الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

فضيحة في الانتخابات البلدية بالرياض

لجنة الفصل في الطعون الانتخابية وضعت الانتخابات البلدية في محك صعب.. من حق من يقرأ هذه العبارة التقريرية أن يتساءل لماذا؟
من ابراهيم بخاري
ع ق  816
يعلم الجميع أن الانتخابات البلدية تجربة وليدة لا يزال المواطن غير قادر على الحكم.. هل هي مفيدة أم لا؟
هذا التردد وضح في ضعف الإقبال..
ولكن المرشحين بذلوا جهوداً كبيراً في الإقناع بجدواها، ومنهم من وضع برنامجاً انتخابياً طموحاً على أمل أن يتحول إلى واقع ما دامت الدولة أيدها الله حريصة على إشراك المواطنين..
الرياض تحديداً شهدت حملة واسعة وشرسة بين المرشحين لنيل الثقة..
بعد سباق ماراثوني أعلنت لجنة الانتخابات نتائج الانتخابات..
         كانت النتائج بعضها يعكس منافسة حقيقية، وبعضها يعكس فارقاً واضحاً بين الفائزين. 



           

          
وعبر المواطنون عن سعادتهم بأن مضت الانتخابات بسلام.. وبدأ المرشحون يعدون العدة لمرحلة الاختبار الحقيقي لبرامجهم.
ولكن كان للجنة الفصل في الطعون رأي آخر.. فقد حرمت الفائزين الشيخ عبدالرحمن المهنا والشيخ خالد العريدي من ثمرة هذا الفوز المستحق




  -         لماذا مستحق؟


           لأن الشيخ خالد العريدي هو الثالث في ترتيب الفائزين السبعة عن الرياض، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، نال 450 صوتاً ومنافسه 266 صوتاً      






 .   









         أما الشيخ عبدالرحمن المهنا فقد كان الرابع في ترتيب الفائزين، بنسبة 37% من الأصوات في مدينة الرياض.




                                                            


وكان المستفز في هذا الحرمان أن يكون السبب كما ورد على لسان رئيس لجنة الطعون الدكتور فيصل الرميان للاقتصادية
         الشيخ المهنا.. كل ذنبه أن وضع في إعلان اسمه وعنوان منزله وهاتفه، فادعوا أنه حول منزله إلى مقر انتخابي.
السؤال: هل من أعضاء اللجنة من حضر اجتماعاً في بيت الشيخ، وهل وضع الرجل ما يدل على أي مظهر من مظاهر المقر الانتخابي من أنوار كاشفة ولوحات وبانرات ومكبرات صوت.
وإذا كان قد اجتمع بأحد في بيته، من الذي هتك حرمة هذا البيت، ليفشي ما يدور خلف جدرانه؟
ثم هل تعلمون من هي الشخصية المرموقة التي أسقطت الشيخ خالد العريدي؟ إنه الدكتور عبدالله المطلق عضوهيئة كبارالعلماء والمستشار في الديوان الملكي الذي زار المقر الانتخابي للمرشح، كما قالت اللجنة إن الدكتور مسفر البواردي عضو المجلس البلدي في الدورة الفائتة زار مقر الشيخ خالد.
قالت التعليمات يمنع استخدام الرموز في الدعاية الانتخابية، ولكن السؤال: هل تسلب هذه التعليمات مواطناً في قامة الدكتور المطلق من ممارسة حقه بصفته مواطناً يحمل بطاقة انتخابية في أن يرتاد ما شاء من مقار انتخابية؟
نعم.. وفق التعليمات لا يحق له أن يؤثر في غيره من الواطنين بالخطابة والتزكية، ولكن هل فعل أحدهما أو غيرهما؟
الإجابة بالطبع لا، لأنهما يحترمان التعليمات ويدركان فحواها، فالشيخ الدكتور عبدالله المطلق رجل دولة .. أليس هو مستشار الديوان الملكي.. والشيخ الدكتور مسفر البواردي أحد من خاضوا التجربة، والأدرى بشعابها.
التفسير الصادم: هل يفوت أمر هذه الزيارة وأبعادها على الشيخ عبدالله المطلق أو الشيخ مسفر البواردي؟ وهل لجنة الطعون تريد أن تنال من الرجلين وتظهرهما بالضاربين بالتعليمات عرض الحائط؟
بالله عليكم ما مدى الإحساس بالذنب الذي يمكن أن ينتاب الشيخين إذا أدركا أن زيارتهما حجبت إرادة المواطنين الذين اختارو الشيخ خالد العريدي؟
وهل إذا جاء د.المطلق أو د.مسفر البواردي أو أمثالهما من علمائنا الأجلاء كان على المرشح خالد العريدي أن يقول لهما: سعيك مشكور يا شيخ.. أنت ممنوع من الدخول.. وهل كان عليه أن يوقف أحد الإخوة من العمالة الأسيوية على الباب ليقول له: سيخ ما في ادخل..
هذا القرار العجيب أليس يفتح الباب لتفسيرات خبيثة.. ومنها: هل الدولة تريد حرمان العلماء من حق أصيل؟
لماذا يحاول من أصدر ها القرار أن يظهر كما لو أن الدولة والدعاة على طرفي نقيض؟
لماذا ودولتنا تتأسس على الإسلام وتتخذه منهج حياة؟ وهل زيارة المشايخ والدعاة مسبة أم أنها مصدر فخر واعتزاز.
 ومن الخبائث التي يمكن أن تطفو على السطح إذا قلبنا الصفحة.. هو أن الشيخ. المطلق والشيخ د. البواردي زارا مقر المرشح المنافس الذي صعد في مكان الشيخ خالد العريدي.. فكيف لهما أن ينجحا من فشل، ويسقطا من نجح، يالها من زيارة ناسفة.

 
 
                                                                   




                                                                    -        




هذا باب لا ينسد وتأويل له مخاطره


         الشيخ خالد العريدي لم يضع صوراً لأي شيخ زاره مقر الانتخابي في موقعه الانتخابي ولا في صفحة الفيسبوك.. بينما امتلأت صفحة منافسه بصور من زاروا مقره من المشايخ والدعاة.. فكيف للجنة ترفع وتضع أن تكيل بمكيالين، وتتجاوز أن أخطاء واضحة، وتؤل ما شاء لها التأويل في وقائع لا براهين عليها.
إن الخطر من مثل هذا القرار أنه يسلب غالبية أهل الدائرة الذين اختاروا الشيخ خالد العريدي حقهم، من دون أي سند من شرع أو قانون، وإنما هو تأويل وظن.
والسؤال.. هل نحن جادون في أن تكون الانتخابات إشراكاً للمواطنين في صناعة القرار، أم أننا نريدهم متفرجين سلبيين، ما دام أن خيارهم لا قيمة له، مقابل ظنون ثلاثة أشخاص يرون الأمور حسب أهوائهم.
إذا كنا قد اشتكينا من ضعف في الإقبال على انتخابات هذه الدورة، فإننا نخشى أن ينفض الناس تماماً عن انتخابات تصادر فيها خياراتهم.
بل الخوف أن تتولد هواجس تنعكس سلباً.. وهذا ما يتطلب الانتباه، حتى لا نفتح باباً لا ينسد.. فاللاعبون في المياه العكرة كثر.. حمى الله وطننا منهم.. وحماه من أنفسنا الأمارة بالسوء.. ليسود بيننا الحب.. ويعم العدل الذي هو أساس الملك.. وأساس كل تقدم.. وأساس تنمية الحس الوطني في دواخل أبنائنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..