سؤال يفترض أن يقف كل واحد منا عنده قليلا:
إيه اللي عمله سيد قطب علشان يوصل للمكانة دي عند البعض؟
إيه الإنجاز اللي خلاه عند أتباعه "أيقونة"؟
هل نشر علمًا نافعًا؟
هل دعا إلى وحدة المسلمين؟
هل رفع راية الحق بالحكمة والموعظة الحسنة؟
ولا الحقيقة إنه فتح باب التكفير والخروج على الحكام، الباب اللي خرجت منه كل الجماعات الإرهابية بعد كده؟!
سيد قطب لم يكن عالمًا من علماء الأمة، ولا فقيهًا يرجع له في الدين، لكنه كان كاتبًا وأديبًا، دخل ميدان الدين والفكر الإسلامي بفكرٍ أدبي متأثرٍ بالنزعات الثورية، فخرج منه بأخطر فكرة عرفها العصر الحديث:
فكرة تكفير المجتمعات الإسلامية بالكامل!
فمثلا في كتابه "معالم في الطريق"، كتب سيد قطب بوضوح أن الأمة الإسلامية اليوم ليست على الإسلام، وأنها تعيش في جاهلية كالجاهلية الأولى !
ومن هنا بدأ الخط، وبدأ الانحراف.
من فكر سيد قطب خرجت جماعات التكفير والهجرة، ومنه تشربت القاعدة وداعش أفكارها، ومنه تشعبت جماعة الإخوان في منهجها العنيف ضد الحكام وضد المجتمعات .
سيد قطب قال إن الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله كافر مطلقا دون تفصيل ، ثم عمّم هذا التكفير على كل من يرضى به أو يعمل معه أو حتى يسكت عنه !
وبكده كفر الأمة كلها، شعوبًا وحكامًا ومؤسساتٍ، واعتبر نفسه ومن معه هم فقط "الطليعة المؤمنة" اللي عليها واجب إقامة الدين من جديد !
تخيلوا…
رجل جاء بعد الصحابة والتابعين بقرون، لكنه يتجرأ فيكفّر الأمة اللي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم :
"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين."
فهل الأمة كلها كافرة إلا سيد قطب ومن تبعه؟!
ثم نسأل:
هل دعا سيد قطب الناس إلى التوبة؟
هل علّمهم التوحيد الصحيح؟
هل أصلح ذات البين؟
ولا اكتفى بشحن الشباب بالكراهية ضد كل من يخالف فكره حتى ولو كان مسلمًا مثله؟
الحقيقة المؤلمة إن كلمات سيد قطب كانت الشرارة الأولى لكل دماءٍ سُفكت بعده باسم الدين.
كانت المنبع اللي ارتوت منه عقولٌ ضلت الطريق، فخرجت على أوطانها، وقتلت أبناء جلدتها، وادعت أنها وحدها “الفرقة الناجية”.
فبدل ما يكون سيد قطب سبب في إصلاح الأمة، كان سببًا في انقسامها وتكفيرها .
بدل ما يوحد الصف، فرّقه.
بدل ما يدعو لله بالحكمة، دعا للعنف باسم "الجاهلية" و"الحاكمية".
أما من يقدّسونه أكثر من الصحابة، فهم في الحقيقة لا يعرفون قدر الصحابة ولا مكانتهم .
الصحابة هم الذين حملوا القرآن، ونشروا الإسلام، وبذلوا دماءهم في سبيل الله.
أما سيد قطب، فكان صاحب فكرٍ مريضٍ زرع بذور الشك والتكفير والعنف في عقول الشباب، فحصدت الأمة بعده الفتن والدماء .
فمن جعله إمامًا له، فقد سار على طريق التكفير.
ومن جعل الصحابة قدوته، فقد سار على طريق النور والحق.
فاللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
ولا تجعلنا من الذين يُقدّسون الأشخاص، بل من الذين يُقدّسون الحق واتباعه .

