الخميس، 14 يونيو 2012

لقاء مع الأستاذ صالح الغامدي مؤلف كتاب : الإسلام الذي يريده الغرب

من أفضل البحوث والدراسات التي تناولت تقرير راند ، دراسة علمية وموضوعية أعدها الباحث الأستاذ صالح الغامدي ، وقد جاءت ثرية وغنية بالمعلومات ، وعلى قدر جليل من النقد والتحليل الموضوعي ، وقد تبني مركز الفكر المعاصر طباعتها بعنوان ( الإسلام الذي يريده الغرب )...

حملنا هذه الأسئلة للمؤلف حول أبرز المحاور التي تناولها الكتاب، لنساهم في تعريف القارئ الكريم بقيمة هذا الكتاب الذي سيطرح في الاسواق قريبا بإذن الله تعالى فكان هذا اللقاء...

أجرى الحوار : العطبري

س: المؤسسة تاريخها قديم وسبق أن صدر لها عدة تقارير في هذا الصدد أو في أمر مماثل ، وكلها كانت تأخذ منحى تداولي خاص بحسب طبيعة المهمة الاستشارية الموجه لمؤسسة الحكومة ... لماذا الخروج عن هذه الطبيعة في هذا التقرير بالذات ... لاسيما وهو ترجم إلى العربية من نفس المؤسسة وتم نشره وتداوله ..

خصوصا إذا عرفنا وحسب ما ورد في كتابكم أن صاحب مصطلح "محور الشر " وهي الكلمة التي وردت على لسان بوش الابن وصفا للعراق وكوريا وإيران ،من إبداع "ديفيد فروم "أحد ابرز الباحثين في "معهد منهاتن" وأنه فقد منصبه لمجرد تسريبه هذه المعلومة للإعلام ..

الحمد لله القائل (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:

بداية أشكر لكم كريم استضافتكم، وأتمنى لكم المزيد من التقدم والعطاء،،

فيما يتعلق بمؤسسة راند، فالمؤسسة لها تاريخها الطويل كما تفضلتم؛ سواء فيما يتعلق بشراكتها الاستشارية مع الحكومة الأمريكية، أو فيما يتعلق بدراساتها عن العالم الإسلامي والتي هي أيضاً تقع –في الغالب- في جانب الاستشارات الحكومية الأمريكية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فلا يخفى عليكم بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م تعتبر نقطة تحول في كثير من القضايا والعلاقات السياسية وغيرها، ومن تلك القضايا ما يسمى بدراسات الشرق الأوسط والتي تصدرها مراكز الفكر والرأي الأمريكية (Think Tanks)، ومنها بطبيعة الحال مؤسسة راند، حيث أصبحت دراسات تلك المراكز عن العالم الإسلامي وتحديداً الشرق الأوسط –كما يسمونه- في الغالب تسير في فلك النبرة الأمريكية الحادة المتصادمة التي تلت 11 سبتمبر2001م، والتي تتلخص في محاولة الوقوف في وجه العالم الإسلامي والذي بات بعد 11 سبتمبر في قفص الاتهام الأمريكي، فأتى تقرير مؤسسة راند "إسلام حضاري ديمقراطي/ شركاء وموارد واستراتيجيات" الصادر في عام 2003م ليكون بمثابة مشروع شبه متكامل لتغيير الإسلام (وليس المسلمين فقط) عبر شركاء مسلمين داخل إطار العالم الإسلامي، أي بعبارة أخرى أكثر بساطة: تغيير الإسلام بأيدٍ إسلامية. والتغيير هنا بمعنى جعل الإسلام بعقائده وشرائعه منسجماً ومتوافقاً مع المصلحة الغربية، وهنا تمكن أهمية وخطورة التقرير، إذ إنه عبارة عن مشروع معلن لتغريب الإسلام (وليس المسلمين فقط)، هذا أولاً وثانياً، أن الإدارة الأمريكية تُعوِّل كثيراً على الأبحاث المقدمة لها، ومن هنا لا يمكن القول أن هذا التقرير الصريح الصادر من مؤسسة "شبه حكومية" سيبقى حبيس الأدراج أو أنه مجرد تنظير وأفكار لن تجد طريقاً لأرض الواقع.

أما فيما يتعلق بمصطلح"محور الشر" والذي يرتبط ذهنياً بالرئيس الأمريكي الأسبق "بوش الابن" فقد أوردته في دراستي كمثال على مدى استفادة الساسة الأمريكان (حتى في الألفاظ) من مراكز الفكر الأمريكية، فهذا المصطلح "محور الشر"(Axis of Evil ) ، والذي وُضع لتسمية كوريا الشمالية والعراق وإيران، وكان منطلقاً للرئيس "بوش الابن" في حربه على "الإرهاب"، هذا المصطلح ابتدعه "ديفيد فروم" وهو أحد خبراء أهم معاقل الفكر المحافظ وهو معهد مانهاتن ((Manhattan Institute، والذي طُرد من منصبه ككاتب لخطابات الرئيس "بوش الابن" لأنه سرَّب للصحافة أنه هو من ابتكر هذا المصطلح!



