بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد:
فلي عن الكتابة المنهجية فترة ليست بالقصيرة كنت خلالها متابعاً لكل ما يدور في الساحة الدعوية متصوراً بجلاء للأحداث والأشخاص والمناهج الحاضرة ؛
ثم إني مكثت كل هذه الفترة حتى يتبين بوضوح للقاصي والداني خبث وشراسة هذه الحرب الخفية والمعلنة ومن أين انطلقت سهامها وأين اتجهت !
وقبل الخوض في هذه الحرب اضع مقدمات :
الأولى مفهوم الدعوة السلفية :
الدعوة السلفية هي المنهج الإسلامي الصحيح والذي يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين .
وتُعد الدعوة السلفية المنهج الذي أسهم في إصلاح العقيدة وتجديد الدين، لا سيما في القرون المتأخرة التي كثرت فيها البدع والانحرافات العقدية. وقد ارتبطت هذه الدعوة في العصر الحديث ارتباطًا وثيقًا بقيام الدولة السعودية الأولى وامتدت حتى وقتنا الحاضر .
الدعوة السلفية ليست مذهبًا فقهيًا حادثاً ولا حزبًا سياسيًا، وإنما منهج شامل في الاعتقاد والعبادة والسلوك.
الثانية أهداف الدعوة السلفية :
تهدف الدعوة السلفية إلى جملة من المقاصد الشرعية، من أبرزها:
1.تحقيق التوحيد الخالص لله تعالى.
2.محاربة الشرك والبدع والخرافات.
3.إحياء السنة النبوية.
4.تصحيح المفاهيم الدينية ،بتقديم الإسلام بصورته النقية كما فهمها الصحابة.
5.نشر العلم الشرعي القائم على الدليل.
6.جمع كلمة المسلمين على منهج أهل السنة والجماعة.
7.تحقيق الأمن الفكري والاستقرار العقدي في المجتمع.
فهي أهداف سامية ومبادئ عالية نصت عليها نصوص الوحين .
الثالثة بداية الدعوة السلفية :
من حيث الأصل، فإن الدعوة السلفية ممتدة منذ بعثة النبي ﷺ، إذ كان منهجها ودعوتها ومبدؤها هو التوحيد الخالص والاتباع الكامل للوحي.
فليست بدعاً من القول ولا منهجاً حادثاً
ومع هذا فقد مرت الدعوة السلفية بمحطات مفصلية تمثلت في جهود الأئمة والعلماء والدعاة لنشر هذه الدعوة المحمدية وإعادة الناس إلى المنهج الصحيح كلما حدثت في المجتمعات البدع والشركيات والانحرافات ، كزمن الإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله ، ثم امتدت هذه الدعوة المباركة إلى زمن الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
وكان الفضل بعد الله تعالى في نصرتها وحمايتها وتبنيها والمحافظة عليها يعود لحكام الدولة السعودية في عهودها الثلاثة منذ الإمام محمد بن سعود رحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير المسدد محمد بن سلمان أيدهما الله وبارك في جهودهما لنصرة الإسلام والمسلمين .
قال الإمام محمد بن سعود رحمه الله :
عند اتفاقه مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
«هذا دين الله ورسوله، والله لينصرنه، ولأجاهدن من خالف التوحيد»
وقال الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله:
«نحن قوم نعتقد عقيدة السلف الصالح، وندعو إلى توحيد الله، ونقاتل عليه»
وقال الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله:
«مذهبنا هو مذهب السلف الصالح، لا نخرج عنه، ولا نبتغي سواه»
هذه بعض النقولات في بداية الدعوة وتأسيسها ، وفي الدولة السعودية الثالثة استمر هذا التأييد وهذا التمكين في صور كثيرة ليس فقط في النقولات والأقوال
ومما قاله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله :
«إن عقيدتنا هي العقيدة السلفية، القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح»
وقال رحمه الله :
«لسنا أصحاب مذهب جديد، بل ندعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم»
وقال غفر الله له :
«التوحيد هو أساس هذه الدولة، ومنهج السلف هو طريقها»
وقال الملك سعود رحمه الله :
«نحن نسير على منهج السلف الصالح، ونحكم بشرع الله، ولن نحيد عن ذلك»
وقال الملك فيصل رحمه الله:
«دستورنا هو كتاب الله وسنة رسوله، ومنهج السلف الصالح هو سبيلنا»
ويقول الملك خالد رحمه الله :
«المملكة العربية السعودية تقوم على العقيدة الإسلامية الصحيحة، عقيدة السلف الصالح»
وقال الملك فهد رحمه الله:
«إن المنهج السلفي هو المنهج الذي قامت عليه هذه الدولة، وهو الذي نعتز بالانتساب إليه»
وقال الملك عبدالله رحمه الله:
«منهج هذه الدولة منذ تأسيسها هو كتاب الله وسنة نبيه بفهم السلف الصالح»
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله:
«قامت هذه الدولة المباركة على منهج السلف الصالح، وستظل بإذن الله متمسكة به»
وقال كذلك أيده الله:
«الدعوة السلفية دعوة إصلاحية، قامت على التوحيد، وهي أساس هذه الدولة»
وقال الأمير سلطان رحمه الله:
«نفخر بأن دولتنا قامت على منهج السلف الصالح، وهو سبب وحدتها وقوتها»
يتبع ...
