بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
لقد وجدت للشيخ ابن الجبرين –هداه الله- فتوى في موقعة حول ما يسمى بالجامية ، فتطاير بها أهل البدع من حزبيين وتكفيريين ومميعة ونشروها في مواقعهم ، وأصبح الشيخ ابن الجبرين –هداه الله- بين ليلة وضحاها من كبار العلماء وشيخ الإسلام في هذا الزمان – في حين قبل أن تنشر فتاويه الأخيرة حول ابن لادن وسيد قطب والجامية لم يكن معروفا لديهم بل وكان من علماء السلطان وما شابه ذلك- هذه عادة أهل البدع
فالروافض يستدلون بأقوال شاذة لأهل السنة ضد أهل السنة .
فأراد هؤلاء الحزبيون أن يسقطوا أهل السنة ويهدموا ما بنوه من سنوات في محاربة الشرك والبدعة والدعوة إلى التوحيد والسنة
لكن هيهات هيهات ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) (رواه البخاري من حديث المغيره بن شعبة برقم : 6881)
وعند مسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. لا يضرهم من خذلهم. حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )(عن ثوبان برقم 1920)
وبما أن لهذه الفتوى إنتشارا واسعا ، ولبّست على كثير من المسلمين أمر دينهم وجعلها البعض مطية للطعن في علمائنا ، رأيت أن أرد عليها بما أوتيت من علم – والذي هو قليل جدا- ومن باب النصيحة لعامة المسلمين ومن باب من رأى منكم منكرا فليغير وذلك بقدر الإستطاعة ، وأنا أغيرها بإذن الله بلساني ، لعل الله يهدي بها بعض الملبّس عليهم .
وقبل ذلك أنقل فتوى الشيخ الجبرين بلفظها ، ثم أشرع في الرد عليها بالتفصيل.
= = = = = = = =
سئل الشيخ ابن جبرين –هداه الله- عن الجامية كما في موقعه فقال :
"الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم،والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم، ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى، هذا سبب تسميتهم."
وهذا الرابط الصوتي لجواب الشيخ عبر شبكة الانترنت :
http://207.44.196.190/voice/ALGBREEN.ram
= = = = = = = =
فأقول وبالله التوفيق :
قال -هداه الله-: " الجامية ...."
قلت :والرد عليه من أوجه
الأول : هذا يعد من التنابز بالألقاب قال عز وجل : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ الحجرات :11].
قال الإمام إبن العربي المالكي –رحمه الله- في أحكام القرآن (4/111) بعدما ذكر الآية السابقة : " فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : النَبز هو اللّقب ، فقوله :** لا تنابزوا بالألقاب }، أي لا تداعوا بالألقاب ، واللقب هنا إسم مكروه عند السامع " اهـ
قال الحافط إبن كثير –رحمه الله- في نفسيره (7/251) : " وقوله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب} أي لا تداعوا بالألقاب, وهي التي يسوء الشخص سماعها. " اهـ
قال العلامة السعدي –رحمه الله- في تفسيره ( ص: 769) : ** ولا تنابزوا بالألقاب }
، أي : لا يعير أحدكم أخاه ، ويلقبه بلقب يكره أن يقال فيه ، وهذا هو التنابز ، وأما الألقاب غير المذمومة ، فلا تدخل في هذا "اهـ
فيا شيخ الجبرين : هل من تسميهم بالجامية يرتضون هذا الإسم ؟
كلا والله فهم لا يرضون لأنفسهم هذا الإسم ولا يعرفون به وإذا قلت لأحدهم : هل أنت جامي ؟
لرد قائلا : بل أنا سلفي أو من أهل السنة والجماعة أو أثري أو سني أو من أهل الحديث.
فلهذا لا يجوز لأحد أبدا أن يسميهم بالجامية ولا مدخلية ولا وهابية .
الوجه الثاني: هذا يعد من الغيبة المحرمة إن لم يكن بهتانا .
وربنا عز وجل نهانا أن يغتب بعضنا بعضا قال عز وجل : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }[ الحجرات : 12]
والغيبة كما عرفها صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قيل:
يارسول اللّه، ما الغيبة؟ قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".[ البخاري برقم :4874]
الوجه الثالث : أنه من علامات وسمات أهل البدع التي نص عليها أهل العلم قصد انتقاص أهل السنة
قال أبو حاتم الرازي –رحمه الله- : " علامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة وعلامة القدرية :تسميتهم أهل الأثر مجبرة ، وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية ، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة ولا يلحق أهل السنة إلا إسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء "[ شرح أصول الإعتقاد 1/179]
وقال الإمام الصابوني –رحمه الله- معلقا: " قلت أنا : وكل ذلك عصبية ولا يلحق أهل السنة إلا إسم واحد ، وهو أصحاب الحديث "[عقيدة السلف وأصحاب الحديث ً:110]
وقال الإمام البربهاري –رحمه الله- : " والمستور من بان ستره والمهتوك من بان هتكه وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي وإذا سمعت الرجل يقول فلان مشبه أو فلان يتكلم بالتشبيه فاعلم أنه جهمي وإذا سمعت الرجل يقول تكلم بالتوحيد واشرح لي التوحيد فاعلم أنه خارجي معتزلي أو يقول فلان مجبر أو يتكلم بالإجبار أو تكلم بالعدل فاعلم أنه قدري لأن هذه الأسماء محدثة أحدثها أهل البدع ."اهـ[شرح السنة للبربهاري ص52]
وقال الإمام الصابوني- رحمه الله- : " وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم : شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم ,استخفافهم بهم وتسميتهم إياهم حشوية ,جهلة وظاهرية ومشبهة ...."[ عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص:109]
وقال أيضا –رحمه الله- : " أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة –لا يلحقهم شيء منها فضل من الله ومنة- سلكوا معهم مسلك المشركين –لعنهم الله- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنهم اقتسموا القول فيه : فسماهم بعضهم ساحرا وبعضهم كاهنا وبعضهم شاعرا وبعضهم مجنونا وبعضهم مفتوانا وبعضهم مفتريا مختلقا كذابا وكان النبي صلى الله عليه وسلم من تلك المعايب بعيدا بريئا ولم يكن إلا رسولا مصطفى نبيا قال الله عز وجل : ** انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} وكذلك المبتدعة –خذلهم الله- اقتسموا القول في حملة أخباره ونقلى آثاره ورواة أحاديثه المقتدين به المهتدين بسنته المعروفين بأصحاب الحديث....."[عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص: 111]
فيا شيخ الجبرين هل ترضى أن تكون من هؤلاء وتسلك سبيلهم ؟؟
الوجه الرابع:وهو عبارة عن سؤال للشيخ الجبرين –هداه الله-
لو أن أحدهم جاء وسألك قائلا : يا شيخ مارأيك أو ما تقول في البازية أو العثيمينية أو الألبانية أو الفوزانية ؟؟
فما يكون موقفك ؟
أو إذا قال لك ما قولك في الجبرينية ؟
فما يكون موقفك ؟
فلعل الفكرة وصلت للقارئ والرد بادر في ذهنه ، لهذا لن نرد فالسؤال عبارة عن جواب
الوجه الخامس :
الذي يسميهم جامية هي نسبة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله- جبل التوحيد والعقيدة ، الذي تصدى للمشركين والملحدين وأهل البدع .
وسبب تسمية أهل السنة بهذا الإسم –زعما منهم- أن الشيخ أمان كان يطعن في الدعاة، ويحذر منهم ومن سلك سبيله فهو منه .
ومن أبرز أولئك الدعاة الذي يتباكون من أجلهم ويسقطون أهل السنة بسببهم : سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني .
فالشيخ أمان رد عليهم وكشف بدعهم التهييجية الخارجية بالحجة والدليل فلم يجد هؤلاء القوم إلا سبيل الطعن والرمي بالألقاب لأنهم أفلسوا من العلم .
والغريب في الأمر نجد أن كبار العلماء وعلى رأسهم العلامة بن باز والعلامة إبن عثيمين والعلامة الألباني –رحمهم الله- قد ردوا على هؤلاء بمثل رد الشيخ أمان بل وأشد .
