الأربعاء، 19 فبراير 2020

في بلادي سرقوا نعالي👞 .. وفي بلادهم سرقوا قلبي

*❤* في قريتي التى اسكنها في أرض البلقان بإحدى دول أوروبا الشرقية  .. 
يوجد مسجد به يوم السبت والأحد *حلقات تحفيظ القران الكريم..* ظننته في البداية يوما عاديا حيث
يجلس الشيخ ويلقن الأطفال القرأن الكريم ويصحح لهم الأخطاء.. *وإن شئت فقل الأسلوب التقليدي الذي اعتدت أن أراه في معظم البلاد العربية.* 
صليت المغرب وهممت بالخروج فإذا بالأطفال الذين صلوا معنا ينشطون عقب الصلاة والأذكار *ويحولون الصالة الأمامية للمسجد إلى ساحة لعب.*
احضروا طاولة للعب تنس الطاولة  ، جهزوها و امسكوا المضارب تحولت الصالة الأمامية إلى كرنفال بهجة وسرور ، *إمام المسجد يشبه الطفل في تصرفاته معهم ..
هل هذا هو الإمام الذي يقبل الأطفال يديه منذ قليل ..؟*
نعم هو ..
وقفت الاحظهم واتعجب فاقترب مني الإمام وقال لى :
*أعتقد أن بلادكم العربية لو رأى المسئولون في مساجدها ما نفعل في مساجدنا لبدعونا وفسقونا ..*   
علمت ما يريد قوله .. ووفرت عليه حوارا كبيرا وقلت له كل ما تريد قوله أعلمه. .
ولكن أعطني شيئا جديدا تهدفون الى الوصول إليه من أساليب التربية هذه .. *تربية المسجد ؟*

فقال .. *قتل النفاق.*
سبحان الله.. إجابة لم اتوقعها وانا من ظن بنفسه انه يعرف الأساليب والأهداف كلها بحكم طبيعة تخصصي وعملى كأخصائى اجتماعي طيلة عشرون عاما .
*قلت له كيف هذا ..؟*
قال :
الطفل عندكم يلتحق بمكاتب التحفيظ ليتعلم القرآن الكريم *فيعيش في بيئة إيمانية*  ..
ثم يخرج إلى الشارع يريد أن يشبع رغباته كطفل يريد اللعب.. اللهو ..الأصدقاء.. 
فيشبعها في *بيئة غير منضبطة* شتائم وألفاظ ومعارك. ...و...
ولابد أن يتأقلم معهم في هذه البيئة حتي يستطيع أن يشبع رغباته من خلالهم .. فإن عاد إلى مكتب التحفيظ *التزم سلوك التدين وسلوك الطفل المتأدب بآداب القرآن*  كما هو مطلوب منه .
*فيعيش الطفل حالة من التقلب تؤدي به إلى طريق النفاق .*
هل عرفت الآن.. لماذا نربي أولادنا في المسجد *نحفظ ونلعب ندرس ونلهو ..* 
ثم قال . . نزل الإسلام ببلادكم.. بلاد العرب *وكان النبي يجعل من المسجد حياة كاملة.*
بل حياته كانت كلها نسق متكامل حتى أنه كان يسابق عائشة وهو في طريقه للقتال .. 
*وأنتم اخذتم من الإسلام جسده وتركتم روحه..*
وهنا أوشكت دموعي على السقوط ..

*وتذكرت قصة المرأة التى بعثت بابنها صاحب الأربعة عشرة عام أحد المراكز الإسلامية بأوروبا لكي يسلم ..* 
وحين دخل على الإمام سأله الأمام :
من أتى بك إلى هنا ؟
قال الطفل : *أمي..* وهي تقف خارج المركز 
قال الإمام : *لماذا لم تدخل معك ..؟*
قال الطفل : *هي غير مسلمة.*
تعجب الإمام وطلب منه أن يستأذن أمه لتدخل .
دخلت الأم فسألها الإمام. .
انت *لست بمسلمة* كما أخبرني ابنك .. *إذن لماذا تطلبين من ابنك أن يسلم ..؟*
امتلأت عيون الأم بالدموع وقالت :
*لي جارة مسلمة ..ولها طفل في عمر ابني ..ما دخل البيت ولا خرج إلا قبل يدها وسلم عليها .. فتمنيت أن يكون ابني مثله ..*

*أيها السادة علموا أولادكم الشطر الأعظم من هذا الدين .. الروح..الحب .. التسامح .. اللين .. البشاشة .. العفو .....*

يقول الدكتور عمر عبد الكافي ، *القرآن الكريم ٦٢٣٦ آية* ... أيات *العبادات* في القرآن لا تزيد عن *١٣٠ آية* فقط أي نسبة *٢٪؜ من القرآن* ، في حين ان آيات الأخلاق *١٥٠٤ آية* اي نسبة *٢٤٪؜ من القرآن*  ، تقريبا *ربع القرآن* ،
ومع ذلك ركز عدد كبير من المسلمين علي *العبادات* وترك الجزء الأكبر من *المعاملات وحُسن الخلق !* 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
*(ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ)*

وقال ابن قيم الجوزية
*الدين  كله خُلق ، فمن فاقَك في الخلق ،فاقَك في الدّين.*

‏اللهم ارزقنا حسن الخُلق و طهارة النفس , و حلاوة اللسان و سعة الصدر و سلامة القلب وأعنا علي تربية ذريتنا كما تحب وترضي. 

*💮﷽💮*
*﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ﷺ*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..