س: التناول السطحي للغاية ، و الوهن والاختزال المعرفي في الإلمام بأس المنهج الدلالي والاستدلالي للموضوعات والقضايا المطروقة في التقرير ، تكاد تعرب عن نفسها حتى لغير بصير بعلوم الإسلام ومعارفه ... وهذا على خلاف المألوف في مثل هذه المؤسسات العلمية العتيقة ... مما يؤكد أنه ليس أمر اعتباطي وإنما هناك مرامي من وراء هذا الصنيع .. هل تتفق مع هذه الرؤية ، وما هي الأهداف التي يرمي لها التقرير لو قلنا أن له أبعاد كامنة غير معلنة

اتفق إلى حد كبير مع هذه الرؤية، فمؤسسة راند على سيبل المثال حققت نجاحات باهرة عبر أكثر من نصف قرن في الأبحاث العلمية والعسكرية وكان لها دور كبير في تطوير كثير من المجالات التقنية التي أفادت العالم، ولكن حينما تأتي لتنظر في أبحاثها عن العالم الإسلامي تجدها تفتقد إلى الدقة والموضوعية، وقد أثبت ذلك بالأدلة العلمية أثناء دراستي لتقريرها الشهير (إسلام حضاري ديمقراطي/ شركاء وموارد واستراتيجيات)، مما يدل بشكل كبير على أن المسألة لا تعدو خدمة هدف محدد مسبقاً، بشكل يبدو في ظاهرة الإنصاف والموضوعية، ولكن في باطنه المكر وقلب الحقائق وخدمة المصالح الغربية، وهذا في الحقيقة ما يجعل هذه المراكز بتقاريرها صورة حديثة للاستشراق التقليدي القديم الذي أساء (في مجمله) إلى الإسلام والمسلمين وكان في حقيقة أمره خادماً للاستعمار والسياسة الغربية آنذاك.

ولا يفوت التنبيه هنا إلى أن النقد العلمي لهذه التقارير وبيان مثالبها لا يقلل من خطورتها، ذلك لأنها إنما أعدت (في الغالب) لصانع القرار الغربي، ولم تعد لأجل المعرفة فقط بالعالم الإسلامي، وهنا تكمن فائدة دراسة ومتابعة ما تكتبه مراكز الفكر الغربية عن العالم الإسلامي، إذ يمكن القول أن دراستها عبارة عن كشف مبكر عن مشاريع الغرب في المتوقعة العالم الإسلامي، أياً كان نوعها أو هدفها.

س : هل فعلا هذا التقرير موجه للساسة ومن يمسك بزمام توجيه الدفة في السياسة الأمريكية ، أم بالون اختبار فكري يجس مدي حساسية النخب الحرة لمبدأ المؤامرة بقياس المضادات الحيوية التي يفرزها جسد الأمة لمقاومة مجرد ذكر مثل هذا الطرح ، إذا كان الأول ألا ترى أنه في الإعلان عن التقرير تضيع لهدفه .... وإذا كان الثاني هل فعلا وجد هذا التقرير التجاوب الذي يعرب عن يقظة وتفطن على الأقل في النخب لمثل هذه المؤامرات

على كلا الرأيين فالتقرير لم يخرج عن خدمة المصلحة الأمريكية، وإن كنت أميل إلى الرأي الأول لأن التقرير صدر في أوج الغضب الأمريكي على العالم الإسلامي بعد 11سبتمبر، إذ لم يكن الوضع في ذلك الحين هادئا لنقول أن ثمة بالونات اختبار تطلق هنا وهناك، وأما مسألة الإعلان عن التقرير فهذا من وجهة نظري يرجع إلى سياسة المؤسسة ومدى حرصها على إسماع صوتها لأكبر عدد ممكن من السياسيين الأمريكيين، خاصة وأن الساحة الأمريكية تعج بمئات المراكز البحثية، والتي زادت من نشاطها البحثي حول العالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر.

س : لاحظنا التجاوب الكبير من كاتبة التقرير مع أسئلتكم المرسلة لها على البريد ، مما يستشف منه رغبة جادة في أن يكون التقرير فعلا محور دراسات في البلاد الإسلامية ... ما هي الفائدة التي يمكن أن يخرج بها كاتب التقرير أو مؤسسة راند من جعله محور نقاش بين النخب العربية ... طبعا إذا قلنا هو موجه بالأسس للساسة صانعي القرار بمعنى أن ما فيه يجب أن يؤخذ كمسلمات أو على الأقل موجهات صائبة بقدر كبير ليس من المفترض أن تخضع للنقد على الأقل قبل التطبيق ..

