الجمعة، 25 نوفمبر 2011

هؤلاء هم الرافضة اخلاقا وتعاملا

هل الخمس "لأهل البيت ووكلائهم" أم للمحتاجين من الشيعة وفقرائهم،

د.سعيد صيني
u r 937



أرجو أن يسمح لي الأخ الدكتور عبد العزيز قاسم بالتعقيب على مشاركات ثلاث هامة، مع محاولة الاختصار.

مقال الأخ ناصر الجاروف:

جذبني مقال الأخ ناصر الجاروف لأنه يتسم بشيء من العقلانية والأدب والصراحة المميزة في الحوار والإخلاص الشديد لوجهة نظره التي تمثل إحدى وجهات نظر إخوتنا الشيعة الذين نشترك معهم في الوطن الواحد والانتماء إلى الدين "الواحد"، وإن كان بصيغ متعارضة في بعض المعتقدات الأساسية.

وقد تضمن مقاله بعض الحقائق المتفق عليها بين أبناء المملكة، ولكن بعض هذه الحقائق جاءت مجردة من سياقاتها الطبيعية.

وأقول لأخي الجاروف متبعا أدبه وصراحته ما يلي:

أولا - نعم هناك ضرورة للموازنة بين مساعدة الآخرين، ولاسيما من المسلمين، وتلبية الاحتياجات المحلية للمواطنين. فالمساعدات لغير المواطنين هي من الضروريات التي تفرضها الأخوة الإسلامية، والعلاقات الدولية في عصر تستحيل فيه العزلة... ولكن الأولوية لأبناء الوطن. فتوفير الاحتياجات الضرورية المتسقة مع دخل الأسرة تأتي أولا لأنه واجب، والتصدق على الآخرين تأتي في الدرجة الثانية لأنه سنة...

ثانيا – قصة الخمس تثير تساؤلات عديدة، ومنها: هل الخمس "لأهل البيت ووكلائهم" أم للمحتاجين من الشيعة وفقرائهم، سواء أكانو من الفئة الأولى أو الثانية؟ فإذا كانت خاصة للفئة الأولى فيُفهم من هذا أن العقيدة الشيعية لا تُعنى بالفقراء ولا تجعل لهم أي قيمة، وتساعد بعض الأغنياء على الزيادة في الثروة. أما إذا كانت للفقراء فلماذا هناك شيعة فقراء؟ فالمُسّلمة المشهورة تقول "لو دفع من تجب عليهم الزكاة، أي 5, 2% من مدخراتهم السنوية فإنه لا ييقى بين المسلمين فقير، فكيف إذا كانت الزكاة (الخمس) هي 20% من المدخرات، ولاسيما أن النخبة المليونيرية الشيعية لا تخفى على أحد في دول الخليج كلها؟


ثالثا - يشكو أخي الجاروف من طريقة تعامل بعض أفراد الأغلبية المسلمة أو بعض الجهات الرسمية مع الشيعة لأنهم طائفة مختلفة. والحقيقة، إن هذا التعامل الذي يظهر أحيانا من البعض غير الشيعي تجاه إخوتهم في الوطن والمصير في الحياة الدنيا ليست سوى ردود فعل لبعض المعتقدات الشيعية، مثل تكذيب بعض آيات القرآن الكريم، والطعن في عِرض النبي الكريم وتشجيع لعن خيرة أصحاب نبي الإسلام، والتشجيع على أذية غير الشيعة من المسلمين خاصة.

وهي حقيقة واقعية يدركها معظم الشيعة الذين تلقوا دروسا على أيدي رجال دين متطرفين في الالتزام بالعقيدة الشيعية، ويجيزون غيبة وخيانة أتباع جمهور علماء المسلمين. ويدركها كثير ممن تعاملوا مع عدد كبير من إخوتنا الشيعة أو لمدد كافية أو في ظروف متنوعة. والروايات كثيرة عن وضع النجاسة في الطعام والشراب الذي يقدم "للسني". ومن المؤلم أن هذه الظاهرة تنتشر حتى بين بعض المثقفين من الشيعة الذين يدرسون في مرحلة الماجستير والدكتوراه في الولايات المتحدة أو أوربا مثلا.