وأنا سأنقل لك طرفا من ذلك :
1- عقد في منزل الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- بمكة في شهررجب عام 1413هـ مجلس ضم مجموعة من المشايخ وطلبة العلم ،وقد سأله أحد القضاة فقال : سماحة الشيخ هل هناك ملاحظات وأخطاء على سفر وسلمان ؟
فأجاب فضيلة الشيخ :" نعم ،نعم عندهم نظرة سيئة في الحكام ورأي في الدولة وعندهم تهييج للشباب وإغراء لصدور العامة وهذا من منهج الخوارج وأشرطتهم توحي إلى ذلك"
قال القاضي : يا شيخ هل يصل بهم ذلك إلى حد البدعة ؟
قال الشيخ : " لا شك إن هذه بدعة اختصت بها الخوارج والمعتزلة هداهم الله هداهم الله .
2-خطاب الشيخ إبن باز –رحمه الله- إلى الأمير نايف بن عبد العزيز رقم(م/ب/4/192م ص) وتاريخ 21-22/3/1313هـ
وهم معروف لا يحتاج أن يذكر وملخصه أن لديهما أخطاء تضر بالمجتمع
3-وفي لقاء بين طلبة علم من الجزائر والشيخ العثيمين –رحمه الله- سئل –رحمه الله-
وأيضا يا شيخ يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة وسفر الحوالي هل ننصحهم بعدم سماع ذلك ؟
الشيخ : بارك الله فيك ، الخير الذي في أشرطتهم موجود في غيرها ، وأشرطتهم عليها مؤاخذات بعض أشرطتهم ماهي كلها ولا أقدر أميز لك ، -أنا- بين هذا وهذا .
السائل : إذن تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم ؟
الشيخ :لا أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز والشيخ الألباني أشرطة العلماء المعروفين بالإعتدال وعدم الثورة " اهـ
4- وعرض على الشيخ الألباني -رحمه الله- كتب سفر الحوالي "ظاهرة الإرجاء" فقال:
" أما الآن فخطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء –هنا- تجوابا مع كلمة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف في كثير من مناهجهم فبدا لي أن اسميهم : "خارجية عصرية..."
ومن أراد أن يعرف المزيد من أقوال العلماء في هؤلاء يرجع إلى رسالة "إتحاف البشر بكلام العلماء في سلمان وسفر"
والأغرب أن هؤلاء قد رجعوا عن بعض أخطائهم التي ردها عليهم الشيخ أمان وغيره
مثال ذلك : - تحذيرهم من الخوارج في المملكة العربية السعودية
-تحذيرهم من تنظيم القاعدة في بلدان المسلمين
-التبرء من أسامة بن لادن وقاعدته
- مبايعنهم لحكام المملكة علنا
فكما قال ابن الدرداء –رضي الله عنه- " الضلالة كل الضلالة أن تعرف ماكنت تنكر وتنكر ماكنت تعرف"
الوجه السادس :
إنّ الشيخ أمان الجامي –رحمه الله- من كبار العلماء المشهود لهم بالعلم وسلامة المعتقد من طرف أهل العلم ، وهو كثير والحمد لله ومن كبار أهل العلم
وهاك طرفا من ذلك :
1- الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله –قال في كتابه رقم 64 في 9/1/1418هـ عن الشيخ محمد أمان: معروفٌ لديَّ بالعلم والفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب ا.هـ.
2-وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ : الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير ا.هـ.
وهناك المزيد من التزكيات لكن اقتتصر على ما سبق خشية الإطالة وإلا فهي معروفة لدى كبار الحزبيين وصغارهم .
فيا شيخ الجبرين هل نأخذ بفتواك المجملة المبهمة الظالمة الجائرة أم بفتاوى كبار العلماء المفصلة العادلة ؟؟
ويا شيخ الجبرين هاك كلاما للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-
سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان( شرح النونية): أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة : يقول بعض الناس أن هناك فرق قد خرجت اسمها الجامية حتى أطلقوها عليك فماأدري من أين أتوا بهذا الاسم ولماذا يطلقونها على بعض الناس ؟
الجواب : هذا من باب ، يعني من باب الحسد أو البغضاء فيما بين بعض الناس ، ما فيه فرقة جامية ما فيه فرقة جامية ، الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله نعرفه من أهل السنة والجماعة ، ويدعوا إلى الله عز وجل ما جاء ببدعة ولا جاء بشيء جديد ، ولكن حملهم بغضهم لهذا الرجل إنهم وضعوا أسمه وقالوا فرقة جامية ، مثل ما قالوا الوهابية ، الشيخ محمد بن عبدالوهاب لما دعا إلى التوحيد إخلاص العبادة لله سمو دعوته بالوهابية ، هذه عادة أهل الشر إذا أرادوا مثل ما قلنا لكم ينشرون عن أهل الخير بالألقاب وهي ألقاب ولله الحمد ما فيها سوء ، ما فيها سوء ولله الحمد ، ولا قالوا بدعاً من القول ، ما هو بس محمد أمان الجامي اللي ناله ما ناله ، نال الدعاة من قبل من هم أكبر منه شأن وأجل منه علم نالوهم بالأذى . الحاصل إننا ما نعرف على هذا الرجل إلا الخير ، والله ما عرفنا عنه إلا الخير ، ولكن الحقد هو الذي يحمل بعض الناس وكلٌ سيتحمل ما يقول يوم القيامة ، والرجل أفضى إلى ربه ، والواجب أن الإنسان يمسك لسانه ما يتكلم بالكلام البذيء والكلام في حق الأموات وحق الدعاة إلى الله وحق العلماء ، لأنه سيحاسب عما يقول يوم القيامة ما يحمله الاندفاع والهوى إلى أنه تكلم في الناس يجرح له العلماء إلا بخطأ بين واضح ، أنا أقول الآن هؤلاء عليهم إنهم يجيبون لنا الأخطاء التي أخطأ فيها هذا الرجل ، إذا جاءوا بها ناقشناها وقبلنا ما فيها من حق ورددنا ما فيها من باطل ، أما مجرد اتهامات وأقول: هذا ماهو من شأن أهل الحق "اهـ
وسئل أيضا (رقم الفتوى 5093 من موقعه –حفظه الله-) : فضيلة الشيخ- وفقكم الله- ذكرتم حفظكم الله أن من عادة أهل الباطل قديما وحديثا وصف أهل الحق بأوصاف؛ حتى ينفروا الناس منهم ، والسؤال يقول : نحن مجموعة من طلاب العلم ندعو إلى لزوم منهج السلف ، والالتفاف حول العلماء الربانيين ، وحول ولاة الأمور ، والتحذير من أهل البدع ، ومع ذلك نتهم بأننا جامية ، ونلقب بهذا اللقب ، وقد تكرر هذا السؤال عدة مرات ، فما التوجيه حيال هذا اللقب وحيال هذه النسبة ؟
الجواب : التوجيه : إستمروا فيما انتم عليه , وأنتم على خير , ولا تلتفتوا لمن يقول هذا القول , وذنبه عليه , أبدا لا يهمكم امره , نعم .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00070-32.ra
قال –هداه الله- : " الجامية قوم ..."
أقول : قوله " ..قوم.." فيه إجمال
جاء في القاموس المحيط مادة "قوم" (ص:1162):" القوم : الجماعة من الرجال والنساء معا ، أو الرجال خاصة ، أو تدخله النساء على تبعية"اهـ
فإذا قلت أنهم قوم يعني جماعة من الرجال والنساء وأنت لم تذكر من هم ولم تعطي لا أسمائهم ولا أوصافهم ، وهذا يعد من الإجمال المنهي عنه ،
قال إبن القيم –رحمه الله- في نونيته (ص:47):
فعليك بالتفصيل والتميــيز فالا***طلاق والاجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ***ـأذهان والآراء كل زمان
فوالله يا شيخ إطلاقك هذا قد أفسد كثيرا ، فلو أنك بينت من هم الجامية بأسمائهم لكان أفضل لك ولمن تبعك .
فيا شيخ لو رضيت بالمنهج الرباني خير لك من هذا الإجمال
قال عز وجل : ** وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[ الأنعام :55]
قال الشيخ ابن جبرين –هداه الله- : " ...يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ..."