على كل حال كاتبة التقرير أجابت عن تساؤلاتي، ولكنها لم تتجاوب بشكل كبير معها، بل إنها كانت أكثر تحفظاً ودبلوماسية في إجابتها، فمثلاً حينما سألتها بوضوح قائلاً:هناك من يقول أن تقريرك "إسلام حضاري ديمقراطي " فيه الكثير من المثالية، ولم يكن عميقاً في نظرته للعالم الإسلامي، وأيضاً يحوي مغالطات بالنسبة للقرآن الكريم والحديث الشريف، كيف تُعلقين على هذا الكلام ؟ كانت إجابتها: أنا أستاذة في العلوم السياسية، وليس اللاهوتية (الدينية) ، عملي يقتضي دراسة تأثير السياسة ودور السلوك الديني، وما يقلقني كأستاذة علوم سياسيه أمريكية هو: ما هو الشرق الأوسط؟ وما توجهاته نحونا؟ ولماذا هؤلاء الذين يستخدمون العنف يبررونه بمبررات دينيه؟

فهذه الإجابة المتحفظة تُشعر بأنها لا تكترث بمدى ردة الفعل الإسلامي بل الذي يقلقها هو أن تطرح لبني قومها رأياً أو مقترحاً عن العالم الإسلامي حتى وإن كانت حدود معرفتها بالعالم الإسلامي لا تتعدى دراسة التاريخ الإسلامي في بيروت كما ذكرت في إجابة سؤال آخر.

على كل حال هذا الأمر مما يؤكد أيضاً أن المقصود بالتقرير إنما هو خدمة المصلحة الأمريكية بشكل عام ومصلحة المؤسسة بشكل خاص، ولو كانت المسألة تدور في فلك الموضوعية والحياد والبحث عن المعلومة لكانت الإجابات أكثر وضوحاً مما كانت عليه.

س: جاءت الترجمة العربية غير متطابقة تماما مع النسخة الأصلية للتقرير ..وهذا بطبيعة الحال لا يمكن أن يعزى إلى قصور في الإلمام بأدوات الترجمة أو مهارات اللغة ، خاصة وقد شهدتم بدقة الترجمة في بحثكم... ما الذي يمكن أن نقراءه في هذا الصدد سيما وأن المؤسسة على علم بأن التقرير سيخضع للدراسة من ملمين باللغتين ، أو على الأقل سيكون هناك جهد آخر لترجمة التقرير للعربية وهو ما حصل بالفعل ..

أثناء دراسة التقرير لاحظت أن النسخة العربية للتقرير غير متطابقة تماماً مع النسخة الإنجليزية، فقد حذف من النسخة العربية أشياء مهمة توحي بأن وراء الأكمة ما وراءها، كمثل مسرد الكلمات (الكلمات الدلالية) في بداية التقرير والذي يعد مفتاحاً مهماً لفهم تعريف المؤسسة لكثير من التعبيرات الواردة بين ثنايا التقرير مثل الشريعة والحجاب وغيرها من الألفاظ، وكذلك قائمة المراجع في نهاية التقرير حذفت من النسخة العربية، أما بين ثنايا التقرير فقد حذفت عبارات هنا وهناك من النسخة العربية وغيرت أخرى بأقل منها حدةً، ومن ذلك على سبيل المثال: زعمه –في النسخة الإنجليزية- بأن شرائح كبيرة من المسلمين أميّة لا تفهم القرآن، تطاوله على فقهاء السعودية، إشارته في التقرير الأساسي إلى أن العديد من العلمانيين في العالم الإسلامي يكرهون أمريكا، ويناصبونها العداء. هذه الأمثلة وغيرها وردت في النسخة الإنجليزية ولكنها أُسقطت في النسخة العربية، لأهداف لم تعد بخافية على أحد.

س: إذا قلنا إن التقرير قصد إرسال إشارات معينة بإيحاءات غير مباشرة في القضايا التي تم فيها الحذف...ما الذي يمكن أن نفهمه عندما حذف في النسخة العربية الإشارة في التقرير الأساسي إلى أن العديد من العلمانيين في العالم الإسلامي يكرهون أمريكا ، ويناصبونها العداء ؟ لا سيما وأن جل هؤلاء العلمانيين يجيدون الانجليزية وسيطلعون غلبة ظن على التقرير في النسخة الأصلية والنسخة المترجمة ....

