رسلان:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيكم بارك الله.
الشيخ الشعراوي -غفر الله له- كان صوفيا مُحترقا، وكانت له في التصوفِ شطحاتٌ عجيبة، وكان دائمَ التعلق بالاضرحة و يغشى الموالد، وكان أشعريا جَلْدا، وقد ذكرَ العلامةُ الالبانيُ –رحمه الله تعالى- ما يتعلقُ بتأويله للصفات، وكان قد التقاه في بعض السفرات .
والشعراوي –غفر الله له-أول من فَتَقَ في الأمة فَتْقَ التفسيرِ بالعامية ،ولم يجرؤ احدٌ قبله على تناول القرآن بغير الفصحى، وقد تتابعَ بعده كلُ الذين تكلموا في الدين بالعامية، وفُتِقَ في دينِ الله هذا الفَتْقُ العظيم الذي يتواردُ عليه الآن كلُ من ملك لسانه، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيكم بارك الله.
الشيخ الشعراوي -غفر الله له- كان صوفيا مُحترقا، وكانت له في التصوفِ شطحاتٌ عجيبة، وكان دائمَ التعلق بالاضرحة و يغشى الموالد، وكان أشعريا جَلْدا، وقد ذكرَ العلامةُ الالبانيُ –رحمه الله تعالى- ما يتعلقُ بتأويله للصفات، وكان قد التقاه في بعض السفرات .
والشعراوي –غفر الله له-أول من فَتَقَ في الأمة فَتْقَ التفسيرِ بالعامية ،ولم يجرؤ احدٌ قبله على تناول القرآن بغير الفصحى، وقد تتابعَ بعده كلُ الذين تكلموا في الدين بالعامية، وفُتِقَ في دينِ الله هذا الفَتْقُ العظيم الذي يتواردُ عليه الآن كلُ من ملك لسانه، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وما كان من كلامٍ لي فيه قديما؛ ففيه:
أولاً: أني لم أكن متابعا له في حَلْقَاتِ تفسيره، ولا في حركةِ حياته.
أولاً: أني لم أكن متابعا له في حَلْقَاتِ تفسيره، ولا في حركةِ حياته.
ثانياً:
أنهُ كانَ معروفاً عنه قولُه: "أتعاملُ مع اليهودِ والنصارى ولا أتعاملُ
مع الإخوانِ المسلمين"، وكانَ –غفرَ اللهُ له- يُحذِّرُ من الجماعات
تحذيراً شديداً في وقتٍ كانت المحنةُ فيه بالجماعةِ في مصر على أشُدِّها،
وتلك أيامٌ عشناها وعانيناها.
ثالثاً:
قد أثنى عليه ثناءً طيباً بعدموته مباشرةً الشيخُ العلامة: عبدالعزيز آل
الشيخ المُفتي الحالي، ونَشَرت ثناءَهُ وقتها جريدةٌ كانت تَصْدُرُ في ذلكَ
الوقت وكانت تسمى "المسلمون" فيما أذكر فظننتُ أنهُ –بارك الله فيه وحفظه-
يعلمُ من عقيدتهِ مالا أعلم؛ لأن الشعراوي ظلَ سنواتٍ يُدَرِّسُ في أم
القرى.
على
كلِ حال فما كان من كلامٍ قديمٍ فيه فقد كان كما يقولُ أهلُ النقد من بابِ
المُعادِل المَوْضوعيّ) هو أن تتخِذَ شيئاً وسيلةً لشيءٍ تُريدُه، من غيرَ
أن تقصُدَ الأول أو تُريدُه .
ولذلك فلم نجعل مَن سجَّلَ ذلك الكلام في حِلٍ من نشرِه، ودليلُ ذلك أنكَ لاتجدُهُ على الموقع .
ولذلك فلم نجعل مَن سجَّلَ ذلك الكلام في حِلٍ من نشرِه، ودليلُ ذلك أنكَ لاتجدُهُ على الموقع .
وقولي في الرجل - غفر الله له- : "أنه صوفيٌ محترق، وأشعريٌ جَلْد،
وقد فَتَقَ في الأمة فَتْقَ تناولِ كتابِ اللهِ تعالى بالعامية " ونحو هذا
الكلام قُلتُهُ من سنوات في لقاءٍ مع الإذاعةِ المِصْريَّة "إذاعةِ وسط
الدلتا"، وهذا ما أدينُ اللهَ تعالى به -واللهُ المُوفِّق-.
وكلُ
من نَشَرَ الكلامَ القديم فلا نجعلهُ في حِل وعليهِ من اللهِ ما يستحقُه،
هؤلاء في الغالب هم أهلُ الفتنة؛ فتنةِ الحداديةِ المصرية؛ الذين يُشيعونَ
الفتنِ بينَ المسلمين؛ أولئكَ الكَذَبة، الذينَ يَفترونَ على الناسِ ما
ليسَ فيهم ويلتمسونَ للبُرءاءِ العيب، نسألُ الله -تبارك وتعالى- أن
يعاملهم بعدله.
وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
--
الشعراوي كما عرفته تجاوز الله عنه
المصدر http://www.saadalhusayen.com/index.php?option=com_content&view=article&id=66:2013-09-10-18-51-00&catid=11:exemplecategorie&Itemid=2
--
الشيخ سعد الحصين الشعراوي كما عرفته تجاوز الله عنه الأستاذ محمد متولي شعراوي كان أحد أساتذتي أربع سنوات بكليّة الشّريعة بمكة وهي أوّل كُلِّيّة للتعليم العالي في جزيرة العرب ، قبل أن تتحول قبل عشرين سنة إلى (جُزْئية) من جزئيات جامعة الملك عبد العزيز شطر مكة ، ثم إلى جزئية من جزئيّات جامعة أم القرى بمكة المباركة . وكان تجاوز الله عنه خفيف الظّل مؤهّل للخطابة وللوعظ القصصي المبتدع . وكان يدرّسنا البلاغة منذ عام 1373 هـ ، ويمزج درسه ببعض ما قرأه عن الفنون العصرية ، وكأنّما كان يحرص على الإبتعاد عمّا كان يعرفه النّاس عن الأزهريّين من الإقتصار على العلوم الشّرعيّة . أذكر مرّة في درس البلاغة الفنّ الوحيد الذي تخصّص في تدريسه أنّه ترك البلاغة بلا سبب ظاهر وأخذ يشرح لنا بالقول والرّسم كيف تطير الطائرة وعلاقة ذلك بالرّيح ّوالمراوح (لم يكن للنّفّاثات وجود يومها)، كانت معلوماته كثيرة ومتناثرة وذاكرته قويّة ولكنّه لم يكن يفرِّق بين الحديث الصّحيح والضّعيف والموضوع، ولا بين السّنّة والبدعة، ولا بين التّوحيد (دعاء الله وحده) والشّرك الأكبر (دعاء غير الله)، ولا بين التّفسير الشرعي للقرآن بالمأثور عن النّبي صلى الله عليه وسلم وهو المكلّف ببيانه: {لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم}، وعن صحابته والتّابعين لهم بإحسان في القرون الخيِّرة، وبين التّفسير البدْعي المبنيّ على الفكر (في القرن الماضي بخاصة) بل كان أكثر اعتماده (إن لم يكن كلّه) على هذا النّهج الضالّ عمّا كان عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعوهم رضي الله عنهم وأرضاهم :
1 ) مما أذكره من خروجه عن نهج السّلف: تفسير كلمة (ذرّة) في مثل قول الله تعالى: {لا يعزب عنه مثقال ذرّة} بما وُصِف حديثاً بأنّه أصغر جزء في التّفاعل الكيميائي (atom)، وهذا بلا شكّ مخالف لبيان النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفهْم أصحابه وتابعيهم الذين نزل القرآن بلغتهم رضي الله عنهم وأرضاهم ولا يجوز تفسير القرآن بغيرها، أمّا تفسير الشعراوي لهذه الكلمة فهو تفسير لليقين بالظّنّ، وقولٌ على الله بغير علم.
2 ) ويقول الشعراوي تجاوز الله عنه: أنّه يمكن الوصول إلى الجنّة بأحد طريقين: الطريق المعروف (أن تعبد الله تعالى طمعاً في جنّته وخوفاً من ناره) وطريق رابعة العدويّة التي تقول : اللهم إن كنت أعبدك طمعاً في جنّتك فاحرمني منها ، وإن كنت أعبدك خوفاً من نارك فأدخلني فيها . والله تعالى يقول لعباده : {وادعوه خوفاً وطمعاً}.
3) ولم أره مرّة أنكر ما عليه أكثر المبتدعة من الشرك الأكبر بصرف شيء من العبادة لغير الله، وعندما يمرّ على آية تأمر بإفراد الله بالعبادة وتنهى عن دعاء غير الله معه: {وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} {ومن أضلّ ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة} {فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره} لا يكاد يذكر شيئاً عن أوّل ما أمر الله ورسله به ولا عن أوّل ما نهى الله ورسله عنه، مع كثرة استطراداته وشطحاته. بل كان يدرّس عدد سنين في وثن باسم الحسين رضي الله عنه فلا ينهى من يطوف بالوثن ويطلب المدد، وعندما نبّهه أحد الدّعاة إلى الله قال: إنّ الذي يطوف ويدعوا لا يقصد إلا الله وإنّما يتقرّب بالحسين إلى الله، وهذه حجّة المشركين: {ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى}، بل سمعته يسخر تجاوز الله عنه ممن يعمل بأحاديث الصحيحين في النّهي عن اتّخاذ القبور مساجد (في مثل الأوثان المبنية على ما يسمّى قبر الحسين والسّيدة زينب في القاهرة ودمشق ومئات بل آلاف من مثلها في بلاد المسلمين العرب والعجم) بدليل قول الله تعالى عمن غلبوا على أصحاب الكهف: {لنتّخذنّ عليهم مسجداً}، قال: ولم يقل الله أنّهم أخطأوا، وبدليل لغويّ من اختراعه: أنّ البناء على الضّريح في المسجد يسمّى (مقصورة)، [فالبناء مقصور على القبر ومفصول عن المسجد]، وأعجب كيف أقام في مكّة المباركة بضع عشرة سنة ولم يصحح فكره عن التّوحيد والشرك، ولكنّه وجد في مكّة من الوافدين إليها من يزيده ثباتاً على خطئه، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأرجوا الله أن يعذرهم بجهلهم.
4) ومنذ عرفناه لم نثق بما يقول في التّوحيد ولا في التّفسير ولا في الحديث ولا في الفقه ولا في أيّ علم أو فنٍّ غير البلاغة، فهو مثل كلّ أو أكثر الواعظين القصّاصين يخلط بين الغثّ والسّمين والفكر والوحي واليقين والظّنّ.
5 ) ومن أمثلة القول على الله بغير علم : قوله في تفسير {قل انظرروا ماذا في السّماوات والأرض}: الشمس تبعد عنّا 8 دقائق ضوئية والثانية الضوئية تساوي (300،000) كيلو متر. وفي تفسير {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}: (ومن العجب أن العناصر المكوِّنة للإنسان هي نفسها المكوِّنة لطين التّربة الخصبة مما يدلّ على تأكيد الصّدق في أنّ الله خلقنا من طين … وأهمّ هذه العناصر الأوكسجين، الكربون، الهدروجين، النّتروجين) وعدّ 14 عنصراً، وهو لا يعرف عن هذا الأمر أكثر من: سمعت الناس يقولون شيئاً فَقُلْتُه والحقيقة أنّ كلّ من افترى على التّفسير ما سُمِّيَ: الإعجاز العلمي في القرآن من طنطاوي جوهري إلى مصطفى محمود ومن تبعهم مثل الزّنداني وزغلول النّجّار وعبد الله المصلح قاصرون في العلم الشرعي والعلوم العصريّة (النّظريّات الكونيّة)، وقد بهرهم الفكر الأروبي فحسبوا أنّهم يحسنون صنعاً بربطهم هذا الظنّ بيقين القرآن تجاوز الله عنهم وكفى الإسلام والمسلمين شرّهم.
سعد الحصين 1434/05/01
ولتحميل المقالالشعراوي كما عرفته تجاوز الله عنه
المصدر http://www.saadalhusayen.com/index.php?option=com_content&view=article&id=66:2013-09-10-18-51-00&catid=11:exemplecategorie&Itemid=2
الشيخ أحمد حماني رحمه الله
الرد على متولي الشعراوي
الحمدُ لله ربِّ العَالمين، والصَّلاَةُ وَالسَّلام عَلَى مَنْ أرْسَلَهُ اللهُ رَحمةً للعَالمين، وَعَلَى آلِه وَصَحْبِه وَإخْوَانِهِ إَلَى يَوْمِ الدِّينِ، أمَّا بَعْد:
فَهَذَا رَدٌّ صَريحٌ و غَيْرَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى دَعْوَةِ التَوْحِيدِ مِنْ رَجُلٍ تشَرَّبَ قَلبهُ هَذِهِ الدَعوة المُبَاركة، يُبَيِّنُ لنَا حَالَ أَحَدَ رُمُوزِ التَّصَوفِ فِي مِصْرَ وَ هُو مُحَمَّد مَتْوَلي الشّعراويّ الّذي أَحْدَثَ مَا أَحْدَثَ فِي بَلَدِنَا الجَزَائِر وَ فِي عُقُولِ أَبْنَائِهَا، وَ هُو الشّيخُ الفَقِيهُ: أَحْمَد حمّاني (ت: 1419هـ-1998م)؛ تلميذ الإمام العلامة ابن باديس والعلاّمة مبارك الميليّ رحمهما الله تعالى؛ و رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى في الجزائر من سنة (1972م) إلى سنة (1989م)، رحمهُ الله رحمةً واسعةً.
وهذا الردُّ جاء ضمن جوابِ الشيخ على سؤالٍ وجه إليهِ بعنوان: ( حُكم ما يصنعه الناّس عادةً أو تقليداً في المقابر) من طرف محمد .ت.ز.(بسكرة) بتاريخِ ( 15/01/1980م)، والجواب كان مطولاً لذا أكتفي بذكرِ الشاهد من الموضوع و الله تعالى الموفق.
قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله بعد أن أورد حديث: «اللّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»([1]):
(...ورغم هذا النّهي الصّريح، وهذا التّحذير الشّديد فإنّ بعضَ المسلمين لم يَنتهُوا، واتّبعوا سَنَن اليهود وسُنّتهم، وقلّدوا أهل الكتاب في طريقتهم، فاتّخذوا قُبُور (أوليائهم) مساجد، وشَدُّوا الرِّحَالَ إليها، وطَافُوا بها وتَمَسَّحُوا عليها، ومِنهم مَن يَدْعُوا سَاكِنِيهَا –مِن دُونِ اللهِ أو مَعَ اللهِ- لِجَلْبِ نَفْعٍ أو دَفْعِ ضَرٍّ، وربّما كانت خشيتُه منهم أكبر في نفوسهم مِن خشية الله، وحُبّهم إيّاه كحبّهم الله، ولا حول ولاّ قوّةَ إلاّ بالله، ﴿والّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾[البقرة:165]، وليسَ هذا الأمر قريبَ العَهْدِ بَلْ هو قديمٌ، وليسَ خاصًّا بقومٍ بل عَمَّ بلاد الإسلام. قال الشّوكاني رحمه الله:
« كَم قَد سَرَى من تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يَبكي لها الإسلام ، منها اعتقادُ الجَهَلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام ، وعَظُمَ ذلك فظنُّوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضُّرِّ، فجعلوها مَقْصِدًا لطلب قضاء الحوائج، وملجأ لنجاح المطالب ، وسألوا منها ما يسأله العبادُ من ربهم ، وشَدُّوا إليها الرِّحال ، وتَّمسَّحوا بها واستغاثوا ، وبالجُملة إنّهم لم يَدَعُوا شيئًا ممّا كانت الجاهليّة تفعله بالأصنام إلاّ فعلوه...
ومع هذا المنكر الشّنيع والكفر الفظيع، لا تَجِدُ مَن يَغْضَبُ للهِ، ويَغَارُ حميَّةً للدِّينِ الحَنِيف، لا عالمًا ولا متعلّمًا ولا أميرًا، ولا وزيرًا ولا ملِكًا. وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرا من هؤلاء القُبوريين - أو أكثرهم - إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجرا ، فإذا قيل له بعد ذلك : احلف بشيخك ومعتقدك ، الولي الفلاني ، تلعثم وتلكَّأ وأبى واعترف بالحق. وهذا من أبين الأدلة الدَّالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال: إنه تعالى ثاني اثنين أو ثالثُ ثلاثة »([2]).
وما ذكره الشّوكانيّ معروفٌ مُشَاهَدٌ - منذ أجيال- في كلِّ بلاد المسلمين وما رواه مِن تَقَاعُسِ العُلماء والمتعلّمِين والأمراء والوزراء دون الواقع بكثير، فإنّ الفتنة الكبرى والبلاء الأعظم جاء المسلمين مِن مُشَارَكَةِ بعضِ العُلماء في الحجّ إلى هذه القبور ودُعَاءِ أصحابها، واعتقادهم في «الأولياء» مِن سَاكِنِيهَا، فَيَوْمَ أن زُرتُ «القاهرة» في أواخر السّبعينات وصادف إقامة «مولد سيدي أحمد البدويّ» «والحجّ إليه» فذكرت الصّحف أنّ عدد «الحُجَّاج» زاد على مليونين اثنين، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر، ووزير الأوقاف «الشّؤون الدّينيّة» وكلاهُما مِن أشهر علماء الأزهر، والثّاني مكثَ في الجزائر بضع سنواتٍ، وأَحْيَا فِيهَا ما كانت قَضَتْ عليهِ الحركة الإصلاحيّة ودعوة عبد الحميد بن باديس و«جمعيّة العلماء المسلمين» قبلَ حَظْرِ نشاطِ نظامِها وعملِها كمنظَّمة.
فمسؤوليّة العلماء أعظمُ من مسؤوليّة الحكّام والأمراء والوزراء، ذلكَ أنّ العامَّةَ قد لا تُفتنُ بهم ولا تتّخذهم قدوةً في الدِّين، وإِن كانَ مِن أَوْكَدِ واجباتهم حمايةُ وصيانةُ المسلمين في أموالهم وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم. على أنَّ كثيراً مِن علماء المسلمين –أزهريين و غير أزهريين، قدماء و مُحْدَثين- أدَّوا واجبهم ، و أحيوا سنّة نبيِّهم، و بَصَّروا المسلمين بما جاء به دينهم، و حذَّروهم من البِدع و الضلالات و مِن فتنة القبور و المشاهد ، و على رأس هؤلاء، شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن قَيِّم الجوزية ، و أبو إسحاق الشاطبي، و ابن عبد الوهاب، و الشوكاني...).
ثم قال في آخرِ الجواب:
«(ملاحَظة: ... كما يُلاحَظُ أيضًا أنّ بعضَ عُلماء الأزهر وهو –الشّيخ- الشّعراويّ بَثَّ أثناءَ زيارتِهِ للجزائر كثيرًا مِن الضَّلالات، منها تقديسُ القبُور، والخُضُوع للقُبوريِّين، وقد تَوَلَّى مِن بعدُ الوزارةَ لشُؤُونِ الدِّين في مِصر، فلم يَحْذِفْ مَا يَقَعُ في المَوَالِيدِ القُبُوريَّة، بلْ ذَهَبَ وزَارَهَا وعَظَّمَهَا)([3])
======
[1] : أخرجه مالك في الموطأ مرسلا عن عطاء بن يسار ، كتاب قصر الصلاة في السفر ، باب جامع الصلاة ، رقم (424) ط- الرسالة ناشرون. قال ابن عبد البر في التمهيد (5/41) : ( لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث على ما رواه يحي سواء، و هو حديث غريب ، أعني قوله : «اللّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» و لا يكاد يوجد.
زعم أبو بكر البزار ، أنَّ مالكاً لم يتابعه أحد على هذا الحديث، إلا عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم.قال: و ليس بمحفوظ عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجهٍ من الوجوه، إلا من هذا الوجه، لا إسناد له غيره؛إلا أن عمر بن محمد أسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و عمر بن محمد ثقة، روى عنه الثوري و جماعة).
و قد وصله ابن عبد البر في التمهيد (5/43) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
[2] : نيل الأوطار (4/102) بواسطة فتاوى الشيخ أحمد حماني.
[3] : فتاوى الشّيخ أحمد حمّانيّ: استشارت شرعيّة ومباحث فقهيّة (88/2-89-90).طبعة عالم المعرفة - الجزائر-.
-------الرد على فتوى الشعراوي حول جواز الدفن في داخل المسجد
------------
الحمدُ لله ربِّ العَالمين، والصَّلاَةُ وَالسَّلام عَلَى مَنْ أرْسَلَهُ اللهُ رَحمةً للعَالمين، وَعَلَى آلِه وَصَحْبِه وَإخْوَانِهِ إَلَى يَوْمِ الدِّينِ، أمَّا بَعْد:
فَهَذَا رَدٌّ صَريحٌ و غَيْرَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى دَعْوَةِ التَوْحِيدِ مِنْ رَجُلٍ تشَرَّبَ قَلبهُ هَذِهِ الدَعوة المُبَاركة، يُبَيِّنُ لنَا حَالَ أَحَدَ رُمُوزِ التَّصَوفِ فِي مِصْرَ وَ هُو مُحَمَّد مَتْوَلي الشّعراويّ الّذي أَحْدَثَ مَا أَحْدَثَ فِي بَلَدِنَا الجَزَائِر وَ فِي عُقُولِ أَبْنَائِهَا، وَ هُو الشّيخُ الفَقِيهُ: أَحْمَد حمّاني (ت: 1419هـ-1998م)؛ تلميذ الإمام العلامة ابن باديس والعلاّمة مبارك الميليّ رحمهما الله تعالى؛ و رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى في الجزائر من سنة (1972م) إلى سنة (1989م)، رحمهُ الله رحمةً واسعةً.
وهذا الردُّ جاء ضمن جوابِ الشيخ على سؤالٍ وجه إليهِ بعنوان: ( حُكم ما يصنعه الناّس عادةً أو تقليداً في المقابر) من طرف محمد .ت.ز.(بسكرة) بتاريخِ ( 15/01/1980م)، والجواب كان مطولاً لذا أكتفي بذكرِ الشاهد من الموضوع و الله تعالى الموفق.
قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله بعد أن أورد حديث: «اللّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»([1]):
(...ورغم هذا النّهي الصّريح، وهذا التّحذير الشّديد فإنّ بعضَ المسلمين لم يَنتهُوا، واتّبعوا سَنَن اليهود وسُنّتهم، وقلّدوا أهل الكتاب في طريقتهم، فاتّخذوا قُبُور (أوليائهم) مساجد، وشَدُّوا الرِّحَالَ إليها، وطَافُوا بها وتَمَسَّحُوا عليها، ومِنهم مَن يَدْعُوا سَاكِنِيهَا –مِن دُونِ اللهِ أو مَعَ اللهِ- لِجَلْبِ نَفْعٍ أو دَفْعِ ضَرٍّ، وربّما كانت خشيتُه منهم أكبر في نفوسهم مِن خشية الله، وحُبّهم إيّاه كحبّهم الله، ولا حول ولاّ قوّةَ إلاّ بالله، ﴿والّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾[البقرة:165]، وليسَ هذا الأمر قريبَ العَهْدِ بَلْ هو قديمٌ، وليسَ خاصًّا بقومٍ بل عَمَّ بلاد الإسلام. قال الشّوكاني رحمه الله:
« كَم قَد سَرَى من تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يَبكي لها الإسلام ، منها اعتقادُ الجَهَلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام ، وعَظُمَ ذلك فظنُّوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضُّرِّ، فجعلوها مَقْصِدًا لطلب قضاء الحوائج، وملجأ لنجاح المطالب ، وسألوا منها ما يسأله العبادُ من ربهم ، وشَدُّوا إليها الرِّحال ، وتَّمسَّحوا بها واستغاثوا ، وبالجُملة إنّهم لم يَدَعُوا شيئًا ممّا كانت الجاهليّة تفعله بالأصنام إلاّ فعلوه...
ومع هذا المنكر الشّنيع والكفر الفظيع، لا تَجِدُ مَن يَغْضَبُ للهِ، ويَغَارُ حميَّةً للدِّينِ الحَنِيف، لا عالمًا ولا متعلّمًا ولا أميرًا، ولا وزيرًا ولا ملِكًا. وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرا من هؤلاء القُبوريين - أو أكثرهم - إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجرا ، فإذا قيل له بعد ذلك : احلف بشيخك ومعتقدك ، الولي الفلاني ، تلعثم وتلكَّأ وأبى واعترف بالحق. وهذا من أبين الأدلة الدَّالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال: إنه تعالى ثاني اثنين أو ثالثُ ثلاثة »([2]).
وما ذكره الشّوكانيّ معروفٌ مُشَاهَدٌ - منذ أجيال- في كلِّ بلاد المسلمين وما رواه مِن تَقَاعُسِ العُلماء والمتعلّمِين والأمراء والوزراء دون الواقع بكثير، فإنّ الفتنة الكبرى والبلاء الأعظم جاء المسلمين مِن مُشَارَكَةِ بعضِ العُلماء في الحجّ إلى هذه القبور ودُعَاءِ أصحابها، واعتقادهم في «الأولياء» مِن سَاكِنِيهَا، فَيَوْمَ أن زُرتُ «القاهرة» في أواخر السّبعينات وصادف إقامة «مولد سيدي أحمد البدويّ» «والحجّ إليه» فذكرت الصّحف أنّ عدد «الحُجَّاج» زاد على مليونين اثنين، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر، ووزير الأوقاف «الشّؤون الدّينيّة» وكلاهُما مِن أشهر علماء الأزهر، والثّاني مكثَ في الجزائر بضع سنواتٍ، وأَحْيَا فِيهَا ما كانت قَضَتْ عليهِ الحركة الإصلاحيّة ودعوة عبد الحميد بن باديس و«جمعيّة العلماء المسلمين» قبلَ حَظْرِ نشاطِ نظامِها وعملِها كمنظَّمة.
فمسؤوليّة العلماء أعظمُ من مسؤوليّة الحكّام والأمراء والوزراء، ذلكَ أنّ العامَّةَ قد لا تُفتنُ بهم ولا تتّخذهم قدوةً في الدِّين، وإِن كانَ مِن أَوْكَدِ واجباتهم حمايةُ وصيانةُ المسلمين في أموالهم وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم. على أنَّ كثيراً مِن علماء المسلمين –أزهريين و غير أزهريين، قدماء و مُحْدَثين- أدَّوا واجبهم ، و أحيوا سنّة نبيِّهم، و بَصَّروا المسلمين بما جاء به دينهم، و حذَّروهم من البِدع و الضلالات و مِن فتنة القبور و المشاهد ، و على رأس هؤلاء، شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن قَيِّم الجوزية ، و أبو إسحاق الشاطبي، و ابن عبد الوهاب، و الشوكاني...).
