الثلاثاء، 26 يوليو 2016

من طوام سيد قطب : موسيقى القرآن !

      لقد لفت انتباهي في مقال صفحات من حياة سيد قطب وفكره للشيخ علي بن يحيى الحدادي فوجدت ما يسمى بموسيقى السور
    ابتدع سيد قطب بدعة (موسيقى القرآن) وقررها في أكثر من موضع وإليكم نبذة من كلامه :

1- عند تفسيره لسورة النجم قال (هذه السورة في عمومها كأنها منظومة موسيقية علوية منغمة يسري التنغيم في بنائها اللفظي كما يسري في إيقاع فواصلها الموزونة المقفاة ) ظلال القرآن 6/3404 

2- وصف سورة الضحى (بالموسيقى الرتيبة الحركات الوئيدة الخطوات الرقيقة الأصداء الشجية الإيقاع) ظلال القرآن 6/3926 ، التصوير الفني في القرآن 103 

3- وقال عن سورة العاديات ((والإيقاع الموسيقي فيه خشونة، ودمدمة ، وفرقعة) ظلال القرآن 6/3957
ثم أكد حقيقة ما يعني فقال (تفضل الموسيقي المبدع الأستاذ محمد حسن الشجاعي بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن الكريم، وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية) التصوير الفني ص (89)

أيها القارئ الكريم: ألا يقشعر جلدك استنكاراً وأنت تقرأ هذا الكلام الذي جعل القرآن كلام الله ذا موسيقى وكأنما تقرأ تحليلاً فنياً لمقطوعة غنائية إن كلام الله أجل وأعظم أن يتحدث عنه متحدث بهذا الأسلوب البشع الشنيع.

أم دعاء السلفية الفلسطينية

----------------


جزاكِ الله تعالى خيرًا أختي الفاضلة أم دعاء
وصدق شيخنا العلامة الوالد ربيع المدخلي في تعليقه على بعض طوام سيد قطب عندما يفسر ويتحدث عن آيات القرآن العظيم، فلقد قال حفظه الله تعالى مشخصًا الداء وسببه:
(وما أظن أحدًا مسلمًا يقول مثل هذا الكلام في تفسير القرآن، ولكنه الانفلات من العقيدة).
ولأهمية كتاب (نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب)
للعلامة الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى،
ولعدم توفر نسخة مصورة على الشابكة، فسأضع نسخة مصورة من الكتاب مقتطعة من
(مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي) المجلد السابع،
علمًا أن المجموع مصور ومتوفر على الشبكة.


يقول شيخنا العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في كتابه [نظرات في كتاب التصوير الفني:ص20]:
(أهل السُّنَّة: يتفقهون في كتاب الله وسُنَّة رسوله على طريقة الصحابة والتابعين في العقائد والعبادات والمعاملات ويردون النصوص المتشابهة إلى النصوص المحكمة.
وأهل الأهواء: يفسرون القرآن والسُّنَّة حسب أهوائهم، ويقدمون المتشابهات على المحكمات.
وكل طائفة تفسر القرآن ونصوص السُّنَّة على حسب أهوائها وتدعي أنَّها على الحق.
فالجهمي: يفسر القرآن حسب أصول الجهمية الفلسفية.
والمعتزلي: حسب أصوله الاعتزالية.
والخوارج والروافض: يفسرون القرآن والسُّنَّة حسب أهوائهم وأصولهم الخارجية والرافضية.
والصوفية: يفسرون القرآن والسُّنَّة حسب أهوائهم وأصولهم الصوفية.
وجاء في هذا العصر سيد قطب، وفسر القرآن بحسب هواه، وبحسب الأصول الفنية من تصوير وموسيقى وقواعدهما، وعلى أصول السينما، وأصول المسرحيات، وما يتبعها من تمثيليات ومشاهد ولوحات وريشات ونظارة ومفاجآت، ويرى نفسه أنه اهتدى في هذا التفسير ـ على هذه الوجوه ـ إلى ما لَم يسبق إليه، أضف إلى ذلك ما ورثه من أصول أهل الضلال على اختلافهم.) انتهى كلام الشيخ حفظه الله تعالى.

