قال عبدالقدوس السمرقندي:
سمعت البخاري ليلةً يدعو وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرضُ بما رحبت، فاقبضني إليك.
فما تم شهر حتى مات. رحمه الله
سمعت البخاري ليلةً يدعو وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه قد ضاقت عليَّ الأرضُ بما رحبت، فاقبضني إليك.
فما تم شهر حتى مات. رحمه الله
سير أعلام النبلاء
البخاري و معاناته في اواخر أيامه
تعرض الإمام البخاري لاضطهاد شديد في نهاية حياته من حكام المدن الإسلامية في شرق العالم الاسلامي وتحديدا ؛ نيسابور ، بخارى ، سمرقند .
لأسباب كثيرة منها :
1- رفضه تعليم أولادهم في قصورهم و يقول : العلم يُؤتى إليه ولا يُذهب به للأبواب.
2- حسد بعض المنتسبين للعلم وقضاة النواحي من شهرته وسيرته .
وغيرها من الأسباب.
لما بلغ الإمام البخاري 62 سنة وصلته أوامر حاكم نيسابور ان يغادر المدينة وأنه غير مرغوب فيه ، فخرج منها حتى وصل مسقط رأسه بخارى ، فاستقبله الناس على أبواب المدينة ونثروا عليه الأموال والسكر ..
لكن سرعان ما غضب من شهرته حاكم بخارى ووصلت كذلك رسائل من حاكم نيسابور بضرورة طرد الإمام من بخارى كذلك، كما طرد من نيسابور .
وصل مبعوث حاكم بخارى لبيت الإمام البخاري يطلب منه وبشكل عاجل ان يترك المدينة، وكانت الأوامر أن"الآن" أترك المدينة، ولم يمهل الإمام أن يجمع كتبه ويرتبها، فخرج من بخارى ومكث على مشارفها في خيمة له ثلاثة أيام يضبط كتبه ويرتبها ولا يعرف أين يذهب ؟!
ثم تحرك الإمام البخاري ناحية مدينة سمرقند، لكنه لم يدخل المدينة نفسها بل اتجه نحو قرية من قراها اسمها "خرتنك" ليحل ضيفا على أقاربه هناك بمرافقة ابراهيم بن معقل
لم يمر وقت طويل حتى وصل الحرس لأبواب البيت الذي نزل فيه الإمام، وأوامرهم من حاكم سمرقند هذه المرة؛ أن لابد أن يخرج الإمام البخاري من نواحي سمرقند وقراها !
وكانت هذه ليلة عيد الفطر ، لكن الأوامر أن يخرج "الان" وليس بعد العيد، فخشي الإمام أن يتسبب بإي ضرر لاقاربه الذين أكرموه، فرتب له إبراهيم بن معقل الكتب فوق دابته الأولى وجهز الثانية ليركب عليها الإمام .
ثم عاد ابن معقل للبيت وبدأ يخرج الإمام البخاري وهو يتحامل عليه، وبعد ما يقارب ال 20 خطوة، شعر الإمام البخاري بالتعب اكثر فأكثر، فطلب من ابن معقل أن يمهله دقائق ليستريح .
جلس الإمام البخاري بجانب الطريق، ثم نام . بعد مضي وقت يسير أراد ابن معقل أن يوقظ الإمام فوجده قد فاضت روحه الى الله رحمه الله تعالى .
مات الإمام البخاري على جانب الطريق ليلة عيد الفطر يوم 1 شوال عام 256 هـ . مطروداً من مدينة واخرى وثالثة وقد تجاوز عمره ال 62 سنة . محتسبا لله عز وجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
*لا يعرف أحد من الناس اليوم أسماء حكام نيسابور وبخارى وسمرقند ومن آذوه ووشوا به.. لكن الجميع يعرف الإمام البخاري ويترحم عليه.
{رحم الله الإمام البخاري ورفع درجته في المهديين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين }
•سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..