الاثنين، 24 سبتمبر 2018

أخطاؤك أم أخطاء الآخرين

مقال جميل
**
نظرة الناس إلى الخطأ والصواب، وتوجيهها وحكمها، تختلف من شخص إلى شخص إلى آخر، حسب تواضع القلب أو
كبريائه.
فالإنسان المتواضع، يركز بحثه حول أخطائه الخاصة..
وإذا توجه باللوم، فإنه لا يلوم إلا نفسه..
أما غير المتواضع، فلا تشغله سوى أخطاء الآخرين..
تشغل كل فكره، وكل حماسه وكل اهتمامه..  وربما تشغل أيضًا كل وقته وكل طاقته
تجده ينصب نفسه رقيبا على الناس، يراقب ويحاسب، ويشغف بمنصب القضاء، فيقيم نفسه قاضيًا، يصدر أحكامه..
وإن لم يجد أخطاء للآخرين، فإنه يتخيلها، بسوء الظن والشك، وعدم الثقة بالناس، والقسوة في الحكم، واستعداد قلبه لسماع ما يسئ إلى غيره مهما كان بغير حق!
وقد يظن أن إدانته لغيره على ما يراه خاطئًا فيهم، إنما يجعله هذا في مستوى أعلى منهم، كما لو كان يفهم ما لا يفهمون، ويحسن تدبير الأمور بغير ما يتدبرون وفى كل ذلك، ينسى نفسه..
إنه دائما يلوم، ولا يمكن أن يقبل اللوم.
يعتب ولا يقبل العتاب.  ينتقد ولا يقبل النقد..
نفسه بلا خطيئة، كاملة في عينيه..
لهذا من الصعب على غير المتواضع أن يتوب!
فعلى أي شيء يتوب، وهو لا يرى خطأ في نفسه؟!
من الصعب على غير المتواضع أن يقبل نصيحة.  فما الذي يفهمه الناس أكثر منه، حتى ينصحوه به.
*الإنسان السعيد هو الذي يدين نفسه في كل شيء ، لا بالحكم على الناس*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..