الأحد، 16 يونيو 2019

أبيات في مدح الشيب

بدأت الدراسة بمدح المشيب [1]، والثناء عليه؛ قمعًا لنظرة التشاؤم من الشيب، فقد علت هذه النظرة كثيرًا ممن تناسى، وتجاهل أن الشَّيْب حقيقة لا بد من التدثر ببردها، والعمل على قبولها والتكيف معها، والاستعداد، والتهيؤ لها.
إنها
مرحلة جديرة بالبحث في أغوارها؛ اعتناء بها، واحترامًا وتقديرًا لها، ويكفيها فخرًا أنها مرحلة الصلاح، والتوبة، والأوبة إلى الله تعالى.


وأصدق شاهد وأعدله في بيان فضل الشيب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة، وقال ابن أبي شيبة: نهى رسول الله صلى الله علية وسلام عن نتف الشيب، وقال: هو نور المؤمن"[2].
وعن أنس بن مالك قال: يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيتة... " [3]، فهذه الأحاديث تبين فضل من شاب، وقضى عمره مسلمًا طائعًا، لا كافرًا، ولا عاصيًا.
وقديما قالوا: "الشَّيب حلية العقل، وشيمة الوقار. الشيب زبدة مخضتها الأيام، وفضة سبكتها التجارب، سرى في طريق الرشد بمصباح الشَّيب. عصى شياطين الشباب، وأطاع ملائكة الشيب" [4].

ومن مظاهر مدح الشيب والثناء عليه، ما قاله مجموعة من الشعراء خاصة، والناس عامة، ممن لم يروعه المشيب، فيأبى متابعة النفس، أو الكعاب، في الخضاب والتصابي [5] (156 - 250 هـ )
ويمدح الغزال المشيب، متجاهلًا الخضاب، فيقول في أبيات منها (من الكامل ): [6]
بكَرتْ تُحسِّن لي سواد خضابي
فكأنَّ ذاكَ أعَادني لِشَبابي
ما الشَيْبُ عِندي والخِضاب لواصفٍ
إلا كشمسٍ جُلِّلَتْ بِضَبابِ
تخفى قليلا ثم يْقشَعُهَا الصَّبا
فيصيُر ما سُتِرتْ بِه لِذَهَابِ
لا تُنْكِري وَضَحَ المشيبِ فإنِّما
هُو زَهْرةُ الأَفهْامِ والأَلْبَابِ
فلديَّ ما تَهْوَيْنَ من شأن الصِّبا
وطُلاوةِ الأخلاقِ والآدابِ

أبيات من الشعر الأندلسي " المحلق في الأفق الحضري، والسارية في أوصاله روح القصة، والنظرة الساخرة.. " [7]، وهي تكشف عن واقعيته " في حديثه عن الخضاب والمشيب مع نود، فهو يكره طمس الحقائق الواقعية، حتى ولو كان هذا الطمس لغرض أدبي محض... " [8]، فالشاعر لم يألف الخضاب ستر الرزانة، ومكمن الخبرة والوقار.

دعته الملكة - نود - إليه بلونه الأسود، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهي عن الخضاب بالسواد بقوله: " غيروا هذا الشيب، واجتنبوا السواد. " [9]، وربما مالت إلى هذا اللون، إما لأنه كان عادة المجوس في الخضاب، أو المراد به غيره من الأخضر، أو ما شابهه، ففي لسان العرب ".. لأن العرب تسمي الأسود أخضر، والأخضر أسود. [10]، ومنه خضبت الأرض خضبا طلع نباتها واخضر. وخضبت الأرض اخضرت. "[11]
يرى الغزال أن الخضاب لن يعيد الشباب، بل سرعان ما يتبدد، ويظهر المشيب من جديد، للقريب والبعيد، كالشمس التي لا يقوى الضباب على إخفائها وسترها.

ومثل هذا المعنى نراه عند ابن المعتز [12]، وعند سفيان الثوري، في مدح كبره [13] ويقول الآخر: [14] [من الطويل]
يَقُولون: هَلْ بَعْدَ الثلاثين مَلْعَبُ
فَقُلْتُ: وهل قَبْلَ الثلاثين مَلَعْبُ
لَقَدْ جَلَّ قَدْرُ الشَّيْب إِنْ كَان كلما
بَدَتْ شيبةٌ يَعْرَى مِنَ اللَّهْو مَرْكَبُ [15]

ومما تمتاز به أبيات الغزال ما فيها، وجميع ما فيها حسن، من " حسن تعليل للشيب، ومحاولة لقلب ما شكا منه الشعراء خاصة - وجمهرة الناس عامة - من سوء نذير الشيب، فذلك قول الشاعر: لا تنكري وضح المشيب... الخ " [16]
انحرفت نظرة كثير من الناس للشيب، فجاء بيان من شعراء الأندلس، يصور وقار الشَّيب، وبهاءه، وجماله، مستمدين هذه الصور من الواقع. يقول ابن عبد ربه الأندلسي [17]، كاشفا عن سأمه من التصابي، ورضاه عن المشيب: [18] [من الوافر]:
بَدَا وضحُ المَشِيبِ عَلَى عِذاري
وهَلْ لَيْلٌ يكونُ بِلاَ نَهَارِ [19]
وألْبَسِني النُهَى ثَوبًا جديدا
وجَرَّدني مِنَ الثَّوْب المُعَارِ [20]
شَرَيتُ سَوَادَ ذا بياضِ هذا
فَبُدِّلْتُ العِمَامةَ بِالْخِمَارِ [21]
وما بعت الهوى بَيْعًا بِشَرْط
ولا اسْتثنيتُ فيهِ بالخيارِ

يُعرِّض ابن عبد ربه بالغواني، اللائي نفرن من شيبه، موضحًا عمايتهن، فكما أنه لا بد من نهار لليل، كذلك لا دوام لسواد الراس، بل لا بد من بياض الشيب.
فهو رجل اشترى سلعة، يتحاماها الناس - المشيب - بسلعة يلهث خلفها الكثير، سواد الرأس، أو الشباب.
فالشباب - في نظره ونظر من شايعه - ثوب الطيش، والحمق، والسفه، والهوى المعار بلا دوام أو استقرار، بخلاف المشيب، فإنه ثوب النهى والوقار، والحسن والبهاء.
لقد عُرِض على الشاعر بيع هواه، فباعه على الفور، بدون شرط، أو استثنار بالخيار، لأنه خبر المرحلتين، فلم يجد أفضل مما وصل إليه.
وفي قوله: " ألبسني النهى.. تشخيص، والليل والعماية، كناية عن الشباب، ورزاياه، والنهار والخمار، كناية عن المشيب ومزاياه.

وابن بطال [22] - مثل سلفه - يؤكد لمن يعيب المشيب، ويزدريه، أنه منحه وهدية، وبناء عليه، أخذ على عاتقه أخذ الحق له، يقول: [23] [من الكامل]
ما لِلْمشيب وللجَهُولِ العائِب
كَمْ بَيْنَ صُبْح طالعٍ وغَيَاهِبِ
وجه النهى أبدى الفؤاد وكان قد
قَامَ الشّبابُ له مقامَ الخاضبِ
فمتى يغيِّرُهٌ الخضابُ فإنّه
نُورُ المعاني تَحْتَ خَطِّ الكاتبِ
فكأنَّما رَأسِي سماءُ تجاربٍ
قَدْ زُيّنتْ مِن شيبة بكواكبٍ
فكأنَّما طلعتْ لعينَيْ حاسدٍ
بِبَيَاضِ هَمَّاتي وسُودِ مطالبي

يرى ابن بطال، أن المشيب أصل المرء وأساسه، والشباب خضاب له وفرع عنه، لا بد وأن ينكسر حده، ويزول صبغه أمام نجوم المشيب، وكواكبه، التي أراد الله - تعالى - أن تكون رجوما لحساده، من شياطين الإنس، كما أنها رجوم لشياطين الجن. فهو رجل قوي الهمة، وافر العزيمة، عظيم المطلب، ذو نفس أبية.
وهذا عبد الرحمن بن أبي الفهد [24]، يدافع عن كرامة المشيب، أمام غوانٍ سالت دموعهن منه أنهارا، فيقول: [25] [من الطويل]
رأتْ طالعا للشَّيب بين ذَوَائبي
فَعادَتْ بأسرابِ الدُّمُوعِ السَّوَاكبِ [26]
وقالت: أشيبٌ؟ قلتُ: صُبح تجارب
أنارَ على أعقابِ ليل النَّوائِب
( يتعجب الشاعر من إنكار الحسان للمشيب، صبح تجارب الأيام، وخبرات الأزمان ومنحة الملك العلام. التي أنارت له طريق الغواية، والرزايا، والعماية.)

ويبدو أن قوله هذا بعد ما تقدم به العمر، وطعن في السن، إذ وردت له عبارات في الرد على من عاب عليه تصابيه، فما زال قائد حلبة اللهو والتصابي. يقول: [27] [من الطويل ].
وقالوا: أَتلْهُو والشَّبابُ قد انقضى
وعمرُك قَدْ وَلّى، ولَمْ يَبْقَ طَائِلُ
فَقُلتُ: أصيلُ العُمْرِ مَا قَدْ بلغته
وأطْيبُ أوقاتِ الزَّمانِ الأصَائِلُ

سيل مفعم بروائح الثناء على المشيب، مثقل برد مفحم لمن أنكر عليه اقتناص اللذات، بعد أن وخطه المشيب، مؤكدا على أنها مرحلة اللهو والمتعة، التي لم يبرح بعد رياضها، ولم يوافق مضارعا لها، في طيب نسيمها، واعتدال مزاجها، وخصوبة تربتها، وجودة نباتها.
صور تكشف عن أنه " من أشعر من أنبتته الأندلس، ووطيء ترابها، بعد أبي المخشي أولا، وأحمد بن دراج آخرا، وكان من أبصر الناس بمحاسن الشعر، وأشدهم انتقادا له، وشعره بلطائف غرائبه، وبدائع رقائقه يروق، وهو غزير المادة، واسع الصدر... " [28]
إنها صور تشير إلى تصابيه في شبابه، وصدر مشيبه، ثم صدوره عنه بعدما شرح الله -تعالى- صدره، وأنار قلبه، وتشير كذلك إلى نفور الغواني من المشيب، وجزعهن من بياضه.