يبدو أن ما ذهبتم إليه حفظكم الله قد وقع بالفعل، ولذلك نجد أن مؤسسة راند في التقرير اللاحق لهذا التقرير والذي حمل عنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة) غيرت تماماً من هذه النبرة الحادة مع العلمانيين إلى أخرى متصالحة تماماً معهم، بل إنها عقدت فصلاً كاملاً عنهم بعنوان (المسلمون العلمانيون: بعد منسي في حرب الأفكار) فجعلتهم ركيزة (منسية) في الحرب الفكرية مع الإسلام!! بعد أن شككت في ولاء الكثير منهم للغرب في تقرير(إسلام حضاري ديمقراطي).

س: مما تم حذفه في النسخة العربية جملة أن شرائح كبيرة من المسلمين أمية لا تفهم القرآن ، هذه دعوى قد تبدو واقعية وصادقة إلى حد كبير إضافة إلى أنها لا يتوقع لها أن تثير حفيظة المسلمين ضد التقرير خاصة مع وجود ما هو اعنف منها ، ما هي الدلالة التي يمكن يرمي لها مثل هذا الصنيع ؟

بداية لو سلمنا بأن هذه الدعوى واقعية فإنه لا يمكن الربط بين الأمية وبين فهم القرآن الكريم، يكفينا في ذلك مثلا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فهو المبلغ والمعلم والمفسر للقرآن الكريم، ومع ذلك فقد كان عليه الصلاة والسلام أمياً (بنص القرآن الكريم) أي لا يقرأ ولا يكتب، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التقرير أورد هذه العبارة في سياق الانتقاص من القرآن الكريم وليس في سياق التوصيف المجرد للمسلمين، وكأنه يريد أن يقول بأن القرآن الكريم يحظى بقدسية عند المسلمين على الرغم من صعوبة في فهمه من قبلهم لأنهم أميين وجهلة باللغة العربية، وهذا ما قد يفسر حذف هذه العبارة من النسخة العربية. وهي بشكل عام أنموذج صغير للمغالطات الكثيرة التي تحفل بها الدراسات الغربية للعالم الإسلامي قديماً وحديثاً.

س : في ظنكم لماذا تم التركيز على أسماء مثل شحرور ، على الرغم أنهم لا يمثلون ثقل فكري في الأوساط الأكاديمية وليس لهم امتداد جماهيري باعتبار حركات اجتماعية أو سياسية ينتمون لها أو يمثلونها كما هو الحال مع أصحاب توجهات اليسار الإسلامي مثلا ولماذا تم تغيب أصحاب مشاريع فكرية كبيرة وواسعة كالجابري وحنفي وغيرهم على الرغم من التأثير النوعي لهذه الكتابات والوجود الكبير في الأوساط الأكاديمية .. وانسجامها في البعد الفكري مع التوجه الغربي في العموم ومع قضايا التقرير على الخصوص ....

أعتقد أن إيراد التقرير لشحرور وبسام طيبي وخالد أبو الفضل وغيرهم كأمثلة للشركاء الذين يمكن الاعتماد عليهم غربياً في عملية تجديد الإسلام يحمل بين ثناياه إشارة إلى أن الغرب بحاجة إلى عناصر تجديدية في العالم الإسلامي أقل تصادماً مع الجمهور المسلم، ومن هنا لا يمكن –على سبيل المثال- مقارنة الجابري الذي اختلفت حوله الآراء اختلافاً كثيرا بمحمد شحرور الذي يعد مغموراً إذا ما قورن بالجابري، ولكن هذا لا يقلل من خطورة منهج شحرور الذي يدعو إليه؛ كتاريخية القرآن وإنكار السنة وغيرها من الطوام.

س : لو قلنا ذكر هذه الأسماء تحفيزا لها لمزيد من العطاء الفكري بحسب التوجه الذي يراه الغرب ينسجم والرؤية التي تريدها أو دعوة لغيرهم لتبني منهاجها في النظر والحذو حذوها... ألا يعد ذلك تحجيما لهذه الجهود من تؤتي ثمارها بل ووأد لها في مهدها على صعيد الأشخاص والمنهج على السواء .. إذ من البدهي أن يتهم أمثال هؤلاء بالعمالة ، وهذه تهمة كفيلة بنسف هذه المشاريع من أساسها وإبطال مفعولها.