محمد بن عمر السائح التميمي
@alsayeh_m
·
٢١ ديسمبر
وقال الأمير نايف رحمه الله:
«أقولها بكل وضوح وصراحة: نحن دولة سلفية، ونفتخر بذلك، ونعلنها على الملأ، وندعو إلى ذلك المنهج السليم الذي قامت عليه المملكة منذ تأسيسها، والذي مصدره الكتاب والسنة».
الرابعة السلفية بهذا المفهوم ليست كياناً ولا حزباً حتى يتمكن أعداءها من هزيمتها والتخلص منها وإنهاءها ، بل هي عقيدة ودين من الكتاب والسنة ينتهجها من من الله عليهم واصطفاهم واختارهم لنصرة دينه ونصح خلقه وبيان انحراف الناس عن الدعوة المحمدية والرد على المخالفين وتصحيح المناهج المعوجة إلى المنهج القويم والصراط المستقيم فهم أولياء الله المنصورون المؤيدون الغالبون بإذن الله
قال تعالى : "وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ "
وقال جل ذكره : "إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"
وقال تعالى : "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَه"
وفي الحديث القدسي الصحيح :
(إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ) .
الخامسة من هم أعداء الدعوة السلفية :
أعداء الدعوة السلفية هم كل من انحرف عنها من أهل الشهوات والشبهات فوجد هذه الدعوة تحول بينه وبين ما فتن به
فعاداها أهل الشركيات والكفريات وأهل البدع والمحدثات وأهل الإلحاد والإنحلال
ودول الاستعمار .
واجهت الدعوة منذ بدايتها معارضة شديدة من جبهات متعددة، يمكن تصنيفهم إلى:
* أصحاب البدع والخرافات: الذين رأوا في الدعوة تهديداً لمصالحهم (مثل سدنة القبور والمستفيدين من الممارسات البدعية).
* الفرق الكلامية: الذين اختلفوا مع السلفية في مسائل الأسماء والصفات الإلهية.
* الأحزاب السياسية المنتسبة للإسلام تجد الدعوة السلفية سداً منيعاً في انتشارها وقيامها وتحقيق أهدافها في الوصول إلى السلطة والخروج على الحكام وتفريق الجماعة ( مثل الإخوان المسلمين بفروعها -البنائية والقطبية والسرورية- وجماعة التبليغ وغيرها )
* القوى الاستعمارية: حاولت الدول الكبرى (قديماً وبريطانيا والدولة العثمانية في مراحل ضعفها) تشويه الدعوة ومحاربتها عسكرياً لإضعاف الوحدة العربية الناشئة.
* التيارات العلمانية واللبرالية: التي ترى في المنهج السلفي عائقاً أمام التغريب والتحلل من الضوابط الشرعية.
ويأتي الجواب بعد كل هذه المقدمات للسؤال الأول ؛ هي حرب للدولة السعودية بكل تأكيد في هذا العصر فيه الحاضنة للدعوة السلفية وهي مصدر عزها وتمكينها وسر قوتها التي وهباه الله إياه ، فيا دعاة السلفية انصروا الله ينصركم واثبتوا على منهجكم ودعوتكم قال تعالى : ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم )
فالله الله في المحافظة عليها ونصرتها ولا تلتلفتوا للمثبطين ولا يفتنكم عبدة دينار والدرهم من النفعيين ولا المتلونين الرماديين ، ولا تكترثوا بالمحاربين والمعادين فالعاقبة للمتقين .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتبه / محمد بن عمر بن عبدالمحسن السائح التميمي
حائل 1 / 7 / 1447هـ
نشر محمد بن عمر السائح التميمي (@alsayeh_m) في 11:18 ص on الأحد, ديسمبر 21, 2025:
المصدر
⚖︎ 〈 أبو عبدالعزيز 〉 ⚔︎
@Saudi_Patriot_
تأييدًا لما جاء في المقال المرفق :
"لماذا يحاربون الدعوة السلفية؟"
جزى الله كاتبه خير الجزاء ..