وعلى نفس المنوال، يحيك أبو عبد الله بن مصادق [29]، ثوبا من أفانين القول، مطرزا بالجوهر، مطيبا بالمسك، والعنبر، دفاعًا عن المشيب موطن الخبرة والظرف، فيقول: [30] [من الطويل]
صَارَمَتْه إِذ رأت عارضَهُ
عاد من بعد الشبابِ أشيبا [31]
قُلتُ ما ضَرّكِ شَيبٌ فلقد
بَقيتْ فيه فُكاهاتُ الصِّبا
هِو كالعنبر غال نَفْحُهُ
وشذاه أخضرا أو أشهبا [32]

عرج الشاعر على أسلوب الالتفات من الغيبة إلى التكلم، شدا للانتباه، ليعيش معه محنته، ومنحته كل من سمعه أو رآه.
لقد أفعم قلبه بالأحزان لهجر الغواني له، ولما أن سكنت نفسه، وهدأت هواجسه، وعاد إليه رشده، أخذ في بيان قيمة المشيب، في نظره، فهو نبع الفكاهة، ومعدن الطيب والفتاءة، ففرى الفرية بتصوير ممتلئ بالنظر الساخرة، والبيان الرائع، متكئا على الواقع، مقتبسا من الطبيعة، فلم يترك عندئذ في نفس الخصم أي مجال لرفع بصره فيه، أو الرد عليه.

وهذا ابن دراج القسطلي [33]، يوضح أثر المشيب في نفسه، وفضله في صلاحه وزهده، وبغضه أماكن اللهو، والمجون، والتصابي، فيقول: [34] [من الكامل]
أَنْضَيتُ خَيْلي في الهوى وركابي
وعَمَرْتُ كأسَ صِبًا بكأس نِصاب
وعُنيتُ مُغْرىً بالغواني والصِّبا
والَّلهْوِ، واللذَّاتِ قَدْ تُغْرِي بي
في غَمْرة لا تنقضي نَشَواتُها
من صَرْف كَأْس أَوْ جُفُونِ كَعَابِ
أَيَّامَ وجه الدَّهْر نحوي مشرقٌ
ومَحَاسِنُ الدُّنيا بِغَيْرِ نِقَابِ
ولقد أضاءَ الشَّيبُ لي سنن الهدى
فثنى سني ددني على الأعقابِ [35]
ورأيتُ أرْدِيَةَ النُّهى مَنْشورةً
تَسْعَى بِجِدَّتها إِلى أَتْرابي
ورأيتُ دارَ الَّلهْو أقْوى رَبْعها
وَخَلَتْ مَعَاهِدُهَا مِنَ الأَحْبابِ

فيعرض ابن دراج في أبياته هذه مشهدين عظيمين في حياته، أولهما: حيث كان معنيا في شبابه بأماكن اللهو والتصابي، مغترفا من المجون، والشراب، معترضا طريق الكعاب. أيام أن كانت حياض اللهو مباحة، ولذاتها مستساغة مستطابة، ولم يجرؤ أحد على تكدير الصفو، والنيل من المزاج.
ثم انتقل بنا برفق، وحنكة إلى المشهد الثاني، المصور لأطايب ثمار المشيب، ومنها إضاءة طرق الهدى له، بعد رد أردية اللهو بعضها على بعض، إبان نشر أردية الرزانة والوقار بين الأقران والخلان.
عبارات توحي بمعدنه الأصيل الطيب الثمين، فسرعان ما عاد إلى رشده بعيدا عما يشينه ويضره.
لجأ الشاعر إلى الأسلوب الخبري، والخيال، لتصوير حاله في شبابه ومشيبه، وحال أهل زمانه، من انتشار موجة المجون، التي انبثقت عنها موجة الزهد، والصلاح، مُقاومة لنفوس الطالحين.
وفي شعره يقول الأستاذ / أحمد ضيف: " أما شعره، فهو في جملته شعر من يتردد على موائد الأدب، ليتذوق من كل لون طعما، ويجمع هذه الطعوم، ليجعل له مائدة خاصة به يدعو إليها الآكلين، وكأنما يأكلون من مائدته.. " [36].

ويتضح من ذلك استملاح بعض الشعراء للمشيب، بعد طلبهم من بدره التمهل في الطلوع، فإبل الشباب - لا محالة - راحلة، وكواكب الشيب، بعد ذلك طالعة مطلقين لخيالهم العنان، في التشبيه والاستعارة والكناية، ومن هؤلاء الوزير أبو القاسم بن عبد الغفور [37]، وعلي بن رجابن مُرَجَّى أبو الحسن [38]، والوزير أبو الفضل محمد بن عبد الواحد [39]، فصورهم تكشف عن غلبة المشيب، وجنوده التي لا تبارى، وقيام الشعراء بأداء حقوقه، وواجباته، فقد أكرموه وبجلوه، فامتنعوا عن التصابي، وطاعة الغواني بعد حلول أوانه.
ويتضح - أيضًا - استملاح سهل بن علي بن عثمان [40] للمشيب، المنذر برحيل أعز حبيب - الشباب - ناهيا نفسه عن دعوات اللهو التي فات وقتها، آمرا إياها بالجد في دفع الباطل، ومحاباة داعي الرزانة، والحقائق، فيقول: [41] [من الطويل ]:
ولمّا رَأَيْتُ الشَّيبَ حَلَّ مفارقي
نذيرا بِترحالِ الشَّبابِ المُفَارِقِ
رَجَعْتُ إِلى نَفْسي فَقُلْتُ لَهَا انظري
إلى ما أَتَى، هذا ابتداء الحقائقِ
دعي دعواتِ اللهو قَدْ فَاتْ وَقْتُها
كما قد أفات الليلَ نُورُ المشارقِ [42]

لقد روع الشاعر ظهور المشيب، فطلب من نفسه ترك ما يشين، من لهو ومجون، والسعي في نور الحق المبين.
ترسم هذه الأبيات، وما شاكلها مشاهد، ومواقف نفسيه عانى منها أصحابها - رسما يكشف عما تعرض له الشعراء في شبابهم ومشيبهم.
و" هذه الأنواع من الصور نصادفها كثيرا في الشعر القديم، ذلك أنها تعتمد في تكوينها على عناصر يكون الإيحاء فيها مباشرا، وبمجرد أن يكتمل تكوين الصورة، يكون الشعور الذي تنقله قد مثل لمداركنا في طواعية. " [43]

وما أعظم، وأحسن، وأشد وعظ وزجر الوزير، أبي الوليد بن حزم [44]، للشيب، وإرشادهم إلى طريق الرشاد، مذكرا بالموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، ومروعا من النار، ومرغبا في الجنة. فيقول: [45] [من المتقارب]
ثَلاثٌ وسِتُّون قَدْ جُزْتَها
فمَاذا تُؤَمِّلُ أو تنتظرْ
وحلَّ عليكَ نَذيرُ المشيب
فَمَا تَرْعِوي بَلْ وَمَاَ تَزْدَجِرْ [46]
تَمُرُّ لَياليك مَرًّا حثيثاَ
وأَنْتَ عَلَى مَا أَرَى مُسْتَمِرْ
فلو كُنْتَ تعقل ما يَنْقَضِي
مِنَ العُمْرِ لاعتضتَ خَيرًا بِشرْ
فمالكَ لا تستعدُ إذن
لِدارِ المَقَامِ ودَارِ المَقَرْ
أترغبُ عَنْ فَجْأَةٍ لِلْمَنُونِ
وتَعْلمُ أَنْ لَيْس مِنْها مَفَرْ
فإمَّا إِلى جَنَّةٍ أُزْلفَتْ
وإمّا إلى سَقَرٍ تَسْتَعِر

يخاطب الشاعر نفسه، أو قرنه، وهو في خريف العمر، بعيدا عن الوقار، مغلقا باب الادكار والاعتبار، فذكر بالموت الذي يفجأ المرء، وما ينتظره بعد من جنة أزلفت للمتقين، أو جحيم برزت للغاوين، لعله يرعوي ويتوب، وإلى الصراط المستقيم يعود، لذا فقد رماه بالطيش والغفلة والسفه في قوله: فلو كنت تعقل..
عدل الشاعر إلى اسلوب التقريع، والتهديد، والترويع، وخاصة أسلوب الاستفهام الإنكاري التوبيخي، ومنه: " فماذا تؤمل..، فلو كنت تعقل..، فما لك لا تستعد إذا...، أترغب عن فجأة للمنون... " مقتبسا من القرآن الكريم، فالبيت الأخير من معنى قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴾ [الشعراء: 90، 91] [47]
واليبت الأول يذكر بقول النبي صلى الله علية وسلم -: [48] " أعمار أمتي مابين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك "
صرخات كأنها الحميم؛ للصب فوق رؤس الشيب اللاهين، وصدق الله العظيم،
إذ يقول: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251]" [49]
ينقشع ظل الشباب، ويحل مشيب، يقل في ركابه ذكرى الوهن والبلى فيثوب - عندئذ - العاقل إلى رشده، ويرجع عن ضلاله وغيه، وقد روعه وميض برقه، وظهور خيطه في أفق رأسه.
وعلى نفس القالب يصوغ علي بن سعيد بن حزم [50] بباهر الصنع، وفائق القول، فيقول [51] (من الوافر ):
وأَيَّةُ شَيْبَةٍ إِلاَ نذيرٌ
فَهَلْ طَرَبٌ وَقَدْ مَثُلتْ خطيبا؟
ومِلْتُ عَلَى الشَّبابِ عن التصابي
وكيف به وَقَدْ طَلعَتْ رَقيبا؟

