قال ابن القيم:
«فائدة بديعة
«لام كي والجحود» حرفان ناصبان بإضمار «أن»..
ثم قال: «وأما «لام العاقبة» ويسمونها: «لام الصيرورة» في نحو: {ليكون لهم عدوا}، فهي في الحقيقة "«لام كي»،
ولكنها لم تتعلق بالخبر لقصد المخبر عنه وإرادته، ولكنها تعلقت بإرادة فاعل الفعل على الحقيقة، وهو الله سبحانه، أي: فعل الله ذلك؛ ليكون كذا وكذا.
وكذلك قولهم: «أعنق ليموت»، لم يعنق لقصد الموت، ولم يتعلق اللام بالفعل، وإنما المعنى: قدر الله أنه يعنق ليموت، فهي متعلقة بالقدر وفعل الله.
ونظيره: «إني أَنْسَى لأسن»، ومن رواه: «أُنَسَّى» بالتشديد؛ فقد كشف قناع المعنى.
وسمعت شيخنا أبا العباس ابن تيمية يقول: يستحيل دخول «لام العاقبة» في فعل الله، فإنها حيث وردت في الكلام؛ فهي لجهل الفاعل بعاقبة فعله، كالتقاط آل فرعون لموسى، فإنهم لم يعلموا عاقبته.
أو لعجز الفاعل عن دفع العاقبة نحو: «لدوا للموت وابنوا للخراب».
فأما في فعل من لا يعزب عنه مثقال ذرة، ومن هو على كل شيء قدير؛ فلا يكون قط إلا «لام كي» وهي لام التعليل.
ولمثل هذه الفوائد التي لا تكاد توجد في الكتب يحتاج إلى مجالسة الشيوخ والعلماء!».
«بدائع الفوائد» ١٧٢/١.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..