ثم قال في آخرِ الجواب:
«(ملاحَظة: ... كما يُلاحَظُ أيضًا أنّ بعضَ عُلماء الأزهر وهو –الشّيخ- الشّعراويّ بَثَّ أثناءَ زيارتِهِ للجزائر كثيرًا مِن الضَّلالات، منها تقديسُ القبُور، والخُضُوع للقُبوريِّين، وقد تَوَلَّى مِن بعدُ الوزارةَ لشُؤُونِ الدِّين في مِصر، فلم يَحْذِفْ مَا يَقَعُ في المَوَالِيدِ القُبُوريَّة، بلْ ذَهَبَ وزَارَهَا وعَظَّمَهَا)([3])
======
[1] : أخرجه مالك في الموطأ مرسلا عن عطاء بن يسار ، كتاب قصر الصلاة في السفر ، باب جامع الصلاة ، رقم (424) ط- الرسالة ناشرون. قال ابن عبد البر في التمهيد (5/41) : ( لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث على ما رواه يحي سواء، و هو حديث غريب ، أعني قوله : «اللّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» و لا يكاد يوجد.
زعم أبو بكر البزار ، أنَّ مالكاً لم يتابعه أحد على هذا الحديث، إلا عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم.قال: و ليس بمحفوظ عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجهٍ من الوجوه، إلا من هذا الوجه، لا إسناد له غيره؛إلا أن عمر بن محمد أسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و عمر بن محمد ثقة، روى عنه الثوري و جماعة).
و قد وصله ابن عبد البر في التمهيد (5/43) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
[2] : نيل الأوطار (4/102) بواسطة فتاوى الشيخ أحمد حماني.
[3] : فتاوى الشّيخ أحمد حمّانيّ: استشارت شرعيّة ومباحث فقهيّة (88/2-89-90).طبعة عالم المعرفة - الجزائر-.
-------الرد على فتوى الشعراوي حول جواز الدفن في داخل المسجد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:
فهذه وقفات مع فتوى للشيخ محمد متولي الشعراوي المفسر المصري حول جواز دفن الميت داخل المسجد!!
وفي البداية أضع لكم رابط المقطع الذي يحتوي على كلام الشعراوي :
http://www.soufia-h.com/soufia-h/vid.alsharawy.wmv
وهذا تفريغ لما جاء في المقطع:
قال المذيع للشعراوي: لو أن رجلا تبرع ببناء مسجد وشيد لنفسه بداخله قبر على نفقته الخاصة فهل هذا جائز؟
فأجاب الشعراوي: ايوه ولا فيه شيء!! أحنا النبي مهو قبره في المسجد، والأزهر موجود وقبور الأولياء كلها في المساجد.
التنطع ده سبنا منه !!!
جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي !!
يقلك: ( لعن الله من أتخذ قبور أنبيائهم مساجد ) مش دا الشاهد من الدليل بتاعهم؟
قله: أنتم أغبياء في الاستشهاد !!!
ما هو القبر؟ أيه القبر؟ عرفني القبر هو ايه؟ ما هو القبر؟
فقال المذيع: هو المكان ...
فقاطعه الشعراوي قائلاً: الذي فيه جثة الراجل. هل هذا اتخذ قبراً؟ اتخذ مسجداً ؟ ولا معمول عليه سور حتى بيسموه ايه؟
فقال المذيع: ضريح.
فقال الشعراوي: لا دا الاسم الضريح، إنما يسموه ايه ؟! شيء لا يتعدى عن ( كلمة غير واضحة ) .
فقال المذيع: مقصورة.
فقال الشعراوي: مقصورة؛ معنى مقصورة يعني أيه؟ مقصورة على الدفن لا تتعداه لأي حدث.
فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى، أغبياء يا أخي !!!
نقلهم باء روحوا اهدموا القبر بتاع النبي ! فإن قيل خصوصية للنبي قله: لا أبوبكر مدفون فيها وعمر.
ونصلي في الصفة والقبر أمامنا !! ونصلي في الروضة والقبر على يسارنا ونصلي في منزل الوحي والقبر على يميننا ونصلي في المواجهة والقبر خلفنا.
إذن القبرية لا دخل لها. نعم!!
مش حنستدل عليهم : ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً )ولم ينكرها الله ) !!!.
ـــــــ
يتضح من كلام الشعرواي:
- أنه يقول بجواز دفن الأولياء في المساجد، سواء أُدخل القبر إلى المسجد أو بني المسجد على القبر.
لأنه يقول: ( القبرية لا دخل لها ) !
- وأن معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود ..." اتخاذ القبر مصلى.
لأنه يقول: ( مقصورة؛ معنى مقصورة يعني أيه؟ مقصورة على الدفن لا تتعداه لأي حدث.
فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى ) .
- وأنه يجوز استقبال القبر أثناء الصلاة.
لأنه قال: (ونصلي في الصفة والقبر أمامنا ) .
- ويصف مخالفيه في هذه المسألة بالتنطع والغباء وعدم الفهم.
لأنه يقول: ( التنطع ده سبنا منه !!!
جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي !! يقلك: ( لعن الله من أتخذ قبور أنبيائهم مساجد ) مش دا الشاهد من الدليل بتاعهم؟ قله: أنتم أغبياء في الاستشهاد !!! )
وقال: (فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى، أغبياء يا أخي !!! ) .
- وأن من أدلته في جواز دفن الأولياء داخل المساجد وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما داخل المسجد.
كما أنه يستدل على جواز ذلك بآية الكهف ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) .
ـــــــــ
ولي مع كلامه عدة وقفات وأسأل الله التوفيق والسداد:
أولاً: بالنسبة لمسألة دفن الأولياء داخل المساجد أو بناء المساجد على قبورهم فقد قال بعض أهل العلم بأن ذلك محرم وقال البعض الآخر بأن ذلك مكروه وقصد بعض من قال بالكراهة الكراهة التحريمية، وأما الشعراوي فيقول بالجواز بدون كراهة كما هو واضح من كلامه .
وإليك بعض فتاوى بعض أهل العلم في هذه المسألة:
- قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه " الأم " (1/317) : ( وأكره أن يبنى على القبر مسجد، وأن يسوى أو يصلى عليه وهو غير مسوى أو يصلى إليه ) .
- وقال الإمام النووي رحمه الله : ( واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث. قال الشافعي والأصحاب: وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحاً أو غيره ) " المجموع " (5/316) .
- قال الإمام محمد بن الحسن رحمه الله تلميذ الإمام أبي حنيفة رحمه الله : ( لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجد ) " كتاب الآثار " (ص45) كما في « تحذير الساجد » للألباني.
والكراهة عند الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم، كما هو معروف لديهم.
- وقال أيضاً: ( يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد ) المصدر السابق (10/380) .
- وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله : ( فصل : ويكره البناء على القبر، وتجصيصه، والكتابة عليه لما روى مسلم في " صحيحه " قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه، وأن يقعد عليه ". زاد الترمذي وأن يكتب عليه. وقال: هذا حديث حسن صحيح . ولأن ذلك من زينة الدنيا ، فلا حاجة بالميت إليه .
وفي هذا الحديث دليل على الرخصة في طين القبر، لتخصيصه التجصيص بالنهي ونهى عمر بن عبد العزيز أن يبنى على القبر بآجر، وأوصى بذلك. وأوصى الأسود بن يزيد أن لا تجعلوا على قبري آجرا وقال إبراهيم كانوا يكرهون الآجر في قبورهم .
وكره أحمد أن يضرب على القبر فسطاط وأوصى أبو هريرة حين حضره الموت أن لا تضربوا علي فسطاطا .
فصل: ويكره الجلوس على القبر، والاتكاء عليه، والاستناد إليه، والمشي عليه، والتغوط بين القبور؛ لما تقدم من حديث جابروفي حديث أبي مرثد الغنوي: " لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها "صحيح . وذكر لأحمد أن مالكا يتأول حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يجلس على القبور أي للخلاء .
فقال : ليس هذا بشيء، ولم يعجبه رأي مالك وروى الخلال بإسناده عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن أطأ على جمرة، أو سيف، أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم، ولا أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أووسط السوق "رواه ابن ماجه .
فصل: ولا يجوز اتخاذ السرج على القبور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لعن الله زوارات القبور، المتخذات عليهن المساجد والسرج" رواه أبو داود ، والنسائي ، ولفظه : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو أبيح لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، ولأن فيه تضييعا للمال في غير فائدة ، وإفراطا في تعظيم القبور أشبه تعظيم الأصنام ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر; ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر مثل ما صنعوا . متفق عليه .
وقالت عائشة : إنما لم يبرز قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يتخذ مسجدا، ولأن تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرب إليها، وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات، باتخاذ صورهم، ومسحها، والصلاة عندها ... الخ) ." المغني " (3/439-441) من الطبعة الرابعة.
– وقال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر عن اقتراف الكبائر" (1/244- 246 ) : " الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثاناً، والطواف بها، واستلامها،والصلاة إليها ".
" [ تنبيه ] : عد هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية، وكأنه أخذ ذلك مما ذكرته من الأحاديث، ووجه اتخاذ القبر مسجداً منها واضح، لأنه لعن من فعل ذلك بقبور أنبيائه، وجعل من فعل ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله تعالى يوم القيامة، ففيه تحذير لنا كما في رواية : " يحذر ما صنعوا " أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك من أن يصنعوا كصنع أولئك، فيلعنوا كما لعنوا، ومن ثم قال أصحابنا : تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبركاً وإعظاماً، ومثلها الصلاة عليه للتبرك والإعظام، وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من الأحاديث المذكورة لما علمت، فقال بعض الحنابلة : " قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركاً به عين المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وابتداع دين لم يأذن به الله، للنهي عنها ثم إجماعاً، فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، أو بناؤها عليها والقول بالكراهة محمول على غير ذلك، إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله، ويجب المبادرة لهدمها، وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار، لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه نهى عن ذلك، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة، وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر، ولا يصح وقفه ونذره . انتهى " .
- قال الحافظ العراقي : ( فلو بنى مسجداً يقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإن شرط ان يدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفة وقفه مسجداً ) . نقله المناوي في " فيض القدير " (5/274) وأقره كما في " تحذير الساجد " للألباني.
– وفيما يلي أنقل فتوى الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله شيخ الأزهر السابق:
من أحكام المساجد .
الموضوع (319) الدفن فى المسجد غير جائز .
المفتى : فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم .
جمادى الأولى 1359 هجرية - 22 من يونيه 1940 م .
المبادئ:
1 - لا يجوز دفن الموتى فى المساجد .
2 - إذا دفن الميت فى المسجد نبش عندالإمام أحمد .
سئل: كتبت وزارة الأوقاف ما يأتي - يوجد بوسط مسجد عز الدين أيبك قبران ورد ذكرهما فيالخطط التوفيقية وتقام الشعائر أمامهما وخلفهما.
وقد طلب رئيس هذا المسجد إلىمحافظة مصر دفنه في أحد هذين القبرين لأن جده الذي جدد بناء المسجد مدفون بأحدهما.
فنرجو التفضل ببيان الحكم الشرعي في ذلك.
أجاب:اطلعنا على كتاب الوزارة رقم 2723 المؤرخ 21 - 3 - 1940 المطلوب به بيان الحكمالشرعي فيما طلبه رئيس خدم مسجد عز الدين أيبك من دفنه في أحد القبرين اللذين بهذاالمسجد.
ونفيد أنه قد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يجوز أن يدفن في المسجد ميت لا صغير ولا كبير ولا جليل ولا غيره.
فإن المساجد لا يجوز تشبيهها بالمقابر.
وقال في فتوى أخرى إنه لا يجوز دفن ميت في مسجد فإن كان المسجد قبل الدفن غير إما بتسوية القبر وإما بنبشه إن كان جديدا الخ وذلك لأن في الدفن في المسجد إخراجا لجزء من المسجد عما جعل له من صلاة المكتوبات وتوابعها من النفل والذكر وتدريس العلم وذلك غير جائز شرعا.
ولأن اتخاذ قبر في المسجد على هذاالوجه الوارد في السؤال يؤدى إلى الصلاة إلى هذا القبر أو عنده.
وقد وردت أحاديث كثيرة دالة على حظر ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيميةفي كتابه "اقتضاءالصراط المستقيم" صفحة 158 ما نصه إن النصوص عن النبي صلى اللّه عليه وسلم تواترت بالنهى عن الصلاة عند القبور مطلقا واتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها.
ومنالأحاديث ما رواه مسلم عن أبى مرثد قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.
وقال ابن القيم نص الإمام أحمد وغيره على أنه إذا دفن الميت في المسجد نبش وقال - أي ابن تيمية - لا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه وكان الحكم للسابق إلى آخر ماقال في كتابه زاد المعاد.
وقال الإمام النووي في شرح المهذب صفحة 316 ما نصه اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهورابالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث.
قال الشافعي والأصحاب - وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحا أو غيره قال الحافظ أبو موسى قال الإمام الزعفراني رحمه اللّه.
ولا يصلى إلى قبر ولا عنده تبركا به ولا إعظاما له للأحاديث وقدنص الحنفية على كراهة صلاة الجنازة في المسجد لقوله عليه الصلاة والسلام من صلى على جنازة في المسجد فلا أجر له وعلل صاحب الهداية هذه الكراهة بعلتين إحداهما أن المسجد بني لأداء المكتوبات يعنى وتوابعها من النوافل والذكر وتدريس العلم.
وإذا كانت صلاة الجنازة في المسجد مكروهة للعلة المذكورة كراهة تحريم كما هوإحدى الروايتين وهى التي اختارها العلامة قاسم وغيره كان الدفن في المسجد أولى بالحظرلأن الدفن في المسجد فيه إخراج الجزء المدفون فيه عما جعل له المسجد من صلاةالمكتوبات وتوابعها.
وهذا مما لا شك في عدم جوازه شرعا . وبما ذكرنا علمالجواب عن السؤال متى كان الحال كما ذكر . اهـــ.
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=3171 – وقال الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - (1893-1963م) :
( شُرعت الصلاة في الإسلام لتكون رِباطًا بين العبد وربِّه، يقضي فيها بين يديه خاشعًا ضارعًا يُناجيه، مُستشعرًا عظمته، مُستحضرًا جلالَه، مُلتمسًا عَفْوَهُ ورِضاه؛ فتسمو نفسه، وتزكو روحه، وترتفع هِمَّتُه عن ذُلِّ العبودية والخضوع لغير مَوْلاه ( إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) .
وكان من لوازم ذلك الموقف، والمُحافظة فيه على قلب المُصلِّي، أن يخلص قلبه في الاتجاه إليه ـ سبحانه ـ وأن يُحال بينه وبين مشاهدَ مِن شأنها أن تبعث في نفسه شيئًا مِن تعظيم غير الله، فيصرف عن تعظيمه إلى تعظيم غيره، أو إلى إشراكِ غيره معه في التعظيم.
ولذلك كان مِن أحكام الإسلام فيما يختصُّ بأماكن العبادة تطهيرها من هذه المشاهد ( وعَهِدْنَا إلَى إبراهيمَ وإسماعيلَ أنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ للطَّائِفِينَ والعَاكِفِينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ) . ( الآية: 125 من سورة البقرة )، ( وإذْ بَوَّأْنَا لإبراهيمَ مكانَ البيتِ أنْ لا تُشْرِكْ بِي شيئًا وطَهِّرْ بَيْتِيَ للطائِفينَ والقَائمينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ) . ( الآية 26 من سورة الحج ) ( إنَّمَا يَعْمُرُ مساجدَ اللهِ مَن ءَامَنَ باللهِ واليومِ الآخِرِ وأقامَ الصلاةَ وآتَى الزكاةَ ولمْ يَخْشَ إلا اللهَ ) . ( الآية: 18 من سورة التوبة ) . ( وأنَّ المَساجدَ للهِ فلا تَدْعُوا معَ اللهِ أحَدًا ) . ( الآية: 18 من سورة الحج ) .
تسرُّب الشِّرْكِ إلى العبادة:
وما زَلَّ العقل الإنساني وخرج عن فطرة التوحيد الخالص ـ فعبَد غير الله، أو أشرك معه غيره في العبادة والتقديس ـ إلا عن طريق هذه المَشاهد التي اعتقدَ أن لأربابها والثَّاوِينَ فيها صلةً خاصةً بالله، بها يَقْرُبونَ إليه، وبها يَشْفَعُونَ عنده؛ فعظَّمها واتَّجه إليها، واستغاث بها، وأخيرًا طافَ وتعلَّق، وفعَل بين يديها كل ما يفعله أمام الله من عبادةٍ وتقديس.
لا تتخذوا القبور مساجد:
والإسلام من قواعده الإصلاحية أن يَسُدَّ بين أهله وذرائعِ الفساد، وتطبيقًا لهذه القاعدة، صحَّ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ( إنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتَّخِذون قُبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألَا فلا تَتَّخِذُوا القُبورَ مساجدَ، إنِّي أنْهَاكمْ عن ذلك ) . نهَى الرسول، وشدَّد في النهْي عن اتِّخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وذلك يَصْدُقُ بالصلاة إليها، وبالصلاة فيها، وأشار الرسول إلى أن ذلك كان سببًا في انحراف الأمم السابقة عن إخلاص العبادة لله.
وقد قال العلماء إنه لمَّا كثُر المسلمون، وفكَّر أصحاب الرسول في توسيع مسجده، وامتدت الزيادة إلى أن دخلتْ فيه بيوت أمهات المؤمنين، وفيها حُجرة عائشة، مَدْفَنُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبيْه أبي بكر وعمر فبَنَوْا على القَبْر حيطانًا مرتفعة تدور حوله مَخافة أن تظهر القبور في المسجد فيُصلي إليها الناس، ويقعوا في الفِتْنة والمَحظور.
واجب المسلمين نحو الأضْرحة:
وإذا كان الافتتان بالأنبياء والصالحين، كما نراه ونعلمه، شأن كثير من الناس في كل زمان ومكان، فإنه يجب ـ مُحافظةً على عقيدة المسلم ـ إخفاء الأضْرحة من المساجد، وألَّا تُتَّخَذَ لها أبوابٌ ونوافذُ فيها، وبخاصة إذا كانت في جهة القبلة. يجب أن تُفصل عنها فصلًا تامًّا بحيث لا تقع أبصار المُصلين عليها، ولا يتمكَّنون من استقبالها وهم بين يدي الله، ومن بابٍ أولَى يجب منْع الصلاة في نفس الضريح، وإزالة المَحاريب من الأضرحة.
وإنَّ ما نراه في المساجد التي فيها الأضرحة، ونراه في نفس الأضرحة، لمَا يبعث في نفوس المؤمنين سرعة العمل في ذلك، وِقايةً لعقائد المسلمين وعباداتهم من مظاهر لا تَتَّفِقُ وواجبَ الإخلاص في العقيدة والتوحيد، ومِن هنا رأى العلماء أنالصلاة إلى القبْر أيًّا كان مُحرَّمةٌ، ونُهِيَ عنها، واستظهر بعضهم بحُكم النهي بُطلانها؛ فليتنبَّه المسلمون إلى ذلك، وليُسرع أولياء الأمر في البلاد الإسلامية إلى إخلاص المساجد للهِ كما قال الله: ( وأَنَّ المَساجدَ للهِ فلا تَدْعُوا معَ اللهِ أحَدًا ) ) . أ.هـ نقلاً من كتابه « الفتاوى » .
– وقال الشيخ علي محفوظ رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في كتابه "الابداع في مضار الابتداع" (201-202 ) :
بناء المساجد على القبور: ومن هذه البدع بناء المساجد على القبور ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " رواه أبو داود والترمذي وحسنة وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها " أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية فذكرت ما رأته فيها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله " والسر فيه ما تقدم في اتخاذها مساجد ) اهـ .
وقال (ص198) : ( وقد أفتى جمع من العلماء بهدم كل ما بقرافة مصر من الأبنية منهم العلامة ابن حجر – يقصد الهيتمي – إذ قال في " الزواجر " : ( وتجب المبادرة لهدم المساجد والقباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه نهى عن ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة وتجب ازالة كل قنديل أو سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره ) اهـ، فينبغي لكل أحد هدم ذلك ما لم يخش منه مفسدة فيتعين الرفع للإمام...الخ) .
– فتوى الشيخ محمد عبد السلام الشقيري رحمه الله وهو من علماء مصر:
قال في كتابه " السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات " ( ص111) : ( أعلم أخي هداني الله وإياك ووفقنا لفهم حقائق شريعتنا الغراء أن بناء القباب على قبور المشايخ، وعمل التوابيت، وكسوتها بالأحمر والأخضر من غالي الأقمشة ونفيسها، وعمل المقاصير النحاس المفضضة والمذهبة وتعليق القناديل والمصابيح عليها، أو اسم المقبور، أو الأبيات الشعرية للإشادة بذكر الميت، وكذا بناء المساجد عليها لا شك أنه من اشتداد غضب الله على هذه الأمة، ولعنها وطردها من رحمته. ولا ريب أن هذا من أكبر الكبائر في الإسلام، وأفحش المعاصي التي يظن كثير من الطغام والجهلة والعوام أنها من أفضل القربات، وأعظم وأجل الطاعات، وإليكم بعض الأحاديث الواردة ... ) ثم ذكر بعض الاحاديث ومنها حديث " لعنة اللهعلىاليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهممساجد " وحديث " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنواعلىقبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عندالله تعالى يوم القيامة " .
- وقال محمد الغزالي في كتابه " ليس من الإسلام " (ص218) : ( فشا في بلاد كثيرة بناء المساجد على قبور الموتى إعزازاً لذكراهم وتقرباً إلى الله – كما يقال – بمحبتهم ومجاورتهم، مع أن النصوص قاطعة بمنع هذا العمل ولعن مرتكبيه.
وكان الأولى بهؤلاء البانين أن يَدَعُو الموتى إلى ما قدموا وأن يقفوا عند حدود الله فلا يعصون وصاياه، وهذه البدعة تسربت إلى المسلمين عن النصرانية بعد تحريفها.
فقد صح عن عائشة أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية وذكرت ما رأته فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور ! أولئك شرار الخلق عند الله " متفق عليه، وهذه البدعة دخلت النصرانية من الوثنية الأولى.
...ونهى رسول الله عن تجصيص القبور والبناء عليها، وكان يوصي جيوشه – وهو يطارد الوثنية في جزيرة العرب – ألا تدع صنماً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوتيه ... وقد دعا رسول الله ربه ألا يكون قبره بعده عيداً – موسماً – تتلقى إليه الوفود.
والخبراء بحقائق الإيمان وطبائع النفوس يعرفون وجه الحكمة فيما أمر الله ورسوله، من تحريم اتخاذ القبور مساجد، إن رجاء البركة أول ما يذكره الخارجون على هذه النصوص، أو المحرفون لها، لكن هذه البركة المزعومة سرعان ما تتحول إلى تقديس للهالكين واتجاه إليهم بالأدعية والنذور، واستصراخ بهم في الأزمات والنوائب.
فإن لم يكن الأمر شركاً محضاً، فهو مزلقة إليه، مهما كابر المعاندون، وقد رأيت عشرات من الظلامات المكتوبة، ترمى في ضريح الإمام الشافعي، أو ترسل إليه بالبريد!! وسمعت المئات من سفهاء العامة يلهثون بالنجوى الحارة حول قبر الإمام الحسين وغيره!! ولم أر أسفه من هؤلاء وأولئك إلا الذين يعتذرون عنهم، من صعاليك المتصوفة وأدعياء المعرفة ) .
– وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/295-296) طبعة مكتبة العبيكان:
تحريم المساجد والسرج على المقابر
جاءت الأحاديث الصحيحة الصريحة بتحريم بناء المساجد في المقابر واتخاذ السرج عليها.
1 - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
2 - روى أحمد وأصحاب السنن إلا ابن ماجه ، وحسنه الترمذي ، عن ابن عباس قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج.
3 - وفي صحيح مسلم عن عبد الله البجلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس ، وهو يقول : " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فان الله عز وجل قد اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك . "
4 - وفيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
5 - وروى البخاري ومسلم عن عائشة ، أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة - رأتاها بالحبشة فيها تصاوير - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " . قال صاحب المغني : ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله زوارات القبور والمتخذات عليهن المساجد والسرج " رواه أبو داود والنسائي ولفظه : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . الخ " ولو أبيح لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله ، ولان فيه تضييعا للمال في غير فائدة وإفراطا في تعظيم القبور أشبه تعظيم الأصنام ، ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر ، ولان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر مثل ما صنعوا . متفق عليه . وقالت عائشة : إنما لم يبرز قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يتخذ مسجدا ، ولان تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام لها والتقرب إليها ، وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عليها ) . فهل يصح أن يقال في هؤلاء أنهم ( أغبياء في الاستشهاد ) ؟!! و ( جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي ) !! وأنبه أن كل هذه الفتاوى لم تصدر ممن يلمزون بالوهابية فتنبه !!
ــــــــــــ * ثانياً: بخصوص معنى اتخاذ القبور مساجد: اتخاذ القبور مساجد له ثلاث معاني ذكرها أهل العلم، وهي:
الأول : الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها.
قال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " (1/ 121) : " واتخاذ القبر مسجداُ معناه الصلاة عليه، أو إليه " .
فهذا نص منه على أنه يفهم الاتخاذ المذكور شاملاً لمعنيين، أحدهما الصلاة على القبر
ويدل على هذا المعنى ما جاء عن عن أبي سعيد الخدري : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور، أو يقعد عليها، أو يصلى عليها "
رواه أبو يعلى في " مسنده " (ق 66/ 2) وإسناده صحيح، وقال الهيثمي (3/61) : " ورجاله ثقات " .
الثاني : السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء.
قال المناوي في " فيض القدير " :
" أي اتخذوها جهة قبلتهم، مع اعتقادهم الباطل، وإن اتخاذها مساجد، لازم لاتخاذ المساجد عليها كعكسه، وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم . قال القاضي ( يعني البيضاوي ) : لما كانت اليهود يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، فاتخذوها أوثاناً لعنهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه … " .
قلت : وهذا المعنى قد جاء النهي الصريح عنه فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تجلسوا على القبور، و لا تصلوا إليها "رواه مسلم.
الثالث : بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها.
وقد قال به الإمام البخاريُّ ، حيث بوب في صحيحه « باب ما يكره من اتخاذ القبور مسجدا على القبور » .
ويشهد لهذا المعنى حديث :
« أولئك قوم إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً... أولئك شرار الخلق.. » رواه البخاري ومسلم.
ــــــــــــــ ثالثاً: أما بخصوص استدلاله بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه موجود في داخل المسجد النبوي فيجاب عنه بما يلي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرة عائشة ـ رضي الله عنها ـ شرقي المسجد، فلم يدفن في المسجد، والأنبياء يدفنون حيث يموتون ـ كما جاءت بذلك الأحاديث ـ.