بداية لا بد من التأكيد على مسألة مهمة وهي حرص الغرب على رعايته لكل من يخدم مصالحه أياً كان، ومن هنا نبع التساؤل الذي تفضلت به، وهو: هل إعلان أسماء هؤلاء يتعارض مع هذا المبدأ الغربي!؟

ولذلك يمكن الإجابة على هذا التساؤل بأننا لو ربطنا بين الإعلان عن هذه الأسماء والفترة الزمنية التي أعلنت فيه، بمعنى أننا لو وضعنا الإعلان في سياقه الزمني لوجدنا أن لا تعارض بين الإعلان والمبدأ الآنف الذكر، إذ إن إعلان هذه الأسماء جاء بعد أحداث 11 سبتمبر، التي أعلن بعدها "بوش الابن" أن العالم إما مع أمريكا أو مع الإرهاب، فجاء إعلان هذه الأسماء الموالية لجانب (الخير) الأمريكي، لتؤكد مضيها في مبدأ التقسيم هذا (قوى الخير وقوى الشر)، ولتخلع لقب البراءة من الشر والإرهاب على هذه الأسماء. وللعلم فإن هذا الإشهار لم يقتصر على أسماء شخصيات فقط بل شمل مؤسسات إعلامية وتعليمية وجمعيات ومواقع إليكترونية وغيرها.

ولكن يبدو أنهم -بعد أن خفت حدة التوتر الأمريكي مع العالم الإسلامي- رجعوا إلى مبدأهم وطبيعتهم في عدم إبراز الموالين لهم والراعين لمصالحهم في العالم الإسلامي، حتى لا يُتهمون بالعمالة ويفقدوا مصداقيتهم.

س : رصد الحراك الإعلامي كمحور رئيس في الدعاية لأي مشروع فكري - بعد هذا التقرير وهو الآن تجاوز الخمس سنوات - لم يعرب عن أي اهتمام ظاهر في إبراز هذه الأسماء والترويج لها على النحو الذي يخدم أهداف ومرامي التقرير ... هل يعني هذا أن التقرير لم يلق قبولا عند الساسة أصحاب القرار، أم الدعم أتبع آليات واستراتيجيات غير تقليدية وغير مقرؤة لنا حتى الآن..

أولاً وبشكل عام يمكن القول أن تبني الساسة لتوصيات ومقترحات تقارير مراكز البحوث فيما يتعلق بالعالم الإسلامي لا يأتي بقرار مُعلن، أو بهالة إعلامية قد تُفقد ذلك المشروع (المقترح) بعض أهدافه. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ارتباط القرار السياسي الغربي بمراكز البحوث بات أمراً ظاهراً خاصة فيما يتعلق بالعالم الإسلام، إذ تُعد مراكز البحوث وخاصة العريقة منها كمؤسسة راند أحد العيون التي يرى بها السياسيون الغربيون العالم الإسلامي، وهنا يكمن خطر أبحاث وتقارير تلك المراكز، ولذلك تقول مجلة الايكونوميست البريطانية في إحدى افتتاحياتها:«إن أحداً لم يعد في مقدوره أن يناقش أن هذه المراكز أصبحت بذاتها حكومة الظل في أميركا، بل وتَأكد أنها الحكومة الخفية الحقيقية التي تصوغ القرار السياسي وتكتبه، ثم تترك مهمة التوقيع عليه للرئيس ومعاونيه الكبار في الإدارة، وهذا وضع يسيء إلى الفكر في قيمته، ويسيء إلى الإدارة في قرارها».

وأضرب لهذه العلاقة الوطيدة مثلاً واحداً وهو أن مجلس العلاقات الخارجية (Council on Foreign Relations) الذي يعتبر من أعرق مؤسسات البحوث الأمريكية (تأسس عام 1921م) هو المركز الذي أعدَّ الخُطط اللازمة لعراق ما بعد الحرب، وذلك قبل بدء الحرب على العراق بشهور عدة!
هذا بشكل عام أما فيما يتعلق بتقرير(إسلام حضاري ديمقراطي) فإن كثيراً من التوصيات التي وردت فيه نجد أن لها ما يماثلها فعلياً في أرض الواقع على مستوى العالم الإسلامي، فالتقرير –مثلاً- أوصى بالصوفية خيرا ونحن نشاهد في أرض الواقع حراكاً صوفياً ظاهراً من أمثلته القريبة إطلاق قناة خاصة بالصوفية اسمها "الصوفية". كذلك التقرير أوصى بدعم آراء المجددين ونشرها والتضييق على آراء الأصوليين والتقليديين، ونحن نشاهد تهافت الإعلام على إبراز الآراء الشاذة، ومصادمتها بآراء وفتاوى الراسخين في العلم وفتح المجال للفتوى والبرامج الدينية لفئات دون أخرى وهكذا. وأما أخطر التوصيات التي اقترحها التقرير فهي العمل على انتزاع التعليم من أيدي الأصوليين ليكون في أيدي "المجددين"، وقال التقرير في ذلك:«بذل الأصوليون الراديكاليون جهوداً جمةً لفرض سطوتهم على التعليم ويبدو أنهم غير مستعدين على الأرجح للتخلي عن قواعدهم هذه بدون الدخول في معارك، ولذلك لا بد من بذل جهودٍ بنفس القوة والزخم لانتزاع هذه المنطقة منهم»، وقد أوضح التقرير قبل هذه العبارة أن هدف هذا الانتزاع هو الوصول إلى شريحة الشباب لأنه - بحسب التقرير- يُمكن التأثير عليهم عن طريق إدراج رسالة الإسلام الديمقراطي في التعليم!!

