١- الجميع يعلم ان أسواق النفط بعد بداية أزمة كورونا اصيبت بنقص في الطلب مما ادى إلى انخفاض سعر البرميل من منتصف $60 إلى منتصف ال$40 وهذا بحد ذاته سيء لجميع منتجين النفط
٢- في ظل احتدام الأزمة اقدمت السعودية على خطة تخفيض الإنتاج في الوقت الراهن للحفاظ على أسعار النفط وبذلك عُقد #OPEC+ للوصول لحل يرضي جميع الأطراف. الا ان الروس رفضوا خطة السعودية التي تطالب بخفض الإنتاج.
٣- بهذا الرفض ، الروسي لديه استراتجية وهي ان أسعار النفط في هذا المستوى ستقوم بإخراج كثير من المنافسين في النفط الصخري الأمريكي الذين يقعون في الخسارة على هذا مستوى من السعر.
٤- السعودية تقول ان أسعار الطاقة يجب ان ترتفع لمستوى ال٦٠ دولار او ال٥٠ دولار والجميع يستفيد وفعلًا الجميع في أوبك يراها انها الخطة الأنسب. الا أن الروسي رفض وبذلك بدأ حربه مع السعودية.
٥- السعودية لديها استراتجية بعيدة المدى وهي ان المنتج الأمريكي سيخرج من السوق في المستقبل لقل الاحتياطي والمخزون لديهم ولكن الروسي يريد خروجهم الان.
٦- في ظل دخول منافسة قوية من امريكا وروسيا لإنتاج وتصدير النفط اختلط لدى البعض من هي القوة التي تتحكم بأسعار الطاقة بعدما كانت السعودي هي اللاعب الأهم لسنوات عديدة.
٧- السعودية تريد عودة الروسي للاتفاق ولكنه رفض. وبذلك اتخذت السعودية استراتجية قوية ولكنها ذكية وهي ضخ كميات اكبر من النفط وخصم قوي جدا يصل ل٨٪ من قيمة البرميل لمن يشتري النفط السعودي.
٨- بهذا القرار وفشل الاتفاق وضعف الاقتصاد العالمي بسبب #كورونا هبطت أسعار النفط اليوم بنسبة ٣٠٪ وهي نسبة قوية جدا لم تسجل من مدة طويلة. وهنا يأتي دور الاعب القوي.
٩- بانخفاض الأسعار لهذا الحد وقد تصل لحدود ٢٠$ سيخرج المنافس الأمريكي الصخري ومنها سيسقط سوق الأسهم وهذا لا يريده ترامب. ولكن ترامب كان خطابه السياسي انه نجح في خفض أسعار النفط وزيادة إنتاجه.
١٠- الان ترامب لايستطيع الطلب من السعودية بخفض الإنتاج وهذا سيناقض خطابه السياسي وكرهه لمنظمة أوبيك التي تسيطر على أسعار النفط. اذا طلب الخفض فهو الان يعترف ان السعودية هي اللاعب الأكبر.
١١- الان الروسي أيضا وقع في مأزق حيث انه لم يتوقع ان السعودية التي كانت تطالب بخفض الإنتاج تقوم بعكس استراتيجيتها تماما وفوق ذلك تخفض السعر تحت سعر السوق. حيث ان روسيا لا تستطيع الاستمرار تحت سعر $٤٠ وخطتها لفرض نفسها على السعودية ستبوء بالفشل.
١٢- الان السعودية كشرت عن أنيابها لترسل رسالة قوية للعالم ان من يريد مصلحة السوق يجب ان يتبع السياسة السعودية للحفاظ على سعر الطاقة وبذلك الاقتصاد العالمي والاستقرار للمصدرين والمنتجين والمستهلكين أيضًا.
١٣- في حال استمر الحال سيضطر ترامب ان يدافع عن صناعة النفط لحفظ ماء الوجه للانتخابات القادمة. وسيطلب من السعودية او أوبيك لإعادة النظر في خفض السعر. وبذلك سيعترف ان السوق النفطي لديه دولة عادلة تبحث عن مصلحتها أولًا ومن ثم مصالح الجميع.
١٤- الروسي لم يتوقع هذه الحركة الاستراتيجية من السعودية والتي أيضا تقول له انه هناك لاعب واحد فقط وان عليه العودة لطاولة المحادثات حيث ان السعر المنخفض يضر الجميع ولكن السعودية الأقل. لقوة احتياطاتها المالية والسيولة القوية المستخرجة من طرح أرامكو.
١٥- بسعر نفط في الثلاثينات وفوق ذلك خفض سعر النفط السعودي بنسبة ٨٪ السعودية تريد الحصول على الحصة السوقية الأكبر من روسيا وأمريكا والذي بدوره يعيد السعودية للساحة وبقوة. (بيع اكثر بسعر اقل)
١٦- ان استمر الوضع سيخرج النفط الصخري الأمريكي من السوق وأيضا ستسيطر السعودية على حصتهم وحصة الروسي أيضا. ومن ثم في حال تعافي الاقتصاد الدولي سيرتفع السعر وستربح السعودية وبذلك سيعرف الجميع ان السعودية لديها القدرة ان تواجه الحرب النفطية وتخرجها لمصلحتها.
١٧- الجميع يعلم ان السعر هذا سيضر السعودية التي لا زالت تعتمد على النفط في اقتصادها. ولكن الان اغلب دول العالم لديها خسائر اقتصادية وكثير منهم سيضطر للتدين لتغطية العجز الحكومي وبذلك الحصول على خسارة في المدى القصير من اجل مستقبل قوي في ظل موجة الخسائر يعتبر قرار حكيم وقوي.
١٨- وفي النهاية قد يكون هذا كله خطة سعودية روسية للإطاحة بالمنتج الأمريكي واللعب على خطاب ترامب الذي يصر على انخفاض أسعار الطاقة ومنها لن يستطيع لوم السعودية على قرارها الذي من ظاهره انه قرار ضد الروس. السعودية ستبقى الأقوى في مجال الطاقة العالمية. وحفظ الله الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..