اود الاشارة الى تأصيل حقيقة الصراع:
ما قرّره الكاتب من أن الحرب على الدعوة السلفية ليست حربًا فكرية بريئة، بل صراع وجود وهوية ومنهج؛ هو تقريرٌ دقيق تؤيده نصوص الشرع ووقائع التاريخ ..
فالدعوة السلفية [كما أحسن الكاتب في تعريفها] ليست كيانًا تنظيميًا ولا حزبًا سياسيًا، وإنما المنهج الشرعي الذي قام عليه الإسلام أولًا، وقامت عليه دولة التوحيد لاحقًا ولا زالت "ولله الحمد" تدافع عنه وانشره ..
ولهذا كانت مستهدفة دائمًا؛ لأن الصراع معها صراع مع:
• التوحيد الخالص
• الاحتكام للوحي
• إبطال البدع والشركيات
• سدّ أبواب الفوضى الدينية والسياسية
وهذا ما لا تحتمله مشاريع:
• التديّن البدعي
• الإسلام السياسي
• التغريب
• الاستعمار القديم والحديث
ومن الناحية الشرعية:
الدعوة السلفية هي الامتداد الطبيعي لقوله ﷺ:
"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"
[متفق عليه]
وهي التطبيق العملي لقوله تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}
بإحسان: أي بإتقان دون تحريف او تبديل
ولهذا:
لم تُحارَب السلفية لأنها "رأي فقهي"
ولا لأنها "اجتهاد معاصر"
بل لأنها تقطع الطريق على كل انحراف عقدي أو مشروع سياسي متلبس بالدين ..
وهذا ما يفسّر اجتماع خصوم متناقضين ظاهريًا (علماني، صوفي منحرف، حزبي، ليبرالي، استعماري) على عداء دعوة التوحيد ودولة التوحيد ..
وفيما يخص البعد السياسي:
ما ذكره الكاتب من ارتباط الدعوة السلفية بقيام الدولة السعودية ليس تبريرًا سياسيًا، بل حقيقة تاريخية موثقة من كلام حكام الدولة السعودية الاولى والثانية والثالثة ، وكلام أئمة الدعوة وعلماءها، بل وكلام اعداء الدعوة الذين شهدو ان السعودية دولة سلفية بقولهم "وهابية" للتنفير منها ..
ومن يقرأ مسار الدولة السعودية في عهودها الثلاثة يلحظ بوضوح أن:
• التوحيد كان أساس الشرعية ..
• الكتاب والسنة كانا المرجعية العليا ..
• منهج السلف كان خط الدفاع الأول ضد الفوضى والاختراق ..
ولهذا حُوربت الدولة:
لأن الدعوة السلفية وحدة عقدية ..
والوحدة العقدية تنتج وحدة سياسية ..
والوحدة السياسية تنتج سيادة واستقلال ..
وهو ما لم ترده القوى الاستعمارية قديمًا، ولا تريده مشاريع الهيمنة الحديثة اليوم ..
ومن الأمثلة المعاصرة من حماية ولاتنا - وفقهم الله - للتوحيد والسنّة، ومن الإنصاف والعدل – وهو من الدين – أن يُذكر أن ولاة أمر هذه البلاد لم يحموا الدعوة السلفية بالشعارات، بل بالسياسات والقرارات، ومن ذلك:
1. حماية الحرمين الشريفين:
• منع الشركيات ..
• ضبط المناسك على السنة ..
• محاربة البدع وأماكن التبرك البدعي ..