حقا، قليل الشيب نذير، فلا طرب معه، ولا تصابي، وقد قام خطيبا بوهن
صاحبه، وفنائه، وطلع رقيبا على أقواله وأفعاله، مروعا أتباعه وأشياعه. فالمشيب هادم طريق الجرائم، وهازم شيطان المجون والصبوة والمآثم. فيقول في موطن آخر: [52] [من الطويل]
فَمَنْ مُبْلغٌ عني الشَّبيبةَ أنّني
لويتُ عِنَاني عَنْ طريقِ الجَرَائمِ
ومِلْتُ بِطَرْفِي عن فتاة وقهوة
وعطَّلْتُ سَمْعي مِنْ مَلامِ اللوائمِ
صَحَوْنا وقَدْ أَضْحتْ هُناك سماؤنا
وكُنْا نَشَاوى تحت ظِلِّ الغَمائمِ [53]
فما راعني إلا وميضٌ لِشَيْبَةٍ
توقَّدَ في قَطْع من الليلِ فاحمِ [54]
ولا هالني إلا نذيرٌ برحلةٍ
مسحتُ له مِنْ رَوْعةٍ جَفْنَ نَائم ِ

أفاق الشاعر بعد طول ملام، وسعي في طريق الحرام، فعاهد نفسه على ترك ما فيه من غواية وضلال.
وقد أصل أبو العرب [55] فضل المشيب على هيئته وجوهره، أمام من استهوتهم الشهوات، واستولت عليهم الملذات، وقد بات ليالي وأياما في أحضان المجون والتصابي، موقنا أنه ينبغي استقبال داعي الحلم - المشيب - بالترحاب، مراعيا حقوقه ليل نهار.
فيقول مبينا زهده، وحسن توبته، وسرعة أوبته، وعظيم غيرته، على حرمات المسلمين. إذ إنه لم يهدأ له بال، ولم يقر له قرار، حتى يرى الدين راضيا: [56]
[ من الطويل]
عَرَفْتُ فَودّعْتُ الصِّبا والغوانيا
وقُلتُ لِدَاعي الحِلْمِ لبّيكَ دَاعِيا
فما يَزْدهيني دَل ُّكُلِّ غريرة
تُزّيِّنُ لِلْكَهْلِ الحَليمِ التَّصَابِيا
ولَكِنْ قَصَرْتُ العينَ عَنْ كُلّ منظر
فما أرْسَلتْ لحظا على القلبِ جانيا
غَضُوبٌ لِدينِ الله في كُلّ موطن
يعافُ الرّضَى حتى يرى الدين راضيا

عرف الرجل طريق الرزانة والصلاح، فالتزمه، وعينه قريرة، راضية بداعيه - المشيب - ملبية لندائه، فلم يعد بعد هذا منخدعا بتيه الحسان، المزين للأشيب العاقل التصابي.

وها هو الإلبيري، يبصر الشيب واستحكامه منه، فيميل إلى العزلة معللا ذلك بأنه قصد إلى تجنب ما يورد موارد العقاب، معلنا خصام نفسه الأمارة بالسوء العاصية، ويعاتبها صراحة ويزجرها، وينبهها إلى عوامل تدعو إلى الارتداع، ـ وأعظمها الموت والبلى، وسكنى القبور فريدا، وهول الحساب وحيشا، فيقول: [57] [من المتقارب]
ألفت العُقابَ حِذارَ العِقابِ
وعفْتُ المواردَ خَوفْ الذّئاب [58]
وأبْغَضْتُ َنْفسي لعصيانها
وعاتبتُها بأشدِّ العتابِ
وقُلتُ لها بان عنكِ الصّبا
وجردكِ الشَّيْبُ ثَوْبَ الشّبابِ
وما بعّْ ذلك إلا البِلى
وسُكْنى القُبورِ وهَولُ الحسابِ

هناك من يشد المئزر في الزجر عن التصابي، خاصة من بات في طور المشيب، راميا إياهم بالحمق، والجهل والسفه، إذ إنهم في خريف العمر، وعلى شفير القبر، فالأولى بهم تدبر حقيقة الدهر، الذي يفرق الجمع ويشتت الشمل، والتزام باب الرحمن، ليل نهار، لمغفرة الذنوب والأوزار، ومن هؤلاء الواعظين، الزاجرين، أبو الحسن بن بياع [59]، وأبو بكر بن عطية [60]، وابن حمد يس الصقلي [61]، الذي يؤكد خطر عدم مراعاة حقوق المشيب، على المتمادين في ليل العماية، والمتدثرين بثوب الغواية، إذ نجاة المرء في صلة الآخرة، وفي هجر الدنيا المدبرة، فيقول واعظا نفسه، وغيره: [62] [من الطويل]
خَلَتْ مِنْكَ أيامُ الشّبِيبة فاعمرها
ومَاتَتْ ليَاليها مِنَ العُمْرِ فَانْشُرْها
وهذا لَعَمْري كُلُّهُ غيرُ كائن
فَأُخْراكَ وَاصِلْها ودُنياك فاهْجُرْها

وعظ يشف عن نفسية رجل ضرسته الأيام، وعجمت عوده نكبات الأزمان. يقول الدكتور / إبراهيم.. أبو الحشب: " كانت الحوادث الاجتماعية، والسياسية، والحياة العقلية التي وقف عليها ابن حمديس، وشاهدها سببا في تهذيب خياله وفكره، حتى جعلت له صبغة خاصة في شعره. " [63].

وقال ابن خفاجة [64]، في موطن الجد والحسم والحزم، بأسلوب النبلاء، الأنبياء، يداعب من بقل عذاره: [65] [من مجزوء الرمل]
أيُّها التائهُ مَهْلا
ساءني أَنْ تِهْتَ جَهْلا
هل تَرَى فيما تَرى
إلا شَبابَا قَدْ تَولّى
وغرامًا قَدْ تَسرّى
وفؤادًا قَدْ تَسَلّى؟
أَيْنَ دمعٌ فيك يَجْري
أينَ جَنْبٌ يَتَقَلّى؟
أين نفسٌ فيك تُهْدى
وضُلُوعٌ فيك تُصْلى؟
ايُّ مَلْكٍ كَانَ لَوْلاَ
عارضٌ وافى، فولَّى
وتخلّى عَنْك إلا
أسفا لا يَتخلّى
وانطوى الحُسْنُ فهلاّ
أجْمَل الحُسْنُ وهَلاّ

أما بعد أيها النبيل النبيه، فإنه لا يجتمع العذار والتيه، قد كان ذلك وغصن تلك الشيب رطب، ومنهل ذلك المقبل عذب، وأما والعذار قد بقل، والزمان قد انتقل، والصب قد صحا فعقل، فقد ركدت رياح الأشواق ورقدت عيون العشاق...، فكأني بفنانك مهجورا، وبزائرك مأجورا... "
رسالة حب من رقيق القلب، إلى من عليه يخاف، وله يحب، فقد شاب، وما يزال سادرا في لهوه وصبوته، خوفا من أن يكون ممن قسا قلبه، ولم تجد بالدمع عينه، وهو في خريف العمر، وعلى شفير القبر.

وهذا أبو الحسن علي بن عمر بن أضحى الهمذاني [66]، يراجع، وينصح - مثل ابن خفاجة - من قام على الجمع بين المشيب والعيوب، وركب المعاصي واستسهل الذنوب، طالبا - من شخصه أو قرنه - التوبة والأوبة، فيقول: [67] [من مخلع البسيط]
عليُّ قَدْ آن أَنْ تَتُوبَا
مَا أَقْبَحَ الشَّيْب والعُيوبا
شِبْتَ وما تُبتَ مِنْ بَعيدٍ
سوف تُرى نادمًا قَريبا
وتَركبُ اللهوَ والمعاصي
صَعْبًا وتستسهل الذُنُوبا

ولا يشترط أن هؤلاء الشعراء كانوا ذوي باع، في اللهو والمجون، في الشباب وبداية المشيب، فقد يرى الإنسان صغائره كبائر عندما يدنوا أجله.
وهذا الفقيه العالم أبو محمد عبد الله بن الوحيدي [68]، لما صحا قلبه عن المجون وأقصر باطله، وعري أفراس الصبا ورواحله - رأى أن المشيب دواء لداء لهو الشباب، فعطف عندئذ على الهدى، وأهل العلوم والعلا، مفارقًا أشياع الضلال، وبيض الطلا، فيقول: [69] [من الطويل]
ولما بَدَا شَيْبي عَطَفْتُ عَلَى الهُدَى
كما يهتدي حِلْفُ السُّرَى بنجومِ
وَفَارَقْتُ أَشْيَاعَ الصَّبَابة والطلا
وملت إلى أَهلَيْ عُلاً وعلومٍ

سار الشاعر في طريق الهداية، مهتديا بنور المشيب والدين، كالساري ليلا مهتديا بضوء النجوم.

سبحان ربي العظيم! شتان بين صورة هذا - في مشيبه - وصورته في شبابه، بعيدا عن هدي ربه - سبحانه وتعالى - وسنة حبيبه - صلى الله عليه وسلم، طالبا ممن عكف على وعظه، الإقلاع عن نصحه، فهو مستمر في غيه، ويأبى أن يكون مروضا - وهو الجامح الشرس - عن صيده. يقول: [70][ من البسيط]
لا ترتجوا رَجْعَتي باللومِ عن غرضي
وَلْتَتْركُوني وصَيْدي فُرْصة الخُلَسِ
طلبتمُ رَدّ قَلْبي عَنْ صَبَابَته
ومن يَرُدَّ عِنانَ الجَامح الشَّرِسِ

لقد امتاز الأندلسيون برقة القلب، ورهافة الحس والظرف، فسلبت الحسان ألبابهم، واستولت على أفئدتهم، فعز رد كثير منهم إلى الجادة، ومفارقة اللهو والمجون.