كما أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ دفنوه في حجرة عائشة كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً؛ كما في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت: فلولا ذلك أُبرِزَ قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً ) أخرجه البخاري ومسلم.
وأمر آخر وهو أن الحجرة النبوية إنما أُدخلت في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة؛ حيث أمر الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه على سبيل التوسعة، فأدخل فيه الحجرةَ النبويةَ حجرةَ عائشة، فصار القبر بذلك في المسجد.
فلا يصح الاحتجاج بما وقع بعد الصحابة؛ لأنه مخالف للأحاديث الثابتة وما فهمه سلف الأمة، وقد أخطأ الوليد في إدخاله الحجرة النبوية ضمن المسجد، وكان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة النبوية.
وأما دعوى عدم الإنكار فهذه دعوى بلا دليل، وعدم العلم ليس علماً بالعدم، وسكوت العلماء لا يعني الرضا والإقرار؛ لاسيما وأن الذي أدخل القبر النبوي ضمن المسجد خليفة ذو شوكة وسلطان ـ وهو الوليد بن عبد الملك ـ وكذا الذي اتخذ القبة ـ هو السلطان قلاوون.
ومع ذلك فإن المعوّل عليه هو الدليل والبرهان وليس واقع الناس وحالهم. والله المستعان. انتهى نقلا من " القبور والأضرحة دراسة وتقويم ".
وجاء في كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للإمام الألباني رحمه الله :
( قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " (ص 136) :
" وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان آخرهم موتاً جابر بن عبدالله، وتوفي في خلافة عبدالملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك ، وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري، في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائباً للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج، وماء الذهب، وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأدخل القبر فيه ".
يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما ادخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة، لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه، وهو مخالف أيضاً لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه، ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه، ولئن كان مضطراً إلى توسيع المسجد، فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة، وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة، بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد .
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين، فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئاً ما، فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم، قال النووي في " شرح مسلم " (5/14) : " ولما احتاجت الصحابة - عزو هذا إلى الصحابة لا يثبت كما تقدم - والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله، لئلا يظهر في المسجد، فيصلي إليه العوام، ويؤدي إلى المحذور، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا، حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر ".
ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكوكب " (65/91/1)، وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " (ق9/2): " أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سُد بابها، وبني عليها حائط آخر، صيانة له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيداً، وقبره وثناً ".
ـــــــــــ رابعاً: أما بخصوص استدلاله بقول الله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) فيجاب عنه بما يلي: أَنَّ هَذِهِ الآية َ ليْسَتْ مُخالفة ً- وَلا تَصْلحْ أَنْ تَكوْنَ مُخالِفة ً– لِلأَحَادِيْثِ المتوَاتِرَةِ النّاهِيَةِ عَنْ ذلِك َ، وَإنمَا هِيَ مُوَافِقة ٌ لهَا ، مُصَدِّقة ٌ بهَا . فقدْ أَخْبَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باِتخاذِ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى قبوْرَ أَنبيَائِهمْ وَصَالِحِيْهمْ مَسَاجِدَ ، وَقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«إنَّ أُوْلئِكَِ إذا مَاتَ فِيْهمُ الرَّجُلُ الصّالِحُ ، بنوْا عَلى قبْرِهِ مَسْجدًا ، وَصَوَّرُوْا فِيْهِ تِلك َ التَّصَاوِيْر» رَوَاهُ البخارِيُّ في«صَحِيْحِهِ» (427)، (1341)،(3873) وَمُسْلِم(528).
وَالله ُ أَخْبَرَ كذَلِك َ في كِتَابهِ بذَلِك َ، فقالَ سُبْحَانهُ:{ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً } . فالآية ُ مُصَدِّقة ٌ لِلأَحَادِيْثِ لا مُخالِفة .
قالَ الحافِظ ُ ابْنُ رَجَبٍ(795ه) فيشَرْحِهِ عَلى صَحِيْحِ البُخارِي(2/397) عَلى حَدِيْثِ «لعَنَ الله ُ اليَهُوْدَ ، اتخذُوْا قبوْرَ أَنبيَائِهمْ مَسَاجِد»: ( وَقدْ دَلَّ القرْآنُ عَلى مِثْل ِ مَا دَلَّ عَليْهِ هَذَا الحدِيْثُ ، وَهُوَ قوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في قِصَّةِ أَصْحَابِ الكهْفِ: ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) .
فجَعَلَ اتخاذَ القبوْرِ عَلى المسَاجِدِ ، مِنْ فِعْل ِ أَهْل ِ الغلبةِ عَلى الأُمُوْرِ ، وَذلِك َ يشْعِرُ بأَنَّ مُسْتندَهُ : القهْرُ وَالغلبة ُ وَاتباعُ الهوَى ، وَأَنهُ ليْسَ مِنْ فِعْل ِ أَهْل ِ العِلمِ وَالفضْل ِ، المتبعِينَ لِمَا أَنزَلَ الله ُ عَلى رُسُلِهِ مِنَ الهدَى )اهـ.
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً ) حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين ( أحدهما ) أنهم المسلمون منهم. ( والثاني ) أهل الشرك منهم, فالله أعلم, والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ, ولكن هل هم محمودون أم لا ؟
فيه نظر, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد» يحذر ما فعلوا, وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق, أمر أن يخفى عن الناس, وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده, فيها شيء من الملاحم وغيرها ) اهـ .
وقال الإمام القرطبي رحمه الله في أثناء تفسيره لهذه الآية: (وتنشأ هنا مسائل ممنوعة وجائزة؛ فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها، إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز؛ لما روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة حديث ابن عباس حديث حسن. وروى الصحيحان عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة) . لفظ مسلم.
قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد.
وروى الأئمة عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها) لفظ مسلم. أي لا تتخذوها قبلة فتصلوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى، فيؤدي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام. فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك، وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال: (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد). وروى الصحيحان عن عائشة وعبدالله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا.
وروى مسلم عن جابر قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. وخرجه أبو داود والترمذي أيضا عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وروى الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته - في رواية - ولا صورة إلا طمستها. وأخرجه أبو داود والترمذي.
قال علماؤنا: ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها وأن تكون لاطئة. وقد قال به بعض أهل العلم. وذهب الجمهور إلى أن هذا الارتفاع المأمور بإزالته هو ما زاد على التسنيم، ويبقى للقبر ما يعرف به ويحترم، وذلك صفة قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما - على ما ذكر مالك في الموطأ - وقبر أبينا آدم صلى الله عليه وسلم، على ما رواه الدارقطني من حديث ابن عباس. وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيما وتعظيما فذلك يهدم ويزال؛ فإن فيه استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة، وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها. وباعتبار هذه المعاني وظاهر النهي أن ينبغي أن يقال: هو حرام.
والتسنيم في القبر: ارتفاعه قدر شبر؛ مأخوذ من سنام البعير ...الخ ) .
وقال العلامة محمد أمين الشنقيطي رحمه الله:
وعلى القول بأنهم مسلمون.. فلا يخفى على أدنى عاقل أن قول قوم من المسلمين في القرون الماضية: إنهم سيفعلون كذا لا يعارض به النصوص الصحيحة الصريحةعن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من طمس الله بصيرته ، فقابل قولهم: "لنتخذن عليهم مسجداً" بقوله صلى الله عليه وسلم في مرض موته قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى بخمس: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، يظهر لك أن من اتبع هؤلاءالقوم في اتخاذهم المسجد على القبور ملعون على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
ثم أنه لا يصح أن يعتبر عدم الرد عليهم إقراراً لهم، إلا إذا ثبت أنهم كانوا مسلمين وصالحين متمسكين بشريعة نبيهم، وليس في الآية ما يشير أدنى إشارة إلى أنهم كانوا كذلك، بل يحتمل أنهم لم يكونوا كذلك، وهذا هو الأقرب ؛ أنهم كانوا كفاراً أو فجاراً، كما سبق، وحينئذ فعدم الرد عليهم لا يعد إقراراً بل إنكاراً، لأن حكاية القول عن الكفار والفجار يكفي في رده عزوه إليهم! فلا يعتبر السكوت عليه إقراراً كما لا يخفى، ويؤيده الوجه الآتي :
الثاني : أن الاستدلال المذكور إنما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين، الذين يكتفون بالقرآن فقط ديناً، و لا يقيمون للسنة وزناً، وأما طريقة أهل السنة والحديث الذين يؤمنون بالوحيين، مصدقين بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور :" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ". وفي رواية :" ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ".
فهذا الاستدلال عندهم ـ والمستدل يزعم أنه منهم ! ـ باطل ظاهر البطلان، لأن الرد الذي نفاه، قد وقع في السنة المتواترة كما سيق، فكيف يقول : إن الله أقرهم ولم يرد عليهم، مع أن الله لعنهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فأي رد أوضح وأبين من هذا ؟! .
وما مثل من يستدل بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدمة ؛ إلا كمثل من يستدل على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجن الذين كانوا مذللين لسليمان عليه السلام : ( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفانٍ كالجواب وقدور راسيات ) يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير! وما يفعل ذلك مسلم يؤمن بحديثه صلى الله عليه وسلم .
تم نقل الإجابات على هذه الشبه من كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، وكتاب " مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور " لعبد العزيز بن فيصل الراجحي ،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد:
فهذه وقفات مع فتوى للشيخ محمد متولي الشعراوي المفسر المصري حول جواز دفن الميت داخل المسجد!!
وفي البداية أضع لكم رابط المقطع الذي يحتوي على كلام الشعراوي :
http://www.soufia-h.com/soufia-h/vid.alsharawy.wmv
وهذا تفريغ لما جاء في المقطع:
قال المذيع للشعراوي: لو أن رجلا تبرع ببناء مسجد وشيد لنفسه بداخله قبر على نفقته الخاصة فهل هذا جائز؟
فأجاب الشعراوي: ايوه ولا فيه شيء!! أحنا النبي مهو قبره في المسجد، والأزهر موجود وقبور الأولياء كلها في المساجد.
التنطع ده سبنا منه !!!
جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي !!
يقلك: ( لعن الله من أتخذ قبور أنبيائهم مساجد ) مش دا الشاهد من الدليل بتاعهم؟
قله: أنتم أغبياء في الاستشهاد !!!
ما هو القبر؟ أيه القبر؟ عرفني القبر هو ايه؟ ما هو القبر؟
فقال المذيع: هو المكان ...
فقاطعه الشعراوي قائلاً: الذي فيه جثة الراجل. هل هذا اتخذ قبراً؟ اتخذ مسجداً ؟ ولا معمول عليه سور حتى بيسموه ايه؟
فقال المذيع: ضريح.
فقال الشعراوي: لا دا الاسم الضريح، إنما يسموه ايه ؟! شيء لا يتعدى عن ( كلمة غير واضحة ) .
فقال المذيع: مقصورة.
فقال الشعراوي: مقصورة؛ معنى مقصورة يعني أيه؟ مقصورة على الدفن لا تتعداه لأي حدث.
فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى، أغبياء يا أخي !!!
نقلهم باء روحوا اهدموا القبر بتاع النبي ! فإن قيل خصوصية للنبي قله: لا أبوبكر مدفون فيها وعمر.
ونصلي في الصفة والقبر أمامنا !! ونصلي في الروضة والقبر على يسارنا ونصلي في منزل الوحي والقبر على يميننا ونصلي في المواجهة والقبر خلفنا.
إذن القبرية لا دخل لها. نعم!!
مش حنستدل عليهم : ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً )ولم ينكرها الله ) !!!.
ـــــــ
يتضح من كلام الشعرواي:
- أنه يقول بجواز دفن الأولياء في المساجد، سواء أُدخل القبر إلى المسجد أو بني المسجد على القبر.
لأنه يقول: ( القبرية لا دخل لها ) !
- وأن معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود ..." اتخاذ القبر مصلى.
لأنه يقول: ( مقصورة؛ معنى مقصورة يعني أيه؟ مقصورة على الدفن لا تتعداه لأي حدث.
فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى ) .
- وأنه يجوز استقبال القبر أثناء الصلاة.
لأنه قال: (ونصلي في الصفة والقبر أمامنا ) .
- ويصف مخالفيه في هذه المسألة بالتنطع والغباء وعدم الفهم.
لأنه يقول: ( التنطع ده سبنا منه !!!
جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي !! يقلك: ( لعن الله من أتخذ قبور أنبيائهم مساجد ) مش دا الشاهد من الدليل بتاعهم؟ قله: أنتم أغبياء في الاستشهاد !!! )
وقال: (فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى، أغبياء يا أخي !!! ) .
- وأن من أدلته في جواز دفن الأولياء داخل المساجد وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما داخل المسجد.
كما أنه يستدل على جواز ذلك بآية الكهف ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) .
ـــــــــ
ولي مع كلامه عدة وقفات وأسأل الله التوفيق والسداد:
أولاً: بالنسبة لمسألة دفن الأولياء داخل المساجد أو بناء المساجد على قبورهم فقد قال بعض أهل العلم بأن ذلك محرم وقال البعض الآخر بأن ذلك مكروه وقصد بعض من قال بالكراهة الكراهة التحريمية، وأما الشعراوي فيقول بالجواز بدون كراهة كما هو واضح من كلامه .
وإليك بعض فتاوى بعض أهل العلم في هذه المسألة:
- قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه " الأم " (1/317) : ( وأكره أن يبنى على القبر مسجد، وأن يسوى أو يصلى عليه وهو غير مسوى أو يصلى إليه ) .
- وقال الإمام النووي رحمه الله : ( واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث. قال الشافعي والأصحاب: وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحاً أو غيره ) " المجموع " (5/316) .
- قال الإمام محمد بن الحسن رحمه الله تلميذ الإمام أبي حنيفة رحمه الله : ( لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجد ) " كتاب الآثار " (ص45) كما في « تحذير الساجد » للألباني.
والكراهة عند الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم، كما هو معروف لديهم.
- وقال أيضاً: ( يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد ) المصدر السابق (10/380) .
- وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله : ( فصل : ويكره البناء على القبر، وتجصيصه، والكتابة عليه لما روى مسلم في " صحيحه " قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه، وأن يقعد عليه ". زاد الترمذي وأن يكتب عليه. وقال: هذا حديث حسن صحيح . ولأن ذلك من زينة الدنيا ، فلا حاجة بالميت إليه .
وفي هذا الحديث دليل على الرخصة في طين القبر، لتخصيصه التجصيص بالنهي ونهى عمر بن عبد العزيز أن يبنى على القبر بآجر، وأوصى بذلك. وأوصى الأسود بن يزيد أن لا تجعلوا على قبري آجرا وقال إبراهيم كانوا يكرهون الآجر في قبورهم .
وكره أحمد أن يضرب على القبر فسطاط وأوصى أبو هريرة حين حضره الموت أن لا تضربوا علي فسطاطا .
فصل: ويكره الجلوس على القبر، والاتكاء عليه، والاستناد إليه، والمشي عليه، والتغوط بين القبور؛ لما تقدم من حديث جابروفي حديث أبي مرثد الغنوي: " لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها "صحيح . وذكر لأحمد أن مالكا يتأول حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يجلس على القبور أي للخلاء .
فقال : ليس هذا بشيء، ولم يعجبه رأي مالك وروى الخلال بإسناده عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن أطأ على جمرة، أو سيف، أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم، ولا أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أووسط السوق "رواه ابن ماجه .
فصل: ولا يجوز اتخاذ السرج على القبور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لعن الله زوارات القبور، المتخذات عليهن المساجد والسرج" رواه أبو داود ، والنسائي ، ولفظه : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو أبيح لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، ولأن فيه تضييعا للمال في غير فائدة ، وإفراطا في تعظيم القبور أشبه تعظيم الأصنام ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر; ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر مثل ما صنعوا . متفق عليه .
وقالت عائشة : إنما لم يبرز قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يتخذ مسجدا، ولأن تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرب إليها، وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات، باتخاذ صورهم، ومسحها، والصلاة عندها ... الخ) ." المغني " (3/439-441) من الطبعة الرابعة.
– وقال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر عن اقتراف الكبائر" (1/244- 246 ) : " الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثاناً، والطواف بها، واستلامها،والصلاة إليها ".
" [ تنبيه ] : عد هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية، وكأنه أخذ ذلك مما ذكرته من الأحاديث، ووجه اتخاذ القبر مسجداً منها واضح، لأنه لعن من فعل ذلك بقبور أنبيائه، وجعل من فعل ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله تعالى يوم القيامة، ففيه تحذير لنا كما في رواية : " يحذر ما صنعوا " أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك من أن يصنعوا كصنع أولئك، فيلعنوا كما لعنوا، ومن ثم قال أصحابنا : تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبركاً وإعظاماً، ومثلها الصلاة عليه للتبرك والإعظام، وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من الأحاديث المذكورة لما علمت، فقال بعض الحنابلة : " قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركاً به عين المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وابتداع دين لم يأذن به الله، للنهي عنها ثم إجماعاً، فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها، واتخاذها مساجد، أو بناؤها عليها والقول بالكراهة محمول على غير ذلك، إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله، ويجب المبادرة لهدمها، وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار، لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه نهى عن ذلك، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة، وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر، ولا يصح وقفه ونذره . انتهى " .
- قال الحافظ العراقي : ( فلو بنى مسجداً يقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإن شرط ان يدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفة وقفه مسجداً ) . نقله المناوي في " فيض القدير " (5/274) وأقره كما في " تحذير الساجد " للألباني.
– وفيما يلي أنقل فتوى الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله شيخ الأزهر السابق:
من أحكام المساجد .
الموضوع (319) الدفن فى المسجد غير جائز .
المفتى : فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم .
جمادى الأولى 1359 هجرية - 22 من يونيه 1940 م .
المبادئ:
1 - لا يجوز دفن الموتى فى المساجد .
2 - إذا دفن الميت فى المسجد نبش عندالإمام أحمد .
سئل: كتبت وزارة الأوقاف ما يأتي - يوجد بوسط مسجد عز الدين أيبك قبران ورد ذكرهما فيالخطط التوفيقية وتقام الشعائر أمامهما وخلفهما.
وقد طلب رئيس هذا المسجد إلىمحافظة مصر دفنه في أحد هذين القبرين لأن جده الذي جدد بناء المسجد مدفون بأحدهما.
فنرجو التفضل ببيان الحكم الشرعي في ذلك.
أجاب:اطلعنا على كتاب الوزارة رقم 2723 المؤرخ 21 - 3 - 1940 المطلوب به بيان الحكمالشرعي فيما طلبه رئيس خدم مسجد عز الدين أيبك من دفنه في أحد القبرين اللذين بهذاالمسجد.
ونفيد أنه قد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يجوز أن يدفن في المسجد ميت لا صغير ولا كبير ولا جليل ولا غيره.
فإن المساجد لا يجوز تشبيهها بالمقابر.
وقال في فتوى أخرى إنه لا يجوز دفن ميت في مسجد فإن كان المسجد قبل الدفن غير إما بتسوية القبر وإما بنبشه إن كان جديدا الخ وذلك لأن في الدفن في المسجد إخراجا لجزء من المسجد عما جعل له من صلاة المكتوبات وتوابعها من النفل والذكر وتدريس العلم وذلك غير جائز شرعا.
ولأن اتخاذ قبر في المسجد على هذاالوجه الوارد في السؤال يؤدى إلى الصلاة إلى هذا القبر أو عنده.
وقد وردت أحاديث كثيرة دالة على حظر ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيميةفي كتابه "اقتضاءالصراط المستقيم" صفحة 158 ما نصه إن النصوص عن النبي صلى اللّه عليه وسلم تواترت بالنهى عن الصلاة عند القبور مطلقا واتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها.
ومنالأحاديث ما رواه مسلم عن أبى مرثد قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.
وقال ابن القيم نص الإمام أحمد وغيره على أنه إذا دفن الميت في المسجد نبش وقال - أي ابن تيمية - لا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه وكان الحكم للسابق إلى آخر ماقال في كتابه زاد المعاد.
وقال الإمام النووي في شرح المهذب صفحة 316 ما نصه اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهورابالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث.
قال الشافعي والأصحاب - وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحا أو غيره قال الحافظ أبو موسى قال الإمام الزعفراني رحمه اللّه.
ولا يصلى إلى قبر ولا عنده تبركا به ولا إعظاما له للأحاديث وقدنص الحنفية على كراهة صلاة الجنازة في المسجد لقوله عليه الصلاة والسلام من صلى على جنازة في المسجد فلا أجر له وعلل صاحب الهداية هذه الكراهة بعلتين إحداهما أن المسجد بني لأداء المكتوبات يعنى وتوابعها من النوافل والذكر وتدريس العلم.
وإذا كانت صلاة الجنازة في المسجد مكروهة للعلة المذكورة كراهة تحريم كما هوإحدى الروايتين وهى التي اختارها العلامة قاسم وغيره كان الدفن في المسجد أولى بالحظرلأن الدفن في المسجد فيه إخراج الجزء المدفون فيه عما جعل له المسجد من صلاةالمكتوبات وتوابعها.
وهذا مما لا شك في عدم جوازه شرعا . وبما ذكرنا علمالجواب عن السؤال متى كان الحال كما ذكر . اهـــ.
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=3171 – وقال الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - (1893-1963م) :
( شُرعت الصلاة في الإسلام لتكون رِباطًا بين العبد وربِّه، يقضي فيها بين يديه خاشعًا ضارعًا يُناجيه، مُستشعرًا عظمته، مُستحضرًا جلالَه، مُلتمسًا عَفْوَهُ ورِضاه؛ فتسمو نفسه، وتزكو روحه، وترتفع هِمَّتُه عن ذُلِّ العبودية والخضوع لغير مَوْلاه ( إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) .
وكان من لوازم ذلك الموقف، والمُحافظة فيه على قلب المُصلِّي، أن يخلص قلبه في الاتجاه إليه ـ سبحانه ـ وأن يُحال بينه وبين مشاهدَ مِن شأنها أن تبعث في نفسه شيئًا مِن تعظيم غير الله، فيصرف عن تعظيمه إلى تعظيم غيره، أو إلى إشراكِ غيره معه في التعظيم.
ولذلك كان مِن أحكام الإسلام فيما يختصُّ بأماكن العبادة تطهيرها من هذه المشاهد ( وعَهِدْنَا إلَى إبراهيمَ وإسماعيلَ أنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ للطَّائِفِينَ والعَاكِفِينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ) . ( الآية: 125 من سورة البقرة )، ( وإذْ بَوَّأْنَا لإبراهيمَ مكانَ البيتِ أنْ لا تُشْرِكْ بِي شيئًا وطَهِّرْ بَيْتِيَ للطائِفينَ والقَائمينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ) . ( الآية 26 من سورة الحج ) ( إنَّمَا يَعْمُرُ مساجدَ اللهِ مَن ءَامَنَ باللهِ واليومِ الآخِرِ وأقامَ الصلاةَ وآتَى الزكاةَ ولمْ يَخْشَ إلا اللهَ ) . ( الآية: 18 من سورة التوبة ) . ( وأنَّ المَساجدَ للهِ فلا تَدْعُوا معَ اللهِ أحَدًا ) . ( الآية: 18 من سورة الحج ) .
تسرُّب الشِّرْكِ إلى العبادة:
وما زَلَّ العقل الإنساني وخرج عن فطرة التوحيد الخالص ـ فعبَد غير الله، أو أشرك معه غيره في العبادة والتقديس ـ إلا عن طريق هذه المَشاهد التي اعتقدَ أن لأربابها والثَّاوِينَ فيها صلةً خاصةً بالله، بها يَقْرُبونَ إليه، وبها يَشْفَعُونَ عنده؛ فعظَّمها واتَّجه إليها، واستغاث بها، وأخيرًا طافَ وتعلَّق، وفعَل بين يديها كل ما يفعله أمام الله من عبادةٍ وتقديس.
لا تتخذوا القبور مساجد:
والإسلام من قواعده الإصلاحية أن يَسُدَّ بين أهله وذرائعِ الفساد، وتطبيقًا لهذه القاعدة، صحَّ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ( إنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتَّخِذون قُبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألَا فلا تَتَّخِذُوا القُبورَ مساجدَ، إنِّي أنْهَاكمْ عن ذلك ) . نهَى الرسول، وشدَّد في النهْي عن اتِّخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وذلك يَصْدُقُ بالصلاة إليها، وبالصلاة فيها، وأشار الرسول إلى أن ذلك كان سببًا في انحراف الأمم السابقة عن إخلاص العبادة لله.
وقد قال العلماء إنه لمَّا كثُر المسلمون، وفكَّر أصحاب الرسول في توسيع مسجده، وامتدت الزيادة إلى أن دخلتْ فيه بيوت أمهات المؤمنين، وفيها حُجرة عائشة، مَدْفَنُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبيْه أبي بكر وعمر فبَنَوْا على القَبْر حيطانًا مرتفعة تدور حوله مَخافة أن تظهر القبور في المسجد فيُصلي إليها الناس، ويقعوا في الفِتْنة والمَحظور.
واجب المسلمين نحو الأضْرحة:
وإذا كان الافتتان بالأنبياء والصالحين، كما نراه ونعلمه، شأن كثير من الناس في كل زمان ومكان، فإنه يجب ـ مُحافظةً على عقيدة المسلم ـ إخفاء الأضْرحة من المساجد، وألَّا تُتَّخَذَ لها أبوابٌ ونوافذُ فيها، وبخاصة إذا كانت في جهة القبلة. يجب أن تُفصل عنها فصلًا تامًّا بحيث لا تقع أبصار المُصلين عليها، ولا يتمكَّنون من استقبالها وهم بين يدي الله، ومن بابٍ أولَى يجب منْع الصلاة في نفس الضريح، وإزالة المَحاريب من الأضرحة.
وإنَّ ما نراه في المساجد التي فيها الأضرحة، ونراه في نفس الأضرحة، لمَا يبعث في نفوس المؤمنين سرعة العمل في ذلك، وِقايةً لعقائد المسلمين وعباداتهم من مظاهر لا تَتَّفِقُ وواجبَ الإخلاص في العقيدة والتوحيد، ومِن هنا رأى العلماء أنالصلاة إلى القبْر أيًّا كان مُحرَّمةٌ، ونُهِيَ عنها، واستظهر بعضهم بحُكم النهي بُطلانها؛ فليتنبَّه المسلمون إلى ذلك، وليُسرع أولياء الأمر في البلاد الإسلامية إلى إخلاص المساجد للهِ كما قال الله: ( وأَنَّ المَساجدَ للهِ فلا تَدْعُوا معَ اللهِ أحَدًا ) ) . أ.هـ نقلاً من كتابه « الفتاوى » .