2. نشر القرآن والسنة عالميًا:
• مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
• مجمع الملك سلمان لطباعة الأحاديث النبوية
• توزيع ملايين النسخ بلغات العالم
• دعم مراكز التعليم الشرعي السني المعتدل
3. محاصرة الغلو والتسييس الحزبي للدين:
• ضرب مشاريع الإسلام السياسي
• تجفيف منابع التطرف
• التفريق بين الدعوة السلفية والجماعات الثورية
4. نصرة العقيدة في السياسة الخارجية:
• دعم أهل السنة في كل مكان
• رفض شرعنة البدع أو الطعن في الثوابت
• عدم التنازل عن هوية الدولة العقدية رغم الضغوط
وهذا يفسّر لماذا يهاجَم المنهج السلفي كلما قويت الدولة، ويُعاد استهدافه كلما ثبت حضوره في القرار والسيادة ..
إذاً لماذا تشتد الحملة اليوم ..؟
الجواب:
لأن الدعوة السلفية:
• لا تُستعمل لأغراض حزبية او سياسية
• لا تُوظَّف ضمن مشاريع الاستعمار والفوضى
• لا تُحرّك الشارع ضد ولاة الأمور لإثارة البلبلة
بل:
• تُربّي على السمع والطاعة في غير معصية
• تحصّن المجتمع عقديًا وخُلُقيّاً
• وتمنع اختراق الدولة من الداخل باسم الدين
وهذا ما يجعلها العدو الأول لكل مشروع يريد إسقاط الدول من بوابة الدين والدنيا ..
وأخيراً أقول؛ ما كتبه الكاتب ليس دفاعًا عاطفيًا، بل تشخيص دقيق لصراع ممتد ..
ومن يظن أن الهجوم على الدعوة السلفية اليوم منفصل عن الهجوم على الدولة، فهو واهم؛ فهما في الحقيقة جبهة واحدة وهدف واحد ..
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾
فالسلفية باقية بأمر الله ما أبقينا التمسك بالكتاب والسنة وبقيام ولاة أمرنا بنصرة التوحيد وحموا المنهج ..
وهذا ما يعلمه ولاتنا حفظهم الله فقد قال #خادم_الحرمين_الشريفين #الملك_سلمان حفظه الله:
"هذه الدولة قامت على التوحيد ولن يفلح من يريد إسقاط بلادنا إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا"
والعاقبة للمتقين ..
نشر ⚖︎ 〈 أبو عبدالعزيز 〉 ⚔︎ (@Saudi_Patriot_) في 3:02 م on الأحد, ديسمبر 21, 2025:
المصدر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد:
فلي عن الكتابة المنهجية فترة ليست بالقصيرة كنت خلالها متابعاً لكل ما يدور في الساحة الدعوية متصوراً بجلاء للأحداث والأشخاص والمناهج الحاضرة ؛
ثم إني مكثت كل هذه الفترة حتى يتبين بوضوح للقاصي والداني خبث وشراسة هذه الحرب الخفية والمعلنة ومن أين انطلقت سهامها وأين اتجهت !
وقبل الخوض في هذه الحرب اضع مقدمات :
الأولى مفهوم الدعوة السلفية :
الدعوة السلفية هي المنهج الإسلامي الصحيح والذي يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين .
وتُعد الدعوة السلفية المنهج الذي أسهم في إصلاح العقيدة وتجديد الدين، لا سيما في القرون المتأخرة التي كثرت فيها البدع والانحرافات العقدية. وقد ارتبطت هذه الدعوة في العصر الحديث ارتباطًا وثيقًا بقيام الدولة السعودية الأولى وامتدت حتى وقتنا الحاضر .
الدعوة السلفية ليست مذهبًا فقهيًا حادثاً ولا حزبًا سياسيًا، وإنما منهج شامل في الاعتقاد والعبادة والسلوك.
الثانية أهداف الدعوة السلفية :
تهدف الدعوة السلفية إلى جملة من المقاصد الشرعية، من أبرزها:
1.تحقيق التوحيد الخالص لله تعالى.
2.محاربة الشرك والبدع والخرافات.
3.إحياء السنة النبوية.
4.تصحيح المفاهيم الدينية ،بتقديم الإسلام بصورته النقية كما فهمها الصحابة.
5.نشر العلم الشرعي القائم على الدليل.
6.جمع كلمة المسلمين على منهج أهل السنة والجماعة.
7.تحقيق الأمن الفكري والاستقرار العقدي في المجتمع.
فهي أهداف سامية ومبادئ عالية نصت عليها نصوص الوحين .
الثالثة بداية الدعوة السلفية :
من حيث الأصل، فإن الدعوة السلفية ممتدة منذ بعثة النبي ﷺ، إذ كان منهجها ودعوتها ومبدؤها هو التوحيد الخالص والاتباع الكامل للوحي.