ولأبي الفضل، جعفر بن الأعلم [71]، " عندما شارف الكهولة، واستأنف قطع صرة كانت موصولة، عند فراق الصبا والصبوة، واكتهال نبت الكهولة، وشد عقد التوبة بانحلال ما كان للحوبة من الحبوة... قوله: [72] [من الكامل]
أمّا أنَا فقد ارعويتُ عَنِ الصِّبا
وعَضَضْتُ مِنْ نَدَمٍ عليه بناني
وأَطَعْتُ نُصّاحي ورُبَّ نصيحةٍ
جَاءُوا بِها فَلَجَجْتُ في العِصْيانِ
أيّام أَحْيا بالغَواني والغِنا
وأمُوتُ بَيْنَ الرّاح والرّيحانِ
وأُجِلُّ كَاسي أَنْ تُرَى موضوعة
فعلى يَدي أو في يَدَيْ ندماني
في فتيةٍ فَرَضَوا اتصال هواهُمُ
بِمُنَاهُمُ دينا مِن الأَدْيانِ

أقول: قد هز عطف طربي هذا المعني، وانتشيت لما انتشقت هذا النسيم الذي يبل به المعنى. "
صور الشاعر بأبياته هذه رجوعه عن غيه، وندمه على تصابيه، ولهوه، من هيام بحب الغناء والغواني، وإزهاق الروح بين الخمر والريحان والحسان معظما كأسه، مستعظما أن ترى مطروحة عن يديه أو يدي من فرضوا هواهم شرعة ومنهاجا.
إذا زاد المجون، أو اللهو عن حده انقلب إلى ضده من زهد، ورزانة، وصلاح، فيتمنى المرء إذًا، أن لو بكر الحلم في أوان الشباب قبل مداهمة المشيب بأشجانه وآلامه، فيقول " يحيى بن مجبر " [73]: [74] [من البسيط]
لَيْتَ الشَّبابَ الذي وَلَّتْ غَضَارتُهُ
أعطاني الحِلْمَ فيما كانَ أعطاني
فَلمْ تَكُنْ مِنّهٌ للشَّيْب أَحْمِلُها
وَلَمْ يَكُن مِن سُرُوري بعض أحزاني

" ولأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله " [75] أبيات يصور فيها حاله في أخريات حياته وقد استجاب الله -تعالى- دعاءه، وحقق أمنياته ورغباته [76].
وهذا " أبو بكر بن زهر " [77] ينكر على نفسه، وينفي ضم عيوب المجون والتصابي إلى بياض المشيب، فلا يمكن بأي حال أن يجتمعا، طالبًا من الساقي العدول عنه بالشراب، فقد هجر المعايب، والرذائل. يقول: [78] [من البسيط]
لاحَ المَشِيبُ عَلَى رأسي فقلتُ له
الشَّيْبُ والعيبُ لا واللهِ ما اجْتَمعَا
يا ساقيَ الكأسِ لا تَعْدِلْ إليّ بها
فَقَدْ هَجَرْتُ الحُمَيّا والحَمِيمَ مَعَا

أفضل نتاج للمشيب، وأعظمه، التمسك بشرعة الله -تعالى- والتزام طاعته، واجتناب حُميَّا الجاهلية. وكان كثير من الشيب فطنين لهذا، ومنهم " أبو العباس أحمد بن شكيل " [79]، الذي زاوج ووفق - في ثنائه على من يحب - بين شبيبته، وشيبته، إذ رأى أنه يمتاز بالجود والسخاء شبابا، والزهد والصلاح أشيب، ولذا فإنه قد رجاله كرم الكريم، وعفو الغفور، فيقول: [80] [من الطويل ]:
شَبيبتُه بين المكارم واللُّها
وشَيْبتُه بَيْنَ الفرائِضِ والسُّنَن
لَعَمرِي لَنِعْمَ المرءُ حَيَّا وهالكًا
لدَافنه الفَخْرُ العظيم بِمَنْ دَفَنْ
فَبُوركَ مِنْ قَبْرٍ وطُهر مِنْ ثرى
وقُدِّسَ مِنْ رُوح وعو في من بَدَن
رَجَوْتُ لَهُ عَفْوَ المُهَيْمِن إِنَّهُ
هُوَ المَلِكُ الغَفَّارُ ذو الطَّوْلِ والمنن

فدعا لقبر ممدوحه بالبركة، ولثراه بالطهر، ولروحه بالتقديس، ولبدنه بالعافية.
ولابن شكيل أبيات أخرى، في الرد على من يزدري الشيب، ويتنكر له مبينا أثر الخطوب في تناسي سالف الحسنات، وعظيم الطاعات، فيقول: [81] [من الطويل ]
أَسَاَءْت بأسماءَ الخَطُوبُ صنيعها
إلينا، فَأَنْسَتْ سَالِفَ الحَسَنَاتِ
طوى الترب منها في حشاه سريرةً
مِنَ المَجْدِ، والأسرارُ للمُهَجَاتِ

إلى أن يقول:
وقالوا: عجوزٌ، قُلْتُ: رُبّ صنيعةٍ
تزيدُ بها حُسْنًا عَلَى الفتَيَاتِ
مَضَتْ سَلَفا، والكل يقفو سبيلها
مُشَيَّعةً بالبرِّ والصَّلَواتِ

فقوله: " وقالوا عجُوزٌ " بيان لحال البشر، من الاهتمام بمن مات شابا، لا شيخا، وفيه إنكار منه عليهم ذلك، وتبكيت لهم، وتكشف هذه الصورة، وما شاكلها، عن أثر الثورة الاجتماعية، والثقافية، في عصر الموحدين على الفكر الأندلسي عامة، وابن شكيل خاصة.
" لم يستلهم ابن شكيل الوضع الجديد فحسب، ولكنه أسهم فيه أيضًا وتتمثل هذه المساهمة في الكلمة الفياضة الشاعرة، التي شخصها بأنواع من الرموز والدلالات، لتنهض بمهمتها.. " [82]
فمن الضياع والبوار، أن يبلغ المرء سن النهى، ولم ينتبه لواجبات مشيبه وحقوقه، فينتهي عن فجوره ومجونه.
يقول الفازازي [83] معنفًا من حاد عن الجادة، وأقام على ما دعته إليه صبوته: [84] [من الطويل]
بَتَأْتَ عَلَى ذِيب بغيب لك الويب
بدا مِنْكَ سَيْبٌ آيةُ مَا بِها رَيْبُ [85]
بِدَارِكَ مَوْتٌ وهو غيب له هيب
بِدَارِ إلى الأعلى فَقَدْ وَضَح الشَّيبُ
وَكَّفا عَنِ الأَدْنى فَقَدْ وَضَحَ العَيْب

ففي هذا تعجب وتعنيف للأشيب، الذي أقام على عيوب فضحته، ووقع في مآثم كشفت مستوره، وأهلكته، طالبا منه المبادرة إلى الآخرة، وهجر الدنيا المدبرة.
ومازال الفازازي مع هذا اللاهي وأمثاله، ينشر معايبه، ويبين ما وقع فيه من حرج، فلا عذر لديه بعد المشيب، ولا حجة. [86]
وممن سلك هذا المسلك " سهل بن محمد الأزدي " [87]، أبو الحسن، ومحي الدين ابن عربي. [88]
وتتعاقب الليالي والأيام، ويخرج " ابن أبي العافية " [89] مادحا نور المشيب، الهادي إلى طريق الهدى والتقى، المعد لرجم شيطان الصبا، شيطان الضلال والهوى، فيقول: [90][ من الكامل]
لاحَ الصّباحُ صباحُ شَيْبِ المفرقِ
فَاحْمَدْ سُرَاكَ نَجَوْتَ مِمّا تَتّقِي
هيَ شيبهُ الإِسْلامِ فاقْدُرْ قدرها
قد أعتقتك وحَقِّ قدرِ المُعْتَقِ
خَطّتْ بِفَوْدكَ أبيضا في أسود
بالعكسِ من مَعْهودِ خَطِّ المُهْرقِ
كالبَرْقِ رَاع بِسَوْطهِ طرف الدحى
فأعادَ دُهْمتَهُ شياتِ الأَبْلَقِ
كالفجرِ يُرسِلُ في الدجنَّة خيطه
ويحوكُ ثوب ضيائِه بالمشرقِ
كالماءِ يَسْتُرُه بقاعِ طُحْلُبُ
فَتَراه بَيْنَ خِلالهِ كالزئبقِ
كالحيةِ الرّقْشَاءِ إلا أَنَّه
لا يَبْرأ الملسوعُ منه إذا رُقِيِ
كالزَّهْرِ إلا أنّه لَمْ يَبْتَسِم
إِلا لِغُصْنٍ ذَابِل لَمْ يُورَقِ
كتبَسُّمِ الزِّنْجِيِّ إِلا أنّه
يُبْكي العُيُون بِدَمْعِها المترَقْرقِ
وكذا البياضَ قذى العُيُونِ ولا ترى
لِلْعينِ أنكى مِنْ بَيَاضِ المَفْرِقِ [91]
ما للغواني وَهْوَلون خُدُودها
يَجْزَعْن من لألائه المُتَأَلِّقِ
أو خلنه لمع السيوفِ وَمَنْ يَشِمْ
لمْعَ السُّيوفِ على المفارقِ يَفْرِقِ
هُو ليسَ ذاكَ ولا الذي أنكرته
نُكرًا فَخَفْ ما خِفْنَ مِنْهُ واتّقِ
دَاءٌ يَعِزُّ عَنِ الطّبيبِ دَوَاؤُهُ
ويضيع خُسْرًا فِيه مَالُ المُنْفقِ
لكنَّهُ، والحقُّ أَصْدقُ مِقوَلٍ
شَيْنُ المسيءِ الفعلِ زَيْنُ المُتَّقيِ

دعا الشاعر إلى تقدير الشيب، وأداء حقوقه، ثم سبح بخياله في صنع الله، فاستخرج له أكثر من شبيه، وتشبيه، فشبهه بالبرق المروع بسوطه الدجى، وبالفجر المرسل في الظلام خيطه، ليحوك ثوب ضيائه بالمشرق، وهذه استعارة مكنية، وبالماء الذي يستره ويغطيه الطحلب، حتى بدا كالزئبق وبالحية الرقشاء التي لا يبرأ الملسوع منها بالرقية - وفي هذا بيان بملازمة الشيب للمرء إلى الموت - وبالزهر المبتسم لذبول الغصن ووهنه، وبتسم الزنجي - مبينا ظهور بياض الأسنان بين سمرة الوجه - غير أن تبسم الشيب يبكي العيون بدمعها الغزير.
ثم أخذ في تصوير حال الغواني حيال المشيب، من بكاء، وجزع منه، وإنكار له، متجاهلات أن هذا البياض هو لون خدودها، والواجب على المرء مراعاة حقوقه، فهو داء يعجز الأساة عن دوائه.