نشر حسين مطاوع - hussein motawea (@motawea74) في 6:22 ص on الجمعة, أكتوبر 24, 2025
مواضيع مشابهة -أو-ذات صلة :
سيد قطب و الإخوان
إيه اللي عمله سيد قطب علشان يوصل للمكانة دي عند البعض؟
إيه الإنجاز اللي خلاه عند أتباعه "أيقونة"؟
هل نشر علمًا نافعًا؟
هل دعا إلى وحدة المسلمين؟
هل رفع راية الحق بالحكمة والموعظة الحسنة؟
ولا الحقيقة إنه فتح باب التكفير والخروج على الحكام، الباب اللي خرجت منه كل الجماعات الإرهابية بعد كده؟!
سيد قطب لم يكن عالمًا من علماء الأمة، ولا فقيهًا يرجع له في الدين، لكنه كان كاتبًا وأديبًا، دخل ميدان الدين والفكر الإسلامي بفكرٍ أدبي متأثرٍ بالنزعات الثورية، فخرج منه بأخطر فكرة عرفها العصر الحديث:
فكرة تكفير المجتمعات الإسلامية بالكامل!
فمثلا في كتابه "معالم في الطريق"، كتب سيد قطب بوضوح أن الأمة الإسلامية اليوم ليست على الإسلام، وأنها تعيش في جاهلية كالجاهلية الأولى !
ومن هنا بدأ الخط، وبدأ الانحراف.
من فكر سيد قطب خرجت جماعات التكفير والهجرة، ومنه تشربت القاعدة وداعش أفكارها، ومنه تشعبت جماعة الإخوان في منهجها العنيف ضد الحكام وضد المجتمعات .
سيد قطب قال إن الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله كافر مطلقا دون تفصيل ، ثم عمّم هذا التكفير على كل من يرضى به أو يعمل معه أو حتى يسكت عنه !
وبكده كفر الأمة كلها، شعوبًا وحكامًا ومؤسساتٍ، واعتبر نفسه ومن معه هم فقط "الطليعة المؤمنة" اللي عليها واجب إقامة الدين من جديد !
تخيلوا…
رجل جاء بعد الصحابة والتابعين بقرون، لكنه يتجرأ فيكفّر الأمة اللي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم :
"لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين."
فهل الأمة كلها كافرة إلا سيد قطب ومن تبعه؟!
ثم نسأل:
هل دعا سيد قطب الناس إلى التوبة؟
هل علّمهم التوحيد الصحيح؟
هل أصلح ذات البين؟
ولا اكتفى بشحن الشباب بالكراهية ضد كل من يخالف فكره حتى ولو كان مسلمًا مثله؟
الحقيقة المؤلمة إن كلمات سيد قطب كانت الشرارة الأولى لكل دماءٍ سُفكت بعده باسم الدين.
كانت المنبع اللي ارتوت منه عقولٌ ضلت الطريق، فخرجت على أوطانها، وقتلت أبناء جلدتها، وادعت أنها وحدها “الفرقة الناجية”.
فبدل ما يكون سيد قطب سبب في إصلاح الأمة، كان سببًا في انقسامها وتكفيرها .
بدل ما يوحد الصف، فرّقه.
بدل ما يدعو لله بالحكمة، دعا للعنف باسم "الجاهلية" و"الحاكمية".
أما من يقدّسونه أكثر من الصحابة، فهم في الحقيقة لا يعرفون قدر الصحابة ولا مكانتهم .
الصحابة هم الذين حملوا القرآن، ونشروا الإسلام، وبذلوا دماءهم في سبيل الله.
أما سيد قطب، فكان صاحب فكرٍ مريضٍ زرع بذور الشك والتكفير والعنف في عقول الشباب، فحصدت الأمة بعده الفتن والدماء .
فمن جعله إمامًا له، فقد سار على طريق التكفير.
ومن جعل الصحابة قدوته، فقد سار على طريق النور والحق.
فاللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
ولا تجعلنا من الذين يُقدّسون الأشخاص، بل من الذين يُقدّسون الحق واتباعه .
نشر حسين مطاوع - hussein motawea (@motawea74) في 6:22 ص on الجمعة, أكتوبر 24, 2025
مواضيع مشابهة -أو-ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..