هذه الأمثلة قليل من كثير مما ورد في التقرير، ولكن بقي أن أشير إلى أن مؤسسة "راند" ربطت من أول التقرير إلى آخره بين الأصولية والسعودية، ولذلك فلسنا بحاجة إلى دليل لإثبات أن المَعنِي بتطبيقات استراتيجية ومقترحات هذا التقرير هي المملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى.

وبما أن مدار تطبيق مقترحات التقرير يقع على عاتق الإعلام بالدرجة الأولى فلو نظرنا أولاً إلى الإعلام السعودي، وبخاصة الصحفي منه، لوجدنا فيه الكثيرَ من التغيُّر، بل والتحدي لكثير من الثوابت والمقاصد الدينية التي تسير عليها السعودية منذ تأسيسها، ولا أدل على ذلك من أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكاد تكون المادة الدائمة لنقد الصحافة المحلية، بالرغم من أن الهيئة تُعد أحد أجهزة الدولة، وكان تأسيسها بأمر من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله. ولو نظرنا – بشكل أوسع- إلى الإعلام العربي؛ لوجدنا فيه إفساداً موجهاً إلى المملكة العربية السعودية، سواءٌ على المستوى الديني، أو المستوى الخُلقي، وهذا الأمر من الوضوح بما لا يحتاج معه إلى ضرب مثل.

أما الإعلام الغربي؛ فهو شريك في هذه العملية سواء ببرامجه أو حتى بقنواته المتخصصة، كقناة الحرة، وإذاعة سوا، اللتان أنشأتهما الحكومة الأمريكية على غرار فكرة إذاعة أوروبا الحرة، التي كانت موجهةً للتأثير على فكر الشعوب السوفيتية إبان الحرب الباردة بين أمريكا والسوفييت، فـ (الحرة وسوا) أداتان من أدوات حرب الأفكار ضد العالم الإسلامي؛ كما بينت ذلك مؤسسة "راند" صراحةً في تقريرها "بناء شبكات مسلمة معتدلة" الصادر عام 2007م.

س : هل من الممكن أن يكون التقرير برمته من باب إثارة الجلبة حول هذه المشاريع حتى تعطيها البعد الإعلامي والشعبي الكافي للترويج بما يثير حولها من لغط وردود أفعال الذي يخلق البلبلة الكافية في القضايا التي تتبناها من باب " الفوضى الخلاقة "..

على كل حال أعتقد أن هذا التقرير وغيره يُعد من باب "التفكير الأمريكي المسموع"، والذي جاء بعد 11سبتمبر، والذي أوضح الكثير من مكنونات بيوت التفكير والتخطيط الأمريكية، وأوضح كذلك الكثير من خفايا كواليس صنع القرار الأمريكي، وهذا "التفكير المسموع" معناه: أنني أفكر في عمل هذا الشيء، ولدي المبررات الكافية (حرب الإرهاب) لتطبيقه، ومن يقف في طريقي فهو من فريق قوى الشر والإرهاب.

أما الفوضى الخلاقة فهي نتيجة لتطبيق هذا التفكير المسموع وخاصة في العراق، إذ يعدون الانفلات الأمني والتفجيرات والقتل والفقر الذي أعقب احتلالهم للعراق من الفوضى الخلاقة (المحمودة) التي ستُنتج فيما بعد الديمقراطيةَ والأمان للعراقيين!!

س : المفكر طه عبد الرحمن في كتابه روح الحداثة يفرق بين أصحاب القراءات : قراءات حداثية وقراءات معاصرة ، وهو يرى أن القراءات الحداثية تجر معها ثقل التاريخ وانعكاساته على الواقع لذلك فهي قراءات جارحة للتراث ، في حين القراءات المعاصرة لها نظرة تجرد معرفي لا تهتم بإسقاطات التراث في قراءاتها هو يمثل لها بشحرور ....

السؤال : هل تظن أن "راند" يمكن أن تكون لها هذه الرؤية عندما توجهت لدعم أصحاب هذه القراءات المعاصرة حسب طه عبد الرحمن وغيبت اعتبار القراءات الحداثية كالجابري و حنفي وغيرهم . باعتبار أنها قراءات واجهت تحفظات كبيرة ....