عطف الشاعر على معاني القرآن الكريم، والسنة الشريفة، لاستمالة من لم يقبل وعظا، ولم يسمع زجرا، فبرزت صورته في أبهى حلة، فقوله:
" داء يعز عن الطبيب دواؤه.. " من معنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث أسامة بن شريك " ما من داء إلا جعل الله له دواء غير داء واحد الهرم... " [92] أما قوله: " قد أعتقتك وحق قدر المعتق " فهو بيان بفضل المشيب على المرء عامة، والمسلم خاصة، حيث أعتقه من اللهو والمجون، أو إتيان ما يشين، وفيه إيحاء بتكريم الله -تعالى- لابن آم، فهو من قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70] [93] وفيه حلف بغير الله -تعالى- وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فمن كان حالفا، فليحلف بالله أو ليصمت " [94]
ومن بديع صنع الله - جل في علاه - تباين الطباع، واختلاف العقول والأهواء، فمن الناس من يفر وينفر من المشيب، ومنهم من به يعجب، ولأهله يعشق، ومن هؤلاء " الشيخ أثير الدين، أبو حيان، النفزي، الغرناطي. " [95]

وهذا " أحمد بن بلال " [96] يدعى إلى يوم أنس، فيأبي المشيب الذي أغار عليه موضحا، أن لو كان أيام الشباب، والغصن نضير ريان للبى الدعوة، وأدرك معه ما يهوى، يقول في أبيات منها: [97] [من الوافر]
تذكرني الشبابَ فَلَسْتُ أدري
أَصُبْحًا حين تذكر أم عشيا
فلو أدْركْتني، والغصنُ غضٌ
لأدْرَكْتَ الذي تَهْوَى لديّا
وَلَمْ أَتْرُكّ - وَحَقِّكَ - قَدْرَ لحظ
وَقَدْ ناديتني ذاك النديا

كان للمشيب فضل كبير، في كبح جماح الشهوات، والتصابي، والمذات، والتخلص منها.
فالمشيب نذير لمن أفنى عمره مصغيا إلى غرور الآمال والأماني، فجدير به ترك التصابي، واغتنام بقايا حياته في الطاعات، والتضرع إلى قيوم الأرض والسموات، ليجيره من عذابه، ويكرمه بثوابه، يقول ابن جلوط [98]: [99] [من الطويل]
نهاك نذيرُ الشَّيْبِ لَوْ كُنْتَ ترعوي
وهل بَعْدَ إِنْذَارِ المشيبِ نذيرُ
إلى كم تُرى عن نُصْح نفسك مُعرضا
وتُصغي إلى الآمال وَهْي غُرورُ
أرى العمرَ ولّى معرضا عنك فاغتنم
بقيّتَهُ إن البقاءَ عَسِيرُ
....... الخ الأبيات

أما ابن لؤلؤة (ت. 750 هـ) [100]، فيصور احترامه لنفسه بتقديره لشيبه إذ إنه لم يرتح للذات، ولم يمل لغرور، وقد لاح خيط المشيب المنذر بالرحيل، الذي لا محيد للبرايا عنه ولا محيص، فيقول: [101] [من الطويل]
أَمِنْ بَعْدِما لاحِ المشيب بمفرقي
أَميلُ لِزُور بالغُرُور يُصَاغُ
وأرتاحُ لِلذَّاتِ والشَّيْبُ مُنْذرٌ
بما لَيْسَ عَنْهُ للأنام مَراغُ

وللشيخ القاضي " أبي جعفر المعافري " [102] صرخات، أتى فيها على جل المعاني السابقة، كاشفا عن عصيانه الهوى، وامتثاله لداعي النصح والرشد، فلن يسعى لخضاب، تلهث خلفه نفوس البشر ويضع من وقار المرء وبهائه. فيقول، مبينا غلبة التصابي على النفوس: [103] [من الطويل]
أقولُ لَهَا مِنَ بَعْدِ ما كِدْتُ للهوى
أميلُ وأَعْصِي داعي الرُّشْدِ والنصح
إليكِ فهذا الشيبُ أوْضَح صُبْحُهُ
وقَدْ أَوْجَبَ الإمساكَ مُتَّضِحُ الصُّبح ِ
فصدَّتْ وأَغْرَتْ بالخضاب لعلها
تَسُومُ دليل الحكم يوما من القَدْح ِ
فَقُلُت كَفَى بالزُّور في الوجه شاهدا
يَحُطُّ جميلا في الوّقَارِ إلى القُبْح ِ

ولأبي بكر أحمد بن جزي [104] أبيات يصور فيها أثر المشيب الطيب، الذي سما فوق لمته، واعتلى مفرقه، فأفاد منه العظة، ولم لا؟ وقد أنار ليل شبابه، ونهاه عن غيه، ونبههه من غفلته وعمايته. [105]
كما كان للكثير من الشيب في الأندلس منهج جاد في الدعوة إلى الرزانة والرشاد، وعدم الركون إلى صوت الملذات والشهوات، والاندفاع بقوة نحو الأماني، والمناصب، فيقول أبو القاسم البرجي [106]: [107][ من المتقارب]
نهاهُ النُّهَى بَعْدَ طُول ِالتجارب
ولاحَ لَهُ مَنْهجُ الرُّشْدِ لاَ حِبْ
وخاطبهُ دَهْرُهُ نَاصِحَا
بألسنةِ الوَعْظِ مِنْ كُلِّ جَانبْ
فَأَضْحى إِلى نُصْحهِ دَاعيا
وألفَى حَدِيثَ الأماني الكَوَاذبْ
وأصْبَح لا تَسْتبيهِ الغَواني
ولا تَزْدَهيهِ خُطوطُ المَناصِبْ

تفيض قيثارة شعره أنغاما، تنبئ عن نفس مستقيمة أبية، وقلب حي ينبض بالحيوية، عازفا عن الصبوات، والمظاهر الواهية، راجيا جنة عالية.
وبجانب من سبق، وفي نفس الحلبة، نجد أبا عبد الله محمد بن سعيد بن بقي [108]، والنباهي المالقي (ت 770 هـ) [109]
أما لسان الدين ابن الخطيب [110]، فإنه يصور فزع الشبيبة بالمشيب، الذي أثخنها بإسفاره، وإضاءته، طعنا، حتى أدبر ليلها وولى، كاشفا عن أثره - المشيب - في كبح جموح عزمه بلجام وسطه، أو غايته سقوط الشعر، مفسحًا الطريق لعهد الصبا، للسير في أمان، مستقبلاً المشيب بالترحاب، فيقول: [111] [من الوافر]
تبلّجَ بالشبيبةِ صُبْحُ شَيْبي
فأدبر لِيلُها هَربًا وَوَلَّى [112]
أأستره بزور الصُّبْح جَهْلا؟
وهَلْ يَخْفَى الصّبَاحْ إذا تَجَلَّى
لَقَدْ كَبَحَ المَشِيبُ جُمُوحَ عزمي
بعضِّ لجام قَصْبته المَجَلَّى [113]
فيا عَهْدَ الصِّبا سِرْ في أمانٍ
ويا وِرْدَ الرَّدَى أَهْلًا وَسهْلا

مما تقدم يتضح لنا أن الشعراء في هذا الفن صوروا نتاج المشيب الطيب، وسجلوا آثاره الحسنة، المتمثلة في كبح جماح الشهوات، والابتعاد عن الملذات، كما شددوا النكال على الشيب المتصابين واللاهين، الذين ودعوا مرحلة الشباب، ولم يستغلوه في فعال الطاعة والفلاح.
كما نلاحظ كذلك، أن كثيرا مما دار حوله الشعراء، يتمثل في الكشف عن أثر المشيب على صحبه، من الرزانة والوقار، وطرد التصابي، والتخلص من دواعي الضلال، والغواية والفساد، التي يغري بها الشباب!


