الأحد، 15 نوفمبر 2020

تعقيب د. أحمد بن عثمان التويجري على د. تركي الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
         لا أدري متى سيتوقف الدكتور تركي الحمد -هداه الله- عن كتابة تغريدات لا تجلب له إلا الخزي والعار ، وللأسف الشديد.
     في آخر تغريدة له نشرها هذا الصباح قال . هداه الله-:
"قبل أن ننتقد الصور  المسيئة لرسولنا الكريم، عليه السلام، علينا أن ننتقد تراثنا الذي وفر المادة الحية لهذه الرسومات، وأولها صحيح البخاري.. من خلال هذا الكتاب، ومقارنته بالقرآن الكريم، أجد أنه يتناقض معه تماما.".





لا أدري أي جهل دفع الدكتور تركي الحمد وهو أستاذ جامعي إلى كتابة مثل هذا الكلام الذي لا يقوله حتى المساطيل ؟. فأولاً، ما هذا التعميم الجاهل، وما هذه الحماقة التي لا نظير لها التي جعلت تراث المسلمين كله في نظر الدكتور تركي الحمد مسؤولاً عن خسة رسامٍ فرنسي حاقد ونذالةِ مطبوعة فرنسية مشبوهة تطاول كل منهما على سيد الأنبياء والمرسلين ،  وأساء كل منهما إلى مقامه العظيم قي فجور ووقاحة استنكرها الملاحدة قبل المسلمين؟ !!! . وأي جهل وجرأة على البوح به جعلا الدكتور تركي الحمد يقول دون وازع من دين أو رادع من حياء: إن صحيح البخاري يتناقض مع القران تماماً ؟ !!! 

أشك كثيراً في أن الدكتور تركي الحمد قرأ صفحة واحدة من صحيح البخاري، وأكاد أجزم بأنه حتى لو قرأ سطراً من أي صفحة منه فلن يكون قادراً على فهم ذلك السطر الفهم الصحيح ، لا لشي سوى ما أعلمه -وأنا الخبير به- من جهله باللغة العربية وقواعدها ودلالات كثير من ألفاظها، وما أعلمه كذلك من قلة وسطحية بضاعته في علوم الشريعة وبخاصة علم  الحديث.

من الواضح جداً أن الدكتور تركي الحمد لا يعي ولا يدرك دلالات ما غرد به، وإلا ما علاقة تراث أمة من أعظم الأمم وحضارة من أعظم الحضارات  إن لم تكن أعظمها على الإطلاق بخسّةِ رسامٍ حاقد وفجورِ صحيفةٍ هابطة ؟ إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

من المؤسف والمحزن أن الدكتور تركي الحمد وهو الذي تربى ونشأ وتعلم في مهبط الوحي وقبلة المسلمين لا يعلم أن كثيراً من مسائل الاعتقاد  وواجبات وشروط وسنن ومستحبات العبادات وسيرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ومعظم ما أمرنا ووجهنا به من آداب وآخلاق ما عرفنا شيئاً منه إلا من خلال ما رواه الإمام البخاري -رحمه الله - في صحيحه وما رواه أمثاله من أئمة الحديث -رحمهم الله جميعا-. وإن من المخزي ومن أكبر العار أن يتجاوز الدكتور تركي الحمد أشد أعداء الإسلام في الافتراء على أمته وتراثها وعلمائها كما فعل في تغريدته المنكرة.

إن عاقلاً حتى ولو كان من أجهل الناس لا يمكن أن يقول: إن صحيح البخاري بكل ما فيه لا يتوافق مع القرآن تماماً" !!! ، فأي تهور دفع الدكتور تركي الحمد إلى التورط في مثل هذا القول الشنيع، وأي جهل بالقرآن وبصحيح البخاري أدى به إلى مثل هذا التصور الجنوني!!!

إن الإمام البخاري رحمه الله لم يكن معصوماً، وإن صحيحه لم يكن خالياً من بعض الملاحظات ، ولكن كل ما يمكن أن يؤخذ على الإمام البخاري لا يعادل نقطة واحدة في محيط حسناته وعلمه وفضله وجلالة قدره، وإن كل ما لوحظ من قبل بعض العلماء على أحاديث يسيره مما ورد في صحيح البخاري لا يشكل ذره واحدة مما فيه من العلم الغزير والضبط المذهل لما روى عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ، ويكفي الإمام البخاري فخراً أن الإمام النووي رحمه الله -وهو من هو- قال عن صحيحه: "اتفق العلماء على أنَّ أصح الكتب المصنفة صحيحا البخاري ومسلم، واتفق الجمهور على أنَّ صحيح البخاري أصحهما، وأكثرهما فوائد"، وأن الإمام الذهبي -رحمه الله- قال عنه: "وأمّا جامعه الصحيح (أي صحيح البخاري) فأجلُّ كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه –تعالى- وهو أعلى شيء فِي وقتنا إسنادًا للناس, ومن ثلَاثين سنة يفرحون بعُلُوّ سماعه، فكيف اليوم؟ فلو رحل الشخص لسماعه من مسيرة ألف فرسخ لَمَا ضاعت رحلتهُ"، ويكفي الإمام البخاري أن الإمام أحمد بن حنبل -  حمه الله- قال عنه: "ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل" يعني االإمام البخاري.

حاء في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت".

أسأل الله عز وجل أن يهدي الدكتور تركي الحمد وأن يحسن خاتمته ويرده إلى الحق رداً جميلا إنه سميع مجيب، والحمد لله من قبل ومن بعد.

احمد بن عثمان التويجري



مواضيع مشابهة- أو -ذات صلة :

بدر العامر يرد على تغريدة تركي الحمد /حول البخاري رحمه الله

هناك 3 تعليقات:

  1. البيض الفاسد يتدحرج علي بعضه هذا من البيض الفاسد نسأل الله السلامه ودائمآ هم الأقزام هكذا بحاولون التسلق على القامات الرفيعه ليظهر إسمه ويقال انه فعل وفعل. فلا الشخص اللي كتب أحاديث البخاري مثل من انتقد شتان بينهم في العلم والزمن لكن النكره نكره لاتزيدنا إلاثقه بكتاب البخاري القافله تسير والكلاب تنبح لو ماهو كلب مابحث عن العذ لعلج من علوج اليهود على حساب كتاب إمام من ائمة الحديث

    ردحذف
  2. اذا كانت الطباع طباع سؤ فلا ادب يفيد ولا اديب

    اتمنى ان يحكم عقله وان يتنبه لكارثة وعاقبة مايقول على نفسه لانه ما يصدقه ولا ياخذ بكلامه الا غبي واحمق ولكن هو كدكتور واكاديمي وين عقله وعلمه. ممايقول من خزعبلات وخرافات هذا مثل من كذب كذبه وصدقها ولكن لما تستخد الاعلام والتواصل الاجتماعي لنشر الاباطيل والنيل من الدين واهله هل فكر تركي الحمد لو توقف قلبه بما يقابل الله عز وجل لوكان عاقلا لفكر في الجواب اما ماينشره من خزعبلات فلا يغتر بها الا الاحمقا والاغبياء

    ردحذف
  3. ليس غريبا ان يوجد في المجتمعات اناس يهدمون وهذا واحد منهم.

    ردحذف

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..