قلت : وهنا أيضا إجمالان :
الأول : متشددون .
والشدة لا تكون دائما مذمومة فمنها الممدوح ومنها المذموم .
فكما عُرِّفت الحكمة : هي وضع الشيء في موضعه .
فمن الحكمة أحيانا إستعمال الشدّة لأن الأمر يقتضي ذلك .
ومن الأدلة على أن الشدة تكون ممدوحة أحيانا :
قوله تعالى : ** مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[ الحجرات :29]
وكان سلف الأمة وعلمائها شدديدن على أهل البدع وهاك طرفا من ذلك :
جاء في الإعتصام للشاطبي –رحمه الله-(1/62) : " عن ابراهيم بن شيبان القرميسيني صحب ابا عبد الله المغربي وابراهيم الخواص وكان شديدا على اهل البدع متمسكا بالكتاب والسنة لازما لطريق المشايخ والائمة"اهـ
وبوب الإمام الآجري في كتابه الشريعة " باب التحذير من طوائف تعارض سنن النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله عز وجل وشدة الإنكارعلى هذه الطبقة"
قال ابن تيمية في درء التعارض (2/96) : قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام ......
قال أبو الحسن: ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري"اهـ
ولو نقلت للقارئ الكريم كيف كان يعامل السلف الصالح أهل البدع من ضرب وجلد ونفي وحتى قتل ، لعلم أن ما يقوم به السلفييون في عصرنا هو قليل أو يكاد لا يرى بالنسبة لما فعله سلفنا الصالح .
الإجمال الثاني : "...على من خالفهم ..."
فأقول يا شيخ لو أنك بينت ووضحت لكان خير لك وأقوم .
هل هم متشددون على من خالفهم في المسائل الإجتهادية أو المسائل الأصولية الإعتقادية المنهجية والتي لا يجوز فيها الإجتهاد .
قل لي ياشيخ الجبرين : هل رأيت سلفيا رد على من قال أنه يجب القبض بعد الرفع من الركوع وشدد عليه وبدعه ؟
أو هل رأيت سلفيا رد على من يصوم يوم السبت في غير الفرض وشدد عليه وبدعه ؟
أو هل رأيت سلفيا شدد على من خلفه في مسألة خلافية يسوغ فيها الإختلاف ؟؟
لا والله فهم رحماء بينهم يعلمون أن هذه الخلافات المصيب له فيها أجران وللمخطئ أجر واحد .
بل إن السلفيين يردون على من مس باعتقاد أهل السنة والجماعة وابتدع في دين الله ما ليس منه .
كالخروج على ولاة الأمر والتهييج عليهم ، والتوسل بالنبي وعبادة القبور ودعاء أصحابها والإستعانة والإستغاثة بهم ، ونفي الصفات وتعطيلها والطعن في الصحابة والدعوة إلى التقريب بين السنة والرافضة والقول ببدعة الموازنات والدفاع عن أهل البدع وغيرها .
فيا شيخ الجبرين أتحداك أن تأتي لنا بسلفي شدد على من خالفه في مسألة يسوغ فيها الإختلاف .
فإن لم تجد فلزم عليك أن تقول : " أستغفر الله وأتوب إليه"
فإنك والله إفتريت إثما وبهتانا عظيما / وقلت ماليس لك به علم وربنا نهانا عن ذلك فقال :
** وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[ الإسراء : 36] قال الإمام البخاري –رحمه الله- في صحيحه : "أي لا تقل ماليس لك به علم"
قال الشيخ الجبرين–هداه الله- : " ... والذين يحسدون.."
قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، سبحان الله هذا بهتان عظيم .
والرد عليه من وجهين :
الوجه الأول : فالحسد من معاصي القلوب قال العلامة إبن القيم ( عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص:256) : " وكما أن الرغبة فى الدنيا أصل المعاصى الظاهرة فهى اصل معاصى القلب من التسخط والحسد والكبر والفخر والخيلاء والتكاثر ..."
وقال أيضا –رحمه الله- (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ص :35) في معرض ذكره عن الأسباب المانعة لقبول الحق : " ومن أعظم هذه الأسباب: الحسد. فإنه داء كامن في النفس،..."اهـ
فيا شيخ الجبرين من أطلَعك على قلوب هؤلاء الجامية فعرفت أنهم يحسدون غيرهم ؟
الوجه الثاني: هناك نوع من الحسد لا يعد مذموما وهو ما يسمى بالغبطة
جاء في التعريفات للجرجاني (ص: 163)" الغبطة : عبارة عن تمني حصول النعمة لك كما كان حاصلا لغيرك من غير تمني زواله عنه "اهـ
وفي القاموس المحيط (مادة غبط ص:701): " الغبط : تمنَّى نهمة على أن لا تتحول عن صاحبها"اهـ
فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنما- قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها).[ البخاري:73-مسلم 266)
قال الحافظ في الفتح ( 1/203) : " وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة وأطلق الحسد عليها مجازا وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه والحرص على هذا يسمى منافسة فإن كان في الطاعة فهو محمود ومنه{ فليتنافس المتنافسون} ..." اهـ
وقال النووي في شرح مسلم ( 3/286) : " قال العلماء: الحسد قسمان حقيقي ومجازي، فالحقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة. وأما المجازي فهو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن كانت طاعة فهي مستحبة، والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما"اهـ
فيا شيخ الجبرين يا ليتك وضحت وبينت وفصلت ، ماذا تقصد بالحسد هنا ؟؟ لكن من شاب على شيء شبّ عليه.
قال الشيخ الجبرين –هداه الله-: " ... والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم..."
قلت : قد بينت فيما سبق قسمي الحسد فمنه المحمود ومنه المذموم .
ولن أناقش الشيخ في المحمود لأمرين :
الأول : لأنه أمر محمود وتزكية فكيف أرد عليه ؟
الثاني : ما أظن الشيخ يقصد إلا المذموم إلا إذا أثبت لنا العكس .
قلت يا شيخ أن من تسميهم جامية يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة .
والرد عليك من وجهين :
الوجه الأول : هل يا شيخ" كل" هذه للعموم أم أن لها مخصصات ؟
فإن قلت: هي للعموم .فهذا ظلم وعدوان لأن السلفيين ردوا على من ظهر من أهل البدع ومن لم يظهر وسيأتي الرد التفصيلي إن شاء الله .
وإن قلت : لها مخصصات . فهذا من إجمالاتك التي ألِفناها .
فيا ليتك ذكرت من حسدهم السلفيون لأجل ظهورهم حتى يتبين للقارئ والسامع الحق وليحذر من الشر .
الوحه الثاني : بمنطلقك هذا يا شيخ ستعطل الشريعة ويعطل أصل أصيل من الدين وهو الجرح والتعديل الذي يعد من خصائص هذه الأمة .
ولكان رد السلف الصالح على أهل البدع المعروفين الظاهرين حسد .
فقد ردوا على الجاحظ الذي يعد من أشهر أدباء العرب .
وردوا على كبار الفلاسفة كابن سينا الذي يعدون من الدهات .
وردوا على الخوارج برغم كثرة عبادتهم واشتهارهم بذلك .
وانظر الرد الذي بعده للإستزادة .
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء..."
قلت : والرد من أوجه :
الأول : يا شيخ الجبرين ها أنت تأكد أن من تسميهم بالجامية يصدق عليهم الحسد ، وقد بينا أن الحسد من معاصي القلب الذي لا يختلف فيه مسلمان ، فمن أطلعك عليه ؟؟
الثاني : قلت "ينتقصون"
فمسلسل الإطلاقات والإجمالات مازال متواصلا .
قل لنا يا شيخ ماذا تقصد بكلمة ينتقصون ؟
هل هم ينتقصونهم في أعراضهم أو صفاتهم أو علمهم أو ماذا ؟
جاء في القاموس المحيط ( مادة نقص ص: 655) : " يتنقَّصه : يقع فيه ويذمه"
فيا شيخ الجبرين لو أنك بينت من هؤلاء الذين وقع فيهم السلفيون وذموهم من العلماء ؟
إن كنت تقصد العلماء سلمان وسفر وعائض وإبن لادن وسيد قطب والبنا ، فهؤلاء أهل بدع يجب ذمهم والتنقيص منهم حتى يحذرهم المسلمون .
