الخميس، 17 مايو 2012

صعود نجم الدولة السعودية العظمى

 القمة الثانية والثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي قد يتم تذكرها على أنّها"فجر الخلافة" مع الإقتراح السعوديبتسريع اتحاد الدول الست المنضويةتحت راية المجلس ما يرجح تبدلاً إقليمياًحاسماً بحسب ما تنقل لكم العالمية(www.alamiya.org) عن مجلة"فرونت بايج". فالإتحاد هذا موصوفبأنّه على "طريقة الإتحاد الاوروبي"،لكنّه على مستوى التطبيق سيكون نسخةأكبر من الإمارات العربية المتحدة، وهي الدولة الفيدرالية التي تضم 7 إمارات.

وتتابع المجلة أنّ مثل هذا الكيان المتحد سيتميز بناتج محلي إجمالي يصل إلى 35 مليار دولار و35 في المئة مناحتياطي النفط العالمي، ما يعطيه نفوذاً لا حد له على مستوى العالم. وبمثل هذه النواة من القوة والثروة فإنّ هذاالإتحاد من المفترض أن يعزز نفوذه على باقي المنطقة والعالم ككل. وإذا ما ضم مجلس التعاون الخليجي اليمنفغنّه سيكون قادراً على بسط سيطرته على معظم الخليج العربي، وإذا ما ضم ليبيا، والسودان، والعراق فإنّ عددسكانه سيصبح 100 مليون نسمة، وسيحتفظ باحتياط نفطي عالمي يصل إلى 50 في المئة.

وأدت الثورات العربية والبرنامج النووي الإيراني مؤخراً إلى تسريع عملية تعزيز الإتحاد، خاصة بعد التقدم الذيحققته قوات درع الجزيرة في البحرين في الحفاظ على العائلة المالكة هناك، ما جعل البحرين معتمدة أكثر علىالدعم السعودي، والأكثر حماسة رسمياً تجاه الإتحاد.

ولم تشكل البحرين انتصاراً ضد إيران فقط، بل عزز ذلك النفوذ السعودي في مواجهة أيّ إجراءات غربية ضدأعضاء مجلس التعاون الخليجي تحت المظلة السعودية، كما أضاف وزناً لدعوة وزير الخارجية السعودي سعودالفيصل إلى سياسة خارجية ودفاعية مشتركة. ويمكن للسعودية أن توفر لأعضاء مجلس التعاون الخليجي الحمايةبدافع من نفوذها الهائل في الغرب، بالإضافة إلى كونها تمتلك أحد أكبر الجيوش في المنطقة، وأكثرها تدريباًوتسليحاً من جانب الولايات المتحدة. كما ستوفر مظلة نووية في نهاية المطاف.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما قد تركت خيارات قليلة لحكومات المنطقة، حيث يمكنهم إما انتظارأميركا وأوروبا لتسليم دولهم للإخوان المسلمين على طبق من فضة، أو أن يكونوا دمى في يد إيران، أو أن يعودواإلى عباءة الإكبراطورية العثمانية في ظل الحكومة التركية الحالية، وفي الجهة المقابلة يمكنهم أن يتطلعوا إلىالسعودية من أجل القيادة والعون.

الربيع العربي وضع تحركين تجاه الخلافة الإسلامية على المسار. فهنالك خلافة الإخوان المسلمين في الدولالعربية الإشتراكية التي ضربتها الثورات وأطيح بحكامها من مصر وتونس واحتمال ليبيا وسوريا. وهنالك خلافةمجلس التعاون الخليجي الأكثر تقليدية والمعتمدة على العائلات الحاكمة والمعززة بالثروة النفطية.

هما خلافتان ليستا على صراع، لكن وبينما تحاول خلافة الإخوان المسلمين ربط دول مختلفة ببعضها البعض، فإنّمجلس التعاون الخليجي سينطلق من أسس راسخة أكثر، حيث سيضم اليمن ويتنافس مع إيران على البحرين ومنبعدها العراق.

ولدى الخلافة السعودية ميزتان؛ فالثروة النفطية لدول مجلس التعاون تعني أنّ بإمكانها درء معظم الإضطراباتالمحلية. ومع قلة اعتماد تلك البلدان على الأجهزة العسكرية والإستخبارات كما في باقي الدول العربية، فإنّها تملكالزمان والمكان لتتشكل في إطار الدولة السعودية العظمى. وستكون البحرين الإختبار الأول، وإذا تمكن السعوديونمن حفظ البحرين ضد القلاقل الإيرانية وضغط منظمات حقوق الإنسان الغربية فإنّهم سيثبتون أنّهم الجواد الأقوى فيالمنطقة. أما إذا خسروا البحرين فسيعتبر مجلس التعاون الخليجي قوة وهمية تعتمد على الدعم الأميركي فقطلبقائها.

اليوم يشهد الشرق الأوسط سيطرة إسلامية متسارعة. وإذا ما سقطت مصر وسوريا بيد الإخوان المسلمين فإنّالقوى الرئيسية العسكرية في المنطقة، وبصرف النظر عن إسرائيل، ستكون كلها من الإسلاميين السنّة والشيعة،سواء في مصر أو تركيا أو إيران أو المملكة العربية السعودية.

ويواجه الشرق الأوسط خياراً ما بين القاهرة، وطهران، والرياض، ما بين الإخوان المسلمين، والنظام الإيرانيالديني، والسعوديين. وبينما يمثل الخيار أهمية خطيرة لدول المنطقة، فإنّها خيارات شبيهة ببعضها البعض فيالحقيقة ستؤدي إلى ظهور طغاة إسلاميين وقمع للمرأة وأقليات دينية وحرب مع باقي العالم.


والله من مصلحة دول الخليج تلبية دعوة مليكنا خادم الحرمين الشريفين قبل أن تؤكل واحدة تلو الأخرى، ومثل هذه الأراجيف هو تخويف لها فقط.. عبدالعزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..