الخميس، 19 يوليو 2018

◾رحل العملاق..!* 💔صرخة أرمل👇

*✍كتبت إحدى النساء بعد رحيل زوجها تقول
 ◾تزوجنا منذ حوالي ثلاثة عقود..!
▪كنا شبه متكافئين، إلا أنه يفوقني في العلم والثقافة والسن..!
▪وكنت واهمة أنني أتفوق عليه بالدين، فأنا أحرص على
النوافل، وعدم سماع الأغاني أومتابعة المسلسلات وغيره..!
▪كان رجلا يميل إلى الوسامة والوسطية.
▪كان رجلا رومانسيا، ومع ذلك كان قويا صبورا كريما لأبعد الحدود، مخلصا ومتألقا في عمله وبيته، وحنونا جدا وذا ثقافة واسعة، محبوبا جدا لدى جميع الأوساط، سواء من عائلته أو عائلتي وأصدقائه وزملائه في العمل.
▪رزقنا الله بأربع بنات وثلاثة أبناء.
▪كان مع حالته المادية المتوسطة، بعد خسارته في أحد فروع التجارة، لم يجعلنا نشعر بذلك، مقارنة بالآخرين.
▪بل دأب أن نكون من أميز الناس في كل شيء، مأكلنا ومشربنا ولباسنا ومنزلنا، حتى السفريات، فلم نكن من أقلّ الناس.
▪قبل موضة السائقين كانت كل مشاويرنا هو من يقوم بها، من متطلبات البيت، إلى متطلباتنا الشخصية، خاصة التسوق ، إلى توصيل الأبناء والبنات للمدارس، إلى توصيلنا لبيت أهلي، ومناسبات الزواجات وغيره.
▪وكان لا يكلّ ولا يملّ، مع أن عمله كان في إحدى الشركات التي دوامها دقيق وطويل، إلا أنه كان يوفّق بين كل هذا.
▪حتى كبر البنات والأبناء، وأصبح كل منهم في جامعة ومدرسة مختلفة، فاضطررنا للسائق.
▪كان يحاول دائما أن يزرع في البنات حب عمل المنزل.
▪إلا أنني وبكل أسف لم أكن أشاطره ذلك، حيث إنني لا أحب ولا أجيد الطبخ وأعمال المنزل، وكان اعتمادي على الخادمة، مع كثرة محاولاته البائسة لحثي على ذلك، كما هو الحال مع الأولاد، فكانوا بصحبة أصدقائهم في الطلعات والاستراحات وغيره.
▪وكان يحاول أن يغيّر هذا المسار.
▪إلا أنني كنت أقول له دائما دعهم ينبسطون وهذه حياة الشباب.
▪إلا أنه كان يتجرع ذلك على مضض، مما يؤدي أحيانا للخلاف بيننا.
▪وكنت في الحقيقة عنيدة الرأي، كما أن حياتي في الغالب كانت بين المناسبات، حيث إنني أحرص أشد الحرص على تلبية جميع المناسبات..!
▪وبحكم حجم عائلتي وعائلته لا يكاد يمر اسبوع، إلا وتوجد فيه مناسبة، بالإضافة إلى نهاية الأسبوع، والتي غالبا يكون هنالك اجتماع أو مناسبة..!
▪ومع ذلك لم يكن يؤنّبني أو ينهرني، مع أنني كنت أرى علامات عدم الرضا في عينيه.
▪تعلّمت منه الشيء الكثير،، إلا أنني فيما بعد تمرّدت عليه فيما تعلّمته منه، بل إنني أحياننا كنت أنكر ذلك، وأحياننا إذا حدث خلاف بيننا أعيّره بفارق السن، وأقول له دائما ما يحدث بيننا بسبب فارق السن، فأنت لك عقلية وأنا لي عقلية.
▪وحقيقة كنت في داخل أعماقي أدرك ذلك وأنه على حق، ولكن كنت أعزّز لشخصيتي، ودائما لا أحب الانهزام.