وسأنقل الآن بضع صفحات من كتاب شيخنا الوالد (نظرات في كتاب التصوير) والمتعلقة بموضوع أختنا أم دعاء، حيث تظهر هذه الصفحات للقارئ شيئًا يسيرًا "من الأصول الفاسدة المدمرة لسيد قطب وهي اعتقاده بأن الدين والفن صنوان؛ فلذا تراه يجوز العمل الموسيقي بأنواعه وقواعده، وهو محرم، ومن أخبث آلات اللهو" كما يذكر ذلك شيخنا الوالد ربيع المدخلي حفظه الله تعالى في كتابه الآنف الذكر.
وهذا آوان الشروع بالمقصود، يقول الشيخ العلامة ربيع المدخلي:

(1- الدِّين والفن والقصة
هذا عنوان أحد فصول كتاب" التصوير الفني" ص (171).
قال سيد قطب تحت هذا العنوان:
"قلنا: إن خضوع القصة للغرض الديني لم يمنع بروز الخصائص الفنية في عرضها. فالآن نقول: إنه كان من أثر هذا الخضوع بروز خصائص فنية بعينها، تحسب في الرصيد الفني للقصة في عالم الفنون الطليق".
قال في تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) [الفجر:21] إلى قوله تعالى: (وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) [الفجر:26]. قال:   "في وسط هذا الروع الذي يبثه العرض العسكري، الذي تشترك فيه جهنم بموسيقاه العسكرية، المنتظمة الدقات، المنبثقة من البناء اللفظي الشديد الأسر، وبين العذاب الفذ، والوثاق النموذجي يقال لمن آمن: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي).   فسرها سيد قطب بأسلوبه إلى قوله: "بهذا الانسجام الذي يعمر الجو كله بالرضى والتعاطف (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي). ممتزجة بهم متوادة معهم (وَادْخُلِي جَنَّتِي). المضافة لي، والموسيقى حول المشهد مطمئنة متموجة رخية في مقابل تلك الموسيقى القوية العسكرية".
قال: "فأما تنوع أسلوب الموسيقى وإيقاعها بتنوع الأجزاء التي تطلق فيها؛ فعندنا ما نعتمد عليه في الجزم بأنه يتبع نظامًا خاصًّا، وينسجم مع الجو العام باطراد لا يستثنى، وقد نحتاج في ضبط هذه الفروق وتوضيحها إلى قواعد موسيقية خاصة، وإلى اصطلاحات في الموسيقى لا يتهيأ العلم بها لكل قارئ، ولا لنا نحن أيضًا، ولكننا نحسب المسألة أيسر من ذلك إذا نحن اخترنا ألوانًا متباعدة وأساليب متباينة من هذه الموسيقى في سورة النازعات أسلوبان موسيقيان، وإيقاعان ينسجمان مع جوَّيْن فيهما تمام الانسجام ....." [التصوير الفني ص (110 - 111)]
ثم واصل بذكر أنواع الموسيقى وتموجها وإيقاعها، وأن الموسيقى واضحة في بعض الآيات قد تستغني لوضوحها عن معرفة قواعد الموسيقى ص (112 - 113) وفي ص (114 - 115) تحدث عن التصوير وتناسق الصور والرسم (وهو التصوير) فقـال:
"هذا اللون من التناسق هو مفتاح الطريق إلى التناسق الذي نعنيه هنا بالذات. والذي نعنيه هو:
أولًا: ما يسمى"بوحدة الرسم" وحتى المبتدئون في القواعد يعرفون شيئًا عن هذه الوحدة، فلسنا في حاجة إلى شرحها ويكفى أن نقول: إن القواعد الأولية للرسم تحتم أن يكون هناك وحدة بين أجزاء الصورة فلا تتنافر جزئياتُها.
ثانيًا: توزيع أجزاء الصورة ـ بعد تناسبها ـ على الرقعة بنسب معينة حتى لا يزحم بعضها بعضًا، ولا تفقد تناسقها في مجموعها.
ثالثًا: اللون الذي ترسم به، والتدرج في الظلال بما يحقق الجو العام المتسق مع الفكرة والموضوع.
والتصوير بالألوان يلاحظ هذا التناسق كما يلاحظه "التوزيع في المشاهد المسرحية والسينمائية، والتصوير في القرآن يقوم على أساسه، وإن كانت وسيلته الوحيدة هي الألفاظ، وبذلك يسمو الإعجاز فيه على تلك المحاولات".
قال سيد قطب في ص (114) من كتاب "التصوير الفني في القرآن":
"تفضل الأستاذ الفنان: "ضياء الدين محمد" مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق التصوير ... ثم قال: خذ سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنَّها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع، وخذ سورة الفلق فما الجو المراد إطلاقه فيها؟ إنه جو التعويذة بما فيه من خفاء وهيمنة وغموض وإيهام".

وما أظن أحدًا مسلمًا يقول مثل هذا الكلام في تفسير القرآن، ولكنه الانفلات من العقيدة ثم فسر السورة على قاعدته من الصور والتصوير والتقابل والأجزاء والمشاهد.

ثم قال في ص (117):
"وهذه الأجزاء موزعة على الرقعة توزيعًا متناسقًا متقابلة في اللوحة ذلك التقابل الدقيق، وكلها ذات لون واحد، فهي أشياء غامضة مرهوبة يلفها الغموض والظلام، والجو العام قائم على أساس هذه الوحدة في الأجزاء والألوان، ليس في هذا البيان شيء من التمحل، وليست هذه الدقة كلها بلا هدف، وليس هذا الهدف حلية عابرة، فالمسألة ليست مسألة ألفاظ أو تقابلات ذهنية، إنَّما هي لوحة وجو وتنسيق وتقابلات تصويرية يعد فنًّا رفيعًا في التصوير، وهي إعجاز إذا أداه مجرد التعبير".