– وقال الشيخ علي محفوظ رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في كتابه "الابداع في مضار الابتداع" (201-202 ) :
بناء المساجد على القبور: ومن هذه البدع بناء المساجد على القبور ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " رواه أبو داود والترمذي وحسنة وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها " أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية فذكرت ما رأته فيها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله " والسر فيه ما تقدم في اتخاذها مساجد ) اهـ .
وقال (ص198) : ( وقد أفتى جمع من العلماء بهدم كل ما بقرافة مصر من الأبنية منهم العلامة ابن حجر – يقصد الهيتمي – إذ قال في " الزواجر " : ( وتجب المبادرة لهدم المساجد والقباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه نهى عن ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة وتجب ازالة كل قنديل أو سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره ) اهـ، فينبغي لكل أحد هدم ذلك ما لم يخش منه مفسدة فيتعين الرفع للإمام...الخ) .
– فتوى الشيخ محمد عبد السلام الشقيري رحمه الله وهو من علماء مصر:
قال في كتابه " السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات " ( ص111) : ( أعلم أخي هداني الله وإياك ووفقنا لفهم حقائق شريعتنا الغراء أن بناء القباب على قبور المشايخ، وعمل التوابيت، وكسوتها بالأحمر والأخضر من غالي الأقمشة ونفيسها، وعمل المقاصير النحاس المفضضة والمذهبة وتعليق القناديل والمصابيح عليها، أو اسم المقبور، أو الأبيات الشعرية للإشادة بذكر الميت، وكذا بناء المساجد عليها لا شك أنه من اشتداد غضب الله على هذه الأمة، ولعنها وطردها من رحمته. ولا ريب أن هذا من أكبر الكبائر في الإسلام، وأفحش المعاصي التي يظن كثير من الطغام والجهلة والعوام أنها من أفضل القربات، وأعظم وأجل الطاعات، وإليكم بعض الأحاديث الواردة ... ) ثم ذكر بعض الاحاديث ومنها حديث " لعنة اللهعلىاليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهممساجد " وحديث " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنواعلىقبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عندالله تعالى يوم القيامة " .
- وقال محمد الغزالي في كتابه " ليس من الإسلام " (ص218) : ( فشا في بلاد كثيرة بناء المساجد على قبور الموتى إعزازاً لذكراهم وتقرباً إلى الله – كما يقال – بمحبتهم ومجاورتهم، مع أن النصوص قاطعة بمنع هذا العمل ولعن مرتكبيه.
وكان الأولى بهؤلاء البانين أن يَدَعُو الموتى إلى ما قدموا وأن يقفوا عند حدود الله فلا يعصون وصاياه، وهذه البدعة تسربت إلى المسلمين عن النصرانية بعد تحريفها.
فقد صح عن عائشة أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها: مارية وذكرت ما رأته فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور ! أولئك شرار الخلق عند الله " متفق عليه، وهذه البدعة دخلت النصرانية من الوثنية الأولى.
...ونهى رسول الله عن تجصيص القبور والبناء عليها، وكان يوصي جيوشه – وهو يطارد الوثنية في جزيرة العرب – ألا تدع صنماً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوتيه ... وقد دعا رسول الله ربه ألا يكون قبره بعده عيداً – موسماً – تتلقى إليه الوفود.
والخبراء بحقائق الإيمان وطبائع النفوس يعرفون وجه الحكمة فيما أمر الله ورسوله، من تحريم اتخاذ القبور مساجد، إن رجاء البركة أول ما يذكره الخارجون على هذه النصوص، أو المحرفون لها، لكن هذه البركة المزعومة سرعان ما تتحول إلى تقديس للهالكين واتجاه إليهم بالأدعية والنذور، واستصراخ بهم في الأزمات والنوائب.
فإن لم يكن الأمر شركاً محضاً، فهو مزلقة إليه، مهما كابر المعاندون، وقد رأيت عشرات من الظلامات المكتوبة، ترمى في ضريح الإمام الشافعي، أو ترسل إليه بالبريد!! وسمعت المئات من سفهاء العامة يلهثون بالنجوى الحارة حول قبر الإمام الحسين وغيره!! ولم أر أسفه من هؤلاء وأولئك إلا الذين يعتذرون عنهم، من صعاليك المتصوفة وأدعياء المعرفة ) .
– وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/295-296) طبعة مكتبة العبيكان:
تحريم المساجد والسرج على المقابر
جاءت الأحاديث الصحيحة الصريحة بتحريم بناء المساجد في المقابر واتخاذ السرج عليها.
1 - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
2 - روى أحمد وأصحاب السنن إلا ابن ماجه ، وحسنه الترمذي ، عن ابن عباس قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج.
3 - وفي صحيح مسلم عن عبد الله البجلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس ، وهو يقول : " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فان الله عز وجل قد اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك . "
4 - وفيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
5 - وروى البخاري ومسلم عن عائشة ، أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة - رأتاها بالحبشة فيها تصاوير - لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " . قال صاحب المغني : ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله زوارات القبور والمتخذات عليهن المساجد والسرج " رواه أبو داود والنسائي ولفظه : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . الخ " ولو أبيح لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله ، ولان فيه تضييعا للمال في غير فائدة وإفراطا في تعظيم القبور أشبه تعظيم الأصنام ، ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر ، ولان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر مثل ما صنعوا . متفق عليه . وقالت عائشة : إنما لم يبرز قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يتخذ مسجدا ، ولان تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام لها والتقرب إليها ، وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عليها ) . فهل يصح أن يقال في هؤلاء أنهم ( أغبياء في الاستشهاد ) ؟!! و ( جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي ) !! وأنبه أن كل هذه الفتاوى لم تصدر ممن يلمزون بالوهابية فتنبه !!
ــــــــــــ * ثانياً: بخصوص معنى اتخاذ القبور مساجد: اتخاذ القبور مساجد له ثلاث معاني ذكرها أهل العلم، وهي:
الأول : الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها.
قال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " (1/ 121) : " واتخاذ القبر مسجداُ معناه الصلاة عليه، أو إليه " .
فهذا نص منه على أنه يفهم الاتخاذ المذكور شاملاً لمعنيين، أحدهما الصلاة على القبر
ويدل على هذا المعنى ما جاء عن عن أبي سعيد الخدري : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور، أو يقعد عليها، أو يصلى عليها "
رواه أبو يعلى في " مسنده " (ق 66/ 2) وإسناده صحيح، وقال الهيثمي (3/61) : " ورجاله ثقات " .
الثاني : السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء.
قال المناوي في " فيض القدير " :
" أي اتخذوها جهة قبلتهم، مع اعتقادهم الباطل، وإن اتخاذها مساجد، لازم لاتخاذ المساجد عليها كعكسه، وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم . قال القاضي ( يعني البيضاوي ) : لما كانت اليهود يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، فاتخذوها أوثاناً لعنهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه … " .
قلت : وهذا المعنى قد جاء النهي الصريح عنه فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تجلسوا على القبور، و لا تصلوا إليها "رواه مسلم.
الثالث : بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها.
وقد قال به الإمام البخاريُّ ، حيث بوب في صحيحه « باب ما يكره من اتخاذ القبور مسجدا على القبور » .
ويشهد لهذا المعنى حديث :
« أولئك قوم إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً... أولئك شرار الخلق.. » رواه البخاري ومسلم.
ــــــــــــــ ثالثاً: أما بخصوص استدلاله بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه موجود في داخل المسجد النبوي فيجاب عنه بما يلي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرة عائشة ـ رضي الله عنها ـ شرقي المسجد، فلم يدفن في المسجد، والأنبياء يدفنون حيث يموتون ـ كما جاءت بذلك الأحاديث ـ.
كما أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ دفنوه في حجرة عائشة كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً؛ كما في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت: فلولا ذلك أُبرِزَ قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً ) أخرجه البخاري ومسلم.
وأمر آخر وهو أن الحجرة النبوية إنما أُدخلت في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة؛ حيث أمر الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه على سبيل التوسعة، فأدخل فيه الحجرةَ النبويةَ حجرةَ عائشة، فصار القبر بذلك في المسجد.
فلا يصح الاحتجاج بما وقع بعد الصحابة؛ لأنه مخالف للأحاديث الثابتة وما فهمه سلف الأمة، وقد أخطأ الوليد في إدخاله الحجرة النبوية ضمن المسجد، وكان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة النبوية.
وأما دعوى عدم الإنكار فهذه دعوى بلا دليل، وعدم العلم ليس علماً بالعدم، وسكوت العلماء لا يعني الرضا والإقرار؛ لاسيما وأن الذي أدخل القبر النبوي ضمن المسجد خليفة ذو شوكة وسلطان ـ وهو الوليد بن عبد الملك ـ وكذا الذي اتخذ القبة ـ هو السلطان قلاوون.
ومع ذلك فإن المعوّل عليه هو الدليل والبرهان وليس واقع الناس وحالهم. والله المستعان. انتهى نقلا من " القبور والأضرحة دراسة وتقويم ".
وجاء في كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للإمام الألباني رحمه الله :
( قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " (ص 136) :
" وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان آخرهم موتاً جابر بن عبدالله، وتوفي في خلافة عبدالملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك ، وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري، في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائباً للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج، وماء الذهب، وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأدخل القبر فيه ".
يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما ادخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة، لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه، وهو مخالف أيضاً لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه، ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه، ولئن كان مضطراً إلى توسيع المسجد، فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة، وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة، بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد .
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين، فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئاً ما، فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم، قال النووي في " شرح مسلم " (5/14) : " ولما احتاجت الصحابة - عزو هذا إلى الصحابة لا يثبت كما تقدم - والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله، لئلا يظهر في المسجد، فيصلي إليه العوام، ويؤدي إلى المحذور، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا، حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر ".
ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكوكب " (65/91/1)، وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " (ق9/2): " أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سُد بابها، وبني عليها حائط آخر، صيانة له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيداً، وقبره وثناً ".
ـــــــــــ رابعاً: أما بخصوص استدلاله بقول الله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) فيجاب عنه بما يلي: أَنَّ هَذِهِ الآية َ ليْسَتْ مُخالفة ً- وَلا تَصْلحْ أَنْ تَكوْنَ مُخالِفة ً– لِلأَحَادِيْثِ المتوَاتِرَةِ النّاهِيَةِ عَنْ ذلِك َ، وَإنمَا هِيَ مُوَافِقة ٌ لهَا ، مُصَدِّقة ٌ بهَا . فقدْ أَخْبَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باِتخاذِ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى قبوْرَ أَنبيَائِهمْ وَصَالِحِيْهمْ مَسَاجِدَ ، وَقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«إنَّ أُوْلئِكَِ إذا مَاتَ فِيْهمُ الرَّجُلُ الصّالِحُ ، بنوْا عَلى قبْرِهِ مَسْجدًا ، وَصَوَّرُوْا فِيْهِ تِلك َ التَّصَاوِيْر» رَوَاهُ البخارِيُّ في«صَحِيْحِهِ» (427)، (1341)،(3873) وَمُسْلِم(528).
وَالله ُ أَخْبَرَ كذَلِك َ في كِتَابهِ بذَلِك َ، فقالَ سُبْحَانهُ:{ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً } . فالآية ُ مُصَدِّقة ٌ لِلأَحَادِيْثِ لا مُخالِفة .
قالَ الحافِظ ُ ابْنُ رَجَبٍ(795ه) فيشَرْحِهِ عَلى صَحِيْحِ البُخارِي(2/397) عَلى حَدِيْثِ «لعَنَ الله ُ اليَهُوْدَ ، اتخذُوْا قبوْرَ أَنبيَائِهمْ مَسَاجِد»: ( وَقدْ دَلَّ القرْآنُ عَلى مِثْل ِ مَا دَلَّ عَليْهِ هَذَا الحدِيْثُ ، وَهُوَ قوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في قِصَّةِ أَصْحَابِ الكهْفِ: ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) .
فجَعَلَ اتخاذَ القبوْرِ عَلى المسَاجِدِ ، مِنْ فِعْل ِ أَهْل ِ الغلبةِ عَلى الأُمُوْرِ ، وَذلِك َ يشْعِرُ بأَنَّ مُسْتندَهُ : القهْرُ وَالغلبة ُ وَاتباعُ الهوَى ، وَأَنهُ ليْسَ مِنْ فِعْل ِ أَهْل ِ العِلمِ وَالفضْل ِ، المتبعِينَ لِمَا أَنزَلَ الله ُ عَلى رُسُلِهِ مِنَ الهدَى )اهـ.
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً ) حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين ( أحدهما ) أنهم المسلمون منهم. ( والثاني ) أهل الشرك منهم, فالله أعلم, والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ, ولكن هل هم محمودون أم لا ؟
فيه نظر, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد» يحذر ما فعلوا, وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق, أمر أن يخفى عن الناس, وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده, فيها شيء من الملاحم وغيرها ) اهـ .
وقال الإمام القرطبي رحمه الله في أثناء تفسيره لهذه الآية: (وتنشأ هنا مسائل ممنوعة وجائزة؛ فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها، إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز؛ لما روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة حديث ابن عباس حديث حسن. وروى الصحيحان عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة) . لفظ مسلم.
قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد.
وروى الأئمة عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها) لفظ مسلم. أي لا تتخذوها قبلة فتصلوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى، فيؤدي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام. فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك، وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال: (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد). وروى الصحيحان عن عائشة وعبدالله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا.
وروى مسلم عن جابر قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. وخرجه أبو داود والترمذي أيضا عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وروى الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته - في رواية - ولا صورة إلا طمستها. وأخرجه أبو داود والترمذي.
قال علماؤنا: ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها وأن تكون لاطئة. وقد قال به بعض أهل العلم. وذهب الجمهور إلى أن هذا الارتفاع المأمور بإزالته هو ما زاد على التسنيم، ويبقى للقبر ما يعرف به ويحترم، وذلك صفة قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما - على ما ذكر مالك في الموطأ - وقبر أبينا آدم صلى الله عليه وسلم، على ما رواه الدارقطني من حديث ابن عباس. وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيما وتعظيما فذلك يهدم ويزال؛ فإن فيه استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة، وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها. وباعتبار هذه المعاني وظاهر النهي أن ينبغي أن يقال: هو حرام.
والتسنيم في القبر: ارتفاعه قدر شبر؛ مأخوذ من سنام البعير ...الخ ) .
وقال العلامة محمد أمين الشنقيطي رحمه الله:
وعلى القول بأنهم مسلمون.. فلا يخفى على أدنى عاقل أن قول قوم من المسلمين في القرون الماضية: إنهم سيفعلون كذا لا يعارض به النصوص الصحيحة الصريحةعن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من طمس الله بصيرته ، فقابل قولهم: "لنتخذن عليهم مسجداً" بقوله صلى الله عليه وسلم في مرض موته قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى بخمس: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، يظهر لك أن من اتبع هؤلاءالقوم في اتخاذهم المسجد على القبور ملعون على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
ثم أنه لا يصح أن يعتبر عدم الرد عليهم إقراراً لهم، إلا إذا ثبت أنهم كانوا مسلمين وصالحين متمسكين بشريعة نبيهم، وليس في الآية ما يشير أدنى إشارة إلى أنهم كانوا كذلك، بل يحتمل أنهم لم يكونوا كذلك، وهذا هو الأقرب ؛ أنهم كانوا كفاراً أو فجاراً، كما سبق، وحينئذ فعدم الرد عليهم لا يعد إقراراً بل إنكاراً، لأن حكاية القول عن الكفار والفجار يكفي في رده عزوه إليهم! فلا يعتبر السكوت عليه إقراراً كما لا يخفى، ويؤيده الوجه الآتي :
الثاني : أن الاستدلال المذكور إنما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين، الذين يكتفون بالقرآن فقط ديناً، و لا يقيمون للسنة وزناً، وأما طريقة أهل السنة والحديث الذين يؤمنون بالوحيين، مصدقين بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور :" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ". وفي رواية :" ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ".
فهذا الاستدلال عندهم ـ والمستدل يزعم أنه منهم ! ـ باطل ظاهر البطلان، لأن الرد الذي نفاه، قد وقع في السنة المتواترة كما سيق، فكيف يقول : إن الله أقرهم ولم يرد عليهم، مع أن الله لعنهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فأي رد أوضح وأبين من هذا ؟! .
وما مثل من يستدل بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدمة ؛ إلا كمثل من يستدل على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجن الذين كانوا مذللين لسليمان عليه السلام : ( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفانٍ كالجواب وقدور راسيات ) يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير! وما يفعل ذلك مسلم يؤمن بحديثه صلى الله عليه وسلم .
تم نقل الإجابات على هذه الشبه من كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، وكتاب " مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور " لعبد العزيز بن فيصل الراجحي ،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول
------------
السلاسل السلفية في تقييد أخطاء الشعراوي
المستخرجة من كتبه الخلفية.
المستخرجة من كتبه الخلفية.
إنَّ
الحمدلله نشكره سبحانه على تفضله وانعامه, نحمده سبحانه كما ينبغي لجلال
وجهه وعظيم سلطانه ونصلي ونسلم على رسوله محمدٍ كما أمرنا ربنا في فرقانه
أما بعد
فإن الله عز وجل قد خلق الخيرَ والشرَ فهدى من شاء من خلقه لنور وحيه وأضل من شاء من خلقه بعدله, فمنهم من تلبس بالكفر والعلمنة و آخرين بالشرك والرهبنة وآخرين دون ذلك أسلموا لرسوله لكن عارضوا شرعه بأوهام الفكر والفلسلفة فقيَّض الله من يرد أوهامهم بأدلة الشرع المحكمة فأمات الله بهم البدع وأحيا السنن فلا يزال أهل العلم في كل زمان يجاهدون أهل الزيغ حتى يلقوا الله وقد برئت ذمتهم.
وفي هذا الزمان كَثُر الشر وانتشرت البدع وتصدر الجهال فتكلموا في دين الله بالظنون ومن هؤلاء محمد متولي الشعراوي فإنه تصدر لتفسير كتاب الله وراح يعقد الحلقات واللقاءات حتى افتتن به خلق من عوام المسلمين بل ومن طلبة العلم, فبيَّن العلماء[1] حاله ولكن ما زال هناك من ينادي باسمه ممن يتسمى بالسنة وينادي -باسم العدل والانصاف - للإستفادة من كتبه ومجانبة اخطائه.
فأراد الله عز وجل أن يقع في يدي بعض كتب الشعراوي رحمه الله فبدأت بالتعليق عليها ثم لما رأيت الأمر يطول لكثرة الأخطاء بدأت بتقييد الأخطاء دون رد عليها ثم كانت الخطوة التالية وهي كتابة رد على أخطاء كل كتاب بشكل مستقل[2], وهاأنا اليوم أضع جزء من هذه السلسلة على حلقات حتى يُتمَّ الله الأمر وإن طال.
وأنا في الغالب أحاول الإختصار قدر المستطاع فإن الهدف الرئيس من البحث هو جمع الأخطاء وتبين بعض الأخطاء العقدية الدقيقة التي أرجو أن تردع من يتهاون في الإنكار على من يقرأ كتبه من العوام فستلاحظ خاصة في هذا الكتاب من المسائل في الأسماء والصفات والكلمات التي قد تمر على كثير من صغار طلبة العلم فضلا عن العوام دون التنبه لوجه الخطأ فيها, وكذلك من الأمور التي سيلحظها الكثير هي كثرة الأخطاء في كتب المؤلف مع صغر حجم كثير منها.
وأول كتاب سأتناوله بالنقد هو:
الملاحظات العامة: اضطراب الكاتب في باب الأسماء والصفات فتارة يأتي بكلام حسن مستقيم موافق لمذهب أهل السنة وتارة بكلام أعوج سقيم موافق لمذهب المعطلة وهكذا حتى أن القاريء ليكاد يشك من أن كاتب هذه السطور هو عينه كاتب السطور الماضية[4].
كذلك يظهر من الكتاب أن المؤلف حاطب ليل لا يفرق بين الصحيح والضعيف كما سترى قريبا, ومما يذكر أيضا أن المؤلف استفاد كثيرا من الغزالي في عدة مباحث.
منهجي في الرد:
أ- قمت بنقل الفقرات التي عليها مؤاخذات في الكتاب كما هي من غير أي زيادة أو نقصان, إلا إن صرحت فقلت مثلا: (إلى أن قال).
ب- كل ما تراه بين علامتي الاقتباس (...) فهو من أصل الكتاب.
جـ- آثرت الإختصار في الرد لأن الغرض من هذه التتبعات تبيين الحق لمريد السنة لا مناقشة الصوفية أو الأشاعرة أو غيرهم من أهل الأهواء, فإنما هي تنبيهات .
د- لم أنسَ أيضا خلال قراءتي أن أقيد بعض النصوص التي يستفيد منها طالب العلم مما وافق فيه الشيخ رحمه الله منهج السلف الصالح فينتفع بها طالب العلم في محاجاة أهل البدع بعلمائهم فما زال أهل السنة يحتجون على أهل البدع بكلام أئمتهم ومن يعظمونهم ومن قرأ كتب شيخ الإسلام وابن القيم رحمهم الله علم صدق ما أقول.
وسأجعلها مفردة في آخر المقال في فصل مستقل.
هـ- حاولت في ردي التجرد والإنصاف قدر المستطاع وترك التحامل وعدم تحميل الكلام ما لا يحتمل, وما من كلام مجمل للمؤلف يحتمل الحق والباطل إلا وذكرت قرينة من كلام المؤلف في مواضع أخرى من الكتاب ترجح ما رجحت.
[1] وممن تكلم فيه العلامة الألباني رحمه الله في عدة مواضع من أشرطته.
[2] وما زلت أقيد وأكتب التعليقات إلى الآن حسبما يسمح به الوقت.
[3]((من منشروات أخبار اليوم))’ مقدمة محمد السنراوي لن أتعرض لها.
[4] سأبين سبب هذا فيما يأتي بإذن الله.
فإن الله عز وجل قد خلق الخيرَ والشرَ فهدى من شاء من خلقه لنور وحيه وأضل من شاء من خلقه بعدله, فمنهم من تلبس بالكفر والعلمنة و آخرين بالشرك والرهبنة وآخرين دون ذلك أسلموا لرسوله لكن عارضوا شرعه بأوهام الفكر والفلسلفة فقيَّض الله من يرد أوهامهم بأدلة الشرع المحكمة فأمات الله بهم البدع وأحيا السنن فلا يزال أهل العلم في كل زمان يجاهدون أهل الزيغ حتى يلقوا الله وقد برئت ذمتهم.
وفي هذا الزمان كَثُر الشر وانتشرت البدع وتصدر الجهال فتكلموا في دين الله بالظنون ومن هؤلاء محمد متولي الشعراوي فإنه تصدر لتفسير كتاب الله وراح يعقد الحلقات واللقاءات حتى افتتن به خلق من عوام المسلمين بل ومن طلبة العلم, فبيَّن العلماء[1] حاله ولكن ما زال هناك من ينادي باسمه ممن يتسمى بالسنة وينادي -باسم العدل والانصاف - للإستفادة من كتبه ومجانبة اخطائه.
فأراد الله عز وجل أن يقع في يدي بعض كتب الشعراوي رحمه الله فبدأت بالتعليق عليها ثم لما رأيت الأمر يطول لكثرة الأخطاء بدأت بتقييد الأخطاء دون رد عليها ثم كانت الخطوة التالية وهي كتابة رد على أخطاء كل كتاب بشكل مستقل[2], وهاأنا اليوم أضع جزء من هذه السلسلة على حلقات حتى يُتمَّ الله الأمر وإن طال.
وأنا في الغالب أحاول الإختصار قدر المستطاع فإن الهدف الرئيس من البحث هو جمع الأخطاء وتبين بعض الأخطاء العقدية الدقيقة التي أرجو أن تردع من يتهاون في الإنكار على من يقرأ كتبه من العوام فستلاحظ خاصة في هذا الكتاب من المسائل في الأسماء والصفات والكلمات التي قد تمر على كثير من صغار طلبة العلم فضلا عن العوام دون التنبه لوجه الخطأ فيها, وكذلك من الأمور التي سيلحظها الكثير هي كثرة الأخطاء في كتب المؤلف مع صغر حجم كثير منها.
وأول كتاب سأتناوله بالنقد هو:
كتاب "أسماء الله الحسنى"[3]
موضوع الكتاب:قواعد عامة في الأسماء والصفات, وعرض لبعض خواطر الشعراوي في صفات الله عز وجل وآثارها.الملاحظات العامة: اضطراب الكاتب في باب الأسماء والصفات فتارة يأتي بكلام حسن مستقيم موافق لمذهب أهل السنة وتارة بكلام أعوج سقيم موافق لمذهب المعطلة وهكذا حتى أن القاريء ليكاد يشك من أن كاتب هذه السطور هو عينه كاتب السطور الماضية[4].
كذلك يظهر من الكتاب أن المؤلف حاطب ليل لا يفرق بين الصحيح والضعيف كما سترى قريبا, ومما يذكر أيضا أن المؤلف استفاد كثيرا من الغزالي في عدة مباحث.
منهجي في الرد:
أ- قمت بنقل الفقرات التي عليها مؤاخذات في الكتاب كما هي من غير أي زيادة أو نقصان, إلا إن صرحت فقلت مثلا: (إلى أن قال).
ب- كل ما تراه بين علامتي الاقتباس (...) فهو من أصل الكتاب.
جـ- آثرت الإختصار في الرد لأن الغرض من هذه التتبعات تبيين الحق لمريد السنة لا مناقشة الصوفية أو الأشاعرة أو غيرهم من أهل الأهواء, فإنما هي تنبيهات .
د- لم أنسَ أيضا خلال قراءتي أن أقيد بعض النصوص التي يستفيد منها طالب العلم مما وافق فيه الشيخ رحمه الله منهج السلف الصالح فينتفع بها طالب العلم في محاجاة أهل البدع بعلمائهم فما زال أهل السنة يحتجون على أهل البدع بكلام أئمتهم ومن يعظمونهم ومن قرأ كتب شيخ الإسلام وابن القيم رحمهم الله علم صدق ما أقول.
وسأجعلها مفردة في آخر المقال في فصل مستقل.
هـ- حاولت في ردي التجرد والإنصاف قدر المستطاع وترك التحامل وعدم تحميل الكلام ما لا يحتمل, وما من كلام مجمل للمؤلف يحتمل الحق والباطل إلا وذكرت قرينة من كلام المؤلف في مواضع أخرى من الكتاب ترجح ما رجحت.
