ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﺒﺎﻩ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻟﻠﺴﺒﻜﻲ : ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻓﺄﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ . ﻓﻘﺎﻝ ﺁﺧﺮ : ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﺎﻣﺮﺃﺗﻲ ﻃﺎﻟﻖ . ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ؟ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :ﻗﻴﻞ : ﻻ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻇﻨﻲّ، ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻔﺎﻝ : ﻻ ﻧﺠﻴﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﻘﻔﺎﻝ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺭﺗﺒﺘﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ، ﻭﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﻏﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﺄﻓﻠﺢ .
ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻔﺎﻝ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺭﺟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ؛ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺮًﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺇﺷﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﺁﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ . ﺍﻫـ .
ﻭﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻣﻦ ﻫﺪﻱ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ : ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻤﻦ ﺳﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺑﻌﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺑﻠﻮﻍ ﻣﺮﺍﺗﺒﻬﻢ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺭﺑﺘﻬﺎ .
ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ : ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺄﻫﻞ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮﻫﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻔﻀﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ؟ !
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺃﺧﻼﻕ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﻳﻨﺸﺪ :
ﻻ ﺗﻌﺮﺿﻦ ﻟﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻫﻢ ... ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻛﺎﻟﻤﻘﻌﺪ
ﺍﻫـ . ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..