بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
بعدما نشرته مجموعتكم من حديث للغنوشي في معهد الشرق الأوسط الصهيوني في واشنطن للدراسات
أحب أن أتحدث إلى قراء مجموعتك عبر عدد من الفقرات أسبقها بالشكر للأخ الغيور على أمته عبدالله زقيل الذي حفزكم على نشرها بعد التصريح الموجز الذي قرأته له هنا
1-تحدثتُ في أكثر من مناسبة عن علاقة الثورات العربية بالمخطط الأمريكي المعلن : الشرق الأوسط الجديد , كما تحدثتُ بصراحة عن علاقة الحركات الإسلامية المنتظر فوزها بمشروع الولايات المُتَّحدة :إسناد الأمر في الشرق الأوسط إلى حكومات تعتمد الإسلام على الطريقة الأمريكية وتُلقي بالسيفين والمصحف جانباً , وتعبث بشعار الإسلام هو الحل , والسؤال هنا : هل آن الأوان للنخبة الإسلامية في بلادنا : أن تأخذ كلامي على محمل الجد وتفكر فيه بطريقة متأنية بعيداً عن التشنج والانفعال والسخرية , وُتقدِّم لنفسها تساؤلات حول تصريحات الغنوشي تلك , من مثل :
لماذا زار الغنوشي معهد الشرق الأوسط للدراسات في هذا التوقيت , ويجب قبل أن تُجيب أيها المُفكر عن السؤال أن تقرأ كثيراً عن هذا المركز ومهماته البحثية وماذا يُقدم للولايات المتحدة من توصيات .
لماذا فَتحت أمريكا ذراعيها للغنوشي الممنوع من دخولها ؟ ولماذا صرح بأن برنامجه لا يتضمن قطع العلاقة مع إسرائيل ؟
2-فلنتصور بصراحة لو أن كل ماقاله الغنوشي في هذا المعهد من حديث إيجابي عن إسرائيل قاله الأمير سعود الفيصل ماذا سيكون موقف نخبنا , هل ستلتمس العذر لسعود الفيصل كما هي تلتمس العذر للغنوشي .
3-إشارة الغنوشي وبصراحة للسعودية وتأليبه لإحداث ثورة في المملكة في قلب المعهد الذي أقطع يقينا بأن من خلاله قامت الثورات , ألا تثير في نفسك أيها النخبوي السعودي الإسلامي خاصة , ألا تثير في نفسك حنقاً على الغنوشي ؟
4-هل يمكننا قريباً أن نسمع من نخبنا الإسلامية استنكاراً لمقولة الغنوشي تلك في ذلك المكان وفي هذا الزمان ؟
5-أعتقد أن براءة المثقف السعودي ولاسيما الإسلامي من هذه التصريحات أصبحت حقا لازما ينبغي عدم السكوت عنه .
6-لماذا نظل نجامل الغنوشي لكونه يدَّعي أنه إسلامي حتى على حساب دولتنا التي وإن اختلفنا معها في بعض قضايا الإصلاح فإننا مدينون شيئنا أم أبينا لها بجمع كلمتنا وبما وصلنا إليه من من مكان ومكانة بين الأمم .
7-مهما قلنا عن إسلامية النهضة أو الإخوان في مصر فلن يصلوا إلى ما تضمنه المملكة العربية السعودية من حياة إسلامية ومن قضاء إسلامي ومن سياسة إسلامية , مع كل ما أقر به من أوجه القصور , فهل من المنطق أو الوفاء أو العقل : أن أجامل الغنوشي على حساب دولتي , مع أن الدولة التي ينادي بها الغنوشي وحسب تصريحاته تلك وما قبلها لا تصل إلى معشار ما هو موجود لدينا رغم كل الثغرات فيه .
