الخميس، 8 يونيو 2023

شحرور وعطف الشيئ على نفسه

متى يجوز عطف الشيء على نفسه؟
    هذا المقال كتبته للرد على شحرور وأتباعه الذين انطلقوا من قاعدة أنه لا يجوز عطف الشئ على نفسه ومنها استنتجوا أن القرآن غير الكتاب غير الفرقان غير الذكر .....
ثم قسم الشحرور الكتاب إلى أقسام على هواه فاختار آيات وضعها تحت قسم الفرقان وأخرى تحت القرآن وثالثة ورابعة تحت عنواوين أخر . ثم اختار آيات من القرآن حسب هواه وادعى أنها هي الفرقان الذي نزل على موسى دون دليل ولا برهان على ما يقول

ولتوضيح ذلك نقول أن واو العطف نوعان : واو المماثلة  واو المغايرة والعطف جائز في واو المغايرة وفي بعض الحالات في واو المماثلة . فليس من الجائز أن تقول جاءني محمد ومحمد . إذا كان القصد أن محمداً الثاني هو نفس الأول ولكان ذلك من البلاهة والغباء العقلي قبل أن يكون من اللغة ففي مثل هذه الحالة تنطبق القاعدة على أنه لا يجوز عطف الشئ على نفسه لأن التماثل هنا واقع لفظاً ومعنىً .
لكن يمكن استخدام هذا التعبير إذا كان المقصود أن محمداً  الثاني  هو غير محمد الأول
ولنأت على جواز العطف  بواو المغايرة أولاً .
1-  واو المغايرة تفيد التغاير إما في الذات أو الصفات وفي كلاهما يصح العطف بلا منازع . 
والمثال على العطف في حالة تغاير الذات قوله تعالى : ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام . فهنا ذات السموات غير ذات الأرص وغير الخلق الذي بينهما . وكقولنا جاء محمد وخالد وهنا محمد غير خالد وهذا العطف معروف ومستعمل في اللغة للمتعلم والجاهل والصغير والكبير.
  2- أما العطف عند تغاير الصفات فمثاله فوله تعالى : هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد.  فالأول هو الله والآخر هو الله والظاهر هو الله والباطن هو الله . ومع ذلك عطفهم الله عز وجل لأنها صفات متغايرة ، ومن يقل كما يقول الشحرور أن الأول غير الآخر غير الظاهر غير الباطن لوجود واو العطف بينهما لأنه لايجوز عطف الشيء على نفسه وهذه الصفات لاتدل على الله أنها متغايرة،   فقد كفر وضلل ضلالاً بعيداً 

وكذلك قوله تعالى : إيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)  الأحزاب.   وهنا المخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو شاهد ومبشر ونذير وداعي إلى الله وسراج منير . فجاز العطف عند تغاير الصفات  ( اختلاف الصفات )  . وقولنا عندما نتحدث عن شخص يشغل عدداً من المانصب فنقول بأن فلاناً هو طبيب جراح ورئيس قسم الجراحة وأستاذ الجراحة في كلية الطب و .و...و .....أو قولنا إن ابن سينا فيلسوف وطبيب وفلكي ولغوي ...و..و...  وضمن هذا النوع يندرج قوله تعالى :  وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53 البقرة ) فالكتاب والفرقان شئ واحد وانما اختلفت الصفات أو نقول تغايرت الصفات .
 
3- جواز العطف في واو المماثلة عندما يوجد تغاير جزئي في الذات بينهما وهو من باب عطف العام على الخاص أو عطف الخاص على عام يشمُلُه يقول السيوطي في عقد الجمان : 
وذكر خاص بعد ذي عموم  =  منبهاً بفضله المحتوم 
كعطف جبريل وميكال على  = ملائك قلت وعكسه جلا
ومثالها قوله تعالى :
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ( البقرة 238)
فهنا الصلاة الوسطى هي جزء من الصلوات لكنها ليست كلها فهذا تغاير جزئي في ذات الشئ
وكقوله تعالى :
مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَٰفِرِينَ .
فجبريل وميكائيل عليهما السلام من الملائكة .
ولهذا النوع من العطف أهمية في المعنى وهي ابراز واعطاء أهمية للمعطوف المغاير جزئياً كالصلاة الوسطى وجبريل وميكائيل في الآيتين ومثله قوله تعالى :
ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ( الحجر )
فالمثاني هي جزء من القرآن العظيم وهي (الفاتحة). وليست غيره
منقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..