[1] سبق بيان سبب تقديم الشيب على الشباب في الدراسة عامة صـ 20، والمعني هنا تقديم مدح المشيب على ذمه مما سيأتي في الفصلين التاليين.
[2] انظر تحفة الأحوذى بشرح جامع الترمذي للمباركفوري برقم 2821.
[3] صحيح مسلم بشرح النووي رقم الحديث 2341.
[4] زهر الآداب للحصري القيرواني جـ 2 / 899. طـ2 تحقيق على محمد البجاوي. دار إحياء الكتب العربية. عيسى البابي الحلبي، قضية الزمن في الشعر العربي، الشباب والشيب د / فاطمة محجوب صـ9 دار المعارف. تاريخ الإيداع بدار الكتب سـ1980 م
[5] انظر عيون الأخبار لابن قتيبة جـ4 / صـ 51، تقديم د / عبد الحكيم راضي. الهيئة العامة لقصور الثقافة، إصدار الذخائر منتصف سبتمبر 2003 م، الشركة الدولية للطباعة 6 أكتوبر
[6] ديوان الغزال. د / الداية صـ 38، 39، العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي جـ 3 / صـ 51، المطرب من اشعار أهل المغرب لابن دحية، تحقيق أ / مصطفي عوض الكريم صـ 135، مطبعة الخرطوم 1954 م، نفح الطيب صـ2 / 258، بروايات مختلفة.
[7] على مرافئ الأدب الأندلسي. صـ 37، 38، وله أبيات، مع نود في المشيب والخضاب في ديوانه بتحقيق د / الداية صـ 31، 32.
[8] دراسات في الأدب الأندلسي د / عثمان محمد العبادلة صـ 149، الناشر دار النهضة العربية ط 1 1414 هـ = 1993 م.
[9] انظر صحيح مسلم شرح النووي، برقم 2102 باب استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة، وتحريمه بالسواد
[10] لسان العرب لابن منظور " س. و. د. "
[11] السابق " خ. ض. ب. ".
[12] لم أقف عليه في ديوانه تحقيق وشرح كرم البستاني. دار صادر بيروت 1381 هـ - 1961 م، انظر العقد الفريد لابن عبد ربه حـ 3 / 45، شرح، وضبط، وتصحيح وعنونة: أحمد أمين، أحمد الزين، إبراهيم الإبياري، تقديم د / عبد الحكيم راضي، الذخائر إصدار أول فبراير سنة 2004 م.
[13] انظر السابق حـ 3 / 59.
[14] عيون الأخبار لابن قتيبة ت 276 هـ حـ 4 / 53.
[15] العري: خلاف اللبس، والعرو: الخلو. لسان العرب " ع. ر. ا. ".
[16] ديوان الغزال. تحقيق د / الداية صـ 38.
[17] هو " أحمد بن محمد بن عبد ربه... مولى هشام بن عبد الرحمن. بن عبد الملك بن مروان، أبو عمر من أهل العلم والأدب، عاش ما بين 246 هـ - 328 هـ، وقد بلغ سن عوف بنُ محلِّم، واعترف بذلك اعتراف متألم، عندما وهت شدته، وبليت جدته. " انظر الجذوة للحميدي صـ 101 برقم 172، بغية الملتمس صـ 148 برقم 327، نفح الطيب حـ 7 / 49، 53، معجم الشعراء الأندلسيين... صـ 204، 205.
[18] انظر ديوان ابن عبد ربه صنع د / محمد أديب عبد الواحد جمران صـ 162، مكتبة العبيكان. ط 1 / 1420هـ = 2000 م العقد الفريد حـ 3 / 43، يتيمة الدهر للثعالبي ت. 529 هـ حـ 2 صـ 78، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 2007 م.
[19] الوضح: البياض من كل شيء. لسان العرب " و. ض. ح. ".
[20] جرده: قشره وعراه. اللسان " ج. ر. د. ".
[21] المخمرة من الشياه: البيضاء الرأس... مشتق من خمار المرأة، وخمر الرجل يخمره، استحيا منه اللسان "خ. م. ر. "
[22] هو " سليمان بن محمد بن بطال أبو أيوب البطليوسي، فقيه مقدم وشاعر محسن كثير الشعر، كان قريبا من الأربعمائة [أي سنة 400 هـ ]، جذوة المقتبس صـ 222 برقم 448، وفيه سليمان بن محمد بطال، بغية الملتمس صـ 297 برقم 762، نفح الطيب حـ 3 / 292، 450، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 63 باسم أبو بطال.
[23] كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس لأبي عبدالله محمد بن الكتاني الطبيب تحقيق د / إحسان عباس صـ 255، 256، ط دار الشروق. د. ت.
[24] هو " عبد الرحمن بن أبي الفهد، أبو المطرف، أشجعي النسب من قيس مضر، من أهل ألبيرة، سكن قرطبة، له تصرف في البلاغة والشعر، وكان من شعراء الدولة العامرية، ذكره أبو عامر بن شهيد وغيره.، وكان خروجه إلى المشرق في أيام المظفر بن أبي عامر بعد التسعين وثلاثمائة. " انظر جذوة المقتبس صـ 277، 278 برقم 613، بغية الملتمس صـ 369، 370 برقم 1036.
[25] انظر المرجعين السابقين وصفحاتهما.
[26] أسراب: قطيع، أو سيل متتابع. اللسان " س. ر. ب ".
[27] السحر والشعر للسان الدين بن الخطيب صـ 201، تحقيق ودراسة د / محمد كمال شبانة، إبراهيم محمد حسن الجمل ط دار الفضيلة د. ت.
[28] جذوة المقتبس صـ 277، 278، بغية الملتمس صـ 369، 370.
[29] هو " الكاتب أبو عبد الله بن مصادق الرندي الأصل. " نفح الطيب حـ 3 / 435، 436، ضمن حكايات وأشعار أندلسية.
[30] انظر المرجع السابق وصفحتيه
[31] الصرم: القطع البائن. اللسان " ص. ر. م. " " العارض " صفحة الخد اللسان " ع. ر. ض "
[32] الشذا: المسك. والشذي: لون المسك. اللسان " ش. ذ. ا. ".
[33] هو " أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي، أبو عمر. لقب بمتنبي الأندلس، وقد جل قدره عند المنصور بن أبي عامر سلطان الأندلس، وله فيه أمداح جليلة، وعاش إلى الفتنة في المائة الخامسة. وتطارحت به النوى عاش ما بين 347 – 421 هـ" انظر الجذوة صـ 110، 114 برقم 186، البغية صـ 158: 161. برقم 342، المغرب لابن سعيد الأندلسي حـ 2 / 60، 61.
[34] ديوان ابن دراج صـ 15، 16 حققه وعلق عليه د / محمود علي مكي، منشورات المكتب الإسلامي بدمشق ط 1 / 1381 هـ = 1961م، تاريخ الأدب الأندلسي. عصر سيادة قرطبة د / إحسان عباس صـ 369 ط 1 دار الشروق عمان. 1997 م.
[35] ثنى الشيء: رد بعضه على بعض. لسان العرب "ث. ن. ى. "، " الددن " والدد محذوف من الددن: اللهو واللعب. اللسان " د. د. ن. ".
[36] انظر بلاغة العرب في الأندلس للأستاذ: أحمد ضيف صـ 95، مطبعة مصر ط 1 سنة 1342 هـ = 1924م.
[37] يقول فيه صاحب المطمح: " فتى ذكا فرعا وأصلا، وأحكم البلاغة معنى وفصلا.، وله شعر بديع السرد. مفوف البرد. توفي في عنفوان شبابه. رثاه المعتمد بن عباد. " انظر مطمح الأنفس.. في ملح أهل الأندلس للفتح بن خاقان صـ 34 مطبعة السعادة، د. ت. المغرب. حـ 1 / 241، معجم الشعراء الأندلسيين. صـ 305، وانظر شعره في المطمح صـ 34.
[38] انظر ترجمته، وصورته في الجذوة صـ 313، 314، برقم 713، البغية صـ 422، 423، برقم 1219، وأول بيت هو: [من الخفيف ]:
كيف أصبو وأربعون وخمسٌ.... رَقَمَتْ بالمشيبِ مَفْرِقَ راسي
[39] انظر ترجمته في جذوة المقتبس صـ 73 برقم 105، لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة لابن مماتي، = = تقديم وتحقيق نسيم مجلى صـ 283 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 2001 م، أما صورته ففي لطائف الذخيرة. صـ 165، وفيها: فلولا، ونفح الطيب حـ 3 / 115، وفيها قوله [من المتقارب]: ولولا – وحقك – عُذْرُ المشيبِ......... لَقُلْتُ لعينيك سمعا وطاعهْ .
[40] هو" سهل بن علي بن عثمان. التاجر النيسابوري، يكني أبا نصر، سمع جماعة من الخراسانيين وغيرهم. وأدرك الإمام أبا المعالي الجويني. وكانت وفاة أبي المعالي سنة خمس، أو أربع وسبعين وأربعمائة،... توفي سهل هذا غريقا في البحر منصرفا إلى بلده من المرية. " نفح الطيب حـ 3 / 67، حـ 5 / 498.
[41] انظر المرجع السابق.
[42] فاتني الأمر: ذهب عني، وفاته الشيء، وأفاته إياه، اللسان " ف. و. ت. ".
[43] انظر التفسير النفسي للأدب د / عز الدين إسماعيل صـ 81: 84، الناشر. مكتبة غريب ط 4 تاريخ الإيداع بدار الكتب سنة 1984 م.
[44] كان معاصرا لابن زهر الذي كان حيا سنة 499 هـ، واتصل به، وابن زهر هذا كان في زمن يوسف بن تاشفين، الذي خلع المعتمد بن عباد، فهو – ابن حزم – واحد دونه الجمع، وهو للجلالة بصر وسمع، روضة علاه رائقه السناء، لم يتّزر بغير الصون، ولم يشتهر بفساد بعد الكون " نفح الطيب حـ 7 / 45
[45] انظر مطمح الأنفس صـ 47، نفح الطيب حـ 3 / 553، وفيه أو فما تزدجر.
[46] الارعواء: الندم على الشيء، والانصراف عنه والترك له. اللسان " ر. ع. ى. ".
[47] سورة الشعراء / أية 90، 91