8-ضع مكان الغنوشي أفسق العلمانيين واطرح عليه الأسئلة نفسها التي طُرحت عليه في معهد أبحاث الشرق الأوسط ثم قارن بين أجوبة الرجلين , وعندها قل لي : ألا تزال ترى بأن الغنوشي إسلامي ؟
9-السعودية كانت أعظم داعم معنوي وإعلامي لحزب النهضة قبل عام 1990وكانت أخبار حركة النهضة تتصدر صفحات الحياة والشرق الأوسط , فتذكر معي أخي النخبوي الإسلامي للغنوشي موقفاً واحداً جيداً من بلادنا , وقف مع الخميني منذ قيام الثورة , ورأى أنه أحد اثلاثة المجددين في العصر الحديث , ولا يزال يراه كذلك وأحد كتبه مهدى إلى روجه , مع أن الخميني يقول في كتاب الحكومة الإسلامية , يمكننا التصالح مع النظام البعثي في العراق ولا يمكننا التصالح مع النظام الوهابي في العراق ., ثم وقف مع صدام حسين في حرب تستهدف وجود المملكة العربية السعودية , ثمَّ هو الآن يكرر نفس الموقف ضد المملكة موقفاً يستهدف وجودها , فهل يمكن لك أن تفكر فيه قليلا وتُخفف من غلواء اندفاعك نحوه , ولو عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبب حبيبك هوناً ما , عسى أن يكون بغيضك يوما ما).
10- سل نفسك : هل يستطيع الغنوشي أن يُمَجِّد ثورة الشباب التي قامت في إيران قبل ثورة تونس وقُضِي عليها بالحديد والنار واغتصاب النساء , بالضبط كما يحدث في سوريا الآن .
11- لماذا يا ترى تحدث الغنوشي عن الثورة في السعودية والمغرب عدوتي إيران ولم يدعم بكلمة واحدة في موقفخ ذلك ثورة سوريا التي تناهضها إيران , مع أن المعلن هو وقوف الولايات المتحدة مع ثورة سوريا.
12- هل هناك علاقة أو رابط بين تصريحات الغنوشي في المعهد الصهيوني وبين تصريحات بعض الليبراليين السعوديين كتركي الحمد التي لا تختلف كثيرا عنها.
13- وأختم كلامي برسالة لصانع القرار في بلادنا :
كلام الغنوشي جاء من قلب مصنع الثورات العربية ويدل دلالة واضحة على أن المملكة موجودة في داخل الأجندة , وذراع أمريكا الإعلامي للثورات وهي الجزيرة جاهزة وتحت الطلب , ولا يوجد ما تردون به الطوفان المخطط لفتحه إلاَّ المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة بالإصلاح وفق المنهج الذي قامت عليه الدولة لأن غيره من المناهج سيكون وقوداً عليكم لا وقوداً لكم
د محمد السعيدي
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
بعدما نشرته مجموعتكم من حديث للغنوشي في معهد الشرق الأوسط الصهيوني في واشنطن للدراسات
أحب أن أتحدث إلى قراء مجموعتك عبر عدد من الفقرات أسبقها بالشكر للأخ الغيور على أمته عبدالله زقيل الذي حفزكم على نشرها بعد التصريح الموجز الذي قرأته له هنا
1-تحدثتُ في أكثر من مناسبة عن علاقة الثورات العربية بالمخطط الأمريكي المعلن : الشرق الأوسط الجديد , كما تحدثتُ بصراحة عن علاقة الحركات الإسلامية المنتظر فوزها بمشروع الولايات المُتَّحدة :إسناد الأمر في الشرق الأوسط إلى حكومات تعتمد الإسلام على الطريقة الأمريكية وتُلقي بالسيفين والمصحف جانباً , وتعبث بشعار الإسلام هو الحل , والسؤال هنا : هل آن الأوان للنخبة الإسلامية في بلادنا : أن تأخذ كلامي على محمل الجد وتفكر فيه بطريقة متأنية بعيداً عن التشنج والانفعال والسخرية , وُتقدِّم لنفسها تساؤلات حول تصريحات الغنوشي تلك , من مثل :
لماذا زار الغنوشي معهد الشرق الأوسط للدراسات في هذا التوقيت , ويجب قبل أن تُجيب أيها المُفكر عن السؤال أن تقرأ كثيراً عن هذا المركز ومهماته البحثية وماذا يُقدم للولايات المتحدة من توصيات .
لماذا فَتحت أمريكا ذراعيها للغنوشي الممنوع من دخولها ؟ ولماذا صرح بأن برنامجه لا يتضمن قطع العلاقة مع إسرائيل ؟
2-فلنتصور بصراحة لو أن كل ماقاله الغنوشي في هذا المعهد من حديث إيجابي عن إسرائيل قاله الأمير سعود الفيصل ماذا سيكون موقف نخبنا , هل ستلتمس العذر لسعود الفيصل كما هي تلتمس العذر للغنوشي .
