الخميس، 8 ديسمبر 2011

ما أصدق ما ورد في عاشوراء؟

ما أصدق ما ورد في عاشوراء؟
سعيد صيني


أتحفنا الأخ أديب أبو المكارم في مقالين بقصص ظريفة ولكنها مُؤلفة على النبي صلى الله عليه وسلم حول علاقة عاشوراء بسبط رسول رب العالمين الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وأصحاب نبيه جميعا. مقال بعنوان "رسول الله (ص) يحتفي بعاشوراء"، وآخر بعنوان "أهل البيت (ع) يحيون عاشوراء ".
وهي قصص تمثل العقيدة الشيعية بصدق، تذكرني بأخ شيعي كان شديد الالتزام بالعقيدة الشيعية، حيث كان حريصا على الاستغاثة بالحسين وكان يقول في دعائه "يا علي.. يا حسين..." وقد يبدؤها ب "يا الله"...
أفاد في احدي جلساتنا قبل أكثر من ثلاثين عاما في الولايات المتحدة بمناسبة يوم عاشوراء بأن الله خلق يوم عاشوراء ليستشهد فيها "الإمام حسين"!... وبعض القصص التي أوردها أخونا أبو المكارم، مثل قوله: "احتفى رسول الله (ص) أكثر من مرة بمقتل سبطه الحسين (ع) حيث كانت تنزل عليه الملائكة من قبل الله عز وجل تعزيه في سبطه وحبيبه، وكان من حوله يرون بكاءه ويبكون لبكائه ..." ونسب حديثا إلى مسند أحمد لم أوفق في الحصول عليه... فلعل الأخ أبو المكارم يتكرم فيرشدنا إلى الطبعة والجزء والصفحة، حيث يقول: " ومن ذلك ما روي في مسند الإمام أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله، بشط الفرات، قلت وماذا؟ قال (ع): دخلت على النبي (ص) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، أأغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أُشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم. فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا."

فعلق أحد الإخوة من الشيعة "هذه مبالغات، لا يصدقها كل الشيعة"...
وذكر لنا أخ مسلم من الهند قصة طريفة. تقول القصة بأن أحد سلاطين الهند المسلمين تزوج بشيعية جميلة من الدولة الصفوية. فاستغل بعض علماء الشيعة مكانتها عند السلطان وطلبوا منها إقناعه بتنظيم مناظرة بين علماء الشيعة وعلماء "السنة"، وعلى أن يصدر السلطان في ضوء نتائجها أمرا إلى شعبه باتباع المجموعة التي تفوز في المناظرة.
فأحجم من يمثلوا جمهور علماء المسلمين، خشية من عاقبة الخطأ... وحاول السلطان إقناع أحد منهم، فلم يتمكن فغضب. وهنا تقدم مهرج السلطان معلنا قبوله للتحدي. ففرح السلطان لأنه سيحقق رغبة محظيته.
وفي اليوم الموعود، وقد اجتمع أعيان البلاد تأخر المهرج، ثم جاء يحمل حذاءه وكأنه خائف عليه، بدلا من وضعها عند الباب. فصاح السلطان غاضبا: "تتأخر وتتجرأ فتدخل البلاط ومعك حذاؤك؟"
فأجاب المهرج مستعطفا ومعتذرا: "مولاي السلطان. إن هذا الحذاء هدية من حماتي، ولو فقدته فلا أدري ما سيكون مصيري. فالشيعة عندهم عادة سرقة الأحذية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم".
فصاح علماء الشيعة بصوت واحد "كذّاب. لم يكن هناك شيعة في عهد النبي..."
وعندها التفت إليهم السلطان وقال: "كيف تقولون أنكم تمثلون الإسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عيه وسلم؟..."
من الواضح أن القصص السابقة عن عاشوراء هي قصص نمت في ظل التحزب المتطرف. وقد استغلها الملالي المتطرفون لتهييج أشجان الأتباع فيكسبوا طاعتهم العمياء. والاحتفال المؤلم في هذه المناسبة يعبر عن التأسف الشديد للتغرير بالحسين رضي الله عنه ليثور ضد كلمة عامة المسلمين المجتمعة على يزيد ابن معاوية، ولتخذيله بعد وعده بالنصرة، والتفرق عنه...
وأما أصدق ما ورد في عاشوراء فيمثله الحديث الذي أثبته البخاري وغيره. ويقول الحديث النبوي الموثق: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن أحق بصومه فأمر بصومه." (صحيح البخاري: ج 3   ص 1434)
وأسأل الله أن لا يحرم أي مسلم مخلص الهداية والرشاد والنجاة من النار والفوز بالجنة.

سعيد صيني
12/1/1433هـ
ع ق  991

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..