◼مرت السنون، وذات يوم فجأة (رحل الرجل العملاق).
▪نعم أقولها الآن لكل الدنيا، وأن الدنيا لم تنجب منه إلا قليل..!
▪وآآآآه .. لو صرختي يسمعها من في الأرض والسماء، لصرخت بها ليل نهار..!
▪رحل بعد أن أمّننا في منزل جميل، وترك لنا مبلغا لا بأس به، إلا أنه بين الورثة سيكون يسيرا.
▪زوجي كان قد تقاعد منذ بضعة أشهر، بعد أن بلغ السن القانوني.
▪وكان يحلم دائما متى يتقاعد لكي يتفرغ للوصل والعبادة والاستجمام.
▪كان راتبه التقاعدي لابأس به، ولكن بعد وفاته لم يجز لنا النظام إلا أقلّ من النصف.
▪وبدأت المفاجئات تنهال علي واحدة تلو الأخرى.
▪فكانت أولى الصدمات مصروفات البيت: فاتورة الكهرباء، والماء والهواتف، وراتب الخادمة والسائق، ومصاريف السيارات والأولاد.
▪غير مشاكل المنزل والصيانة.
▪حيث وجدت أن ماخصص لنا من الراتب لا يفي بهذه الالتزامات،
ولم يتبقّ فلس واحد لمصاريفنا المعتادة، من ملابس وكماليات، ومستشفى وصيدلية ومناسبات وغيره.
▪هذا فقط المصاريف المادية.

◼وحينما جمعت الأبناء والبنات وشرحت لهم الوضع، وأنه يجب أن نستغني عن الخادمة والسائق، ونتكاتف مع بعض لسد فراغهم.
▪انقلبت الدنيا رأسا على عقب وتمرّدوا جميعا.
▪بل إن حياتنا تحوّلت إلى غضب بدل حزن، وكل واحد وواحدة انفرد بنفسه.
▪بل وصل بهم الحال لإلقاء اللوم عليّ، وأنني المسؤولة عن كل شيء.

◼فأصبحت لا أنام الليل ولا أهنأ في النهار، وليس لهذا فحسب، بل بدأت أشعر بالخوف الشديد في المنزل، وحتى في غرفتي بالذات التي أصبحت كأنها مسكونة بالأشباح.
▪أموت في الليلة مائة مرة.

◼أقبّل واحتضن وسائد زوجي.
▪أريد أن أحسّ بالأمان بالحنان بذلك الحضن الدافيء، بذلك الجبل الشامخ الذي كنت استند عليه، بذلك الإنسان العملاق.

◼أقلّب في البومات الصور والذكريات، وأقبّلها ودموعي تنزل عليها كالمطر المنهمر.

◼أعدت شريط الذكريات مرات ومرات، وأدركت أنني لست مقصّرة فحسب، بل مذنبة في حقه كثيرا، لأنه إذا حصل بيننا خلاف كنت استميل عاطفة أولادي تجاهي.
▪ومهما حصل بيننا من خلاف إلا أنه كان عاطفيا حنونا.
▪إذا مرضت أو أصابني شيء، كان يقوم بكل الواجبات، حتى أثناء خلافنا.

◼كان البيت عامرا دافئا آمنا بوجوده.
▪لم نشعر بالوحدة أو بأي نقص من ملذات الحياة.

◼أما اليوم فكل ركن من أركان المنزل يذكّرني بشيء.
▪وتذكرت:
(الأماكن كلها مشتاقة لك).

◼أدركت معانيها جيدا.
▪أصرخ وأبكي معها كل ليلة، بعد أن كانت حياتي رغدا.
▪وكنت أعيش كالملكة في بيتي.
▪وخاصة غرفتي، حيث كنت لا أصحو إلا قبيل الظهر، ثم أتنقّل  مع أخواتي وصديقاتي عبر وسائل الاتصال وغيره.
▪وما أن يأتي المساء وأتغدى أحيانا معه، وأحيانا بدونه حسب مجيئه من العمل.
▪ثم بعد ذلك بين طلعاتي ومشاويري بين زيارة وتمشية أو تسوق.
▪وأحيانا  قد لا ألتقي به إلا عند النوم، ويكون منهكا متعبا، وينام في بعض الأحيان قبل أن أفرغ من تقليب جوالي بين الواتس والسناب وغيره.

◼كان دائما لحوحا بطلب قربي منه، وأنه في حاجة لحناني ودفئي.
▪إلا أنني كنت لا أعير لذلك اهتماما بالغا.