[هذه الأسس التي انتهجتها في الرد ليست خاصة بهذا الرد فقط بل بما يتعلق أيضا بالكتب الأخرى]
الآن مع القسم الأول من الأخطاء ويتلوها الرد بإذن الله عز وجل
1- ص7 قال: "فإن حب العبد لذات الله يجعله يعيش في عطاء صفاته فمن أحب الذات وهبت له نفحات الصفات." ا.هـ
2- ص8-9 "فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لله تسعة وتسعين اسماً, مائة غير واحد, من أحصاها دخل الجنة". ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها ذاتا وصفاتا"ا.هــ
3- ص9 "فمن أحصى الأسماء الحسنى مع إدراك معانيها, والتخلق بأخلاقها تجعل الإنسان المؤمن يعيش في الدنيا برضاه"ا.هــ وكذا قال ص 114 "يعني حفظها مع فهم معناها والتخلُّق بآدابها"ا.هـ وقيد كلامه في موضع آخر بالصفات التي يصح للإنسان التخلق بها.
4- ص9 "القدوس: المنزه عن كل وصف يدركه حس أو خيال" ا.هــ
5-ص 10 "الرزاق : خالق الأرزاق, والمتكفل بإيصالها إلى خلقه" ا.هـ
6- ص10القابض: قابض يده عمَّن يشاء من عباده حسب إرادته" ا.هـ
7- ص11 "السميع : الذي لا يغيب عنه مسموع" ا.هـ
8- ص11"الحكم الذي إليه ترجع الأمور و الأحكام" ا.هـ
9- ص 11 "العدل: الذي ليس في ملكه خلل" ا.هــ
10- ص11 "المقيت: خالق الأقوات ومقسمها" ا.هــ
11- ص19 " إذن: فالأسماء الحسنى للحق عز وجل هي تلك الأسماء التي وضعها للدلالة على ذاته, وهذه الدلالة تنقسم إلى قسمين : دلالة عَلَمية, ودلالة وصفية.
والدلالة العلمية التي تطلق على ذات الحق سبحانه وتعالى, وهي لفظ الجلالة (الله).
فالله-إذن- دلالة على واجب الوجود, أما سائر الأسماء الحسنى كالرحمن –مثلا- فهي في الأصل للوصف .. فنحن نطلق عليها أسماء, وإن كان في حقيقتها أوصافاً تدل على بلوغ القمة في الوصف."ا.هـ
وقال تكملة في ص 26 " وينطبق ذلك على جميع الأسماء عدا لفظ الجلالة (الله)؛ لأنه ليس صفة من صفات الله, وليس مشتقا من فعل معين , وإنما هو علم على واجب الوجود, أي: علم على الحق تبارك وتعالى بذاته وصفاته التي وصف بها نفسه, فهو يحوي جميع صفات الكمال الواجبة للحق عز وجل.
فالقاعدة –إذن- أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفاته عدا لفظ الجلالة ..فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها, إلا أنه يحوي جميع الصفات الأخرى ..فحين تقول يا الله ..فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال الواجبة لذاته عز وجل, والتي وصف بها نفسه."ا.هــ
وفصل الكلام حول هذا الإسم في ص 134-136 ومن الأمور التي جعلته يميل إلى ما ذكر أن لفظ الجلالة (الله) ورد في القرآن ألفين وسبعمائة مرة
أ-لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل.
ب- وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء.
جـ- وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد.[ 5]
1- ص7 قال: "فإن حب العبد لذات الله يجعله يعيش في عطاء صفاته فمن أحب الذات وهبت له نفحات الصفات." ا.هـ
2- ص8-9 "فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لله تسعة وتسعين اسماً, مائة غير واحد, من أحصاها دخل الجنة". ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها ذاتا وصفاتا"ا.هــ
3- ص9 "فمن أحصى الأسماء الحسنى مع إدراك معانيها, والتخلق بأخلاقها تجعل الإنسان المؤمن يعيش في الدنيا برضاه"ا.هــ وكذا قال ص 114 "يعني حفظها مع فهم معناها والتخلُّق بآدابها"ا.هـ وقيد كلامه في موضع آخر بالصفات التي يصح للإنسان التخلق بها.
4- ص9 "القدوس: المنزه عن كل وصف يدركه حس أو خيال" ا.هــ
5-ص 10 "الرزاق : خالق الأرزاق, والمتكفل بإيصالها إلى خلقه" ا.هـ
6- ص10القابض: قابض يده عمَّن يشاء من عباده حسب إرادته" ا.هـ
7- ص11 "السميع : الذي لا يغيب عنه مسموع" ا.هـ
8- ص11"الحكم الذي إليه ترجع الأمور و الأحكام" ا.هـ
9- ص 11 "العدل: الذي ليس في ملكه خلل" ا.هــ
10- ص11 "المقيت: خالق الأقوات ومقسمها" ا.هــ
11- ص19 " إذن: فالأسماء الحسنى للحق عز وجل هي تلك الأسماء التي وضعها للدلالة على ذاته, وهذه الدلالة تنقسم إلى قسمين : دلالة عَلَمية, ودلالة وصفية.
والدلالة العلمية التي تطلق على ذات الحق سبحانه وتعالى, وهي لفظ الجلالة (الله).
فالله-إذن- دلالة على واجب الوجود, أما سائر الأسماء الحسنى كالرحمن –مثلا- فهي في الأصل للوصف .. فنحن نطلق عليها أسماء, وإن كان في حقيقتها أوصافاً تدل على بلوغ القمة في الوصف."ا.هـ
وقال تكملة في ص 26 " وينطبق ذلك على جميع الأسماء عدا لفظ الجلالة (الله)؛ لأنه ليس صفة من صفات الله, وليس مشتقا من فعل معين , وإنما هو علم على واجب الوجود, أي: علم على الحق تبارك وتعالى بذاته وصفاته التي وصف بها نفسه, فهو يحوي جميع صفات الكمال الواجبة للحق عز وجل.
فالقاعدة –إذن- أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفاته عدا لفظ الجلالة ..فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها, إلا أنه يحوي جميع الصفات الأخرى ..فحين تقول يا الله ..فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال الواجبة لذاته عز وجل, والتي وصف بها نفسه."ا.هــ
وفصل الكلام حول هذا الإسم في ص 134-136 ومن الأمور التي جعلته يميل إلى ما ذكر أن لفظ الجلالة (الله) ورد في القرآن ألفين وسبعمائة مرة
أ-لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل.
ب- وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء.
جـ- وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد.[ 5]
بدأ
المؤلف كتابه ببيان فضل معرفة أسماء الله وصفاته وفضل احصائها ثم قام بسرد
الأسماء الحسنى وكذا فعل في نهاية الكتاب لكن قرنها هناك بالآيات القرآنية
الدالة على ما ذكر, وورد خلال سرده بعض الأسماء التي لا يصح إثباتها لله
عز وجل وهي:
"المحيي والمميت المحصي الباعث الجليل المبديء المعيد الواجد الماجد المغني الرشيد المعز المذل الرافع الخافض الشديد الحفي."[ 6]
ولن أطيل الكلام حول هذه الأسماء وإن كان قد أثبتها بعض العلماء لكن لا دليل عليها والحق أحق أن يتبع والآن مع الانتقاد الأول:
الآن مع القسم الأول من الأخطاء ويتلوها الرد بإذن الله عز وجل
[1. ص7 قال: "فإن حب العبد لذات الله يجعله يعيش في عطاء صفاته فمن أحب الذات وهبت له نفحات الصفات." ا.هـ]
هذا كلام فلسفي فإنه لا يُتصور في خارج الذهن ذاتٌ متجردة عن الصفات فالتعبير بحب الذات وكأنها شيء منفرد عن الصفات من اختراعات الجهمية قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح :وليست صفاته خارجة عن مسمى اسمه ولا زائدة على مسمى اسمه بل إذا قدر ذات مجردة عن الصفات فالصفات زائدة على هذه الذات المقدرة في الذهن المجردة عن الصفات ليست الصفات زائدة عن الذات المتصفة بالصفات فإن تلك لا تحقق إلا بصفاتها فتقديرها مجردة عن صفاتها تقدير ممتنع ا.هـ وكذا قال بعدها بصفحات : فإذا أمكنهم تصور الذات بدون صفة قالوا هذه زائدة وإلا قالوا ليست زائدة وهذا يقتضي أنها زائدة على ما تصوروه هم من الذات لا أنه في الخارج ذات مجردة عن تلك الصفة وصفة زائدة عليها بل ليس إلا الذات المتصفة بتلك الصفات ا.هـ[ 7].
بناءً على هذا فكيف للعبد أن يحبَ ربه إلا بما علم من أسمائه المشتملة على صفات الكمال. وكذا بما يرى من آثارها في الكون حوله فكيف يُطالَب بحب ذاتٍ مجردة عن الصفات؟. وما أشبه هذا الكلام بقول الصوفية أنَّ العابد يعبدُ اللهَ حباً فيه لا طمعاً في جنته وخوفاً من ناره فالذي يظهر أنَّ كلامَه هذا داخلٌ في القاعدة الصوفية فإن الحب –أي الحب المقترن بالذل والخضوع- من العبادات الجليلة فكأن المؤلف أراد أن ينبهَ القاريء على أنَّ هذا الحب -الذي هو عبادة- يجب أن يكون خالصا –زعموا- من أغراض النفس خالصا مما قد يتولد في النفس من الطمع والرغبة كأثرٍ للتفكر في صفات الجمال والرحمة, ومما قد يتولد في النفس من الرهبة والخوف كأثرٍ للتفكر في صفات الجلال والعظمة فقال له " فإن حب العبد لذات الله... فمن أحب الذات"ا.هــ فأحبه لذاته فواعجباه.
وما أشبه هذا الكلام أيضا بكلام الهروي كما نقله ابن القيم في مدارج السالكين ج2ص400 وإن كان الهروي رحمه الله قد دعا السائر إلى الله في منزلة المشاهدة إلى: ولاية العين والذات دون الصفات التي هي منزلة المكاشفة وهي دونها -أي في كتابه- وقد رد عليه ابن القيم رحمه الله فقال بكلام اقتبس منه بعض السطور "إنما يدعو الناس إلى النظر في صفات الله وأفعاله وأسمائه, دون الذات المجردة. فإن الذات المجردة لا يلحظ معها وصف. ولا يشهد فيها نعت, ولا تدل على كمال ولا جلال, ولا يحصل من شهودها إيمان. فضلا عن أن يكون من أعلى مقامات العارفين. ا.هـ فارجع أخي القاريء إلى بقية كلام ابن القيم فهو قيِّم كاسمه.[ 8]
[2. ص8-9 "فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لله تسعة وتسعين اسماً, مائة غير واحد, من أحصاها دخل الجنة". ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها ذاتا وصفاتا"ا.هــ]
قال " ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها" ثم قال " ذاتا وصفاتا" والضمير في الجملة يعود على الأسماء فلا أدري هل يفهم المؤلف أنَّ كلَ اسمٍ لله له ذاتا مستقلة لأن تقدير الكلام هكذا "ولقد أمرنا الله أن نؤمن بالتسعة والتسعين اسما ذاتا وصفاتا"ا.هـ فلو رأى جهميٌ هذه العبارة لاحتج بها على إنكار الأسماء والصفات فإنما احتج المعتزلة في إنكارهم للصفات بزعمهم أن إثبات صفات متعددة لله ينتج عنه تعدد الذوات وبما أنها قديمة أزلية فنكون بهذا الإثبات قد أقررنا بوجود ذوات قديمة أزلية غير الله عز وجل.[ 9]
فإن قيل: أنت لم تفهم كلامَ المؤلف فإنما أراد بكلامه أن نؤمن بذات الاسم من حيثُ هو اسم وما اشتمل عليه من الصفة.فأقول لو سلمنا لك بهذا الفهم فإنه أيضا لا يخلو من من الخطأ, وبيانه أنَّ الأسماء والصفات من المعاني والأعراض عند المناطقة فليس بجوهر حتى يكون له ذاتا.
وأظن أن المؤلف دخل عليه الخطأ من مبحث هل الإسم هو المسمى أو غير المسمى؟ فكأنه ترجح لديه أن الاسم غير المسمى مطلقا فجعل له ذواتاً..الخ والصواب التفصيل فيها وليس هذا محل بحثها والذي يتنزل هنا أن الإسم للمسمى لأن الحديث عن أسماء الله فهي مضافة له.[ 10]
[3. ص9 "فمن أحصى الأسماء الحسنى مع إدراك معانيها, والتخلق بأخلاقها تجعل الإنسان المؤمن يعيش في الدنيا برضاه"ا.هــ وكذا قال ص 114 "يعني حفظها مع فهم معناها والتخلُّق بآدابها"ا.هـ وقيد كلامه في موضع آخر بالصفات التي يصح للإنسان التخلق بها.]
"المحيي والمميت المحصي الباعث الجليل المبديء المعيد الواجد الماجد المغني الرشيد المعز المذل الرافع الخافض الشديد الحفي."[ 6]
ولن أطيل الكلام حول هذه الأسماء وإن كان قد أثبتها بعض العلماء لكن لا دليل عليها والحق أحق أن يتبع والآن مع الانتقاد الأول:
الآن مع القسم الأول من الأخطاء ويتلوها الرد بإذن الله عز وجل
[1. ص7 قال: "فإن حب العبد لذات الله يجعله يعيش في عطاء صفاته فمن أحب الذات وهبت له نفحات الصفات." ا.هـ]
هذا كلام فلسفي فإنه لا يُتصور في خارج الذهن ذاتٌ متجردة عن الصفات فالتعبير بحب الذات وكأنها شيء منفرد عن الصفات من اختراعات الجهمية قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح :وليست صفاته خارجة عن مسمى اسمه ولا زائدة على مسمى اسمه بل إذا قدر ذات مجردة عن الصفات فالصفات زائدة على هذه الذات المقدرة في الذهن المجردة عن الصفات ليست الصفات زائدة عن الذات المتصفة بالصفات فإن تلك لا تحقق إلا بصفاتها فتقديرها مجردة عن صفاتها تقدير ممتنع ا.هـ وكذا قال بعدها بصفحات : فإذا أمكنهم تصور الذات بدون صفة قالوا هذه زائدة وإلا قالوا ليست زائدة وهذا يقتضي أنها زائدة على ما تصوروه هم من الذات لا أنه في الخارج ذات مجردة عن تلك الصفة وصفة زائدة عليها بل ليس إلا الذات المتصفة بتلك الصفات ا.هـ[ 7].
بناءً على هذا فكيف للعبد أن يحبَ ربه إلا بما علم من أسمائه المشتملة على صفات الكمال. وكذا بما يرى من آثارها في الكون حوله فكيف يُطالَب بحب ذاتٍ مجردة عن الصفات؟. وما أشبه هذا الكلام بقول الصوفية أنَّ العابد يعبدُ اللهَ حباً فيه لا طمعاً في جنته وخوفاً من ناره فالذي يظهر أنَّ كلامَه هذا داخلٌ في القاعدة الصوفية فإن الحب –أي الحب المقترن بالذل والخضوع- من العبادات الجليلة فكأن المؤلف أراد أن ينبهَ القاريء على أنَّ هذا الحب -الذي هو عبادة- يجب أن يكون خالصا –زعموا- من أغراض النفس خالصا مما قد يتولد في النفس من الطمع والرغبة كأثرٍ للتفكر في صفات الجمال والرحمة, ومما قد يتولد في النفس من الرهبة والخوف كأثرٍ للتفكر في صفات الجلال والعظمة فقال له " فإن حب العبد لذات الله... فمن أحب الذات"ا.هــ فأحبه لذاته فواعجباه.
وما أشبه هذا الكلام أيضا بكلام الهروي كما نقله ابن القيم في مدارج السالكين ج2ص400 وإن كان الهروي رحمه الله قد دعا السائر إلى الله في منزلة المشاهدة إلى: ولاية العين والذات دون الصفات التي هي منزلة المكاشفة وهي دونها -أي في كتابه- وقد رد عليه ابن القيم رحمه الله فقال بكلام اقتبس منه بعض السطور "إنما يدعو الناس إلى النظر في صفات الله وأفعاله وأسمائه, دون الذات المجردة. فإن الذات المجردة لا يلحظ معها وصف. ولا يشهد فيها نعت, ولا تدل على كمال ولا جلال, ولا يحصل من شهودها إيمان. فضلا عن أن يكون من أعلى مقامات العارفين. ا.هـ فارجع أخي القاريء إلى بقية كلام ابن القيم فهو قيِّم كاسمه.[ 8]
[2. ص8-9 "فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لله تسعة وتسعين اسماً, مائة غير واحد, من أحصاها دخل الجنة". ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها ذاتا وصفاتا"ا.هــ]
قال " ولقد أمرنا الله أن نؤمن بها" ثم قال " ذاتا وصفاتا" والضمير في الجملة يعود على الأسماء فلا أدري هل يفهم المؤلف أنَّ كلَ اسمٍ لله له ذاتا مستقلة لأن تقدير الكلام هكذا "ولقد أمرنا الله أن نؤمن بالتسعة والتسعين اسما ذاتا وصفاتا"ا.هـ فلو رأى جهميٌ هذه العبارة لاحتج بها على إنكار الأسماء والصفات فإنما احتج المعتزلة في إنكارهم للصفات بزعمهم أن إثبات صفات متعددة لله ينتج عنه تعدد الذوات وبما أنها قديمة أزلية فنكون بهذا الإثبات قد أقررنا بوجود ذوات قديمة أزلية غير الله عز وجل.[ 9]
فإن قيل: أنت لم تفهم كلامَ المؤلف فإنما أراد بكلامه أن نؤمن بذات الاسم من حيثُ هو اسم وما اشتمل عليه من الصفة.فأقول لو سلمنا لك بهذا الفهم فإنه أيضا لا يخلو من من الخطأ, وبيانه أنَّ الأسماء والصفات من المعاني والأعراض عند المناطقة فليس بجوهر حتى يكون له ذاتا.
وأظن أن المؤلف دخل عليه الخطأ من مبحث هل الإسم هو المسمى أو غير المسمى؟ فكأنه ترجح لديه أن الاسم غير المسمى مطلقا فجعل له ذواتاً..الخ والصواب التفصيل فيها وليس هذا محل بحثها والذي يتنزل هنا أن الإسم للمسمى لأن الحديث عن أسماء الله فهي مضافة له.[ 10]
[3. ص9 "فمن أحصى الأسماء الحسنى مع إدراك معانيها, والتخلق بأخلاقها تجعل الإنسان المؤمن يعيش في الدنيا برضاه"ا.هــ وكذا قال ص 114 "يعني حفظها مع فهم معناها والتخلُّق بآدابها"ا.هـ وقيد كلامه في موضع آخر بالصفات التي يصح للإنسان التخلق بها.]
وعلى كلٍ فالعبارة مشهور عند الصوفية قال الغزالي في الإحياء " فالذى يذكر هو قرب العبد من ربه عز و جل في الصفات التى أمر فيها بالاقتداء والتخلق بأخلاق الربوبيه حتى قيل تخلقوا بأخلاق الله[ 11]
وذلك في اكتساب محامد الصفات التى هى من صفات الإلهية من العلم والبر
والإحسان واللطف وإفاضة الخير والرحمة على الخلق والنصيحة لهم وإرشادهم إلى
الحق ومنعهم من الباطل إلى غير ذلك من مكارم الشريعة" ا.هـ وكذا قال في
المقصد الأسنى "الفصل الرابع في بيان أن كمال العبد وسعادته في التخلق بأخلاق الله تعالى والتحلي بمعاني صفاته وأسمائه بقدر ما يتصور في حقه" ا.هـ وهذا كثير في كتبهم.
قال شيخ الإسلام في الصفدية:
ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقوصدهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون تخلقوا بأخلاق الله ,وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه وسماه التخلق حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب ا.هـ
قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعراف 180 وهو مرتبتان:
إحداهما دعاء ثناء وعبادة والثاني دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الإسم
ومن تأمل أدعية الرسل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا وهذه العبارة أولى من عبارة من قال يتخلق بأسماء الله فإنها ليست بعبارة سديدة وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة ,وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ا.هـ
إذن هذه التعبير منتقد من وجوه:
1- أنه منتزع من قول الفلاسفة كما ذكر ابن القيم رحمه الله.
2- أن من صفات الله ما لا يجوز للعبد التخلق به قال ابن تيمية رحمه الله بعد الكلام السابق:
والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب كقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته.
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد موقعا لهم في الحلول والإتحاد وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق وبالغوا في النفي حتى قالوا ليس لله اسم يتخلق به العبد ا.هـ
وهناك عبارات أخرى في الباب ذكرها ابن القيم بقوله :
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ا.هـ
وقال ابن تيمية رحمه الله:
ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الإتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الإتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبرا.هـ
فصار لدينا أربع عبارات مستخدمة في هذا الباب:
عبارتان باطلتان:
أ- التشبه وهي أضلها, ب- التخلق.
قال شيخ الإسلام في الصفدية:
ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقوصدهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون تخلقوا بأخلاق الله ,وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه وسماه التخلق حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب ا.هـ
قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعراف 180 وهو مرتبتان:
إحداهما دعاء ثناء وعبادة والثاني دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الإسم
ومن تأمل أدعية الرسل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا وهذه العبارة أولى من عبارة من قال يتخلق بأسماء الله فإنها ليست بعبارة سديدة وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة ,وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ا.هـ
إذن هذه التعبير منتقد من وجوه:
1- أنه منتزع من قول الفلاسفة كما ذكر ابن القيم رحمه الله.
2- أن من صفات الله ما لا يجوز للعبد التخلق به قال ابن تيمية رحمه الله بعد الكلام السابق:
والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب كقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته.
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد موقعا لهم في الحلول والإتحاد وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق وبالغوا في النفي حتى قالوا ليس لله اسم يتخلق به العبد ا.هـ
وهناك عبارات أخرى في الباب ذكرها ابن القيم بقوله :
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ا.هـ
وقال ابن تيمية رحمه الله:
ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الإتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الإتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبرا.هـ
فصار لدينا أربع عبارات مستخدمة في هذا الباب:
عبارتان باطلتان:
أ- التشبه وهي أضلها, ب- التخلق.
عبارتان صحيحتان:
أ- التعبد وهي من كلام ابن برجان, ب- الدعاء وهي أفضلهما قال ابن القيم:
وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال ا.هـ
4[. ص9 "القدوس: المنزه عن كل وصف يدركه حس أو خيال" ا.هــ]
قول الكاتب "يدركه حس أو خيال" فيه تلبيس شديد فإن ظاهر الكلام التنزيه لكن باطنه التعطيل فأقول: إن أراد الكاتب الصفة- كما هو ظاهر اللفظ- ومعناها فكلامه باطل فإن الله قد تعرف إلينا بصفاته من السمع والبصر ...الخ وهي معان مدركة في الذهن وكذا في الخارج لكن كيفية هذه الصفات هي ما لاتدركه عقولنا, فكل كيفية يراها الخلق أو يتخيلوها فالله عز وجل منزه عنها فهذا الإطلاق منه على طريقة أهل التعطيل.[ 12]
وهذه العبارة تشابه عبارة الرازي -لكنها من صنع الغزالي كما سيأتي- وقد رد على عبارة الرازي شيخ الإسلام رحمه الله فقال بعد جملة الرازي "فكيف يستبعد في العقل أن يكون خالق المحسوسات منزها عن لواحق الحس وعلائق الخيال":
الوجه الثاني عشر أن قوله لواحق الحس وعلائق الخيال ظاهر لفظه هو ما يلحق الحس ولا يخلو أن يريد به نفي ما يلحق الحس أو المحسوس وما يتعلق بالخيال أو التخيل أو يريد به أنه لا يلحقه الحس ولا يتعلق به الخيال فإن أراد الأول وهو مقتضى اللفظ لزم في ذلك أن كلما يوصف به الحس أو المحسوس أو الخيال أو التخيل لا يوصف به ومعلوم أن ذلك يوصف بأنه موجود وثابت وحق ومعلوم ومذكور وموصوف ونحو ذلك مما لا نزاع في أن الله يوصف به وإن أراد الثاني وهو الذي أراده والله أعلم
[ 13] ا.هـ [ 14]
فإن ظن المنصف بعد هذا أني قد تحاملت على الرجل فأنا أنقل له المصدر الذي استقى منه الشعراوي كلامه بل وأنقل له ما فسر به القائل الأول كلامه حتى لا يبقى لك عذر بعدها قال الرازي في المقصد الأسنى:
هو المنزه عن كل وصف يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم أو يختلج به ضمير أو يقضي به تفكيرا.هـ ثم فسر مراده بهذا النفي فقال:
بل أقول القدوس هو المنزه عن كل وصف من أوصاف الكمال الذي يظنه أكثر الخلق كمالا في حقه....-إلى أن قال- ثم كان غايتهم في الثناء على الله تعالى ووصفه أن وصفوه بما هو أوصاف كمالهم من علم وقدرة وسمع وبصر وكلام وأن نفوا عنه ما هو أوصاف نقصهم والله سبحانه وتعالى منزه عن أوصاف كمالهم كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم بل كل صفة تتصور للخلق فهو منزه ومقدس عنها وعما يشبهها ويماثلها ولولا ورود الرخصة والإذن بإطلاقها لم يجز إطلاق أكثرها وقد فهمت معنى هذا في الفصل الرابع من فصول المقدمات فلا حاجة إلى الإعادة تنبيه ا.هــ[ 15] فأعوذ بالله من التعطيل والتمثيل.
5[.ص10 "الخالق: المبدع لخلقه بإرادته ا.هــ]
هذا فيه قصور فالصواب أن يقال بإرادته وحكمته بل وبقدرته.[ليست موجودة في المشاركة الثانية فأضفتها].
[6. ص10 "الرزاق : خالق الأرزاق, والمتكفل بإيصالها إلى خلقه" ا.هـ]
هذا التعريف فيه رائحة المعتزلة, انظر بيانه بإختصار في التعليق على الخطأ رقم (10).[ 16]
[7. ص10" القابض: قابض يده عمَّن يشاء من عباده حسب إرادته" ا.هـ]
قلت: "وحكمته" وهذا تعريف من ينفي الحكمة والشيخ لا ينفيها فقد أثبتها في غير موضع من الكتاب وانظر حاشية على فقرة رقم (4).
[8. ص11 "السميع : الذي لا يغيب عنه مسموع" ا.هـ]
قلت: الصواب تعريف اللفظ بما يفيد الإثبات لا بالنفي فهو هنا لم يفدنا في معرفة معنى السمع بل بيَّن أن صفة السمع تشمل كل مسموع.
وعرفها الشيخ هراس رحمه الله "المدرك لجميع الأصوات مهما خفت" ا.هـ [ 17]فالسمع إذن هو إدراك الأصوات, أما تعريف الشيخ فيشمل تعريف الأشاعرة وهو "العلم بالمسموعات" والفرق دقيق فليتنبه[ 18].
[9. ص11"الحكَم الذي إليه ترجع الأمور و الأحكام" ا.هـ]
قال الشيخ السعدي رحمه الله " ومن أسمائه الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا، والآخرة بعدله" الخ كلامه فهو سبحانه لا نشك أن الأمور والأحكام ترجع إليه لكن تعريف الحكم بهذا حيدة عن أصل الصفة وهي الحكم بين العباد.
