الاثنين، 18 يونيو 2012

لا أظن أن جماعة الإخوان المسلمين كلهم يبتغون بالدين الرئاسة

روى الترمذي عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) قال الترمذي: حديث حسن صحيح، فذم النبي صلى الله عليه وسلم الحرص على المال والشرف، وهو الرياسة، والسلطان، وأخبر أن ذلك يفسد الدين مثل أو فوق إفساد
الذئبين الجائعين لزريبة الغنم. مجموع الفتاوى (20/142)

ومن ذلك أن جماعة الإخوان المسلمين التي تدعو إلى تحكيم الشريعة، وترفع شعار "الإسلام هو الحل" لمشاكل العالم = يصرح بعضهم – ولا سيما إذا خاضوا فيما يسمى السباق الرئاسي - اعتقادًا أو تقية، وكلتا العلتين من الفساد: بترك تطبيق الشريعة, وبأن العلمانية لا تعارض الإسلام, وأن عقيدة المسلمين والنصارى عقيدة واحدة لا فرق بينهما, وأن رؤوس الرافضة من الأئمة الذين يحتذى حذوهم؛ ولا أظن كل الإخوان كذلك، ولا أعلم أن (مرسي) صرح بهذا بنصه، وبناء على الظاهر حكمت بأنه أقرب إلى الدين وأهله من شفيق، ولم أطلق. والله أعلم.

وهذا لا يخالف ما قاله الشيخ صالح اللحيدان؛ لأنه لم يتكلم عن الموازنة بين الإخوان المسلمين والاشتراكيين والرافضة (الحوثيين) عامة، ولا عن الموازنة بين رجلين؛ انحصر الاختيار للرئاسة فيهما: رجل من الإخوان المسلمين، ورجل ينتمي إلى التيار العلماني.

وأما فتوى الشيخ عبد العزيز الراجحي فهي وإن كانت في نفس المسألة إلا أنها لم تتطرق - كذلك الكلام الذي قاله الشيخ صالح اللحيدان - إلى الموازنة بين الرجلين؛ إذا انحصر الاختيار للرئاسة فيهما، وكان ترك أهل الدين - من أمثال السائل- للاختيار؛ يؤدي إلى فوز الرجل الذي ينتمي إلى التيار العلماني بالرئاسة.

فقد أجاب بأنه لا يرى أن يُختار من ينتمي إلى التيار العلماني، ولا من ينتمي إلى الإخوان المسلمين، وذكر أن الاختيار يكون لأهل الحل والعقد، لمن يقيم دين الله، ويحكم شريعة الله في عباد الله...

وهذا هو الواجب إذا أمكن...
لكن إذا لم يمكن هذا، وكان ترك أهل الدين الاختيار؛ يؤدي إلى تولية من تكون المفسدة في ولايته أعظم؛ فاختيار أقلهما مخالفة للشرع – فيما يظهر، وحيث لم يظهر منه ما تقدم ذكره -  لدفع أعظمهما مخالفة للشرع؛ هو المشروع.

وهذا حكم نسبي بحسب ما يظهر لمن يوازن بينهما من حالهما، والله أعلم.

هذا مع ما ذكر في المقال السابق من وجوب الاستمرار في الدعوة إلى الحكم بما أنزل الله على بصيرة، والعمل به؛ حتى يصبح الواجب ممكنًا، والأمل واقعًا.

فؤاد أبو الغيث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..