وهذا هو ديدن السلف –رضوان الله عليهم-
ومن أمثلة ذلك :
بوب الإمام الشاطبي –رحمه الله- في الإعتصام : " الباب الثاني: في ذم البدع وسوء منقلب اصحابها"
وقال رحمه الله : " فإذا كل مبتدع مذموم آثم"
وأنا لا أريد الإسترسال في ذكر كيف كان السلف يذمون أهل البدع فهو أشهر من أن يذكر .
وإن كنت تقصد العلماء أمثال الشيخ بن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني والشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان وغيرهم فنطلب بالدليل على أنهم انتقصوهم أو ذموهم .
بل العكس هو المثبت فهم ينصحون العوام بالسماع لهم والرجوع إليهم ويربطونهم بهم .
ولا يوجد حسب علمي من يدافع عنهم كالسلفيين في كتبهم وأشرطتهم .
الوجه الثالث : قلت : " كل من برز من العلماء"
فيا شيخ الجبرين نعيد السؤال : هل يا شيخ" كل" هذه للعموم أم أن لها مخصصات ؟
فإن قلت : لها مخصصات لوجب عليك ذكر من انتقصوهم .
وإن قلت هي للعموم
فنقول سبحانك هذا بهتان عظيم .
فيا شيخ الجبرين أنا أعرض لك أمثلة ترد وتفند ما بهت به السلفيين .
- -بعض أهل البدع البارزين الذين رد عليهم السلفييون :
الغزالي:
1-"كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها "للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله-
2- "المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية" لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله-
القرضاوي:
1- "إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي" للعلامة المحدث مقبل الوادعي –رحمه الله-
2-"الإعلام بنقض الحلال والحرام "لمعالي الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-
3-"رفع اللثام عن مخالفة القرضاوي لشريعة الإسلام"العدني تقريض وتقديم مجموعة من المشايخ منهم : الشيخ النجمي والشيخ مقبل الوادعي .
البوطي:
1-" الرد على جهلات البوطي في كتابه فقه السيرة"للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-
الصابوني:
1-" تنبيهات عامة على ما كتبه الصابوني في صفات الله عز وجل " للشخ العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-
عمرو خالد:
1-" بيان حال عمرو خالد" شريط الشيخ السحيمي
2- " هل عمرو خالد يدعو للإسلام الحق" للشيخ خالد المصري.
سيد قطب :
1- "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره"
2-"العواصم لما في كتب سبد قطب من قواصم"
3-"مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وغيرها كلها للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي .
4- "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء تفسير الظلال " للشيخ عبد الله الدويش
حسن المالكي :
1-"الإنتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي "
2-الإنتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي" كلاهما للعلامة المحدث عبد المحسن العباد –حفظه الله-
3-"دحض إفتراءات أهل الزيغ والإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب" للشيخ العلامة ربيع المدخلي –حفظه الله-
محمد بن سليمان الأشقر
1-" الدفاع عن الصحابي أبي بكرة ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال"للشيخ العلامة المحدث عبد المحسن العباد –حفظه الله-
حمزة الميليباري:
1-"التنكيل بما في توضيح الميليباري من أباطيل "للشيخ العلامة ربيع المدخلي-حفظه الله-
علي جمعة "مفتي مصر":
1-" الرد على مفتي مصر "للشيخ العلامة المحدث أحمد النجمي –حفظه الله-
2-"الفتاوى العصرية لمفتي الديارالمصرية" للشيخ العلامة ربيع المدخلي –حفظه الله-
عبد المجيد الزنداني:
1-" الصبح الشارق في الرد على ضلالات الزنداني في كتابه توحيد الخالق"للشيخ يحي الحجوري
حسن الترابي:
1-" الرد على حسن الترابي" للشيخ أمان الجامي –رحمه الله-
فيا شيخ هذه بعض الأمثلة لا على سبيل الحصر .
فكل من ذكرتهم من أهل البدع وأغلبهم فاقت شهرتهم من تدافع عنهم لكن أهل السنة والجماعة السلفيون ردوا عليهم وبينوا فساد مناهجهم .
وأنت بنفسك يا شيخ الجبرين أصدرت فتوى تحذر فيها من القرضاوي .
فهل يعد هذا حسد منك لأنك انتقصت منه ، والقرضاوي يعد من أشهر أهل البدع إن لم يكن أشهرهم .
وأيضا هناك من العلماء السلفيين المشهورين الذين لم يتنقصهم من تسميهم بالجامية أمثال العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني والعلامة صالح الفوزان وغيرهم رحم الله الأموات وحفظ الأحياء.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض).[البخاري:5693]
فأعرف الناس بهذا الحديث هم السلفيون ، فطرح القبول في الأرض هو من عند الله فإذا دعوى أنه يحسدون كل من ظهر دعوى باطلة .
فيا شيخ إرجع إلى الحق خير لك من التمادي في الباطل .
فالرد على أهل البدع واجب سواء إشتهروا أم لا .
قال الشيخ الجبرين-هداه الله-: " كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم"
قلت : يا شيخ الجبرين هل تعد بدع من ذكرتهم من أهل البدع مجرد عثرات .
هل تعد المبايعة على الطريقة الحصافية الصوفية مجرد عثرة ؟
هل تعد سب الأنبياء وإسائة الأدب معهم مجد عثرة ؟
هل تعد الطعن في الصحابة مجرد عثرة ؟
هل تعد تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن مجرد عثرة ؟
هل تعد من يقول أن النصارى إخواننا في الإيمان مجرد عثرة ؟
هل تعد إباحة الغناء مجرد عثرة ؟
هل تعد عدم تكفير إبليس مجرد عثرة ؟
هل تعد الإستهزاء بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وردها بالعقل مجرد عثرة ؟
هل تعد إجازة الردة عن الإسلام مجرد عثرة ؟
وهل وهل وهل .......؟
والله لو أخذنا بهذا الكلام لهدم الدين ولقال في الدين من شاء ماشاء .
أين نحن من السلف الذين حذروا من البدع وأهلها وشددوا عليهم ؟
فوالله لو سردت مواقفهم لطال المقام ولكان في صفحات إن لم يكن في سفر كبير .
فإلى الله المشتكى.
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم"
قلت : وهذه أحد حلقات مسلسل التعميمات والإجمالات .
فلو ذكرت هذه العثرات والسكوت عنها لكان خير لك , حتى لا تظلم أحدا .
أو أنك تعتبر الخلافات الفقهية التي ييسوغ فيها الإختلاف عثرات وتقارنها بعثرات أهل البدع الكفرية أو الفسقية ؟
فيا شيخ من كلامك هذا يتأكد القارئ أنك لم تطلع أبدا على كلام من تسميهم بالجامية ، بل قيل لك فقلت .
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى"
قلت : فقد سبق وذكرت ثناء أهل العلم على الشيخ العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله- وأنه من كبار العلماء وأنه على عقيدة أهل السنة والجماعة ، وعلى منهجهم في الرد على أهل البدع ، شئت أم أبيت يا شيخ الجبرين .
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " هذا سبب تسميتهم"
قلت : لا والله إنهم بريئون من هذه التسمية التي ألصقها بهم أهل البدع من حزبيين وتكفيريين وغيرهم .وقد سبق وبينة ذلك وفتوى الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله- في من يسمى جامية فيها كفاية والحمد لله ،وهنا أنصح إخواني أن يسمعوا شريط بعنوان" حقيقة الجامية" للشيخ عبد العزيز الريس فهو مفيد يرد على كثير من شبه هؤلاء القوم.
وفي الأخير نقول للشيخ الجبرين :
يا شيخ إتق الله وارجع إلى الحق فلقد بلغت من الكبر عتيا ، فلعل الموت يفاجئك .
واعلم يا شيخ أن من يفرح بفتاويك الأخيرة هم أهل البدع من حزبيين وتكفيريين وغيرهم.
