الأحد، 11 سبتمبر 2011

وقفات مع العلامة الفلامة وجدي !


يا شيخ فؤاد أين هذا الاصلاحي المزعوم وجدي غزاوي قبلا، ألأنه لم يقبض المعلوم، وانتهى من كان يموله طريدا (القذافي) قام بالطريقة البائسة بالابتزاز؟؟.. كتبت لمرات، أحترم أولئك الاصلاحيين الذين تنادوا من قبل ، سواء اتفقت أم اختلفت معهم، ولكني احترمهم لأنهم اصحاب مبادئ، أما هذا البائس وطريقته الأسوأ في الاصلاح ، فلا احترام ولا قيمة أيضا..
عبدالعزيز قاسم



==============================================
 
ورد في لسان العرب : بَلْبَل القومَ بَلْبلة حَرَّكهم وهَيَّجهم ...
يقول المفضفض : تهدف الفضفضة إلى التنفيس عن الشعب ليفضفض ، ويعبر عن رأيه حتى لا ينفجر .
والواقع أنها تعبئة للشعب حتى ينفجر !!
 
أما قوله : ( فشعبنا العربي السعودي شعب يخاف أن يهمس بمعاناته فضلاً عن أن يجهر بها، وتجربة الشعوب من حولنا تؤكد أن حاجز الخوف لا بد أن يكسر!! وخشية أن يتم كسره بتقديم شهداء وإراقة دماء؟! رأيت وجوب الإسراع بكسرها باللسان وبفضفضة صريحة عملاً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : فإن لم يستطع فبلسانه ) .
فهذا الأمر مقيد بأن لا يترتب على إنكار المنكر منكر أعظم ، والإنكار العلني على الحاكم مقدمة وسبب للخروج عليه ، وما يتبعه من الفساد واختلال الأمن ، وهذا أعظم مما يكون عليه الحال قبله .
ويقول عن  منهجه في الطرح : لم اعتمد في طرحي على الروايات والحكاوي ومطية زعموا!! بل اعتمدت على مشاهداتي وتجاربي ورؤيتي الخاصة . كما في قوله تعالى " فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين" ، فقلت إذاً لن أقص إلا بعلم وبشهادة ورؤية وحضور وتجربة شخصية. لا للروايات والقيل والقال وحدثني ثقة أو أنبأني فلان أو علان .
 
ولم يذكر مما وقع له إلا بضعة قصص ، لا تخرج عن كونها حوادث فردية لا يلزم منها العموم .
وقال عن الشعب : إنه ( سأمَ المذلةَ والخناعةْ أو مفتِياً بوجوبِ طاعةْ ) .
 
والإفتاء بوجوب طاعة ولاة الأمر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال كما في كتاب السنة لابن أبي عاصم : ( اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثره عليك ، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ) .
فالسأم من الإفتاء بوجوب الطاعة لا يتناسب و( اعترافه وإيمانه بثبوت بيعتنا لأبناء الملك عبد العزيز كحكام شرعيين للبلاد. خلافاً للدعوات التي تنادي بإسقاط حكمهم أو تقليص دورهم ليصبح شرفياً أو ما يعرف بالملكية الدستورية ) .
و( الاستئثار بالولايات ) الذي تحدث عنه لا يبرر السأم من الإفتاء بوجوب الطاعة ؛ فهي واجبة في الأثرة ، كما نص على ذلك الحديث النبوي الشريف .
 
وقد ضرب مثلاً للاستئثار بالولايات بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي يتولى منصبه من 1975 ، وحتى اليوم عاصر خلالها ثمانية رؤساء لأمريكا ، وثلاثة عشر وزير خارجية لها!
ولم يورد سببًا يدعو إلى تغييره ، ولا سيما أن الأمير سعودًا الفيصل مشهود له بالكفاءة والحنكة والصدق والحكمة .
 
ومما يدل على افتقاره إلى الدقة والاتزان في أحكامه قوله تحت عنوان: إرهاب الشرع : (يرهبوك بالشرع!! بالنصوص!! بصكوك جهنم بالحكم عليك بالضلال والمروق من الدين ومخالفة الجماعة!! وكأنَّ الجماعة هي جماعة الظلم والقهر والاستعباد!!) .
مع أن علماءنا لا يحكمون على مخالف معين بالنار ، وإن كان ياسر الخبيث ، فضلاً عن الفقيه والمسعري ، ومن دونهم .
 
والجماعة المجتمعة على السمع والطاعة للحاكم المسلم ، وإن جار ؛ جماعة حق مشروعة؛ فمخالفتها ضلال ، ولا يصح وصفها بجماعة الظلم والقهر والاستعباد ، لأنها لا ترضى بالظلم .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (1 / 61 ) : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتماع والائتلاف ونهى عن الفرقة والاختلاف ، ولم يأمر بطاعة الأئمة مطلقًا، بل أمر بطاعتهم في طاعة الله دون معصيته ، وهذا يبين أن الأئمة الذين أمر بطاعتهم في طاعة الله ليسوا معصومين ؛ ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنوكم ، قال : قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟! قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله ؛ فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة ) .
 
وفي صحيح مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ؛ فمن عرف برىء ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : يا رسول الله أفلا نقاتلهم ؟! قال : لا ما صلوا ) ، وهذا يبين أن الأئمة هم الأمراء ولاة الأمور، وأنه يكره وينكر ما يأتونه من معصية الله ، ولا تنزع اليد من طاعتهم ، بل يطاعون في طاعة الله ، وأن منهم خيارًا وشرارًا ؛ من يحب ويدعى له ويحب الناس ويدعو لهم ، ومن يبغض ويدعو على الناس ويبغضونه ويدعون عليه ) .
 