[10. ص11 "العدل: الذي ليس في ملكه خلل" ا.هــ]
هذا تعريف للإسم بأثره فنتيجة لعدله سبحانه فليس في كونه خلل لكن ما هي الصفة التي يشتمل عليها اسم العدل؟ ..هذا هو محل النزاع.
[11. ص11 "المقيت: خالق الأقوات ومقسمها" ا.هــ ]
"المقيت الذي أوصل إلى كل موجود مابه يقتات وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمه وحمده" ا.هــ السعدي رحمه الله.
وكلامه هنا في تعريف المقيت وكذلك في الرزاق بقوله "خالق الأرزاق" فيه نظر فهذا منهج أهل التعطيل فهو يسير على سير المعتزلة فالمتكلم عندهم خالق الكلام والرزاق خالق الأرزاق والمقيت خالق الأرزاق وهكذا وإن كان اسم الررزاق والمقيت يشتمل على خلق الرزق والقوت لكن الصفة أعم منه فعلى تعريف المؤلف يكون الرزاق فرع من صفة الخلق فقط هذا هو متعلقها والصواب أنها تشمل على أفعال أخرى لله عز وجل فيقال في الرزاق ما قيل في المقيت وقد ذكره الشيخ السعدي في الحاشية المتعلقة بالفقرة رقم (5).
12.ص19[. " إذن: فالأسماء الحسنى للحق عز وجل هي تلك الأسماء التي وضعها للدلالة على ذاته, وهذه الدلالة تنقسم إلى قسمين : دلالة عَلَمية, ودلالة وصفية.
والدلالة العلمية التي تطلق على ذات الحق سبحانه وتعالى, وهي لفظ الجلالة (الله).
فالله-إذن- دلالة على واجب الوجود, أما سائر الأسماء الحسنى كالرحمن –مثلا- فهي في الأصل للوصف .. فنحن نطلق عليها أسماء, وإن كان في حقيقتها أوصافاً تدل على بلوغ القمة في الوصف."ا.هـ
وقال تكملة في ص 26 " وينطبق ذلك على جميع الأسماء عدا لفظ الجلالة (الله)؛ لأنه ليس صفة من صفات الله, وليس مشتقا من فعل معين , وإنما هو علم على واجب الوجود, أي: علم على الحق تبارك وتعالى بذاته وصفاته التي وصف بها نفسه, فهو يحوي جميع صفات الكمال الواجبة للحق عز وجل.
فالقاعدة –إذن- أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفاته عدا لفظ الجلالة ..فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها, إلا أنه يحوي جميع الصفات الأخرى ..فحين تقول يا الله ..فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال الواجبة لذاته عز وجل, والتي وصف بها نفسه."ا.هــ
وفصل الكلام حول هذا الإسم في ص 134-136 ومن الأمور التي جعلته يميل إلى ما ذكر أن لفظ الجلالة (الله) ورد في القرآن ألفين وسبعمائة مرة
أ-لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل.
ب- وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء.
جـ- وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد.[ 19]]ا.هـــ
وهنا مسألتان:
1- الأولى قوله " فالقاعدة –إذن- أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفاته عدا لفظ الجلالة .. فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها, إلا أنه يحوي جميع الصفات الأخرى ..فحين تقول يا الله ..فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال الواجبة لذاته عز وجل, والتي وصف بها نفسه."ا.هــ
والمؤلف هنا وقع في خطأ فاحش ناتج عن عدم تعقله فهو بين أمرين أحلاهما مر:
الأول أنه يريد بكلامه المذكور سابقا التوسل بالإسم وما اشتمل عليه من الصفة فيكون المعنى هكذا:
المتوسل باسم (الله) متوسلا بجميع صفات الكمال[ 20] فأنت إن كان دعاءك طلبا للرحمة فتقول مثلا "يا الله ارحمني" ..فتكون قد توسلت بكل صفات الكمال التي لله كـ "عزته وجبروته وعظمته وأنه شديد العقاب وسريع الحساب..ألخ" وهذا لا يناسب المقام.
فإن قيل فما المعنى الثاني الذي قد يحمل عليه الكلام فأقول:
أنه يريد أن الأسماء الحسنى غير لفظ الجلالة (الله) إنما تدل على الذات المجردة إضافة لتلك الصفة, فالرحمن مثلا يدل على الذات المجردة وصفة الرحمة.
وهذا بناء على تصوره ذاتا مجردة عن الصفات أما اسم الله عنده فيدل على الذات المتصفة بجميع الصفات.
فإن قيل: أين الخطأ في هذا ؟ فأهل السنة ما زالوا يتكلموا في كتبهم عن أن اسم العليم يدل على صفة العلم والذات بالمطابقة ولا يذكرون بقية الصفات.
قلت: هذا صواب لكن في باب استخراج دلالة اللفظ لكن حين النظر إليه كونه علماً على الله عز وجل واسما له سبحانه فنقول اسم الرحمن يدل على الذات المتصفة بكل صفات الكمال وكذا غيره من الأسماء فأنت إذا قلت يا حكيم أو يا عليم أو يا رحيم لا تريد بكلامك هذا دعاء الذات المتصفة فقط بصفة العلم أو الرحمة أو الحكمة بل تريد دعاء الله عز وجل المتصف بجميع صفات الكمال.
قال ابن القيم رحمه الله:
والتحقيق: أن صفات الرب-جل جلاله- داخلة في مسمى اسمه. فليس اسمه
"الله, والرب, والإله" أسماء لذات مجردة لا صفة لها ألبتة فإن هذه الذات المجردة وجودها مستحيل. وإنما يفرضها الذهن فرض الممتنعات ثم يحكم عليها. واسم "الله" سبحانه و"الرب, والإله" اسم لذات لها جميع صفات الكمال ونعوت الجلال. كالعلم, والقدرة, والحياة, والإرادة, والكلام, والسمع, والبصر, والبقاء, والقدم, وسائر الكمال الذي يستحقه الله لذاته. فصفاته داخلة في مسمى اسمه. فتجريد الصفات عن الذات, والذات عن الصفات. فرض وخيال ذهني لا حقيقة له. وهو أمر اعتباري لا فائدة فيه. ولا يترتب عليه معرفة. ولا إيمان, ولا هو علم في نفسه."ا.هـ النقل.[ 21]
المراد أنك كيفما فسرت عبارة الكاتب فهي خاطئة والله المستعان.
2- المسألة الثانية: هي في قوله أن اسم الله لفظ جامد وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
أ- فاختار أكثر " الأصوليين والفقهاء, وهو قول السهيلي وشيخه ابن العربي والفخر الرازي والخليل وسيبويه في أحد قوليه ذهبوا كلهم إلى أن لفظ الجلالة جامد"[ 22] ا.هـ وزاد حافظ حكمي رحمه الله[ 23] الشافعي والخطابي وإمام الحرمين, ورجحه من المتأخرين من علماء السنة العلامة تقي الدين الهلالي والشيخ رحمهم الله.
ب- قول سيبوبه وجمهور أصحابه ورجحه ابن جرير في تفسيره وهو قول أكثر محققي علماء السنة واختاره شيخ الإسلام وابن القيم وابن باز والعثيمين والعباد والفوزان وغيرهم من علماء السنة المعاصرين.
واحتج أهل القول الأول بعدة حجج:
1- قال ابن القيم رحمه الله" زعم أبو القاسم السهيلي وشيخه ابن العربي أن اسم الله غير مشتق لأن الإشتقاق يستلزم مادة يشتق منها واسمه تعالى قديم والقديم لا مادة له فيستحيل الإشتقاق" ا.هـ من البدائع.
ما ذكره الشعراوي وهي ثلاث حجج:
2-لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل.
3- وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء.
4- وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد.
5- زاد العلامة الهلالي رحمه الله حجة وهو وجود اسم "الله" في اللغات اليهودية وغيرها وكلامه هذا بمعناه والكتاب بعيد عني الآن.[ 24]
والرد على هذه الحجج بأن يقال:
1- ما ذكره ابن القيم رحمه الله عن السهيلي فقد رده عليه في نفس الموضع فقال:
ولا ريب أنه إن أريد بالإشتقاق هذا المعنى وأنه مستمد من أصل آخر فهو باطل
ولكن الذين قالوا بالإشتقاق لم يريدوا هذا المعنى ولا ألم بقلوبهم وإنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرحيم والسميع والبصير فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهي قديمة والقديم لا مادة له فما كان جوابكم عن هذه الأسماء فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله ثم الجواب عن الجميع أننا لا نعني بالإشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله
وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه أصلا وفرعا ليس معناه أن أحدهما تولد من الآخر وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة ا.هـ[ 25] وهو كلام متين لا زيادة عليه.
2- قوله لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل" ا.هـ بمعناه
قلت لأنه لا يستحق العبادة إلا الله وأما كون الله عز وجل وصف بعض ما أشرك به بالآلهة فذلك لأنهم اتخذوها معبودات من دون الله و"إله" اسم بمعنى مألوه فهو دال مطابقة على المعنى أما الله فهو قد انضاف إليه دلالته على خالق العباد المتصف بصفات الكمال ولذا قلنا غلبت عليه العلمية.ولو تفكر الإنسان لوجد أسماء أخرى لم يتسمَّ بها البشر مثل القدوس والسلام..ألخ
3- قوله وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء. ا.هـ بمعناه
قلت بل الصحيح أنه قد أتى فقال سبحانه {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3 ففي هذه الآية المراد من لفظ الجلالة ما اشتمل عليه من الصفة أي هو المعبود في السماء وفي الأرض[ 26] ,قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية:
" فأصح الأقوال أنه المدعو الله في السموات وفي الأرض، أي: يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السموات ومن في الأرض، ويسمونه الله، ويدعونه رغبا ورهبا، إلا من كفر من الجن والإنس، وهذه الآية على هذا القول كقوله تعالى: { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } [الزخرف: 84]، أي: هو إله من في السماء وإله من في الأرض، وعلى هذا فيكون قوله: { يعلم سركم وجهركم } خبرا أو حالا." ا.هـ
ولا أريد الإكثار من النقول ولكن أذكر لك جملة ممن رجح هذا القول منهم: ابن الأنباري [ 27]فمنهم القرطبي والسعدي و الشنقيطي وابن عاشور في تفسيره وظاهر كلام الآلوسي[ 28] فقال:
متعلق على ما قيل بالمعنى الوصفي الذي تضمنه الاسم الجليل كما في قولك : هو حاتم في طيىء على معنى الجواد . والمعنى الذي يعتبر هنا يجوز أن يكون هو المأخوذ من أصل اشتقاق الاسم الكريم أعني المعبود أو ما اشتهر به الاسم من صفات الكمال إلا أنه يلاحظ في هذا المقام ما يقتضيه منها أو ما يدل عليه التركيب الحصري لتعريف طرفي الإسناد فيه من التوحيد والتفرد بالألوهية ا.هـ ثم ذكر احتمالات أخرى للتقدير.
4- الحجة الرابعة قوله: وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد ا.هـ بمعناه
أقول هذا مسلم به لكنه ليس بمانع أن يشتمل لفظ الجلالة على صفة قال العلامة هراس في شرح الواسطية "وعلى القول بالاشتقاق يكون وصفاً في الأصل, ولكن غلبت عليه العَلَمية, فتجري عليه بقية الأسماء أخباراً وأوصافاً.ا.هـ[ 29]
ثم أقول لك إن كنت تعتقد هذه حجة برأسها فاجعلها مطردة فقل أن اسم الرحمن جامد لا مشتق لأن الله عز وجل قد ألحق به بعض الصفات والأفعال في القرآن قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
قلت [ 30]: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعاا.هـ
ومن الأمثلة التي جاء الرحمن غير تابع في القرآن بل ألحق بأفعال لله مثل قوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }طه5, و قوله: {الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4}}الرحمن 1-4 فهنا هذه الأفعال والأوصاف عطفت على اسم الرحمن فكان علماً فلم يمنع من كونه مشتملا على صفة كمال لله عز وجل كما ذكر ابن القيم رحم الله.
فان قال قائل إنما استدل الشعراوي بها مجتمعة فهي حجة مركبة فلا تستطيع إلزامه بالقول أن اسم الرحمن جامد.
قلت: فالحمدلله قد نقضت بكلام أهل العلم هذه الحجج فانتهى النقاش.
وبقي حجة العلامة تقي الدين الهلالي وهي قوله أن اسم الله موجود في اللغات السامية الأخرى فهذا يحتاج للرد عليه علم بتلك اللغات وإن كان لا مانع أن نرد عليه بقولنا:
هل تحكم بأنه جامد عندهم أم مشتق؟ فإن قال جامد[ 31] ولا بد أن يجيب بهذا.
قلنا:
بما أنك حكمت أنه جامد في لغتهم فالجمع سهل حينها وهو:
أنه في لغتنا مشتق لأنه أصل لفظ الجلالة "الله"بالعربية ولما كان في لغتهم مدخل من لغة أجنبية –التي هي العربية هنا- لم يصح اشتقاقه عندهم, أما إن قال الشيخ هو مشتق عندهم فسنرد عليه بما استدل به علينا وهو وجوده في لغتنا والله أعلم.
بقي أن يقال فما هي حجج محققي السنة في إثبات اشتقاق اسم الله فأقول استدلوا بالأدلة العامة التي تذكر عند الصفات والأسماء الأخرى وكذا ببعض تفسيرات السلف لبعض الآيات بخصوصها واعلم أن هؤلاء اختلفوا فمنهم من قال أنه مشتق من أله يأله ألوهية ومنهم قال من أله بمعنى من التحير والراجح الأول لما ذكر من بعض تفسيرات السلف وكذا للآية السابق ذكرها في سورة الأنعام.بهذا يكون تم القسم الأول والله يسر وضع القسم الثاني مع الرد.
------------------------------------
أ- التعبد وهي من كلام ابن برجان, ب- الدعاء وهي أفضلهما قال ابن القيم:
وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال ا.هـ
4[. ص9 "القدوس: المنزه عن كل وصف يدركه حس أو خيال" ا.هــ]
قول الكاتب "يدركه حس أو خيال" فيه تلبيس شديد فإن ظاهر الكلام التنزيه لكن باطنه التعطيل فأقول: إن أراد الكاتب الصفة- كما هو ظاهر اللفظ- ومعناها فكلامه باطل فإن الله قد تعرف إلينا بصفاته من السمع والبصر ...الخ وهي معان مدركة في الذهن وكذا في الخارج لكن كيفية هذه الصفات هي ما لاتدركه عقولنا, فكل كيفية يراها الخلق أو يتخيلوها فالله عز وجل منزه عنها فهذا الإطلاق منه على طريقة أهل التعطيل.[ 12]
وهذه العبارة تشابه عبارة الرازي -لكنها من صنع الغزالي كما سيأتي- وقد رد على عبارة الرازي شيخ الإسلام رحمه الله فقال بعد جملة الرازي "فكيف يستبعد في العقل أن يكون خالق المحسوسات منزها عن لواحق الحس وعلائق الخيال":
الوجه الثاني عشر أن قوله لواحق الحس وعلائق الخيال ظاهر لفظه هو ما يلحق الحس ولا يخلو أن يريد به نفي ما يلحق الحس أو المحسوس وما يتعلق بالخيال أو التخيل أو يريد به أنه لا يلحقه الحس ولا يتعلق به الخيال فإن أراد الأول وهو مقتضى اللفظ لزم في ذلك أن كلما يوصف به الحس أو المحسوس أو الخيال أو التخيل لا يوصف به ومعلوم أن ذلك يوصف بأنه موجود وثابت وحق ومعلوم ومذكور وموصوف ونحو ذلك مما لا نزاع في أن الله يوصف به وإن أراد الثاني وهو الذي أراده والله أعلم
[ 13] ا.هـ [ 14]
فإن ظن المنصف بعد هذا أني قد تحاملت على الرجل فأنا أنقل له المصدر الذي استقى منه الشعراوي كلامه بل وأنقل له ما فسر به القائل الأول كلامه حتى لا يبقى لك عذر بعدها قال الرازي في المقصد الأسنى:
هو المنزه عن كل وصف يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم أو يختلج به ضمير أو يقضي به تفكيرا.هـ ثم فسر مراده بهذا النفي فقال:
بل أقول القدوس هو المنزه عن كل وصف من أوصاف الكمال الذي يظنه أكثر الخلق كمالا في حقه....-إلى أن قال- ثم كان غايتهم في الثناء على الله تعالى ووصفه أن وصفوه بما هو أوصاف كمالهم من علم وقدرة وسمع وبصر وكلام وأن نفوا عنه ما هو أوصاف نقصهم والله سبحانه وتعالى منزه عن أوصاف كمالهم كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم بل كل صفة تتصور للخلق فهو منزه ومقدس عنها وعما يشبهها ويماثلها ولولا ورود الرخصة والإذن بإطلاقها لم يجز إطلاق أكثرها وقد فهمت معنى هذا في الفصل الرابع من فصول المقدمات فلا حاجة إلى الإعادة تنبيه ا.هــ[ 15] فأعوذ بالله من التعطيل والتمثيل.
5[.ص10 "الخالق: المبدع لخلقه بإرادته ا.هــ]
هذا فيه قصور فالصواب أن يقال بإرادته وحكمته بل وبقدرته.[ليست موجودة في المشاركة الثانية فأضفتها].
[6. ص10 "الرزاق : خالق الأرزاق, والمتكفل بإيصالها إلى خلقه" ا.هـ]
هذا التعريف فيه رائحة المعتزلة, انظر بيانه بإختصار في التعليق على الخطأ رقم (10).[ 16]
[7. ص10" القابض: قابض يده عمَّن يشاء من عباده حسب إرادته" ا.هـ]
قلت: "وحكمته" وهذا تعريف من ينفي الحكمة والشيخ لا ينفيها فقد أثبتها في غير موضع من الكتاب وانظر حاشية على فقرة رقم (4).
[8. ص11 "السميع : الذي لا يغيب عنه مسموع" ا.هـ]
قلت: الصواب تعريف اللفظ بما يفيد الإثبات لا بالنفي فهو هنا لم يفدنا في معرفة معنى السمع بل بيَّن أن صفة السمع تشمل كل مسموع.
وعرفها الشيخ هراس رحمه الله "المدرك لجميع الأصوات مهما خفت" ا.هـ [ 17]فالسمع إذن هو إدراك الأصوات, أما تعريف الشيخ فيشمل تعريف الأشاعرة وهو "العلم بالمسموعات" والفرق دقيق فليتنبه[ 18].
[9. ص11"الحكَم الذي إليه ترجع الأمور و الأحكام" ا.هـ]
قال الشيخ السعدي رحمه الله " ومن أسمائه الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا، والآخرة بعدله" الخ كلامه فهو سبحانه لا نشك أن الأمور والأحكام ترجع إليه لكن تعريف الحكم بهذا حيدة عن أصل الصفة وهي الحكم بين العباد.
[10. ص11 "العدل: الذي ليس في ملكه خلل" ا.هــ]
هذا تعريف للإسم بأثره فنتيجة لعدله سبحانه فليس في كونه خلل لكن ما هي الصفة التي يشتمل عليها اسم العدل؟ ..هذا هو محل النزاع.
[11. ص11 "المقيت: خالق الأقوات ومقسمها" ا.هــ ]
"المقيت الذي أوصل إلى كل موجود مابه يقتات وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمه وحمده" ا.هــ السعدي رحمه الله.
وكلامه هنا في تعريف المقيت وكذلك في الرزاق بقوله "خالق الأرزاق" فيه نظر فهذا منهج أهل التعطيل فهو يسير على سير المعتزلة فالمتكلم عندهم خالق الكلام والرزاق خالق الأرزاق والمقيت خالق الأرزاق وهكذا وإن كان اسم الررزاق والمقيت يشتمل على خلق الرزق والقوت لكن الصفة أعم منه فعلى تعريف المؤلف يكون الرزاق فرع من صفة الخلق فقط هذا هو متعلقها والصواب أنها تشمل على أفعال أخرى لله عز وجل فيقال في الرزاق ما قيل في المقيت وقد ذكره الشيخ السعدي في الحاشية المتعلقة بالفقرة رقم (5).
12.ص19[. " إذن: فالأسماء الحسنى للحق عز وجل هي تلك الأسماء التي وضعها للدلالة على ذاته, وهذه الدلالة تنقسم إلى قسمين : دلالة عَلَمية, ودلالة وصفية.
والدلالة العلمية التي تطلق على ذات الحق سبحانه وتعالى, وهي لفظ الجلالة (الله).
فالله-إذن- دلالة على واجب الوجود, أما سائر الأسماء الحسنى كالرحمن –مثلا- فهي في الأصل للوصف .. فنحن نطلق عليها أسماء, وإن كان في حقيقتها أوصافاً تدل على بلوغ القمة في الوصف."ا.هـ
وقال تكملة في ص 26 " وينطبق ذلك على جميع الأسماء عدا لفظ الجلالة (الله)؛ لأنه ليس صفة من صفات الله, وليس مشتقا من فعل معين , وإنما هو علم على واجب الوجود, أي: علم على الحق تبارك وتعالى بذاته وصفاته التي وصف بها نفسه, فهو يحوي جميع صفات الكمال الواجبة للحق عز وجل.
فالقاعدة –إذن- أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفاته عدا لفظ الجلالة ..فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها, إلا أنه يحوي جميع الصفات الأخرى ..فحين تقول يا الله ..فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال الواجبة لذاته عز وجل, والتي وصف بها نفسه."ا.هــ
وفصل الكلام حول هذا الإسم في ص 134-136 ومن الأمور التي جعلته يميل إلى ما ذكر أن لفظ الجلالة (الله) ورد في القرآن ألفين وسبعمائة مرة
أ-لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل.
ب- وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء.
جـ- وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد.[ 19]]ا.هـــ
وهنا مسألتان:
1- الأولى قوله " فالقاعدة –إذن- أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يمثل صفة من صفاته عدا لفظ الجلالة .. فإنه وإن كان لا يمثل صفة بعينها, إلا أنه يحوي جميع الصفات الأخرى ..فحين تقول يا الله ..فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال الواجبة لذاته عز وجل, والتي وصف بها نفسه."ا.هــ
والمؤلف هنا وقع في خطأ فاحش ناتج عن عدم تعقله فهو بين أمرين أحلاهما مر:
الأول أنه يريد بكلامه المذكور سابقا التوسل بالإسم وما اشتمل عليه من الصفة فيكون المعنى هكذا:
المتوسل باسم (الله) متوسلا بجميع صفات الكمال[ 20] فأنت إن كان دعاءك طلبا للرحمة فتقول مثلا "يا الله ارحمني" ..فتكون قد توسلت بكل صفات الكمال التي لله كـ "عزته وجبروته وعظمته وأنه شديد العقاب وسريع الحساب..ألخ" وهذا لا يناسب المقام.
فإن قيل فما المعنى الثاني الذي قد يحمل عليه الكلام فأقول:
أنه يريد أن الأسماء الحسنى غير لفظ الجلالة (الله) إنما تدل على الذات المجردة إضافة لتلك الصفة, فالرحمن مثلا يدل على الذات المجردة وصفة الرحمة.
وهذا بناء على تصوره ذاتا مجردة عن الصفات أما اسم الله عنده فيدل على الذات المتصفة بجميع الصفات.
فإن قيل: أين الخطأ في هذا ؟ فأهل السنة ما زالوا يتكلموا في كتبهم عن أن اسم العليم يدل على صفة العلم والذات بالمطابقة ولا يذكرون بقية الصفات.
قلت: هذا صواب لكن في باب استخراج دلالة اللفظ لكن حين النظر إليه كونه علماً على الله عز وجل واسما له سبحانه فنقول اسم الرحمن يدل على الذات المتصفة بكل صفات الكمال وكذا غيره من الأسماء فأنت إذا قلت يا حكيم أو يا عليم أو يا رحيم لا تريد بكلامك هذا دعاء الذات المتصفة فقط بصفة العلم أو الرحمة أو الحكمة بل تريد دعاء الله عز وجل المتصف بجميع صفات الكمال.
قال ابن القيم رحمه الله:
والتحقيق: أن صفات الرب-جل جلاله- داخلة في مسمى اسمه. فليس اسمه
"الله, والرب, والإله" أسماء لذات مجردة لا صفة لها ألبتة فإن هذه الذات المجردة وجودها مستحيل. وإنما يفرضها الذهن فرض الممتنعات ثم يحكم عليها. واسم "الله" سبحانه و"الرب, والإله" اسم لذات لها جميع صفات الكمال ونعوت الجلال. كالعلم, والقدرة, والحياة, والإرادة, والكلام, والسمع, والبصر, والبقاء, والقدم, وسائر الكمال الذي يستحقه الله لذاته. فصفاته داخلة في مسمى اسمه. فتجريد الصفات عن الذات, والذات عن الصفات. فرض وخيال ذهني لا حقيقة له. وهو أمر اعتباري لا فائدة فيه. ولا يترتب عليه معرفة. ولا إيمان, ولا هو علم في نفسه."ا.هـ النقل.[ 21]
المراد أنك كيفما فسرت عبارة الكاتب فهي خاطئة والله المستعان.
2- المسألة الثانية: هي في قوله أن اسم الله لفظ جامد وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
أ- فاختار أكثر " الأصوليين والفقهاء, وهو قول السهيلي وشيخه ابن العربي والفخر الرازي والخليل وسيبويه في أحد قوليه ذهبوا كلهم إلى أن لفظ الجلالة جامد"[ 22] ا.هـ وزاد حافظ حكمي رحمه الله[ 23] الشافعي والخطابي وإمام الحرمين, ورجحه من المتأخرين من علماء السنة العلامة تقي الدين الهلالي والشيخ رحمهم الله.
ب- قول سيبوبه وجمهور أصحابه ورجحه ابن جرير في تفسيره وهو قول أكثر محققي علماء السنة واختاره شيخ الإسلام وابن القيم وابن باز والعثيمين والعباد والفوزان وغيرهم من علماء السنة المعاصرين.
واحتج أهل القول الأول بعدة حجج:
1- قال ابن القيم رحمه الله" زعم أبو القاسم السهيلي وشيخه ابن العربي أن اسم الله غير مشتق لأن الإشتقاق يستلزم مادة يشتق منها واسمه تعالى قديم والقديم لا مادة له فيستحيل الإشتقاق" ا.هـ من البدائع.
ما ذكره الشعراوي وهي ثلاث حجج:
2-لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل.
3- وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء.
4- وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد.
5- زاد العلامة الهلالي رحمه الله حجة وهو وجود اسم "الله" في اللغات اليهودية وغيرها وكلامه هذا بمعناه والكتاب بعيد عني الآن.[ 24]
والرد على هذه الحجج بأن يقال:
1- ما ذكره ابن القيم رحمه الله عن السهيلي فقد رده عليه في نفس الموضع فقال:
ولا ريب أنه إن أريد بالإشتقاق هذا المعنى وأنه مستمد من أصل آخر فهو باطل
ولكن الذين قالوا بالإشتقاق لم يريدوا هذا المعنى ولا ألم بقلوبهم وإنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرحيم والسميع والبصير فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهي قديمة والقديم لا مادة له فما كان جوابكم عن هذه الأسماء فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله ثم الجواب عن الجميع أننا لا نعني بالإشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله
وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه أصلا وفرعا ليس معناه أن أحدهما تولد من الآخر وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة ا.هـ[ 25] وهو كلام متين لا زيادة عليه.