وأقــول: إنه هجوم عجيب على كتاب الله وإساءة عظيمة إلى رب العالمين، وتمحل فعلًا وكأن الله ـ تعالى وجل وتنَزه ـ فنان لا غاية له إلا أن يحرز إعجاب الفنانين والرسامين، وكأن القرآن لا يكون معجزًا إلا إذا كان على منهج سيد قطب وقاعدته الضالة الفاسدة التي انفلت بها من العقيدة، وسهلت عليه الجرأة على مكانة القرآن وقداسته وعظم من تكلم به وأوحاه لهداية عباده.

قال سيد قطب في فصل: التناسق الفني ص (87):
"حينما نقول: إن التصوير هو القاعدة الأساسية في أسلوب القرآن، وإن التخييل والتجسيم هما الظاهرتان البارزتان في هذا التصوير. لا نكون قد بلغنا المدى في بيان الخصائص القرآنية بصفة عامة، ولا خصائص التصوير القرآني بصفة خاصة، ووراء هذا وذاك آفاق أخرى يبلغ إليها النسق القرآني وبها تقويمه: منها الصحيح من ناحية الأداء الفني، ومنها ذلك الإيقاع الموسيقي الناشئ من تخيير الألفاظ ونظمها في نسق خاص، ومع أن هذه الظاهرة واضحة جد الوضوح في القرآن، وعميقة كل العمق في بنائه الفني، فإن حديثهم عنها لم يتجاوز ذلك الإيقاع الظاهري، ولم يرتق إلى إدراك التعدد في الأساليب الموسيقية، وتناسق ذلك كله مع الجو الذي تطلق فيه هذه الموسيقى، ووظيفتها التي تؤديها في كل سياق".

ثم ساق خصائص أخرى ثم قال في ص (89):
"ومع أن الخصائص التي طرقوها حقيقية وقيمة، فإنَّها لاتزال أولى مظاهر التناسق التي يلمحها الباحث في القرآن ووراءها آفاق أخرى لم يتعرضوا لها أصلًا فيما عدا ظاهرة الإيقاع الموسيقي فهي أحد هذه الآفاق العالية، ولكنهم كما قلت: وقفوا عند مظاهرها الخارجية. ولما كان التصوير في القرآن مسألة لم يعرضوا لها بوصفها أساسًا للتعبير القرآني جملة؛ فقد بقي التناسق الفني في هذا التصوير بعيدًا عن آفاق بحثهم بطبيعة الحال".

أقــول: الحمد لله الذي عافاهم وأبعدهم مما ابتلاك به من الجرأة والانطلاق بغير عقيدة في التقول على كتاب الله العظيم الذي جعلته ميدانًا لأحط الفنون، وهل الفنانون أو غيرهم من البشر لهم حق تقويم القرآن تقويمًا صحيحًا؟!

يقول سيد قطب في "فصل القصة في القرآن" ص (143 - 144):
"حقيقة القرآن الكبرى في التعبير هي التصوير".
ويقول: "والفن والدين صنوان في أعماق النفس".

نقـــول: لو كان الأمر كما ذكرت لما فرق الإسلام بين الدين والفن، فحرم الغناء وآلات اللهو ومنها الموسيقى والطبول، وحرم التصوير، وأخبر أن المصورين أشد الناس عذابًا يوم القيامة ولعن المصورين.
ولو كان الأمر كما ذكرت؛ لكان الأنبياء والصحابة وخيار هذه الأمة العلماء أشد الناس اهتمامًا بالفن، وحاشى الدين أن يعتبر الفن صنوه، وحاشى خيار هذه الأمة بل وشرارها أن يعتبروا الدين والفن صنوان.
ولو كان الأمر كما ذكر سيد قطب لرأيت مدارس الفن إلى جانب مدارس الدين، ولكان علماء الأمة أبرع الناس فيه، لكن أعاذهم الله من وساوس الشياطين، شياطين الإنس والجن.).
انتهى النقل من كتاب شيخنا [نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب: ص21-23، ط. دار المنهاج]


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
 من ضلالات سيد قطب في تفسيره

بيان اخطاء سيد قطب وتحذير كبار اهل العلم منه ومن كتبه

أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره

قطرة من بحر ضلالات سيّد قطب !

بعض ما قاله يوسف القرضاوي في مذكراته عن الاخوان ...
القرضاوي: سيد قطب تكفيري خارجي  وليس من اهل السنه

 مجموعة أخطاء [ بل ضلالات ] سيد قطب !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..