فليست بدعاً من القول ولا منهجاً حادثاً
ومع هذا فقد مرت الدعوة السلفية بمحطات مفصلية تمثلت في جهود الأئمة والعلماء والدعاة لنشر هذه الدعوة المحمدية وإعادة الناس إلى المنهج الصحيح كلما حدثت في المجتمعات البدع والشركيات والانحرافات ، كزمن الإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله ، ثم امتدت هذه الدعوة المباركة إلى زمن الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
وكان الفضل بعد الله تعالى في نصرتها وحمايتها وتبنيها والمحافظة عليها يعود لحكام الدولة السعودية في عهودها الثلاثة منذ الإمام محمد بن سعود رحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير المسدد محمد بن سلمان أيدهما الله وبارك في جهودهما لنصرة الإسلام والمسلمين .
قال الإمام محمد بن سعود رحمه الله :
عند اتفاقه مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
«هذا دين الله ورسوله، والله لينصرنه، ولأجاهدن من خالف التوحيد»
وقال الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله:
«نحن قوم نعتقد عقيدة السلف الصالح، وندعو إلى توحيد الله، ونقاتل عليه»
وقال الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله:
«مذهبنا هو مذهب السلف الصالح، لا نخرج عنه، ولا نبتغي سواه»
هذه بعض النقولات في بداية الدعوة وتأسيسها ، وفي الدولة السعودية الثالثة استمر هذا التأييد وهذا التمكين في صور كثيرة ليس فقط في النقولات والأقوال
ومما قاله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله :
«إن عقيدتنا هي العقيدة السلفية، القائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح»
وقال رحمه الله :
«لسنا أصحاب مذهب جديد، بل ندعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم»
وقال غفر الله له :
«التوحيد هو أساس هذه الدولة، ومنهج السلف هو طريقها»
وقال الملك سعود رحمه الله :
«نحن نسير على منهج السلف الصالح، ونحكم بشرع الله، ولن نحيد عن ذلك»
وقال الملك فيصل رحمه الله:
«دستورنا هو كتاب الله وسنة رسوله، ومنهج السلف الصالح هو سبيلنا»
ويقول الملك خالد رحمه الله :
«المملكة العربية السعودية تقوم على العقيدة الإسلامية الصحيحة، عقيدة السلف الصالح»
وقال الملك فهد رحمه الله:
«إن المنهج السلفي هو المنهج الذي قامت عليه هذه الدولة، وهو الذي نعتز بالانتساب إليه»
وقال الملك عبدالله رحمه الله:
«منهج هذه الدولة منذ تأسيسها هو كتاب الله وسنة نبيه بفهم السلف الصالح»
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله:
«قامت هذه الدولة المباركة على منهج السلف الصالح، وستظل بإذن الله متمسكة به»
وقال كذلك أيده الله:
«الدعوة السلفية دعوة إصلاحية، قامت على التوحيد، وهي أساس هذه الدولة»
وقال الأمير سلطان رحمه الله:
«نفخر بأن دولتنا قامت على منهج السلف الصالح، وهو سبب وحدتها وقوتها»
يتبع ...
محمد بن عمر السائح التميمي
@alsayeh_m
·
٢١ ديسمبر
وقال الأمير نايف رحمه الله:
«أقولها بكل وضوح وصراحة: نحن دولة سلفية، ونفتخر بذلك، ونعلنها على الملأ، وندعو إلى ذلك المنهج السليم الذي قامت عليه المملكة منذ تأسيسها، والذي مصدره الكتاب والسنة».
الرابعة السلفية بهذا المفهوم ليست كياناً ولا حزباً حتى يتمكن أعداءها من هزيمتها والتخلص منها وإنهاءها ، بل هي عقيدة ودين من الكتاب والسنة ينتهجها من من الله عليهم واصطفاهم واختارهم لنصرة دينه ونصح خلقه وبيان انحراف الناس عن الدعوة المحمدية والرد على المخالفين وتصحيح المناهج المعوجة إلى المنهج القويم والصراط المستقيم فهم أولياء الله المنصورون المؤيدون الغالبون بإذن الله
قال تعالى : "وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ "
وقال جل ذكره : "إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"
وقال تعالى : "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَه"
وفي الحديث القدسي الصحيح :
(إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ) .
