ذكر أخونا عبد الله أبو جابر - وفقه الله - أن هناك قولاً آخر في معنى حديث (تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك،
وأخذ مالك؛ فاسمع وأطع) ذكره العريفي نقلاً عن ابن حجر والنووي؛ وهذا وهم؛ فلم يقل
النووي وابن حجر في
الحديث ما قاله العريفي.
وأما قضية إتهام بعض الناس بالغلو في الطاعة، فبين أنها تنطلق
من:
- تبديعهم وتضليلهم لكل من خالف الدولة في شيء، وتصنيفه
من المحرضين على الدولة، ومن الخوارج.
ويصعب إثبات أن شخصًا يبدع ويضلل كل من خالف الدولة في شيء؛
مالم يصرح بذلك؛ فكيف بإثبات أن جماعة تبدع وتضلل كل من خالف الدولة في شيء؛ لمجرد
أنه خالف الدولة..؟!
وأضاف:
- وتمجيد - زائد - للحكام وأعمالهم، مع تجاهل للأخطاء واضح.. بل
ويتغير الموقف سريعاً من الشخص إذا خالف الدولة في شيء وعارض عملاً من الأعمال.
وهذا شيء غير الطاعة، يمكن أن يسمى – مثلاً- الغلو في الحكام،
ويناقش بصورة مستقلة...
وكون التمجيد زائدًا وصف نسبي؛ فوصف المملكة العربية السعودية
بأنها أفضل بلاد العالم المعاصر؛ قد يعتبره بعض الناس تمجيدًا زائدًا، بسبب وجود
أخطاء فيها، وإن لم يكن كذلك، كما أن بعض الناس لا يرى أنها تستحق التمجيد أصلاً
بسبب تقديره لحجم تلك الأخطاء...
ومثَّل أخونا عبد الله أبو جابر لذلك بمثال وصفه بمناصحة الشيخ
صالح اللحيدان، والمناصحة لا يصح أن تكون مثالاً للتبديع والتضليل!!
وتابع:
- والغلو في الطاعة موجود بطريقة (طويل العمر أبخص).
وهذا يكون غلوًا في الطاعة إذا قيل في كل شيء، ولا قائل بذلك،
أما إذا قيل فيما هو أدرى به من الأنظمة والسياسات الداخلية والخارجية، بما له من
أعوان ووسائل ليست لغيره؛ فهذا القول صحيح، وهو من الثقة بولاة الأمر، وليس من
الغلو في طاعتهم.
وختم:
- والسكوت عن المنكرات المعلنة في البلاد، ورغم أن الكل يراها؛
يظلون متجاهلين لها، ويستمرون في الحديث عن سلفية البلاد ومحافظتها.
ولست أخالف في هذا لكنني أخالف في ذكر أحد والوجهين والتعامي عن
الآخر.
لو قال إقرار
المنكرات أو الرضا بها لكان هذا غلوًا في طاعة الحاكم، أما السكوت عن المنكرات المعلنة
في البلاد بمعنى عدم إنكارها عليه علانية، فليس من الغلو في طاعة الحاكم، لأنه لا
يلزم من ذلك عدم إنكارها مطلقًا؛ فهي تنكر عليه فيما بين المنكر الناصح وبينه، وينكر
العمل المحرم مجردًا علانية، وينكر على من يباشره علانية، بحسب القدرة، كما دلت
على ذلك السنة.
أما كلامه عن ذكر سلفية البلاد ومحافظتها والتعامي عن المنكرات المعلنة فيها، والتمجيد - الزائد - للحكام وأعمالهم، مع التجاهل الواضح للأخطاء؛ فأرى – مع الأسف، وأرجو أن لا يجد في نفسه عليّ شيئًا - أنه طبقه في مقاله: الإخوان.. عقود من إثارة الجدل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..