وعن سياسة المملكة يقول : ( نداهن المجرمين ونؤوي القتلة والجبابرة ونعالج السفاحين وندعم الرؤساء الزائفين على حساب الشعوب العربية والقضايا الإسلامية!! ونحن الشعب نأكل تبن ، وعلينا السمع والطاعة) .
ولكن لا يلزم من ذلك تصحيح جرائم المجرمين ، والرضى عن قتل القتلة ، وسفح السفاحين، ودعم زيف الزائفين !!!
 
وقسم المفضفض الشعب السعودي إلى ثلاثة أقسام:
1. القطيع: لا هَمَّ له سوى العلف والمراعي. اطعم الفم تستحي العين!! ربي عيالك وخليك في حالك.
2. الفئة الضالة: شباب ضلوا فكرياً ومنهجياً وانخرطوا في التخريب والقتل والتفجير!! ضحايا تارة ومرضى منحرفون تارة أقرب.
3. المصلحون والناصحون: وهم روَّاد السجون وعُمَّار المعتقلات ...
 
فجميع رواد السجون وعمار المعتقلات بسبب آرائهم مصلحون وناصحون ، وكل من لم يكن من هؤلاء ، ولا من الفئة الضالة : قطيع لا هم لهم سوى الأكل وطلب الرزق ، وهذه قسمة جائرة ؛ فلا يلزم من التخريب ، والإنكار العلني تحقق كون المنكر منكرًا ،  كما لا يلزم من عدم التخريب ، وعدم الإنكار العلني ، مع تحقق وجود المنكر ؛ الرضى به ، وعدم الإنكار مطلقًا .
 
ومن الأخطاء الواضحة في الفضفضة القول بأن : ( تنظيم القاعدة بفكره ومنهجه ورجاله صنع في المملكة العربية السعودية!! ) .
 
فتنظيم القاعدة فكرًا ومنهجًا لم يصنع في المملكة العربية السعودية كما يعلم الجميع .
 
ومما يخالف الواقع التعميم – وهو كثير في الفضفضة  ، وقد سبق شيء منه - ، ومن ذلك قوله : ( قطعنا موارد الزكاة ، وحرمنا المحتاجين ، والمشروعا ت الخيرية من كل دعم وخير حتى نرضي ماما أمريكا ، ونمنع تمويل الإرهاب!! ) . والشطر الأول من التعليل أمر قلبي، لا يمكن الاطلاع عليه ، وليس بلازم بدليل وجود الشطر الثاني ...
 
ومن ذلك قوله : ( الانفصام الديني في شخصية المواطن السعودي هو نتيجة طبيعية لما مر به من فساد وقهر وكبت وإرهاب بالشرع!! مجتمعنا أكبر مجتمع يتلقى جرعات وعظية وتربية دينية ، ولكن سلوكه في وادٍ ، وما يتلقاه في وادٍ معاكس!! ) .
ومن ذلك قوله : ( دولة النفط الأول بلا مجاري ، وبلا طرق حديثة تصلح لسير السيارات الفارهة [!!] ، وبلا مياه ، وبلا خدمات رئيسة يستحقها المواطن!! ) .
ومن ذلك قوله : ( أجهزة الأمن، الشرطة، الجوازات، المرور، الأجهزة التي من المفترض أنها تسهر على راحة المواطن!! أفرادها غارقون في الفساد ، وتلقي الرشاوى علانية في وضح النهار!! فوضى واستهتار بحرية وكرامة المواطن ).
ومن ذلك قوله : ( الفقر سمة ظاهرة لمن عاش في بلاد النفط والثروات ) .
ومن ذلك قوله : ( لا أعرف دولة أو نظاماً تهين المقيم وتسلبه حقوقه كما هو الحال في بلاد الإسلام!! لا تصدقوني اجلسوا مع أي أجنبي أو مغترب ، واسأله: ما رأيك في المعاملة التي تتلقاها في المملكة والحقوق الآدمية التي تحصل عليها ؟! بس انتبه: لا تسأل لبناني هذا السؤال عشان لا أطلع كذاب! ) .
 
ومن الغريب الاستشهاد على الفساد الاقتصادي بوجود البطالة والفقر ، وهما موجودان في كل مكان وزمان بنسب متفاوتة ...
 
وقد وقع منه أثناء الفضفضة ذكر حسنة ؛ فاتبعها بالغمز ، وذلك حيث قال تحت عنوان "شعب بلا مسكن" : (والذي يملك مسكن من قبل الدولة فإنه يرضخ لذل سداد الأقساط).
وقد يسمي الأشياء بغير اسمهما ذمًا وهجاء ، كما سمى رسوم الدولة على الخدمات الأساسية مكوسًا وضرائب ، وهذه (أعني المكوس والضرائب) لا تكون في مقابل خدمة أو نفع معين ...
 
 
لا ينكر أحد أنه توجد أخطاء ، ويوجد فساد ، كما ذكر عما جرى في سوق الأسهم... فهذا لا بد منه في كل أمة ، ولكن نسبة ذلك إلى ما يوجد منه في الدول الأخرى من أقل ما يكون ... والحمد لله رب العالمين .
 ولا يغير الفساد والمنكر بمثل هذه الفضفضة التي تؤدي إلى فساد ومنكر أعظم كما تقدم ، ولكن بالنصيحة الخاصة والعامة ، بالمكاتبة ، أو الاتصال المباشر أو غير المباشر ، وترك المشاركة في المنكر حتى يتغير المنكر ؛ فإن لم يتغير مع تكرار النصيحة ؛ فلا يجب غير ذلك ، من استعمال اليد والسلاح ، بل يجب الصبر حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر .          والله أعلم .


فؤاد أبو الغيث
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..