الخامسة من هم أعداء الدعوة السلفية :
أعداء الدعوة السلفية هم كل من انحرف عنها من أهل الشهوات والشبهات فوجد هذه الدعوة تحول بينه وبين ما فتن به
فعاداها أهل الشركيات والكفريات وأهل البدع والمحدثات وأهل الإلحاد والإنحلال
ودول الاستعمار .
واجهت الدعوة منذ بدايتها معارضة شديدة من جبهات متعددة، يمكن تصنيفهم إلى:
* أصحاب البدع والخرافات: الذين رأوا في الدعوة تهديداً لمصالحهم (مثل سدنة القبور والمستفيدين من الممارسات البدعية).
* الفرق الكلامية: الذين اختلفوا مع السلفية في مسائل الأسماء والصفات الإلهية.
* الأحزاب السياسية المنتسبة للإسلام تجد الدعوة السلفية سداً منيعاً في انتشارها وقيامها وتحقيق أهدافها في الوصول إلى السلطة والخروج على الحكام وتفريق الجماعة ( مثل الإخوان المسلمين بفروعها -البنائية والقطبية والسرورية- وجماعة التبليغ وغيرها )
* القوى الاستعمارية: حاولت الدول الكبرى (قديماً وبريطانيا والدولة العثمانية في مراحل ضعفها) تشويه الدعوة ومحاربتها عسكرياً لإضعاف الوحدة العربية الناشئة.
* التيارات العلمانية واللبرالية: التي ترى في المنهج السلفي عائقاً أمام التغريب والتحلل من الضوابط الشرعية.
ويأتي الجواب بعد كل هذه المقدمات للسؤال الأول ؛ هي حرب للدولة السعودية بكل تأكيد في هذا العصر فيه الحاضنة للدعوة السلفية وهي مصدر عزها وتمكينها وسر قوتها التي وهباه الله إياه ، فيا دعاة السلفية انصروا الله ينصركم واثبتوا على منهجكم ودعوتكم قال تعالى : ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم )
فالله الله في المحافظة عليها ونصرتها ولا تلتلفتوا للمثبطين ولا يفتنكم عبدة دينار والدرهم من النفعيين ولا المتلونين الرماديين ، ولا تكترثوا بالمحاربين والمعادين فالعاقبة للمتقين .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتبه / محمد بن عمر بن عبدالمحسن السائح التميمي
حائل 1 / 7 / 1447هـ
نشر محمد بن عمر السائح التميمي (@alsayeh_m) في 11:18 ص on الأحد, ديسمبر 21, 2025:
المصدر
.......
اضافة من مغرد⚖︎ 〈 أبو عبدالعزيز 〉 ⚔︎
@Saudi_Patriot_
تأييدًا لما جاء في المقال المرفق :
"لماذا يحاربون الدعوة السلفية؟"
جزى الله كاتبه خير الجزاء ..
اود الاشارة الى تأصيل حقيقة الصراع:
ما قرّره الكاتب من أن الحرب على الدعوة السلفية ليست حربًا فكرية بريئة، بل صراع وجود وهوية ومنهج؛ هو تقريرٌ دقيق تؤيده نصوص الشرع ووقائع التاريخ ..
فالدعوة السلفية [كما أحسن الكاتب في تعريفها] ليست كيانًا تنظيميًا ولا حزبًا سياسيًا، وإنما المنهج الشرعي الذي قام عليه الإسلام أولًا، وقامت عليه دولة التوحيد لاحقًا ولا زالت "ولله الحمد" تدافع عنه وانشره ..
ولهذا كانت مستهدفة دائمًا؛ لأن الصراع معها صراع مع:
• التوحيد الخالص
• الاحتكام للوحي
• إبطال البدع والشركيات
• سدّ أبواب الفوضى الدينية والسياسية
وهذا ما لا تحتمله مشاريع:
• التديّن البدعي
• الإسلام السياسي
• التغريب
• الاستعمار القديم والحديث
ومن الناحية الشرعية:
الدعوة السلفية هي الامتداد الطبيعي لقوله ﷺ:
"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"
[متفق عليه]
وهي التطبيق العملي لقوله تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}
بإحسان: أي بإتقان دون تحريف او تبديل
ولهذا:
لم تُحارَب السلفية لأنها "رأي فقهي"
ولا لأنها "اجتهاد معاصر"
بل لأنها تقطع الطريق على كل انحراف عقدي أو مشروع سياسي متلبس بالدين ..
