الاثنين، 24 مارس 2025

لماذا هذا الطعن المتكرر في القرآن الكريم؟

  قبل أيام ظهر أحدهم ليبيّن أن (عقيدة التحريف) عقيدة ثابتة، ومتواترة عن (الأئمة المعصومين) وأن الشيعي الذي لا يقول بتحريف القرآن هو كافر قطعا لأنه يخالف المعصومين!
.
في شهر رمضان وهو شهر القرآن ينبري مقتدى في (سلسلة دروسه العلمية) ليطعن في القرآن بشتّى السبُل، وآخرها ما ذكره من تفسيرات لقوله تعالى (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)؛ أنه محفوظ (في نهاية المطاف) عند ظهور الإمام، أو أنه محفوظ في اللوح المحفوظ، ليثبت أن هذا القرآن الذي عندنا هو محرف وليس هو القرآن الذي أنزله الله.
.
كلامه هذا لا يحتاج إلى رد، لأن الطعن في القرآن يعني الطعن في أصل الإسلام، والخروج منه صراحة، ولكن أرى لزاما عليّ أن أوجه هذه الرسائل السريعة.
:
1-الشيعي المسكين الذي استدرجوه بالعواطف بشعارات (حب آل البيت) هل هو مطمئن الآن على موقفه أمام الله تعالى وهو يرد كلام الله؟ فبأي دين سيقابل الله تعالى؟ وهل حب آل البيت يقتضي الطعن بالقرآن؟ وما العلاقة بين الاثنين؟
.
2-بعض دعاة السنّة ومفكريهم، الذين ضللوا الناس، وصوروا لهم أن الخلاف لم يكن سوى في الفروع، وبعض المواقف التاريخية، التي يمكن تجاوزها لمصلحة (الإسلام)، فأي إسلام يعنون؟ أما الذين صفقوا لهؤلاء ومنحوهم صكوك التزكية والشهادة فوالله إنهم على خطر عظيم، فالرضا بالكفر كفر، وتضليل الناس في هذا أشد وأخطر. 
.
إنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن من أنكر آية واحدة في القرآن فهو خارج من الملة، فكيف بمن يعتقد بتحريف القرآن كله؟ 
.
والله يا إخوة لقد درست هذه المسألة منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكتبت فيها كتاب (عقيدة الكليني في القرآن) وغيره، فهي عقيدة ثابتة عندهم، كما قال صاحبهم آنفا، وكما أوضح محدثهم النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).
.
أما من يقول بخلاف ذلك منهم فهو إما جاهل بالمذهب، أو خارج عنه، أو تقية ومداراة.
.
ولقد حذرت سابقا من فخ الجدال في المسائل التاريخية لأنها تبعد النقاش عن أصل الخلاف بيننا وبينهم، وقد ذكرت سابقا أنني تحاورت مع بعض علمائهم، فكان همهم التركيز على الخلافات التاريخية، وكان همي أن نبدأ الحوار حول الموقف من أصول الإسلام (التوحيد) و (القران) و(النبوة).
.
إن عجبي لا ينتهي من (أهل القرآن) في كل العالم الإسلامي الذين يثورون على معتوه يحرق نسخة من القرآن، ولا تستفزّهم كل هذه الطعون في القرآن، وصدق علي عزت بيگوفيتش الذي كان يقول: المسلمون اليوم يعظمون القرآن كشيء، وليس كرسالة ومنهج، ولذلك يثورون حينما يتعرض هذا الشيء للحرق، لكنهم لا يثورون حينما يطعن في أصل القرآن وثبوته وصلاحيته.
قلت: والمؤسف أن هذا ليس عند عامة المسلمين فقط، وإنما حتى عند الكثير من علمائهم وقرّائهم ودعاتهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
.
محمد عياش الكبيسي
@maiash10
٨:١٧ م · ٢٣ مارس ٢٠٢٥
·
 
اضافة

د. محمد عياش الكبيسي
@maiash10
·
٣ س
تعقيبا على مقالي السابق حول التصريح بتحريف القرآن، الذي بدأ يظهر للعلن في أكثر من مناسبة، وعلى أكثر من منبر من منابر الباطنيين الجدد.
وصلني هذا الرد على صفحتي الرسمية والذي يؤكد أن الموضوع أصبح ثقافة عامة، ولم يعد معتقدات وروايات مخزونة في الكتب، ومغلّفة بغلاف التقية.








----



 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..