فاحذر أن تركن إلى الذين ظلموا
ويا شيخ اعلم أن البعرة تدل على البعير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والله الموفق
لقد وجدت للشيخ ابن الجبرين –هداه الله- فتوى في موقعة حول ما يسمى بالجامية ، فتطاير بها أهل البدع من حزبيين وتكفيريين ومميعة ونشروها في مواقعهم ، وأصبح الشيخ ابن الجبرين –هداه الله- بين ليلة وضحاها من كبار العلماء وشيخ الإسلام في هذا الزمان – في حين قبل أن تنشر فتاويه الأخيرة حول ابن لادن وسيد قطب والجامية لم يكن معروفا لديهم بل وكان من علماء السلطان وما شابه ذلك- هذه عادة أهل البدع
فالروافض يستدلون بأقوال شاذة لأهل السنة ضد أهل السنة .
فأراد هؤلاء الحزبيون أن يسقطوا أهل السنة ويهدموا ما بنوه من سنوات في محاربة الشرك والبدعة والدعوة إلى التوحيد والسنة
لكن هيهات هيهات ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) (رواه البخاري من حديث المغيره بن شعبة برقم : 6881)
وعند مسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. لا يضرهم من خذلهم. حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )(عن ثوبان برقم 1920)
وبما أن لهذه الفتوى إنتشارا واسعا ، ولبّست على كثير من المسلمين أمر دينهم وجعلها البعض مطية للطعن في علمائنا ، رأيت أن أرد عليها بما أوتيت من علم – والذي هو قليل جدا- ومن باب النصيحة لعامة المسلمين ومن باب من رأى منكم منكرا فليغير وذلك بقدر الإستطاعة ، وأنا أغيرها بإذن الله بلساني ، لعل الله يهدي بها بعض الملبّس عليهم .
وقبل ذلك أنقل فتوى الشيخ الجبرين بلفظها ، ثم أشرع في الرد عليها بالتفصيل.
= = = = = = = =
سئل الشيخ ابن جبرين –هداه الله- عن الجامية كما في موقعه فقال :
"الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم،والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم، ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى، هذا سبب تسميتهم."
وهذا الرابط الصوتي لجواب الشيخ عبر شبكة الانترنت :
http://207.44.196.190/voice/ALGBREEN.ram
= = = = = = = =
فأقول وبالله التوفيق :
قال -هداه الله-: " الجامية ...."
قلت :والرد عليه من أوجه
الأول : هذا يعد من التنابز بالألقاب قال عز وجل : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ الحجرات :11].
قال الإمام إبن العربي المالكي –رحمه الله- في أحكام القرآن (4/111) بعدما ذكر الآية السابقة : " فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : النَبز هو اللّقب ، فقوله :** لا تنابزوا بالألقاب }، أي لا تداعوا بالألقاب ، واللقب هنا إسم مكروه عند السامع " اهـ
قال الحافط إبن كثير –رحمه الله- في نفسيره (7/251) : " وقوله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب} أي لا تداعوا بالألقاب, وهي التي يسوء الشخص سماعها. " اهـ
قال العلامة السعدي –رحمه الله- في تفسيره ( ص: 769) : ** ولا تنابزوا بالألقاب }
، أي : لا يعير أحدكم أخاه ، ويلقبه بلقب يكره أن يقال فيه ، وهذا هو التنابز ، وأما الألقاب غير المذمومة ، فلا تدخل في هذا "اهـ
فيا شيخ الجبرين : هل من تسميهم بالجامية يرتضون هذا الإسم ؟
كلا والله فهم لا يرضون لأنفسهم هذا الإسم ولا يعرفون به وإذا قلت لأحدهم : هل أنت جامي ؟
لرد قائلا : بل أنا سلفي أو من أهل السنة والجماعة أو أثري أو سني أو من أهل الحديث.
فلهذا لا يجوز لأحد أبدا أن يسميهم بالجامية ولا مدخلية ولا وهابية .
الوجه الثاني: هذا يعد من الغيبة المحرمة إن لم يكن بهتانا .
وربنا عز وجل نهانا أن يغتب بعضنا بعضا قال عز وجل : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }[ الحجرات : 12]
والغيبة كما عرفها صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قيل:
يارسول اللّه، ما الغيبة؟ قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".[ البخاري برقم :4874]
الوجه الثالث : أنه من علامات وسمات أهل البدع التي نص عليها أهل العلم قصد انتقاص أهل السنة
قال أبو حاتم الرازي –رحمه الله- : " علامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة وعلامة القدرية :تسميتهم أهل الأثر مجبرة ، وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية ، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة ولا يلحق أهل السنة إلا إسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء "[ شرح أصول الإعتقاد 1/179]
وقال الإمام الصابوني –رحمه الله- معلقا: " قلت أنا : وكل ذلك عصبية ولا يلحق أهل السنة إلا إسم واحد ، وهو أصحاب الحديث "[عقيدة السلف وأصحاب الحديث ً:110]
وقال الإمام البربهاري –رحمه الله- : " والمستور من بان ستره والمهتوك من بان هتكه وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي وإذا سمعت الرجل يقول فلان مشبه أو فلان يتكلم بالتشبيه فاعلم أنه جهمي وإذا سمعت الرجل يقول تكلم بالتوحيد واشرح لي التوحيد فاعلم أنه خارجي معتزلي أو يقول فلان مجبر أو يتكلم بالإجبار أو تكلم بالعدل فاعلم أنه قدري لأن هذه الأسماء محدثة أحدثها أهل البدع ."اهـ[شرح السنة للبربهاري ص52]
وقال الإمام الصابوني- رحمه الله- : " وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم : شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم ,استخفافهم بهم وتسميتهم إياهم حشوية ,جهلة وظاهرية ومشبهة ...."[ عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص:109]
وقال أيضا –رحمه الله- : " أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة –لا يلحقهم شيء منها فضل من الله ومنة- سلكوا معهم مسلك المشركين –لعنهم الله- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنهم اقتسموا القول فيه : فسماهم بعضهم ساحرا وبعضهم كاهنا وبعضهم شاعرا وبعضهم مجنونا وبعضهم مفتوانا وبعضهم مفتريا مختلقا كذابا وكان النبي صلى الله عليه وسلم من تلك المعايب بعيدا بريئا ولم يكن إلا رسولا مصطفى نبيا قال الله عز وجل : ** انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} وكذلك المبتدعة –خذلهم الله- اقتسموا القول في حملة أخباره ونقلى آثاره ورواة أحاديثه المقتدين به المهتدين بسنته المعروفين بأصحاب الحديث....."[عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص: 111]
فيا شيخ الجبرين هل ترضى أن تكون من هؤلاء وتسلك سبيلهم ؟؟
الوجه الرابع:وهو عبارة عن سؤال للشيخ الجبرين –هداه الله-
لو أن أحدهم جاء وسألك قائلا : يا شيخ مارأيك أو ما تقول في البازية أو العثيمينية أو الألبانية أو الفوزانية ؟؟
فما يكون موقفك ؟
أو إذا قال لك ما قولك في الجبرينية ؟
فما يكون موقفك ؟
فلعل الفكرة وصلت للقارئ والرد بادر في ذهنه ، لهذا لن نرد فالسؤال عبارة عن جواب
الوجه الخامس :
الذي يسميهم جامية هي نسبة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله- جبل التوحيد والعقيدة ، الذي تصدى للمشركين والملحدين وأهل البدع .
وسبب تسمية أهل السنة بهذا الإسم –زعما منهم- أن الشيخ أمان كان يطعن في الدعاة، ويحذر منهم ومن سلك سبيله فهو منه .
ومن أبرز أولئك الدعاة الذي يتباكون من أجلهم ويسقطون أهل السنة بسببهم : سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني .
فالشيخ أمان رد عليهم وكشف بدعهم التهييجية الخارجية بالحجة والدليل فلم يجد هؤلاء القوم إلا سبيل الطعن والرمي بالألقاب لأنهم أفلسوا من العلم .
والغريب في الأمر نجد أن كبار العلماء وعلى رأسهم العلامة بن باز والعلامة إبن عثيمين والعلامة الألباني –رحمهم الله- قد ردوا على هؤلاء بمثل رد الشيخ أمان بل وأشد .