2- قوله لم يستخدم للدلالة على معبود غير الله عز وجل" ا.هـ بمعناه
قلت لأنه لا يستحق العبادة إلا الله وأما كون الله عز وجل وصف بعض ما أشرك به بالآلهة فذلك لأنهم اتخذوها معبودات من دون الله و"إله" اسم بمعنى مألوه فهو دال مطابقة على المعنى أما الله فهو قد انضاف إليه دلالته على خالق العباد المتصف بصفات الكمال ولذا قلنا غلبت عليه العلمية.ولو تفكر الإنسان لوجد أسماء أخرى لم يتسمَّ بها البشر مثل القدوس والسلام..ألخ
3- قوله وكذلك لم يستخدم لفظ الجلالة في القرآن كوصف من الأوصاف مثل سائر الأسماء. ا.هـ بمعناه
قلت بل الصحيح أنه قد أتى فقال سبحانه {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3 ففي هذه الآية المراد من لفظ الجلالة ما اشتمل عليه من الصفة أي هو المعبود في السماء وفي الأرض[ 26] ,قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية:
" فأصح الأقوال أنه المدعو الله في السموات وفي الأرض، أي: يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السموات ومن في الأرض، ويسمونه الله، ويدعونه رغبا ورهبا، إلا من كفر من الجن والإنس، وهذه الآية على هذا القول كقوله تعالى: { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } [الزخرف: 84]، أي: هو إله من في السماء وإله من في الأرض، وعلى هذا فيكون قوله: { يعلم سركم وجهركم } خبرا أو حالا." ا.هـ
ولا أريد الإكثار من النقول ولكن أذكر لك جملة ممن رجح هذا القول منهم: ابن الأنباري [ 27]فمنهم القرطبي والسعدي و الشنقيطي وابن عاشور في تفسيره وظاهر كلام الآلوسي[ 28] فقال:
متعلق على ما قيل بالمعنى الوصفي الذي تضمنه الاسم الجليل كما في قولك : هو حاتم في طيىء على معنى الجواد . والمعنى الذي يعتبر هنا يجوز أن يكون هو المأخوذ من أصل اشتقاق الاسم الكريم أعني المعبود أو ما اشتهر به الاسم من صفات الكمال إلا أنه يلاحظ في هذا المقام ما يقتضيه منها أو ما يدل عليه التركيب الحصري لتعريف طرفي الإسناد فيه من التوحيد والتفرد بالألوهية ا.هـ ثم ذكر احتمالات أخرى للتقدير.
4- الحجة الرابعة قوله: وأنه سبحانه إذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين أو ينسب لنفسه سبحانه فعلا أتى بلفظ الجلالة (الله) كعلم عليه ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد ا.هـ بمعناه
أقول هذا مسلم به لكنه ليس بمانع أن يشتمل لفظ الجلالة على صفة قال العلامة هراس في شرح الواسطية "وعلى القول بالاشتقاق يكون وصفاً في الأصل, ولكن غلبت عليه العَلَمية, فتجري عليه بقية الأسماء أخباراً وأوصافاً.ا.هـ[ 29]
ثم أقول لك إن كنت تعتقد هذه حجة برأسها فاجعلها مطردة فقل أن اسم الرحمن جامد لا مشتق لأن الله عز وجل قد ألحق به بعض الصفات والأفعال في القرآن قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
قلت [ 30]: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعاا.هـ
ومن الأمثلة التي جاء الرحمن غير تابع في القرآن بل ألحق بأفعال لله مثل قوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }طه5, و قوله: {الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4}}الرحمن 1-4 فهنا هذه الأفعال والأوصاف عطفت على اسم الرحمن فكان علماً فلم يمنع من كونه مشتملا على صفة كمال لله عز وجل كما ذكر ابن القيم رحم الله.
فان قال قائل إنما استدل الشعراوي بها مجتمعة فهي حجة مركبة فلا تستطيع إلزامه بالقول أن اسم الرحمن جامد.
قلت: فالحمدلله قد نقضت بكلام أهل العلم هذه الحجج فانتهى النقاش.
وبقي حجة العلامة تقي الدين الهلالي وهي قوله أن اسم الله موجود في اللغات السامية الأخرى فهذا يحتاج للرد عليه علم بتلك اللغات وإن كان لا مانع أن نرد عليه بقولنا:
هل تحكم بأنه جامد عندهم أم مشتق؟ فإن قال جامد[ 31] ولا بد أن يجيب بهذا.
قلنا:
بما أنك حكمت أنه جامد في لغتهم فالجمع سهل حينها وهو:
أنه في لغتنا مشتق لأنه أصل لفظ الجلالة "الله"بالعربية ولما كان في لغتهم مدخل من لغة أجنبية –التي هي العربية هنا- لم يصح اشتقاقه عندهم, أما إن قال الشيخ هو مشتق عندهم فسنرد عليه بما استدل به علينا وهو وجوده في لغتنا والله أعلم.
بقي أن يقال فما هي حجج محققي السنة في إثبات اشتقاق اسم الله فأقول استدلوا بالأدلة العامة التي تذكر عند الصفات والأسماء الأخرى وكذا ببعض تفسيرات السلف لبعض الآيات بخصوصها واعلم أن هؤلاء اختلفوا فمنهم من قال أنه مشتق من أله يأله ألوهية ومنهم قال من أله بمعنى من التحير والراجح الأول لما ذكر من بعض تفسيرات السلف وكذا للآية السابق ذكرها في سورة الأنعام.بهذا يكون تم القسم الأول والله يسر وضع القسم الثاني مع الرد.
------------------------------------
[2] وما زلت أقيد وأكتب التعليقات إلى الآن حسبما يسمح به الوقت.
[3]((من منشروات أخبار اليوم))’ مقدمة محمد السنراوي لن أتعرض لها.
[4] سأبين سبب هذا فيما يأتي بإذن الله.
[5] هذا ملخص كلامه.
[ 6] في الأصل مفرقة.
[ 7] وكثيرا ما يرد في كلام المؤلف عبارة الذات والصفات وحب الذات ..الخ وكأن الصفات منفصلة عنها ومن أراد الإستزادة فليرجع لمجموع الفتاوى المجلد الخامس ومدارج السالكين ج2/496-497 وشرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله ص119-121 تحقيق ياسين.
[ 8] ج2/ص399-402, تحت المنزلة الثامنة والسبعين: المشاهدة.
[ 9] حاشية ياسين على شرح هراس ص96.
[ 10] ارجع إلى الفتاوى (6/206) وما بعدها وشرح الطحاوية ص122وتعليقات ياسين العدني على شرح الواسطية لهراس.
[ 11] هذا الأثر باطل كما ذكر ابن القيم في المدارج ج2/4-5.
[ 19] هذا ملخص كلامه.
[ 20] كما ذكر بقوله " فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال"ا.هـ
[ 21] المدارج ج2/496- 497 وانظر النقل الآتي عنه.
[ 22] تعليق ياسين على شرح هراس ص32, بدائع الفوائد ج1ص26,ونقل كلام ابن القيم الشيخ أحمد بن عيسى في شرح النونية في بداية الشرح.
[ 23] تحت فصل: خلاصة القول في تفسير البسملة , من معارج القبول, وكذا رأيت الشيخ الغامدي زاد الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله ولم أقف عليه مباشرة.
[ 24] كلامه هذا موجود في رسالة ضمن الجامع المختصر لرسائله رحمه الله وهي في تفسير أسماء الله وصفاته.
[ 25] وهذا الكلام قد تناقله العلماء في كتبهم مقرين له كما في تيسير العزيز الحميد و شرح النونية لأحمد بن عيسى وغيرها من الكتب.
[ 26] قلت: هذه أحد الوجوه في تفسير الآية ومن أراد معرفة الوجوهين الآخرين فليرجع إلى أضواء البيان المجلد الأول عند هذه الآية من سورة الأنعام وزاد ابن كثير عند الآية تفسير الجهمية فأصبح هناك أربع تفاسير لها وزاد كذلك ابن الجوزي تأويل لبعض المفسرين فليرجع لزاد المسير.
[ 27] نسبه إليه ابن الجوزي في تفسيره ولم أقف عليه.
[ 28] حيث قدمه على غيره من الأقوال.
[ 29] ص32-33 من شرح الواسطية.
[ 30] أي ابن القيم رحمه الله.
[ 31] لأن الحجة مطردة عنده أي أن وجود اللفظ في لغتهم منع كونه مشتق عندنا فكذلك العكس.
والنقل
لطفا من هنا
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=6264
[ 6] في الأصل مفرقة.
[ 7] وكثيرا ما يرد في كلام المؤلف عبارة الذات والصفات وحب الذات ..الخ وكأن الصفات منفصلة عنها ومن أراد الإستزادة فليرجع لمجموع الفتاوى المجلد الخامس ومدارج السالكين ج2/496-497 وشرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله ص119-121 تحقيق ياسين.
[ 8] ج2/ص399-402, تحت المنزلة الثامنة والسبعين: المشاهدة.
[ 9] حاشية ياسين على شرح هراس ص96.
[ 10] ارجع إلى الفتاوى (6/206) وما بعدها وشرح الطحاوية ص122وتعليقات ياسين العدني على شرح الواسطية لهراس.
[ 11] هذا الأثر باطل كما ذكر ابن القيم في المدارج ج2/4-5.
[ 12]
والمؤلف كثيرا ما يقع في مثل هذه العبارات التي أظنه يغترفها من كتب
الصوفية والجهمية فيتكلم فيما لا يحسن وهو متخبط في باب الأسماء والصفات لا
يكاد يستقر على رأي, وهذا لأنه يتكلم بلسان غيره فينقل من كتبهم دون تمحيص
وكيف يمحص القول من لا يعرف الصواب من الخطأ فسبحان الله عما يصفون.
[ 13] وإن كان شيخ الإسلام رحمه الله هنا رجح أن الرازي يريد معنى آخر ظهر له من معرفته بكلام الرازي لكن قد بين اقتضاء اللفظ لما ذكر وبين بطلانه والله أعلم
[ 14] ج1 الفصل الأول من بيان تلبيس الجهمية..
[ 15] المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ج1ص68.
[ 16] ولا بد لي هنا من نقل كلام الشيخ السعدي رحمه الله فقد أجاد رحمة الله عليه فقال:
ورزقه نوعان:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاق} {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}.
أحدهما: الرزق النافع الذي لا تبعة فيه وهو موصل للعبد إلى أعلى الغايات،وهو الذي على يد الرسول صلى الله عليه وسلم بهدايته وإرشاده، وهو نوعان أيضا: رزق القلوب بالعلوم النافعة والإيمان الصحيح، فإن القلوب لا تصلح وتفلح ولا تشبع حتى يحصل لها العلم بالحقائق النافعة والعقائد الصائبة، ثم التخلق بالأخلاق الجميلة، والتنزه عن الأخلاق الرذيلة، وما جاء به الرسول كفيل بالأمرين على أكمل وجه بلا طريق لها إلا من طريقه.
والنوع الثاني: أن يغني الله عبده بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.
والأول هو المقصود الأعظم وهذا وسيلة إليه ومعين له فإذا رزق الله العبد العلم النافع والإيمان الصحيح والرزق الحلال والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره واستقامت أحواله الدينية والبدنية وهذا النوع من الرزق هو الذي مدحته النصوص النبوية واشتملت عليه الأدعية النافعة.
وأما النوع الثاني، وهو إيصال الباري جميع الأقوات التي تتغذي بها المخلوقات برها وفاجرها المكلفون وغيرهم فهذا قد يكون من الحرام كما يكون من الحلال،وهذا فصل النزاع في مسألة هل الحرام يسمى رزقاً أم لا، فإن أريد النوع الأول وهو الرزق المطلق الذي لا تبعة فيه فلا يدخل فيه الحرام فإن العبد إذا سأل ربه أن يرزقه فلا يريد به إلا الرزق النافع في الدين، والبدن وهو النوع الأول، وإن أريد به مطلق الرزق - وهو النوع الثاني - فهو داخل فيه، فما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها.
ومثل هذا يقال في النعمة والرحمة ونحوها"ا.هـ بواسطه دراسة حول منهج الشيخ السعدي في الأسماء والصفات.
[ 17] انظر تعريفهم والرد عليه شرح الواسطية لهراس 102-103.
[ 18] فهذا تنبيه لمن يظن أن الأشاعرة يثبتون السبع الصفات كإثبات أهل السنة, فإن الأشاعرة وافقوا أهل السنة في أصل الإثبات –أي في السبع الصفات- ثم لم يلبثوا أن خالفوهم في صورة هذا الإثبات.
[ 13] وإن كان شيخ الإسلام رحمه الله هنا رجح أن الرازي يريد معنى آخر ظهر له من معرفته بكلام الرازي لكن قد بين اقتضاء اللفظ لما ذكر وبين بطلانه والله أعلم
[ 14] ج1 الفصل الأول من بيان تلبيس الجهمية..
[ 15] المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ج1ص68.
[ 16] ولا بد لي هنا من نقل كلام الشيخ السعدي رحمه الله فقد أجاد رحمة الله عليه فقال:
ورزقه نوعان:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاق} {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}.
أحدهما: الرزق النافع الذي لا تبعة فيه وهو موصل للعبد إلى أعلى الغايات،وهو الذي على يد الرسول صلى الله عليه وسلم بهدايته وإرشاده، وهو نوعان أيضا: رزق القلوب بالعلوم النافعة والإيمان الصحيح، فإن القلوب لا تصلح وتفلح ولا تشبع حتى يحصل لها العلم بالحقائق النافعة والعقائد الصائبة، ثم التخلق بالأخلاق الجميلة، والتنزه عن الأخلاق الرذيلة، وما جاء به الرسول كفيل بالأمرين على أكمل وجه بلا طريق لها إلا من طريقه.
والنوع الثاني: أن يغني الله عبده بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.
والأول هو المقصود الأعظم وهذا وسيلة إليه ومعين له فإذا رزق الله العبد العلم النافع والإيمان الصحيح والرزق الحلال والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره واستقامت أحواله الدينية والبدنية وهذا النوع من الرزق هو الذي مدحته النصوص النبوية واشتملت عليه الأدعية النافعة.
وأما النوع الثاني، وهو إيصال الباري جميع الأقوات التي تتغذي بها المخلوقات برها وفاجرها المكلفون وغيرهم فهذا قد يكون من الحرام كما يكون من الحلال،وهذا فصل النزاع في مسألة هل الحرام يسمى رزقاً أم لا، فإن أريد النوع الأول وهو الرزق المطلق الذي لا تبعة فيه فلا يدخل فيه الحرام فإن العبد إذا سأل ربه أن يرزقه فلا يريد به إلا الرزق النافع في الدين، والبدن وهو النوع الأول، وإن أريد به مطلق الرزق - وهو النوع الثاني - فهو داخل فيه، فما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها.
ومثل هذا يقال في النعمة والرحمة ونحوها"ا.هـ بواسطه دراسة حول منهج الشيخ السعدي في الأسماء والصفات.
[ 17] انظر تعريفهم والرد عليه شرح الواسطية لهراس 102-103.
[ 18] فهذا تنبيه لمن يظن أن الأشاعرة يثبتون السبع الصفات كإثبات أهل السنة, فإن الأشاعرة وافقوا أهل السنة في أصل الإثبات –أي في السبع الصفات- ثم لم يلبثوا أن خالفوهم في صورة هذا الإثبات.
[ 20] كما ذكر بقوله " فأنت تدعوه بجميع صفات الكمال"ا.هـ
[ 21] المدارج ج2/496- 497 وانظر النقل الآتي عنه.
[ 22] تعليق ياسين على شرح هراس ص32, بدائع الفوائد ج1ص26,ونقل كلام ابن القيم الشيخ أحمد بن عيسى في شرح النونية في بداية الشرح.
[ 23] تحت فصل: خلاصة القول في تفسير البسملة , من معارج القبول, وكذا رأيت الشيخ الغامدي زاد الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله ولم أقف عليه مباشرة.
[ 24] كلامه هذا موجود في رسالة ضمن الجامع المختصر لرسائله رحمه الله وهي في تفسير أسماء الله وصفاته.
[ 25] وهذا الكلام قد تناقله العلماء في كتبهم مقرين له كما في تيسير العزيز الحميد و شرح النونية لأحمد بن عيسى وغيرها من الكتب.
[ 26] قلت: هذه أحد الوجوه في تفسير الآية ومن أراد معرفة الوجوهين الآخرين فليرجع إلى أضواء البيان المجلد الأول عند هذه الآية من سورة الأنعام وزاد ابن كثير عند الآية تفسير الجهمية فأصبح هناك أربع تفاسير لها وزاد كذلك ابن الجوزي تأويل لبعض المفسرين فليرجع لزاد المسير.
[ 27] نسبه إليه ابن الجوزي في تفسيره ولم أقف عليه.
[ 28] حيث قدمه على غيره من الأقوال.
[ 29] ص32-33 من شرح الواسطية.
[ 30] أي ابن القيم رحمه الله.
[ 31] لأن الحجة مطردة عنده أي أن وجود اللفظ في لغتهم منع كونه مشتق عندنا فكذلك العكس.
والنقل
لطفا من هنا
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=6264
=------------------
نص رسالة مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ محمد حسين مخلوف
الى الشيخ الشعراوي حينما كان وزيراً للأوقاف بخصوص الشيعة وجماعة التقريب ..
الى الشيخ الشعراوي حينما كان وزيراً للأوقاف بخصوص الشيعة وجماعة التقريب ..
حضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الجليل
الشيخ الشعراوي حفظه الله
تحيات واجلال .. وبعد ..
فقد هال الناس ما نشرته الصحف بما دار بينكم وبين داعية الشيعة الامامية من الحديث والآراء، ومعلوم على ما اجمع عليه أهل السنة بشأن الامامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الخليفة بعده هو ابوبكرالصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي وان ما ذهب اليه الشيعة الامامية من الامامة بعد الرسول لعلي بن أبي طالب ثم لمن يليه الى الامام الثاني عشر باطل في القول وزور .
وكذلك من الباطل ما يزعمونه بشأن الامام الثاني عشر وخروجه آخر الزمان قرب الساعة ومعه ما حذف من القرآن بشأن خلافة علي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم الى آخر ماهو مكتوب في كتب الشيعة الامامية في هذا الشأن .
كما انه معلوم لفضيلتكم ما قام به هذه الداعية من انشاء ( جماعة التقريب ) وانشاء مجلة لها بمصر وانطواء الشيخ شلتوت لها مع نفر من المنحرفين عن أهل السنة والجماعة وما حرص عليه من وجوب تدريس مذهب الشيعة الامامية بالأزهر اسوة بالمذاهب الأربعة و ما تبع ذلك من أقوال وأعمال .
إن افتراق أمة الإسلام الى ثلاث وسبعين فرقة وانها كلها في النار الا واحدة وهي اهل السنة والجماعة و هو ما كانوا على ما عليه الرسول واصحابه معلوم لفضيلتكم وان بلادنا منذ حماها الله من التشيع الضال وأقام أهلها على مذهب أهل السنة والجماعة ينصحون بكتاب الله وسنن رسول الله ويفعلون السنن عن الرواة الأمناء كما في كتب السنة وغيرها من كتب الحديث .
ومعلوم لفضيلتكم ما يقوله الشيعة الامامية وغيرهم من فرق الشيعة البالغة خمس عشرة فرقة في شأن الخليفة الحق أبي بكر الصديق واصحابه الذين بايعوه ومنهم عمر بن الخطاب من الطعن الشديد .
وما يفعلونه ويقولونه في المدينة المنورة الى الان حين يحضرون للزيارة من الكلام والأعمال التي ينكرها الإسلام باجماع ويحكم عليها بالبطلان، ونحن جميعاً ندعو الى الإسلام الحنيف والى الاعتصام بكتابه العزيز وسنن نبيه الكريم ، و نعتمد في رواية السنن على الكتب الستة المعروفة وعلى الكتب الجارية على سننها وتقرر في كتب الفقه على المذاهب الاربعة كل ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة وننبذ ظهرها كل ما افترته الشيعة جميعاً من امامية وزيدية وغيرهما .
ونعيش مع الفرق ذوي الأهواء والنحل التي لم تخرج عن الايمان بالله ورسوله معيشة هادئة طيبة لا تكفير فيها لفريق من الفرق .
أما مع الفرق الضالة التي تزعم ماهو كفر وضلال فلا يمكن أن نقرها على شيء من مزاعمها، بل ننبذه تماما، ونرفع راية الاسلام عالية نقية .
لذلك نقول ان الشيعة الامامية مبطلة في مزاعمها بشأن الخلافة، وفي حكمها بجواز نكاح المتعة، مخالفة لما ثبت في السنن من بطلانه. ونقول انهم مسلمون ولكن مبطلون في مخالفة أهل السنة والجماعة، وحسبهم وحسبنا ذلك. ويجب ان نكون و هم قوة واحدة للدفاع عن الاسلام وصد هجمات اعدائه من أهل الاديان الاخرى، ومن ذوي الملل والنحل الضالة الاخرى المذكور في كتب الفرق قديماً وفي التاريخ الحديث كالقاديانية والبهائية والماسونية وغيرهم من فرق الضلال والجحود.
ولا اريد ان اطيل على فضيلتكم في الحديث.
وانما اريد اكرام الضيف لكن ليس على حساب اهل السنة والجماعة، ولا على حساب نشر مذهب التشيع الامامي في بلادنا التي برأها الله من الضلال والابتداع في الدين.
وان مساعيه لاقامة مذهبه بمصر في مشيخة الشيخ شلتوت للأزهر وترغيب بعض علماء السنة والجماعة، منكرا ما ذهب اليه اهل البدع والأهواء. ومن الخير لكم بل من الواجب عليكم بعد كل هذا ان تبين للناس رأيكم في التشيع عامة والتشيع الامامي خاصة، وانكم لازلتم نصير أهل السنة والجماعة قولا وعملا والله يوفقك.
وأخشي ما اخشاه ان يستغل الشيعة الامامية موقفكم للدعوة الى نحلتهم ويقولوا ان اماما من ائمة المسلمين قد انضم الى مذهبهم وهو الداعية المعروف الشيخ الشعراوي.
أعاذك الله من ذلك، وأبقاك عزا للأسلام، وداعياً قوياً الى نصر أهل السنة والجماعة القائمين على قدم الرسالة العظمى بحق ويقين واخلاص قوي متين .
والله الموفق.
محبكم
حسين محمد مخلوف
المصدر : موقع آل البيت / http://alalbayt.com/?p=3222
الشيخ الشعراوي حفظه الله
تحيات واجلال .. وبعد ..
فقد هال الناس ما نشرته الصحف بما دار بينكم وبين داعية الشيعة الامامية من الحديث والآراء، ومعلوم على ما اجمع عليه أهل السنة بشأن الامامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الخليفة بعده هو ابوبكرالصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي وان ما ذهب اليه الشيعة الامامية من الامامة بعد الرسول لعلي بن أبي طالب ثم لمن يليه الى الامام الثاني عشر باطل في القول وزور .
وكذلك من الباطل ما يزعمونه بشأن الامام الثاني عشر وخروجه آخر الزمان قرب الساعة ومعه ما حذف من القرآن بشأن خلافة علي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم الى آخر ماهو مكتوب في كتب الشيعة الامامية في هذا الشأن .
كما انه معلوم لفضيلتكم ما قام به هذه الداعية من انشاء ( جماعة التقريب ) وانشاء مجلة لها بمصر وانطواء الشيخ شلتوت لها مع نفر من المنحرفين عن أهل السنة والجماعة وما حرص عليه من وجوب تدريس مذهب الشيعة الامامية بالأزهر اسوة بالمذاهب الأربعة و ما تبع ذلك من أقوال وأعمال .
إن افتراق أمة الإسلام الى ثلاث وسبعين فرقة وانها كلها في النار الا واحدة وهي اهل السنة والجماعة و هو ما كانوا على ما عليه الرسول واصحابه معلوم لفضيلتكم وان بلادنا منذ حماها الله من التشيع الضال وأقام أهلها على مذهب أهل السنة والجماعة ينصحون بكتاب الله وسنن رسول الله ويفعلون السنن عن الرواة الأمناء كما في كتب السنة وغيرها من كتب الحديث .
ومعلوم لفضيلتكم ما يقوله الشيعة الامامية وغيرهم من فرق الشيعة البالغة خمس عشرة فرقة في شأن الخليفة الحق أبي بكر الصديق واصحابه الذين بايعوه ومنهم عمر بن الخطاب من الطعن الشديد .
وما يفعلونه ويقولونه في المدينة المنورة الى الان حين يحضرون للزيارة من الكلام والأعمال التي ينكرها الإسلام باجماع ويحكم عليها بالبطلان، ونحن جميعاً ندعو الى الإسلام الحنيف والى الاعتصام بكتابه العزيز وسنن نبيه الكريم ، و نعتمد في رواية السنن على الكتب الستة المعروفة وعلى الكتب الجارية على سننها وتقرر في كتب الفقه على المذاهب الاربعة كل ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة وننبذ ظهرها كل ما افترته الشيعة جميعاً من امامية وزيدية وغيرهما .
ونعيش مع الفرق ذوي الأهواء والنحل التي لم تخرج عن الايمان بالله ورسوله معيشة هادئة طيبة لا تكفير فيها لفريق من الفرق .
أما مع الفرق الضالة التي تزعم ماهو كفر وضلال فلا يمكن أن نقرها على شيء من مزاعمها، بل ننبذه تماما، ونرفع راية الاسلام عالية نقية .
لذلك نقول ان الشيعة الامامية مبطلة في مزاعمها بشأن الخلافة، وفي حكمها بجواز نكاح المتعة، مخالفة لما ثبت في السنن من بطلانه. ونقول انهم مسلمون ولكن مبطلون في مخالفة أهل السنة والجماعة، وحسبهم وحسبنا ذلك. ويجب ان نكون و هم قوة واحدة للدفاع عن الاسلام وصد هجمات اعدائه من أهل الاديان الاخرى، ومن ذوي الملل والنحل الضالة الاخرى المذكور في كتب الفرق قديماً وفي التاريخ الحديث كالقاديانية والبهائية والماسونية وغيرهم من فرق الضلال والجحود.
ولا اريد ان اطيل على فضيلتكم في الحديث.
وانما اريد اكرام الضيف لكن ليس على حساب اهل السنة والجماعة، ولا على حساب نشر مذهب التشيع الامامي في بلادنا التي برأها الله من الضلال والابتداع في الدين.
