الخميس، 22 نوفمبر 2018

سيرة :ثالث الخلفاء عثمان بن عفان رضي الله عنه

اسمه، نسبه، كنيته، لقبه، مولده، إسلامه.

اسمه ونسبه:  هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية
بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، القرشي، الأموي، أمير المؤمنين رضي الله عنه.

(24 - 35هـ)



كنيته:
ويكنى بأبي عبد الله وأبي ليلى، أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب، أسلمت وماتت في خلافة ابنها عثمان.

لقبه:
يلقب ذا النورين؛ لأنه تزوج ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية ثم ماتت بعد وقعة بدر الكبرى، ثم تزوج أختها أم كلثوم ثم ماتت تحته، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو كانت لي ثالثة؛ لزوجته إياها".

مولده:
بعد الفيل بست سنين على الصحيح.

إسلامه:
أسلم رضي الله عنه مبكرًا على يد الصديق أبي بكر قبل دخول دار الأرقم، وهو من السابقين الأولين، وهاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها؛ إلا وقعة بدر؛ فإنه كان يمرض زوجته رقية، وضرب له الرسول بأجره وسهمه.

صفاته الخلقية:
ذكر أهل السير أنه رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه، رقيق البشرة، عظيم اللحية، أسمر اللون، كثير شعر الرأس.

صفاته الخلقية:
كان رضي الله عنه عظيم الخُلق، شديد الحياء، رفيع التهذيب، عالي التربية، كثير القنوت، سليم الطوية، عظيم الخوف من الله تعالى، أوابًا لربه، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "أصدق أمتي حياءً عثمان بن عفان".

كيف تمت الخلافة لأمير المؤمنين عثمان:
روى البخاري في صحيحه عن المسور بن مخرمة: "أن الرهط الذين ولاهم عمر في انتخاب خليفة للمسلمين، وهم الستة المشهورون من بين الصحابة بالفضل المشهود لهم بالجنة، والذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ: عبد الرحمن بن عوف، وعثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهم، وهم أهل الشورى؛ فرجع أمر هؤلاء الستة إلى عبد الرحمن بن عوف بموافقتهم كلهم على أن يختار من إليه تميل رغبة الناس أن يكون خليفة للمسلمين، ويخضع لشروط الخلافة؛ فرأى عبد الرحمن أن الناس أو أغلبهم يختارون عثمان، فتمت لعثمان الخلافة، فبايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد الحاضرون بالمدينة، ولم يتخلف عن مبايعته أحد؛ فاستقبل خلافته عام أربع وعشرين من الهجرة بمستهل شهر محرم، رضي الله عنه.

ذكر شيء من فضائل عثمان رضي الله عنه:
لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فضائل كثيرة ومناقب جمة نذكر منها ما تيسر:
منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما استئذن عليه يوم بئر أريس، قال: "ائذن له بالدخول، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه". فقال رضي الله عنه: "الله المستعان".
وروى الترمذي من طريق الحرث بن عبد الرحمن عن طلحة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكل نبي رفيق، ورفيقي في الجنة عثمان بن عفان".
وروي أن عليًا رضي الله عنه قال: "عثمان أوصلنا للرحم". وكذا قالت عائشة رضي الله عنها لما بلغها قتله، قالت: "قتلوه وإنه لأوصلهم للرحم، وأتقاهم للرب".
وروى أبو خيثمة من طريق الضحاك، عن النزال بن سبرة، قال: "قلنا لعلي بن أبي طالب: حدثنا عن عثمان! قال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما جهز عثمان جيش العسرة: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ".
ويروى أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لما بلغه مقتل عثمان قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون". ثم ترحم عليه وقال: "تبًا لمن قتله وخيبة له".
وروى البخاري في التاريخ قال: "حدثنا مبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن البصري يقول: أدركت عثمان على ما نقموا عليه، قلما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون فيه خيرًا، يقال لهم: يا معشر المسلمين! اغدوا على أعطياتكم، فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على أرزاقكم، اغدوا على السمن والعسل والأعطيات الكثيرة؛ فيأخذونها".
وجاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في حق عثمان لما جهز جيش العسرة: "اللهم أرض عن عثمان؛ فإني عنه راضٍ".
وقد ورد: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا في مكان، فدخل أبو بكر ورسول الله حاسر إزاره إلى ركبته، ثم دخل عمر وهو على هيئته، ثم دخل عثمان فغطى فخذه، فقيل له في ذلك؟ فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه ملائكة الله؟!". رواه البخاري في صحيحه، و أحمد مسنده.
وكان عثمان هو السفير بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وبين مشركي مكة في عمرة الحديبية حينما صدت الرسول عن عمرته، فأرسله يخبرهم عن مجيئه أنه يريد العمرة فقط، لكن قريشًا رفضت، فلما تأخر رجوع عثمان شاع أنه قُتل؛ فعزم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على قتال قريش، فبايع الصحابة تحت الشجرة على القتال، فضرب نبي الله إحدى يديه على الأخرى وقال: "هذه عن عثمان". فتسمى هذه بيعة الرضوان المشهورة.

ذكر شيء مما جادت به يد أمير المؤمنين عثمان في سبيل الله:
لقد ضحى عثمان رضي الله عنه بنفسه وماله في سبيل الله، وإعلاء كلمته؛ بل قد أنفق معظم ماله في رفع راية الإسلام وكسر راية الكفر والظلام.
روى البخاري في صحيحه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من جهز جيش العسرة، فله الجنة"؛ فجهزه عثمان، وورد أنه أعان في تلك الغزوة بثلاث مئة بعيرًا بأحلاسها وأكتابها، وعشرة آلاف دينار، وقيل: عشرة آلاف درهم.
وفي صحيح البخاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يشتري بئر رومة وله الجنة؟" فاشتراها عثمان بخمسة وثلاثين ألف درهم، وجعلها صدقة للمسلمين، رضي الله عنه.
ولما ضاق المسجد النبوي بالمسلمين اشترى ما حوله ووسع به المسجد.
وله نفقات وجود في سبيل الله كثيرة، رضي الله عن عثمان وأرضاه.
وروي أن لعثمان رضي الله عنه على طلحة بن عبيد الله خمسين ألف درهم، فقال طلحة لعثمان: "إن الذي لك علي قد تهيأ فاقبضه. فقال له عثمان: هو لك يا أبا محمد معونة لك على مروءتك".
وله عدة مكارم وجود فيما أنفقه في وجوه البر كثيرة، ليس هذا محل ذكرها، رضي الله عن عثمان وأرضاه، وجعل الجنة داره ومأواه.

ذكر شيء من عبادته وشدة خوفه من الله تعالى رضي الله عنه:
روى محمد بن سيرين رحمه الله، قال: "كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يحيي الليل كله بركعة يقرأ القرآن كله".
وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: في قوله الله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 9]؛ قال: "ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه".
وروى ابن ماجه: "أن عثمان إذا وقف على قبر؛ بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه؛ فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد منه". رواه أحمد في المسند.

وكان رضي الله عنه إذا رأى أحدًا ينزل في قبره أنشد هذا البيت:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة عظيمة ♦♦♦ وإلا فإني لا أخالك ناجيا

وكان رضي الله عنه صوامًا، قوامًا، كثير الخوف من الله، مولعًا بتلاوة القرآن، ولهذا روي أنه قال: "لو صحت قلوبنا ما شبعت من كلام الله تعالى".
روي أن زوجته قالت حين اقتحموا عليه ليقتلوه: "تقتلوه أو لا تقتلوه؛ فوالله إنه ليحي الليل كله بركعة". رضي الله عنه.


الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري

المصدر




-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..