[48] انظر سنن ابن ماجة جـ 2 / 175 برقم 1415 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط دار الحديث. د. ت. تحفة الأحوذي برقم2331
[49] سورة البقرة / أية 251
[50] هو " على بن سعيد بن حزم بن غالب، أبو محمد، أصله من الفرس، وجده الأقصى في الإسلام، اسمه يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان..، ولادته سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بقرطبة، ووفاته بعد الخمسين وأربعمائة. " انطر الجذوة صـ 308 برقم 708، البغية صـ 415، 516 برقم 1205، المغرب. حـ1 / 354، 355، نفح الطيب جـ 8 / 39، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 93، 94
[51] لم أجدهما في ديوانه جمع وتحقيق د / صبحي رشاد عبد الكريم دار الصحابة بطنطا ط 1 / 1410 هـ = 1990. الاتجاه الإسلامي في الشعر الأندلسي في عهدي ملوك الطوائف والمرابطين. منجد مصطفى بهجت صـ 340 " دكتوراه " 1400 1401 هـ = 1980 م – 1981 م برقم 1712 كلية اللغة العربية بالقاهرة.
[52] لم أجدهما في ديوانه. السابق صـ 341.
[53] " الصحو " ذهاب الغيم، وأصحت السماء فهي مصحية انقشع عنها الغيم، أما الإفاقة عن الحب فلم يسمع فيه إلا صحا. " اللسان " ص. ح. ا. ".
[54] ومض البرق وغيره يمض: اي لمع لمعا خفيفا ولم يعترض في نواحي الغيم، اللسان " و. م. ض. ".
[55] هو " مصعب بن محمد بن أبي الفرات القرشي، ولد بصقلية وخرج عنها لما تغلب عليها الروم سنة أربع وستين وأربعمائة، قاصدا المعتمد بن عباد. قال أبو القاسم " علي بن منجب " وبلغني أنه في سنة سبع وخمسمائة حي بالأندلس " خريدة القصر... للعماد الأصفهاني. القسم الثاني صـ 220، الدار التونسية للنشر 1971 م، معجم الشعراء الأندلسيين صـ 422.
[56] خريدة القصر.. ق 2 / صـ 222.
[57] ديوان الإلبيري / صـ 72، 73.
[58] العقاب: طائر من العتاق مؤنثه اللسان "ع ق ب "، وقيل هو اسم حصن بالأندلس. ولدبه الإلبيري لابد من ضبطأَرْسَلَتْ هكذا ليستقيم الوزن، والمعنى صحيح لأن الفاعل فيما أرى هو العين في الشطر الأول انظر ديوان الإلبيري صـ 72، 73، نفح الطيب حـ 1 / 446، 628، 629، ولعل هذا المعنى هو الأقرب، فهو المعبر عن حاله، وما آل إليه أمره.
[59] " فقيه قاض " راوية شعر العرب، ورجزها، عارف بمطوَّل المعاني، وموجزها.. " انظر خريدة القصر ق 3 / صـ 505، معجم الشعراء الأندلسيين صـ 66، وانظر أبياته في خريدة القصر ق 3 / صـ 509.
[60] " فقيه، إمام، حافظ للحديث النبوي.، عارف بالآداب، وروايتها، طال عمره، وطار ذكره، وطاب نشره، وطاف في الآفاق نظمه ونثره..، توفي حوالي سنة 518 هـ. " انظر خريدة القصر.. ق 3 / صـ 88، نفح الطيب حـ2/523: 526، معجم الشعراء الأندلسيين، صـ263، والأبيات في نفح الطيب حـ 2 / 524.
[61] هو " عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمد يس الأزدي الصقلي، أبو العرب شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية سنة 447 هـ، ثم رحل إلى الأندلس سنة 471 هـ. اتصل بالمعتمد بن عباد، ومدحه، وأجزل له العطاء، ثم انتقل إلى إفريقية سنة 484 هـ، ومدح صاحبها يحيى بن تميم الصنهاجي، وابنه عليا من بعده سنة 516 هـ. توفي بجزيرة ميورقة عن ثمانين عاما سنة 527 هـ " انظر نفح الطيب حـ3 / 616، 617، بلاغة العرب في الأندلس / صـ 129: 132 تاريخ الأدب العربي في الأندلس د/إبراهيم. أبو الخشب صـ327:329، معجم الشعراء الأندلسيين صـ108، 109.
[62] ديوان ابن حمد يس، تقديم د / إحسان عباس صـ 40، 41 دار صادر بيروت. د. ت.
[63] تاريخ الأدب العربي في الأندلس د / إبراهيم... أبو الخشب صـ 328، 329.
[64] هو" أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الهواري الأندلسي من أهل جزيرة شقر، من أعمال بلنسية. شاعر الجزيرة، عالم بالآداب، صدر في البلغاء، متقدم في الشعراء والكتاب، لا يتكسب بالشعر، غلب على شعره وصف الرياض والطبيعة. عاش ما بين 450 – 533 هـ = 1058 – 1138 م. يقول فيه الضبي في بغية الملتمس صـ 216، 217 برقم 502: " شاعر مشهور متقدم حسن الشعر جدا خبيث الهجاء، وشعره كثير مجموع، وكانت له همة رفيعة " انظر مقدمة ديوانه صـ 5: 8، شرحه، وضبط نصوصه، وقدم له د / عمر فاروق الطباع. ط دار القلم. بيروت. لبنان، د. ت. نفح الطيب " الفهارس " حـ 8 / 48، بلاغة العرب في الأندلس أ / أحمد ضيف صـ 190، 191، ابن خفاجة د / محمد رضوان الداية صـ 9: 31، دار قتيبة ط 2 1402 هـ = 1912 م، معجم الشعراء الأندلسيين. صـ 119، 120.
[65] ديوان ابن خفاجة صـ 180، نفح الطيب حـ 3 / 460، وله – في ديوانه صـ 167 – في مثل هذا المعنى، داعيا الشيب المتصابين إلى التزام الصراط المستقيم، أبيات منها [من البسيط]
صَحَا عَن الَّلهو صاحٍ عَاقَهُ خُلُقا.... فقام يخلع سربالا له خلقا
وعطّل الكأسَ عن شقراءَ سابحة..... ألا كفاها بريعان الصِّبا طَلقا
[66] هو " علي بن عمر بن محمد بن مُشَرَّف بن أحمد بن أضحى بن عبد اللطيف بن غريب بن يزيد بن الشمر، من همذان، قاض من الأشراف والقادة، كان فقيها أديبا مناظرا، له شعر. ولد بالمرية سنة 492 هـ، ولما انقضت دولة الملثمين – المرابطين – دعا لنفسه بغرناطة سنة 539 هـ، ولم يلبث أن توفي سنة 539، أو 540 هـ. " انظر المغرب في حلى المغرب. حـ 2 / 108، 109، الحلة السيراء لابن الأبار 595 – 658 حـ 2 / 211: 213. الناشر الشركة العربية للطباعة والنشر.. القاهرة. ط 1، 1963 م، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 51، وفيه أنه ولد سنة 472 هـ.
[67] الحلة السيراء.. حـ 2 / 217.
[68] " قاضي حضرة مالقة. شاعر جرى في صباه طلق الجموح، ولم يزل يعاقب بين غبوق وصبوح إلى أن دعاه النذير، فاقتدى منه بسراج منير... توفي سنة 542 هـ = 1148 م. المغرب في حلى المغرب حـ 1 / 431، نفح الطيب حـ 3 / 391، 392، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 243.
[69] المغرب حـ 1 / 431، نفح الطيب حـ 3 / 391، 392.
[70] انظر المرجع الأخير وصفحتيه.
[71] " من أهل شنتمرية، كامل الخلق والخلق، شاعر، كاتب. كان قاضي شنتمرية. توفي سنة 547 هـ، " انظر مطمح الأنفس.. صـ 73، 76: المغرب حـ 1 / 396، خريدة القصر.. ق 3 / صـ 469، نفح الطيب حـ4/31، 32، تاريخ الأدب العربي، د/عمر فروخ حـ5/ 300، 301، معجم الشعراء الأندلسيين. صـ 78.
[72] خريدة القصر ق 3 / 469، 470، نفح الطيب حـ 4 / 34، تاريخ الأدب العربي د / عمر فروخ حـ 5 / 300، 301..
[73] هو" يحيى بن مجبر أبو بكر أديب شاعر متقدم في طريقة الشعر برع فيها، وفاق أهل زمانه. توفي ليلة عيد الأضحى بمراكش في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، كان شعره مجموعًا في سفرين ضخمين؛ " انظر بغية الملتمس – بتصرف – صـ 508. برقم 1494، زاد المسافر وغرة محيا الأدب السافر لصفوان بن إدريس التجيبي المرسي " 561 - 598 " صـ 54، 55، أعده وعلق عليه عبد القادر محداد الناشر دار الرائد العربي. بيروت 1970 م
[74] انظر زاد المسافر صـ 54، 58.
[75] هو " إبراهيم بن عبد الله.، أبو إسحاق الأنصاري ثم البلنسي.. "، محدث ثقة ثبت روي ببلنسية.، ثم رحل إلى المشرق، فأقام بالإسكندرية في مدرسة الحافظ السلفي نحوامن عشرين سنة، وكتب عن الحافظ أبي الطاهر السلفي ما لم يكتب أحد، وكان.. متقللا من الدنيا.، وتوفي في حدود التسعين وخمسمائة انظر بغية الملتمس صـ 219: 222، برقم 512، الحلل السندسية حـ 3 / 204.
[76] انظر " بغية الملتمس " صـ 221، " الحلل السندسية " حـ 3 / 204.
[77] " اسم ابن زهر من المفاخر التي ظل التراث الأندلسي يباهي بها زمنا، فقد اقترن هذا الاسم بالعلم والأدب.، ورأس هذه الأسرة الفقيه، محمد بن مروان بن زهر ت. 422 هـ ، عاش ما بين 507 – 596 هـ . يقول عنه تلميذه ابن دحية: " وكان.. بمكان من اللغة مكين، ومورد من الطلب عذب معين، كان يحفظ شعر ذي الرمة، وهو ثلث لغة العرب.. " انظر نفح الطيب حـ 2 / 247: 252، تاريخ الأدب العربي د / عمر فروخ حـ 5 / 539، في الأدب الأندلسي د / محمد زكريا عناني صـ 158: 162، سنة 1998، بدون ذكر مطبعة.