ومثال ذلك أن يلتزم الشيعي بدوره في إعداد الطعام للمجموعة في المركز الإسلامي المحدد، فيرفض كلية تناول شيء مما يقدمه من الطعام للآخرين. وعند إحراجه يقطع البطيخة السليمة ويأخذ شيئا منها... ومثاله أن يشارك بعض إخوتنا الشيعة في توفير موائد الإفطار في رمضان التي يحرصون على حضورها لأنها تكون دسمة، وإن كانوا طوال السنة لا يعرفون الطريق إلى المسجد حتى أن أحدهم قد يصلي تحية المسجد إلى عكس اتجاه القبلة لأنه يحضر إلى المركز الإسلامي لأول مرة. وكانت مشاركتهم تتمثل في شوربة في قدر أو مشروبات في إناء مفتوح، ويستحيل أن يمس رئيسهم أو قادتهم شيئا منها، وقد يحاولون منع جماعتهم من الشرب منها.
ومن الطريف أن رئيس أحد المراكز الإسلامية كان يدرك هذه الحقيقة، فكان إذا شك في أحد يجبره بطريقة مؤدبة على أن يذوق الطعام أو المشروب الذي أحضره قبل غيره. فكانوا عندما يخرجون في حفلات الأعياد الإسلامية أو رحلات الترفيه، يمسك بكل إناء ويسأل: من أحضر هذا؟... فإذا لم يعلن أحد بأنه هو الذي أحضر الإناء كان يلقي بما فيه في الزبالة فاحتج عليه بشدة جماعة من المسلمين الذين يجهلون هذا الجزء من التربية الدينية عند المتطرفين من الشيعة. فتحدّى مدير المركز الإسلامي رئيس المجموعة المحتجة أن يتمكن من إقناع رئيس المجموعة الشيعية أن يتناول شيئا مما يحضرونه من طعام أو شراب. فعجز تماما مما جعله يعيد النظر في حقيقة ما سمعه من مصادر متعددة، وقصص مختلفة...

وأرجو أن يضع أخي الجاروف نفسه في مكان الأغلبية المسلمة فيسأل نفسه: إلى أي درجة يثق في من يدرس بأن "التقية ديني ودين آبائي، ومن لا تقية له لا دين له". وإلى أي درجة يستطيع الثقة في من يعتقد "أن من آذى سنيا كأنه صافح عليا"...؟

وعلى وجه العموم فإن الشيعة حسب قناعتي الشخصية وتعايشي مع كثير منهم، والسكنى معهم في شقة واحدة، ولمدة كافية... ينقسمون إلى فئات ثلاث رئيسة:

1) فئة تستخدم ما منحها الله من العقل وتحتكم إلى الفطرة السليمة ولديها شيء من الجرأة لتناقش ما يتلقاه من تعاليكم دينية من الملالي،

2) فئة مشابهة للأولى، ولكن تفضل المجاملة تفاديا للاصطدام مع من يحاولون فرض تعليماتهم الدينية،

3) فئة تنقاد أو تتحيز بوعي أو عن جهل "لما وجدنا عليه آباؤنا"، ولما تقوم الحسينيات بتدريسه..." ومن كان في ذكاء الجاروف وثقافته يعرف أين تقع الأغلبية من الشيعة.

نعم، هناك من اخوتنا "الشيعة" من يُحكِّمون عقولهم في معتقداتهم الجوهرية التي تتسبب في الفرقة بين المنتمين إلى الإسلام وفي إثارة الأحقاد بينهم. وهؤلاء لديهم من الكرامة والمروءة ما يجعلهم يترفعون عن ارتكاب الأعمال الخسيسة. ولدي ثقة بأن أخي الجاروف ومن يثني عليهم من الشيعة ينتمون إلى هذه الفئة، وهناك كثيرون ممن يتراوحون بين الفئة الأولى والثانية لا نعلمهم. والأمل في رحمة الله ثم في هاتين الفئتين لإزالة أسباب الفرقة وتعزيز الرابطة الاجتماعية والوطنية بين أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، وإن اختلفوا في بعض الأمور القابلة للتعدد.

أما الفئة الثالثة، فلا ترى بأسا، بل تحرص على كسب الأجر الذي يعدهم به بعض الملالي، فلا يتورع أحدهم عن مثل مسح النعناع بإبطه قبل أن يضعه في الشاي الذي يقدمه لزملائه في السكن الاختياري، وذلك مقابل الثقة به. ويصنع لنفسه كأسا خاصا، مدعيا أنه لا يحب السكر... ولا يتورع أفراد هذه الفئة أن يقدموا لمن يزورهم، من باب المودة، براد شاي، في غرفة خافتة الضوء، ويمتنعون كلية عن الشرب منه...
ومن المؤكد أن السجلات الرسمية لا تخلوا من حوادث خيانة لبعض الشيعة الذين ائتمنهم الوطن والحكومة في مراكز ومواقف ذات حساسية وحاسمة.

إني أدعوا بإخلاص المحب للخير لجميع اخوتنا في الوطن والدين...، ولمن ولاؤهم لوطنهم الذي ينعمون بخيراته ويرتبط به مصيرهم في الدنيا، أدعوهم إلى التحقق من الطرق التي تحقق لهم السعادة في الدارين، وأن يسعوا جادين في إزالة الأسباب التي تبعث الأحقاد والضغينة بين المسلمين ولاسيما بين أبناء الوطن الواحد وبناته.

سعيد صيني
28/12/1432هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..