وهذا ما يفسّر اجتماع خصوم متناقضين ظاهريًا (علماني، صوفي منحرف، حزبي، ليبرالي، استعماري) على عداء دعوة التوحيد ودولة التوحيد ..
وفيما يخص البعد السياسي:
ما ذكره الكاتب من ارتباط الدعوة السلفية بقيام الدولة السعودية ليس تبريرًا سياسيًا، بل حقيقة تاريخية موثقة من كلام حكام الدولة السعودية الاولى والثانية والثالثة ، وكلام أئمة الدعوة وعلماءها، بل وكلام اعداء الدعوة الذين شهدو ان السعودية دولة سلفية بقولهم "وهابية" للتنفير منها ..
ومن يقرأ مسار الدولة السعودية في عهودها الثلاثة يلحظ بوضوح أن:
• التوحيد كان أساس الشرعية ..
• الكتاب والسنة كانا المرجعية العليا ..
• منهج السلف كان خط الدفاع الأول ضد الفوضى والاختراق ..
ولهذا حُوربت الدولة:
لأن الدعوة السلفية وحدة عقدية ..
والوحدة العقدية تنتج وحدة سياسية ..
والوحدة السياسية تنتج سيادة واستقلال ..
وهو ما لم ترده القوى الاستعمارية قديمًا، ولا تريده مشاريع الهيمنة الحديثة اليوم ..
ومن الأمثلة المعاصرة من حماية ولاتنا - وفقهم الله - للتوحيد والسنّة، ومن الإنصاف والعدل – وهو من الدين – أن يُذكر أن ولاة أمر هذه البلاد لم يحموا الدعوة السلفية بالشعارات، بل بالسياسات والقرارات، ومن ذلك:
1. حماية الحرمين الشريفين:
• منع الشركيات ..
• ضبط المناسك على السنة ..
• محاربة البدع وأماكن التبرك البدعي ..
2. نشر القرآن والسنة عالميًا:
• مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
• مجمع الملك سلمان لطباعة الأحاديث النبوية
• توزيع ملايين النسخ بلغات العالم
• دعم مراكز التعليم الشرعي السني المعتدل
3. محاصرة الغلو والتسييس الحزبي للدين:
• ضرب مشاريع الإسلام السياسي
• تجفيف منابع التطرف
• التفريق بين الدعوة السلفية والجماعات الثورية
4. نصرة العقيدة في السياسة الخارجية:
• دعم أهل السنة في كل مكان
• رفض شرعنة البدع أو الطعن في الثوابت
• عدم التنازل عن هوية الدولة العقدية رغم الضغوط
وهذا يفسّر لماذا يهاجَم المنهج السلفي كلما قويت الدولة، ويُعاد استهدافه كلما ثبت حضوره في القرار والسيادة ..
إذاً لماذا تشتد الحملة اليوم ..؟
الجواب:
لأن الدعوة السلفية:
• لا تُستعمل لأغراض حزبية او سياسية
• لا تُوظَّف ضمن مشاريع الاستعمار والفوضى
• لا تُحرّك الشارع ضد ولاة الأمور لإثارة البلبلة
بل:
• تُربّي على السمع والطاعة في غير معصية
• تحصّن المجتمع عقديًا وخُلُقيّاً
• وتمنع اختراق الدولة من الداخل باسم الدين
وهذا ما يجعلها العدو الأول لكل مشروع يريد إسقاط الدول من بوابة الدين والدنيا ..
وأخيراً أقول؛ ما كتبه الكاتب ليس دفاعًا عاطفيًا، بل تشخيص دقيق لصراع ممتد ..
ومن يظن أن الهجوم على الدعوة السلفية اليوم منفصل عن الهجوم على الدولة، فهو واهم؛ فهما في الحقيقة جبهة واحدة وهدف واحد ..
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾
فالسلفية باقية بأمر الله ما أبقينا التمسك بالكتاب والسنة وبقيام ولاة أمرنا بنصرة التوحيد وحموا المنهج ..
وهذا ما يعلمه ولاتنا حفظهم الله فقد قال #خادم_الحرمين_الشريفين #الملك_سلمان حفظه الله:
"هذه الدولة قامت على التوحيد ولن يفلح من يريد إسقاط بلادنا إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا"
والعاقبة للمتقين ..
نشر ⚖︎ 〈 أبو عبدالعزيز 〉 ⚔︎ (@Saudi_Patriot_) في 3:02 م on الأحد, ديسمبر 21, 2025:
المصدر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..