◼كان رجلا أشبه ما يكون بيتوتيا، ليس من أصحاب الاستراحات والشلل إلا قليل، وفي نهاية الأسبوع ربما يخصص ليلة فقط.
▪غير ذلك من البيت للعمل للمسجد.
▪يحب أعمال المنزل ويجيدها، ويقوم كثيرا بإصلاح العطل في المنزل بنفسه.
▪يحب الترتيب والطبخ وكان يقوم بذلك بين وقت وآخر.
▪يحمل نفسه ما لا يطيق من الديون إذا ألمّت بنا حاجة، ويتحملها بصدر رحب، كأن لم يكن شيء.
▪وكنت أهتم لذلك بعض الشيء، إلا أنني كنت أشعر أن هذا من واجباته كزوج، ولم أكن أقدّم له الشكر والامتنان على ذلك.

◼كنت أسمع كثيرا عن معانات صديقاتي وقريباتي عن بعض جلافة وتقصير أزواجهم.
▪وحينما أقارن أجد أن زوجي يفوقهم بمراحل، وأحمد الله وأشكره.
▪إلا أنني لم أكن أظهر ذلك لزوجي على الواقع، لا أعلم لماذا؟!!

◼كنت أفضّل إخواني عليه، وأجعلهم في منزلة أعلى منه.
▪بل أحيانا أعيّره بهم.
▪وكنت أتوقع أن إخواني أول من سيسندني بعد وفاته وما حصل لي..!!!!

◼ولكن .. كانت الصدمة أشدّ ألما..!
▪فكل منهم مشغول بعائلته.

◼كان وقوفهم معي في البداية..!!

◼ولكن .. بعد فترة وجيزة وحينما احتدم الوضع، شعرت بل أدركت التهرّب منهم شيئا فشيئا..!!
▪وأنهم لن يستطيعوا عمل شيء.
▪بل لاحظت أنهم يلومونني، وأنني كنت السبب في عدم تربية أبنائي وبناتي التربية الصحيحة.
▪وأني يجب أن أواجه ذلك وأتحمله.

◼فكيف لي اليوم وأنا لم أعد أتحمل نفسي من الألم والحسرة التي تقتلني كل يوم، بل كل ساعة.

◼لم يعد يفارقني طيف عملاقي..!
▪طيف سندي..!
▪طيف كل شيء في حياتي..!
▪فهو كان كل شيء لي..!

◼اليوم أدركت ذلك..!
◼أصبحت اليوم وكأنني مراهقة، أبحث عن قصائد وأغاني الفراق والحزن، وهي تزيد الطين بلّه..!
▪فكلما قرأت أو سمعت، تسمّرت في مكاني الذي أنا فيه..!
▪وتمضي الساعات وأنا منطوية على ذلك..!
▪لدرجة أنني أهملت نفسي وبيتي والأولاد..!
▪حتى تعبّدي وصلاتي لم تعد مثل الأول، فلا أستطيع التركيز أو الخشوع..!

◼انقطعت عن قريباتي وصديقاتي وكل شيء في الدنيا..!

◼إنها صرختي اليوم اكتبها..!
◼لكن .. ويعلم الله أنه ليس لتخفيف أحزاني، أو لكي تتعاطفن معي..!
◼ولكن كتبتها قاصدة منها الثواب والنصيحة لكل زوجة، زوجها لا زال على قيد الحياة، وأن تغتنم الفرصة قبل الفوات وعلى قول المثل:
(إذا فات الفوت ماينفع الصوت).

◼حافظن على أزواجكن أخواتي معشر النساء، وبرّوا بهم كما تبرّون بآبائكم، فمنزلتهم عالية في الإسلام، وهذا الأمر الذي لم أدركه جيدا إلا بعدما قرأت في تفاسير القرآن والأحاديث، والتي أدركت اليوم كم كنت مقصّرة ومذنبة في حقه..!

🤲أسأل الله أن يعفو عني وعنه، ويجزيه عني وأبنائه وبناته خير الجزاء.
🤲اللهم وسّع مدخله
وأكرم نزله وآنس وحشته، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجمعني به في الفردوس الأعلى، واربط على جأشي، وأصلح شأن أبنائي وبناتي، واحفظهم، وأقرّ عيني بهم، ياسميع يا مجيب، إنك جواد برّ كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

👆منقول كما وصلني


صورة ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..