3-إشارة الغنوشي وبصراحة للسعودية وتأليبه لإحداث ثورة في المملكة في قلب المعهد الذي أقطع يقينا بأن من خلاله قامت الثورات , ألا تثير في نفسك أيها النخبوي السعودي الإسلامي خاصة , ألا تثير في نفسك حنقاً على الغنوشي ؟
4-هل يمكننا قريباً أن نسمع من نخبنا الإسلامية استنكاراً لمقولة الغنوشي تلك في ذلك المكان وفي هذا الزمان ؟
5-أعتقد أن براءة المثقف السعودي ولاسيما الإسلامي من هذه التصريحات أصبحت حقا لازما ينبغي عدم السكوت عنه .
6-لماذا نظل نجامل الغنوشي لكونه يدَّعي أنه إسلامي حتى على حساب دولتنا التي وإن اختلفنا معها في بعض قضايا الإصلاح فإننا مدينون شيئنا أم أبينا لها بجمع كلمتنا وبما وصلنا إليه من من مكان ومكانة بين الأمم .
7-مهما قلنا عن إسلامية النهضة أو الإخوان في مصر فلن يصلوا إلى ما تضمنه المملكة العربية السعودية من حياة إسلامية ومن قضاء إسلامي ومن سياسة إسلامية , مع كل ما أقر به من أوجه القصور , فهل من المنطق أو الوفاء أو العقل : أن أجامل الغنوشي على حساب دولتي , مع أن الدولة التي ينادي بها الغنوشي وحسب تصريحاته تلك وما قبلها لا تصل إلى معشار ما هو موجود لدينا رغم كل الثغرات فيه .
8-ضع مكان الغنوشي أفسق العلمانيين واطرح عليه الأسئلة نفسها التي طُرحت عليه في معهد أبحاث الشرق الأوسط ثم قارن بين أجوبة الرجلين , وعندها قل لي : ألا تزال ترى بأن الغنوشي إسلامي ؟
9-السعودية كانت أعظم داعم معنوي وإعلامي لحزب النهضة قبل عام 1990وكانت أخبار حركة النهضة تتصدر صفحات الحياة والشرق الأوسط , فتذكر معي أخي النخبوي الإسلامي للغنوشي موقفاً واحداً جيداً من بلادنا , وقف مع الخميني منذ قيام الثورة , ورأى أنه أحد اثلاثة المجددين في العصر الحديث , ولا يزال يراه كذلك وأحد كتبه مهدى إلى روجه , مع أن الخميني يقول في كتاب الحكومة الإسلامية , يمكننا التصالح مع النظام البعثي في العراق ولا يمكننا التصالح مع النظام الوهابي في العراق ., ثم وقف مع صدام حسين في حرب تستهدف وجود المملكة العربية السعودية , ثمَّ هو الآن يكرر نفس الموقف ضد المملكة موقفاً يستهدف وجودها , فهل يمكن لك أن تفكر فيه قليلا وتُخفف من غلواء اندفاعك نحوه , ولو عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبب حبيبك هوناً ما , عسى أن يكون بغيضك يوما ما).
10- سل نفسك : هل يستطيع الغنوشي أن يُمَجِّد ثورة الشباب التي قامت في إيران قبل ثورة تونس وقُضِي عليها بالحديد والنار واغتصاب النساء , بالضبط كما يحدث في سوريا الآن .
11- لماذا يا ترى تحدث الغنوشي عن الثورة في السعودية والمغرب عدوتي إيران ولم يدعم بكلمة واحدة في موقفخ ذلك ثورة سوريا التي تناهضها إيران , مع أن المعلن هو وقوف الولايات المتحدة مع ثورة سوريا.
12- هل هناك علاقة أو رابط بين تصريحات الغنوشي في المعهد الصهيوني وبين تصريحات بعض الليبراليين السعوديين كتركي الحمد التي لا تختلف كثيرا عنها.
13- وأختم كلامي برسالة لصانع القرار في بلادنا :
كلام الغنوشي جاء من قلب مصنع الثورات العربية ويدل دلالة واضحة على أن المملكة موجودة في داخل الأجندة , وذراع أمريكا الإعلامي للثورات وهي الجزيرة جاهزة وتحت الطلب , ولا يوجد ما تردون به الطوفان المخطط لفتحه إلاَّ المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة المبادرة بالإصلاح وفق المنهج الذي قامت عليه الدولة لأن غيره من المناهج سيكون وقوداً عليكم لا وقوداً لكم
د محمد السعيدي
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..