وأنا سأنقل لك طرفا من ذلك :
1- عقد في منزل الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- بمكة في شهررجب عام 1413هـ مجلس ضم مجموعة من المشايخ وطلبة العلم ،وقد سأله أحد القضاة فقال : سماحة الشيخ هل هناك ملاحظات وأخطاء على سفر وسلمان ؟
فأجاب فضيلة الشيخ :" نعم ،نعم عندهم نظرة سيئة في الحكام ورأي في الدولة وعندهم تهييج للشباب وإغراء لصدور العامة وهذا من منهج الخوارج وأشرطتهم توحي إلى ذلك"
قال القاضي : يا شيخ هل يصل بهم ذلك إلى حد البدعة ؟
قال الشيخ : " لا شك إن هذه بدعة اختصت بها الخوارج والمعتزلة هداهم الله هداهم الله .
2-خطاب الشيخ إبن باز –رحمه الله- إلى الأمير نايف بن عبد العزيز رقم(م/ب/4/192م ص) وتاريخ 21-22/3/1313هـ
وهم معروف لا يحتاج أن يذكر وملخصه أن لديهما أخطاء تضر بالمجتمع
3-وفي لقاء بين طلبة علم من الجزائر والشيخ العثيمين –رحمه الله- سئل –رحمه الله-
وأيضا يا شيخ يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة وسفر الحوالي هل ننصحهم بعدم سماع ذلك ؟
الشيخ : بارك الله فيك ، الخير الذي في أشرطتهم موجود في غيرها ، وأشرطتهم عليها مؤاخذات بعض أشرطتهم ماهي كلها ولا أقدر أميز لك ، -أنا- بين هذا وهذا .
السائل : إذن تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم ؟
الشيخ :لا أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز والشيخ الألباني أشرطة العلماء المعروفين بالإعتدال وعدم الثورة " اهـ
4- وعرض على الشيخ الألباني -رحمه الله- كتب سفر الحوالي "ظاهرة الإرجاء" فقال:
" أما الآن فخطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء –هنا- تجوابا مع كلمة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف في كثير من مناهجهم فبدا لي أن اسميهم : "خارجية عصرية..."
ومن أراد أن يعرف المزيد من أقوال العلماء في هؤلاء يرجع إلى رسالة "إتحاف البشر بكلام العلماء في سلمان وسفر"
والأغرب أن هؤلاء قد رجعوا عن بعض أخطائهم التي ردها عليهم الشيخ أمان وغيره
مثال ذلك : - تحذيرهم من الخوارج في المملكة العربية السعودية
-تحذيرهم من تنظيم القاعدة في بلدان المسلمين
-التبرء من أسامة بن لادن وقاعدته
- مبايعنهم لحكام المملكة علنا
فكما قال ابن الدرداء –رضي الله عنه- " الضلالة كل الضلالة أن تعرف ماكنت تنكر وتنكر ماكنت تعرف"
الوجه السادس :
إنّ الشيخ أمان الجامي –رحمه الله- من كبار العلماء المشهود لهم بالعلم وسلامة المعتقد من طرف أهل العلم ، وهو كثير والحمد لله ومن كبار أهل العلم
وهاك طرفا من ذلك :
1- الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله –قال في كتابه رقم 64 في 9/1/1418هـ عن الشيخ محمد أمان: معروفٌ لديَّ بالعلم والفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب ا.هـ.
2-وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ : الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير ا.هـ.
وهناك المزيد من التزكيات لكن اقتتصر على ما سبق خشية الإطالة وإلا فهي معروفة لدى كبار الحزبيين وصغارهم .
فيا شيخ الجبرين هل نأخذ بفتواك المجملة المبهمة الظالمة الجائرة أم بفتاوى كبار العلماء المفصلة العادلة ؟؟
ويا شيخ الجبرين هاك كلاما للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-
سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان( شرح النونية): أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة : يقول بعض الناس أن هناك فرق قد خرجت اسمها الجامية حتى أطلقوها عليك فماأدري من أين أتوا بهذا الاسم ولماذا يطلقونها على بعض الناس ؟
الجواب : هذا من باب ، يعني من باب الحسد أو البغضاء فيما بين بعض الناس ، ما فيه فرقة جامية ما فيه فرقة جامية ، الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله نعرفه من أهل السنة والجماعة ، ويدعوا إلى الله عز وجل ما جاء ببدعة ولا جاء بشيء جديد ، ولكن حملهم بغضهم لهذا الرجل إنهم وضعوا أسمه وقالوا فرقة جامية ، مثل ما قالوا الوهابية ، الشيخ محمد بن عبدالوهاب لما دعا إلى التوحيد إخلاص العبادة لله سمو دعوته بالوهابية ، هذه عادة أهل الشر إذا أرادوا مثل ما قلنا لكم ينشرون عن أهل الخير بالألقاب وهي ألقاب ولله الحمد ما فيها سوء ، ما فيها سوء ولله الحمد ، ولا قالوا بدعاً من القول ، ما هو بس محمد أمان الجامي اللي ناله ما ناله ، نال الدعاة من قبل من هم أكبر منه شأن وأجل منه علم نالوهم بالأذى . الحاصل إننا ما نعرف على هذا الرجل إلا الخير ، والله ما عرفنا عنه إلا الخير ، ولكن الحقد هو الذي يحمل بعض الناس وكلٌ سيتحمل ما يقول يوم القيامة ، والرجل أفضى إلى ربه ، والواجب أن الإنسان يمسك لسانه ما يتكلم بالكلام البذيء والكلام في حق الأموات وحق الدعاة إلى الله وحق العلماء ، لأنه سيحاسب عما يقول يوم القيامة ما يحمله الاندفاع والهوى إلى أنه تكلم في الناس يجرح له العلماء إلا بخطأ بين واضح ، أنا أقول الآن هؤلاء عليهم إنهم يجيبون لنا الأخطاء التي أخطأ فيها هذا الرجل ، إذا جاءوا بها ناقشناها وقبلنا ما فيها من حق ورددنا ما فيها من باطل ، أما مجرد اتهامات وأقول: هذا ماهو من شأن أهل الحق "اهـ
وسئل أيضا (رقم الفتوى 5093 من موقعه –حفظه الله-) : فضيلة الشيخ- وفقكم الله- ذكرتم حفظكم الله أن من عادة أهل الباطل قديما وحديثا وصف أهل الحق بأوصاف؛ حتى ينفروا الناس منهم ، والسؤال يقول : نحن مجموعة من طلاب العلم ندعو إلى لزوم منهج السلف ، والالتفاف حول العلماء الربانيين ، وحول ولاة الأمور ، والتحذير من أهل البدع ، ومع ذلك نتهم بأننا جامية ، ونلقب بهذا اللقب ، وقد تكرر هذا السؤال عدة مرات ، فما التوجيه حيال هذا اللقب وحيال هذه النسبة ؟
الجواب : التوجيه : إستمروا فيما انتم عليه , وأنتم على خير , ولا تلتفتوا لمن يقول هذا القول , وذنبه عليه , أبدا لا يهمكم امره , نعم .
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00070-32.ra
قال –هداه الله- : " الجامية قوم ..."
أقول : قوله " ..قوم.." فيه إجمال
جاء في القاموس المحيط مادة "قوم" (ص:1162):" القوم : الجماعة من الرجال والنساء معا ، أو الرجال خاصة ، أو تدخله النساء على تبعية"اهـ
فإذا قلت أنهم قوم يعني جماعة من الرجال والنساء وأنت لم تذكر من هم ولم تعطي لا أسمائهم ولا أوصافهم ، وهذا يعد من الإجمال المنهي عنه ،
قال إبن القيم –رحمه الله- في نونيته (ص:47):
فعليك بالتفصيل والتميــيز فالا***طلاق والاجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ***ـأذهان والآراء كل زمان
فوالله يا شيخ إطلاقك هذا قد أفسد كثيرا ، فلو أنك بينت من هم الجامية بأسمائهم لكان أفضل لك ولمن تبعك .
فيا شيخ لو رضيت بالمنهج الرباني خير لك من هذا الإجمال
قال عز وجل : ** وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[ الأنعام :55]
قال الشيخ ابن جبرين –هداه الله- : " ...يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ..."
قلت : وهنا أيضا إجمالان :
الأول : متشددون .
والشدة لا تكون دائما مذمومة فمنها الممدوح ومنها المذموم .