أقول بدايةً أنه من خلال دراستي لتقرير"إسلام حضاري ديمقراطي/شركاء وموارد واستراتيجيات" تبين لي سطحية معرفة مؤسسة راند بالعالم الإسلامي، فهذا التقرير الذي يدعو إلى تغيير العالم الإسلامي عبر التأثير على الدين الإسلامي مباشرة من خلال دعم أصحاب الرؤى الإسلامية العصرانية، هذا التقرير بهذه الفكرة الخطيرة أعدته الباحثة بمؤسسة راند والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط الدكتورة "شيريل بينارد" والتي –كما أسلفت- لم تدرس عن الإسلام سوى التاريخ الإسلامي في بيروت!!

ومن هنا أتصور أن"راند" لم تصل إلى ذلك العمق المعرفي الذي يؤهلها للتمييز بين هؤلاء، ولكن الذي أراه أنها تضعهم كلهم في قالب واحد أسمته "المجددون"، وهذا القالب في النهاية يخدم المصلحة الغربية؛ بجعل الإسلام بقرآنه وأحكامه أكثر موائمة للمصلحة الغربية، بغض النظر عن القوالب الفكرية التي يتخذها كل واحد من هؤلاء المجددين؛ سواء الجابري أو شحرور أو غيرهما، فكلهم في رأي الغرب يريدون تجديد الإسلام بوسائل وأفكار تنسجم مع التصورات الغربية.

س : الصوفية وجدت مساحة كبيره في التقرير ، وهي تقريبا الشريحة الوحيدة التي وردت في التقرير وانسجمت آليات ما بعد التقرير على ما ورد فيه ، وقد ظهر ذلك جليا في الأخبار التي جاءت عن حضور بعض الدبلوماسيين الأمريكيين لمناسبات صوفية في بعض البلاد ، ومن توقيع ومواثيق تعاون مشترك مع بعض جماعات التصوف المعروفة مع الحكومة الأمريكية ...

ما الجديد الذي يمكن أن يضيفه التصوف إلى التوجه الأمريكي في التقرير باعتبار أن حركات التصوف متسعة ومسيطرة على التوجه السلوكي في اغلب بلدان الإسلام ، مع عدم عوز أو افتقار في الإمكانات لا في الوسائل التقليدية مثل المساجد ولا الحديثة في الإعلام والفضائيات وغيرها...

بمعنى آخر كيف يمكن تدجين التصوف للعمل على تنفيذ الأجندة المعلنة لـ "راند" ، لا سيما وأن التخزيل في قضايا الجهاد وهي القضية التقليدية التي كان يستخدم فيها التصوف ضد تيارات المقاومة ، بات أمرا لا يمثل هاجسا للغرب لكون حركات المقاومة الحرة صنفت بعد ضجة البرجين ضمن حملة الحرب على الإرهاب وهو الأمر الذي بصمت عليه جميع الدول والشعوب بما فيها الإسلامية..

لا يمكن تاريخياً تجاهل العلاقة بين الصوفية والمستعمر الغربي (خاصة في القرن العشرين)، إذ كانت الصوفية بشكل عام من الأدوات التي استخدمها الغرب في تخدير الشعوب المُستعمرة سواء في بلاد المغرب العربي المحتلة آنذاك أم في غيرها من بلاد المسلمين التي رزحت تحت الاحتلال الغربي ، ذلك أن الغالب على الصوفية والمتفق مع عقائدهم هو ترك الجهاد في سبيل الله بالنفس، والرضا بالواقع أياً كان، استسلاماً منهم لأقدار الله واستصراخاً للسيد أو الولي لينصرهم! وثمَّة أمثلة كثيرة توضح مدى استفادة المستعمر الغربي من الصوفية؛ منها قيام أحمد رضا مؤسس الطريقة الصوفية (البريلوية) في الهند بكتابة رسالة مستقلة باسم: "إعلام الأعلام بأن هندوستان دار الإسلام"، ادعى فيها أن الهند دار سلامٍ وليست دار حرب، ودعا فيها صراحةً لترك جهاد الإنجليز! وفي الجزائر قاوم الصوفيون حركة عبدالقادر الجزائري الجهادية (قبل نكوله وتعاونه مع فرنسا)، وانبثّ كثيرٌ منهم في البلاد لتثبيط الهمم، ومطالبة الناس بالانتظار، وقد كافأتهم حكومة الجزائر الفرنسية، وقامت بتقريبهم ومنحهم النياشين والأوسمة تقديراً لجهودهم في خدمتها، وقال "المارشال بوجو" -أول حاكم فرنسي للجزائر- في رسالة بعث بها إلى شيخ الطريقة التجـانية:"لولا موقف الطريقة التجانية المتعاطف لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المُفتتحة أصعب بكثير مما كان"، وقال في مناسبة أخرى:"إن الحكومة الفرنسية تُعظِّم زاوية من زوايا الطرق، أكثر من تعظيمها لثكنة جنودها وقوادها، وأن الذي يحارب الطرق إنما يحارب فرنسا"! وفي المغرب لما قام المجاهد محمد بن عبدالكريم الخطابي بالجهاد ضد المستعمر الاسباني تألّب عليه مشايخ الطرق الصوفية وخانوه في كثير من المواقع.