[78] انظر المرجع الأخير صـ 162، ولأبي الفرج بن الجوزي 510 - 597 هـ أبيات - انظر نفح الطيب حـ 5 / 161: 165 - في وعظ الشيب اللاهين. أولها. [من المتقارب].
لعَبِتْ َومَثلُكَ لا يَلْعَبُ..... وَقَدْ ذَهبَ الأَطْيبُ الأَطْيَبُ.
[79] هو " أحمد بن أبي الحكم يعيش بن شكيل الصوفي. من شعراء شريش في مدة منصور بني عبد المؤمن. أحد شعرائها الفحول. له ديوان شعر. توفي معتبطًا - أي بلاعلة - سنة 605 هـ " انظر ديوانه تقديم وتحقيق حياة قارة صـ 3: 29 منشورات المجمع الثقافي. أبو ظبي. الإمارات ط 1 / 1998 م، المغرب في حلى المغرب حـ 1 / 304، 305، نفح الطيب حـ 4 / 64، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 23.
[80] الديوان صـ 83.
[81] ديوان ابن شكيل صـ 41، ولأبي عمرو بن غياث – شاعر مشهور من شعراء المائة السابعة، عاش ما بين 530 – 619، أو 620 هـ أبيات في هذا المعنى أيضا انظر المغرب. حـ 1 / 305، رايات المبرزين.. صـ 53، تحقيق د / النعمان عبد المتعال القاضي، مطابع الأهرام التجارية 1393 هـ - 1973 م. تحفة القادم لابن الأبار صـ 181. ط 1 سنة 1406 – 1986 م دار الغرب الإسلامي بيروت، نفح الطيب حـ 2 / 608.
[82] انظر ديوان ابن شكيل صـ 10.
[83] هو " عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد... الفازازي " أبو زيد ". أديب، كاتب شاعر، محدث، متكلم، فقيه صوفي، ولد بقرطبة ونشأ بها، ثم سكن تلمسان وغيرها، وتجول في بلاد العدوة والأندلس، وتوفي بمراكش في ذي القعدة سنة 627 هـ = 1230 م. " معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة حـ 5 / 198، 199. نشر دار إحياء التراث العربي. مكتبة المثنى. بيروت. د. ت.
[84] القصائد العشريات للفازازي صـ 6، دار إحياء الكتب العربية. عيسى البابي الحلبي وشركاه. د. ت.
[85] بتأ بالمكان يبتأبتوا: أقام، والصحيح بتابتوا. لسان العرب " ب. ت. ا. "، " ذيب " عيب انظر الديوان صـ 6. " ويب " كلمة مثل ويل. ويبا لهذا الأمر أي عجبا له. اللسان " و. ي. ب "
" السيب ": العطاء والعرف والنافلة. لسان العرب " س. ي. ب. ".
[86] انظر القصائد العشريات. صـ 30.
[87] " فقيه، خطيب بليغ، خاتمة رجال الأندلس، ومن أعيان عصره، بارع في المنثور والمنظوم، وحافظ للقرآن الكريم، شعره جيد، عاش ما بين 559 – 639 هـ " انظر معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 164، انظر أبياته في " دراسات في الأدب الأندلسي د / عثمان محمد العبادلة صـ 71. في المغرب حـ2 / صـ 523 أن ترجمته وأشعاره في حـ 2 / 105 وليس الأمر كذلك.
[88] " عاش ما بين 560 – 638 هـ " انظر النجوم الزاهرة.. لابن تغري بردي حـ 6 / 339. الهيئة العامة لقصور الثقافة. شركة الأمل للطباعة والنشر سنة 2008 م، نفح الطيب حـ 2 / 161: 169 وانظر أبياته في نفح الطيب حـ 2 / 181.
[89] هو " الشيخ الكاتب أبو القاسم الخضر بن أحمد بن أبي العافية، فارس ميدان البيان، قاض بارع في الأدب، شاعر مكثر، وكاتب مبدع، توفي قاضيا ببرجة، ودفن بغرناطة سنة 745 هـ. " انظر الكتيبة الكامنة. لابن الخطيب تحقيق د / إحسان عباس صـ 177، 178، نشر وتوزيع دار الثقافة بيروت. د. ت، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 119.
[90] الإحاطة... لابن الخطيب حـ 1 / 496، 497، مكتبة الخانجي. القاهرة ط 1 الشركة المصرية للطبع والنشر 1394 هـ = 1974 م، وفي هذه الرواية شتات الأبلق، ويجر بدلا من يحول، " بقاع " بدلا من " بقعر "، ويستنم بدلامن يبتسم، وأبكى بدلا من أنكى، و " أخلته "، وفكن خائفا بدلا من نكرا فخف، الكتيبة الكامنة... صـ 180، 181.
[91] " القذى " جمع قذاة، وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ... اللسان
" ق. ذ. ى. "، " أنكى " نكاية أي هزمته وغلبته. اللسان " ن. ك. ى. ".
[92] انظر تحفة الأحوذي برقم 2038، ص. ج. للألباني برقم 3973.
[93] سورة الإسراء / آية 70.
[94] رواه البخاري برقم 2482.
[95] " من الراحلين إلى المشرق... توفي بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة ومولده سنة أربع وخمسين وستمائة " انظر نفح الطيب حـ 2 / 535، 538، وأبياته في نفح الطيب حـ 2 / 554، أولها [من الكامل] تعشقته شيخا كأن مشيبه...
[96] هو" أبو العباس. أديب، وشاعر، لقيه صاحب المغرب بالجزيرة الخضراء، ثم سعي به إلى السلطان فنفي من البلد، ومات طريدا غريبا. " انظر المغرب في حلى المغرب.. حـ 1 / 326، نفح الطيب حـ 4 / 68، معجم الشعراء الأندلسيين. صـ 18.
[97] نفح الطيب حـ 4 / 68، 69.
[98] هو " الشيخ القاضي أبو زكريا يحيى ابن السراج... شيخ سكون، له إلى حومة الخير ركون..، وقيدت من شعره ما وسعه زمان لقائه، مكتتبا من إلقائه.. " الكتيبة الكامنة.. صـ 124، 125.
[99] نفس المرجع السابق وصفحتيه.
[100] هو " الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن يوسف السكوني الأندلسي. توفي في طاعون سنة 750 هـ. " انظر نفح الطيب حـ 5 / 516، الكتيبة الكامنة.. صـ 61، 124، 125، الإحاطة.. حـ 3 / 180، 181.
[101] نفس المرجع السابق.
[102] هو " القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد بن سعيد بن أبي جبل المعافري " يقول فيه ابن الخطيب: "... وأما الأدب فكان من سباق حلبته، وفراع هضبته، وإن كان بغير فنه معروفا، وإلى سواه من الفنون الشرعية مصروفا، انظر الكتيبة الكامنة... صـ 107: 109.
[103] انظر المرجع السابق وصفحاته.
[104] " ألف أبوه " الأنوار السنية"، وهو من أهل الفضل والنزاهة وحسن السمت والهمة، واستقامة الطريقة.، ارتسم في الكتابة السلطانية لأول دولة السلطان أبي الحجاج بن نصر.. " انظر نفح الطيب حـ 5 / 517.
[105] انظر المرجع السابق حـ 5 / 518.
[106] هو" محمد بن يحيى بن علي بن إبراهيم بن علي الغساني البرجي الغرناطي، يكنى أبا القاسم، من أهل غرناطة. شاعر وكاتب، رحل إلى العدوة.، عاصر أبا عنان وأبا سالم..، واستعمل في السفارة إلى ملك مصر وقشتالة، انظر نفح الطيب حـ 6 / 68: 75، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ 413.
[107] انظر نفح الطيب حـ 6 / 74.
[108] هو " المقري أبو عبد الله محمد بن سعيد بن بقي.، فاضل الوقت.، له نظم لا تنكر الإجادة نسبه ولا تنازع مكسبه.. توفي سنة 722 هـ. " انظر الترجمة والأبيات في الكتيبة الكامنة.. صـ 94، 95، " معجم الشعراء الأندلسيين " صـ 63.
[109] هو " علي بن عبد الله بن الحسن الجذامي النباهي المالقي، مؤثر للوقار والحشمة، خاطب للشيخوخة مستعجل للشيبة، قاهرا لحياء حسن الحظ، ناظم ناثر. كان على علاقة بلسان الدين بن الخطيب. توفي بعد 770 هـ" انظر الإحاطة.. لابن الخطيب حـ 4 / 89: 93، حققه ووضع مقدمته وحواشيه محمد عبد الله عنان. الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة. ط 1 / 1397 هـ = 1977 م، أزهار الرياض حـ2 / 1: 7، نفح الطيب حـ 6 / 118، 121، معجم الشعراء الأندلسيين صـ 437، وأبياته في الإحاطة.. حـ 4 / صـ 93.
[110] هو " محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله..، وزير مؤرخ، أديب نبيل. ولد ونشأ بغرناطة. استوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل، ثم ابنه الغني بالله محمد. كان محسدا، سعى حاسدوه للنيل منه، فترك الأندلس خلسة إلى المغرب.، ولم ينج من الدسائس، فسجن ومات مخنوقا في سجنه سنة 776 هـ، وكان مولده سنة 713 هـ. له مؤلفات كثيرة، وديوان شعر. " انظر نفح الطيب " الفهارس " حـ 8 / 130، 131، خاصة حـ5/ 75، معجم الشعراء الأندلسيين.. صـ323، 324.
[111] السحر والشعر لابن الخطيب صـ 212.
[112] تبلج: أسفر وأضاء. اللسان " ب. ل. ج. ".
[113] القصبة: القرية. وقصبة القرية، وسطها وغايتها. اللسان " ق. ص. ب. ". " المجلى " اشتقاقه من الجلا، وهو ابتداء الصلع إذا ذهب شعر رأسه إلى نصفه. " اللسان " ج. لا. ".

 


-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..