فكما عُرِّفت الحكمة : هي وضع الشيء في موضعه .
فمن الحكمة أحيانا إستعمال الشدّة لأن الأمر يقتضي ذلك .
ومن الأدلة على أن الشدة تكون ممدوحة أحيانا :
قوله تعالى : ** مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[ الحجرات :29]
وكان سلف الأمة وعلمائها شدديدن على أهل البدع وهاك طرفا من ذلك :
جاء في الإعتصام للشاطبي –رحمه الله-(1/62) : " عن ابراهيم بن شيبان القرميسيني صحب ابا عبد الله المغربي وابراهيم الخواص وكان شديدا على اهل البدع متمسكا بالكتاب والسنة لازما لطريق المشايخ والائمة"اهـ
وبوب الإمام الآجري في كتابه الشريعة " باب التحذير من طوائف تعارض سنن النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله عز وجل وشدة الإنكارعلى هذه الطبقة"
قال ابن تيمية في درء التعارض (2/96) : قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام ......
قال أبو الحسن: ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري"اهـ
ولو نقلت للقارئ الكريم كيف كان يعامل السلف الصالح أهل البدع من ضرب وجلد ونفي وحتى قتل ، لعلم أن ما يقوم به السلفييون في عصرنا هو قليل أو يكاد لا يرى بالنسبة لما فعله سلفنا الصالح .
الإجمال الثاني : "...على من خالفهم ..."
فأقول يا شيخ لو أنك بينت ووضحت لكان خير لك وأقوم .
هل هم متشددون على من خالفهم في المسائل الإجتهادية أو المسائل الأصولية الإعتقادية المنهجية والتي لا يجوز فيها الإجتهاد .
قل لي ياشيخ الجبرين : هل رأيت سلفيا رد على من قال أنه يجب القبض بعد الرفع من الركوع وشدد عليه وبدعه ؟
أو هل رأيت سلفيا رد على من يصوم يوم السبت في غير الفرض وشدد عليه وبدعه ؟
أو هل رأيت سلفيا شدد على من خلفه في مسألة خلافية يسوغ فيها الإختلاف ؟؟
لا والله فهم رحماء بينهم يعلمون أن هذه الخلافات المصيب له فيها أجران وللمخطئ أجر واحد .
بل إن السلفيين يردون على من مس باعتقاد أهل السنة والجماعة وابتدع في دين الله ما ليس منه .
كالخروج على ولاة الأمر والتهييج عليهم ، والتوسل بالنبي وعبادة القبور ودعاء أصحابها والإستعانة والإستغاثة بهم ، ونفي الصفات وتعطيلها والطعن في الصحابة والدعوة إلى التقريب بين السنة والرافضة والقول ببدعة الموازنات والدفاع عن أهل البدع وغيرها .
فيا شيخ الجبرين أتحداك أن تأتي لنا بسلفي شدد على من خالفه في مسألة يسوغ فيها الإختلاف .
فإن لم تجد فلزم عليك أن تقول : " أستغفر الله وأتوب إليه"
فإنك والله إفتريت إثما وبهتانا عظيما / وقلت ماليس لك به علم وربنا نهانا عن ذلك فقال :
** وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[ الإسراء : 36] قال الإمام البخاري –رحمه الله- في صحيحه : "أي لا تقل ماليس لك به علم"
قال الشيخ الجبرين–هداه الله- : " ... والذين يحسدون.."
قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، سبحان الله هذا بهتان عظيم .
والرد عليه من وجهين :
الوجه الأول : فالحسد من معاصي القلوب قال العلامة إبن القيم ( عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص:256) : " وكما أن الرغبة فى الدنيا أصل المعاصى الظاهرة فهى اصل معاصى القلب من التسخط والحسد والكبر والفخر والخيلاء والتكاثر ..."
وقال أيضا –رحمه الله- (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ص :35) في معرض ذكره عن الأسباب المانعة لقبول الحق : " ومن أعظم هذه الأسباب: الحسد. فإنه داء كامن في النفس،..."اهـ
فيا شيخ الجبرين من أطلَعك على قلوب هؤلاء الجامية فعرفت أنهم يحسدون غيرهم ؟
الوجه الثاني: هناك نوع من الحسد لا يعد مذموما وهو ما يسمى بالغبطة
جاء في التعريفات للجرجاني (ص: 163)" الغبطة : عبارة عن تمني حصول النعمة لك كما كان حاصلا لغيرك من غير تمني زواله عنه "اهـ
وفي القاموس المحيط (مادة غبط ص:701): " الغبط : تمنَّى نهمة على أن لا تتحول عن صاحبها"اهـ
فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنما- قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها).[ البخاري:73-مسلم 266)
قال الحافظ في الفتح ( 1/203) : " وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة وأطلق الحسد عليها مجازا وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه والحرص على هذا يسمى منافسة فإن كان في الطاعة فهو محمود ومنه{ فليتنافس المتنافسون} ..." اهـ
وقال النووي في شرح مسلم ( 3/286) : " قال العلماء: الحسد قسمان حقيقي ومجازي، فالحقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة. وأما المجازي فهو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن كانت طاعة فهي مستحبة، والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما"اهـ
فيا شيخ الجبرين يا ليتك وضحت وبينت وفصلت ، ماذا تقصد بالحسد هنا ؟؟ لكن من شاب على شيء شبّ عليه.
قال الشيخ الجبرين –هداه الله-: " ... والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم..."
قلت : قد بينت فيما سبق قسمي الحسد فمنه المحمود ومنه المذموم .
ولن أناقش الشيخ في المحمود لأمرين :
الأول : لأنه أمر محمود وتزكية فكيف أرد عليه ؟
الثاني : ما أظن الشيخ يقصد إلا المذموم إلا إذا أثبت لنا العكس .
قلت يا شيخ أن من تسميهم جامية يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة .
والرد عليك من وجهين :
الوجه الأول : هل يا شيخ" كل" هذه للعموم أم أن لها مخصصات ؟
فإن قلت: هي للعموم .فهذا ظلم وعدوان لأن السلفيين ردوا على من ظهر من أهل البدع ومن لم يظهر وسيأتي الرد التفصيلي إن شاء الله .
وإن قلت : لها مخصصات . فهذا من إجمالاتك التي ألِفناها .
فيا ليتك ذكرت من حسدهم السلفيون لأجل ظهورهم حتى يتبين للقارئ والسامع الحق وليحذر من الشر .
الوحه الثاني : بمنطلقك هذا يا شيخ ستعطل الشريعة ويعطل أصل أصيل من الدين وهو الجرح والتعديل الذي يعد من خصائص هذه الأمة .
ولكان رد السلف الصالح على أهل البدع المعروفين الظاهرين حسد .
فقد ردوا على الجاحظ الذي يعد من أشهر أدباء العرب .
وردوا على كبار الفلاسفة كابن سينا الذي يعدون من الدهات .
وردوا على الخوارج برغم كثرة عبادتهم واشتهارهم بذلك .
وانظر الرد الذي بعده للإستزادة .
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء..."
قلت : والرد من أوجه :
الأول : يا شيخ الجبرين ها أنت تأكد أن من تسميهم بالجامية يصدق عليهم الحسد ، وقد بينا أن الحسد من معاصي القلب الذي لا يختلف فيه مسلمان ، فمن أطلعك عليه ؟؟
الثاني : قلت "ينتقصون"
فمسلسل الإطلاقات والإجمالات مازال متواصلا .
قل لنا يا شيخ ماذا تقصد بكلمة ينتقصون ؟
هل هم ينتقصونهم في أعراضهم أو صفاتهم أو علمهم أو ماذا ؟
جاء في القاموس المحيط ( مادة نقص ص: 655) : " يتنقَّصه : يقع فيه ويذمه"
فيا شيخ الجبرين لو أنك بينت من هؤلاء الذين وقع فيهم السلفيون وذموهم من العلماء ؟
إن كنت تقصد العلماء سلمان وسفر وعائض وإبن لادن وسيد قطب والبنا ، فهؤلاء أهل بدع يجب ذمهم والتنقيص منهم حتى يحذرهم المسلمون .