وبعد أن انتهى عصر الاستعمار ضعفت على ما يبدو العلاقة الغربية الصوفية لتوجه الغرب إلى حلفاء آخرين (عسكريين وقوميين.. الخ) يتناسبون وفترة الاستقلال التي أعقبت الاستعمار.

بعد ذلك أعادت أحداث 11سبتمر 2001م الصوفية إلى الواجهة مرة أخرى، إذ وجدت فيها أمريكا التي أعادت الاستعمار العسكري إلى العالم الإسلامي وجدت فيها الحليف الذي يمكن أن يؤدي دوراً كبيراً في تخدير شعوب العالم الإسلامي الغاضبة، وصرفها عن الاهتمام بما ينفعها في دينها ودنياها إلى الدروشة الصوفية التي لا تحمل في طياتها سوى الخمول والكسل والرضا بالحال أياً كان.

وقد رصد الباحث محمد عبدالله المقدي -وفقه الله- في بحث له لطيف بعنوان" الصوفية بين المواجهة والتمكين" بعضاً من الحراك الصوفي الواضح بعد 11 سبتمر2001م، والذي يدل دلالة واضحة على تحالف حقيقي جديد بين الغرب والصوفية، الأمر الذي يزيد من المسؤولية على علماء المسلمين وباحثيهم في كشف هذا التحالف الخطير وبيان خباياه، حتى لا يجرَّ على الأمة الويلات في عقائدها ومعاشها، سيما وأن الهيمنة الإعلامية في عالم اليوم هي في يد الغرب.

بقي أن أقول أن الصوفية بعقائدها تنسجم بشكل كبير-على الأقل في الوقت الراهن- مع التخطيط الغربي المعاصر لتطويع الإسلام وجعله أكثر انسجاماً مع المصلحة الغربية، وخاصة في دول قلب العالم الإسلامي.

س : يجعل التقرير جميع البلدان الإسلامية في سلة واحدة ، على الرغم من قيام الفرق في المسافات التي قطعتها بعض المجتمعات نحو التطبيع مع أهداف ومرامي التقرير .. هل يمكن القول أن أمريكا غير راضية عن مستوى التطبيع الذي حصل حتى الآن مثلا في تونس ، أم أن هذا التقرير برمته موجه إلى النخب الفكرية المستبدة بالإعلام في جهات محددة على وجه الخصوص (السعودية مثلا ) باعتبار أنها الوحيدة التي تسير بمسافة معتبرة عن باقي الدول و الشعوب الإسلامية في هذه القضايا يؤكده ما ذكرته عن هملتون جيب في بحثك عن السعودية وأفغانستان ..

في الحقيقة أن التقرير يتعرض للحديث عن بلدان العالم الإسلامي وتصنيفها بقدر ما تحدث عن الإسلام (الذي يهدف لتطويره)، ولذلك جاء عنوان التقرير"إسلام حضاري ديمقراطي" ولم يقل (مسلمون حضاريون ديمقراطيون)، أو(بلدان حضارية ديمقراطية) ولذلك أقرّت راند في بداية التقرير بصعوبة مهمة تغيير عقيدة أمة ما، وأنها ليست بالأمر السهل!! ولذلك خلصت المؤسسة بعد أن قسمت المسلمين بالنظر إلى آرائهم الدينية إلى: متشددين وتقليديين وعلمانيين وتجديديين إلى أن التجديديين (العصرانيين) هم الخيار الأمثل لتغيير (تطوير) الدين الإسلامي بآرائه ومعتقداته ليكون منسجماً وملائماً للعالم الغربي، وعلى الغرب أن يتولى دعمهم والتمكين لهم.

هذا بشكل عام، وأما على وجه الخصوص فقد أوضحت في إجابة سابقة أن التقرير ربط في كثير من أجزائه بين الأصولية(المذمومة بالنسبة له) وبين السعودية، وبالتالي فإن توصياته المتعددة بالوقوف في وجه الأصوليين ودعم المجددين..الخ، ينصب تطبيقها بالدرجة الأولى على السعودية، ولا غرو، فإن السعودية تُعد اليوم قلب العالم الإسلامي، لاعتباراتٍ كثيرة؛ من أبرزها أن بها مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ مهوى قلوب وأفئدة المسلمين كافةً، فـمؤسسة "راند" والغرب من ورائها يدركون أن أي تأثير على المملكة العربية السعودية هو تأثيرٌ على العالم الإسلامي، بل على المسلمين في كل أنحاء الأرض.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين.

al-fikr.com/container.php?fun=cview&id=10

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..