الجمعة، 24 فبراير 2012

عن عدم استئناف عايض القرني الحكم هذه أخلاق الدعاة الذين يستحقون التقدير


د.سعيد صيني


لقد كنت أتوقع أن يتبادل القرني والعضيدان التنازلات تصحيحا للوضع الذي أسهمت فيه عوامل متعددة، منها ثقافة حرية النقل المطلقة، ومنها القصور في إجراءات النظر في القضية...
وغاب عن ذهني أن داعيتنا الكبير قد يصمد أمام
الهزة الكبيرة التي أحدثتها القضية التي لا تثبت ضده، والحكم الذي جانب الصواب. لهذا سرني جدا أن أقرأ خبر:
"نفى الداعية عايض القرني، نيته استئناف الحكم في قضية الكاتبة سلوى العضيدان، التي اتهمته بالسطو على كتابها «هكذا هزموا اليأس»، وهو ما أثبتته لجنة حقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام، التي حكمت بتغريم القرني 330 ألف ريال، وسحب كتابه «لا تيأس» من الأسواق."
فهذا الخبر يؤكد ما ذهبت إليه في وصف داعيتنا الذي نعتز به في مقالي "القرني والعضيدان ضحيتان، والمذنب هو ثقافة حرية النقل المطلقة". فقد أثبت أن منهجه التسامح في أصعب الظروف الاستفزازية. ودليل ذلك أنه عرف أن الأستاذة العضيدان قد أخذت حرفيا أو شبه حرفي خُمس كتابها من بعض كتبه، ولم يعترض. بل أثنى على كتابها وعلى المؤلفة ثناء كان أفضل مديح حصل عليه الكتاب ومؤلفته.

وقدمت الأستاذة العضيدان فيه شكوى معتقدة بصدق أنه نقل من كتابها، حيث غاب عن ذهنها احتمال نقله من المراجع التي نقلت منها هي بالطريقة نفسها. ومع هذا لم يعترض على استخدام ثنائه العاطر لترويج كتابها بوضعه في غلاف الطبعة الثانية.

وهو للمرة الثالثة يثبت صموده على منهجه الذي يليق بكبار الدعاة، حتى بعد صدور حكم "رسمي" بإدانته، فيتنازل عن الاستئناف رغم أن نقض الحكم مضمون. فقد كان مبنيا على حيثية ناقصة، أي التطابق فحسب. فلو استخدمت اللجنة الحيثية ذاتها فإنها ستجد نفسها مضطرة لإدانة كتاب "هكذا هزموا اليأس"، ولاسيما مع وجود اعتراف ضمني بأن كتب القرني الأربعة كانت من مراجع المؤلفة، وثابت أنها نقلت منها حرفيا أو شبه حرفي، وبدون سابق إذن.
ولهذا أقول لقد جاء دور الأستاذة سلوى العضيدان لتثبت بأنها مسلمة لا تفتقد الشعور بالامتنان، وليست جحودة، كما أثبتت من قبل أنها جديرة بأن تكون مشرفة اجتماعية قدوة تترفع عن السباب والشتائم في الدفاع بقوة عن ما تصورت أنه حق لها. وقد صرّحت من قبل بأن الكسب المادي لا يهمها، فقد جاءت الفرصة لتثبت بطلان التهم التي وُجِّهت لها، وهي أنها تبحث عن الشهرة و...، مستغلة شهرة الدكتور القرني... وأرجو أن يكون تنازلها عن الحكم شفيعا لها عند رب العالمين ليشفي لها ابنها. فمن إيجابيات تنازلها كسب دعاء الآلاف من الذي سيستفيدون من كتاب "لا تيأس"، إلى جانب كتابها "هكذا هزموا اليأس".

أقترح هذا وأنا واثق من أن الأستاذة سلوى العضيدان قد سبقتني إلى القرار المقترح في نفسها. فهذا ما يليق بالمسلمات الكريمات القدوات.

سعيد صيني
 ع ق 1298
2/4/1433هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..