وهذا هو ديدن السلف –رضوان الله عليهم-
ومن أمثلة ذلك :
بوب الإمام الشاطبي –رحمه الله- في الإعتصام : " الباب الثاني: في ذم البدع وسوء منقلب اصحابها"
وقال رحمه الله : " فإذا كل مبتدع مذموم آثم"
وأنا لا أريد الإسترسال في ذكر كيف كان السلف يذمون أهل البدع فهو أشهر من أن يذكر .
وإن كنت تقصد العلماء أمثال الشيخ بن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني والشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان وغيرهم فنطلب بالدليل على أنهم انتقصوهم أو ذموهم .
بل العكس هو المثبت فهم ينصحون العوام بالسماع لهم والرجوع إليهم ويربطونهم بهم .
ولا يوجد حسب علمي من يدافع عنهم كالسلفيين في كتبهم وأشرطتهم .
الوجه الثالث : قلت : " كل من برز من العلماء"
فيا شيخ الجبرين نعيد السؤال : هل يا شيخ" كل" هذه للعموم أم أن لها مخصصات ؟
فإن قلت : لها مخصصات لوجب عليك ذكر من انتقصوهم .
وإن قلت هي للعموم
فنقول سبحانك هذا بهتان عظيم .
فيا شيخ الجبرين أنا أعرض لك أمثلة ترد وتفند ما بهت به السلفيين .
- -بعض أهل البدع البارزين الذين رد عليهم السلفييون :
الغزالي:
1-"كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها "للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله-
2- "المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية" لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله-
القرضاوي:
1- "إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي" للعلامة المحدث مقبل الوادعي –رحمه الله-
2-"الإعلام بنقض الحلال والحرام "لمعالي الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-
3-"رفع اللثام عن مخالفة القرضاوي لشريعة الإسلام"العدني تقريض وتقديم مجموعة من المشايخ منهم : الشيخ النجمي والشيخ مقبل الوادعي .
البوطي:
1-" الرد على جهلات البوطي في كتابه فقه السيرة"للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-
الصابوني:
1-" تنبيهات عامة على ما كتبه الصابوني في صفات الله عز وجل " للشخ العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-
عمرو خالد:
1-" بيان حال عمرو خالد" شريط الشيخ السحيمي
2- " هل عمرو خالد يدعو للإسلام الحق" للشيخ خالد المصري.
سيد قطب :
1- "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره"
2-"العواصم لما في كتب سبد قطب من قواصم"
3-"مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وغيرها كلها للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي .
4- "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء تفسير الظلال " للشيخ عبد الله الدويش
حسن المالكي :
1-"الإنتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي "
2-الإنتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي" كلاهما للعلامة المحدث عبد المحسن العباد –حفظه الله-
3-"دحض إفتراءات أهل الزيغ والإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب" للشيخ العلامة ربيع المدخلي –حفظه الله-
محمد بن سليمان الأشقر
1-" الدفاع عن الصحابي أبي بكرة ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال"للشيخ العلامة المحدث عبد المحسن العباد –حفظه الله-
حمزة الميليباري:
1-"التنكيل بما في توضيح الميليباري من أباطيل "للشيخ العلامة ربيع المدخلي-حفظه الله-
علي جمعة "مفتي مصر":
1-" الرد على مفتي مصر "للشيخ العلامة المحدث أحمد النجمي –حفظه الله-
2-"الفتاوى العصرية لمفتي الديارالمصرية" للشيخ العلامة ربيع المدخلي –حفظه الله-
عبد المجيد الزنداني:
1-" الصبح الشارق في الرد على ضلالات الزنداني في كتابه توحيد الخالق"للشيخ يحي الحجوري
حسن الترابي:
1-" الرد على حسن الترابي" للشيخ أمان الجامي –رحمه الله-
فيا شيخ هذه بعض الأمثلة لا على سبيل الحصر .
فكل من ذكرتهم من أهل البدع وأغلبهم فاقت شهرتهم من تدافع عنهم لكن أهل السنة والجماعة السلفيون ردوا عليهم وبينوا فساد مناهجهم .
وأنت بنفسك يا شيخ الجبرين أصدرت فتوى تحذر فيها من القرضاوي .
فهل يعد هذا حسد منك لأنك انتقصت منه ، والقرضاوي يعد من أشهر أهل البدع إن لم يكن أشهرهم .
وأيضا هناك من العلماء السلفيين المشهورين الذين لم يتنقصهم من تسميهم بالجامية أمثال العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني والعلامة صالح الفوزان وغيرهم رحم الله الأموات وحفظ الأحياء.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض).[البخاري:5693]
فأعرف الناس بهذا الحديث هم السلفيون ، فطرح القبول في الأرض هو من عند الله فإذا دعوى أنه يحسدون كل من ظهر دعوى باطلة .
فيا شيخ إرجع إلى الحق خير لك من التمادي في الباطل .
فالرد على أهل البدع واجب سواء إشتهروا أم لا .
قال الشيخ الجبرين-هداه الله-: " كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم"
قلت : يا شيخ الجبرين هل تعد بدع من ذكرتهم من أهل البدع مجرد عثرات .
هل تعد المبايعة على الطريقة الحصافية الصوفية مجرد عثرة ؟
هل تعد سب الأنبياء وإسائة الأدب معهم مجد عثرة ؟
هل تعد الطعن في الصحابة مجرد عثرة ؟
هل تعد تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن مجرد عثرة ؟
هل تعد من يقول أن النصارى إخواننا في الإيمان مجرد عثرة ؟
هل تعد إباحة الغناء مجرد عثرة ؟
هل تعد عدم تكفير إبليس مجرد عثرة ؟
هل تعد الإستهزاء بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وردها بالعقل مجرد عثرة ؟
هل تعد إجازة الردة عن الإسلام مجرد عثرة ؟
وهل وهل وهل .......؟
والله لو أخذنا بهذا الكلام لهدم الدين ولقال في الدين من شاء ماشاء .
أين نحن من السلف الذين حذروا من البدع وأهلها وشددوا عليهم ؟
فوالله لو سردت مواقفهم لطال المقام ولكان في صفحات إن لم يكن في سفر كبير .
فإلى الله المشتكى.
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم"
قلت : وهذه أحد حلقات مسلسل التعميمات والإجمالات .
فلو ذكرت هذه العثرات والسكوت عنها لكان خير لك , حتى لا تظلم أحدا .
أو أنك تعتبر الخلافات الفقهية التي ييسوغ فيها الإختلاف عثرات وتقارنها بعثرات أهل البدع الكفرية أو الفسقية ؟
فيا شيخ من كلامك هذا يتأكد القارئ أنك لم تطلع أبدا على كلام من تسميهم بالجامية ، بل قيل لك فقلت .
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى"
قلت : فقد سبق وذكرت ثناء أهل العلم على الشيخ العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله- وأنه من كبار العلماء وأنه على عقيدة أهل السنة والجماعة ، وعلى منهجهم في الرد على أهل البدع ، شئت أم أبيت يا شيخ الجبرين .
قال الشيخ الجبرين –هداه الله- : " هذا سبب تسميتهم"
قلت : لا والله إنهم بريئون من هذه التسمية التي ألصقها بهم أهل البدع من حزبيين وتكفيريين وغيرهم .وقد سبق وبينة ذلك وفتوى الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله- في من يسمى جامية فيها كفاية والحمد لله ،وهنا أنصح إخواني أن يسمعوا شريط بعنوان" حقيقة الجامية" للشيخ عبد العزيز الريس فهو مفيد يرد على كثير من شبه هؤلاء القوم.
وفي الأخير نقول للشيخ الجبرين :
يا شيخ إتق الله وارجع إلى الحق فلقد بلغت من الكبر عتيا ، فلعل الموت يفاجئك .
واعلم يا شيخ أن من يفرح بفتاويك الأخيرة هم أهل البدع من حزبيين وتكفيريين وغيرهم.
فاحذر أن تركن إلى الذين ظلموا
ويا شيخ اعلم أن البعرة تدل على البعير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والله الموفق
وكتبه :
جمال بن عبد العزيز الربيعي
( أبو عاصم السلفي )
جمال بن عبد العزيز الربيعي
( أبو عاصم السلفي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..