الأحد، 12 فبراير 2012

«إنّا كفيناك المستهزئين» حمزة بين الشيطان وهمزه




عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف



حين يتقزم شخص ما، ويلتف بطاقة شيطانه، ويغتسل بماء الحمق، ويحتقن عقله بالرذيلة .. فيرتفع محلقا بنفسه في فضاءات الظلام، وظلال الضلال، وينطلق في متاهات التردي، ومساقط الفجور .. يقذف كلمات ليست كالكلمات، بل هي مصنوعة من نار التعاسة والشقاء .. فيطول ويتطاول على الذات الالهية .. الخالق البارئ المصور المجيد العزيز المهمين الصمد .. رب العزة الجلال   .. من له الاسماء الحسنى والصفات العلى من تقدس وجل جلاله وعلا .. لا حول ولاقوة إلا به  .. ثم يحاول الوصول بالسوء إلى مقام عزيز ، ورسول كريم أرسل رحمة ومبشرا للناس .. ختم الله ـ عز وجل ـ به مسيرة النبيين .. وحفظ به كتابه المبين .. فكانت سيرته عليه الصلاة والسلام أعطر سيرة، وأعظم حادث يمر على البشرية جمعاء.
شخص تمتم بكلماته (المعفرتة)، وألفاظه الكريهة، وخاطرته المشينة فسخّرها وسخر بكل جرأة من شخص الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فجعله كشخص عادي يستطيع الكلام عنه بأي لغة وأسلوب .. شخص محسوب أنه ركع وسجد وجهه لله، وحسب انه من أرض النبوة ومهبط الوحي ومنزل الرسالة المحمدية .. أرض تحارب من يحارب الدين ورموزه وقيمه .. أرض مباركة قامت على شريعة الدين الخالص من كتابه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .. فكيف يتجرأ شخص يقيم على هذه الأرض الكريمة ويفكر مجرد تفكير في أن يشخصن ويشخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم) في خواطره الفارغة، وكتابته القاصرة.
هل ضاقت آفاق الصور والخيالات والأحداث والأشخاص والأسماء ليتناول أحدها وليحكي ما شاء عنها ؟ هل يتجرأ أن يحكي و(يتمسخر) على وجيه أو شخصية اعتبارية ويحكي بخواطره السقيمة كما حكى
قبل فترة طاشت عقولنا، واهتزت قلوبنا، وبكينا، وغضبنا، وقاطعنا، ودعونا الله أن ينتقم حين تجرأ رسام دنماركي على محاولة الإساءة لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وترصدنا وتصدينا بما نستطيع من كلماتنا وأقوالنا وردودنا ودعواتنا لكل من يحاول أو يكرر هذا الأمر بالإنكار .. واليوم يقفز أحدهم من بلادنا محسوب علينا للأسف ويتهكم ويسخر ويزداد سخرية حين يقول (لم أقصد) .. هل ضاقت آفاق الصور والخيالات والأحداث والأشخاص والأسماء ليتناول أحدها وليحكي ما شاء عنها ؟ هل يتجرأ أن يحكي و (يتمسخر) على وجيه  أو شخصية اعتبارية ويحكي بخواطره السقيمة كما حكى.
ختام القول : لست جزعا ولن أتضايق فالله ـ عز وجل ـ كفى نبيه (صلى الله عليه وسلم) المستهزئين فقال عز وجل : «إنا كفيناك المستهزئين «.. لكن إبراء للذمة ونصرة لدينه لابد أن قضية كهذه يجب ألاّ تمر بإيقاف مستهلك، أو إجراء روتيني هزيل يجب أن يكون هناك رادع حقيقي يجعل أي شخص لا يفكر في أن يضع الدين ورموزه على كف الاستهزاء والتطاول مرة أخرى. لقد أصدرت قرارات طيبة منعت وحذرت وسائل الإعلام من التطاول على المفتي ـ وفقه الله ـ أو يذكر علماءنا بسوء فكان الأمر مغلفا بإرادة وقوة القيادة الرشيدة وليس هؤلاء أعز من نبينا الكريم ودينه القويم، أفلا يستحق من هو أعظم منهم أن يوجه بأعظم من ذلك

ع ق  1255

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..