الأربعاء، 9 أبريل 2025

لماذا يصر ترامب على شراء تيك توك ؟

تيك توك وما أدراك ما تيك توك 
سؤال: لماذا يصر ترامب على شراء تيك توك ؟ 
ومستعد لتخفيض الرسوم الجمركية على الصين إذا تمت الصفقة.

*ما أهمية تيك توك ؟*

حتى نكون في الصورة أكثر، لاحظوا أن أكثر المواقع والتطبيقات تأثيراً بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي هي أمريكية الصنع :
( جوجل ، يوتيوب ، منصة X ، فيس بوك ، انستجرام ، واتساب ، لينكد إن ... ) 
جميعها صُنعت في أمريكا ، وعندما جاء تيك توك بقوة كاسحة وكان صيني الصناعة حدث هذا الصراع .

أمريكا تشعر بالخوف بسبب:
حصول التطبيق الصيني على بيانات مواطنيها وتسليمها للحكومة الصينية، ونحن نعيش في عصر ( البيانات الضخمة ) وكما يسميها البعض أنها ( نفط ) العصر القادم.
بالإضافة إلى احتمالية استغلال خوارزميات تيك توك القوية للتلاعب بالرأي العام الأمريكي، فهناك أكثر من 150 مليون أمريكي نشط على التطبيق، أغلبهم من فئة الشباب، الفئة الأكثر تأثيرا على الحياة السياسية في الولايات المتحدة.

وما يزيد رعب الولايات المتحدة وترامب أكثر هو أن هذه الفئة قد اعترفت أنها تعتمد على تطبيق تيك توك لتلقي الأخبار السياسية وبناء مواقفها من القضايا المهمة والآنية، في استطلاع أجراه مركز Pew العريق وجد أن:
48% من مستخدمي TikTok الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 يعترفون أن سبب تواجدهم على المنصة هو تلقي الأخبار السياسية.
وبالمناسبة الحكومة الأمريكية لا تبالغ في تقدير قدرة تيك توك على التأثير في الانتخابات أبدا، وما حدث في الانتخابات الاندونيسية قبل أشهر خير دليل .

نموذج: تأثير تيك توك على الانتخابات الإندونيسية :
حيث فاز بها قائد القوات الخاصة السابق برابوو سوبيانتو المكروه من الإندونيسيين لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، وقد كانت مفاجئة كبيرة أو بالأحرى صدمة، لكن عندما تم البحث عن سبب فوز سوبيانتو بالانتخابات تم التوصل إلى أن الرئيس الجديد كان ذكياً في حملته الانتخابية، حيث نشط بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتيك توك تحديداً، حيث يتواجد الشباب الذين يُمثّلون النسبة الأكبر من الناخبين، وبما أنهم لا يعرفون الكثير عن تاريخه قام من خلال مشاركة فيديوهات لطيفة على المنصة من إعادة تلميع صورته وبناء صورة جديدة يبدو فيها كشخصية ودودة ولطيفة، وهو ما أكسبه تعاطفهم وأصواتهم.

لماذا تيك توك تحديداً ؟
القوة العجيبة التي تمتلكها خوارزمياته غالباً ما تصنع تأثيراً عميقاً لدى المتلقي ، وعلى سبيل المثال تنشئ تيك توك ما يُعرف بـ "غرف الصدى Echo Chambers  " تجعل المستخدمين يتعرضون مرارًا وتكرارًا لوجهات نظر مماثلة، ونتيجة لذلك، تصبح الآراء السياسية منحازة لرأي واحد فقط.
 
ختاما..
يبدو أن الحكومات الغربية أصبحت تعي تماما أن صناعة الرأي العام قد انتقلت من الساحات وأماكن التجمع الميداني إلى المنصات الرقمية، وعليه من الطبيعي أن نشاهد في المستقبل القريب الكثير من الصراعات حول من سيسطر على هذه الفضاءات والمنصات الصانعة للتأثير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..