وان مساعيه لاقامة مذهبه بمصر في مشيخة الشيخ شلتوت للأزهر وترغيب بعض علماء السنة والجماعة، منكرا ما ذهب اليه اهل البدع والأهواء. ومن الخير لكم بل من الواجب عليكم بعد كل هذا ان تبين للناس رأيكم في التشيع عامة والتشيع الامامي خاصة، وانكم لازلتم نصير أهل السنة والجماعة قولا وعملا والله يوفقك.
وأخشي ما اخشاه ان يستغل الشيعة الامامية موقفكم للدعوة الى نحلتهم ويقولوا ان اماما من ائمة المسلمين قد انضم الى مذهبهم وهو الداعية المعروف الشيخ الشعراوي.
أعاذك الله من ذلك، وأبقاك عزا للأسلام، وداعياً قوياً الى نصر أهل السنة والجماعة القائمين على قدم الرسالة العظمى بحق ويقين واخلاص قوي متين .
والله الموفق.
محبكم
حسين محمد مخلوف
المصدر : موقع آل البيت / http://alalbayt.com/?p=3222
-----------------
بيان الحقيقة في أن محمد متولي الشعراوي يدعو إلى الشرك بالله تعالى و إلى الكفر و البدع :
( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُون َ)
بسم الله و الحمد الله و الصلاة على الرسول e :
فهذا كتاب مبارك بإذن الله تعالى نبين فيه حقيقة هذا الرجل الذي أضل المسلمين و ما يزال شره في زيادة – كفى الله شره عن أهل الإسلام الموحدين –
و إليكم الرابط لتنزيل الكتاب بإذن الله تعالى :
http://www.fileflyer.com/view/S4fGFAC
أو
http://www.mediafire.com/?g5nzjngnzdl
و إليكم فهرس الكتاب :
الفهرس :
مقدمة البحث :5
ملحوظات مهمة قبل الشروع في هذا البحث :6
الباب الأول : في بيان فضل التوحيد و بيان خطر و قبح الشرك بالله تعالى :13
الفصل الأول : بيان فضل و منزلة التوحيد :13
الفصل الثاني : في بيان أقسام التوحيد :14
الفصل الثالث : في بيان موقف الفرقة الصوفية القبورية من أقسام التوحيد :14
الفصل الرابع : متى يكون الرجاء شركا أكبر؟15
الفصل الخامس : في بيان الخطر العظيم للشرك :16
الباب الثاني : تمهيد عن الفرقة الصوفية الضالة و عن الفرقة الأشعرية الضالة. 20
تمهيد عن الفرقة الصوفية الضالة :21
تمهيد عن الفرقة الأشعرية الضالة :29
الباب الثالث : الشعراوي يدعو إلى الشرك بالله تعالى و إلى الكفر ، و الشعراوي يتفاخر بأنه قد وقع في الشرك بالله تعالى و في الكفر !!!33
1- الشعراوي يقول أنه خاصم السيدة زينب لأنه رسب في الامتحان رغم أنه كان يسكن بجوار قبرها و يصلي عند قبرها " المزعوم " ثم يصالحها بحضور المولد المبتدع عند قبرها !! فتظهر له في المنام و تقول سنعوضك يا شعراوي عن رسوبك في الامتحان !! :34
2- الشعراوي يستشهد ببيت شركي كفري عند حديثه عن السيدة عائشة التي هي من آل البيت :36
3- تعلق قلب الشعراوي بغير الله كتعلقه بالقبر المنسوب للحسين في مصر و قوله عن قبر الحسين أنه بابه في مصر !! و أن المسائل توالت بينه و بين سيدنا الحسين بعد ذلك !!38
4- الشعراوي يحكي قصة رجل تعرض للظلم فاستجار بضريح و قبر السيدة نفيسة فأجارته السيدة نفيسة و أجابت طلبه !!!39
5- تعلق قلب الشعراوي بالمخلوقين كأحمد البدوي و الشعراوي يقول لأحمد البدوي : ( إيه يا سيدي أحمد أنا كنت فاكر إنك باعتلي نجدة !!! ) ، و حكاية الشعراوي مع الريال الفضة :40
6- الشعراوي يفتي بأوراد مبتدعة و حركات شركية كفرية مبتدعة عند الضريح المنسوب للسيدة نفيسة. 44
7- الشعراوي يقول بأن المسلم إذا توسل بالولي لله تعالى فلن يجامل الولي هذا المتوسل ، و لن يعطي الولي هذا المتوسل ما لا يستحقه !!! و الشعراوي يجيز التوسل بالأموات و دعاءهم و طلب المدد منهم !! و يقول الشعراوي طالما أنك تعتقد أن الولي عاجز و الله هو القادر فلا شرك في التوسل بالأولياء !!!46
مهم جداً ( اتضاح قصد الشعراوي بالتوسل بالأولياء ) :49
8- ابن الشعراوي يقول بأن أباه الشعراوي كان يطعم الفقراء تقرباً لآل البيت !!!!!52
9- خاتمة السوء للشعراوي ؛ ابن الشعراوي يقول أن اباه الشعراوي قال عند موته " مدد يا أهل البيت " :53
10- الشعراوي يعتقد و يدعو لعقيدة " وحدة الوجود " و يقول بأن الله تعالى موجود في كل مكان !!! و الشعراوي يسب أهل السنة الموحدين و يصفهم بالمشككين :54
11- الشعراوي ينكر استواء الله تعالى على عرشه و يؤوله بتأويلات باطلة على طريق الفرق الضالة كالجهمية و الأشاعرة و المعتزلة :60
12- الشعراوي ينشر و يدعو إلى المبدأ الصوفي الباطني الكفري القائم على تقسيم الدين الإسلامي إلى " علم الظاهر و علم الباطن " !!!!65
الباب الرابع : بعض الفتاوى الضالة المضلة و الانحرافات الأخرى للشعراوي القبوري :72
1- فتوى و مذهب الشعراوي بـ ( مشروعية البدعة الحسنة في الدين ) :72
2- الشعراوي يفتي باستحباب بناء القبور في المساجد و يسب و يشتم أهل التوحيد السلفيين و يصفهم بأنهم أغبياء :74
3- الشعراوي يفتي بجواز الصلاة في المساجد التي بها القبور !! ويُجوّز للناس تقبيل مقاصير الأضرحة !!!84
4- الشعراوي يفتي باستحباب زيارة أضرحة و قبور الموتى الذين يعتقد صلاحهم و يفتي باستحباب دعاء الله تعالى عند قبورهم و التبرك بهم :87
5- فتوى الشعراوي بأن بدعة الموالد الصوفية هي حلال !!91
6- حب القبور و الأوثان و تعلق القلب بها يجري في دم الشعراوي منذ المهد و حتى اللحد ثم الشعراوي يورث الكفر لأبنائه من بعده !!!! :93
7- الشعراوي يفتي باستحباب إقامة أضرحة الرؤيا القائمة على المنامات في مساجد الله تعالى !!!98
8- شيطان يأتي الشعراوي و يأمره أن يزور أضرحة و قبور الموتى و الشعراوي يستجيب و يظن أنها رسالة من الموتى أهل القبور و الأضرحة :100
9- الشعراوي يستخدم أسلوب الإرهاب الصوفي القبوري لكل من ينكر و يتصدى لخزعبلات و شركيات الصوفية :101
10- الشعراوي يقول أن من الشرك بالله تعالى أن تعبد الله تعالى رجاء في جنته !!!!!102
11- الشعراوي يقول : قول النصارى بأن الله ثلاثة لا يخالف كون الله تعالى واحداً بل يخالف كونه أحداً !!!!!!!!106
12- إنكار الشعراوي لعذاب القبر والرد عليه :112
13- الشعراوي جاهل بعلم الحديث يورد الأحاديث المكذوبة الموضوعة لينصر بها الفرقة الصوفية القبورية الوثنية :114
14- الشعراوي يستدل بالأحاديث المكذوبة الموضوعة لإثبات العقيدة الصوفية الباطلة المسماة بـ " النور المحمدي " :118
15- الشعراوي يقول بأنه يجب على الناس أن يعاملوا أولياء الصوفية كما يعاملون الخضر عليه السلام فلا ينكرون عليهم أفعالهم !!!! :122
16- الشعراوي ينتمي للطريقة الصوفية القبورية الهبرية البلقايدية الجزائرية !!!!!127
17- إقامة ضريح ومولد لـ محمد متولي الشعراوي بعد موته !!!129
18- الشعراوي عندما كان وزيرا قال عن رئيس دولة مصر " أتمنى أن يرتفع لمنزلة لا يسئل عما يفعل " !!!! :143
الباب الخامس : تحذير الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني من الصوفي القبوري الأشعري محمد متولي الشعراوي :144
....
الرد على محمد متولى الشعراوي المصري
الرد على الشعراوي في ثنائه على سيد قطب وظلال القرآن
أو
الرد على الشعراوي في تجويزه الصلاة في مسجد فيه قبر
أو
الرد على الشعراوي في تجويزه التوسل بالأموات وبجاه النبي صلى الله عليه وسلم
أو
الرد على الشعراوي في استدلاله بآية الكهف على جواز البناء على القبور
أو
الرد على الشعراوي تجويزه طلب الاستغفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره 1
أو
الرد على الشعراوي في قوله أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم داخل المسجد
أو
الرد على الشعراوي في قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة حقيقية
أو
الرد على الشعراوي في قوله أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة
أو
الرد على الشعراوي في قوله أن أبا إبراهيم عليه السلام ليس مشركا
أو
الرد على الشعراوي في تعريفه للتصوف والمتصوفة 1
أو
الرد على الشعراوي في تعريفه للتصوف والمتصوفة 2
أو
الرد على الشعراوي في نفيه عذاب القبر
أو
الرد على أخطاء محمد متولي الشعراوي
...
محمد متولي الشعراوي الصوفي القبوري : لا ناقة له بعلم الحديث ولا جمل !
كنا ونحن صغار نسمع أن الشعراوي مفسر كبير للقرآن الكريم ، وكنا في ذلك الوقت لا نعلم حقيقة الرجل ، وعندما من الله علينا بمعرفة العقيدة السلفية والمنهج الصحيح أدركنا أن الشعراوي حاطب ليل ، صوفي ، خرافي ، من أصحاب الطرق الضالة ، ومن المجوزين للاستغاثة بالأولياء والحسين ، كما هو في الحوار الذي أجراه معه أحد الصحفيين وقاء فيه الشعراوي عقيدته الشركية !
أما الحديث فهو من أجهل من رأيت من الأزهريين !
قال المفسر الكبير في كتابه ( من فيض الرحمن ) ص97 : ( فالرسول الذي لا ينطق عن الهوى قال هذا الحديث ، وهو يعرف أن ما فيه سوف يتأكد في التطبيق الكوني ؛ قال هذا الحديث : ( من أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر ) ،
وأنا أكررها عليكم حتى تحفظوها جيداً ، وحتى نجعلها دستوراً لنا في حياتنا !! ) .
قال علي رضا :
الحديث مكذوب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ رواه القضاعي في ( مسند الشهاب ) برقم 441 ، 442 ، 443 من حديث أبي سلمة الحمصي معضلاً ، ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً . وفي إسناد المرسل : عمرو بن حصين ، وهو كذاب ! ( الميزان ) 3 / 252 – 253 ، و ( تهذيب التهذيب ) 3 / 264 – 265 ، وفي 3 / 612 ، فقد صرح الخطيب البغدادي بتكذيبه. وأبو سلمة هذا كاتب يحيى بن جابر قاضي حمص لا صحبة له ، كما جزم الحافظ السخاوي في ( المقاصد الحسنة ) برقم 1061 .
أما الرواية المرفوعة ؛ ففيها :
عمرو بن بكر السكسكي ، وهو يروي عن الثقات الطامات كما قال ابن حبان . وقال الذهبي : أحاديثه شبه موضوعة .
( الميزان ) 3 / 247 – 248 .
وفيه :
موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف ، والجناية من السكسكي لا منه ! ثم وقفت على الحديث في ( الأمثال ) برقم 137 للرامهرمزي من رواية عمرو بن الحصين الكذاب ! وقد جزم السبكي في ( الفتاوى ) 2 / 369 بعدم صحته ، بل قال : من علم بعدم وروده ، وعاند أدب بحسب ما يقتضيه حاله !
وقال المناوي في ( فيض القدير ) 6 / 65 برقم 8446 - بعد أن ذكر جهالة تابعيه أبي سلمة الحمصي ، وشدة ضعف عمرو بن الحصين - معناه : من أخذ شيئاً من غير حله أذهبه الله في غير حقه - في ( الفيض) : حله ولعل الصواب ما ذكرته كما في ( الأمثال ) - وكذا جزم بشدة ضعفه الحافظ السخاوي في ( الفتاوى الحديثية ) برقم 176 ثم قال : والمعنى : أن من أصاب مالاً في غير حله أذهبه الله في مهالك وأمور متبددة ، وهو وإن لم يثبت فمعناه صحيح ..... !
وأقول : في كلام ربنا سبحانه وتعالى ، وصحيح سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ما يغني عن هذا الحديث المكذوب !
وكشك جاهل بالحديث كالشعراوي ؛ لكن الأخير أغرق في التصوف .
والحقيقة هي أن ضلالات الشعراوي وشركياته ؛ لم يرق ذلك لبعض الجهلة من القبوريين والمنخدعين بهذا الرجل ؛ بل أصر بعضهم ، وعاند ، وكابر في الحق بعدما تبين ؛ فزعم أن حديثاً واحداً أخطأ فيه الشعراوي لا يخوّلنا من الحكم عليه بالجهالة !
وأقول لهؤلاء جميعاً : ( ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا ، فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ، أمن يكون عليهم وكيلاً)؟
الرجل يفتخر بأنه صوفي طرقي يستغيث بالحسين عليه السلام ؛ ثم أنتم أيها القبورييون والمغرورون بالشعراوي تنفون عنه الشركيات التي وقع فيها ؛ لا بل تدافعون بالباطل عن جهله بالحديث أيضاً ؟
إذا كان الحديث الذي يصر على تعليمه الشعراوي للناس لا بل تحفيظه لهم ، وأن يكون دستور حياتهم : لا ذكر له في أي كتاب من كتب المسلمين التي اعتنت بصحاح الأحاديث وحسنها ؛ فكيف يقال بعد هذا : إن الشعراوي شم رائحة هذا العلم ؟
إليكم الآن مثالاً آخر من الأمثلة التي تقطع بإفلاس هذا الرجل من علم الحديث :
أورد الشعراوي في كتابه ( الدعاء المستجاب ) ص88 حديثاً قدسياً هذا لفظه : ( عبدي أطعني أجعلك عبداً ربانياً تقول للشيء : كن فيكون ) ! وهذا الحديث القدسي المزعوم مع كونه مما لا أصل له في شيء من كتب الحديث الصحيحة ؛ بل والموضوعة : فإنه باطل المعنى أيضاً ! فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقول للشيء : كن فيكون ، كما قال في كتابه العزيز : ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) سورة يس ، الآية ( 82 ) ، وقال تعالى : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) سورة النحل ، الآية ( 40 ) ، وقال جل من قائل : ( ألا له الخلق والأمر ) سورة الأعراف ، الآية ( 54 ) ، وهذا الحديث المكذوب مخالف أيضاً لقوله تعالى : ( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) سورة آل عمران الآية ( 79 ) ؛ فقد فسرها حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما - كما ثبت ذلك من مجموع طريقين حسنتين عنه في كتاب ( العلم ) لابن أبي عاصم، وكما صح عن ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح في ( غريب الحديث ) لإبراهيم الحربي ( فتح الباري ) لابن حجر العسقلاني 1 / 161 ، و ( تغليق التعليق ) له أيضاً 2 / 81 - قال ابن عباس : ( كونوا ربانيين حلماء فقهاء). وقد علقه البخاري في ( صحيحه ) بصيغة الجزم في كتاب العلم ، باب : العلم قبل القول والعمل .
قال علي رضا :
أما أثر ابن مسعود فقوي ، ليس فيه من ينظر في رجاله سوى عاصم بن أبي النجود ، وهو حسن الحديث على التحقيق .
أما أثر ابن عباس ففي أحد طريقيه عطاء بن السائب ، وكان قد اختلط ، والرواية عنه من طريق الفضيل بن عياض ، وهو روى عن عطاء بعد اختلاطه ! ومن هذا الوجه رواه الخطيب في ( الفقيه والمتفقه ) برقم ( 178 ) ، وفيه أيضاً : حاجب بن أحمد ، وهومتهم عند الحاكم ، ووثقه ابن مندة ! لكنه توبع عليه عند ابن جرير الطبري في ( التفسير ) 3 / 326 ، بإسناد آخر ضعيف . وطريق ابن أبي عاصم فيها كذلك : سماك بن حرب ، وسليمان بن معاذ ، وكلاهما متكلم في حفظه؛ لكن الأثر بمجموع هذه الطرق حسن عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وقد تقدم تصحيح ابن حجر لأثر ابن مسعود - ولعل الصواب التحسين فقط - وصح عن أبي رزين مسعود بن مالك التابعي الثقة : أخرجه الطبري ، والخطيب من طرق ( الفقيه والمتفقه ) برقم ( 179). هذا وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن لفظة ( رباني ) نسبة لربان السفينة ، لا للرب سبحانه وتعالى ؛ قال : ( لأن المنسوب إلى الرب لا يذم قط ). ( الفتاوى ) 1 / 61 - 63 . فهل بقي بعد كل هذا شك في أن الشعراوي جاهل بالحديث ؟
علي رضا بن عبد الله بن علي رضا.
و هذا هو رابط المقال في منتديات البيضاء العلمية:
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=1912
------------
خطاب مفتوح إلى فضيلة الشيخ الشعراوي !!
فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وزير الأوقاف ..
السلام عليكم ورحمة وبركاته (وبعد) ..
لقد قف شعري واقشعر جلدي لعبارة في بعض الصحف والمجلات على لسان فضيلتكم جاء فيها بالنص: (لو كان الأمر بيدي لجعلت الرئيس المؤمن محمد أنور السادات في مقام الذي لا يسأل عما يفعل) وكم تمنيت أن تكون بريئًا من نسبة هذه العبارة لكم، لأننا نعلم- كما تعلمون- أن الذي لا يسأل عما يفعل هو اللَّه وحده جل في علاه، فهو سبحانه القائل عن نفسه: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23].
وإذا كان اللَّه تبارك وتعالى قد بين لنا في كتابه الكريم أن الجميع سوف يسألون بما في ذلك أفضل البشر على الإطلاق وهم الرسل، حيث يقول سبحانه: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6]. كما يقول سبحانه أيضًا: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ - عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93]. ويقول كذلك: {وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93].
وإني لأرجوك عند قراءتك لهذه الآيات- وبما عرف عنك من فصاحة وبلاغة- أن تتأمل هذه الصيغة التي وردت بها كلمات (لنسألن) و (لنسألنهم) و (لتسألن) فإنه لا يخفى على فضيلتكم ما يقوله علماء اللغة من أن اللام مع النون المشددة يدلان على قسم مضمر أي: (واللَّه لنسألن)، ورغم هذا القسم المضمر فإن ربنا عز وجل يؤكده مرة أخرى في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ}.
وبعد هذا تأتي فضيلتكم بما قلته من أن الأمر لو كان بيدك لجعلت الرئيس السادات في مقام الذي لا يسأل عما يفعل، والحمد لله، الأمر ليس بيدك.
فضيلة الشيخ الوزير ..
إن الإسلام لا يعرف المجاملة على حساب دين اللَّه، بل إن الإسلام يسمي هذه المجاملة اسما آخر أنت تعرفه- عافانا اللَّه وإياك منه- وتذكر يا فضيلة الشيخ أن البشر جميعًا- بما فيهم الرئيس السادات- ليسوا أفضل من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - الذي عاتبه ربه في عدة مواقف منها:
1 - عندما أذن لبعض المنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك، فقال له مقدمًا العفو على العتاب {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة: 43].
2 - عندما أخذ برأي أخذ الفدية من أسرى بدر وعاتبه ربه عز وجل قائلا: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [الأنفال: 67، 68].
وهذه الواقعة يروي عنها عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنه دخل على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فوجده وأبا بكر يبكيان، فقال عمر: يا رسول اللَّه، أخبرني عن أي شيء تبكى أنت وصاحبك. فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((أبكى للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة)) وأشار - صلى الله عليه وسلم - إلى شجرة كانت قريبة منه.
3 - عندما حرم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على نفسه بعض الطعام، فأنزل اللَّه سبحانه عليه قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [التحريم: 1].
4 - عندما عبس رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في وجه الأعمى، وعاتبه ربه بقوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى - أَن جَاءهُ الأَعْمَى - وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى - أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى - أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى - فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى - وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى - وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى - وَهُوَ يَخْشَى - فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 1 - 10].
فضيلة الشيخ الوزير:
إن الأمثلة كثيرة .. ولعلك تذكر قولة عمر بن الخطاب المشهورة التي قالها وهو في المدينة: (لو أن بغلة عثرت في العراق لسئل عنها عمر: لما لم يعبد لها الطريق؟ ) ومرة أخرى أقول: الحمد لله أن الأمر ليس بيدك
كلمة أخيرة أهمس بها في أذن فضيلتكم: إذا كنت تقصد بهذه العبارة المنسوبة إليك ألا يسأل الناس الرئيس السادات عما يفعل، فمعنى هذا أنك ترحب بما نحن فيه من تعطيل تحكيم شريعة اللَّه في الأرض، وإلا فقل لي بربك: من المسئول الأول عن إقامة شرع اللَّه في البلاد؟ إن لم يكن أبو العائلة مسئولاً فمن المسئول؟
فضيلة الشيخ الوزير:
ألم تقرأ قول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((الدين النصيحة)) يقول راوي الحديث: قلنا لمن يا رسول اللَّه؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))؟
وبحكم موقعك- هل نصحت لرئيس الجمهورية وذكرته بقول اللَّه تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}؟
إذا كان الرئيس السادات لا يعلم هذه الآيات وغيرها في كتاب اللَّه فقد يكون له العذر، أما فضيلتكم فما عذركم؟ وكيف ستواجهون اللَّه عز وجل يوم الحساب؟ {فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
أسأل اللَّه أن يهدينا وإياكم سبيل الخير والرشاد، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته . الشيخ أحمد فهمي أحمد
مجلة التوحيد المجلد السادس العدد 11 (1398هـ) السلام عليكم ورحمة وبركاته (وبعد) ..
لقد قف شعري واقشعر جلدي لعبارة في بعض الصحف والمجلات على لسان فضيلتكم جاء فيها بالنص: (لو كان الأمر بيدي لجعلت الرئيس المؤمن محمد أنور السادات في مقام الذي لا يسأل عما يفعل) وكم تمنيت أن تكون بريئًا من نسبة هذه العبارة لكم، لأننا نعلم- كما تعلمون- أن الذي لا يسأل عما يفعل هو اللَّه وحده جل في علاه، فهو سبحانه القائل عن نفسه: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23].
وإذا كان اللَّه تبارك وتعالى قد بين لنا في كتابه الكريم أن الجميع سوف يسألون بما في ذلك أفضل البشر على الإطلاق وهم الرسل، حيث يقول سبحانه: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6]. كما يقول سبحانه أيضًا: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ - عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93]. ويقول كذلك: {وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93].
وإني لأرجوك عند قراءتك لهذه الآيات- وبما عرف عنك من فصاحة وبلاغة- أن تتأمل هذه الصيغة التي وردت بها كلمات (لنسألن) و (لنسألنهم) و (لتسألن) فإنه لا يخفى على فضيلتكم ما يقوله علماء اللغة من أن اللام مع النون المشددة يدلان على قسم مضمر أي: (واللَّه لنسألن)، ورغم هذا القسم المضمر فإن ربنا عز وجل يؤكده مرة أخرى في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ}.
وبعد هذا تأتي فضيلتكم بما قلته من أن الأمر لو كان بيدك لجعلت الرئيس السادات في مقام الذي لا يسأل عما يفعل، والحمد لله، الأمر ليس بيدك.
فضيلة الشيخ الوزير ..
إن الإسلام لا يعرف المجاملة على حساب دين اللَّه، بل إن الإسلام يسمي هذه المجاملة اسما آخر أنت تعرفه- عافانا اللَّه وإياك منه- وتذكر يا فضيلة الشيخ أن البشر جميعًا- بما فيهم الرئيس السادات- ليسوا أفضل من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - الذي عاتبه ربه في عدة مواقف منها:
1 - عندما أذن لبعض المنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك، فقال له مقدمًا العفو على العتاب {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة: 43].
2 - عندما أخذ برأي أخذ الفدية من أسرى بدر وعاتبه ربه عز وجل قائلا: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [الأنفال: 67، 68].
وهذه الواقعة يروي عنها عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنه دخل على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فوجده وأبا بكر يبكيان، فقال عمر: يا رسول اللَّه، أخبرني عن أي شيء تبكى أنت وصاحبك. فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((أبكى للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة)) وأشار - صلى الله عليه وسلم - إلى شجرة كانت قريبة منه.
3 - عندما حرم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على نفسه بعض الطعام، فأنزل اللَّه سبحانه عليه قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [التحريم: 1].
4 - عندما عبس رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في وجه الأعمى، وعاتبه ربه بقوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى - أَن جَاءهُ الأَعْمَى - وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى - أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى - أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى - فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى - وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى - وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى - وَهُوَ يَخْشَى - فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 1 - 10].
فضيلة الشيخ الوزير:
إن الأمثلة كثيرة .. ولعلك تذكر قولة عمر بن الخطاب المشهورة التي قالها وهو في المدينة: (لو أن بغلة عثرت في العراق لسئل عنها عمر: لما لم يعبد لها الطريق؟ ) ومرة أخرى أقول: الحمد لله أن الأمر ليس بيدك
كلمة أخيرة أهمس بها في أذن فضيلتكم: إذا كنت تقصد بهذه العبارة المنسوبة إليك ألا يسأل الناس الرئيس السادات عما يفعل، فمعنى هذا أنك ترحب بما نحن فيه من تعطيل تحكيم شريعة اللَّه في الأرض، وإلا فقل لي بربك: من المسئول الأول عن إقامة شرع اللَّه في البلاد؟ إن لم يكن أبو العائلة مسئولاً فمن المسئول؟
فضيلة الشيخ الوزير:
ألم تقرأ قول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((الدين النصيحة)) يقول راوي الحديث: قلنا لمن يا رسول اللَّه؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))؟
وبحكم موقعك- هل نصحت لرئيس الجمهورية وذكرته بقول اللَّه تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}؟
إذا كان الرئيس السادات لا يعلم هذه الآيات وغيرها في كتاب اللَّه فقد يكون له العذر، أما فضيلتكم فما عذركم؟ وكيف ستواجهون اللَّه عز وجل يوم الحساب؟ {فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
أسأل اللَّه أن يهدينا وإياكم سبيل الخير والرشاد، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته . الشيخ أحمد فهمي أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..